سورة مريممكية كلها ٤{وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} يريد: لم أكن أُخَيَّب إذا دعوتك. ٥{خِفْتُ الْمَوَالِيَ} وهم العَصَبَة. {مِنْ وَرَائِي} أي من بعد موتي. خاف أن يرثه غير الولد. {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي} يعني الولد يرثه الحُبُورَةَ. وكان حَبرًا. ٦{وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ} المُلْكَ. كذلك قيل في التفسير (١) . ٧{لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا} أي لم يُسَمَّ أحد قبله: يَحْيَى فأما قوله: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} فإنه أراد - فيما ذكر المفسرون - شبيها. ولو أراد أنه لا يُسَمِّي اللّه غيره، كان وجها. ٨{مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا} أي يَبَسًا (٢) . يقال: عَتَا وعَسَا، بمعنى واحد. ومنه يقال: مَلِك عاتٍ؛ إذا [كان] قاسي القلب غيرَ ليِّن. __________ (١) وفي تفسير الطبري ١٦/٣٧ "يرثني من بعد وفاتي مالي ويرث من آل يعقوب النبوة " وفي تفسير القرطبي ١١/٨١ عن أبي جعفر النحاس أنه قال: "فأما وراثة نبوة فمحال؛ لأن النبوة لا تورث ... ". (٢) في تفسير الطبري ١٦/٣٩ "يقول: وقد عتوت من الكبر فصرت نحل العظام يابسها". ١٠{ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا} أي سليما غير أخرس. ١١{فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ} أي أَوْمَأَ (١) . {أَنْ سَبِّحُوا} أي صلُّو {بُكْرَةً وَعَشِيًّا} والسُّبْحَةُ: الصلاة. ١٣{وَحَنَانًا} أي رحمة. ومنه يقال: تحنَّن عليّ. وأصله من حنين الناقة على ولدها. {وَزَكَاةً} أي صدقة. ١٦{انْتَبَذَتْ} اعتزلت يقال: جلست نُبْذَهُ ونَبْذَهُ، أي ناحيته. {مَكَانًا شَرْقِيًّا} يريد مُشَرِّقَةً (٢) . و (الْبَغِيُّ) الفاجرة. والبِغَاء: الزنا. ٢٣{فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ} أي جَاءَ بِهَا وألْجَأَهَا. وهو من حيث يقال: جاءت بي الحاجة إليك، وأَجَاءَتْنِي الحاجة إليك. والمَخَاض: الحَمْل. {وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا} والنِّسْي: الشيء الحقير الذي إذا ألقى نُسِي. ويكون كلَّ ما نُسِي. قال الشاعر: كأَنَّ لها في الأرض نِسْيًا تَقُصُّه ... على أُمِّها. وإنْ تُحَدِّثك تَبْلَتِ (٣) __________ (١) نقلها القرطبي ١١/٨٥. (٢) في تفسير الطبري ١٦/٤٦ "وقيل: إنها إنما صارت بمكان يلي مشرق الشمس؛ لأن ما يلي المشرق عندهم كان خيرا مما يلي المغرب. وكذلك ذلك فيما ذكر عند العرب ". (٣) البيت للشنفري، كما في اللسان ٢٠/١٩٦، ٢/٣١٥ وهو غير منسوب في تفسير الطبري ١٦/٥٠ وقال في تفسيره: "ويعني بقوله: تقصه: تطلبه، لأنها كانت نسيته حتى ضاع، ثم ذكرته فطلبته. ويعني بقوله تبلت: تحسن وتصدق " وفي اللسان ٢/٣١٥ "أي تبلت الكلام بما يعتريها من البهر. والبلت بالتحريك: الانقطاع. وقيل: تبلت في بيت الشنفري: تفصل الكلام. وقال الجوهري: أي تنقطع حياء. قال: ومن رواه تبلت، بالكسر، يعني تقطع وتفصل ولا تطول. [تبلت: تقطع. مثل تبتل] . ٢٤و (السَّرِيُّ) النهر. ٢٦{نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا} أي صمتا. والصَّوم هو الإمساك. ومنه قيل للواقف من الخيل: صَائِم. ٢٧{لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا} أي عظيما عجيبا. ٢٨{يَا أُخْتَ هَارُونَ} كان [في] بني إسرائيل رجل صالح يسمى: هارون، فشبَّهوها به. كأنهم قالوا: يا أخت هارون، يا شِبْهَ هارون في الصلاح. ٤٦{لأَرْجُمَنَّكَ} أي لأَشتمنَّك. {وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا} أي حينًا طويلا (١) . ومنه يقال: تَمَلّيت حبيبك. والمَلَوَان: الليل والنهار. ٤٧{إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا} أي بارًّا عوَّدني منه الإجابة إذا دعوتُه. ٥٠{وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا} أي ذكرًا حسنا عاليا (٢) . ٦١{إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا} أي آتيًا. مفعول في معنى فاعل (٣) . ٦٢{لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا} أي باطلا من الكلام. ٦٤{وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلا بِأَمْرِ رَبِّكَ} قول الملائكة، أو قول جبريل صلى اللّه عليه. __________ (١) وقيل: بل معنى ذلك: وَاهْجُرْنِي سويا سالما من عقوبتي إياك. ووجهوا معنى الملي إلى قول الناس: فلان ملي بهذا الأمر إذا كان مضطلعا به غنيا فيه. وكأن معنى الكلام عندهم: وَاهْجُرْنِي وعرضك وافر من عقوبتي وجسمك معافى من أذاي. وهو الرأي الذي اختاره الطبري في تفسيره ١٦/٦٩. (٢) في تفسير الطبري ١٦/٧٠ "وإنما وصف جل ثناؤه اللسان الذي جعل لهم بالعلو؛ لأن جميع أهل الملل تحسن الثناء عليهم ". (٣) نقله القرطبي في تفسيره ١١/١٢٦. ٦٨{جِثِيًّا} جمع جَاثٍ. وفي التفسير جماعات (١) . ٧٣{خَيْرٌ مَقَامًا} أي منزلا. {وَأَحْسَنُ نَدِيًّا} أي مجلسا. يقال للمجلس: نَدِيٌّ ونادي. ومنه قيل: دار النَّدْوَة، للدار التي كان المشركون يجلسون فيها ويتشاورون في رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم. ٧٤و (الأثَاثُ) المتاع. و (الرِّئْيُ) المَنْظرُ، والشَّارَةُ، والهَيْئة. ٧٥{فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا} أي يَمُدّ له في ضَلالته. ٨٠{وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ} أي المال والولد الذي قال: لأُوتَيَنَّهُ. {وَيَأْتِينَا فَرْدًا} لا شيء معه. ٨٢{وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا} أي أعداء يوم القيامة. وكانوا في الدنيا أولياءهم. ٨٣{تَؤُزُّهُمْ} تزعجهم وتحرِّكهم إلى المعاصي. ٨٤{إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا} أي أيام الحياة. ويقال: الأنفاس. ٨٥{وَفْدًا} جمع وافِد. مثل رَكْب جمع راكب، وصحْب جمع صاحب. و (الْوِِرْدُ) جماعةٌ يريدون الماء. ٨٧{لا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا} أي وعدًا منه له بالعمل الصالح والإيمان. __________ (١) وهو تفسير ابن عباس، كما في القرطبي ١١/١٣٣. ٨٩{جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا} أي عظيما. ٩٠{يَتَفَطَّرْنَ} يتشقَّقْن. {هَدًّا} أي سقوطا. ٩٦{سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} أي محبة في قلوب الناس (١) . ٩٧{فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ} أي سهلناه وأنزلناه بلغتك. و (اللُّدُّ) جمع أَلَدّ. وهو الخَصْمُ الجَدِل. و (الرِّكْزُ) الصوت الذي لا يُفْهَم. __________ (١) راجع تأويل مشكل القرآن ٢٣، ٥٦. |
﴿ ٠ ﴾