سورة البيّنةوهي مكية في قول الجمهور وقيل مدنية والاول اشهر بسم اللّه الرحمن الرحيم ١قوله تعالى لم يكن الذين كفروا وفي حرف ابن مسعود لم يكن المشركون واهل الكتاب منفكين وقوله تعالى منفكين معناه منفصلين متفرقين تقول انفك الشيء عن الشيء اذا انفصل عنه واما انفك التي هي من اخوات كان فلا مدخل لها هنا قال مجاهد وغيره لم يكونوا منفكين عن الكفر والضلال حتى جاءتهم البينة واوقع المستقبل موقع الماضي في تأتيهم والبينات صلى اللّه عليه وسلم - وشرعه قال الثعلبي والمشركين يعنى من العرب وهم عبدة الاوثان انتهى وقال لاالفراء وغيره لم يكونوا منفكين عن معرفة صحة نبوة صلى اللّه عليه وسلم - والتوكف لامره حتى جاءتهم البينة فتفرقوا عند ذلك ويتجه في معنى الآية قول ثالث بارع المعنى وذلك ان يكون المراد لم يكن هؤلاء القوم منفكين من امر اللّه ونظره لهم حتى يبعث اليهم رسولا تقوم عليهم به الحجة وتتم على من آمن به النعمة فكانه قال ما كانوا ليتركوا سدى والصحف المطهرة القرءان في صحفه قاله قتادة والضحاك وقال الحسن الصحف المطهرة في السماء فيها كتب اي احكام كتب وقيمة معناه قائمة معتدلة آخذه للناس بالعدل ثم ذم تعالى اهل الكتاب في انهم لم يتفرقوا في امر صلى اللّه عليه وسلم - الا من بعد ما رأوا الآيات الواضحة وكانوا من قبل متفقين على نبوته وصفته وحنفاء جمع حنيف وهو المستقيم وذكر الزكاة مع ذكر بني اسرائيل يقوى قول من قال السورة مدنية لان الزكاة انما فرضت بالمدينة ولان النبي صلى اللّه عليه وسلم - انما دفع الى مناقضة اهل الكتاب بالمدينة وقرأ الجمهور وذلك دين القيمة على معنى الجماعة والفرقة القيمة وقال ص قراءة الجمهور وذلك دين القيمة على تقدير الامة القيمة اي المستقيمة الكتب القيمة وقرأ عبداللّه وذلك الدين القيمة بتعريف الدين ورفع القيمة صفة والهاء فيه للمبالغة على تأويل ان الدين بمعنى الملة انتهى والبريئة جميع الخلق لان اللّه تعالى برأهم اي اوجدهم بعد العدم وقوله تعالى رضي اللّه عنهم قيل ذلك في الدنيا فرضاه عنهم هو ما اظهره عليهم من امارات رحمته ورضاهم عنه هو رضاهم بجميع ما قسم لهم من جميع الارزاق والاقدار قال بعض الصالحين رضي العباد عن اللّه رضاهم بما يرد من احكامه ورضاه عنهم ان يوفقهم للرضى عنه وقال سري السقطي اذا كنت لا ترضى عن اللّه فكيف تطلب منه ان يرضى عنك وقيل ذلك في الآخرة وخص تعالى بالذكر اهل الخشية لانها رأس كل بركة وهي الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر |
﴿ ٠ ﴾