٤٢

قوله عز وجل : وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ أي ولا تكتبوا في التوراة ما ليس فيها فيختلط الحق المنزل بالباطل الذي كتبتم.

وقيل معناه ولا تخلطوا الحق الذي أنزل عليكم من صفة محمد صلّى اللّه عليه وسلّم في التوراة الباطل الذي تكتبونه بأيديكم من تغيير صفته

وقيل لا تخلطوا صفة محمد صلّى اللّه عليه وسلّم التي هي الحق بالباطل أي بصفة الدجال وذلك أنه لما بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حسده اليهود وقالوا ليس هو الذي ننتظره وإنما هو المسيح ابن داود يعني الدجال وكذبوا فيما قالوا : وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ يعني أن محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم نبي مرسل.

وفيه تنبيه لسائر الخلق وتحذير من مثله فصار هذا الخطاب وإن كان خاصا في الصورة لكنه عام في المعنى فعلى كل أحد أن لا يلبس الحق بالباطل ولا يكتم الحق لما فيه من الضرر والفساد وفيه دلالة أيضا على أن العالم بالحق يجب عليه إظهاره ويحرم عليه كتمانه

﴿ ٤٢