سورة الغاشية

وهي مكية باجماع

بسم اللّه الرحمن الرحيم

١

قال بعض المفسرين هل بمعنى قد وقال الحذاق هي على بابها توقيف فائدته تحريك نفس السامع الى تلقى الخبر والغاشية القيامة لانها تغشى العالم كله بهولها والوجوه الخاشعة هي وجوه الكفار وخشوعها ذلها وتغييرها بالعذاب

٣

وقوله سبحانه عاملة ناصبة قال الحسن وغيره لم تعمل للّه فى الدنيا فاعملها وانصبها فى النار والنصب التعب وقال ابن عباس وغيره المعنى عاملة في الدنيا ناصبة فيها على غير هدى فلا ثمره لعملها الا النصب وخاتمته النار قالوا والآية في القسيسين وكل مجتهد في كفر وقرأ أبو بكر عن عاصم وابو عمرو تصلى بضم التاء والباقون بفتحها والآنية التي قد انتهى حرها كما

قال تعالى وبين حميم آن وقال ابن زيد ءانية حاضرة والضريع قال الحسن وجماعة هو الزقوم وقال ابن عباس وغيره الضريع شبرق النار وقال النبي صلى اللّه عليه وسلم - الضريع شوك في النار ت وهذا ان صح فلا يعدل عنه

وقيل غير هذا ولما ذكر تعالى وجوه اهل النار عقب ذلك

بذكر وجوه اهل الجنة ليبين الفرق

٩

وقوله تعالى لسعيها يريد لعملها في الدنيا وطاعتها والمعنى لثواب سعيها والتنعيم عليه ووصف سبحانه الجنة بالعلو وذلك يصح من جهة المسافة والمكان ومن جهة المكانة والمنزلة ايضا

لا تسمع فيها لاغية قيل المعنى كلمة لاغية

وقيل جماعة لاغية  فئة لاغية واللغو سقط القول قال الفخر

١٣

قوله تعالى فيها سرر مرفوعة اي عالية في الهواء وذلك لاجل ان يرى المؤمن اذا جلس عليها جميع ما اعطاه اللّه تعالى في الجنة من النعيم والملك قال خارجة بن مصعب بلغنا ان بعضها فوق بعض فترتفع ما شاء اللّه فاذا جاء ولي اللّه ليجلس عليها تطامنت له فاذا استوى عليها ارتفعت الى حيث شاء اللّه سبحانه انتهى

واكواب موضوعة اي باشربتها معدة والنمرقة الوسادة والزرابي واحدها زربية وهي كالطنافس لها خمل قاله الفراء وهي ملونات ومبثوثة معناه كثيرة متفرقة ثم وقفهم سبحانه على مواضع العبرة في مخلوقاته والابل في هذه الآية هي الجمال المعروفة هذا قول الجمهور وفي الجمل ءايات وعبر لمن تأمل وكان شريح القاضي يقول لاصحابه اخرجوا بنا الى الكناسة حتى ننظر الى الابل كيف خلقت وقال المبرد الابل هنا السحاب لان العرب قد تسميها بذلك اذ تأتي ارسالا كالابل ونصبت معناه اثتبت قائمة في الهواء وظاهر الآية ان الارض سطح لا كرة وهو الذي عليه اهل العلم وقد تقدم الكلام على هذا المعنى ثم نفي ان يكون النبي صلى اللّه عليه وسلم - مصيطرا على الناس أي قاهرا جابرا لهم مع تكبر متسلطا عليهم

٢٣

وقوله تعالى الا من تولى وكفر قال بعض المتأولين الاستثناء متصل والمعنى الا من تولى فانك مصيطر عليه فالآية على هذا لا نسخ فيها وقال ءاخرون الاستثناء منفصل والمعنى لست عليهم بمصيطر لكن من تولى وكفر فيعذبه اللّه وهي ءاية موادعة منسوخة

بالسيف وهذا هو القول الصحيح لان السورة مكية والقتال انما نزل بالمدنية ص وقرأ زيد بن اسلم الا من تولى حرف تنبيه واستفتاح انتهى

وقال ابن العربي في احكامه روى الترمذي وغيره ان النبي صلى اللّه عليه وسلم - قال امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا اللّه فاذا قالوها عصموا في دماءهم واموالهم الا بحقها وحسابهم على اللّه ثم قرأ فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمصيطر مفسرا معنى الآية وكاشفا خفاء الخفاء عنها المعنى اذا قال الناس لا اله الا اللّه فلست بمسلط على سرائرهم وانما عليك الظاهر وكل سرائرهم الى اللّه تعالى وهذا الحديث صحيح المعنى واللّه اعلم انتهى وايابهم مصدر من آب يئوب اذا رجع

﴿ ٠