سورة التكاثروهي مكية بسم اللّه الرحمن الرحيم ١قوله تعالى الهاكم التكاثر اي شغلكم المباهاة والمفاخرة بكثرة المال والاولاد والعدد وهذا هجيرى ابناء الدنيا العرب وغيرهم لا يتخلص منه الا العلماء المتقون قال الفخر فالالف واللام في التكاثر ليس للاستغراق بل للمعهود السابق في الذهن وهو التكاثر في الدنيا ولذاتها وعلائقها فانه هو الذي يمنع عن طاعة اللّه عبوديته ولما كان ذلك مقررا في العقول ومتفقا عليه في الاديان لا جرم حسن دخول حرف التعريف عليه فالآية دالة على ان التكاثر والتفاخر بما ذكر مذموم انتهى ٢وقوله تعالى حتى زرتم المقابر اي حتى متم فدفنتم في المقابر وهذا خبر فيه تقريع وتوبيخ وتحسر وفي الحديث الصحيح عنه ص - يقول ابن ءادم مالى مالى وهل لك يا بن ءادم من مالك الا ما اكلت فأفنيت لبست فابليت تصدقت فامضيت قال ص قرأ الجمهور الهاكم على الخبر وابن عباس بالمد والكساءي في رواية بهمزتين ومعنى الاستفهام التوبيخ والتقرير انتهى قال الفخر اعلم ان اهم الامور واولاها بالرعاية ترقيق القلب وازالة حب الدنيا منه ومشاهدة القبور تورث ذلك كما ورد به الخبر انتهى وقوله تعالى كلا سوف تعلمون زجر ووعيد ثم كرر تاكيدا ويأخذ كل انسان من هذا الزجر والوعيد المكرر على قدر حظه من التوغل فيما يكره هذا تأويل الجمهور وقال علي كلا سوف تعملون في القبر ثم كلا سوف تعلمون في البعث قال الفخر وفي الآية تهديد عظيم للعلماء فانها دالة على انه لو حصل اليقين لتركوا التكاثر والتفاخر فهذا يقتضي ان من لا يترك التكاثر والتفاخر ان لا يكون اليقين حاصلا له فالويل للعالم الذي لا يكون عاقلا ثم الويل له انتهى ٥وقوله تعالى كلا لو تعلمون علم اليقين جواب لو محذوف تقديره لا ازدجرتم وبادرتم انقاذ انفسكم من الهلكة واليقين اعلى مراتب العلم ثم اخبر تعالى الناس انهم يرون الجحيم وقال ابن عباس هذا خطاب للمشركين والمعنى على هذا التأويل انها رؤية دخول وصلي وهو عين اليقين لهم وقال ءاخرون الخطاب للناس كلهم فهي كقوله تعالى وان منكم الا واردها فالمعنى ان الجميع يراها ويجوز الناجى ويتكردس فيها الكافر ص لترون ابن عامر والكساءي بضم التاء والباقون بفتحها انتهى ٧وقوله تعالى ثم لترونها عين اليقين تاكيد في الخبر وعين اليقين حقيقته وغايته ثم اخبر تعالى ان الناس مسؤلون يومئذ عن نعيمهم في الدنيا كيف نالوه ولم ءاثروه وتتوجه في هذا اسئلة كثيرة بحسب شخص شخص وهي منقادة لمن اعطي فهما في كتاب اللّه عز و جل وقد قال ص - لاصحابه والذي نفسي بيده لتسئلن عن نعيم هذا اليوم الحديث في الصحيح اذ ذبح لهم ابو الهيثم ابن التيهان شاة واطعمهم خبزا ورطبا واستعذب لهم ماء وعن ابي هريرة في حديثه في مسير النبي صلى اللّه عليه وسلم - وابي بكر وعمر الى بيت ابي الهيثم واكلهم الرطب واللحم وشربهم الماء وقوله ص - هذا هو النعيم الذي تسئلون عنه يوم القيامة وان ذلك كبر على اصحابه وان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال اذا اصبتم مثل هذا وضربتم بايدكم فقولوا بسم اللّه وعلى بركة اللّه واذا شبعتم فقولوا الحمد للّه الذي اشبعنا واروانا وانعم علينا وافضل فان هذا كفاف بذاك هذا مختصر رواه الحاكم في المستدرك انتهى من سلاح المؤمن قال الداودي وعن الحسن وقتادة ثلاث لا يسئل اللّه عنهن ابن ءادم وما عداهن فيه الحساب والسؤال الا ما شاء اللّه كسوة يوارى بها سوءته وكسرة يشد بها صلبه وبيت يكنه من الحر والبرد انتهى |
﴿ ٠ ﴾