٢٠٥وَإِذا تَوَلَّى أي أدبر وأعرض عنك بعد إلانة القول وحلاوة المنطق سَعى فِي الْأَرْضِ أي سار ومشى في الأرض لِيُفْسِدَ فِيها يعني بقطع الأرحام وسفك دماء المسلمين وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وذلك أن الأخنس بن شريق كان بينه وبين ثقيف خصومة فبيتهم ليلا ، فأحرق زروعهم وأهلك مواشيهم ، وقيل : خرج إلى الطائف مقتضيا دينا كان له على غريم فأحرق له كدسا وعقر له أتانا وقيل معناه إذا تولى أي صار واليا وملك الأمر سعى في الأرض ليفسد فيها يعني بالظلم والعدوان كما يفعله ولاة السوء والظلمة ، وقيل : يظهر ظلمه حتى يمنع اللّه بشؤم ظلمه القطر فيهلك الحرث والنسل بسبب منع المطر وقيل أن الآية عامة في حق كل من كان موصوفا بهذه الصفات المذكورة ولا يمتنع أن تنزل في رجل واحد ثم تكون عامة في حق كل من كان موصوفا بهذه الصفات وَاللّه لا يُحِبُّ الْفَسادَ قال ابن عباس : لا يرضى بالمعاصي واحتجت المعتزلة بهذه الآية على أن المحبة عبارة عن الإرادة. وأجيب عنه بأن الإرادة معنى غير المحبة ، فإن الإنسان قد يريد شيئا ولا يحبه وذلك لأنه قد يتناول الدواء المر ولا يحبه فبان الفرق بين الإرادة والمحبة ، وقيل : إن المحبة مدح الشيء وتعظيمه والإرادة بخلاف ذلك |
﴿ ٢٠٥ ﴾