سورة البقرة

٢

هدى للمتقين. للمتّقين اتّقوا ما حرّم عليهم و أدوا ما افترض عليهم٥.

٢٥

و اتوا به متشابها و لهم فيها ازواج مطهّرة. متشابها خيارا كلّها لا رزل فيها. عن ابى رجاء: قرأ الحسن آيات من البقرة فالآية: و أتوا به متشابها قال: ألم تروا إلى ثمار الدنيا كيف ترذلون بعضه ؟ و إن ذلك ليس فيه رذل٦. يشبه بعضه بعضا، ليس فيه من رذل٧? و لهم فيها ازواج مطهرة مطهّر من الحيض٨.

٣٠

و اذ قال ربّك للملئكة انّى جاعل فى الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدّماء ? قال اللّه تعالى ذكره لملائكته إنى جاعل فى الارض خليفة قال لهم: إنى جاعل فاعل. فعرضوا برأيهم، فعلّمهم علما و طوى عنهم علما علمه لا يعلمونه، فقالوا بالعلم الذى علمهم: أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و قد كانت الملائكة علمت من علم اللّه أنه لا ذنب أعظم عند اللّه من سفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك قال إنى أعلم مالا تعلمون. فلما أخذ فى خلق آدم همست الملائكة فيما بينهما، فقالوا: ليخلق ربن ما شاء أن يخلق، فلن يخلق خلقا إلاّ كنا أعلم منه و أكرم عليه منه. فلما خلقه و نفخ فيه من روحه أمرهم أن يسجد وا له لما قالوا، ففضّله عليهم فعلموا أنهم ليسوا بخير منه، فقالوا: إن لم نكن خيرا منه فنحن أعلم منه، لأنا كنا قبله، و خلقت الأمم قبله. فلما أعجبوا بعلمهم ابتلوا، فـعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئونى باسماء هؤلاء إن كنتم صادقين. أنّى لا أخلق خلقا الاّ كنتم أعلم منه، فأخبرونى بأسماء هؤلاء قال: ففزع القوم الى التوبة و اليها يفزع كل مؤمن فقالوا: سبحانك لا علم لنا ... ما كنتم تكتمون. لقولهم: ليخلق ربّنا ما شـاء، فلن يخلق خلقا. اكرم عليه منا و لا أعلم منـا قـال علمـه اسم كل شئ، هـذه الجبال و هذه البغال و الإبل و الجنّ و الوحش، و جعل يسمى كل شئ باسمه، و عرضت عليه كل أمة، فقال الم أقـل لـكم إنى أعـلم غيب السموات و الارض و أعلم ما تبدون و ما كنتم تكتمون، قال: أمّا ما أبـدوا فقولهم: أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و أمـا ما كـتموا فقول بعـضهم لبعض: نحن خير منه و أعلم٩.

٣٣

و اعلم ما تبدون و ما كنتم تكتمون. مهدى بن ميمون قال: سمعت الحسن بن دينار، قال للحسن (البصرى) و نحن جلوس عنده فى منزله يا ابا سعيد، أرأيت قول اللّه لملائكة: و أعلم ما تبدون و ما كنتم تكتمون ما الذى كتمت الملائكة ؟ فقال الحسن: إن اللّه لمّا خلق آدم رأت الملائكة خلقا عجيبا فكأنهم دخلهم من ذلك شئ، فأقبل بعضهم الى بعض، و أسرّوا ذلك بينهم، فقالوا: و ما يهمّكم من هذا المخلوق! إن اللّه لن يخلق خلقا الاّ كنا اكرم عليه منه١٠.

٣٤

فسجدوا الاّ ابليس. ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قطّ، و إنه لأصل الجنّ، كما أن آدم أصل الإنس١١.

٣٥

ولا تقربا هذه الشجرة. الشجرة هى السنبلة التى جعلها اللّه رزقا لولده (آدم) فى الدنيا١٢.

٣٧

فتلقى آدم من ربه كلمات. عن قتادة ذكر لنا أنه قال: يا رب أرأيت إن أنا تبت و أصلحت ؟ قال (اللّه تعالى): إنى إذا راجعك إلى الجنة، قال: و قال الحسن: إنهما قالا: ربّنا ظلمنا انفسنا و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين [الاعراف، ٢٣]١٣.

٥٨

و ادخلوا الباب سجّدا و قولوا حطّة نغفر لكم خطاياكم. ادخلوا الباب سجّدا دخلوها على غير الجهة التى أمروا بها، فدخلوها متزحّفين على أوراكهم، و بدّلوا قولا غير الذى قيل لهم، فقالوا حبّة فى شعيرة١٤. وقولوا حطّة احطط عنا خطايانا١٥.

٦١

و فومها و عدسها و بصلها ... و ضربت عليهم الذّلة و المسكنة. الفوم، هو الحب الذى تختبزه الناس١٦. و ضربت عليهم الذّلة يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون١٧.

٦٢

انّ الذين امنوا والّذين هادوا والنّصارى والصّابئين. عن مجاهد قال: الصابئون بين المجوس و اليهود، لا تؤكل ذبائحهم و لا تنكح نساؤهم. عن الحسن مثل ذلك١٨.

٦٩

انّها بقرة صفراء فاقع لونها تسرّ النّاظرين.صفراء فاقع لونها صفراء القرن والظّلف ? كانت وحشيّة ? سوداء شديدة السواد١٩.

٨١

و احاطت به خطيئته فاولئك اصحاب النّار. سأل رجل الحسن عن قوله تعالى هذا فقال: ما ندرى ما الخطيئة ؟ يا بنىّ اتل القرآن، فكل آية وعد اللّه عليها النار، فهى الخطيئة٢٠.

١٠٢

و ما انزل على الملكين ببابل هاروت و ماروت و ما يعلّمان من احد حتّى يقولا انّما نحن فتنة فلا تكفر. اخذ عليهما ذلك٢١. أخذ عليها الميثاق أن لا يعلّما أحدا حتى يقولا: إنما نحن فتنة فلا تكفر٢٢. أخذ عليهما أن يقولا ذلك٢٣.

١٠٤

يا ايّها الّذين امنوا لا تقولوا راعنا. و قد حكى عن الحسن البصرى أنه كان يقرؤه: لا تقولوا راعنا بالتنوين، بمعنى: لا تقولوا قولا «راعنا» من الرعونة هى الحمق و الجهل٢٤.

١٠٦

ما ننسخ من آية او ننسها نأت بخير منها. إن نبيكم صلى اللّه عليه و سلم أقرأ قرآنا، ثم نسيه فلم يكن شيئا و من القرآن ما قد نسخ و آنتم تقرأونه٢٥.

١٢١

الّذين آتيناهم الكتاب يتلونه حقّ تلاوته. يعملون بمحكمه، و يؤمنون بمتشابهه و يكلون ما أشكل عليهم إلى عالمه٢٦.

١٢٤

و اذ ابتلى ابراهيم ربّه بكلمات فاتمّهنّ. ابتلاه بالكوكب، فرضى عنه، و ابتلاه بالقمر، فرضى عنه، و ابتلاه بالشمس فرضى عنه، و ابتلاه بالنار، فرضى عنه، و ابتلاه بالهجرة، و ابتلاه بالختان ? إى و اللّه، ابتلاه بأمر نصبر عليه: ابتلاه بالكوكب و الشمس و القمر، فأحسن فى ذلك، و عرف أن ربّه دائم لا يزول، فوجّه وجهه للذى فطر السموات و الأرض حنيفا و ما انا من المشركين [الانعام، ٧٩]، ثم ابتلاه بالهجرة، فخرج من بلاده و قومه حتى لحق بالشام مهاجرًا الى اللّه، ثم ابتلاه بالنار قبل الهجرة، فصبر على ذلك، فابتلاه اللّه بذبح ابنه و بالختان، فصبر على ذلك ? ابتلاه اللّه بذبح ولده، و بالنار، و بالكوكب، و الشمس و القمر ? ابتلاه بالكوكب، و بالشمس و القمر، فوجده صابرا٢٧.

١٣٥

قل بل ملّة ابراهيم حنيفا و ما كان من المشركين. حنيفا الحنيفية حج البيت ? هو حج هذا البيت٢٨.

١٤٠

ام تقولون انّ ابراهيم ... شهادة عنده من اللّه. و اللّه لقد كان عند القوم من اللّه شهادة أنّ أنبياءه براء من اليهودية و النصرانية، كما أن عند القوم من اللّه شهادة أن أموالكم و دماءكم بينكم حرام، فبم استحلّوها ٢٩؟

١٤٤

قد نرى تقلّب وجهك فى السّماء فلنولّينّك قبلة ترضيها فولّ وجهك شطر المسجد الحرام... أوّل ما نسخ من القرآن القبلة. و ذلك أنّ النبى صلى اللّه عليه و سلم كان يستقبل صخرة بيت المقدس، و هو قبلة اليهود. فاستقبلها النبى صلى اللّه عليه و سلم سبعة عشر شهرا ليؤمنوا به و يتبعوه، و يدعو بذلك الأميين من العرب. فقال اللّه عزّ و جلّ: و للّه المشرق و المغرب فأينما تولّوا فثمّ وجه اللّه إن اللّه واسع عليم٣٠.

١٧٣

فمن اضطر غير باغ و لا عاد. غير باغ فيها و لا معتد فيها بأكلها، و هو غنىّ عنها٣١.

١٧٥

فما أصبرهم على النار. واللّه ما لهم عليها من صبر، ولكن ما أجرأهم على النار٣٢.

١٧٨

كتب عليكم القصاص فى القتلى ... فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب اليم. كتب عليكم القصاص أنه بمعنى مقاصة دية النفس الذكر من دية نفس الأنثى، و العبد من الحر، و التراجع بفضل ما بين ديتى انفسهما أن يكون معنى قوله: فمن عفى له من أخيه شئ، فمن عفى له من الواجب لأخيه عليه من قصاص دية أحدهما بدية نفس الآخر، إلى الرّضى بدية نفس المقتول، فاتباع من الولىّ بالمعروف، و أداء من القاتل إليه ذلك بإحسان٣٣. فمن عفى له من اخيه شئ القاتل إذا طلب فلم يقدر عليه، و أخذ من اوليائه الدية، ثم أمن فأخذ فقتل. قال الحسن: ما أكل عدوان٣٤. كان الرجل قتل قتيلا فى الجاهلية فرّ إلى قومه، فيجئ قومه فيصالحون عنه بالدينة، قال: فيخرج الفارّ و قد أمن على نفسه، قال: فيقتل ثم يرمى اليه بالدينة، فذلك «الاعتداء»

? و اداء اليه باحسان على هذا الطالب أن يطلب بالمعروف، و على هذا المطلوب أن يؤدى بإحسان٣٥. أخذ الدية عوف حسن٣٦. فى رجل قتل فأخذت منه الدية، ثم إن وليّه قتل به القاتل. قال الحسن: تؤخذ منه الدية التى أخذ و لا يقتل به

? لا يقتل الرجل بالمرأة، حتى يعطوا نصف الدية٣٧.

١٨٠

كتب عليكم اذا حـضر احدكم الموت ان ترك خيرا الوصيّة للوالدين و الاقربين بالمعروف. إن ترك خيرا الوصية للوالدين و الأقربين للوالدين منسوخة، و الوصية للقرابة و إن كانوا أغنياء ? نسخ الوالدين، و أثبت الأقربين الذين يحرمون فلا يرثون

? فى الرجل يوصى لغير ذى قرابته و له قرابة ممن لا يرثه، قال: كانوا يجعلون ثلثى الثلث لذوى القرابة، و ثلث الثلث لمن اوصى له به ? اذا أوصى الرجل لغير ذى قرابته بثلثه، فلهم ثلث الثلث، و ثلثا الثلث لقرابته٣٨.

١٨١

فمن بدّله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدّلونه. فمن بدّله بعد ما سمعه من بدل وصية بعد ما سمعها ? هذا فى الوصية، من بدّلها من بعد ما سمعها، فإنما إثمه على من بدّله٣٩.

١٨٤

فمن كان مريـضا او على سفر فعدّة من ايّام اخر و على الّذين يطيقونه فدية طعام مسكين. إذا لم يستطع المريض أن يصلّى قائما أفطر ? عن اسماعيل قال: سألت الحسن متى يفطر الصائم؟ قال: إذا جهده الصوم. قال: إذا لم يستطع أن يصلى الفرائض كما أمر٤٠. او على سفر عن الحسن فى الرجل يسافر فى رمضان، قال: إن شاء صام و إن شاء أفطر٤١. عن الحسن و سعيد بن المسيب قالا: من أدركه الصوم و هو مقيم رمضان ثم سافر، قالا: إن شاء أفطر٤٢. و على الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فكان من شاء منهم أن يصوم صام، و من شاء منهم أن يفتدى بطعام مسكين افتدى و تمّ له صومه. ثم قال: فمن شهد منكم الشهر فليصمه، ثم استثنى من ذلك فقال: و من كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر٤٣. عن الشهر كلّه٤٤.

١٨٧

و ابتغوا ما كتب اللّه لكم و كلوا و اشربوا حتى يتبيّن لكم الخيط الابيـض من الخيط الاسود من الفجر ? و ابتغوا ما كتب اللّه لكم هو الولد ? حتى يتبين لكم الخيط الأبيـض من الخيط الاسود من الفجر الليل من النهار٤٥.

١٩٥

وانفقوا فى سبيل اللّه و لا تلقوا بايديكم الى التهلكة ? نزلت فى النفقة ? أنهم كانوا يسافرون ويغزون و لا ينفقون من أموالهم - أو قال: و لاينفقون فى ذلك - فأمرهم اللّه أن ينفقوا فى مغازيهم فى سبيل اللّه. التهلكة أمرهم اللّه بالنفقة فى سبيل اللّه و أخبرهم أن ترك النفقة فى سبيل اللّه التهلكة٤٦. و لا تلقوا بايديكم الى التهلكة فتدعوا النفقة فى سبيل اللّه٤٧.

١٩٦

فمن كان منكم مريـضا او به اذى من راسه ففدية من صيام او صدقة او نسك ... فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام فى الحج و سبعة اذا رجعتم تلك عشرة كاملة. إذا كان بالمحرم أذى من رأسه، فإنه يحلق حين يبعث بالشاة، أو يطعم المساكين و إن كان صوم، حلق ثم صام بعد ذلك٤٨. إذا كان بالمحرم أذى من رأسه، حلق و افتدى بأىّ هذه الثلاثة شاء. فالصيام عشر ايام، و الصدقة على عشر مساكين، كل مسكين مكوكين: مكوكا من تمر و مكوكا من برّ، و النسك شاة ? اطعام عشرة مسكين ? ما كان من دم أو صدقة فبمكة، و ما سوى ذلك حيث شاء٤٩. كلّ من ذلك كله يعنى من جزاء الصيد و النذر و الفدية ? أنه كان لا يرى بأسا بالأكل من جزاء الصيد و نذر المساكين٥٠. فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام فى الحج آخرهن يوم عرفة٥١. آخرها يوم عرفة٥٢. تلك عشرة كاملة كاملة من الهدى٥٣.

١٩٧

فمن فرض فيهن الحج فلا رفث و لا فسوق ... و تزوّدوا فانّ خير الزّاد التّقوى. فمن فرض فيهن الحج فرض الحج الإحرام٥٤. فلا رفث الرفث غشيان النساء٥٥. و لا فسوق الفسوق المعاصى٥٦. الفسوق السباب٥٧. و تزوّدوا فانّ خير الزّاد التّقوى إن ناسا من اهل اليمن كانوا يحجون و يسافرون و لا يتزودون، فأمرهم اللّه بالنفقة و الزاد فى سبيل اللّه ثم أنبأهم أن خير الزاد التقوى٥٨.

٢٠١

ربّنا اتنا فى الدّنيا حسنة و فى الاخرة حسنة ? الحسنة فى الدنيا العلم و العبادة، و فى الآخرة الجنة ? الحسنة فى الدنيا الفهم فى كتاب اللّه و العلم٥٩.

٢٠٣

فمن تعجّل فى يومين فلا اثم عليه. لا إثم عليه فى تعجيله، و لا إثم عليه فى تأخيره٦٠.

٢٠٤

و هو الدّ الخصام. الدّ الخصام الكاذب القول٦١.

٢١٩

يسئلونك عن الخمر و الميسر ... و يسئلونك ما ذا ينفقون قل العفو. قال اللّه يا ايها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة و انتم سكارى [النساء، ٤٣]... و يسئلونك عن الخمر ... من نفعهما فنسختها الآية التى فى المآئدة، فقال: يا ايها الذين آمنوا انما الخمر و الميسر [المائدة، ٩٠]٦٢. و الميسر القمار٦٣. و يسئلونك ما ذا ينفقون قل العفو هو الفضل، فضل المال ? لا تجهد مالك حتى ينفد للناس٦٤.

٢٢١

و لا تشركوا المشركات حتى يؤمنّ. فنسخ من ذلك نساء أهل الكتاب، أحلّهنّ للمسلمين٦٥. حرّم المسلمات على رجالهم يعنى رجال المشركين٦٦.

٢٢٢

فاذا تطهّرن فاتوهنّ من حيث امركم اللّه. للرجل من إمرأته كل شئ ما خلا الفرج يعنى و هى حائض ? يبيتان فى لحاف واحد يعنى الحائض إذا كان على الفرج ثوب٦٧. فى الحائض ترى الطهر، قال: لايغشاها زوجها حتى تغتسل وتحلّ لها الصلاة٦٨.

٢٢٥

لا يؤاخذكم اللّه باللغو فى ايمانكم. هو أن تحلف على الشئ و انتم يخيّل إليك أنه كما حلفت، و ليس كذلك. فلا يؤاخذه اللّه و لا كفارة، و لكن المؤاخذة و الكفارة فيما حلف عليه على علم ? هو الرجل يحلف على اليمين، لايرى الاّ أنه كما حلف ? هو الرجل يحلف على اليمين يرى أنها كذلك. و ليست كذلك ? هو الرجل يحلف على الشئ و هو يرى أنه كذلك، فلا يكون كما قال، فلا كفارة عليه٦٩. اللغو الرجل يحلف على الشئ يرى أنه كذلك، فليس عليه فيه كفارة ? هو الخطأ غير العمد، كقول الرجل: و اللّه إن هذا لكذا و كذا، و هو يرى أنه صادق، و لا يكون كذلك٧٠.

٢٢٦

للّذين يؤلون من نسائهم تربّص اربعة اشهر فان فاء فانّ اللّه غفور رحيم

? للّذين يؤلون لا و اللّه ما هو بإيلاء

? عن القعقاع قال: سألت الحسن عن رجل ترضع إمرأته صبيا، فحلف أن لا يطأها حتى تفطم ولدها، فقال: ما أرى هذا بغضب، و إنما الإيلاء فى الغضب قال: و قال ابن سيرين: ما أدرى ما هذا الذى يحدّثون ؟ إنما قال اللّه: للذين يؤلون من نسائهم... فإن اللّه سميع عليم إذا مضت أربعت أشهر، فليخطبها إن رغب فيها٧١. إذا كان له عذر فأشهد، فذاك له يعنى فى رجل آلى من إمرأته فشغله مرض او طريق، فأشهد على مراجعة إمرأته

? إن آلى، ثم مرض أو سجن أو سافر فراجع، فإنّ له عذرا أن لا يجامع٧٢. إذا آلى من إمرأته ثم لم يقدر أن يغشاها من عذر، قال: يشهد أنه قد فاء، و هى إمرأته. عن الحسن و عكرة: أنهما سئلا عن رجل آلى من إمرأته، فشغله أمر، فأشهد على مراجعة إمرأته قالا: إذا كان له عذر فذاك له. فان فاء فانّ اللّه غفور رحيم الفئ الإشهاد٧٣. فلا كفارة عليه٧٤.

٢٢٧

فان عزموا الّلاق فانّ اللّه سميع عليم. أنّ عليا قال فى الإيلاء: إذا مضت أربعة أشهر بانت بتطليقة٧٥. أنه سئل عن رجل قال لإمرأته: «إن قربتك فأنت طالق ثلاثا»، قال: فإذا مضت أربعة أشهر فهى تطليقة بائنة، و سقط ذلك ? إذا مضت أربعة أشهر فقد بانت بتطليقة بائنة، و هو خاطب من الخطاب ? فى الرجل يقول لإمرأته: «و اللّه لا يجمع رأسى و رأسك شئ أبدا» ! و يحلف أن لا يقربها أبدا فإن مضت أربعة أشهر و لم يفئ، كانت تطليقة بائنة، و هو خاطب٧٦.

٢٢٨

و المطلّقات يتربّصن بانفسهنّ ثلثة قروء ... و بعولتهنّ احقّ بردّهنّ فى ذلك ان ارادوا اصلاحا. و المطلّقات يتربّصن بانفسهنّ أن رجلا طلق إمرأته تطليقة أو تطليقين، ثم وكّل بها بعض أهله، فغفل الإنسان حتى دخلت مغتسلها، و قرّبت غسلها، فأتاه فآذنه، فجاء فقال: إنى قد راجعتك ؟ فقالت: كلا و اللّه ! قال: بلى و اللّه ! قالت: كلا و اللّه ! قال: بلى و اللّه ! قال: فتخالفا، فارتفعا إلى ابو موسى الأشعرىّ، و استحلفها باللّه: لقد كنت اغتسلت وحلّت لك الصلاة ? فأبت أن تحلف، فردّها عليه٧٧. و بعولتهنّ احقّ بردّهنّ قال اللّه تعالى ذكره: و المطلّقات ... إصلاحا و ذلك أنّ الرجل كان إذا طلّق امرأته كان أحقّ برجعتها، و إن طلقها ثلاثا، فنسخ ذلك، فقال: الطلاّق مرّتان [البقرة، ٢٢٩]٧٨. أن رجلا طلق امرأته و وكّل بذلك رجلا من أهله أو إنسانا من أهله فغفل ذلك الذى وكّله بذلك حتى دخلت امرأته فى الحيضة الثالثة، و قرّبت ماءها لتغتسل. فانطلق الذى وكّل بذلك إلى الزوج، فأقبل الزوج و هى تريد الغسل، فقال: يا فلانة، قالت: ما تشاء ؟ قال: إنى قد راجعتك ! قالت: و اللّه مالك ذلك ! قال: بلى و اللّه ! قال: فارتفعا إلى أبى موسى الأشعرى، فأخذ يمينها باللّه الذى لا إله إلاّ هو: إن كنت لقد اغتسلت حين ناداك. قالت: لا و اللّه، ما كنت فعلت، و لقد قربت مائى لأغتسل. فردها على زوجها، وقال: أنت أحقّ بها ما لم تغتسل من الحيضة الثالثة٧٩.

٢٢٩

و لا يحلّ لكم ان تاخذوا ممّا اتيتموهنّ شيئا الاّ ان يخافا الاّ يقيما حدود اللّه فان خفتم الاّ يقيما حدود اللّه فان خفتم الاّ يقيما حدود اللّه فلا جناح عليهما فيما افتدت به. إذا قالت: «لا أغتسل لك من جنابة، و لا أبرّ لك قسما، و لا أطيع لك أمرا» فحينئذ حل الخلع ? إذا قالت المرأة لزوجها: «لا أبرّ لك قسما، و لا أطيع لك أمرا، و لا أغتسل لك من جنابة، و لا أقيم حدّا من حدود اللّه» فقد حلّ له مالها * عن حميد: ان الحسن كان يكره أن يأخذ منها أكثر مما أعطاها ? عن مطر: أنه سئل الحسن عن رجل تزوج امرأة على مائتى درهم، فأراد أن يخلعها، هل له أن يأخذ أربعمائة ؟ فقال: لا و اللّه، ذاك أن يأخذ منها أكثر مما أعطاها.٨٠ عن معمر قال، كان الحسن يقول: لا يأخذ منها أكثر مما أعطاها٨١. فان خفتم الاّ يقيما حدود اللّه فلا جناح عليهما فيما افتدت به إذا قالت: «لا أغتسل لك من جنابة» حل له أن يأخذ منها٨٢.

٢٣١

و اذا طلّقتم النساء ... و لا تمسكوهنّ ضررا لتعتدوا ? كان الرجل يطلق المرأة ثم يراجعها، ثم يطلق ثم يراجعها، يضارّها، فنهاهم اللّه عن ذلك٨٣.

٢٣٢

و اذا طلّقتم النّساء فبلغن أجلهنّ فلا تعـضلوهنّ ... و اتّقوا اللّه و اعلموا انّ اللّه بكلّ شئ عليم. نزلت هذه الآية فى معقل بن يسار٨٤. كانت أخته تحت رجل فطلقها، حتى إذا انقضت (مضت) عدتها جاء (رجل) فخطبها، فعضلها معقل (بن يسار) فأبى أن ينكحها إياه، فنزلت فيها هذه الآية، يعنى به الأولياء، يقول: فلا تعـضلوهنّ أن ينكحن ازواجهنّ٨٥.

٢٣٣

لا تـضارّ والدة بولدها و لا مولود له بولده و على الوارث مثل ذلك. لا تـضارّ والدة بولدها ذلك إذا طلقها، فليس له أن يضارّها فينتزع الولد منها، إذا رضيت منه بمثل ما يرضى به غيرها و ليس لها أن تضارّه فتكلفه ما لا يطيق، إذا كان إنسانا مسكينا، فتقذف إليه ولده٨٦. و على الوارث مثل ذلك على العصبة

? عن يونس: أن الحسن كان يقول: إذا توفى الرجل و امرأته حامل، فنفقتها من نصيبها، و نفقة ولدها من نصيبه من ماله إن كان له، و إن لم يكن له مال فنفقته على عصبته. قال: و كان يتأول قوله و على الوارث مثل ذلك على الرجال

? على العصبة الرجال، دون النساء٨٧. الرضاء٨٨. فى النفقة على الوارث، إذا لم يكن له مال٨٩. عن يونس، عن الحسن: أنه كان يرخص فى التزيّن و التصنّع، و لا يرى الاحداد شيئا٩٠.

٢٣٥

و لا جناح عليكم فيما عرّضتم به ... و لكن لا تواعدوهنّ سرّا. أو أكننتم أسررتم

? علم اللّه أنكم ستذكرونهنّ هى الخطبة

? ولكن لا تواعدوهنّ سرّا الزنا٩١. هو الفاحشة٩٢.

٢٣٦

لا جناح عليكم ان طلّقتم النساء ما لم تمسّوهنّ او تفرضوا لهنّ فريضة و متّعوهنّ... حقّا على المحسنين. لكل مطلّقة متاع، دخل بها أو لم يدخل بها، و إن كان قد فرض لها ? لكل مطلّقة متاع، و للتى طلّقها قبل أن يدخل بها و لم يفرض لها ? لكل مطلّقة متعة ? سئل الحسن عن رجل طلّق امرأته قبل أن يدخل بها، و قد فرض لها: هل لها متاع ؟ قال الحسن: نعم و اللّه!٩٣ إن طلّق الرجل امرأته و لم يدخل بها و لم يفرض لها، فليس لها إلاّ المتاع٩٤.

٢٣٧

الّذى بيده عقدة النّكاح. هو الولىّ٩٥. هو الذى أنكحها٩٦.

٢٣٨

حافظوا على الصّلوات و الصلوة الوسطى و قوموا للّه قانتين. الصلاة الوسطى صلاة العصر٩٧. قانتين. طائعين٩٨.

٢٣٩

فان خفتم فرجالا او ركبانا. فرجالا أو ركبانا قال إذا كان عند القتال صلى راكبا أو ماشيا حيث كان وجهه، يومئ إيماء ? فان خفتم فرجالا او ركبانا ركعة و أنت تمشى و أنت يوضع بك بعيرك و يركض بك فرسك، على أى جهة كان٩٩. فى الخائف الذى يطلبه العدو قال: إن استطاع أن يصلّى ركعتين، و إلا صلى ركعة١٠٠.

٢٤٠

و الّذين يتوفّون منكم و يذرون ازواجا وصيّة لازواجهم متاعا الى الحول غير اخراج. نسخ ذلك بآية الميراث و ما فرض لهن فيها من الرّبع و الثمن، و نسخ أجل الحول أن جعل أجلها أربعة أشهر و عشرا١٠١.

٢٤٣

الم تر الى الذين خرجوا من ديارهم و هم الوف حذر الموت. خرجوا فرارا من الطاعون، فأماتهم قبل آجالهم، ثم أحياهم إلى آجالهم ? فرّوا من الطاعون، فقال لهم اللّه موتوا ثم احياهم ليكملوا بقيّة آجالهم١٠٢. أنه قال فى الذين أماتهم اللّه ثم أحياهم قال: هم قوم فرّوا من الطاعون، فأماتهم اللّه عقوبة و مقتا، ثم أحياهم لآجالهم١٠٣.

٢٥٥

اللّه لا اله الاّ هو الحىّ القيّوم لا تاخذه سنة... و هو العلىّ العظيم. لا تأخذه سنة. نعسة١٠٤. كرسيّه الكرسى هو العرش١٠٥. ولا يؤده حفظهما لا يثقل عليه شئ١٠٦.

٢٥٦

عن الحسن أن أناسا من الأنصار كانوا مسترضعين فى بنى النضير، فلما أجلوا أراد أهلوهم أن يلحقوهم بدينهم، فنزلت لا إكراه فى الدين١٠٧.

٢٥٩

كيف ننشزها ثم نكسوها لحما. بلغنا ان اول ما خلق من عزير خلق عيناه فكان ينظر كيف يجتمع اليه و الى لحمه١٠٨.

٢٦٥

و مثل الّذين ينفقون اموالهم ابتغاء مرضات اللّه و تثبيتا من أنفسهم كمثل جنّة بربوة. و تثبيتا من أنفسهم كانوا يتثبتون أين يضعون أموالهم يعنى زكاتهم ? كان الرجل إذا همّ بصدقة تثبّت، فإن كان اللّه مضى، و إن خالطه شك أمسك١٠٩. كمثل جنّة بربوة هى الأرض المستوية التى (لا) تعلو فوق المياه١١٠.

٢٦٦

ايودّ احدكم ان تكون له جنّة ... فاصابها اعصار فيه نار فاحترقت ? إعصار فيه نار فاحترقت فيها صرّ و برد١١١. فاحترقت فذهبت أحوج ما كان إليها، فذلك قوله: أيودّ أحدكم أن يذهب عمله أحوج ما كان إليه١١٢؟

٢٦٧

و لا تيمّموا الخبيث منه تنفقون و لستم باخذيه الاّ ان تغمـضوا فيه. كان الرجل يتصدق برذالة ماله، فنزلت: و لا تيمموا الخبيث منه تنفقون١١٣. و لستم بآخذيه الاّ أن تغمـضوا فيه لو وجدتموه فى السوق يباع، ما أخذتموه حتى يهضم لكم من ثمنه١١٤.

٢٨٢

و لا ياب الشّهداء اذا ما دعوا ... و اشهدوا اذا تبايعتم و لا يـضارّ كاتب و لا شهيد. و لا يأب الشّهداء اذا ما دعوا الإقامة و الشهادة ? جمعت أمرين: لا تأب إذا كانت عندك شهادة أن تشهد، و لا تأب إذا دعيت إلى شهادة (أن تشهد بها) ? لإقامتها، و لا يبدأ بها، إذا دعاه ليشهده، و إذا دعاه ليقيمها١١٥. عن الحسن أنه سأله سائل قال: أدعى إلى الشهادة و أنا أكره أن أشهد عليها. قال: فلا تجب إن شئت ? يتأوّلها: إذا كانت عنده شهادة فدعى ليقيمها١١٦. عن الربيع بن صبيح قال: قلت للحسن: أرأيت قول اللّه عزّ و جلّ: و اشهدوا اذا تبايعتم قال: إن أشهدت عليه فهو ثقة للذى لك، و إن لم تشهد عليه فلا بأس. و عنه ايضا قال قلت للحسن: يا أبا سعيد، قول اللّه عزّ و جلّ: و أشهدوا إذا تبايعتم أبيع الرجل و أنا أعلم أنه لا ينقدنى شهرين و لا ثلاثة، أترى بأسا أن لا أشهد عليه ؟ قال: إن أشهدت فهو ثقة للذى لك، و إن لم تشهد فلا بأس١١٧. لايـضارّ كاتب فيزيد شيئا أو يحرّف ولا شهيد لا يكتم الشهادة، ولا يشهد إلاّ بحق١١٨.

٢٨٣

فان امن بعـضكم بعـضا فليؤدّ الّذى اؤتمن امانته. عن سليمان التيمى قال: سألت الحسن قلت: كل من باع بيعا ينبغى له أن يشهد ؟ قال: ألم تر أن اللّه عزّ و جلّ يقول: فليؤدّ الذى اؤتمن أمانته ١١٩؟

و ان تبدوا ما فى انفسكم ... و اللّه على كلّ شئ قدير. محتها: لا يكلّف اللّه ... ما اكتسبت١٢٠. هى محكمة لم تنسخ١٢١. قال معمر و أخبرنى من سمع الحسن يقول كان ممّا منّ اللّه تبارك و تعالى على نبيه أنه قال و أعطيت خواتم سورة البقرة و هى من كنوز عرشى١٢٢.

﴿ ٠