سورة الرحمن

وهي مكية في قول الجمهور

بسم اللّه الرحمن الرحيم

١-٢

قوله عز و جل الرحمن علم القرآن الرحمن بناء مبالغة من الرحمة

وقوله علم القرآن تعديد نعمه أي هو من به وعلمه الناس وخص حفاظه وفهمته بالفضل قال النبي صلى اللّه عليه وسلم - خيركم من تعلم القرآن وعلمه ومن الدليل على أن القرآن غير مخلوق أن اللّه تعالى ذكر القرآن في كتابه في أربعة وخمسين موضعا ما فيها موضع صرح فيه بلفظ الخلق ولا أشار إليه وذكر الإنسان على الثلث من ذلك في ثمانية عشر موضعا كلها نصت على خلقه وقد اقترن ذكرهما في هذه السورة على هذا النحو والإنسان هنا اسم جنس قاله الزهراوي وغيره قال الفخر الرحمن مبتدأ خبره الجملة الفعلية التي هي علم القرآن انتهى والبيان النطق والفهم والإبانة عن ذلك بقول قاله الجمهور وبذلك فضل الإنسان من سائر الحيوان وكل المعلومات داخلة في البيان الذي علمه الإنسان فمن ذلك البيان كون الشمس والقمر بحسبان وهذا ابتداء تعديد نعم قال قتادة بحسبان مصدر كالحساب وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى والضحاك هو جمع حساب والمعنى أن هذين لهما في طلوعهما وغروبهما وقطعهما البروج وغير ذلك حسابات شتى وهذا مذهب ابن عباس وغيره وقال قتادة الحسبان الفلك المستدير شبهه بحسبان الرحى وهو العود المستدير الذي باستدارته تستدير المطحنة

٦

وقوله سبحانه والنجم والشجر يسجدان قال ابن عباس وغيره النجم النبات الذي لا ساق له

قال ع وسمي نجما لأنه نجم أي ظهر وهو مناسب للشجر نسبة بينة وقال مجاهد وغيره النجم اسم الجنس من نجوم السماء قال ع والنسبة التي لها من السماء هي التي للشجر من الأرض لأنهما في ظاهرهما وسمي الشجر من اشتجار غصونه وهو تداخلها قال مجاهد وسجودهما عبارة عن التذلل والخضوع

وقوله سبحانه ووضع الميزان يريد به العدل قاله أكثر الناس

وقوله ألا تطغوا في الميزان

وقوله واقيموا الوزن بالقسط

وقوله ولا تخسروا الميزان يريد به الميزان المعروف وأن لا هو بتقدير ليلا  مفعول من أجله وفي مصحف ابن مسعود لا تطغوا في الميزان وقرأ بلال بن أبي بردة تخسروا بفتح التاء وكسر السين من خسر ويقال خسر وأخسر بمعنى نقص وأفسد كجبر وأجبر والأنام قال الحسن بن أبي الحسن هم الثقلان الإنس والجن وقال ابن عباس وقتادة وابن زيد والشعبي هم الحيوان كله والنخل ذات الأكمام وذلك أن طلعها في كم وفروعها أيضا في أكمام من ليفها والكم من النبات كل ما التف على شيء وستره ومنه كمائم الزهر وبه شبه كم الثوب والحب ذو العصف هو البر والشعير وما جرى مجراه قال ابن عباس العصف التبن

واختلف في الريحان فقال ابن عباس وغيره هو الرزق وقال الحسن هو ريحانكم هذا وقال ابن زيد وقتادة الريحان هو كل مشموم طيب قال ع وفي هذا النوع نعمة عظيمة ففيه الأزهار والمندل والعقاقير وغير ذلك وقرأ الجمهور والريحان بالرفع عطفا على فاكهة وقرأ حمزة والكسائي والريحان بالخفض عطفا على العصف فالريحان على هذه القراءة الرزق ولا يدخل فيه المشموم إلا بتكلف وريحان أصله روحان فهو من ذوات الواو والآلاء النعم والضمير في قوله ربكما للجن والإنس اللذين تضمنهما لفظ الأنام وأيضا ساغ تقديم ضميرهما عليهما لذكر الإنسان والجان عقب ذلك وفيه اتساع وقال منذر بن سعيد خوطب من يعقل لأن المخاطبة بالقرآن كله هي للإنس

والجن وعن جابر قال قرأ علينا النبي صلى اللّه عليه وسلم - سورة الرحمن حتى ختمها ثم قال ما لي أراكم سكوتا للجن كانوا أحسن ردا منكم ما قرأت عليهم هذه الآية من مرة فبأي آلاء ربكما تكذبان إلا قالوا لا بشيء من نعمك ربنا نكذب

١٤

وقوله سبحانه خلق الإنسان من صلصال كالفخار وخلق الجان من مارج من نار الآية اختلف في اشتقاق الصلصال فقيل هو من صل إذا أنتن فهي إشارة إلى الحمأة وقال الجمهور هو من صل إذا صوت وذلك في الطين لجودته فهي إشارة إلى ما كان في تربة أدم من الطين الحر وذلك أن اللّه تعالى خلقه من طين مختلف فمرة ذكر في خلقه هذا ومرة هذا وكل ما في القرآن صفات ترددت على التراب الذي خلق منه والفخار الطين الطيب إذا مسه الماء فخر أي ربا وعظم والجان اسم جنس كالجنة قال الفخر وفي الجان وجه آخر أنه أبو الجن كما أن الإنسان هنا أبو الإنس خلق من صلصال ومن بعده خلق من صلبه كذلك الجان هنا أبو الجن خلق من نار ومن بعده من ذريته انتهى والمارج اللّهب المضطرب من النار قال ابن عباس وهو أحسن النار المختلط من ألوان شتى قال أبو حيان المارج المختلط من أصفر وأخضر وأحمر انتهى وكرر سبحانه قوله فبأي آلاء ربكما تكذبان تأكيدا وتنبيها للنفوس وتحريكا لها وهذه طريقة من الفصاحة معروفة وهي من كتاب اللّه في مواضع وفي حديث النبي صلى اللّه عليه وسلم - وفي كلام العرب وذهب قوم إلى أن هذا التكرار إنما هو لما اختلفت النعم المذكورة كرر التوقيف مع كل واحدة منها قال ع وهذا حسن وقال الحسين بن الفضل التكرار لطرد الغفلة وللتأكيد وخص سبحانه ذكر المشرقين والمغربين بالتشريف في إضافة الرب إليهما لعظمهما في المخلوقات ت وتحتمل الآية أن يراد بالمشرقين والمغربين وما بينهما كما هو في سورة الشعراء

واختلف الناس في البحرين قال ع والظاهر عندي أن

قوله تعالى البحرين يريد بهما

نوعي الماء العذب والأجاج أي خلطهما في الأرض وأرسلهما متداخلين في وضعهما في الأرض قريب بعضهما من بعض ولا بغي قال ع وذكر الثعالبي في مرج البحرين ألغازا وأقوالا باطنة يجب أن لا يلتفت إلى شيء منها ت ولا شك في اطراحها فمنها نقله عن الثوري مرج البحرين فاطمة وعلي اللؤلؤ والمرجان الحسن والحسين ثم تمادى في نحو هذا مما كان الأولى به تركه ومرج الشيء أي اختلط والبرزخ الحاجز قال البخاري لا يبغيان لا يختلطان انتهى قال ابن مسعود والمرجان حجر أحمر وهذا هو الصواب قال عطاء الخراساني وهو البسذ

٢٢

وقوله سبحانه يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان قال جمهور من المتأولين إنما يخرج ذلك من الأجاج في المواضع التي تقع فيها الأنهار والمياه العذبة فلذلك قال منهما ت وهذا بناء على أن الضمير في منهما للعذب وللمالح وأما على قول من قال إن البحرين بحر فارس والروم  بحر القلزم وبحر الشام فلا إشكال إذ كلها مالحة وقد نقل الأخفش عن قوم أنه يخرج اللؤلؤ والمرجان من المالح ومن العذب وليس لمن رده حجة قاطعة ومن أثبت أولى ممن نفى قال أبو حيان والضمير في منهما يعود على البحرين يعني العذب والمالح والظاهر خروج اللؤلؤ والمرجان منهما وحكاه الأخفش عن قوم انتهى والجواري جمع جارية وهي السفن وقرأ حمزة وأبو بكر المنشئات بكسر الشين أي اللواتي أنشأ جريهن أي ابتدأنه وقرأ الباقون بفتح الشين أي أنشأها اللّه  الناس وقال مجاهد المنشآت ما رفع قلعه من السفن كالأعلام أي الجبال ت ولفظ البخاري المنشئات ما رفع قلعه من السفن فأما ما لا يرفع قلعه فليس بمنشئات انتهى

٢٦

وقوله سبحانه كل من عليها أي على الأرض فان والإشارة بالفناء إلى جميع الموجودات على الرض من حيوان وغيره والوجه عبارة عن الذات لأن الجارحة منفية في حقه سبحانه قال الداودي وعن ابن عباس ذو

الجلال قال ذو العظمة والكبرياء انتهى

٢٩

وقوله سبحانه يسأله من في السماوات والأرض أي من ملك وأنس وجن وغيرهم لا غنى لأحد منهم عنه سبحانه كلهم يسئله حاجته إما بلسان مقاله وإما بلسان حاله

وقوله سبحانه كل يوم هو في شأن أي يظهر شأنا من قدرته التي قد سبقت في الأزل في ميقاته من الزمان من إحياء وإماتة ورفعة وخفض وغير ذلك من الأمور التي لا يعلم نهايتها إلا هو سبحانه والشأن هو اسم جنس للأمور قال الحسين بن الفضل معنى الآية سوق المقادير إلى المواقيت وفي الحديث أن النبي صلى اللّه عليه وسلم - قرأ هذه الآية فقيل له ما هذا الشأن يا رسول اللّه قال يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع قوما ويضع آخرين وذكر النقاش أن سبب هذه الآية قول اليهود استراح اللّه يوم السبت فلا ينفذ فيه شيأ

وقوله تعالى سنفرغ لكم أيه الثقلان عبارة عن إتيان الوقت الذي قدر فيه وقضى أن ينظر في أمور عباده وذلك يوم القيامة وليس المعنى أن ثم شغلا يتفرغ منه إذ لا يشغله سبحانه شان عن شان وإنما هي إشارة وعيد وتهديد قال البخاري وهو معروف في كلام العرب يقال لأفرغن لك وما به شغل انتهى والثقلان الإنس والجن يقال لكل ما يعظم أمره ثقل وقال جعفر بن محمد الصادق سمي الإنس والجن ثقلين لأنهما ثقلا بالذنوب قال ع وهذا بارع ينظر إلى خلقهما من طين ونار

واختلف الناس في معنى

قوله تعالى إن استطعتم أن تنفذوا الآية فقال الطبري قال قوم المعنى يقال لهم يوم القيامة يا معشر الجن والإنس إن استطعتم الآية قال الضحاك وذلك أنه يفر الناس في أقطار الأرض والجن كذلك لما يرون من هول يوم القيامة فيجدون سبعة صفوف من الملائكة قد أحاطت قد أحاطت بالأرض فيرجعون من حيث جاءوا فحينئذ يقال لهم يا معشر الجن والإنس وقال بعض المفسرين هي مخاطبة في الدنيا والمعنى إن استطعتم الفرار من الموت بأن تنفذوا من

أقطار السماوات والأرض فانفذوا ت والصواب الأول

وقوله فانفذوا صيغة أمر ومعناه التعجيز والشواظ لهب النار قاله ابن عباس وغيره قال أبو حيان الشواظ هو اللّهب الخالص بغير دخان انتهى والنحاس هو المعروف قاله ابن عباس وغيره أي يذاب ويرسل عليهما ونحوه في البخاري قال ص وقال الخليل النحاس هنا هو الدخان الذي لا لهب له ونقله أيضا أبو البقاء وغيره انتهى

٣٧

وقوله سبحانه فإذا انشقت السماء جواب إذا محذوف مقصود به الإبهام كأنه يقول فإذا انشقت السماء فما أعظم الهول قال قتادة السماء اليوم خضراء وهي يوم القيامة حمراء فمعنى قوله وردة أي محمرة كالوردة وهي النوار المعروف وهذا قول الزجاج وغيره

وقوله كالدهان قال مجاهد وغيره هو جمع دهن وذلك أن السماء يعتريها يوم القيامة ذوب وتميع من شدة الهول وقال ابن جريج من حر جهنم نقله الثعلبي

وقيل غير هذا

وقوله فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان قال قتادة وغيره هي مواطن فلا تعارض بين الآيات

وقوله سبحانه فيؤخذ بالنواصي والأقدام قال ابن عباس يؤخذ كل كافر بناصيته وقدميه ويطوى ويجمع كالحطب ويلقى كذلك في النار

وقيل المعنى أن بعض الكفرة يؤخذون بالنواصي وبعضهم يسحبون ويجرون بالأقدام

وقوله تعالى هذه جهنم أي يقال لهم على جهة التوبيخ وفي مصحف ابن مسعود هذه جهنم التي كنتما بها تكذبان لا تموتان فيها ولا تحييان

وقوله سبحانه يطوفون بينها وبين حميم آن المعنى أنهم يترددون بين نار جهنم وجمرها وبين حميم وهو ما غلي في جهنم من مائع عذابها وءان الشيء حضر وءان اللحم  ما يطبخ  يغلى نضج وتناهى حره وكونه من الثاني أبين

٤٦

وقوله تعالى ولمن خاف مقام ربه أي موقفه بين يدي ربه قيل في هذه الآية إن كل خائف له جنتان ت قال الثعلبي قال محمد بن علي الترمذي جنة لخوفه من ربه وجنة

لتركه شهوته والأفنان يحتمل أن تكون جمع فنن وهو الغصن وهذا قول مجاهد فكأنه مدحها بظلالها وتكاثف أغصانها ويحتمل أن تكون جمع فن وهو قول ابن عباس فكأنه مدحها بكثرة فواكهها ونعيمها وزوجان معناه نوعات ت ونقل الثعلبي عن ابن عباس قال ما في الدنيا شجرة حلوة ولا مرة إلا وهي في الجنة حتى الحنظل إلا أنه حلو انتهى ومتكئين حال وقرأ الجمهور على فرش بضم الراء

وروي في الحديث أنه قيل للنبي صلى اللّه عليه وسلم - هذه البطائن من استبرق فكيف الظواهر قال هي من نور يتلألأ والاستبرق ما خشن وحسن من الديباج والسندس ما رق منه وقد تقدم القول في لفظ الاستبرق والضمير في قوله فيهن للفرش

وقيل للجنات إذ الجنتان جنات في المعنى والجنى ما يجني من الثمار ووصفه بالدنو لأنه يدنو إلى مشتهيه فيتناوله كيف شاء من قيام  جلوس  اضطجاع روي معناه في الحديث وقاصرات الطرف هن الحور قصرن الحاظهن على أزواجهن لم يطمثهن أي لم يفتضهن لأن الطمث دم الفرج

وقوله ولاجان

قال مجاهد الجن قد تجامع نساء البشر مع أزواجهن إذا لم يذكر الزوج اسم اللّه فنفى سبحانه في هذه الآية جميع المجامعات

٥٨

وقوله تعالى كأنهن الياقوت والمرجان الآية الياقوت والمرجان هي من الأشياء التي قد برع حسنها واستشعرت النفوس جلالتها فوقع التشبيه بها فيما يشبه ويحسن بهذه المشبهات فالياقوت في املاسه وشفوفه ولو ادخلت فيه سلكا لرأيته من ورائه وكذلك المرأة من نساء الجنة

يرى مخ ساقها من وراء العظم والمرجان في إملاسه وجمال منظره

٦٠

وقوله سبحانه هل جزاء الإحسان إلا الإحسان آية وعد وبسط لنفوس جميع المؤمنين لأنها عامة قال ابن المنكدر وابن زيد وجماعة من أهل العلم هي للبر والفاجر والمعنى أن جزاء من أحسن بالطاعة أن يحسن إليه بالتنعيم وحكى النقاش أن النبي صلى اللّه عليه وسلم - فسر هذه الآية هل جزاء التوجيد إلا الجنة ت ولو صح هذا الحديث لوجب الوقوف عنده ولكن الشان في صحته قال الفخر

قوله تعالى هل جزاء الاحسان إلا الاحسان فيه وجوه كثيرة حتى قيل أن في القرآن ثلاث آيات في كل واحدة منها مائة قول إحداها

قوله تعالى فاذكروني اذكركم وثانيتها وإن عدتم عدنا وثالثتها هل جزاء الاحسان إلا الاحسان ولنذكر الأشهر منها والأقرب أما الأشهر فوجوه

أحدها هل جزاء التوحيد إلا الجنة أي هل جزاء من قال لا إله إلا اللّه إلا دخول الجنة ثانيها هل جزاء الاحسان في الدنيا إلا الاحسان في الآخرة ثالثها هل جزاء من أحسن اليكم بالنعم في الدنيا إلا أن تحسنوا له العبادة والتقوى وأما الأقرب فهو التعميم أي لأن لفظ الآية عام انتهى

٦٢

وقوله سبحانه ومن دونهما جنتان قال ابن زيد وغيره معناه أن هاتين دون تينك في المنزلة والقرب فالأوليان للمقربين وهاتان لأصحاب اليمين وعن ابن عباس أن المعنى أنهما دونهما في القرب إلى المنعمين وأنهما أفضل من الأولين قال ع وأكثر الناس على التأويل الأول ت واختار الترمذي الحكيم التأويل الثاني وأطنب في الاحتجاج له في نوادر الأصول له وخرج البخاري هنا عن النبي صلى اللّه عليه وسلم - قال جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما الحديث وفيه أن في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلا في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين يطوف عليهم المؤمن انتهى ومد هامتان معناه قد علا

لونهما دهمة وسواد في النظرة والخضرة قال البخاري مدهامتان سوداوان من الري انتهى والنضاخة الفوارة التي يهيج ماؤها وكرر النخل والرمان وهما من أفضل الفاكهة تشريفا لهما وقالت أم سلمة قلت يا رسول اللّه أخبرني عن قول اللّه تعالى خيرات حسان قال خيرات الأخلاق حسان الوجوه وقرئى شاذا خيرات بشد الياء المكسورة ت وفي صحيح البخاري من حديث أنس عن النبي صلى اللّه عليه وسلم - لروحة في سبيل اللّه  غدوة خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم في الجنة  موضع قيد سوطه خير من الدنيا وما فيها ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحا ولنصيفها على رأسها يعني الخمار خير من الدنيا وما فيها

وقوله سبحانه مقصورات أي محجوبات مصونات في الخيام وخيام الجنة بيوت اللؤلؤ قال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه هي در مجوف ورواه ابن مسعود عن النبي صلى اللّه عليه وسلم - قال الداودي وعن ابن عباس والخيمة لؤلؤة مجوفة فرسخ في فرسخ لها أربعة آلاف مصراع انتهى والرفرف ما تدلى من الأسرة من عالي الثياب والبسط وقاله ابن عباس وغيره وما يتدلى حول الخباء من الخرقة الهفافة يسمى رفرفا وكذلك يسميه الناس اليوم

وقيل غير هذا وما ذكرناه أصوب والعبقري بسط حسان فيها صور وغير ذلك تصنع بعبقر وهو موضع يعمل فيه الوشي والديباج ونحوه قال ابن عباس العبقري الزرابي وقال ابن زيد هي الطنافس قال الخليل والأصمعي العرب إذا استحسنت شيأ واستجادته قالت عبقري قال ع ومنه قوله ص - في عمر فلم أر عبقريا من الناس يفري فريه

وقوله سبحانه تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام هذا الموضع مما أريد فيه بالاسم مسماه والدعاء بهاتين الكلمتين حسن مرجو الإجابة وقد قال ص - الظوا بيا ذا الجلال والإكرام

﴿ ٠