سورة المرسلات

وهي مكية في قول الجمهور

وقيل فيها من المدني

قوله تعالى واذا قيل لهم اركعوالا يركعون قال ابن مسعود نزلت هذه السورة ونحن مع النبي صلى اللّه عليه وسلم - بحراء الحديث

بسم اللّه الرحمن الرحيم

١

قوله تعالى والمرسلات عرفا يعنى الرياح يتبع بعضها بعضا قاله ابن عباس وابن مسعود ومجاهد وقتادة

وقيل المرسلات الملائكة

وقيل جماعات الانبياء وعرفا معناه افضالا من اللّه تعالى ويحتمل ان يريد بقوله عرفا اي متتابعة ويحتمل ان يريد بالامر المعروف ويحتمل ان يكون عرفا بمعنى والمرسلات الرياح التي يعرفها الناس ويعهدونها ثم عقب بذكر الصنف الضار منها وهي العاصفات الشديدة القاصفة للشجر وغيره

واختلف في قوله والناشرات فقال ابن مسعود والحسن ومجاهد وقتادة هي الرياح تنشر رحمة اللّه ومطره

وقيل الملائكة

وقيل غير هذا والفارقات قال ابن عباس وغيره هي الملائكة تفرق بين الحق والباطل والحلال والحرام

وقيل هي ءايات القرءان واما الملقيات ذكرا فهي في قول الجمهور الملائكة وقال ءاخرون هي الرسل والذكر الكتب المنزلة والشرائع ومضمناتها والمعنى ان الذكر يلقى باعذار وانذار

٧

وقوله تعالى انما توعدون لواقع

هو الجواب الذي وقع عليه القسم والاشارة الى البعث واحوال القيامة والطمس محو الاثر فطمس النجوم ذهاب ضوءها وفرج السماء هو بانفطارها وانشقاقها

واذا الرسل اقتت اي جمعت لميقات يوم معلوم وقرأ ابو عمرو وحده وقتت والواو هي الأصل لانها من الوقت والهمزة بدل قال الفراء كل واو انضمت وكانت ضمتها لازمة جاز ان تبدل منها همزة انتهى

وقوله تعالى لايى يوم اجلت تعجيب وتوقيف على عظم ذلك اليوم وهوله ثم فسر ذلك بقوله ليوم الفصل يعنى بين الخلق في منازعتهم وحسابهم ومنازلهم من جنة  نار ومن هذه الآية انتزع القضاة الآجال في الحكومات ليقع فصل القضاء عند تمامها ثم عظم تعالى يوم الفصل بقوله وما ادراك ما يوم الفصل على نحو قوله وما ادراك ما الحاقة وغير ذلك ثم اثبت الويل للمكذبين والويل هو الحرب والحزن على نوائب تحدث بالمرء ويروى انه واد في جهنم

١٦

وقوله عز و جل الم نهلك الاولين ثم نتبعهم الآخرين الآية قرأ الجمهور نتبعهم بضم العين على استيناف الخبر

وروي عن ابي عمرو نتبعهم بجزم العين عطفا على نهلك وهي قراءة الاعرج فمن قرأ الاولى جعل الاولين الامم التي تقدمت قريشا باجمعها ثم اخبر انه يتبع الآخرين من قريش وغيرهم سنن اولائك اذا كفروا وسلكوا سبيلهم ومن قرأ الثانية جعل الاولين قوم نوح وابراهيم ومن كان معهم والآخرين قوم فرعون وكل من تأخر وقرب من مدة النبي صلى اللّه عليه وسلم - ثم قال كذلك نفعل بالمجرمين اي في المستقبل فيدخل هنا قريش وغيرها واما تكرار

قوله تعالى ويل يومئذ للمكذبين في هذه السورة فقيل ذلك لمعنى التأكيد فقط

وقيل بل في كل ءاية منها ما يقتضى التصديق فجاء الوعيد على التكذيب بذلك الذي في الآية والماء المهين معناه الضعيف والقرار المكين الرحم وبطن المرأة والقدر المعلوم هو وقت الولادة ومعناه معلوم عند اللّه وقرأ نافع والكساءي فقدرنا

بتشديد الدال والباقون بتخفيفها وهما بمعنى من القدرة والقدر ومن التقدير والتوقيت ت وفي كلام ع تلفيف وقال غيره فقدرنا بالتشديد من التقدير وبالتخفيف من القدرة وهو حسن

وقوله القادرون يرجح قراءة الجماعة الا ان ابن مسعود روى عن النبي صلى اللّه عليه وسلم - انه فسر القادرون بالمقدرين والكفات الستر والوعاء الجامع للشيء باجماع تقول كفت الرجل شعره اذا جمعه بخرقة والارض تكفت الاحياء على ظهرها وتكفت الاموات في بطنها وخرج الشعبي الى جنازة فنظر الى الجبانة فقال هذه كفات الموتى ثم نظر الى البيوت فقال وهذه كفات الاحياء قال ع ولما كان القبر كفاتا كالبيت قطع من سرق منه والرواسى الجبال والشوامخ المرتفعة والفرات الصافي العذب والضمير في قوله انطلقوا هو للمكذبين الذين لهم الويل ثم بين المنطلق اليه قال عطاء الظل الذي له ثلاث شعب وهو دخان جهنم وقال ابن عباس هذه المخاطبة تقال يومئذ لعبدة الصليب اذا اتبع كل احد ما كان يعبد فيكون المؤمنون في ظل اللّه ولا ظل الا ظله ويقال لعبدة الصليب انطلقوا الى ظل معبودكم وهو الصليب له ثلاث شعب ثم نفى تعالى عنه محاسن الظل والضمير في انها لجهنم ترمى بشرر كالقصر اي مثل القصور من البنيان قاله ابن عباس وجماعة من المفسرين وقال ابن عباس ايضا القصر خشب كنا في الجاهلية ندخره للشتاء وقرأ ابن عباس كالقصر بفتح الصاد جمع قصرة وهي اعناق النخل والابل وقال ابن عباس جذور النخل

واختلف في الجمالات فقال جمهور من المفسرين هي جمع جمال كرجال ورجالات وقال ءاخرون اراد بالصفر السود وقال جمهور الناس بل الصفر الفاقعة لانها اشبه بلون الشرر وقال ابن عباس الجمالات حبال السفن وهي الحبال العظام اذا جمعت مستديرة بعضها الى بعض وقرأ ابن عباس جمالة بضم الجيم من الجملة لا من الجمل ثم خاطب تعالى نبيه عليه السلام بقوله هذا

يوم لا ينطقون الآية وهذا في موطن خاص اذ يوم القيامة هو مواطن

٤٦

وقوله تعالى هذا يوم الفصل جمعناكم مخاطبة للكفار يومئذ ثم وقفهم بقوله فإن كان لكم كيد فكيدون اي ان كان لكم حيلة  مكيدة تنجيكم فافعلوها ثم ذكر سبحانه حالة المتقين وما اعدلهم والظلال في الجنة عبارة عن تكاثف الاشجار وجودة المبانى والا فلا شمس توذي هناك حتى يكون ظل يجير من حرها

وقوله تعالى كلوا وتمتعوا استيناف خطاب لقريش على معنى قل لهم يا محمد وهذه صيغة امر معناها التهديد والوعيد ومن جعل هذه الآية مدنية قال هي في المنافقين

٤٨

وقوله تعالى واذا قيل لهم اركعوا لا يركعون قال قتادة والجمهور هذه حال كفار قريش في الدنيا يدعوهم النبي صلى اللّه عليه وسلم - فلا يجيبون وذكر الركوع عبارة عن جميع الصلاة

وقيل هي حكاية حال المنافقين في الآخرة يوم يدعون الى السجود فلا يستطعيون على ما تقدم قاله ابن عباس وغيره

٥٠

وقوله تعالى فباي حديث بعده يؤمنون يؤيد ان الآية كلها في قريش والمراد بالحديث هنا القرءان

وروي عن يعقوب انه قرأ تؤمنون بالتاء من فوق على المواجهة

ورويت عن ابن عامر

﴿ ٠