٢

وقوله تعالى قم فانذر بعثة عامة الى جميع الخلق

وربك فكبر اي فعظم وثيابك فطهر قال ابن زيد وجماعة هو امر بتطهير الثياب حقيقة وذهب الشافعي وغيره من هذه الآية الى وجوب غسل النجاسات من الثياب وقال الجمهور هذه الالفاظ استعارة في تنقية الافعال والنفس والعرض وهذا كما تقول فلان طاهر الثوب ويقال للفاجر دنس الثوب

قال ابن العربي في احكامه والذي يقول انها الثياب المجازية اكثر كثيرا ما تستعمله العرب قال ابو كبشة ... ثياب بنى عوف طهارى نقية ... وأوجههم عند المشاهد غران ...

يعنى بطهارو ثيابهم سلامتهم من الدناءات وقال غيلان بن سلمة التقفي ... فاني بحمد اللّه لا ثوب فاجر ... لبست ولا من غدرة اتقنع ...

وليس يمتنع ان تحمل الآية على عموم المراد فيها بالحقيقة والمجاز على ما بيناه في اصول الفقه واذا حملناها على الثياب المعلومة فهي تتناول معنيين احدهما تقصير الاذيال فإنها اذا ارسلت تدنست وتقصير الذيل انقى لثوبه واتقى لربه والمعنى الثانى غسلها من النجاسة فهو ظاهر منها صحيح فيها انتهى قال الشيخ ابو

الحسن الشاذلي رضي اللّه عنه رأيت النبي صلى اللّه عليه وسلم - في المنام فقال يا علي طهر ثيابك من الدنس تحظ بمدد اللّه في كل نفس فقلت وما ثيابي يا رسول اللّه فقال ان اللّه كساك حلة المعرفة ثم حلة المحبة ثم حلة التوحيد ثم حلة الايمان ثم حلة الاسلام فمن عرف اللّه صغر لديه كل شيء ومن احب اللّه هان عليه كل شيء ومن وحد اللّه لم يشرك به شيأ ومن آمن باللّه وامن من كل شيء ومن اسلم للّه قل ما يعصيه وان عصاه اعتذر اليه واذا اعتذر اليه قبل عذره قال ففهمت حينئذ معنى قوله عز و جل وثيابك فطهر انتهى من التنوير لا بن عطاء اللّه

والرجز يعنى الاصنام والأوثان وقال ابن عباس الرجز السخط يعنى اهجر ما يؤدي اليه ويوجبه

واختلف في معنى

قوله تعالى ولا تمنن تستكثر فقال ابن عباس وجماعة معناه لا تعط عطاء لتعطى اكثر منه فكأنه من قولهم من اذا اعطى قال الضحاك وهذا خاص بالنبي صلى اللّه عليه وسلم - ومباح لامته لكن لا اجر لهم فيه وقال الحسن بن ابي الحسن معناه ولا تمنن على اللّه بجدك تستكثر اعمالك ويقع لك بها اعجاب قال ع وهذا من المن الذي هو تعديد اليد وذكرها وقال مجاهد معناه ولا تضعف تستكثر ما حملناك من اعباء الرسالة وتستكثر من الخير وهذا من قولهم حبل منين اي ضعيف

ولربك فاصبر اي لوجه ربك وطلب رضاه فاصبر على اذى الكفار وعلى العبادة وعن الشهوات وعلى تكاليف النبوة قال ابن زيد وعلى حرب الاحمر والاسود ولقد حمل امرا عظيما ص - والناقور الذي ينفخ فيه وهو الصور قاله ابن عباس وعكرمة وهو فاعول من النقر قال ابو حباب القصاب أمنا زرارة بن اوفى فلما بلغ فإذا نقر في الناقور خر ميتا قال الفجر

﴿ ٢