سورة الجاثيةمكية كلها (١) (٢) ١٠{مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ} أي أمامهم (٣) . ١٨{ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ} أي على مِلَّة (٤) ومذهب. ومنه يقال: شَرَعت لك كذا، وشَرَع فلان في كذا: إذا أخذ فيه. ومنه "مَشارِعُ الماء" [وهي] : الفُرَض التي يَشْرَع فيها الناس والواردة. ٢١{اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ} أي اكتسبوها. ومنه قيل لكلاب الصيد: جوارحُ. ٢٤{وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ} مرور السنين والأيام. ٢٨{وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً} [باركةً] (٥) على الرُّكَب. يراد: أنها غير مطمئنة. {تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا} أي إلى حسابها. ٢٩{هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ} يريد: أنهم يقرءُونه فيَدُلُّهم ويُذكِّرُهم؛ فكأنه ينطق عليهم. __________ (١) في المخطوطة سورة حم الجاثية. (٢) في قول الحسن وجابر وعكرمة؛ كما في القرطبي ١٦/١٥٦. وقال ابن عطية -على ما في البحر ٨/٤٢- بلا خلاف. وانظر الدر المنثور ٦/٣٤. (٣) كما قال ابن عباس. على ما في القرطبي ١٦/١٥٩ وهو اختيار الطبري ٢٥/٨٥. (٤) في اللسان ١٠/٤١ -وقد ذكر معظم الكلام الآتي، نقلا عن ابن قتيبة- "مثال". وانظر الطبري ٢٥/٨٨، والقرطبي ١٦/١٦٣، والبحر ٨/٤٦. (٥) كما قال الحسن ومجاهد والضحاك وابن زيد. على ما في تفسير الطبري ٢٥/٩٢، والقرطبي ١٦/١٧٤، والدر ٦/٢٦. واللسان ١٨/١٤٣ وانظر البحر ٥٠. {إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} أي نكتب. ٣٢{قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ} أي ما نعلم ذلك إلا ظنًّا وحَدْسًا وما نستيقنه. و"الظن" قد يكون بمعنى "العلم"؛ قال: {وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا} (١) ؛ وقال دُرَيْدٌ: فقلت لهم: ظُنُّوا بأَلْفَيْ مُدَجَّجٍ ... سرَاتُهُمُ في الفارِسِيِّ المُسَرَّدِ (٢) أي أيقنوا [بإتيانهم إيَّاكم] . ٣٣-[قوله: {وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} ؛ هو مثل قوله] : {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللّه مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} (٣) ؛ يعيَّرون أنهم عملوا في الدنيا أعمالا كانوا يظنون أنها تنفعهم، فلم تنفعهم مع شركهم. ٣٤{وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ} أي نتركُكم. __________ (١) سورة الكهف ٥٣. أي علموا، كما تقدم ص ٢٦٩. (٢) البيت من مرثيته المعروفة في أخيه عبد اللّه. وقد ورد في اللسان ١٧/١٤٣ وتأويل المشكل ١٤٤، وما ورد بهامشه. (٣) سورة الزمر ٤٧ وقد تقدم ما يأتي ص ٣٨٤. |
﴿ ٠ ﴾