سورة النبأ١-٢- {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ} يقال: القرآنُ. ويقال: القيامةُ (١) (٢) . ٦{مِهَادًا} أي فِراشًا. ٧{وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا} أي أوتادًا للأرض. ٨{وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا} أي أصنافًا وأضدادًا. ٩{وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا} أي راحةً لأبدانكم. وأصل "السَّبْت": التمدُّد (٣) . ١٠{وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا} أي سِترًا لكم. ١٣{وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا} أي وَقَّادًا؛ يعني: الشمسَ. ١٤{وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ} يعني: السحابَ. يقال: "شُبّهتْ بمَعَاصِير الجواري. والمُعْصِرُ: الجاريةُ التي دَنت من الحيض" (٤) . ويقال: "هن ذواتُ الأعاصير، أي الرياحُ" (٥) . {مَاءً ثَجَّاجًا} أي سَيَّالا. __________ (١) مكية بلا خلاف على ما في القرطبي ١٩/١٦٧، والبحر ٨/٤١٠. وفي الأصل: "سورة عم يتساءلون". (٢) هذا قول قتادة وابن زيد. والأول قول مجاهد، وروي عن ابن عباس. على ما في القرطبي ١٩/ ١٦٨، والطبري ٣٠/٢-٣. وانظر الفخر ٨/٣٢٣، والمشكل ٢١٦. (٣) كما في القرطبي ١٩/ ١٦٩، والمشكل ٥٦. وانظر صفحة ٢٣ منه، واللسان ٢/٣٤٢. ونقل رأي ابن قتيبة: في الفخر ٨/ ٣٢٥، والبحر ٨/ ٤٠٩. (٤) حكاه في اللسان ٦/٢٥٤ عن الفراء، وفي البحر عنه وعن ابن قتيبة أيضا. وذكر نحوه في القرطبي ١٩/ ١٧٠، والفخر ٨/ ٣٢٦، والطبري ٣٠/ ٤. (٥) هذا رأي مجاهد وقتادة والأول رأي الضحاك وأبي العالية وغيرهما ورويا عن ابن عباس. انظر أيضا البحر ٨/ ٤١١، والدر ٦/٣٠٦، والكشاف ٢/٥١٨. ١٦{وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا} أي مُلْتَفَّةً. قال أبو عبيدةَ: واحدها: "لِفٌّ" (١) . ويقال: هو جمع الجمع؛ كأن واحده: "أَلَفُّ" (٢) . و "لَفَّاء"؛ وجمعه: "لُفٌّ"؛ وجمع الجمع: "ألفافٌ". ٢٣{لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا} يقال: "الْحُقْبُ (٣) ثمانون سنة. وليس هذا مما يدلُّ على غايةٍ، كما يظن بعض الناس (٤) . وإنما يدُلُّ على الغاية التوقيتُ: خمسة أحقاب أو عشرة. وأراد: أنهم يَلْبَثُون فيها أحقابًا، كلَّما مضى حُقْبٌ تَبِعه حقبٌ آخرُ". ٢٤{لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا} أي نَوْمًا. قال الشاعر: وإن شِئْتِ حَرَّمْتُ النِّسَاءَ سِوَاكُمُ ... وإن شِئتِ لمْ أَطْعَمْ نُقَاخًا ولا بَرْدَا (٥) و"النُّقاخ": الماء؛ و "البرد": النوم. ويقال: "لا يذوقون فيها برد الشراب" (٦) . __________ (١) ولفيف أيضا. وقد حكى القرطبي ١٩/ ١٧٢ الأول عن الكسائي، والثاني عنه وعن أبي عبيدة. وحكى الثاني في اللسان ١١/٢٣٠ عن أبي إسحاق. وحكى الأول في المفردات -على ما في البحر ٨/ ٤١٢- عن جمهور أهل اللغة. وانظر الطبري ٣٠/ ٦. (٢) كذا بالأصل! وقد حكى في الكشاف كلام ابن قتيبة بدونه. وحكاه القرطبي عن الكسائي بلفظ "لف": بالكسر والفتح. وانظر أيضا الفخر ٨/ ٣٢٧، والبحر ٨/ ٤٠٩، والشوكاني ٥/٣٥٤، والقاموس ٣/١٩٦. (٣) كما حكاه في اللسان ١/٣١٦ عن الفراء بزيادة. وانظر ما تقدم ٢٦٩ وهامشه، والقرطبي ١٩/ ١٧٦، والطبري ٣٠/ ٨، والدر ٦/٢٠٧-٢٠٨. (٤) كابن زيد ومقاتل بن حيان. على ما في القرطبي ١٩/ ١٧٧، والطبري ٣٠/ ٩. وقد زعما: أن هذه الآية منسوخة بآية (فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا) : ٣٠ وقد رد عليهما الطبري والقرطبي والفخر ٨/ ٣٢٩-٣٣٠. (٥) البيت للعرجي: فيما تقدم ١٤٦، وفي ديوانه ١٠٩، وشواهد الكشاف ٣٤. وغير منسوب في القرطبي ١٩/ ١٧٨، والبحر ٨/ ٤١٤. ويروى: "فإن"، "فلو"، "ولو"، "أحرمت" وانظر الطبري، والفخر ٨/ ٣٣٠. (٦) روي عن ابن عباس: في القرطبي والبحر، وفي اللسان ١/ ٥٢ بزيادة: "ولا الشراب". ٢٥{إِلا حَمِيمًا} وهو: الماء الحار. {وَغَسَّاقًا} أي صديدًا. وقد تقدم ذكره (١) . ٢٦{جَزَاءً وِفَاقًا} أي وفاقًا لأعمالهم. ٢٧{إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَابًا} أي لا يخافون. ٣١{مَفَازًا} موضع الفَوْز (٢) . ٣٢{حَدَائِقَ} بساتينَ نخل. واحدها: "حديقة". ٣٣{وَكَوَاعِبَ} نساءً قد كَعَبَتْ ثُدِيُّهن. {أَتْرَابًا} على سنٍّ واحدٍ (٣) . ٣٤{وَكَأْسًا دِهَاقًا} أي مُتْرَعَةً مَلأى. ٣٦{عَطَاءً حِسَابًا} أي كثيرًا. يقال: أعطيتُ فلانًا عطاءً حِسابًا؛ وأحْسَبْتُ فلانًا، أي أكثرتُ له (٤) . قال الشاعر: ونُقْفِي وَلِيدَ الحَيِّ إنْ كان جائعًا ... ونُحْسِبُه إن كان ليس بِجائعِ (٥) ونرى أصلَ هذا: أن يُعطيَه حتى يقولَ: حسبِي (٦) . __________ (١) ص ٣٨١. وانظر هامشه، والطبري والقرطبي والفخر. (٢) كما في القرطبي. وانظر ما تقدم ١١٧ و ٣٨٤، والمشكل ١٤٢، والكشاف ٢/ ٥١٩، والفخر ٨/ ٣٣٣. (٣) كما تقدم ٣٨١ و ٤٤٩. وانظر القرطبي ١٩/ ١٨١، والفخر ٨/ ٣٣٥. (٤) كما في الفخر ٨/ ٣٣٥ والشوكاني ٥/٣٥٨ نقلا عن ابن قتيبة باختصار. وانظر المشكل ٣٩٣، والبحر ٨/ ٤١٥. والرأي المذكور لقتادة على ما في الطبري ٣٠/ ١٤، والقرطبي ١٩/ ١٨٢، والدر ٦/ ٢٠٩. (٥) البيت غير منسوب في الفخر والقرطبي والشوكاني. ونسب في اللسان ٢/٣٠٢ لامرأة من بني قشير. ويروى: "ونعطي". (٦) نقله القرطبي ١٩/ ١٨٣ والشوكاني عن ابن قتيبة. وانظر اللسان ٢/ ٣٠٣. ٣٨{يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا} أي صُفُوفًا. ويقال ليوم [العيد: يومُ] الصف (١) . وقال في موضع آخر: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} (٢) ؛ فهذا يدل على الصُّفوف. ٣٩{فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا} أي مرجعًا إلى اللّه [بالعمل الصالح] : كأنه إذا عمل خيرًا ردَّه إلى اللّه، وإذا عمل شرًّا باعده (٣) منه. __________ (١) ذكره القرطبي ١٩/ ١٨٥، ناقلا ما بعده عن ابن قتيبة وغيره. (٢) سورة الفجر ٢٢، وانظر المشكل ٣٧١ وهامشه، والفخر ٨/ ٣٣٦. (٣) كذا بالأصل والشوكاني ٥/ ٣٥٩. وفي القرطبي ١٩/ ١٨٦: "عده" وهو تحريف. |
﴿ ٠ ﴾