سورة الانبياء

١٧

لو اردنا ان نتّخذ لهوا لاتّخذناه من لدنّا ان كنّا فاعلين. اللهو: المرأة١٤٣.

٣٠

انّ السموات و الارض كانتا رتقا ففتقناهما. كانتا جميعا ففصّل اللّه بينهما بهذا الهواء١٤٤.

٣٣

و ّذى خلق الّيل و النهار و الشمس و القمر كلّ فى فلك يسبحون. الفلك طاحونة كهيئة فلكة المغزل١٤٥.

٤٤

افلا يرون انّا ناتى الارض ننقصها من اطرافها. ننقصها من اطرافها هو ظهور المسلمين على المشركين١٤٦.

٧١-٧٩

و نجّيناه و لوطا الى الارض الّتى باركنا فيها للعالمين. الشام١٤٧.

ففهّمناها سليمن و كلاّ اتينا حكما و علما. كان الحكم بما قضى به سليمان و لم يعنّف اللّه داود فى حكمه١٤٨.

٨٣-٨٤

ـو ايّوب اذ نادى ربّه ... و ذكرى للعابدين. لقد مكث أيوب مطروحا على كناسة سبع سنين و أشهرا ما يسأل اللّه أن يكشف ما به. قال: و ما على وجه الأرض خلق أكرم على اللّه من أيوب فيزعمون أن بعض الناس قال: لو كان لربّ هذا فيه حاجة ما صنع به هذا فعند ذلك دعا١٤٩.

عن الحسن قال: بقى أيوب على كناسة لبنى إسرائيل سبع سنين و أشهرا تختلف عليه الدوابّ ? زاد أحدهما على الآخر قال: إن أيوب آتاه اللّه ما لا و أوسع عليه و له من النساء و البقر و الغنم و الإبل و إن عدوّ اللّه إبليس قيل له: هل تقدر أن تفتن أيوب ؟ قال: ربّ إن أيوب أصبح فى دنيا من مال و ولد و لا يستطيع أن لا يشكرك و لكن سلّطنى على ماله و ولده فسترى كيف يطيعنى و يعصيك قال: فسلطه على ماله و ولده قال: فكان يأتى بالماشية من ماله من الغنم فيحرقها بالنيران ثم يأتى أيوب و هو يصلى متشبها براعى الغنم فيقول: يا أيوب تصلى لربك ما ترك اللّه لك من ماشيتك شيئا من الغنم إلاّ أحرقها بالنيران و كنت ناحية فجئت لأخبرك قال: فيقول أيوب: اللّهمّ أنت أعطيت و أنت أخذت مهما تبقى نفسى أحمدك على حسن بلائك فلا يقدر منه على شئ مما يريد ثم يأتى ماشيته من البقر فيحرقها بالنيران ثم يأتى زيوب فيقول له ذلك و يردّ عليه أيوب مثل ذلك قال: و كذلك فعل بالإبل حتى ما ترك له من ماشية حتى هدم البيت على ولده فقال: يا أيوب أرسل اللّه على ولدك من هدم عليهم البيوت، حتى هلكوا؛ فيقول ايوب مثل ذلك قال ربّ هذا حين أحسنت إلىّ الإحسان كلّه قد كنت قبل اليوم يشغلنى حبّ المال بالنهار و يشغلنى حبّ الولد بالليل شفقة عليهم فالآن أفرغ سمعى و بصرى و ليلى و نهارى بالذكر و الحمد و التقديس و التهليل فينصرف عدوّ اللّه من عنده لم يصب منه شيئا مما يريد.

قال: ثم إن اللّه تبارك و تعالى قال: كيف رأيت أيوب ؟ قال إبليس: أيوب قد علم أنك ستردّ عليه ماله و ولده و لكن سلّطنى على جسده فإن أصابه الـضرّ فيه أطاعنى و عصاك قال: فسلط على جسده فأتاه فنفخ فيه نفخة قرح من لدن قرنه إلى قدمه قال: فأصابه البلاء بعد البلاء حتى حمل فوضع على مزبلة كناسة لبنى إسرائيل فلم يبق له مال و لا ولد و لا صديق و لا أحد يقربه غير زوجته صبرت معه بصدق و كانت تأتيه بطعام و تحمد اللّه معه إذا حمد و أيوب على ذلك لا يفتر من ذكر اللّه و التحميد و الثناء على اللّه و الصبر على ما ابتلاه اللّه.

قال الحسن: فصرخ إبليس عدوّ اللّه صرخة جمع فيها جنوده من أقطار الأرض جزعا من صبر أيوب فاجتمعوا

اليه و قالوا له: جمعتنا ما خبرك ؟ ما أعياك ؟ قال: أعيانى هذا العبد الذى سألت ربى أن يسلطنى على ماله و ولده فلم أدع له مالا و لا ولدا فلم يزدد بذلك إلاّ صبرا و ثناء على اللّه و تحميدا له ثم سلّطت على جسده فتركته قرحة ملقاة على كناسة بنى إسرائيل لا يقربه إلاّ امرأته فقد افتضحت بربى فاستعنت بكم فاعينونى عليه قال: فقالوا له: أين مكرك ؟ أين علمك الذى أهلكت به من مضى قال: بطل ذلك كله فى١٥٠ أيوب١٥١ فأشيروا علىّ قالوا: نشير عليك أرأيت آدم حين أخرجته من الجنة من أين أتيته ؟ قال: من قبل امرأته قالوا: فشأنك بأيوب من قبل امرأته فإنه لا يستطيع أن يعصيها و ليس أحد يقربه غيرها قال: أصبتم فانطلق حتى أتى امرأته و هى تصدّق فتمثل لها فى صورة رجل فقال: أين بعلك يا أمة اللّه ؟ قالت: هو ذاك يحكّ قروحه و يتردّد الدوابّ فى جسده فلما سمعها طمع أن تكون كلمة جزع فوقع فى صدرها فوسوس إليها فذكّرها ما كانت فيه من النّعم و المال و الدوابّ و ذكّرها جمال أيوب و شبابه و ما هو فيه من الضرّ و أن ذلك لا ينقطع عنهم أبدا.

قال الحسن: فصرخت فلما صرخت علم أن قد صرخت و جزعت أتاها بسخلة فقال: ليذبح هذا إلىّ أيوب

و يبرأ قال: فجاءت تصرخ يا أيوب يا أيوب حتى متى يعذّبك ربك ألا يرحمك ؟ أين الماشية ؟ أين المال ؟ أين الولد ؟ أين الصديق ؟ أين لونك الحسن ؟ قد تغير و صار مثل الرماد ؟ أين جسمك الحسن الذى قد بلى و تردد فيه الدوابّ ؟ اذبح هذه السّخلة و استرح قال أيوب: أتاك عدوّ اللّه فنفخ فيك فوجد فيك رفقا و أجبته ؟ ويلك ! أرأيت ما تبكين عليه مما تذكرين مما كنا فيه من المال و الولد و الصحة و الشباب ؟ من أعطانيه ؟ قالت: اللّه قال: فكم متّعنا به ؟ قالت: ثمانين سنة قال: فمذ كم ابتلانا اللّه بهذا البلاء الذى ابتلانا به ؟ قالت: منذ سبع سنين و أشهر قال: ويلك ! و اللّه ما عدلت و لا أنصفت ربّك ألا صبرت حتى نكون فى هذا البلاء الذى ابتلانا ربنا به ثمانين سنة كما كنا فى الرخاء ثمانين سنة ؟ و اللّه لئن شفانى اللّه لأجلدنّك مائة جلدة هيه أمرتينى أن أذبح لغير اللّه طعامك و شرابك الذى تأتينى به علىّ حرام و أن أذوق ما تأتينى به بعد إذ قلت لى هذا فاغربى عنى فلا أراك فطردها فذهبت فقال الشيطان: هذا قد وطّن نفسه ثمانين سنة على هذا البلاء الذى هو فيه فباء بالغلبة و رفضه. و نظر أيوب إلى امرأته و قد طردها و ليس عنده طعام و لا شراب و لا صديق.

قال الحسن: و مرّ به رجلان و هو على تلك الحال و لا و اللّه ما على ظهر الأرض يومئذ أكرم على اللّه من

أيوب فقال أحد الرجلين لصاحبه: لو كان للّه فى هذا حاجة ما بلغ به هذا، فلم يسمع أيوب شيئا كان أشدّ عليه من هذه الكلمة ?

انّى مسّنى الـضّرّ فقال «ربّ انّى مسّنى الـضر» ثم ردّ ذلك إلى ربه فقال: و انت ارحم الرّاحمين١٥٢. فقيل له: اركـض برجلك هذا مغتسل بارد و شراب [ص، ٤٢]، فركض برجله فنبعت عين، فاغتسل منها، فلم يبق عليه من دائه شئ ظاهر إلاّ سقط فأذهب اللّه كل ألم و كل سقم و عاد إليه شبابه و جماله أحسن ما كان و أفضل ما كان ثم ضرب برجله فنبعت عين أخرى فشرب منها فلم يبق فى جوفه داء إلاّ خرج فقام صحيحا و كسى حلة قال: فجعل يتلفت و لا يرى شيئا مما كان له من أهل و مال إلاّ و قد أضعفه اللّه له حتى و اللّه ذكر لنا أن الماء الذى اغتسل به تطاير على صدره جرادا من ذهب قال: فجعل يضمه بيده فأوحى اللّه إليه: يا أيوب ألم أغنك ؟ قال بلى و لكنها بركتك فمن يشبع منها. قال: فخرج حتى جلس على مكان مشرف ثم إن امرأته قالت: أرأيت إن كان طردنى إلى من أكله ؟ أدعه يموت جوعا أو يضيع فتأكله السباع ؟ لأرجعنّ إليه فرجعت فلا كناسة ترى و لا من تلك الحال التى كانت و إذا الأمور قد تغيرت فجعلت تطوف حيث كانت الكناسة و تبكى و ذلك بعين أيوب قالت: و هابت صاحب الحلة أن تأتيه فتسأل عنه فأرسل إليها أيوب فدعاها فقال: تريدين يا أمة اللّه ؟ فبكت و قالت: أردت ذلك المبتلى الذى كان منبوذا على الكناسة لا أدرى أضاع أم ما فعل ؟ قال لها أيوب: ما كان منك ؟ فبكت و قالت: بعلى فهل رأيته ؟ و هى تبكى إنه قد كان هاهنا قال: وهل تعرفينه إذا رأيتيه ؟ قالت: وهل يخفى على أحد رآه؟ ثم جعلت تنظر إليه و هى تهابه ثم قالت: أما إنه كان أشبه خلق اللّه بك إذ كان صحيحا قال: فإنى أنا أيوب الذى أمرتينى أن أذبح للشيطان وإنى أطعت اللّه وعصيت الشيطان فدعوت اللّه فردّ على ما ترين؛ قال الحسن: ثم إن اللّه رحمه بصبرها معه على البلاء أن أمره تخفيفا عنها أن يأخذ جماعة من الشجر فيضربها ضربة واحدة تخفيفا عنها بصبرها معه١٥٣.

و اتيناه اهله و مثلهم معهم. احيا اللّه أهله بأعيانهم و زاده إليهم مثلهم١٥٤. اتاه اللّه اهله فى الدنيا١٥٥. و مثلهم معهم من نسلهم١٥٦.

٨٧

فظنّ ان لن نقدر عليه. و كان له سلف من عبادة و تسبيح فتداركه اللّه بها فلم يدعه للشيطان١٥٧.

٨٩

ـانّكم و ما تعبدون ... فيها لا يسمعون. عن الحسين بن يزيد عن الحسن قال: قال فى هذه آيات: انّكم و ما تعبدون ... فيها لا يسمعون ثم استثنى فقال: انّ الّذين سبقت لهم منّا الحسنى اولئك عنها مبعدون. فقد عبدت الملائكة من دون اللّه و عزير و عيسى من دون اللّه١٥٨.

١٠٣

لا يحزنهم الفزع الاكبر. انصراف العبد حين يؤمر به إلى النار١٥٩.

﴿ ٠