سورة القمر

مكية كلها(١) (٢)

١

{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} أي قرُبتْ.

٢

{سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} أي شديد قويٌّ. وهو من "الْمِرَّة" مأخوذ. والمِرَّةُ: الفتْل؛ يقال: استمَرَّت مَرِيرَتُه.

ويقال: هو من "المرارة". [يقال] : أمَرَّ الشيءُ واستَمرَّ [إذا صار مُرًّا] (٣) .

٤

{مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ} أي متَّعَظ ومنتهى.

٦

{إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ} أي منكَر.

٨

{مُهْطِعِينَ} قال أبو عبيدةَ (٤) : مسرعين {إِلَى الدَّاعِ}

وفي التفسير (٥) : "ناظرين قد دفعوا رءوسَهم إلى الداعي".

٩

{وَازْدُجِرَ} أي زُجر. وهو: "افتُعِل" من ذلك.

١١

{بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ} أي كثير سريع الانصباب. ومنه يقال: همر الرجل؛ إذا أكثر من الكلام وأسرع.

__________

(١) في النسخة المخطوطة: (سورة اقتربت) .

(٢) في قول الجمهور، كما في تفسير القرطبي ١٧/١٢٥، والبحر ٨/١٧٣. وهو المروي عن ابن عباس، على ما في الدر المنثور ٦/١٣٢.

(٣) ويقال أيضا: مر الشيء يمر (بالتحريك) فهو مر. على ما في القرطبي ١٧/١٢٧ و ١٣٥، واللسان ٧/١٥. وذهب مجاهد والكسائي وغيرهما إلى أن معنى "مستمر": ذاهب. كما في البحر ٨/١٧٤، والطبري ٢٧/٥٢، والقرطبي واللسان. وانظر النهاية ٤/٨٩.

(٤) القرطبي ١٧/١٣٠، والبحر ٨/١٧٦. وهو الذي اختاره ابن قتيبة فيما تقدم ص ٢٣٣، والطبري ٢٧/٥٣. وانظر اللسان ١٠/٢٥١.

(٥) كما روي عن ابن عباس وسفيان الثوري. على ما في الطبري ٢٧/٥٤، والدر ٦/١٣٤، والقرطبي والبحر.

١٢

{فَالْتَقَى الْمَاءُ} أي التقى ماء الأرض وماء السماء.

١٣

و (الدسر) : المسامير؛ واحدها: "دِسار". وهي أيضًا (١) الشُّرُط التي تُشَدُّ بها السفينة.

١٤

{تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} أي بمرأى منا وحفظٍ.

{جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ} يعني: نوحًا -عليه السلام- ومن حمله معه من المؤمنين.

و (كُفِرَ) : جُحِد ما جاء به.

١٥و٥١- {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} أي معتبِر ومتعِظ (٢) . وأصله "مُفْتَعِل" من الذِّكر: "مُذْتَكر". فأدغمت الذال في التاءِ ثم قلبتا دالا مشدَّدَة.

١٦، ١٨، ٢١، ٣٠- {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} جمع نَذِير. و "نذير" بمعنى الإنذار أي فكيف كان عذابي وإنذاري. ومثله: "النَّكير" بمعنى الإنكار (٣) .

١٧، ٢٢، ٣٢، ٤٠- {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ} أي سَهَّلناه للتلاوة. ولولا ذلك: ما أطاق العبادُ أن يَلْفِظوا به ولا أن يستَمِعوا [له] .

١٩

(الصرصر) : الريح الشديدة ذات الصوت.

{فِي يَوْمِ نَحْسٍ} أي في يوم شؤم.

{مُسْتَمِرٍّ} أي استمَرَّ عليهم بالنُّحوسة (٤) .

__________

(١) كما قال الفراء والليث والجوهري. على ما في اللسان ٥/٣٧٠، والقرطبي ١٧/١٣٣، والبحر ٨/١٧٢. وانظر صفحة ١٧٧ منه، والطبري ٢٧/٥٥، والدر ٦/١٣٥.

(٢) كما في تأويل المشكل ١٧٦. وهو مروي عن ابن زبد: في الطبري ٢٧/٥٧، والبحر ٨/١٧٨. وروي نحوه عن محمد بن كعب في الدر ٦/١٣٥.

(٣) كما تقدم ص ٣٥٨، وقال الفراء: النذر مصدر كالإنذار؛ كما في القرطبي ١٧/١٣٤.

(٤) كما في القرطبي ١٧/١٣٥. وانظر الطبري ٢٧/٥٨، والبحر ٨/١٧٩، وما تقدم ص ٤٣١.

٢٠

{تَنْزِعُ النَّاسَ} أي تقلَعُهم من مواضعهم.

{كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ} أي أصولُ نخل.

{مُنْقَعِرٍ} منقطِعٍ ساقط. يقال: قَعرتُه فانْقَعَر؛ أي قلعته فسقط.

٢٤

{إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ} أي جنون. وهو من - "تَسَعَّرَتِ النار": إذا التهبتْ. يقال: ناقة مَسْعُورة؛ أي كأنها مجنونة من النشاط (١) .

٢٥-٢٦- و (الأَشِرُ) : المَرِح المتكبر.

٢٧

{إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ} أي مُخرِجوها.

{فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ} .

٢٨

{وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُم} وبين الناقة: لها يوم ولهم يوم.

{كُلُّ شِرْبٍ} أي كل حظ منه لأحد الفريقين.

{مُحْتَضَرٌ} يَحْتَضِرُه (٢) صاحبه ومستحِقه.

٢٩

{فَتَعَاطَى} أي تعاطى عقْرَ الناقة.

{فَعَقَرَ} أي قتل.

و"العقرُ" قد يكون: القتلَ (٣) ؛ قال النبي صلى اللّه عليه وسلم -حين ذكر الشهداء-: "من عُقِر جوادُه وهُرِيق (٤) دمُه".

__________

(١) حكاه القرطبي ١٧/١٣٨ وصاحب البحر ٨/١٨٠ عن ابن عباس، وصاحب اللسان ٦/٣١ عن الفارسي. وراجع الطبري ٢٧/٥٩، والدر ٦/١٣٦.

(٢) أو يحضره كما في اللسان ٥/٢٧٤، والمفردات ١٢١، والقرطبي ١٧/١٤١، والطبري ٢٧/٦٠. وانظر البحر ٨/١٨١، وما تقدم ص ٣٢٠.

(٣) والنحر. كما صرح به في اللسان ٦/٢٦٩-٢٧٠، والنهاية ٣/١١٤، والمفردات ٣٤٦.

(٤) أي أريق. وفي اللسان ١٢/٢٤٦ -ولم يذكر من الحديث إلا هذه الفقرة-: "أهريق" أي يهريق (بفتح الهاء) . وكلٌّ صوابٌ على ما في اللسان ص ٢٤٤.

٣١

{فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ} و "الهشيمُ": يابسُ النبت الذي يتهشَّم أي يتكسَّر.

و"المحتظِرُ": صاحب الحَظِيرة. وكأنه يعني: صاحبَ الغنم الذي يجمع الحشيش في الحظيرة لغنمه.

ومن قرأه {الْمُحْتَظِرِ} بفتح الظاء (١) ؛ أراد الحِظَار وهو: الحظيرة.

ويقال (٢) (المحتظِرُ) هاهنا: الذي يَحظُر على غنمه وبيته بالنبات، فَيَيْبَسُ ويسقط ويصير هشيمًا بوطء الدوابِّ والناسِ.

٣٦

{فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ} أي شكُّوا في الإنذار.

٤٣

{أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ} ؟! أي يا أهل مكةَ! أنتم خير من أولئك الذين أصابهم العذاب؟!

{أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ} من العذاب.

{فِي الزُّبُرِ} ؟! يعني: الكتب المتقدمة. واحدها: "زَبُور".

٤٥

{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ} يومَ بدرٍ. {وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}

٥٣

{مُسْتَطَرٌ} أي مكتوب: "مُفْتَعَل" من "سطرت": إذا كتبت. وهو مثل "مَسْطور" (٣) .

٥٤

{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ} قال الفراء: "وُحِّد؛ لأنه رأسُ آية، فقَابَلَ بالتوحيد رءوسَ الآي" (٤) .

__________

(١) كالحسن وقتادة وأبي العالية وغيرهم على ما في القرطبي ١٧/١٤٢، والطبري ٢٧/٦١، والبحر ٨/١٨١ واللسان ٥/٢٧٩.

(٢) كما روي عن ابن عباس ومجاهد والفراء. على ما في القرطبي والطبري واللسان. وراجع الدر ٦/١٣٦.

(٣) اللسان ٦/٢٦. وانظر القرطبي ١٧/١٤٩ وما تقدم ص ٤٢٤.

(٤) فمعناه: أنهار؛ كقوله عز وجل: (ويولون الدبر) أي الأدبار. كما حكاه في اللسان ٧/٩٦ عنه وعن الزجاج. وروى القرطبي ١٧/١٤٩ عن ابن جريج نحو صدر كلام الفراء.

قال: ويقال: " (١) النهْر: الضياء والسعة؛ من قولك: أنْهَرْتُ الطعنة؛ إذا وسعتها. قال قيس بن الخطِيم يصف طعنة:

مَلَكْتُ بِهَا كَفِّي, فَأَنْهَرْتُ فَتْقَهَا ... يَرَى قَائِمٌ مِنْ دُونِها مَاوَرَاءَهَا (٢)

أي وسَّعتُ فتقها.

__________

(١) القرطبي واللسان، والطبري ٢٧/٦٧، والبحر ٨/١٨٤. وروي نحوه عن ابن عباس، في الدر ٦/١٣٩.

(٢) البيت له في اللسان والبحر، وتأويل المشكل ١٣٢ وسائر المصادر التي بهامشه. وورد منسوبا للبيد في الدر، وغير منسوب في القرطبي.

﴿ ٠