٣{ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ} يريدون: البعثَ بعد الموت؛ أي لا يكون (٢) . ٤{قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ} أي تأكلُ من لحومهم إذا ماتوا. ٥{فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ} أي مختَلطٍ. يقال: مَرِج أمرُ الناس ومَرج الدِّينُ. وأصل "المَرَج": أن يقلَقَ الشيءُ فلا يستقرّ. يقال: مَرج الخاتم في يدي مَرَجًا؛ إذا قَلِق من الهُزَال. ٦{وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ} أي صدوع. وكذلك قوله: {هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ} ؟! (٣) . ٧{مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} أي من كل جنسٍ حسن يُبْتَهج به (٤) . ٩{وَحَبَّ الْحَصِيدِ} أراد: والحبَّ الحصيدَ؛ فأضاف الحب إلى الحصيد. كما يقال: صلاةُ الأولى؛ يراد: الصلاةُ الأولى. ويقال: مسجدُ الجامع؛ يراد: المسجدُ الجامعُ (٥) . __________ (١) مكية كلها في قول الحسن وعطاء وعكرمة وجابر، أو بالإجماع كما زعم ابن عطية. وروي عن ابن عباس وقتادة استثناء الآية الثامنة والثلاثين. على ما في تفسير القرطبي ١٧/١، والبحر ٨/١٢٠ وانظر الدر المنثور ٦/١٠١. (٢) تأويل المشكل ١٧٣، والطبري ٢٦/٩٣، والقرطبي ٤. (٣) سورة الملك ٣، وانظر الطبري، والقرطبي ١٧/٦. (٤) تأويل المشكل ٣٧٧، والقرطبي. (٥) فهو من باب إضافة الشيء إلى نفسه، كما قال الفراء والكوفيون. أما البصريون فقالوا: إنه من حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه؛ أي الحب الحصيد. على ما في تفسير القرطبي والبحر. وانظر الطبري ٢٦/٩٦. ١٠{وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ} أي طوالا. يقال: بَسَقَ الشيء يَبْسُق بُسوقًا؛ إذا طال. {لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} أي منضودٌ: بعضُه فوق بعض. وذلك قبل أن يتفتَّح. فإذا انشقَّ جُفُّ الطَّلْعة (١) وتفرَّق: فليس بنضيدٍ. ونحوه قوله: {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ} (٢) . وقد قرأ بعضُ السَّلف: (وَطَلْعٍ مَنْضُودٍ) كأنه اعتبره بقوله في ق: {لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} ١٥{أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأَوَّلِ} !؟ أي أفعيينا بإبداء الخلق، فنعْيَا بالبعث، وهو: الخَلق الثاني؟!. {بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ} أي في شكٍّ. {مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} أي من البعث. ١٦{وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} و "الوريدان": عِرْقَانِ بين الحُلْقوم والعِلْباوَيْنِ. والحبل هو: الوريد؛ فأضيف إلى نفسه: لاختلاف لفظَي اسمَيْه (٣) . ١٧{إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ} أي: يتلقيان القول ويكتبانه؛ يعني: المَلَكين. {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} أراد: قعيدًا من كل جانب. فاكتفى بذكر واحد: إذ كان دليلا على الآخر (٤) . و"قَعِيدٌ" بمعنى قاعدٍ؛ كما يقال: "قدير" بمعنى قادر. ويكون بمنزلة "أكِيل وشَرِيب [ونديم] " أي مؤاكلٍ ومُشارب __________ (١) أي وعاؤها الذي تكون فيه كما قال أبو عبيد. على ما في اللسان ١٠/٣٧٢. وانظر تفسير القرطبي ١٧/٧، والطبري ٢٦/٩٦، والبحر ٨/١٢٢، واللسان ٤/٤٣٤ و ١٠/١٠٨. (٢) سورة الواقعة ٢٩، وسيأتي الكلام فيها عن معناه وعما بعده. (٣) تفسير الطبري ٢٦/٩٩، والبحر ٨/١١٩ و ١٢٣. و "العلباء": عصب العنق؛ كما في اللسان ٢/١١٨. وانظر القرطبي ١٧/٩، واللسان ٤/٤٧٣. (٤) تأويل المشكل ١٦٩، والقرطبي ١٧/١٠، والطبري، والبحر، واللسان ٤/٣٦١. [ومُنادم] . كذلك: "قعيد" أي مُقاعد. ٢٢{فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} أي حادٌّ؛ كما يقال: حافظٌ وحفيظٌ. ٢٧{قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ} مفسرٌ في كتاب "تأويل المشكل" (١) . ٣١{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ} أي أُدنيَتْ. ٣٦{فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ} أي طافوا وتباعدوا. {هَلْ مِنْ مَحِيصٍ} أي هل يجدون من الموت محيصًا (٢) ؟! فلم يجدوا ذلك. ٣٧{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ} أي فهمٌ وعقلٌ (٣) . {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} يقول: استمَعَ كتاب اللّه: وهو شاهدُ القلبِ والفهمِ ليس بغافلٍ ولا ساهٍ. ٤١{وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ} يقال: صخرةُ بيت المقدس. ٤٢{ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ} يوم البعثِ من القُبور. ويقال ليوم العيد: يومُ الخروج؛ لخروج الناس فيه. ٤٥{وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} أي بمسَلَّط (٤) . وليس هو من "أجبرتُ الرجلَ على الأمر": إذا قَهَرْتُه عليه. لأنه لا يقال من ذلك: "فَعَّال". و"الجَبَّار": الملِكُ، يسمَّى بذلك: لتجبُّره يقول: فلستَ عليهم بملك مسلَّط. __________ (١) ص ٣٢٦. وانظر القرطبي ١٧/١٧، والبحر ٨/١٢٥-١٢٦. (٢) أي محيدا ومهربا، ومنجى ومعدلا. على ما في الطبري ٢٦/١١٠، والقرطبي ١٧/٢٣. (٣) لأن القلب موضع العقل، فكني به عنه. كما قال في المشكل ١١٥. (٤) فتجبرهم وتقهرهم على الإيمان والإسلام. كما في القرطبي ١٧/٢٨، والطبري ٢٦/١١٥، والبحر ٨/١٣١ واللسان ٥/١٨٣. فتكون الآية منسوخة بالأمر بالقتال، كما قال القرطبي. |
﴿ ٠ ﴾