سورة الحجرات

مدنية كلها (١)

١

{لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللّه وَرَسُولِهِ} أي لا تقولوا قبل أن يقول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم. يقال (٢) : "فلا يقدم بين يدي الإمام وبين يدي أبيه"؛ أي يُعجِّل بالأمر والنهي دونه.

٢

{وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ} أي لا ترفعوا أصواتَكم عليه (٣) كما يرفع بعضكم صوته على بعض.

{أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ} أي لئلا تحبطَ أعمالكم (٤) .

٣

{امْتَحَنَ اللّه قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى} أي أخلَصَها للتقوى.

٤

{إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ} واحدها: "حُجْرة"؛ مثل ظُلْمة وظُلُمات.

ويقرأ: (حُجَرات) (٥) ؛ كما قيل: رُكَبات. وينشَد هذا البيت:

ولمَّا رَأَوْنا بادِيًا رُكَباتُنا ... على مَوْطنٍ لا نَخْلِطُ الجدَّ بالهَزْلِ (٦)

__________

(١) بالإجماع. على ما في تفسير القرطبي ١٦/٣٠٠، والبحر ٨/١٠٥، والدر المنثور ٨/٨٣.

(٢) تفسير الطبري ٢٦/٧٤ واللسان ١٥/٣٦٥-٣٦٦.

(٣) تأويل المشكل ٤٢٧، والقرطبي ١٦/٣٠٦. فاللام بمعنى على.

(٤) كما هو تقدير الكوفيين، أما تقدير البصريين فهو: "مخافة أن تحبط أعمالكم" أو "من أجل أن تحبط" أي تبطل. راجع تفسير الطبري ٢٦/٧٦، والقرطبي ١٦/٣٠٦، والبحر ٨/١٠٦، وتأويل المشكل ١٧٤.

(٥) بفتح الجيم: استثقالا للضمتين. وهي قراءة أبي جعفر بن القعقاع، راجع اللسان ١/٤١٧ و ٥/٢٣٩-٢٤٠. والقرطبي ١٦/٣١٠، والطبري ٢٦/٧٦-٧٧، والبحر ٨/١٠٨.

(٦) البيت في تفسير القرطبي ١٦/٣١٠ غير منسوب.

٧

{لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ} من "العَنَت" وهو: الضرر والفساد.

٩

{حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللّه} أي ترجعَ.

{وَأَقْسِطُوا} اعدلوا.

١١

{وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ} أي لا تَعِيبوا إخوانَكم من المسلمين (١)

{وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ} أي لا تَتَداعوا بها، و "الألقاب" و "الأنْباز" واحد.

ومنه قيل في الحديث: "قومٌ نَبْزُهم الرافضة"؛ أي لقبُهم. وقوم -من أصحاب الحديث- يغيّرون اللفظ (٢) .

١٣

و (الشعوب) أكبر من القبائل مثل "مُضَرَ" و "رَبيعةَ".

١٤

{قُولُوا أَسْلَمْنَا} ؛ أي اسْتَسْلمنا من خوف السيف وانْقَدْنا (٣) .

{لا يَلِتْكُمْ} أي لا يَنقصْكم وهو من "لاتَ يلِيتُ [ويَلُوتُ] ".

ومنها لغة أخرى: "أَلَتْ يَأْلَت [أَلْتًا] " (٤) .

وقد جاءت اللغتان جميعا في القرآن؛ قال: {وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} (٥) .

والقرآن يأتي باللغتين المختلفتين؛ كقوله في موضع: {تُمْلَى عَلَيْهِ} (٦) ؛ وفي موضع آخرَ: {فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ} (٧) .

﴿ ٠