سورة النمل

مكية كلها (١)

٦

{وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ} أي: يُلْقَى عليك فتَلَقَّاه أنت، أي تأخذُه.

٧

(الشِّهَابُ) النارُ. والشهاب: الكوكب؛ في موضع آخر (٢) .

و (القَبَسُ) النارُ تُقْبَسُ. يقال: قَبَستُ النار قبْسًا. واسم ما قبَست: "قَبَسٌ".

١٠

(الْجَانُّ) الحَيَّة التي ليست بعظيمة.

{وَلَمْ يُعَقِّبْ} لم يرجع. ويقال: لم يلتفت (٣) يقال: كَرَّ على القوم وما عَقَّب.

ويرى أهل النظر: أنه مأخوذ من "العَقِْب" (٤) .

١٠-١١- {يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ * إِلا مَنْ ظَلَم} مفسَّرٌ في كتاب "تأويل المشكل" (٥) .

__________

(١) بلا خلاف. كما في تفسير القرطبي١٣/١٥٤، والبحر المحيط ٧/٥٢.

(٢) كما في سورة الحجر ١٨، والصافات ١٠، انظر ما تقدم: ص ٢٣٦. وراجع: تفسير القرطبي ١٥٦- ١٥٧.

(٣) راجع: تفسير الطبري ١٩/٨٤، والقرطبي ١٣/١٦٠.

(٤) قال الطبري: ".. من قولهم: عقب فلان؛ إذا رجع على عقبه من حيث بدأ" وراجع: اللسان ١٤/١٠٥.

(٥) ص ١٦٩-١٧٢ وراجع تفسير القرطبي ١٣/١٦٠-١٦١، والبحر المحيط ٧/٥٧.

١٢

{تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ} أي هذه الآيةُ مع تسع آيات (١) .

١٦

{مَنْطِقَ الطَّيْرِ} قال قتادة (٢) : النملُ من الطير.

١٧

{فَهُمْ يُوزَعُونَ} أي يدفعون (٣) . وأصل "الوَزْع": الكفُّ والمنعُ. يقال: وزَعتُ الرجل؛ إذا كففته. و "وازِعُ الجيش" هو الذي يكفُّهم عن التفرُّق، ويردُّ من شذَّ منهم.

١٩

وقوله: {رَبِّ أَوْزِعْنِي} أي ألهِمْني (٤) . وأصل "الإيزَاع": الإغراء بالشيء. يقال: أوْزَعْتُه بكذا، أي أغريتُه به. وهو مُوزَعٌ بكذا، ومُولَعٌ بكذا. ومنه قول أبي ذُؤَيْب في الكلاب:

أُولَى سَوَابِقِها قَرِيبًا تُوزَعُ (٥)

أي تُفْرَى بالصيد.

٢١

{لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا} يقال: نتْفُ الرِّيش (٦) .

{أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} أي بعُذرٍ بَيِّنٍ.

٢٣

{وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} أي سرير.

٢٥

{الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} أي المستَتِرَ فيهما.

__________

(١) راجع: تأويل المشكل ١٦٨، وتفسير القرطبي ١٣/١٦٢.

(٢) والشعبي. كما في تفسير القرطبي ١٣/١٦٦-١٦٧، والبحر المحيط ٧/٥٩. وراجع: تأويل المشكل ٨٤.

(٣) أي: يرد أولهم على آخرهم، كما قال قتادة. واختاره الطبري ١٩/٨٨، والقرطبي. وانظر: البحر المحيط ٧/٦٠، واللسان ١٠/٢٧٠.

(٤) كما في تفسير الطبري، والقرطبي ١٣/١٧٦، واللسان ١٠/٢٧١. وانظر: البحر المحيط ٧/٦٣.

(٥) ديوانه ١١ وصدره:

"فغدا يشرق متنه فبدا له"

أي فغدا الثور يشرق للشمس ليجف ما عليه من الندى، فظهر له أولى سوابق الكلاب قريبا توزع.

(٦) راجع: تفسير الطبري ١٧/٩٠، والقرطبي ١٣/١٨٠، والبحر المحيط ٧/٦٥.

وهو من "خبَأْتُ الشيءَ": إذا أخفيته. وقالوا: "خبْءُ السماء: المطر. وخَبْءُ الأرض: النباتُ (١) ".

٢٩

{أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ} أي شريفٌ: بشرف صاحبِه. ويقال: بالخاتِم (٢) .

٣١

{أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ} من "العُلوِّ": أي لا تتكبَّروا.

٣٧

{لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا} أي لا طاقة.

٣٩

{قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ} أي شديدٌ وثيقٌ وأصله: "عِفْرٌ" (٣) زيدتْ التاء فيه. يقال: عِفْرِيتٌ نِفْرِيتٌ، وعِفْرِيَةٌ ونِفْرِيَةٌ، وعُفَارِيَةٌ ولم يُسمع بـ"نُفَارِيَة" (٤) .

{قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ} أي من مجلسك الذي قعدت فيه للحكم.

قال اللّه: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ} (٥) أي في مجلس. ويقال للمجلس: مَقَامٌ ومقامةٌ. وقال في موضع آخر: {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ} (٦) أي في مجلسِ.

٤٠

وقوله: {قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} ؛ قيل في تفسير أبي صالح: "قبل أن يأتيك الشيءُ (٧) من مَدِّ البصر" ويقال: بل أراد قبْل أن تَطْرِفَ.

{فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ} أي رأى العرش.

__________

(١) تفسير الطبري ١٩/٩٣، والقرطبي ١٣/١٨٧.

(٢) تأويل المشكل ٣٧٧، وتفسير الطبري ١٩/٩٥، والقرطبي ١٣/١٩١-١٩٢.

(٣) قرأت به جماعة، كما في تفسير القرطبي ١٣/٢٠٣، والبحر المحيط ٧/٧٦. وراجع: تفسير الطبري ١٩/١٠١، واللسان ٦/٢٦٣، والنهاية ٣/١٠٩ و ٤/١٦٣.

(٤) قد ورد في اللسان ٧/٨٥.

(٥) سورة الدخان ٥١، وراجع: تفسير الطبري ١٩/١٠٢، والقرطبي ١٣/٢٠٤، واللسان ١٥/٣٩٩، ومفردات الراغب ٤٢٩.

(٦) انظر: مفرادت الراغب ٤١٩.

(٧) في تفسير الطبري ١٩/١٠٣: "الشخص" وانظر: تفسير القرطبي ١٣/٢٠٦، والبحر المحيط ٧/٧٧.

٤١

{نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا} أي غيِّروه. يقال (١) نَكَّرْتُ الشيء فتَنَكَّر، أي غيَّرتُه فتغيَّر.

٤٤

(الصَّرْح) القصر. وجمعه: "صُروحٌ". ومنه قول الهُذَلِي:

تَحْسَِبُ أَعْلامَهُنَّ الصُّروحَا (٢)

ويقال (٣) "الصَّرحُ: بلاطٌ اتُّخِذ لها من قَواريرَ، وجُعل تحته ماء وسمكٌ".

و (المُمَرَّدُ) الأمْلس. يقال: مَرَّدْتُ الشيءَ؛ إذا بَلَّطته وأمْلسته. ومن ذلك "الأمْرَدُ": الذي لا شعرَ على وجهه. ويقال للرملة التي لا تُنْبِتُ: "مَرْدَاءُ".

ويقال: الممرَّدُ المطوَّل (٤) . ومنه قيل لبعض الحصون: "مارِدٌ". ويقال في مَثَل "تَمَرَّدَ ماردٌ، وعَزَّ الأبْلَقُ". وهما حِصْنان (٥) .

٤٧

{قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ} أي تَطَيَّرنا وتشاءَمْنا بك (٦) . فأدغَمَ التاء في الطاء، وأثبَتَ الألف: ليسلمَ السكونُ لما بعدها.

__________

(١) كما في اللسان ٧/٩٢. وانظر: تفسير القرطبي ١٣/٢٠٧.

(٢) هذا بعض بيت ورد هكذا في تفسير القرطبي ١٣/٢٠٩: والبيت لأبي ذؤيب كما في اللسان ٣/٣٤٢، وديوانه ١٣٦ وهو بتمامه:

على طرق كنحور الظبا ... ء تحسب آرامهن الصروحا

(٣) كما حكى في اللسان عن بعض المفسرين. وانظر: تفسير الطبري ١٩/١٠٦.

(٤) ورد هذا وما قبله: في تفسير القرطبي ١٣/٢٠٩، واللسان ٤/٤٠٨.

(٥) الأبلق حصن السموءل، وَمَارِد حصن بدومة الجندل. وهذا المثل للزباء، يضرب لكل عزيز ممتنع. راجع: اللسان ٤/٤٠٩، ومعجم البكري ١/٩٧ و ٤/١١٧٥، وياقوت ١/٨٦ و ٧/٣٦٠. ومجمع الأمثال ١/١٢٦ وجمهرة الأمثال ٦٨.

(٦) راجع: تفسير القرطبي ١٣/٢١٤، والطبري ١٩/١٠٧، واللسان ٦/١٨٤، وتأويل المشكل ٢٧٥.

{قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللّه} أي ليس ذلك مني، وإنَّما هو من اللّه.

{بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ} أي تُبْتَلُون.

٤٩

{تَقَاسَمُوا بِاللّه} أي تحالَفُوا باللّه: {لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ} أي لنهلكنهم ليلا،

(ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلَكَ أَهْلِهِ) مُهْلَكَهُم (١) .

{وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} أي لنقولن له [ذلك] وإنا لصادقون.

٦٠

(الحَدَائِقُ) البساتينُ. واحدها: "حَدِيقَةٌ". سميت بذلك: لأنه يُحْدَقُ عليها، أي يُحْظَرُ [عليها حائطٌ] (٢) . ومنه قيل: حَدَّقْتُ بالقوم؛ إذا أحطت بهم.

{ذَاتَ بَهْجَةٍ} ذاتَ حُسن.

٦٥

{وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} مَتَى يُبعثون.

٦٦

{بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ} أي تَدَارَك ظنهم في الآخرة، وتَتَابَع بالقول والحَدْس (٣) .

{بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ} أي من عِلْمِها.

٧٢

{قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ} أي تَبِعَكم. واللام زائدة، كأنه "رَدِفَكم".

وقيل في التفسير: "دَنَا لكم" (٤) .

__________

(١) أي إهلاكهم، أو موضع هلاكهم. وهذه قراءة الجمهور. وقرأ أبو بكر عن عاصم: بفتح الميم واللام. أي هلاكهم. وقرأ حفص: بفتح الميم وجر اللام. فيكون اسم مكان، أو مصدرا.

(٢) أي يقام عليها حظيرة من قصب وخشب. راجع: تفسير القرطبي ١٣/٢٢١، واللسان ٥/٢٧٩ و ١١/٣٢١-٣٢٢.

(٣) تأويل المشكل وهامشه ٢٧٥، وتفسير القرطبي ١٣/٢٢٦، والبحر المحيط ٧/٩٢-٩٣، واللسان ١٢/٣٠٣-٣٠٥.

(٤) هذا قول الفراء، كما في تفسير القرطبي ١٣/٢٢٠، واللسان ١١/١٧. واختاره الطبري ٢٠/٧: واختار الأول صاحب البحر المحيط ٧/٩٥.

٨٢

{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ} أي وَجَبَتِ الحُجَّة.

٨٣

{فَهُمْ يُوزَعُونَ} أي يُحْبَسُ أوَّلُهم على آخرهم (١) .

٨٨

{وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً} أي واقفةً: {وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ} تَسِيرُ سَيْرَ {السَّحَابِ} هذا إذا نُفِخ في الصُّورِ. يريد: أنها تُجْمَعُ وتُسَيَّرُ، فهي لكثرتها كأنها جامدةٌ: وهي تَسيرُ. وقد بينا هذا في كتاب "تأويل المشكل" (٢) .

__________

(١) هذا قول مجاهد، كما في تفسير الطبري ٢٠/١٢. وقد ذكر في اللسان ١٠/٢٧٠. وانظر: تفسير القرطبي ١٣/٢٣٨.

(٢) ص ٤ وراجع: تفسير الطبري ٢٠/١٤-١٥، والقرطبي ١٣/٢٤٢، والبحر المحيط ٧/١٠٠.

﴿ ٠