١٥٨

{فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ} أي: لا إثم عليه.

{أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} أي: يَتَطَوَّف. فأدغمت التاء في الطاء. وكان المسلمون في صدر الإسلام يكرهون الطواف بينهما، لِصَنَمَين كانا عليهما؛ حتى أنزل اللّه هذا (٣) .

وقرأ بعضهم: (ألا يَطَّوَّفَ بِهِمَا) (٤) . وفي هذه القراءة وجهان:

أحدهما: أن يجعل الطواف مُرَخَّصًا في تركه بينهما.

والوجه الآخر: أن يجعل "لا" مع "أن" صلة. كما قال: {مَا مَنَعَكَ أَلا تَسْجُدَ} (٥) .

__________

(١) سورة البقرة ١٤٣.

(٢) راجع تأويل مشكل القرآن ٣٥٥.

(٣) عن معاني القرآن للفراء ٩٥. وانظر تفسير الطبري ٣/٢٣٠ والدر المنثور ١/١٥٩ - ١٦١.

(٤) في البحر المحيط ٤٥٦ "وقرأ أنس، وابن عباس، وابن سيرين، وشهر -: "أن لا" وكذلك هي في مصحف أبيّ، وعبد اللّه".

(٥) سورة الأعراف ١٢، وانظر تأويل مشكل القرآن ١٨٩ وتفسير الطبري ٨/٩٦. (طبع بولاق) .

هذا قول الفراء (١) .

﴿ ١٥٨