سورة الرحمنمكية كلها (١) ٤{عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} أي الكلام. ٥{الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ} أي بحسابٍ ومنازلَ لا يَعْدُونها. ٦{وَالنَّجْمُ} العُشْب والبقل. {وَالشَّجَرُ} ما قام على ساق. {يَسْجُدَانِ} قال الفراء (٢) : "سجودُهما: أنهما يستقبلان الشمس إذا أشرقتْ ثم يَمِيلان معها حتى ينكسر الْفَيْءُ". وقد بينت السجود في كتاب "تأويل المشكل" (٣) وأنه الاستسلامُ من جميع المَوَات (٤) ، والانقيادُ لِما سُخر له. ٧{وَوَضَعَ الْمِيزَانَ} أي العدل في الأرض. ٨{أَلا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ} أي ألا تجورُوا. ٩{وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ} أي بالعدل. {وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ} أي لا تَنقُصوا الوزن. ١٠و (الأنام) : الخَلْق. ١١و {ذَاتُ الأَكْمَامِ} أي ذات الكُفُرَّى قبل أن ينفتق. وغِلاف كل شيء: كُمُّه. __________ (١) في قول الجمهور، كما في البحر ٨/١٨٧. وانظر تفسير القرطبي ١٧/١٥١، والدر المنثور ٦/١٣٩. (٢) القرطبي ١٧/١٥٤، واللسان ٤/١٩٠. وانظر الطبري ٢٧/٦٩، والبحر ٨/١٨٩. (٣) ص ٣٢١-٣٢٣. وانظر ما تقدم ص ٢٤٣. (٤) من الجبال وغيرها: كالطيور والدواب. كما في اللسان. وصحف في الأصل بلفظ: "الصواب". [و] "الكُفُرَّى": هو الجُفُّ وهو الكُمُّ وهو الكافور وهو الذي ينشق عن الطَّلْع. ١٢و {الْعَصْفِ} ورق الزرع؛ ثم يصير -إذا جَفَّ ودَرَس- تبنًا. {وَالرَّيْحَانُ} الرزق؛ يقال: خرجت أطلب ريحان اللّه. قال النَّمِر بن تَوْلَبٍ: سلامُ الإلهِ ورَيْحَانُهُ ... ورَحْمَتُه وسَماءٌ دِرَرْ (١) ١٣و (الآلاء) : (٢) النعم. واحدها "ألًى" إلى مثل قفًا و "إلًى" مثل مِعًى (٣) . ١٤{صَلْصَالٍ} طين يابس يُصَلْصِل أي يصوت من يُبسه كما يصوت الفَخَّار؛ وهو: ما طُبخ. ويقال: "الصلصال": المُنْتِن؛ مأخوذ من "صلَّ الشيء": إذا أنْتَنَ مكانه فكأنه أراد: "صَلالا"؛ ثم قلب إحدى اللامين. وقد قرئ (٤) (أَئِذَا صَلَلْنَا فِي الأَرْضِ) : أي أنْتَنَّا. ١٥و (المارج) : هاهنا: لهب النار؛ من قولك: مَرج الشيءُ؛ إذا اضطرب ولم يستقرَّ. __________ (١) البيت له: في الطبري ٢٧/٧٢، والقرطبي ١٧/١٥٧، وكذلك في اللسان بعده آخر هو: غمام ينزل رزق العباد ... فأحيا البلاد, وطاب الشجر (٢) تكررت هذه الآية في هذه السورة، وذكرت بعد ذلك ثلاثين مرة. (٣) و "إلى": بسكون اللام مع كسر الهمزة أو فتحها. فهي لغات أربع، حكاها أبو جعفر النحاس كما في القرطبي ١٧/١٥٩. ووردت -ما عدا الأخيرة- في اللسان ١٨/٤٦. وذكرها صاحب البحر ٨/١٩٠. (٤) في آية السجدة ١٠، كما في اللسان ١٣/٤٠٧. وراجع صفحة ٤٠٥-٤٠٦ منه، وتفسير القرطبي ١٧/١٦٠، والطبري ٢٧/٧٢-٧٣، وما تقدم ص ٢٣٧ و ٢٤٦. قال أبو عبيدةَ (١) : {مِنْ مَارِجٍ} من خِلْط من النار. ١٩{مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ} خلاهما. تقول: مَرَجتُ دابتي؛ إذا خلَّيتَها ومَرَج السلطانُ الناسَ: [إذا أهملهم] . وأمْرَجْتُ الدابة: رعيتها (٢) . ٢٠{بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ} أي حاجز: لئلا يحملَ أحدهما على الآخر؛ فيختلطان. ٢٢و {اللُّؤْلُؤُ} كبار الحبّ. {وَالْمَرْجَانُ} صغاره. ٢٤{الْجَوَارِ} السفن. و {الْمُنْشَآتُ} اللواتي أُنشِئن أي ابتُدئ بهن {فِي الْبَحْرِ} ومن قرأ: {الْمُنْشَآتُ} (٣) جعلهن: اللَّواتي ابتدأْن. يقال أنشأت السحابةُ تُمطر؛ أي ابتدأتْ. وأنشأ الشاعر يقول. و (الأَعْلامُ) : الجبال. واحدها: "عَلَم" (٤) . ٣٣{أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ} وأقتارها: جوانبُها. {لا تَنْفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ} أي إلا بمُلكٍ وقَهرٍ. ٣٥و (الشواظ) : النار التي لا دخَانَ فيها. و (النُّحَاسُ) : الدخان. قال الجَعْديُّ: تُضِيءُ كضَوْءِ سِراجِ السَّلِيطِ ... لم يجعَلِ اللّه فِيه نُحاسا (٥) __________ (١) اللسان ٣/١٨٩، والقرطبي ١٧/١٦١. وهو مروي فيه عن الحسن أيضا. وراجع القرطبي ١٧/٧٤، والدر ٦/١٤١-١٤٢. (٢) القرطبي ١٧/١٦٢، واللسان ٣/١٨٨-١٨٩، وما تقدم ص ٤١٧. (٣) كالأعمش وحمزة وعامة قراء الكوفة على ما في البحر ٨/١٩٢، والقرطبي ١٧/١٦٤، والطبري ٢٧/٧٨. (٤) كما تقدم ص ٣٩٣ وانظر القرطبي ١٧/١٦٤، والطبري ٢٧/٧٨. (٥) البيت له: في الكشاف ٢/٤٢٦، والبحر ٨/١٨٥. وفي القرطبي ١٧/١٧٢، واللسان ٨/١١٢ و ٩/١٩٣. وغير منسوب في الدر ٦/١٤٤. وفيها: "يضيء". ونسب في الطبري ٢٧/٨٢ إلى النابغة الذبياني. وفيه: "يضوء". و "السليط" عند عامة العرب: الزيت. وعند أهل اليمن والشام: دهن السمسم. ٣٧{فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ} أي حمراءَ في لون الفرس الوَرْدة (١) . و"الدِّهان": جمع "دُهن". ويقال (٢) : "الدِّهانُ": الأَدِيم الأحمر. ٤١{يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ} أي بعلامات فيهم، يقال (٣) : سوادُ الوجوه وزُرقةُ العيون ونحو ذلك. ٤٤وقوله: {حَمِيمٍ آنٍ} و "الحميم": الماء المغلي. و "الآني": الذي قد انتهت شدة حره (٤) . ٤٦{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} بستانان في الجنة. قال الفراء (٥) : وقد تكون في العربية جنةً واحدة. (قال) : أنشدني بعضهم: وَمَهْمَهَيْنِ قَذَفَيْنِ مَرْتَيْنِ ... قَطَعتُه بالسَّمْتِ (٦) لا بالسَّمْتَيْنِ __________ (١) أو الورد، بالنظر إلى الأنثى والذكر. كما في اللسان ٤/٤٧٠، والبحر ٨/١٨٥. (٢) اللسان ١٧/١٩. وانظر القرطبي ١٧/١٧٣، والبحر ٨/١٩٥، والطبري ٢٧/٨٢-٨٣. (٣) الطبري ٢٧/٨٣، والقرطبي ١٧/١٧٥، والدر ٦/١٤٥. (٤) كما روي عن ابن عباس: في الطبري ٢٧/٨٤، والدر ٦/١١٥. (٥) كما في تفسير القرطبي ١٧/١١٧، والشوكاني ٥/١٣٧ باختصار. وحكاه الفخر الرازي في تفسيره ٨/٢٩ عن بعضهم، باختلاف. (٦) اللسان ٢/٣٥١، والتاج ١/٥٥٥. والبيت فيهما غير منسوب. وبالأصل: "بالأم". ونرجح أنه مصحف عما ذكرنا وقد يكون مصحفا عما في تفسير الفخر؛ ورواية البيت فيه هكذا: ومهمهين سرت مرتين ... قطعته بالسهم لا السهمين وقد ورد الشطر الأول في اللسان ٣٩٥ منسوبا إلى خطام المجاشعي، وفي شواهد الكشاف ١٤٨ غير منسوب - مع آخرين هما: ظهراهما مثل ظهور الترسين ... جبتهما بالنعت لا بالنعتين وورد كذلك منسوبا إليه -في الخزانة ١/٣٦٧- مع شطر رابع هو: *على مطار القلب سامى العينين* وحكاه في الخزانة أيضا ١/٣٦٩ عن التذكرة للفارسي، بلفظ آخر مع آخرين كالآتي: ومهمه أعور إحدى العينين ... بصير الأخرى وأصم الأذنين *قطعت بالسمت لا بالسمتين* وورد في أمالي ابن الشجري ١/١٠ مع الثاني في رواية اللسان، منسوبا إلى هميان بن قحافة. يريد: مهمهًا واحدًا وسمتًا واحدًا. (قال) وأنشدني آخرُ: يَسْعَى بِكَبْدَاءَ وفَرَسَيْنِ ... قد جَعَلَ الأرْطَاةَ جَنَّتَيْنِ (قال) : وذلك للقوافي؛ والقوافي تحتمل -من الزيادة والنقصان- ما لا يحتمله الكلام". وهذا من أعجب ما حُمل عليه كتاب اللّه (١) . ونحن نعوذ باللّه من أن نَتَعسَّفَ هذا التعسُّفَ ونُجِيزَ على اللّه -جل ثناؤه- الزيادة والنقص في الكلام لرأس آية. وإنما يجوز في رءوس الآي: أن يزيد هاءً للسكت؛ كقوله: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ} (٢) ؛ وألفًا كقوله: {وَتَظُنُّونَ بِاللّه الظُّنُونَا} (٣) أو يحذف همزةً من الحرف كقوله: {أَثَاثًا وَرِئْيًا} (٤) أو ياءً كقوله: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} (٥) لتستويَ رءوس الآي على مذاهب العرب في الكلام: إذا تمَّ فآذَنَتْ بانقطاعه وابتداء غيره. لأن هذا لا يُزيل معنًى عن جهته ولا يَزيد ولا يَنقُص. فأمَّا أن يكون اللّه عز وجل وَعَد جنتَيْن فيجعلَها جنة واحدة من أجل رءوس الآي -: فمعاذ اللّه!. وكيف يكون هذا: وهو -تبارك اسمه- يصفُهما بصفات الاثنين، فقال: {ذَوَاتَا أَفْنَانٍ} (٦) ؛ ثم قال: {فِيهِمَا} ، {فِيهِمَا} (٧) ؟!. __________ (١) أو من أعظم الغلط عليه كما قال أبو جعفر النحاس. ووصفه الفخر بالبطلان. (٢) سورة القارعة ١٠. (٣) سورة الأحزاب ١٠. (٤) سورة مريم ٧٤. (٥) سورة الفجر ٤. (٦) في الآية ٤٨. (٧) في الآيتين ٥٠/٥٢. ولو أن قائلا قال في خَزَنة النار: إنهم عشرونَ، وإنما جعلهم تسعةَ عشرَ لرأس الآية - كما قال الشاعر: نحنُ بَنُو أُمِّ البَنِينَ الأَرْبَعة (١) وإنما هم خمسة فجعلهم للقافية أربعة -: ما كان في هذا القول إلا كالفراء. ٥٤{بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} قال الفراء (٢) : "قد تكون البِطانةُ ظِهارةً، والظهارةُ بطانةً. وذلك: أن كل واحد منهما [قد] يكون وجهًا؛ تقول العرب: هذا ظهر السماء، وهذا بطن السماء -لـ[ظاهرها] الذي تراه. (قال) : وقال ابن الزُّبير- وذكر قَتَلةَ عثمانَ رضي اللّه عنه-: "فقتلهم اللّه كل قِتْلَةٍ، ونجا من نجا منهم تحت بطون السماء والكواكب"؛ يعني: هربوا ليلا". وهذا أيضا من عَجَب التفسير. كيف (٣) تكون البِطانةُ ظِهارةً، والظِّهارةُ بِطانةً - والبِطانةُ: ما بَطَن من الثوب وكان من شأن الناس إخفاؤه؛ والظِّهارةُ: ما ظَهَر منه وكان من شأن الناس إبداؤه؟!. وهل يجوز لأحد أن يقول لوجهِ مصلًّى: هذا بِطانته؛ ولما وَلِيَ الأرضَ منه: هذا ظِهارتُه؟!. وإنَّما أراد اللّه جل وعز أن يعرفنا -من حيثُ نفهم- فضلَ هذه الفُرش __________ (١) ورد في تأويل المشكل ١٥٤ منسوبا للبيد. وعجزه - كما في ديوانه ص ٧: *ونحن خير عامر بن صعصعة* وانظر هامش المشكل. (٢) اللسان ٦/١٩٤ و ١٦/٢٠١، والبحر ٨/١٩٧، وتفسير الشوكاني ٥/١٣٧ - ببعض اختصار. وكذلك ذكر في الطبري ٢٧/٨٧ عن بعض أهل العلم بالعربية. وروى القرطبي ١٧/١٧٩-١٨٠ هذا الرأي عن الحسن وقتادة والفراء؛ ثم ذكر بعض كلام الفراء غير مضاف إليه. وراجع الدر ٦/١٤٧. (٣) هذا الرد قد ورد مختصرا في اللسان ٦/١٩٤ و ١٦/٢٠١-٢٠٢ غير منسوب إلى ابن قتيبة؛ وفي الشوكاني منسوبا له، وفي القرطبي منسوبا له مع غيره. وأن ما وليَ الأرضَ منها إستَبْرَقٌ، وهو: الغليظ من الدِّيباج. وإذا كانت البِطانة كذلك: فالظِّهارةُ أعلى وأشرفُ. وكذلك قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: " لَمَنَادِيلُ سعدِ بن مُعاذٍ -في الجنة- أحسنُ من هذه الحُلَّة " (١) . فذكر المناديلَ دون غيرها: لأنها أخشنُ من الثياب. وكذلك البطائنُ: أخشنُ من الظواهر. وأما قولهم: ظهر السماء وبطن السماء؛ -لما ولِينَا-:فإن هذا قد يجوز في ذي الوَجْهين المتساويَيْن إذا ولِيَ كلُّ واحد منهما قومًا. تقول في حائط بينك وبين قوم -لِمَا ولِيَكَ منه-: هذا ظهرُ الحائط؛ ويقول الآخَرون لما ولِيَهم: هذا ظهر الحائط. فكلُّ واحد -من الوجهين-: ظهرٌ وبطنٌ. ومثلُ هذا كثيرٌ. كذلك السماء: ما وَلِينا منها ظهرٌ؛ وهو لمن فوقها -من الملائكة- بطنٌ. ٥٦، ٧٤- {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ} قال أبو عبيدة: لم يَمْسَسْهن (٢) . ويقال: ناقة صعبة لم يَطمِثْها فحلٌ قط؛ أي لم يمسسها. وقال الفراء (٣) : {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ} لم يفتَضَّهن. و "الطَّمْث": النكاح بالتَّدْمِيَة. ومنه قيل للحائض: طامثٌ. ٦٤{مُدْهَامَّتَانِ} سَوْداوَان من شدة الخُضرة والرِّيّ (٤) . قال ذو الرُّمة -وذكر غيثًا-: __________ (١) أخرجه الترمذي والنسائي من طريق البراء؛ وأخرجه أحمد والشيخان من طريقه وطريق أنس رضي اللّه عنهما. على ما في الفتح الكبير ٣/٢٩٥. (٢) الطبري ٢٧/٨٧، والقرطبي ١٧/١٨١ و ١٨٩، والبحر ٨/١٩٨، والدر ٦/١٤٧، واللسان ٢/٤٧١. (٣) اللسان والقرطبي وحكاه الطبري عن أهل العلم بالعربية من الكوفيين، مريدا إياه. وروي نحوه عن ابن عباس، في البحر. (٤) كما قال مجاهد. واختاره الطبري. وذكر نحوه في اللسان ١٥/٩٩، قائلا بعده: "يقول خضراوان إلى السواد من الري. وقال الزجاج: يعني أنهما خضراوان تضرب خضرتهما إلى السواد". وحكي عن ابن عباس وغيره نحو قول الزجاج. والتفسيران متقاربان. فراجع أيضا: القرطبي ١٧/١٨٤، والطبري ٢٧/٨٩-٩٠، والبحر ٨/١٩٨، والدر ٦/١٤٩. كَسا الأَكْمَ بُهْمَى غَضَّةً حَبَشِيَةً ... تُؤَامًا ونُقْعانُ الظُّهورِ الأَقارِعِ (١) جعلها حبشية من شدة الخضرة. ٦٦{نَضَّاخَتَانِ} تفوران بالماء. و "النَّضْخ" أكثر من "النَّضْح". ولا يقال منه: فَعَلْت (٢) . ٧٠{خَيْرَاتٌ حِسَانٌ} نساء خيِّرات؛ فخفف. كما يقال: هيْنٌ وليْنٌ. ٧٢{حُورٌ} شديدات البياض وشديدات سواد المُقل. واحدها: "حَوْراءُ" ومنه قيل: حَوَارِيُّ. {مَقْصُورَاتٌ} أي محبوسات مخَدَّرات. والعرب تسمي الحَجَلة: "المقصورة". قال كُثيِّر: لَعَمْرِي! لقد حبَّبْتِ كلَّ قصيرةٍ ... إلَيَّ وما تَدْرِي بذاكَ القصَائِرُ (٣) عَنَيْتُ قَصيراتِ الحِجَالِ ولم أُرِدْ ... قِصارَ الخُطَى; شرُّ النساءِ البَحَاتِرُ و"البَحَاتِرُ": القِصَارُ. ٧٦{مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ} يقال: رياضُ الجنة (٤) . __________ (١) البيت في ديوانه ٣٦١، واللسان ١٠/١٤١، والتاج: (قرع) . وفيهما: "قواما". ولعل المراد منه: طوالا مستقيمة. ومن "تؤاما": مجتمعة غير متفرقة. و "البهمى": نبت تَجِدُ بِه الغنم وجدا شديدا ما دام أخضر. و "النقعان" جمع "نقع" بالفتح: مجتمع الماء. و "الظهور القوارع": الأراضي المرتفعة الشديدة الصلبة. انظر: اللسان ٦/١٩٦ و ١٠/١٤١ و ٢٣٧ و ١٤/٣٢٦ و ٣٣٨ و ١٥/٤٠٠ و ٤٠٧. (٢) إنما يقال: أصابه نضخ من كذا. كما قال الأصمعي. وخالفه أبو زيد وغيره. راجع: اللسان ٣/١٥٨ و ٤/١٢٩. (٣) البيتان له في ديوانه، واللسان ٦/٤١٠، والقرطبي ١٧/١٨٩، والبحر ٨/١٨٦ والرواية: "وأنت التي حببت". (٤) روي عن ابن عباس وابن جبير، على ما في الدر ٦/١٥٢، والطبري ٢٧/٩٤ والقرطبي ١٧/١٩٠. وقال أبو عبيدة (١) : "هي الفُرش والبُسط" أيضًا؛ وجمعه: "رَفارِف". ويقال: هي المحابس (٢) . و (الْعَبْقَرِيُّ) : الطَّنَافِس الثِّخان (٣) . قال أبو عبيدة: "يقال لكل شيء من البُسُط: عبقريٌّ. ويُذكر أن "عَبْقَرَ": أرض كان يُعمل فيها الوشيُ؛ فنُسب إليها كلُّ شيء جيد" (٤) . __________ (١) كما حكاه الفراء عن بعضهم، على ما في اللسان ١١/٢٦. والذي في القرطبي عنه: أنها حاشية الثوب. (٢) كما روي عن قتادة والضحاك وابن زيد، وابن عباس أيضا. على ما في الطبري ٢٧/٩٥. أو المجالس كما روي عن الفراء وابن قتيبة في البحر ٨/١٩٩. (٣) كما قال الفراء. على ما في القرطبي ١٧/١٩٢ والبحر، واللسان ٦/٢٠٩. وقال ابن زيد: الطنافس عامة. كما في البحر والطبري ٢٧/٩٥. (٤) كما روي عنه في اللسان والقرطبي. ونسب صدره القرطبي إلى ابن قتيبة. وانظر: البحر ٨/١٨٦. |
﴿ ٠ ﴾