سورة آل عمران١٤زيّن للنّاس حبّ الشّهوات من النّساء و البنين و القناطير المقنطرة من الذّهب و الفـضّة و الخيل المسوّمة. القنطار ألف و مائتا دينار ? أن القنطار اثنا عشر ألفا ? القنطار ألف دينار، دية أحدكم١٢٣. و الخيل المسوّمة المسرّحة فى الرّعى١٢٤. ٢٧تولج الّيل فى النّهار و تولج النّهار فى الّيل و تخرج الحىّ من الميّت و تخرج الميّت من الحىّ ? يخرج المؤمن من الكافر، و يخرج الكافر من المؤمن١٢٥. هل علمتم أن الكافر يلد مؤمنا، و أن المؤمن يلد كافرا ؟ فقال: هو كذلك١٢٦. نقصان اللّيل فى زيادة النّهار، و نقصان النّهار فى زيادة اللّيل١٢٧. يعنى المؤمن من الكفار و الكافر من المؤمن، و المؤمن عبد حىّ الفؤاد، و الكافر عبد ميّت الفؤاد١٢٨. ٢٨لا يتّخذ المؤمنون الكافرين اولياء ... الاّ ان تتّقوا منهم تقية ? لا يتّخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين يقول: لا يتخذ المؤمن كافرا وليّا من دون المؤمنين١٢٩. الاّ أن تتّقوا منهم تقاة صاحبهم فى الدنيا معروفا، الرحم و غيره. فأما فى الدين فلا١٣٠. ٣٠و ما عملت من سوء تودّ لو انّ بينها و بينه امدا بعيدا ... و يحذّركم اللّّ نفسه و اللّه رؤف بالعباد. و ما عملت من سوء تودّ لو أن بينها و بينه أمدا بعيدا يسر أحدهم أن لا يلقى عمله ذاك أبدا، يكون ذلك مناه. وأما فى الدنيا فقد كانت خطيئة يستلذّها١٣١. ويحذّركم اللّه واللّه رؤف بالعباد قال: من رأفته بهم أن حذّرهم نفسه١٣٢. ٣١قل ان كنتم تحبّون اللّه فاتّبعونى يحببكم اللّه و يغفر لكم ذنوبكم. قوم على عهد النبى صلى اللّه عليه و سلم: يا محمد، إنا نحبّ ربنا ! فأنزل اللّه عزّ و جلّ: قل إن كنتم تحبون اللّه فاتّبعونى يحببكم اللّه و يغفر لكم ذنوبكم فجعل اتباع نبيه محمد صلى اللّه عليه و سلم علما لحبه، و عذاب من خالفه ? أقوام على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: يا محمد إنا لنحب ربنا ! فأنزل اللّه جلّ و عزّ بذلك قرآنا: قل إن كنتم ... ذنوبكم فجعل اللّه إتباع نبيه محمد صلى اللّه عليه و سلم علما لحبه، و عذاب من خالفه ? إن أقواما كانوا على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يزعمون أنهم يحبون اللّه، فأراد اللّه أن يجعل لقولهم تصديقا من عمل، فقال: إن كنتم تحبون اللّه الآية، كان أتباع محمد صلى اللّه عليه و سلم تصديقا لقولهم١٣٣. ٣٣-٣٤ـانّ اللّه اصطفى ادم و نوحا و ال ابراهيم ... و اللّه سميع عليم ? فضلهم اللّه على العالمين بالنبوة، على الناس كلهم، كانوا هم الأنبياء الأتقياء المصطفين لربهم١٣٤. ٣٥اذ قالت امرأة عمران... انّك انت السّميع العليم. نذرت مافى فى بطنها، ثم سيّبتها١٣٥. ٣٧فـتقبّلها ربّها بقبول حسن و أنبتها نباتا حسنا ... كلّما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا ? فـتقبلها ربّها بقبول حسن و أنبتها نباتا حسنا و تقارعها القوم، فقرع زكريا فكفّلها زكريا١٣٦. كلّما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا كان زكريا إذا دخل عليها يعنى على مريم المحراب وجد عندها رزقا من السماء، من اللّه ليس من عند الناس. و قالوا: لو أن زكريا كان يعلم أن ذلك الرزق من عنده، لم يسألها عنه١٣٧. ٣٩انّ اللّه يبشّرك بيحيى مصدقا بكلمة من اللّه و سيّدا و حصورًا. مصدّقا بعيسى بن مريم١٣٨. و حصورا لا يقرب النساء١٣٩. ٤١قال ايتك ألاّ تكلم الناس ثلاثة أيام إلاّ رمزا. أمسك بلسانه، فجعل يومئ بيده إلى قومه: أن سبّحوا بكرة و عشيّا١٤٠. ٤٣يا مريم اقنتى لربّك. يقول: اعبدى ربّك١٤١. ٤٤و ما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم. حيث اقترعوا على مريم، و كان غيبا عن محمد صلى اللّه عليه و سلم حين أخبره اللّه١٤٢. ٤٦و يكلم النّاس فى المهد و كهلا. كلمهم فى المهد صبيّا، و كلمهم كبيرا١٤٣. ٤٩و ابرئ الاكمه و الابرص ... و ما تدخرون فى بيوتكم. و أبرئ الاكمه و الابرص الأعمى١٤٤. و ما تدخرون فى بيوتكم ما تخبأون مخافة الذى يمسك أن يخلفه١٤٥. ٥٠و لأحل لكم بعـض الّذى حرّم عليكم. كان حرّم عليهم أشياء، فجاءهم عيسى ليحلّ لهم الذى حرم عليهم، يبتغى بذلك شكرهم١٤٦. ٥٢فلما أحسّ عيسى منهم الكفر قال من أنصارى إلى اللّه. الآية قال: استنصر فنصره الحواريون و ظهر عليهم١٤٧. ٥٥اذ قال اللّه يا عيسى إنى متوفيك و رافعك إلى و مطهّرك من الّذين كفروا و جاعل الّذين اتّبعوك فوق الّذين كفروا الى يوم القيمة ? يا عيسى إنى متوفيك و رافعك إلى رفعه اللّه اليه، فهو عنده فى السماء١٤٨. متوفّيك من الارض١٤٩. و مطهرك من الذين كفروا طهّره من اليهود و النصارى و المجوس و من كفار قومه ? و جاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة جعل الذين اتبعوه فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة. قال: المسلمون من فوقهم، و جعلهم أعلى ممن ترك الإسلام إلى يوم القيامة١٥٠. ٧٩و لكن كونوا ربّانيـّن. كونوا فقهاء علماء١٥١. ٨١و اذ اخذ اللّه ميثاق النّبيـّن لما اتيتكم من كتاب و حكمة. أخذ اللّه ميثاق النبيين: ليبلغن آخركم أولكم، و لا تختلفوا١٥٢. ٨٣و له اسلم من فى السّموات و الارض طوعا كرها و اليه يرجعون. أكره أقوام على الإسلام، و جاء أقوام طائعين١٥٣. ٨٩-٨٦ـكيف يهدى اللّه قوما كفروا بعد ايمانهم ... و اصلحوا فانّ اللّه غفور رحيم. كيف يهدى اللّه قوما كفروا بعد ايمانهم. هم أهل الكتاب من اليهود و النصارى، رؤا نعت محمد صلى اللّه عليه و سلم فى كتابهم و أقرّوا به، و شهدوا أنه حق. فلما بعث من غيرهم حسدوا العرب على ذلك فأنكروه، و كفروا بعد إقرارهم، حسدا للعرب، حين بعث من غيرهم١٥٤. هم أهل الكتاب، كانوا يجدون محمدا صلى اللّه عليه و سلم فى كتابهم، ويستفتحون به، فكفروا بعد إيمانهم١٥٥. ٩٠انّ الّذين كفروا بعد ايمانهم ... هم الـضالون. اليهود و النصارى، لن تقبل توبتهم عند الموت١٥٦. ٩١انّ الّذين كفروا ... ملء الارض ذهبا. هو كل كافر١٥٧. ٩٢لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون. من المال١٥٨. ٩٣كلّ الطعام كان حلا لبنى اسرائيل ... ان كنتم صادقين. كان إسرائيل حرّم على نفسه لحوم الإبل، و كانوا يزعمون أنهم يجدون فى التوراة تحريم إسرائيل على نفسه لحوم الإبل، و إنّما كان حرّم إسرائيل على نفسه لحوم الإبل قبل أن تنزل التوراة فقال اللّه: فاتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين فقال: لا تجدون فى التوراة تحريم إسرائيل على نفسه، أى لحم الإبل١٥٩. ٩٦انّ اوّل بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا. هو أول مسجد عبد اللّه فيه فى الأرض ? يعبد اللّه فيه للذى ببكة١٦٠. ٩٧فيه ايات بيّنات مقام ابراهيم و من دخله كان امنا و للّه على النّاس حجّ البيت من استطاع اليه سبيلا و من كفر فانّ اللّه غنىّ عن العالمين. عن الحسن فى قوله فيه ايات بيّنات قال: مقام ابراهيم و من دخله كان امنا١٦١. و من دخله كان آمنا عن الحسن فى الرجل يصيب الحدّ و يلجأ إلى الحرم يخرج من الحرم، فيقام عليه الحد ? و هذا كان فى الجاهلية، كان الرّجل لو جرّ كل جريرة على نفسه ثم لجأ إلى حرم اللّه لم يتناول و لم يطلب. فأما فى الإسلام فإنه لا يمنع من حدود اللّه من سرق فيه قطع، و من زنى فيه أقيم عليه الحدّ، و من قتل فيه قتل ? و عن قتادة: أن الحسن كان يقول: إنّ الحرم لا يمنع من حدود اللّه. لو أصاب حدّا فى غير الحرم، فلجأ إلى الحرم، لم يمنعه ذلك أن يقام عليه الحدّ١٦٢. وللّه على الناس حجّ البيت من استطاع اليه سبيلا الزاد والراحلة١٦٣. من وجد شيئا يبلغه، فقد إستطاع اليه سبيلا١٦٤. و من كفر فانّ اللّه غنىّ عن العالمين من أنكره، و لا يرى أن ذلك عليه حقّا، فذلك كفر١٦٥. كفره من الجحود به و الزهادة فيه١٦٦. من لم يره عليه واجبا١٦٧. ٩٨قل يا اهل الكتاب لم تكفرون بآيات اللّه و اللّه شهيد على ما تعملون. هم اليهود و النصارى١٦٨. ٩٩قل يا اهل الكتاب لم تصدّون عن سبيل اللّه. هم اليهود و النصارى، نهاهم أن يصدّوا المسلمين عن سبيل اللّه و يريدون أن يعدلوا الناس إلى الضلالة١٦٩. ١٠٢يا ايّها الّذين امنوا اتّقوا اللّه حقّ تقاته. حق تقاته أن يطاع فلا يعصى١٧٠. ١٠٥و لا تكونوا كالذين تفرقوا و اختلفوا من بعد ما جاءهم البينات و آولئك لهم عذاب عظيم. هم اليهود و النصارى١٧١. ١٠٦يوم تبيـضّ وجوه و تسودّ وجوه. هم المنافقون، كانوا أعطوا كلمة الايمان بألسنتهم، و أنكروها بقلوبهم و أعمالهم١٧٢. ١١٠كنتم خير أمة ... عن المنكر. قد كان ما تسمع من الخير فى هذه الأمة ? نحن آخرها و أكرمها على اللّه١٧٣. ١١١لن يـضرّوكم الاّ اذى. تسمعون منهم كذبا على اللّه، يدعونكم إلى الضلالة١٧٤. ١١٢ضربت عليهم الذلة ... عليهم السمكنة. أدركتهم هذه الأمة، و إن المجوس لتجبيهم الجزية ? أذلهم اللّه فلا منعة لهم، و جعلهم اللّه تحت أقدام المسلمين١٧٥. ١٢١و اذ غدوت من اهلك تبوّئ المؤمنين مقاعد للقتال. يعنى محمد صلى اللّه عليه و سلم، غدا يبوّئ المؤمنين مقاعد للقتال يوم الأحزاب١٧٦. ١٢٢اذ همت طائفتان منكم ان تفشلا. هما طائفتان من الأنصار همّا أن يفشلا، فعصمهم اللّه و هزم عدوهم١٧٧. ١٢٣و لقد نصركم اللّه ببدر و انتم اذلة فاتقوا اللّه لعلكم تشكرون. و أنتم أذلة قليل، و هم يومئذ بضعة عشر و ثلاثمائة١٧٨. ١٢٤اذ تقول للمؤمنين الن يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين. هذا يوم بدر١٧٩. ١٢٥و ياتوكم من فورهم هذا. من وجههم هذا١٨٠. ١٢٧ليقطع طرفا من الذين كفروا خائبين... هذا يوم بدر طقع اللّه طائفة منهم و بقيت طائفة١٨١. ١٢٨ليس لك من الامر شئ او يتوب عليهم... او يعذبهم فانّهم ظالمون. جاء أبو سفيان من الحول غضبان لما صنع بأصحابه يوم بدر، فقاتل أصحاب محمد صلى اللّه عليه و سلم يوم أحد قتالا شديدا، حتى قتل منهم بعدد الأسارى يوم بدر، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كلمة علم اللّه أنها قد خالطت غضبا: كيف يفلح قوم خضبوا١٨٢. ١٣٤و العافين عن الناس و اللّه يحب المحسنين. يقال يوم القيامة: ليقم من كان له على اللّه أجر. فما يقوم إلا إنسان عفا، ثم قرأ هذه الآية١٨٣: عن ثابت البنانى قال: سمعت الحسن قرأ هذه الآية: الذين ينفقون فى السراء ... و اللّه يحب المحسين. ثم قرأ: و الذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا اللّه فاستغفروا لذنوبهم ... أجر العاملين. فقال: إن هذين النعمتين لنعت رجل واحد١٨٤. و لم يصروا على ما فعلوا إتيان (الذنب عمدًا) العبد ذنبا إصرار، حتى يتوب١٨٥. قد خلت من قبلكم سنن ... عاقبة المكذبين. ألم تسيروا فى الأرض فتنظروا كيف عذب اللّه قوم نوح و قوم لوط و قوم صالح، و الأمم التى عذّب اللّه عزّ وجلّ ١٨٦؟ هذا بيان للناس و هدى و موعظة للمتقين. هذا القرآن١٨٧. و لا تهنوا و لا تحزنوا و انتم الاعلون ان كنتم مؤمنين. يأمر محمدا، و لا تهنوا أن تمضوا فى سبيل اللّه١٨٨. ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله و تلك الايّام نداولها بين النّاس. إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله إن يقتلوا منكم يوم أحد، فقد قتلتم منهم يوم بدر. و تلك الايام نداولها بين الناس جعل اللّه الأيام دولا، أدال الكفار يوم أحد من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم١٨٩. و ليمحّص اللّه الذين آمنوا و يمحق الكافرين. و ليمحّص اللّه الذين آمنوا ليمحص اللّه المؤمن حتى يصدّق. و يمحق الكافرين يمحق الكافر حتى يكذّبه١٩٠. و لقد كنتم تمنّون الموت من قبل ان تلقوه فقد رأيتموه و أنتم تنظرون. بلغنى أن رجالا من أصحاب النبى صلى اللّه عليه و سلم كانوا يقولون: لئن لقينا مع النبى صلى اللّه عليه و سلم لنفعلن و لنفعلن، فابتلوا بذلك، فلا و اللّه ما كلّهم صدق اللّه، فأنزل اللّه عزّ و جلّ: هذه الآية١٩١. و كاين من نبى قاتل معه ربيون كثير. فقهاء علماء ? الجموع الكثيرة ? علماء كثير١٩٢. و لقد صدقكم اللّه وعده اذ تحسّونهم باذنه ... و منكم من يريد الاخرة. إذ تحسونهم بإذنه القتل١٩٣. من بعد ما أراكم ما تحبون يعنى: من الفتح ? منكم من يريد الدنيا هؤلاء الذين يجترّون الغنائم و منكم من يريد الاخرة الذين يتبعونهم يقتلونهم١٩٤. ثم صرفكم عنهم صرف القوم عنهم، فقتل من المسلمين بعدّة من أسروا يوم بدر، و قتل عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و كسرت رباعيته، و شجّ فى وجهه، و كان يمسح الدم عن وجهه و يقول: كيف يفلح قوم فعوا هذا بنبيّهم و هو يدعوهم إلى ربهم ؟ فنزلت ليس لك من الامر شئ [البقرة، ٨٢١] فقالوا: أليس كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وعدنا النصر ؟ فأنزل اللّه عزّ و جل: و لقد صدقكم اللّه وعده ... ثم صرفكم عنهم ليبتليكم و لقد عفا عنكم ? و لقد عفا عنكم و صفّق بيديه: و كيف عفا عنهم، و قد قتل منهم سبعون، و قتل عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كسرت رباعيته، و شج فى وجهه ؟ قال: ثم يقول: قال اللّه عزّ و جلّ: قد عفوت عنكم إذ عصيتمونى ان لا أكون استأصلتكم. قال: ثم يقول الحسن: هؤلاء مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فى سبيل اللّه غضاب للّه، يقاتلون أعداء اللّه، نهوا عن شئ فصنعوه، فو اللّه ما تركوا حتى غمّوا بهذا الغم، فأفسق الفاسقين اليوم يتجر ثم كلّ كبيرة، و يركب كل داهية، و يسحب عليها ثيابه، و يزعم أن لا بأس عليه! فسوف يعلم١٩٥. قل لو كنتم فى بيوتكم ... الى مـضاجعهم. كتب اللّه على المؤمنين أن يقاتلوا فى سبيله، و ليس كل من يقاتل يقتل، و لكن يقتل من كتب اللّه عليه القتل١٩٦. و شاورهم فى الامر. ما شاور قوم قط إلاّ هدوا لأرشد أمورهم١٩٧. و ما كان لنبىّ ان يغلّ. أن يخان١٩٨. اولما اصابتكم ... هو من عند انفسكم. قالوا: فإنما أصابنا هذا لأنا قبلنا الفداء يوم بدر من الأسارى، و عصينا النبى صلى اللّه عليه و سلم يوم أحد، فمن قتل منا كان شهيدا، و من بقى منا كان مطهّرا، رضينا ربّنا ! معصيتهم أنه قال لهم: «لا تتبعوهم» يوم أحد فاتبعوهم١٩٩. و لا تحسبن الذين ... عند ربهم يرزقون. ما زال ابن آدم يتحمّد، حتى صار حيّا ما يموت. ثم تلا هذه الآية٢٠٠. فقد سمع اللّه قول الّذين قالوا انّ اللّه فقير و نحن اغنياء. لما نزلت: من ذا الّذى يقرض اللّه قرضا حسنا. [البقرة، ٥٤٢]. قالت اليهود: إنّ ربكم يستقرض منكم ! فأنزل اللّه: لقد سمع اللّه قول الذين قالوا ان اللّه فقير و نحن اغنياء. لما نزلت: من ذا الذى يقرض اللّه قرضا حسنا [الحديد، ١١]. عجبت اليهود فقالت: إن اللّه فقير يستقرض ! فنزلت: لقد سمع اللّه قول الذين قالوا ان اللّه فقير و نحن اغنياء٢٠١. و اذ اخذ اللّه ميثاق الّذين اوتوا الكتاب لتبيّننّه للنّاس و لا تكتمونه. لتتكلمن بالحق، و لتصدّقنّه بالعمل٢٠٢. ربّنا انّك من تدخل النّار فقد اخزيته. عن الأشعث الحملىّ قال، قلت للحسن: يا أبا سعيد، أرأيت ما تذكر من الشفاعة حق هو؟ قال: نعم حق. قال قلت: يا أبا سعيد أرأيت قول اللّه تعالى ربّنا إنّك من تدخل النّار فقد أخزيته [الآية، ١٩٢] و يريدون أن يخرجوا من النّار و ما لهم بخارجين منها [المائدة، ٧٣] قال فقال لى: إنك و اللّه لا تستطيع على شئ، إنّ للنار اهلا لا يخرجون منها، كما قال اللّه ? قال قلت: يا أبا سعيد فيمن دخلوا ثم خرجوا ؟ قال: كانوا أصابوا ذنوبا فى الدنيا فأخذهم اللّه بها، فأدخلهم بها ثم أخرجهم بما يعلم فى قلوبهم من الايمان و التصديق به٢٠٣. يا ايّها الّذين امنوا اصبروا و صابروا و رابطوا. أمرهم أن يصبروا على دينهم، و لا يدعوه لشدة و لا رخاء و لا سرّاء و لا ضرّاء و أمرهم أن يصابروا الكفار، و أن يرابطوا المشركين٢٠٤. |
﴿ ٠ ﴾