سورة الطور

مكية كلها (٣)

١

{وَالطُّورِ} جبل بمَدْيَنَ، كُلِّمَ عنده موسى عليه السلام (٤) .

٢

{وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ} أي مكتوب.

٣

{فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ} يقال: هي الصحائف التي تخرج يوم القيامة إلى بني آدمَ (٥) .

٤

{وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ} بيت في السَّماء حِيالَ الكعبة (٦) .

٥

{وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ} يعني: السماء.

٦

{وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} المملوء. قال النَّمِر بن تَوْلَبٍ -وذكر وَعِلا-:

إِذا شاء طالَعَ مَسْجُورَةً ... تَرَى حَوْلَهَا النَّبْعَ والسَّاسَمَا (٧)

أي عينًا مملوءةً.

٩

{يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا} تدور بما فيها.

١٠

{وَتَسِيرُ الْجِبَالُ} عن وجه الأرض.

١٣

{يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا} أي يُدفعون. يقال: دَعَعْتُه

__________

(١) كما في المشكل ١٧٢. فـ "من" زائدة كما في المشكل ١٩٤، والقرطبي ١٧/٥٦.

(٢) تأويل مشكل القرآن ١١٣، والقرطبي ١٧/٥٧، والطبري ٢٧/٩، واللسان ١/٣٧٨، والمفردات ١٨٠. وانظر البحر ٨/١٤٣.

(٣) بالإجماع. على ما في تفسير القرطبي ١٧/٥٨، والبحر ٨/١٤٦، والدر المنثور ٦/١١٦.

(٤) القرطبي ١٧/٥٨-٥٩، والدر ٦/١١٧، وما تقدم ص ٥٢.

(٥) أي صحائف أعمالهم، كما قال الفراء. على ما في القرطبي ١٧/٥٩، والبحر. وانظر الطبري ٢٧/١٠، والدر ٦/١١٧.

(٦) كما قال علي وابن عباس وغيرهما. على ما في القرطبي، والطبري ٢٧/١١، والدر.

(٧) هو: شجر أسود من شجر الجبال؛ كما في اللسان ١٥/١٧٨. والبيت له فيه وفي القرطبي ١٧/٦١. وهو في الطبري ٢٧/١٢ مع آخر.

أدعُّه دعًّا؛ أي دفعته. ومنه: {الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ} (١) .

١٨

{فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ} أي ناعمين بذلك. وفكهين معجَبين بذلك (٢) .

٢١

{وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} أي ما نقصناهم.

٢٣

{يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا} أي يَتَعاطَون. قال الأخطل:

وشَارِبٍ مُرْبِحٍ بالكأْسِ نازَعَنِي ... لا بالحَصُورِ ولا فيها بِسَوَّار (٣)

أي عاطاني.

{لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ} أي لا تَذهبُ بعقولهم فيَلْغُوا أو يَرفُثوا فيأثموا. كما يكون ذلك في خمر الدنيا.

٢٦

{إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ} أي خائفين.

٢٩

{فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ} كما تقول: ما أنت -بحمد اللّه- بجاهل.

٣٠

{نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ} أي حوادثَ الدهر وأوجاعه ومصائبه و "المنون": الدهر؛ قال أبو ذُؤيبٍ:

أمِنَ المَنُونِ ورَيْبِه تَتَوَجَّعُ ... والدَّهرُ ليس بمُعْتِبٍ مَن يَجْزَعُ ? (٤)

__________

(١) سورة الماعون ٢، كما في تفسير القرطبي ١٧/٦٤، واللسان ٩/٤٣٦. وانظر الطبري ٢٧/١٣-١٤، والبحر ٨/١٤٤ و ١٤٧.

(٢) ص ٣٦٦. وانظر القرطبي ١٧/٦٥.

(٣) البيت له في ديوانه ١١٦، واللسان ٦/٥١، والقرطبي ١٧/٦٨ بلفظ: "نادمني".

(٤) البيت مطلع مرثيته الجيدة. وهو في ديوانه ١/١، والمفضليات ٤٢١، واللسان ١٧/٣٠٣ و ٣٠٤، وتفسير القرطبي ١٦/١٧٠ و ١٧/٧٢، والبحر ٧/٤٩٤ و ٨/١٥١.

هكذا كان الأصمعيُّ يرويه: "ورَيْبِه" (١) ويذهب إلى أنه الدهر؛ قال: وقوله: "والدّهرُ ليس بمعتِبٍ" يدل على ذلك؛ كأنه قال: "أمِن الدهرِ وريبه تتوجعُ والدهر لا يُعتِبُ من يجزع!؟ ".

قال الكسائي: "تقول العرب: لا أكلمك آخرَ المنون، أي آخرَ الدهر".

٣٧

{أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ} ! أي الأرباب. يقال: تسيطرتَ عليَّ؛ أي اتخذتني خَوَلا [لك] .

٣٨

{أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ} أي دَرَجٌ. قال ابن مُقْبِل:

لا تُحْرِزُ المَرْءَ أحْجاءُ البلادِ ولا ... تُبْنَى له في السَّمَواتِ السَّلالِيمُ (٢)

٤٤

{وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا} قد تقدم ذكره (٣) .

{سَحَابٌ مَرْكُومٌ} أي رُكام: بعضُه على بعض.

والمعنى أنهم قالوا للنبي صلى اللّه عليه: إنا لا نؤمن لك حتى تسقط السماء علينا كسفًا؛ فقال اللّه: لو أسقطنا عليهم كِسْفًا من السماءِ قالوا: هذا سحاب مركوم؛ ولم يؤمنوا.

٤٥

{يُصْعَقُونَ} يموتون.

__________

(١) قال ابن سيده: "وقد روي: "وريبها" حملا على المنية. ويحتمل أن يكون التأنيث راجعا إلى معنى الجنسية والكثرة؛ وذلك: لأن الداهية توصف بالعموم والكثرة والانتشار". فيكون التأنيث على معنى الدهور [لا المنية] ؛ كما قال ابن بري. على ما في اللسان. فلا فرق بين الروايتين حينئذ. وراجع الطبري ٢٧/١٩.

(٢) البيت له: في تفسير الطبري ٢٧/٢٠، والقرطبي ١٧/٧٦، واللسان ١٥/١٩١. وفيهما: "يُبنى". وراجع تأويل المشكل ٢٧٢.

(٣) ص ٢٦١ و ٣٢٠ و ٣٥٣. وانظر القرطبي ١٧/٧٧.

﴿ ٠