سورة القصصوهى مكية الا قوله تعالى ان الذى فرض عليك القرءان لرادك الى معاد فإنها نزلت بالجحفة فى وقت هجرة النبى صلى اللّه عليه و سلم الى المدينة قاله ابن سلام وغيره وقال مقاتل فيها من المدنى الذين ءاتيناهم الكتاب الى قوله لا نبتغى الجاهلين بسم اللّه الرحمن الرحيم ١قوله تعالى طسم تلك ءايات الكتاب المبين نتلو عليك من نبإ موسى الآية معنى نتلو نقص وخص تعالى بقوله لقوم يؤمنون من حيث انهم هم المنتفعون بذلك دون غيرهم وعلا فى الارض اي علو طغيان وتغلب وفى الارض يريد ارض مصر والشيع الفرق والطائفة المستضعفة هم بنو اسراءيل يذبح ابناءهم خوف خراب ملكه على ما اخبرته كهنته لاجل رؤيا رءاها قاله السدى وطمع بجهله ان يرد القدر واين هذا المنزع من قول النبى صلى اللّه عليه و سلم لعمر ان يكنه فلن تسلط عليه وان لم يكنه فلا خير لك فى قتله يعنى ابن صياد اذ خاف عمر ان يكون هو الدجال وباقى الآية بين وتقدم قصصه والأئمة ولاة الأمور قاله قتادة ونجعلهم الوارثون يريد ارض مصر والشام وقرأ حمزة ويرى فرعون بالياء وفتح الراء والمعنى ويقع فرعون وقومه فيما خافوه وحذروه من جهة بنى اسراءيل وظهورهم وهامان هو وزير فرعون وكبر رجاله وهذا الوحى الى ام موسى قيل وحى الهام وقيل بملك وقيل فى منام وجملة الامر انها علمت ان هذا الذى وقع فى نفسها هو من عند اللّه قال السدى وغيره امرت ان ترضعه عقب الولادة وتصنع به ما فى . اآلاية لأن الخوف كان عقب كل ولادة واليم معظم الماء والمراد نيل مصر واسم ام موسى يوحانذ وروى فى قصص هذه الآية أن ام موسى لفته فى ثيابه وجعلت له تابوتا صغيرا وسدته عليه بقفل وعلقت مفتاحه عليه واسلمته ثقة باللّه وانتظارا لوعده سبحانه فلما غاب عنها عاودها بثها واسفت عليه واقنطها الشيطان فاهتمت به وكادت تفتضح وجعلت الاخت تقصه اي تطلب اثره وتقدم باقى القصة فى طه وغيرها والالتقاط اللقاء عن غير قصد وءال فرعون اهله وجملته واللام فى ليكون لام العاقبة وقال ص ليكون اللام للتعليل المجازى ولمكان مئاله الى ذلك عبر عنه بلام العاقبة وبلام الصيرورة انتهى وقرأ حمزة والكساءى وحزنا بضم الحاء وسكون الزاى والخاطئى متعمد الخطإ والمخطئي الذى لا يتعمده وقوله وهم لا يشعرون اي بانه هو الذى يفسد ملك فرعون على يده قاله قتادة وغيره ١٠واصبح فؤاد ام موسى فارغا اي فارغا من كل شىء الا من ذكر موسى قاله ابن عباس وقال مالك هو ذهاب العقل وقالت فرقة فارغا من الصبر وقوله تعالى ان كادت لتبدى به اي امر ابنها وروى ان النبى صلى اللّه عليه و سلم قال كادت ام موسى ان تقول وابناه وتخرج سائحة على وجهها الربط على القلب تأنيسة وتقويته ولتكون من المؤمنين اي من المصدقين بوعد اللّه وما اوحى اليها به وعن جنب اي ناحية فمعنى عن جنب بعد لم تدن منه فيشعر لها وقوله وهم لا يشعرون معناه انها اخته ووعد اللّه المشار اليه هو الذى اوحاه اليها لا اما بملك بمنامة حسبما تقدم والقول بالإلهام ضعيف ان يقال فيه وعد وقوله واكثرهم يريد به القبط والأشد شدة البدن واستحكام امره وقوته وا٤ستوى معناه تكامل عقله وذلك عند الجمهور مع الأربعين والحكم الحكمة والعلم المعرفة بشرع ابراهيم عليه السلام ١٥وقوله تعالى ودخل المدينة على حين غفلة من اهلها قال السدى كان موسى فى وقت هذه القصة على رسم التعلق بفرعون وكان يركب مراكبه حتى انه كان يدعى موسى بن فرعون فركب فرعون يوما وسار الى مدينة من مدائن مصر فركب موسى بعده ولحق بتلك المدينة فى وقت القائلة وهو حين الغفلة قاله ابن عباس وقال ايضا هو بين العشاء والعتمة وقيل غير هذا وقوله تعالى هذا من شيعته اي من بنى اسراءيل وعدوه هم القبط والوكز الضرب باليد مجموعة وقرأ ابن مسعود فلكزه والمعنى واحد الا ان اللكز فى اللحى والوكز على القلب وقضى عليه معناه قتله مجهزا ولم يرد عليه السلام قتل القبطى لكن وافقت وكزته الأجل فندم ورأى ان ذلك من نزع الشيطان فى يده ثم ان ندامه موسى حملته على الخضوع لربه والاستغفار من ذنبه فغفر اللّه له ذلك ومع ذلك لم يزل عليه السلام يعيد ذلك على نفسه مع علمه انه قد غفر له حتى انه فى القيامة يقول وقتلت نفسا لم اومر بقتلها حسبما صح فى حديث الشفاعة ثم قال موسى عليه السلام معاهدا لربه رب بنعمتك على وبسبب احسانك وغفرانك فأنا ملتزم ان لا اكون معينا للمجرمين هذا احسن ما تأول وقال الطبرى انه قسم اقسم بنعمة اللّه عنده قال ع واحتج اهل الفضل والعلم بهذه الآية فى منع خدمة اهل الجور ومعونتهم فى شىء من امورهم ورأواانها تتناول ذلك نص عليه عطاء بن ابى رباح وغيره قال ابن عباس ثم ان موسى مر وهو بحالة الترقب واذا ذلك الإسراءيلى الذى قاتل القبطى بالأمس يقاتل آخر من القبط وكان القبطى قد خفى على الناس واكتتم فلما رأى الإسراءيلى موسى استصرخه بمعنى صاح به مستغيثا فلما رأى موسى قتاله لآخر اعظم ذلك وقال له معاتبا ومؤنبا انك لغوى مبين وكانت ارادة موسى مع ذلك ان ينصر الاسراءيلى فلما دنا منهما وحبس الإسراءيلى وفزع منه وظن انه ربما ضربه وفزع من قوته التى رأى بالامس فناداه بالفضيحة وشهر امر المقتول ولما اشتهر ان موسى قتل القتيل وكان قول الاسراءيلى يغلب على النفوس تصديقه على موسى مع ما كان لموسى من المقدمات اتى رأى فرعون وملائه على قتل موسى وغلب على نفس فرعون انه المشار اليه بفساد المملكة فأنفذ فيه من يطلبه ويأتى به للقتل والهم اللّه رجلا يقال انه مؤمن من آل فرعون غيره فجاء الى موسى وبلغه قبلهم ويسعى معناه يسرع فى مسيه قاله الزجاج وغيره وهو دون الجرى فقال يا موسى ان الملأ يأتمرون بك الآية ت قال الهروى قوله تعالى يأتمرون بك اي يؤامر بعضهم بعضا فى قتلك وقال الأزهرى الباء فى قوله يأتمرون بك بمعنى فى يقال ائتمر القوم اذا شاور بعضا انتهى وعن ابى مجلز واسمه لاحق بن حميد قال من خاف من امير ظلما فقال رضيت باللّه ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبينا وبالقرءان حكما واماما نجاه اللّه منه رواه ابن ابى شيبة فى مصنفه انتهى من السلاح وتلقاء معناه ناحية مدين وبين مصر ومدين مسيرة ثمانية ايام وكان ملك مدين لغير فرعون ولما خرج عليه السلام فارا بنفسه منفردا حافيا لاشىء معه ولا زاد وغير عارف بالطريق اسند امره الى اللّه تعالى وقال عسى ربى ان يهدينى سواء السبيل ومشى عليه السلام حتى ورد ماء مدين ووروده الماء معناه بلوغه ومدين لا ينصرف اذ هو بلد معروف والامة الجمع الكثير ويسقون معناه ماشيتهم ومن دونهم معناه ناحية الى الجهة التى جاء منها فوصل الى المرأتين قبل وصوله الى الامة وتذودان معناه تمنعان وتحبسان غنمهما عن الماء خوفا من السقاة الأ قوياء وابونا شيخ كبير اي لا يستطيع لضعفه ان يباشر امر غنمه وقوله تعالى فسقى لهما قالت فرقة كانت ءابارهم مغطاه بحجارة كبار فعمد الى بير وكان حجرها لا يرفعه الا جماعة فرفعه وسقى للمرأتين فعن رفع الصخرة وصفته احداهما بالقوة وقيل وصفته بالقوة لأنه زحم الناس وغلبهم على الماء حتى سقى لهما وقرأ الجمهور يصدر الرعاء على حذف المفعول تقديره مواشيهم وتولى موسى الى الظل وتعرض لسؤال ما يطعمه بقوله رب انى لما انزلت الى من خير فقير ولم يصرح بسؤال هكذا روى جميع المفسرين انه طلب فى هذا الكلام ما يأكله قال ابن عباس وكان قد بلغ به الجوع الى ان اخضر لونه من اكل البقل وريئت خضرة البقل فى بطنه وانه لأكرم الخلق يومئذ على اللّه وفى هذا معتبر وحاكم بهوان الدنيا على اللّه تعالى وعن معاذ بن انس قال قال النبى صلى اللّه عليه و سلم من اكل طعاما فقال الحمد للّه الذى اطعمنى هذا الطعام وزرقنيه من غير حول منى ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه ومن لبس ثوبا فقال الحمد للّه الذى كساني هذا الثوب ورزقنيه من غير حول منى ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر رواه أبو داود واللفظ له والترمذى وابن ماجه والحاكم فى المستدرك وقال صحيح على شرط البخارى وقال الترمذى حسن غريب انتهى من السلاح ٢٥وقوله تعالى فجاءته احداهما تمشى على استحياء الآية فى هذا الموضع اختصار يدل عليه الظاهر قدره ابن اسحاق فذهبتا الى ابيهما فأخبرتاه بما كان من الرجل فأمر احدى ابنتيه ان تدعوه له فجاءته على ما فى الآية وقوله على استحياء اي خفرة قد سترت وجهها بكم درعها قاله عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه وروى الترمذى عن ابى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الحياء من الايمان والايمان فى الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء فى النار قال ابو عيسى هذا حديث حسن صحيح انتهى والجمهور ان الداعى لموسى عليه السلام هو شعيب عليه السلام وان المرأتين ابنتاه فقالت ان ابى يدعوك الآية فقام يتبعها فهبت ريح ضمت قميصها الى بدنها فتحرج موسى من النظر اليها فقال لها امشى خلفى وارشدينى الى الطريق ففهمت عنه فذلك سبب وصفها له بالأمانة قاله ابن عباس فلما جاءه وقص عليه القصص فانسه بقوله لا تخف نجوت من القوم الظالمين فلما فرغ كلامهما قالت احدى الإبنتين يا ابت استأجره ان خير من استاجرت القوي الأمين فقال لها ابوها ومن اين عرفت هذا منه قالت اما قوته ففى رفع الصخرة واما امانته ففى تحرجه عن النظر الى قاله ابن عباس وقتادة وابن زيد وغيرهم فقال له الاب عند ذلك انى اريد ان انكحك احدى ابنتي هاتين الآية قال ابن العربى فى احكامه قوله انى اريد ان انكحك احدى ابنتي هاتين يدل على انه عرض لاعقد لأنه لو كان عقدا لعين المعقود عليها لأن العلماء وان اختلفوا فى جواز البيع اذا قال له بعتك احد عبدي هذين بثمن كذا فانهم اتفقوا على ان ذلك لا يجوز فى النكاح لأنه خيار وشىء من الخيار لا يلحق بالنكاح وروى انه قال شعيب ايتهما تريد قال الصغرى انتهى وتاجر معناه تثيب وجعل شعيب الثمانية الأعوام شرطا ووكل العامين الى المروءة ولما فرغ كلام شعيب قرره موسى وكرر معناه على جهة التوثق فى ان الشرط انما وقع فى ثمان حجج وايما استفهام نصب بقضيت وما وصلة للتأكيد ولا عدوان معناه لاتباعه علي والوكيل الشاهد القائم بالامر ٢٩وقوله تعالى فلما قضى موسى الأجل قال ابن عباس قضى اكملهما عشر سنين وأسنده إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم وقوله إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر اوجذوة من النار لعلكم تصطلون فلما اتاها نودي الآية تقدم قصصها فانظره فى محاله قال البخارى والجذوة قطعة غليظة من الخشب فيها لهب انتهى قال العراقى وءانس معناه ابصر انتهى وقوله من الشجرة يقتضى ان موسى عليه السلام ما سمع من جهة الشجرة وسمع وادرك غير مكيف ولا محدد قال السهيلى قيل ان هذه الشجرة عوسجة وقيل عليقة والعوسج اذا عظم قيل له الغرقد انتهى ولم يعقب معناه لم يرجع على عقبه من توليته وقوله تعالى واضمم اليك جناحك من الرهب ذهب مجاهد وابن زيد الى ان ذلك حقيقة امره بضم عضده وذراعه وهو الجناح الى جنبه ليخف بذلك فزعه ورهبه ومن شأن الانسان اذا فعل ذلك فى اوقات فزعه ان يقوي قلبه وذهبت فرقة الى ان ذلك على المجاز وانه امر بالعزم على ما امر به كما تقول العرب اشدد حيازيمك واربط جأشك اي شمر فى امرك ودع عنك الرهب وقوله تعالى فذانك برهانان من ربك قال مجاهد والسدى هى اشارة الى العصا واليد وقرأ الجمهور ردأ بالهمز وقرأ نافع وحده ردا بتنوين الدال دون همز وذلك على التخفيف من ردء والردء الوزير المعين وشد العضد استعارة فى المعونة والسلطان الحجة وقوله بأياتنا متعلق بقوله الغالبون اي تغلبون بأياتنا وهى المعجزات ثم ان فرعون استمر فى الطريق مخرقته على قومه وامر هامان بان يطبخ له الاجر وان يبنى له صرحا اي سطحا فى اعلى الهواء موهما لجهلة قومه ان يطلع بزعمه فى السماء ثم قال وانى لأظنه من الكاذبين يعنى موسى فى انه ارسله مرسل ونبذناهم معناه طرحناهم واليم بحر القلزم فى قول اكثر الناس وهو الاشهر ٤١وقوله تعالى وجعلناهم ائمة يدعون الى النار الآية عبارة عن حالهم وافعالهم وخاتمتهم اي هم بذلك كالداعين الى النار وهم فيه ائمة من حيث اشتهروا وبقى حديثهم فهم قدوة لكل كافر وعات الى يوم القيامة والمقبوحين الذين يقبح كل امرهم قولا لهم وفعلا بهم قال ابن عباس هم الذين قبحوا بسواد الوجوه وزرقة العيون ويوم ظرف مقدم ولقد آتينا موسى الكتاب يعنى التوراة والقصد بهذا الاخبار التمثيل لقريش بما تقدم فى غيرها من الأمم وبصائر نصب على الحال اي طرائق هادية ٤٤وقوله تعالى وما كنت بجانب الغربى الآية اي ما كنت يا محمد حاضرا لهذه الغيوب التى تخبرهم بها ولكنها صارت اليك بوحينا اي فكان الواجب ان يسارعوا الى الايمان بك قال السهيلي وجانب الغربى هو جانب الطور الايمن فحين ذكر سبحانه نداءه لموسى قال وناديناه من جانب الطور الأيمن وحين نفى عن محمد عليه السلام ان يكون بذلك الجانب قال وما كنت بجانب الغربى والغربى هو الأيمن وبين اللفظين فى ذكر المقامين ما لا يخفى فى حسن العبارة وبديع الفصاحة والبلاغة فإن محمد عليه السلام لا يقال له وما كنت بالجانب الأيمن فإنه لم يزل بالجانب الأيمن مذ كان فى ظهر ءادم عليه السلام انتهى وقوله سبحانه فتطاول عليهم العمر الثعلبى اي فنسوا عهد اللّه انتهى وقضينا معناها انفذنا والأمر يعنى التوراة وقالت فرقة يعنى به ما اعلمه من امر محمد عليه السلام قال ع وهذا تأويل حسن يلتئم معه ما بعده من قوله ولكنا انشأنا قرونا ت قال ابو بكر بن العربى قوله تعالى اذ قضينا الى موسى الامر معناه اعلمناه وهو احد ما يرد تحت لفظ القضاء مرادا انتهى من كتاب تفسير الأفعال الواقعة فى القرءان والثاوى المقيم ٤٦وقوله تعالى وما كنت بجانب الطور يريد وقت انزال التوراة الى موسى وقوله اذ نادينا روى عن ابى هريرة انه نودى يومئذ من السماء يا امة محمد استجبت لكم قبل ان تدعونى وغفرت لكم قبل ان تسئلونى فحينئذ قال موسى عليه السلام اللّهم اجعلنى من امة محمد فالمعنى اذ نادينا بأمرك واخبرنا بنبوتك وقال الطبرى معنى قوله اذ نادينا بأن سأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة الآية وقوله سبحانه ولولا ان تصيبهم مصيبة الآية المصيبة عذاب فى الدنيا على كفرهم وجواب لولا محذوف يقتضيه الكلام تقديره لعاجلناهم بما يستحقونه وقال الزجاج تقديره لما ارسلنا الرسل ٤٨وقوله سبحانه فلما جاءهم الحق يريد القرءان ومحمد عليه السلام والمقالة التى قالتها قريش لولا اوتى مثل ما اوتى موسى كانت من تعليم اليهود لهم قالوا لهم لم لايأتى بأية باهرة كالعصا واليد وغير ذلك فعكس اللّه عليهم قولهم ووقفهم على انهم قد وقع منهم فى تلك آلايات ما وقع من هؤلاء فى هذه فالضمير فى قوله يكفروا لليهود وقرأ الجمهور ساحران والمراد موسى وهارون قال ع ويحتمل ان يريد بما اوتى موسى من امر محمد والإخبار به الذى هو فى التوراة وقوله وقالوا انا بكل كافرون يؤيد هذا التأويل وقرأ حمزة والكساءى وعاصم سحران والمراد بهما التوراة والقرءان قاله ابن عباس وتظاهرا معناه تعاونا وقوله أهدى منهما قال الثعلبى يعنى اهدى من كتاب محمد وكتاب موسى انتهى ت ويحتمل ان الضمير فى يكفروا لقريش كما اشار اليه الثعلبى وكذا فى قالوا لقريش عنده وساحران يريدون موسى ومحمدا عليهما السلام وهو ظاهر قولهم انا بكل كافرون لأن اليهود لا يقولون ذلك فى موسى فى عصر نبينا محمد عليه السلام ويبين هذا كله قوله تعالى فان لم يستجيبوا لك الآية فإن ظاهر الآية ان المراد قريش وعلى هذا كله مر الثعلبى انتهى ٥١وقوله تعالى ولقد وصلنا لهم القول الآية الذين وصل لهم القول هم قريش قاله مجاهد وغيره قال الجمهور والمعنى واصلنا لهم فى القرءان وتابعناه موصولا بعضه ببعض فى المواعظ والزواجر والدعاء الى الاسلام وذهبت فرقة الى ان الإشارة بتوصيل القول انما هى الى الالفاظ فالمعنى ولقد وصلنا لهم قولا معجزا دالا على نبوتك قال ع والمعنى الأول تقديره ولقد وصلنا لهم قولا يتضمن معاني من تدبرها اهتدى ثم ذكر تعالى القوم الذين ءامنوا بمحمد من اهل الكتاب مباهيا بهم قريشا واختلف فى تعيينهم فقال الزهرى الاشارة الى النجاشى وقيل الى سلمان وابن سلام واسند الطبرى الى رفاعة القرظى قال نزلت هذه الآية فى اليهود فى عشرة انا احدهم اسلمنا فأوذينا فنزلت فينا هذه الآية والضمير فى قبله يعود على القرءان واجرهم مرتين معناه على ملتين وهذا المعنى هو الذى قال فيه صلى اللّه عليه و سلم ثلاثة يؤتون اجرهم مرتين رجل من اهل الكتاب ءامن بنبيه وءامن بى الحديث ويدرءون معناه يدفعون وهذا وصف لمكارم الأخلاق اي يتغابون ومن قال لهم سوءا لاينوه وقابلوه من القول الحسن بما يدفعه واللغو سقط القول والقول يسقط لوجوه يعز حصرها والمراد منه فى الآية ما كان سبا واذى ونحوه فأدب الاسلام الإعراض عنه وسلام فى هذا الموضع قصد به المتاركة لا التحية قال الزجاج وهذا قبل الأمر بالقتال ولا نبتغى الجاهلين معناه لا نطلبهم للجدال والمراجعة والمشاتمة ت قال ابن المبارك فى رقائقه اخبرنا حبيب بن حجر القيسى قال كان يقال ما احسن الايمان يزينه العلم وما احسن العلم يزينه العمل وما احسن العلم يزينه العمل وما احسن العمل يزينه الرفق وما اضفت شيأ الى شىء مثل حلم الى علم انتهى واجمع جل المفسرين على ان قوله تعالى انك لا تهدى من احببت انما نزلت فى شان ابى طالب فروى ابو هريرة وغيره ان النبى صلى اللّه عليه و سلم دخل عليه وهو يجود بنفسه فقال له اي عم قل لا اله الا اللّه كلمة اشهد لك بها عند اللّه الحديث قد ذكرناه فى سورة براءة فمات ابو طالب على كفره فنزلت هذه الآية فيه قال ابو روق قوله تعالى ولكن اللّه يهدى من يشاء اشارة الى العباس والضمير فى قوله وقالوا لقريش قال ابن عباس والمتكلم بذلك فيهم الحارث بن نوفل وحكى الثعلبى انه قال له انا لنعلم ان الذى تقول حق ولكن ان اتبعناك تخطفتنا العرب وتجى ! معناه تجمع وتجلب وقوله كل شىء يريد مما به صلاح حالهم ثم توعد قريشا بقوله وكم اهلكنا من قرية وبطرت معناه سفهت واشرت وطغت قاله ابن زيد وغيره ت قال الهروى قوله تعالى بطرت معيشتها اي فى معيشتها والبطر الطغيان عند النعمة انتهى ثم احالهم على الاعتبار فى خراب ديار الامم المهلكة كحجر ثمود وغيره ثم خاطب تعالى قريشا محقرا لما كانوا يفتخرون به من مال وبنين وان ذلك متاع الدنيا الفانى وان الاخرة وما فيها من النعيم الذى اعده اللّه للمؤمنين خير وابقى ت وفى الحديث عن النبى صلى اللّه عليه و سلم انه قال لو كانت الدنيا تعدل عند اللّه جناح بعوضه ما سقى كافرا منها شربة رواه الترمذى من طريق سهل بن سعد قال وفى الباب عن ابى هريرة قال ابو عيسى هذا حديث صحيح انتهى وباقى الآية بين لمن ابصر واهتدى جعلنا اللّه منهم بمنه ٦١وقوله سبحانه افمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه الآية معناها يعم جميع العالم ومن المحضرين معناه فى عذاب اللّه قاله مجاهد وقتادة ولفظه محضر مشيرة الى سوق بجبر ٦٥وقوله تعالى ويوم يناديهم الضمير المتصل بينادى لعدة الاوثان والاشارة الى قريش وكفار العرب وقوله قال الذين حق عليهم القول هؤلاء المجيبون هم كل مغوداع الى الكفر من الشياطين والأنس طمعوا فى التبرى من متبعيهم فقالوا ربنا هؤلاء انما اضللناهم كما ضللنا نحن باجتهاد لنا ولهم واحبوا الكفر كما احببناه تبرأنا اليك ما كانوا ايانا يعبدون ثم اخبر تعالى انه يقال للكفرة العابدين للأصنام ادعوا شركاءكم كم يعنى الاصنام فدعوهم فلم يكن فى الجمادات ما يجيب ورأى الكفار العذاب وقوله تعالى لو انهم كانوا يهتدون ذهب الزجاج وغيره الى ان جواب لو محذوف تقديره لما نالهم العذاب وقالت فرقة لو متعلقة بما قبلها تقديرة فودوا حين رأوا العذاب لو انهم كانوا يهتدون وقوله سبحانه ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين هذا النداء ايضا للكفار وعميت عليهم الانباء معناه اظلمت عليم جهاتها وقوله فهم لا يتساءلون معناه فى قول مجاهد لا يتساءلون بالأرحام ويحتمل ان يريد انهم لا يتساءلون عن الأنباء ليقين جميعهم انه لاحجة لهم قوله سبحانه فعسى ان يكون من المفلحين قال كثير من العلماء عسى من اللّه واجبه قال ع وهذا ظن حسن باللّه تعالى يشبه كرمه وفضله سبحانه واللازم من عسى انها ترجيه لاواجبة وفى كتاب اللّه تعالى عسى ربه ان طلقكن ت ومعنى الوجوب هنا الوقوع ٦٨وقوله سبحانه وربك يخلق ما يشاء ويختار الآية قيل سببها قول قريش لولا نزل هذا القرءان على رجل من القريتين عظيم ونحو ذلك من قولهم فرد اللّه عليهم بهذه الآية وجماعة المفسرين ان ما نافية اي ليس لهم الخيرة وذهب الطبرى الى ان ما مفعولة بيختار اي ويختار الذى لهم فيه الخيرة وعن سعد بن ابى وقاص قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من سعادة ابن ءادم استخارته اللّه ومن شقاوته تركه رواه الحاكم فى المستدرك وقال صحيح الاسناد انتهى من السلاح وباقى الآية بين والسرمد من الاشياء الدائم الذى لا ينقطع ت ٧٣وقوله سبحانه ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله الآية معناها بين وينبغى للعاقل ان لا يجعل ليله كله نوما فيكون ضائع العمر جيفة بالليل بطالا بالنهار كما قيل ... نهارك بطال وليلك نائم ... كذلك فى الدنيا تعيش البهائم فإن اردت ايها الأخ ان تكون من الأبرار فعليك بالقيام فى الأسحار وقد نقل صاحب الكوكب الدرى عن البزار ان النبى صلى اللّه عليه و سلم قال اتدرون ما قالت ام سليمان لسليمان عليه السلام يا بنى لا تكثر النوم بالليل فإن كثرة النوم بالليل يدع الرجل فقيرا يوم القيامة انتهى وابتغاء الفضل هو بالمشي والتصرف وقوله تعالى ونزعنا من كل امة شهيدا اي عدول الامم واخيارها فيشهدون على الامم بخيرها وشرها فيحق العذاب على من شهد عليه بالكفر وقيل له على جهة الأعذار فى المحاورة هاتوا برهانكم ومن هذه الآية انتزع قول القاضى عند ارادة الحكم ابقيت لك حجة ٧٦وقوله تعالى ان قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم الآية كان قارون من قرابة موسى ممن آمن بموسى وحفظ التوراة وكان عند موسى من عباد المؤمنين ثم ان اللّه اضله وبغى على قومه بأنواع البغى من ذلك كفره بموسى وقال الثعلبى قال ابن المسيب كان قارون عاملا لفرعون على بنى اسراءيل ممن يبغى عليهم ويظلمهم قال قتادة بغى عليهم بكثرة ماله وولده انتهى ت وما ذكره ابن المسيب هو الذى يصح فى النظر لمتأمل الآية ولولا الاطالة لبينت وجه ذلك والمفاتح ظاهرها انها التى يفتح بها ويحتمل ان يريد بها الخزائن والأوعية الكبار قاله الضحاك لأن المفتح فى كلام العرب الخزانة واما قوله لتنوء فمعناه تنهض بتحامل واشتداد قال كثير من المفسرين ان المراد ان العصبة تنوء بالمفاتح المثقلة لها فقلب ت وقال عريب الاندلسى فى كتاب الأنواء له نوء كذا معناه ميله ومنه لتنوء بالعصبة انتهى وهو حسن ان ساعده النقل وقال الداودى عن ابن عباس لتنوء بالعصبة اولى القوة يقول تثقل وكذا قال الواحدي انتهى واختلف فى العصبة كم هم فقال ابن عباس ثلاثة وقال قتادة هم من العشرة الى الأربعين قال البخارى يقال الفرحين المرحين قال الغزالى فى الأحياء الفرح بالدنيا والتنعم بها سم قاتل يسري فى العروق فيخرج من القلب الخوف والحزن وذكر الموت واهوال القييامة وهذا هو موت القلب والعياذ باللّه فاولوا الحزم من ارباب القلوب جربوا قلوبهم فى حال الفرح بمواتاه الدنيا وعلموا ان النجاة فى الحزن الدائم والتباعد من اسباب الفرح والبطر فقطعوا النفس عن ملاذها وعودوها الصبر عن شهواتها حلالها وحرامها واعلموا ان حلالها حساب وهو نوع عذاب ومن نوقش الحساب عذب فخلصوا انفسهم من عذابها وتوصلوا الى الحرية والملك فى الدنيا والآخرة بالخلاص من اسر الشهوات ورقها والأنس بذكر اللّه تعالى والاشتغال بطاعته انتهى قال ابن الحاج فى المدخل قال يمن بن رزق رحمه اللّه تعالى وانا اوصيك بأن تطيل النظر فى مرءاة الفكرة مع كثرة الخلوات حتى يريك شين المعصية وقبحها فيدعوك ذلك النظر الى تركها ثم قال يمن بن رزق ولا تفرحن بكثرة العمل مع قلة الحزن واغتنم قليل العمل مع الحزن فان قليل حزن الاخرة الدائم فى القلب ينفى كل سرور الفته من سرور الدنيا وقليل سرور الدنيا فى القلب ينفى عنك جميع حزن الاخرة والحزن لا يصل الى القلب الا مع تيقظه وتيقظه حياته وسرور الدنيا لغير الاخرة لا يصل الى القلب الا مع غفلة القلب موته وعلامة ثبات اليقين فى القلب استدامة الحزن فيه وقال رحمه اللّه اعلم انى لم اجد شيأ ابلغ فى الزهد فى الدنيا من ثبات حزن آلآخرة فى القلب وعلامة ثبات حزن الاخرة فى القلب انس العبد بالوحدة انتهى وقولهم له ولا تنس نصيبك من الدنيا قال ابن عباس والجمهور معناه لا تضيع عمرك فى ان لا تعمل عملا صالحا فى دنياك اذ الاخرة انما يعمل لها فى الدنيا فنصيب الانسان عمره وعمله الصالح فيها فينبغى ان لا يهمله وحكى الثعلبى انه قيل ارادوا بنصيبه الكفن قال ع وهذا كله وعظ متصل ونحو هذا قول الشاعر ... نصيبك مما تجمع الدهر كله ... رداءان تلوى فيهما وحنوط وقال ابن العربى فى احكامه وفى معنى النصيب ثلاثة اقوال الاول لا تنس حظك من الدنيا اي لا تغفل ان تعمل فى الدنيا للآخرة الثانى امسك ما يبلغك فذلك حظ الدنيا وانفق الفضل فذلك حظ الآخرة الثالث لا تغفل عن شكر ما انعم اللّه به عليك انتهى وقولهم واحسن كما احسن اللّه اليك امر بصلة المساكين وذوي الحاجات ص كما احسن الكاف للتشبيه للتعليل انتهى وقول قارون انما اوتيته على علم عندى قال الجمهور ادعى ان عنده علما استوجب به ان يكون صاحب ذلك المال ثم اختلفوا فى ذلك العلم فقال ابن المسيب اراد علم الكيمياء وقال ابو سليمان الدارانى اراد العلم بالتجارة ووجوه تثمير المال وقيل غير هذا وقوله تعالى ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون قال محمد بن كعب هو كلام متصل بمعنى ما قبله والضمير فى ذنوبهم عائد على من اهلك من القرون اي اهلكوا ولم يسئل غيرهم بعدهم عن ذنوبهم اي كل احد انما يكلم ويعاتب بحسب ما يخصه وقالت فرقة هو اخبار مستأنف عن حال يوم القيامة وجاءت ءايات اخر تقتضى السؤال فقال الناس فى هذا انها مواطن وطرائف وقيل غير هذا ويوم القيامة هو مواطن ثم اخبر تعالى عن خروج قارون على قومه فى زينته من الملابس والمراكب وزينة الدنيا واكثر الناس فى تحديد زينة قارون وتعيينها بما لا صحة له فتركته وباقى الآية بين فى اغترار الجهلة والإغمار من الناس ٨٠وقوله سبحانه وقال الذين اوتو العلم ويلكم الآية اخبر تعالى عن الذين اوتو العلم والمعرفة باللّه وبحق طاعته انهم زجروا الإغمار الذين تمنوا حال قارون وحملوهم على الطريقة المثلى من ان النظر والتمنى انما ينبغى ان يكون فى امور آلاخرة وان حالة المؤمن العامل الذى ينتظر ثواب اللّه تعالى خير من حال كل ذى دنيا ثم اخبر تعالى عن هذه النزعة وهذه القوة فى الخير والدين انها لا يلقاها اي لا يمكن فيها ويخولها الا الطابر على طاعة اللّه وعن شهوات نفسه وهذا هو جماع الخير كله وقال الطبرى الضمير عائد على الكلمة وهى قوله ثواب اللّه خير لمن آمن وعمل صالحا اي لا يلقن هذه الكلمة الا الصابرون وعنهم تصدر وروى فى الخسف بقارون وداره ان موسى عليه السلام لما امضه فعل قارون به وتعديه عليه استجار باللّه تعالى وطلب النصرة فأوحى اللّه اليه انى قد امرت الارض ان تطيعك فى قارون واتباعه فقال موسى يا ارض خذيهم فأخذتهم الى الركب فاستغاثوا يا موسى يا موسى فقال خذيهم فاخذتهم شيأ فشيأ الى ان تم الخسف بهم فأوحى اللّه اليه يا موسى لو بى استغاثوا والى تابوا لرحمتهم قال قتادة وغيره روى انه يخسف به كل يوم قامة فهو يتجلجل الى يوم القيامة ت وفى الترمذى عن معاذ بن انس الجهنى ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال من ترك اللباس تواضعا للّه وهو يقدر عليه دعاه اللّه يوم القيامة على رءوس الخلائق حتى يخيره من اي حلل الإيمان شاء يلبسها وروى الترمذى عن عائشة قالت كان لنا قرام ستر فيه تماثيل على بابى فرءاه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال انزعيه فانه يذكرني الدنيا الحديث وروى الترمذى عن كعب ابن عياض قال سمعت النبى صلى اللّه عليه و سلم يقول ان لكل امة فتنة وفتنة امتى المال قال ابو عيسى هذا حديث حسن صحيح وفيه عن عثمان بن عفان ان النبى صلى اللّه عليه و سلم قال ليس لابن ءادم حق فى سوى هذه الخصال بيت يسكنه وثوب يوارى عورته وجلف الخبز والماء قال النضر بن شميل جلف الخبز يعنى ليس معه ادام انتهى فهذه الأحاديث واشباهها تزهد فى زينة الدنيا وغضارة عيشها الفانى وقوله ويكأن مذهب الخليل وسيبويه ان وى حرف تنبيه منفصلة من كأن لكن اضيفت لكثرة الاستعمال وقال ابو حاتم وجماعة ويك هى ويلك حذفت اللام منها لكثرة الاستعمال وقالت فرقة ويكأن بجملتها كلمة ٨٣وقوله تعالى تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا فى الارض ولا فسادا الآية هذا اخبار مستأنف من اللّه تعالى لنبيه عليه السلام يراد به جميع العالم ويتضمن الحض على السعى حسب ما دلت عليه الآية ويتضمن الانحناء على حال قارون ونظرائه والمعنى ان الاخرة ليست فى شىء من امر قارون واشباهه وانما هى لمن صفته كذا وكذا والعلو المذموم هو بالظلم والتجبر قال النبى صلى اللّه عليه و سلم وذلك ان تريد ان يكون شراك نعلك افضل من شراك نعل اخيك والفساد يعم وجوه الشر ٨٥وقوله تعالى ان الذى فرض عليك القرءان قالت فرقة معناه فرض عليك احكام القرءان وقوله تعالى لرادك الى معاد الجمهور معناه لرادك الى الاخرة اي باعثك بعد الموت وقال ابن عباس وغيره المعاد الجنة وقال ابن عباس ايضا ومجاهد المعاد مكة وفى البخارى بسنده عن ابن عباس لرادك الى معاد الى مكة انتهى وهذه الآية نزلت بالجحفة كما تقدم والمعاد الموضع الذى يعاد اليه وقوله تعالى وما كنت ترجوا ان يلقى اليك الكتاب الا رحمة من ربك هو تعديد نعم والظهير المعين ولا يصدنك عن ءايات اللّه بأقوالهم ولا تلتفت نحوهم وامض لشأنك وادع الى ربك وءايات الموادعة كلها منسوخة وقوله تعالى كل شىء هالك الا وجهه قالت فرقة المعنى كل شىء هالك الا هو سبحانه قاله الطبرى وجماعة منهم ابو المعالى رحمه اللّه وقال الزجاج الا اياه |
﴿ ٠ ﴾