سورة المزمل١{الْمُزَّمِّلُ} المُتَلَفِّف في ثيابه. وأصله: "المُتَزَمِّل"؛ فأدغمتْ التاء في الزاي (١) (٢) . ٢-٣-٤- وقوله: {إِلا قَلِيلا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ} ؛ مفسر في كتاب "المشكل" (٣) . {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا} قد ذكرناه في سورة بني إسرائيل (٤) . ٥{قَوْلا ثَقِيلا} أي ثقيلَ الفرائضِ والحدود. ويقال: "أراد قولا ليس بالخفيف ولا السَّفْساف؛ لأنه كلام اللّه عز وجل" (٥) . ٦{إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ} ساعاتِه الناشئةَ. من "نشأَتْ": إذا ابتدأتْ. {هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا} أي أثقل على المصلِّي من ساعات النهار. {وَأَقْوَمُ قِيلا} لأن الأصواتَ تهدأُ فيه، ويتفرغُ القلب للقرآن، فيُقِيمه القارئُ. ومن قرأ: (وِطَاءً) (٦) ؛ فهو مصدر "واطأْت". وأراد: مواطأةَ السمعِ واللسان والقلب على الفهم له، والإحكامِ لتأويله. __________ (١) مكية كلها في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر. واستثنى ابن عباس وقتادة والثعلبي بعضها. انظر القرطبي ١٩/٣٠، والشوكاني ٥/٣٠٥، والبحر ٨/٣٦٠، والدر ٦/٢٧٦. (٢) كما في المشكل ٢٨٣، والقرطبي، والفخر ٨/٢٤٩، والكشاف ٢/٤٩٧. (٣) ص ٢٨٣. وانظر هامشه. (٤) ص ٢٦٢. يعني ذكر معناه. وانظر القرطبي ١٩/ ٣٦، والطبري ٢٩/٨٠. (٥) هذا قول الفراء، والأول قول قتادة. على ما في القرطبي ١٩/ ٣٧، والطبري، والفخر ٨/ ٢٥٢ وانظر اللسان ١٣/ ٩٠-٩١. (٦) كأبي العالية ومجاهد وأبي عمرو وابن عامر. راجع القرطبي ١٩/ ٢٩، والفخر ٨/ ٢٥٣، والبحر ٨/ ٣٦٣، والمشكل ٢٨٤ وهامشه، واللسان ١/١٩٤. ٧{إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلا} أي تصرُّفًا في حوائجك، وإقبالا وإدبارًا، [وذهابًا ومجيئًا] . ٨{وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ} أي انقطع إليه. من قولك: بَتَلْتُ الشيء؛ إذا قطعته. ١٢(الأنكال) القيود (١) . واحدها: "نِكْل". {وَجَحِيمًا} أي نارًا. ١٣{وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ} تَغَصُّ به الحُلوقُ. ١٤{وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلا} أي رملا سائلا. ومثله: {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا * فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا} (٢) . ١٦{أَخْذًا وَبِيلا} أي شديدًا (٣) . وهو من قولك: "اسْتَوْبَلْتُ البلدَ": [إذا استَوْخمتَها] . ويقال: كَلأ مُستَوْبَل؛ أي لا يُستمرأُ. ١٧{فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا} المعنى: فكيف تتقون يوما يجعل الولدان شيبا، إن كفرتم. ١٨{السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ} أي منشقٌّ فيه (٤) . {فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا} أي طريقًا ووجهةً. ٢٠{عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ} لن تطيقوه (٥) . __________ (١) هو قول الحسن ومجاهد وعكرمة وغيرهم. على ما في القرطبي١٩/ ٤٥، والطبري٢٩/ ٨٥. وانظر الفخر٨/ ٢٥٦، والكشاف ٢/ ٥٠٠، واللسان ١٤/٢٠١. (٢) سورة الواقعة ٥، ٦، وانظر ما تقدم ص ٣١٢ و ٤٤٥. (٣) كما في اللسان ١٤/٢٤٦. وهو قول ابن عباس ومجاهد وقتادة على ما في القرطبي ١٩/ ٤٧، والطبري ٢٩/ ٨٦. وانظر الفخر ٨/ ٢٥٧. (٤) لشدته كما قال القرطبي ١٩/ ٤٩. وهو تقدير الفراء على ما في الفخر ٨/ ٢٥٨. وذكرت "السماء": لأن العرب تذكرها وتؤنثها. كما قال الطبري ٢٩/ ٨٧. (٥) أي لن تطيقوا معرفة حقائق ذلك اليوم، ولا القيام فيه. على ما في المشكل ٢٨٣، والقرطبي ١٩/ ٥١ وانظر الفخر ٨/ ٢٥٩. |
﴿ ٠ ﴾