سورة الليل

وهي مكية في قول المجهور

بسم اللّه الرحمن الرحيم

١

اقسم تعالى بالليل اذا غشي الارض وجميع ما فيها وبالنهار اذا تجلى اي ظهر وضوى الآفاق وقال ص يغشي مفعوله محذوف فيحتمل ان يكون النهار كقوله يغشى الليل النهار  الشمس كقوله تعالى والليل اذا يغشاها

وقيل الارض وما فيها انتهى

٣

وقوله تعالى وما خلق الذكر والانثى يحتمل ان تكون ما بمعنى الذي ويحتمل ان تكون مصدرية والذكر والانثى هنا عام وقال الحسن المراد ءادم وحواء والسعي العمل فاخبر تعالى مقسما ان اعمال العباد شتى اي مفترقة جدا بعضها في رضى اللّه وبعضها في سخطه ثم قسم تعالى الساعين فقال فاما من اعطى واتقى الآية ويروي ان هذه الآية نزلت في ابي بكر الصديق رضي اللّه عنه

وقوله تعالى وصدق بالحسنى قيل هي لا اله الا اللّه

وقيل هي الخلف الذي وعد اللّه به

وقيل هي الجنة وقال كثير من المتأولين الحسنى الاجر والثواب مجملا والعسرى الحال السيئة في الدنيا والآخرة ومن جعل بخل في المال خاصة جعل استغنى في المال ايضا لتعظم المذمة ومن جعل بخل عاما في جميع ما ينبغي ان يبذل من قول  فعل قال استغنى عن اللّه ورحمته بزعمه وظاهر قوله وما يغنى عنه ماله ان الاعطاء والبخل المذكورين انما هما في المال

١١

وقوله تعالى اذا تردى قال قتادة وغيره معناه تردى في جهنم وقال مجاهد تردى معناه هلك من الردى وخرج البخاري وغيره عن علي رضي اللّه عنه قال كنا مع النبي صلى اللّه عليه وسلم - في بقيع الغرقد في جنازة فقال ما منكم من احد  ما من

نفس منفوسة الا وقد كتب مكانها من الجنة والنار والا قد كتبت شقية  سعيدة فقالوا يا رسول اللّه افلا نتكل على كتابنا وندع العمل فمن كان منا من اهل السعادة فسيصير الى اهل السعادة ومن كان منا من اهل الشقاء فسيصير الى عمل اهل الشقاء قال اما اهل السعادة فييسرون لعمل اهل السعادة واما اهل الشقاوة فييسرون لعمل اهل الشقاوة ثم قرأ فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى الى قوله للعسرى وفي رواية لما قيل له افلا نتكل على كتابنا قال لا بل اعملوا فكل ميسر لما خلق له الحديث وخرجه الترمذي ايضا انتهى

قال ابن العربي في احكامه وسأل شابان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم - فقالا العمل فيما جفت به الاقلام وجرت به المقادير ام فى شيء مستانف فقال بل فيما جفت به الاقلام وجرت به المقادير قالا ففيم العمل اذن قال اعملوا فكل ميسر لعمله الذي خلق له قالا فالآن نجد ونعمل انتهى وقال قوم معنى تردى اي باكفانه من الرداء ومنه قول الشاعر ... نصيبك مما تجمع الدهر كله ... رداء ان تلوى فيهما وحنوط ...

ثم اخبر تعالى ان عليه هدى الناس جميعا اي تعريفهم بالسبل كلها وليست هذه الهداية بالارشاد الى الايمان ولو كان ذلك لم يوجد كافر قال البخاري تلظى توهج وقال الثعلبي تتوقد وتتوهج انتهى

١٥

وقوله سبحانه لا يصلاها الا الاشقى المعنى لا يصلاها صلي خلود ومن هنا ضلت المرجئة لانها اخذت نفي الصلي مطلقا ولم يختلف اهل التاويل ان المراد بالاتقي الى ءاخر السوة ابو بكر الصديق ثم هي تتناول كل من دخل في هذه الصفات وباقي الآية بين ثم وعده تعالى بالرضى في الآخرة وهذه عدة لابي بكر رضي اللّه عنه

﴿ ٠