١٩٤

{الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ} قال مجاهد: (٤) فخرت قريش أن صَدَّت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، عن البيت الحرام في الشهر الحرام في البلد الحرام. فَأَقَصَّهُ اللّه فدخل عليهم من قَابِلٍ في الشهر الحرام في البلد الحرام إلى البيت الحرام. وأنزل اللّه (الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ) (٥) .

وقوله: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ} أي: من ظلمكم فجزاؤه

__________

(١) سورة البقرة ١٩٣ والأنفال ٣٩.

(٢) راجع معاني الفتنة في تأويل مشكل القرآن ٣٦٢ - ٣٦٣.

(٣) راجع تأويل مشكل القرآن ٢١٥.

(٤) هذا قول موجز يوضحه قول قتادة: "أقبل نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وأصحابه معتمرين في ذي القعدة [سنة ست] ومعهم الهدي، حتى إذا كانوا بالحديبية صدهم المشركون، فصالحهم نبي اللّه على أن يرجع من عامه ذلك، حتى يرجع من العام المقبل فيكون بمكة ثلاث ليال، ولا يدخلوها إلا بسلاح الراكب ولا يخرج بأحد من أهل مكة. فنحروا الهدي بالحديبية، وحلقوا وقصروا، حتى إذا كان من العام المقبل أقبل نبي اللّه وأصحابه معتمرين في ذي القعدة [سنة سبع] حتى دخلوا مكة فأقاموا بها ثلاث ليال. وكان المشركون قد فخروا عليه حين ردوه يوم الحديبية. فأقصه اللّه منهم، وأدخله مكة في ذلك الشهر الذي كانوا ردوه فيه: في ذي القعدة. فقال اللّه: (الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص) راجع الدر المنثور ١/٢٠٦ وتفسير الطبري ٣/٥٧٦.

(٥) الحرمات: جمع حرمة، وهي ما منعت من انتهاكه. وأراد جل شأنه بالحرمات: الشهر الحرام، والبلد الحرام، وحرمة الإحرام. راجع تفسير الطبري ٣/٥٧٩.

جزاء الاعتداء. على ما بينت في كتاب "المشكل" (١) .

﴿ ١٩٤