٨٤قُلْ آمَنَّا بِاللّه لما ذكر اللّه عز وجل في الآية المتقدمة أخذ الميثاق على الأنبياء في تصديق الرسول الذي يأتي مصدقا لما معهم بين في هذه الآية أن من صفة محمد صلّى اللّه عليه وسلّم مصدقا لما معهم فقال تعالى : قل آمنا باللّه وإنما وحد الضمير في قوله قل وجمع في قوله آمنا باللّه لأنه إنما خاطبه بلفظ الواحد ليدل هذا الكلام على أنه لا يبلغ هذا التكليف عن اللّه تعالى إلى الخلق إلا هو. ثم قال : آمنا باللّه تنبيها على أنه حين قال هذا القول وافقه أصحابه فحسن الجمع في قوله آمنا ، ومعنى الآية : قل يا محمد صدقنا باللّه أنه ربنا وإلهنا لا إله غيره ولا رب سواه وإنما قدم الإيمان باللّه على غيره لأنه الأصل وَما أُنْزِلَ عَلَيْنا يعني وقل يا محمد وصدقنا أيضا بما أنزل علينا من وحيه وتنزيله وإنما قدم ذكر القرآن لأنه أشرف الكتب وأنه لم يحرف ولم يبدل وغيره حرف وبدل وَما أُنْزِلَ عَلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى إنما خص هؤلاء الأنبياء بالذكر لأن أهل الكتاب يعترفون بوجودهم ولم يختلفوا في نبوتهم ، والأسباط هم أولاد يعقوب الاثنا عشر وكانوا أنبياء ثم جمع جميع الأنبياء فقال وَالنَّبِيُّونَ أي وما أوتي النبيون مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وذلك أن أهل الكتاب يؤمنون ببعض النبيين ويكفرون ببعض فأمر اللّه عز وجل نبيه محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم أن يخبر عن نفسه وعن أمته أنه يؤمن بجميع الأنبياء. فإن قلت : لم عدي أنزل في (هذه الآية بحرف الاستعلاء وفيما تقدم من مثلها في البقرة بحرف الانتهاء) قلت لوجود المعنيين جميعا لأن الوحي ينزل من فوق وينتهي إلى الرسل فجاء تارة بأحد المعنيين وتارة بالمعنى الآخر وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ أي موحدون مخلصون أنفسنا له لا نجعل له شريكا في عبادتنا. |
﴿ ٨٤ ﴾