سورة الحشر

مدنية كلها (١)

٢

{هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ} قال عِكْرِمَةُ: (٢) "من شك في أن المحشر هاهنا (يعني: الشام) فليقرأ: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ} (قال) : وقال لهم النبي -صلى اللّه عليه وسلم- يومئذٍ: اخرجوا فقالوا: إلى أين؟ فقال: إلى أرض الحشر".

وقال ابن عباس (٣) -في رواية أبي صالح-: " يريد أنهم أول من حُشِر وأُخرج من دياره".

وهو: الجلاء. يقال: جلوا من أرضهم وأجليتهم وجلوتهم أيضا (٤) .

٥

(اللينة) : الدَّقَلَة. ويقال للدَّقَلِ الألوانُ: ما لم يكن عجوةً أو بَرْنِيًّا. واحدتُها: "لُونة". [فقيل: لِينَة؛ بالياء] . وذهبت الواو لكسرة اللام (٥) .

__________

(١) بالإجماع كما في تفسير القرطبي ١٨/١. وانظر تفسير الفخر ٨/١٢٥، والبحر ٨/٢٤٢، والدر ٦/١٨٧، والشوكاني ٥/١٨٩.

(٢) كما في الشوكاني ٥/١٩٠، والقرطبي ١٨/٢، والبحر ٨/٢٤٣. وروي أيضا عن ابن عباس في الدر ٦/١٨٧، والقرطبي. كما روي نحوه عن الزهري في الطبري ١٨/١٩-٢٠، والقرطبي، والبحر. وعن قتادة في الطبري.

(٣) كما في القرطبي، وتفسير ابن عباس بهامش الدر: ٦/٢٧. وانظر الفخر ٨/١٢٥.

(٤) . وكلاهما لازم ومتعد، كما في النهاية ١/١٧٤، واللسان ١٨/١٦٢.

(٥) عبارة الأصل هكذا: " ... ما لم تكن عجوة أو برنية، وذهبت الواو بكسرة اللام. واحدها لون"!!!. و"الدقل": نوع من التمر معروف، قيل: هو أردأ أنواعه. و"البرني": أجود أنواع التمر. واحدته: "برنية". وتفسير اللينة بالدقلة روي عن الأصمعي، وهو المشهور في كتب اللغة. فراجع في ذلك كله: اللسان ١٣/٢٦١ و ١٦/١٩٤ و ١٧/٢٧٩، وتفسير الطبري ٢٨/٢٣، والقرطبي ١٨/٩، والفخر ٨/١٢٨، والبحر ٨/٢٤٠ و ٢٤٤، والشوكاني ٥/١٩٢.

٦

{وَمَا أَفَاءَ اللّه عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ} من "الإيجاف". يقال: وَجَف الفرسُ والبعيرُ وأوجفتُهُ. ومثله "الإيضاع" وهو: الإسراع (١) .

وأراد: أن الذي أفاء اللّه على رسوله -من هذا الفَيْء خاصة- لم يكن عن غزو ولا أوْجَفْتم عليه خيلا ولا ركابًا (٢) .

٧

{كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً} من "التداول"، أي يتداولُه الأغنياء بينهم.

__________

(١) انظر: القرطبي ١٨/١٠، والفخر ٨/١٢٨، والبحر ٨/٢٤٠، واللسان ١٠/٢٧٩ و ١١/٢٦٧-٢٦٨.

(٢) إلا النبي صلى اللّه عليه وسلم: فإنه ركب جملا أو حمارا؛ كما قال الفراء. لأن بني النضير كانوا قريبين: على ميلين من المدينة. كما في القرطبي ١٨/١٠-١١. وراجع الأحكام التي تتعلق بهذا: فيه وفي الطبري ٢٨/٢٤، والفخر ٨/١٢٩، وأحكام القرآن للشافعي ١/١٥٣-١٥٧.

﴿ ٠