٦

قوله تعالى وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم الآية روى في قصص هذه الآية أن اشراف قريش اجتمعوا عند مرض أبي طالب وقالوا أن من القبيح علينا أن يموت أبو طالب ونوذي محمدا بعده فتقول العرب تركوه مدة عمه فلما مات ءاذوه ولكن لنذهب الى أبي طالب فينصفنا منه ويربط بيننا وبينه ربطا فنهضوا اليه فقالوا يا أبا طالب أن محمدا يسب آلهتنا ويسفه آراءنا ونحن لا نقاره على ذلك ولكن افصل بيننا وبينه في حياتك بأن يقيم في منزله يعبد ربه الذي يزعم ويدع آلهتنا وسبها ولا يعرض لأحد منا بشيء من هذا فبعث أبو طالب الى النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال يا محمد إن قومك قد دعوك الى النصفة وهي أن تدعهم وتعبد ربك وحدك فقال  غير ذلك يا عم قال وما هو قال يعطونني كلمة تدين لهم بها العرب

وتؤدي اليهم الجزية بها العجم قالوا وما هي فانا نبادر اليها قال لا اله الا اللّه فنفروا عند ذلك وقالوا ما يرضيك منا غير هذا قال واللّه لو أعطيتموني الأرض ذهبا ومالا وفي رواية لو جعلتم الشمس في يميني والقمر في شمالي ما أرضاني منكم غيرها فقاموا عند ذلك وبعضهم يقول لبعض اجعل الآلهة الها واحدا أن هذا لشيء عجاب ويرددون هذا المعنى وعقبة بن ابي معيط يقول امشوا واصبروا على آلهتكم فقوله تعالى وانطلق الملأ عن خروجهم عن أبي طالب وانطلاقهم من ذلك الجمع هذا قول جماعة من المفسرين

وقوله أن امشوا نقل الامام الفخران أن بمعنى أي انتهى وقولهم أن هذا لشيء يراد يريدون ظهور محمد وعلوه أي يراد منا الانقياد له وأن نكون له اتباعا ويريدون بالملة الآخرة ملة عيسى قال ابن عباس وغيره وذلك أنها ملة شهر فيها التثليث ثم توعدهم سبحانه بقوله بل لما يذوقوا عذاب أي لو أذاقوه لتحققوا أن هذه الرسالة حق

﴿ ٦