سورة الطور

وهي مكية باجماع

بسم اللّه الرحمن الرحيم

١

قوله عز و جل والطور وكتاب مسطور الآية هذه مخلوقات اقسم اللّه عز و جل بها تنبيها على النظر والاعتبار بها المؤدي الى توحيد اللّه والمعرفة بواجب حقه سبحانه قال بعض اللغويين كل جبل طور فكانه سبحانه اقسم بالجبال

وقال آخرون الطور كل جبل اجرد لا ينبت شجرا وقال نوف البكالي المراد هنا جبل طور سيناء وهو الذي اقسم اللّه به لفضله على الجبال والكتاب المسطور معناه باجماع المكتوب

اسطار

واختلف الناس في هذا الكتاب المقسم به فقال بعض المفسرين هو الكتاب المنتسخ من اللوح المحفوظ للملائكة لتعرف منه جميع ما تفعله وتصرفه في العالم

وقيل هو القرآن اذ قد علم تعالى انه يتخلد في رق منشور

وقيل هو الكتب المنزلة

وقيل هو الكتاب الذي فيه اعمال الخلق وهو الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة والرق الورق المعدة للكتب وهي مرققة فلذلك سميت رقا وقد غلب الاستعمال على هذا الذي هو من جلود الحيوان والمنشور خلاف المطوي والبيت المعمور هو الذي ذكر في حديث الاسراء قال جبريل للنبي صلى اللّه عليه وسلم - هذا البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون الف ملك لا يعودون اليه آخر ما عليهم وبهذا هي عمارته وهو في السماء السابعة

وقيل في السادسة

وقيل انه مقابل للكعبة لو وقع حجر منه لوقع على ظهر الكعبة وقال مجاهد وقتادة وابن زيد في كل سماء بيت معمور وفي كل أرض كذالك وهي كلها على خط من الكعبة وقال علي بن ابي طالب قال السهيلي والبيت المعمور اسمه عريبا قال وهب بن منبه من قال سبحان اللّه وبحمده كان له نور يملأ ما بين عريبا وحريبا وهي الأرض السابعة انتهى والسقف المرفوع هو السماء

واختلف الناس في البحر المسجور فقال مجاهد وغيره الموقد نارا

وروي ان البحر هو جهنم وقال قتادة المسجور المملوء وهذا معروف من اللغة ورجحه الطبري وقال ابن عباس هو الذي ذهب ماؤه فالمسجور الفارغ

وروي ان البحار يذهب ماؤها يوم القيامة وهذا معروف في اللغة فهو من الاضداد

وقيل يوقد البحر نارا يوم القيامة فذلك سجره وقال ابن عباس ايضا المسجور المحبوس ومنه ساجور الكلب وهي القلادة من عود  حديد تمسكه وكذلك لولا ان البحر يمسك لفاض على الأرض والجمهور على انه بحر الدنيا وقال منذر بن سعيد المقسم به جهنم وسماها بحرا لسعتها وتموجها كما قال ص - في الفرس وان وجدناه

لبحرا والقسم واقع على قوله ان عذاب ربك لواقع يريد عذاب الآخرة واقع للكافرين قاله قتادة قال الشيخ عبد الحق في العاقبة ويروى ان عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه سمع قارئا يقرأ والطور وكتاب مسطور قال هذا قسم حق فلما بلغ القارىء الى قوله عز و جل ان عذاب ربك لواقع ظن ان العذاب قد وقع به فغشي عليه انتهى وتمور معناه تذهب وتجيء بالرياح متقطعة متفتتة وسير الجبال هو في اول الامر ثم تتفتت حتى تصير آخرا كالعهن المنفوش ويدعون قال ابن عباس وغيره معناه يدفعون في اعناقهم بشدة واهانة وتعتمة ومنه يدع اليتيم وفي الكلام محذوف تقديره يقال لهم هذه النار التي كنتم بها تكذبون توبيخا وتقريعا لهم ثم وقفهم سبحانه بقول افسحر هذة الآية ثم قيل لهم على جهة قطع رجائهم اصبروا  لا تصبروا سواء عليكم أي عذابكم حتم فسواء جزعكم وصبركم لا بد من جزاء اعمالكم

١٧

وقوله سبحانه ان المتقين في جنات ونعيم الآية يحتمل ان يكون من خطاب اهل النار فيكون اخبارهم بذلك زيادة في غمهم وسوء حالهم نعوذ باللّه من سخطه ويحتمل وهو الاظهر ان يكون اخبارا للنبي صلى اللّه عليه وسلم - ومعاصريه لما فرغ من ذكر عذاب الكفار عقب بذكر نعيم المتقين جعلنا اللّه منهم بفضله ليبين الفرق ويقع التحريض على الايمان والمتقون هنا متقوا الشرك لأنهم لا بد من مصيرهم الى الجنات وكلما زادت الدرجة في التقوى قوي الحصول في حكم الآية حتى ان المتقين على الإطلاق هم في هذه الآية قطعا على اللّه تعالى بحكم خبره الصادق وقرأ جمهور الناس فاكهين ومعناه فرحين مسرورين وقال ابو عبيدة هو من باب لابن وتامر أي لهم فاكهة قال ع والمعنى الاول ابرع وقرأ خالد فيما روى ابو حاتم فكهين والفكه والفاكه المسرور المتنعم

وقوله تعالى بما أتاهم ربهم أي من انعامه ورضاه عنهم

وقوله تعالى ووقاهم ربهم عذاب الجحيم هذا متمكن في متقى المعاصي الذي لا يدخل

النار ووقاهم مشتق من الوقاية وهي الحائل بين الشيء وبين ما يضره

وقوله كلوا واشربوا أي يقال لهم كلوا واشربوا وهنيئا نصب على المصدر

وقوله بما كنتم تعملون معناه ان رتب الجنة ونعيمها بحسب الاعمال واما نفس دخولها فهو برحمة اللّه وفضله واعمال العباد الصالحات لا توجب على اللّه تعالى التنعيم ايجابا لكنه سبحانه قد جعلها امارة على من سبق في علمه تنعيمه وعلق الثواب والعقاب بالتكسب الذي في الاعمال والحور جمع حوراء وهي البيضاء القوية بياض بياض العين وسواد سوادها والعين جمع عيناء وهي كبيرة العينين مع جمالها وفي قراءة ابن مسعود والنخعي وزوجناهم بعيس عين قال ابو الفتح العيساء البيضاء

٢١

وقوله سبحانه والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذرياتهم اختلف في معنى الآية فقال ابن عباس وابن جبير والجمهور اخبر اللّه تعالى ان المؤمنين الذين اتبعتهم ذريتهم في الايمان يلحق الابناء في الجنة بمراتب الآباء وان لم يكن الابناء في التقوى والاعمال كالآباء كرامة للآباء وقد ورد في هذا المعنى حديث عن النبي صلى اللّه عليه وسلم - فجعلوا الحديث تفسير للآية وكذلك وردت احاديث تقتضي ان اللّه تعالى يرحم الآباء رعيا للأبناء الصالحين وقال ابن عباس ايضا والضحاك معنى الآية ان اللّه تعالى يلحق الابناء الصغار باحكام الآباء المؤمنين يعني في الموارثة والدفن في مقابر المسلمين وفي احكام الآخرة في الجنة وقال منذر بن سعيد هي في الصغار لا في الكبار قال ع وارجح الأقوال في هذه الآية القول الاول لأن الآيات كلها في صفة احسان اللّه تعالى الى اهل الجنة فذكر من جملة احسانه سبحانه انه يرعى المحسن في المسيء ولفظة الحقنا تقتضي ان للملحق بعض التقصير في الأعمال ت واظهر من هذا ما اشار اليه الثعلبي في بعض انقاله ان اللّه تعالى يجمع لعبده المؤمن ذريته في الجنة كما كانوا في الدنيا

انتهى ولم يتعرض لذكر الدرجات في هذا التاويل وهو احسن لأنه قد تقرر ان رفع الدرجات هي بأعمال العاملين والايات والاحاديث مصرحة بذلك ولما يلزم على التأويل الاول ان يكون كل من دخل الجنة مع آدم عليه السلام في درجة واحدة إذ هم كلهم ذريته وقد فتحت لك بابا للبحث في هذا المعنى منعني من اتمامه ما قصدته من الاختصار وباللّه التوفيق

وقوله وما التناهم أي نقصناهم ومعنى الآية ان اللّه سبحانه يلحق الابناء بالآباء ولا ينقص الآباء من اجورهم شيئا وهذا تأويل الدجمهور ويحتمل ان يريد من عمل الآبناء من شيء من حسن  قبيح وهذا تأويل ابن زيد ويؤيده

قوله سبحانه كل امرئى بما كسب رهين والرهين المرتهن وفي هذه الألفاظ وعيد وامددت الشيء اذا سربت اليه شيأ آخر يكثره  يكثر لديه

وقوله مما يشتهون اشارة الى ما روي من ان المنعم اذا اشتهى لحما نزل ذلك الحيوان بين يديه على الهيئة التي اشتهاه فيها وليس يكون في الجنة لحم يحتز ولا يتكلف فيه الذبح والسلخ والطبخ وبالجملة لا كلفة في الجنة ويتنازعون معناه يتعاطون ومنه قول الأخطل

... نازعته طيب الراح الشمول وقد ... صاح الدجاج وحانت وقعة الساري ...

قال الفخر ويحتمل ان يقال التنازع التجاذب وحينئذ يكون تجاذبهم تجاذب ملاعبة لا تجاذب منازعة وفيه نوع لذة وهو بيان لما عليه حال الشراب في الدنيا فإنهم يتفاخرون بكثرة الشرب ولا يتفاخرون بكثرة الاكل انتهى والكأس الاناء فيه الشراب ولا يقال في فارغ كأس قاله الزجاج واللغو السقط من القول والتأثيم يلحق خمر الدنيا في نفس شربها وفي الأفعال التي تكون من شاربيها وذلك كله منتف في الآخرة ت قال الثعلبي وقال ابن عطاء أي لغو يكون في مجلس محله جنة عدن والساقي فيه الملائكة وشربهم على ذكر اللّه وريحانهم تحية من عند اللّه والقوم

اضياف اللّه ولا تأثيم أي فعل يؤثمهم وهو تفعيل من الاثم أي لا يأثمون في شربها انتهى واللؤلؤ المكنون اجمل اللؤلؤ لأن الصون والكن يحسنه قال ابن جبير اراد الذي في الصدف لم تنله الايدي

وقيل للنبي صلى اللّه عليه وسلم - اذا كان الغلماء كاللؤلؤ المكنون فكيف المخدومون قال هم كالقمر ليلة البدر ت وهذا تقريب للافهام والا فجمال اهل الجنة اعظم من هذا يدل على ذلك احاديث صحيحة ففي صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي اللّه عنه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم - ان اول زمرة يدخلون الجنة وفي رواية من امتي على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على اشد كوكب دري في السماء اضاءة وفي رواية ثم هم بعد ذلك منازل الحديث وفي صحيح مسلم ايضا عن النبي صلى اللّه عليه وسلم - ان في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم ويزدادون حسنا وجمالا فيقول لهم اهلوهم واللّه لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا فيقولون وانتم واللّه لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا انتهى وقد اشار الغزالي وغيره الى طرف من هذا المعنى لما تكلم على رؤية العارفين للّه سبحانه في الآخرة قال بعد كلام ولا يبعد ان تكون الطاف الكشف والنظر في الآخرة متوالية الى غير نهاية فلا يزال النعيم واللذة متزايدة ابد الآباد وللشيخ ابي الحسن الشاذلي هنا كلام حسن قال لو كشف عن نور المؤمن لعبد من دون اللّه ولو كشف عن نور المؤمن العاصي لطبق السماء والأرض فكيف بنور المؤمن المطيع نقل كلامه هذا ابن عطاء وابن عباد انظره ثم وصف تعالى عنهم انهم في جملة تنعمهم يتساءلون أي عن احوالهم وما نال كل واحد منهم وانهم يتذكرون حال الدنيا وخشيتهم عذاب الاخرة والاشفاق اشد الخشية ورقة القلب والسموم الحار وندعوه يحتمل ان يريد الدعاء على بابه ويحتمل ان يريد نعبده وقرأ نافع والكساءي انه

بفتح الهمزة والباقون بكسرها والبر الذي يبر ويحسن

٢٩

وقوله سبحانه فذكر امر لنبيه عليه السلام بادامة الدعاء الى اللّه عز و جل ثم قال مونسا له فما انت بانعام اللّه عليك ولطفه بك كاهن ولا مجنون

٣٠

وقوله سبحانه ام يقولون أي بل يقولون شاعر الآية روي ان قريشا اجتمعت في دار الندوة فكثرت آراؤهم في النبي صلى اللّه عليه وسلم - حتى قال قائل منهم تربصوا به ريب المنون أي حوادث الدهر فيهلك كما هلك من قبله من الشعراء زهير والنابغة والاعشى وغيرهم فافترقوا على هذه المقالة فنزلت الآية في ذلك والتربص الانتظار والمنون من اسماء الموت وبه فسر ابن عباس وهو ايضا من اسماء الدهر وبه فسر مجاهد والريب هنا الحوادث والمصائب ومنه قوله ص - انما فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها الحديث

وقوله قل تربصوا وعيد في صيغة امر

٣٢

وقوله سبحانه ام تأمرهم احلامهم بهذا الاحلام العقول

وقوله بهذا يحتمل ان يشير الى هذه المقالة هو شاعر ويحتمل ان يشير الى ما هم عليه من الكفر وعبادة الاصنام وتقوله معناه قال عن الغير انه قال فهي عبارة عن كذب مخصوص ثم عجزهم سبحانه بقوله فليأتوا بحديث مثله والضمير في مثله عائد على القرآن

وقوله ان كانوا صادقين ت أي في ان محمدا تقوله قاله الثعلبي

٣٥

وقوله سبحانه ام خلقوا من غير شيء قال الثعلبي قال ابن عباس من غير اب ولا ام فهم كالجماد لا يعقلون ولا تقوم للّه عليهم حجة اليسوا خلقوا من نطفة وعلقة وقال ابن كيسان ام خلقوا عبثا وتركوا سدى من غير شيء أي لغير شيء لا يؤمرون ولا ينهون ام هم الخالقون لانفسهم فلا ياتمرون لامر اللّه انتهى وعبر ع عن هذا بان قال

وقال آخرون معناه ام خلقوا لغير علة ولا لغاية عقاب وثواب فهم لذلك لا يسمعون ولا يتشرعون ت وقد يحتمل ان يكون المعنى ام خلقوا من غير شيء خلقهم أي من غير موجد اوجدهم ويدل عليه مقابلته بقوله ام هم

الخالقون وهكذا قال الغزالي في الاحياء قال

وقوله عز و جل ام خلقوا من غير شيء أي من غير خالق انتهى بلفظه من كتاب آداب التلاوة قال الغزالي ولا يتوهم ان الآية تدل انه لا يخلق شيء الا من شيء انتهى وقال الفخر

قوله تعالى من غير شيء فيه وجوه المنقول منها ام خلقوا من غير خالق

وقيل ام خلقوا لا لغير شيء عبثا

وقيل ام خلقوا من غير اب وام انتهى واحسنها الاول كما قال الغزالي واللّه اعلم بما اراد سبحانه وفي الصحيح عن جبير بن مطعم قال سمعت النبي صلى اللّه عليه وسلم - يقرأ في المغرب بالطور فلما بلغ هذه الآية ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون الى قوله المصيطرون كاد قلبي ان يطير وفي رواية وذلك اول ما وقر الايمان في قلبي انتهى واسند ابو بكر بن الخطيب في تاريخه عن جبير بن مطعم قال اتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم - في فداء اهل بدر فسمعته يقرأ في المغرب بالطور فكأنما تصدع قلبي حين سمعت القرآن انتهى

٣٧

وقوله سبحانه ام عندهم خزائن ربك بمنزلة قوله ام عندهم الاستغناء في جميع الامور والمصيطر القاهر وبذلك فسر ابن عباس الآية والسلم السبب الذي يصعد به كان ما كان من خشب  بناء  حبال  غير ذلك والمعنى الهم سلم الى السماء يستمعون فيه أي عليه  منه وهذه حروف يسد بعضها مسد بعض والمعنى يستمعون الخبر بصحة ما يدعونه فليأتوا بالحجة المبينة في ذلك

وقوله سبحانه ام عندهم الغيب الآية قال ابن عباس يعني ام عندهم اللوح المحفوظ فهم يكتبون ما فيه ويخبرون به ثم قال ام يريدون كيدا بك وبالشرع ثم جزم الخبر بأنهم هم المكيدون أي هم المغلوبون فسمى غلبتهم كيدا اذ كانت عقوبة الكيد ثم قال سبحانه ام لهم اله غير اللّه يعصمهم ويمنعهم من الهلاك قال الثعلبي قال الخليل ما في سورة الطور كلها من ذكر ام كله استفهام لهم انتهى ثم نزه تعالى نفسه عما يشركون به

٤٤

وقوله وان يروا كسفا أي قطعة يقولون لشدة معاندتهم

هذا سحاب مركوم بعضه على بعض وهذا جواب لقولهم فاسقط علينا كسفا من السماء وقولهم  تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا يقول لو فعلنا هذا بهم لما آمنوا ولقالوا سحاب مركوم

وقوله تعالى فذرهم وما جرى مجراه من الموادعة منسوخ بآية السيف والجمهور ان يومهم الذي فيه يصعقون هو يوم القيامة

وقيل هو موتهم واحدا واحدا ويحتمل ان يكون يوم بدر لانهم عذبوا فيه والصعق التعذيب في الجملة وان كان الاستعمال قد كثر فيما يصيب الانسان من الصيحة المفرطة ونحوه ثم اخبر تعالى بان لهم دون هذا اليوم أي قبله عذابا

واختلف في تعيينه فقال ابن عباس وغيره هو بدر ونحوه وقال مجاهد هو الجوع الذي اصابهم وقال البراء بن عازب وابن عباس ايضا هو عذاب القبر وقال ابن زيد هي مصائب الدنيا اذ هي لهم عذاب ت ويحتمل ان يكون المراد الجميع قال الفخر ان قلنا ان العذاب هو بدر فالدين ظلموا هم اهل مكة وان قلنا العذاب هو عذاب القبر فالذين ظلموا عام في كل ظالم انتهى ثم

قال تعالى لنبيه واصبر لحكم ربك فانك باعيننا أي بمرأي ومنظر نرى ونسمع ما تقول وانك في حفظنا وحيطتنا كما تقول فلان يرعاه الملك بعين وهذه الآية ينبغي ان يقررها كل مومن في نفسة فانها تفسح مضايق الدنيا

وقوله سبحانه وسبح بحمد ربك قال ابو الاحوص هو التسبيح المعروف يقول في كل قيام سبحان اللّه وبحمده وقال عطاء المعنى حين تقوم من كل مجلس ت وفي تفسير احمد بن نصر الداودي قال وعن ابن المسيب قال حق على كل مسلم ان يقول حين يقوم الى الصلاة سبحان اللّه وبحمده لقول اللّه سبحانه لنبيه وسبح بحمد ربك حين تقوم انتهى وقال ابن زيد هي صلاة النوافل وقال الضحاك هي الصلوات المفروضة ومن قال هي النوافل جعل ادبار النجوم ركعتي الفجر وعلى هذا القول جماعة كثيرة من الصحابة والتابعين وقد روي مرفوعا ومن جعله التسبيح المعروف

جعل قوله حين تقوم مثالا أي حين تقوم وحين تقعد وفي كل تصرفك وحكى منذر عن الضحاك ان المعنى حين تقوم في الصلاة بعد تكبيرة الاحرام فقل سبحانك اللّهم وبحمدك وتبارك اسمك الحديث

﴿ ٠