٦٠{وَلا تَعْثَوْا} من عَثِيَ. ويقال أيضا من عَثَا، وفيه لغة أخرى عَاثَ يَعيثُ. وهو أشد الفساد. وكان بعض الرواة ينشد بيت ابن الرقاع: لولا الحياءُ وأنَّ رأسي قد عَنَا ... فيه المشيبُ لزرتُ أُمَّ القاسِمِ (٣) وينكر على من يرويه: "عسا". وقال: كيف يَعْسُو الشيبُ وهو __________ (١) راجع تأويل مشكل القرآن ٣٥٩. (٢) في تفسير القرطبي ١/٤١١ "روى مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: قيل لبني إسرائيل: ادخلوا الباب سجدا وقولوا: حطة يغفر لكم خطاياكم، فبدلوا فدخلوا الباب يزحفون على أستاههم، وقالوا: حبة في شعرة. وأخرجه البخاري وقال: "فبدلوا وقالوا: حطة حبة في شعرة" وفي غير الصحيحين: "حنطة في شعر". وقيل: قالوا: "هطا سمهاثا" وهي لفظة عبرانية تفسيرها: حنطة حمراء، حكاه ابن قتيبة، وحكاه الهروي عن السدي ومجاهد". وانظر الدر المنثور ١/٧١. (٣) البيت له في الشعر والشعراء ٢/٦٠٢ والكامل ١/١٢٧ واللسان ١٩/٢٥٤ والأغاني ٨/١٨١، ١٨٢ وأمالي المرتضى ١/٥١١ وسمط اللآلي ٥٢١. إلى أن يرقّ في كبر الرجل ويلين، أقرب منه إلى أن يغلظ ويعسوَ أو يصلب؟ واحتج بقول الآخر: * وَأَنْبَتَتْ هَامَتُهُ المِرْعِزَّى * يريد أنه لما شاخ رقَّ شعره ولان، فكأنه مِرْعِزَّى [والمرعزى: نبت أبيض] . |
﴿ ٦٠ ﴾