٦٢

وقوله سبحانه امن يجيب المضطر اذا دعاه الآية وعن حبيب بن سلمة الفهرى وكان مجاب الدعوة قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول لا يجتمع ملأ فيدعو بعضهم ويؤمن بعضهم الا اجابهم اللّه رواه الحاكم فى المستدرك انتهى من سلاح المؤمن وعن ابى هريرة رضى اللّه عنه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ادعوا اللّه وانتم موقنون بالاجابة واعلموا ان اللّه لا يستجيب دعاء

من قلب غافل لاه رواه الترمذى وهذا لفظه قال صاحب السلاح ورواه الحاكم فى المستدرك وقال مستقيم الاسناد انتهى والسوء عام فى كل ضر يكشفه اللّه تعالى عن عباده قال ابن عطاء اللّه ما طلب لك شىء مثل الاضطرار ولا اسرع بالمواهب لك مثل الذلة والافتقار انتهى والظلمات عام لظلمه الليل ولظلمة الجهل والضلال والرزق من السماء هو بالمطر ومن الارض بالنبات هذا هو مشهور ما يحسه البشر وكم للّه بعد من لطف خفى ثم امر تعالى نبيه ان يوقفهم على ان الغيب مما انفرد اللّه بعلمه ولذلك سمى غيبا لغيبه عن المخلوقين روى ان هذه الآية من قوله قل لا يعلم انما نزلت لاجل سؤال الكفار عن الساعة الموعود بها فجاء بلفظ يعم الساعة وغيرها واخبر عن البشر انهم لا يشعرون ايان يبعثون ص ايان اسم استفهام بمعنى متى وهى معمولة ليبعثون والجملة فى موضع نصب بيشعرون انتهى وقرأ جمهور القراء بل ادارك اصله تدارك وقرأ عاصم فى رواية ابى بكر بل ادرك على وزن افتعل وهى بمعنى تفاعل وقرأ ابن كثير وابو عمرو بل ادرك وهذه القراءات تحتمل معنيين احدهما ادرك علمهم اي تناهى كما تقول ادرك النبات والمعنى قد تناهى علمهم بالآخرة الى ان لا يعرفوا لها مقدارا فيومنوا وانما لهم ظنون كاذبة  الى ان لا يعرفوا لها وقتا والمعنى الثانى بل ادرك بمعنى اي انهم فى الاخرة يدرك علمهم وقت القيامة ويرون العذاب والحقائق التى كذبوا بها واما فى الدنيا فلا وهذا هو تأويل ابن عباس ونحا اليه الزجاج فقوله فى الآخرة على هذا التاويل ظرف وعلى التأويل الأول فى بمعنى الباء ثم وصفهم عز و جل بأنهم فى شك منها ثم اردف بصفة هى ابلغ من الشك وهى العمى بالجملة عن امر الاخرة وعمون اصله عميون فعلون كحذرون

﴿ ٦٢