٣٠

يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً يعني تجد كل نفس جزاء ما عملت محضرا يوم القيامة لم ينقص ولم يبخس منه شيء ، وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ أي تجد ما عملت من الخير محضرا فتسر به وما عملت من سوء تَوَدُّ أي تتمنى لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أي وبين ما عملت من السوء أَمَداً بَعِيداً أي مكانا بعيدا قيل : كما بين المشرق والمغرب والأمد الأجل والغاية ،

وقيل معناه تود أنها لم تعمله ويكون بينها وبينه أمد بعيد وَيُحَذِّرُكُمُ اللّه نَفْسَهُ إنما كرره لتأكيد الوعيد وَاللّه رَؤُفٌ بِالْعِبادِ قيل : معناه أنه رؤوف بهم حيث حذرهم نفسه وعرفهم كمال قدرته وعلمه ، وأنه يمهل ولا يهمل.

وقيل : معناه أنه رؤوف بالعباد حيث أمهلهم للتوبة ولتدارك العمل الصالح.

وقيل : إنه تعالى لما قال : ويحذركم اللّه نفسه وهو وعيد أتبعه بقوله واللّه رؤوف بالعباد ، وهو وعد ليعلم العبد المؤمن أن رحمته ووعده غلبت وعيده وسخطه.

قوله عز وجل :

﴿ ٣٠