١١٦

قوله عز وجل : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللّه شَيْئاً قال ابن عباس : يريد بني قريظة والنضير وذلك أن رؤساء اليهود مالوا إلى تحصيل الأموال في معاداة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ، وإنما كان مقصودهم بمعاداته تحصيل الرياسة والأموال فقال اللّه عز وجل : لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ

وقيل : نزلت في مشركي قريش فإن أبا جهل كان كثير الافتخار بالأموال وأنفق أبو سفيان مالا كثيرا في يومي بدر وأحد على المشركين

وقيل : إن الآية عامة في جميع الكفار لأن اللفظ عام ولا دليل يوجب التخصيص فوجب إجراء اللفظ على عمومه ومعنى الآية : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ أي تدفع أموالهم بالفدية لو افتدوا بها من عذاب اللّه ولا أولادهم بالنصر وإنما خص الأموال والأولاد بالذكر لأن الإنسان يدفع عن نفسه تارة بالفداء بالمال وتارة بالاستعانة بالأولاد فأعلم اللّه تعالى أن الكافر لا ينفعه شيء من ذلك في الآخرة ولا مخلص له من عذاب اللّه وهو قوله : وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ لا يخرجون منها ولا يفارقونها

﴿ ١١٦