٢٤

٣١

وَإِذا قِيلَ لَهُمْ يعني لهؤلاء الذين لا يؤمنون بالآخرة وهم كفار مكة الذين اقتسموا عقابها ، وطرقها إذا سألهم الحاج الذين يقدمون عليهم ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ يعني أحاديثهم وأباطيلهم لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ اللام في ليحملوا لام العاقبة وذلك أنهم لما وصفوا القرآن بكونه أساطير الأولين ، كانت عاقبتهم بذلك أن يحملوا أوزارهم يعني ذنوب أنفسهم وإنما قال سبحانه وتعالى : كاملة لأن البلايا التي أصابتهم في الدنيا وأعمال البر التي عملوها في الدنيا ، لا تكفر عنهم شيئا يوم القيام بل يعاقبون بكل أوزارهم قال الإمام فخر الدين : وهذا يدل على أنه سبحانه وتعالى قد يسقط بعض العقاب عن المؤمنين ، إذ لو كان هذا المعنى حاصلا في حق الكل ، لم يكن لتخصيص هؤلاء الكفار بهذا التكميل فائدة.

وقوله سبحانه وتعالى وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ يعني ويحصل للرؤساء الذين أضلوا غيرهم وصدوهم عن الإيمان ، مثل أوزار الأتباع والسبب فيه ما روي عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا) أخرجه مسلم ومعنى الآية ، والحديث أن الرئيس أو الكبير إذا سنّ سنة حسنة أو سنة قبيحة ، فتبعه عليها جماعة ، فعملوا بها فإن اللّه سبحانه وتعالى يعظم ثوابه أو عقابه حتى يكون ذلك الثواب أو العقاب مساويا لكل ما يستحقه كل واحد من الأتباع ، الذين عملوا بسنته الحسنة أو القبيحة ، وليس المراد أن اللّه تعالى يوصل جميع الثواب أو العقاب الذي يستحقه الأتباع إلى الرؤساء ، لأن ذلك ليس بعدل ويدل عليه

قوله تعالى :

ولا تزر وازرة وزر أخرى ،

وقوله تعالى : (و أن ليس للإنسان إلا ما سعى). قال الواحدي : ولفظة من في قوله ومن أوزار الذين يضلونهم ، بغير علم ليست للتبعيض لأنها لو كانت للتبعيض لنقص عن الأتباع بعض الأوزار ، وذلك غير جائز لقوله عليه الصلاة والسلام (لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا) ، ولكنها للجنس أي ليحملوا من جنس أوزار الأتباع

وقوله : بغير علم يعني أن الرؤساء إنما يقدمون على إضلال غيرهم ، بغير علم ، بما يستحقونه من العقاب ، على ذلك الإضلال بل يقدمون على ذلك جهلا منهم بما يستحقونه من العذاب الشديد. أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ يعني ألا بئس ما يحملون ففيه وعيد وتهديد.

قوله سبحانه وتعالى قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ يعني من قبل كفار قريش وهو نمروذ بن كنعان الجبار ، وكان أكبر ملوك الأرض في زمن إبراهيم صلّى اللّه عليه وسلّم وكان من مكره أنه بنى صرحا ببابل ليصعد إلى السماء ، ويقاتل أهلها في زعمه. قال ابن عباس : وكان طول الصرح في السماء خمسة آلاف ذراع. وقال كعب ومقاتل : كان طوله فرسخين فهبت ريح فقصفته وألقت رأسه في البحر وخر عليهم الباقي فأهلكهم وهم تحته ولما سقط تبلبلت ألسنة الناس من الفزع فتكلموا يومئذ بثلاثة وسبعين لسانا ، فلذلك سميت بابل وكان لسان الناس قبل ذلك السريانية قلت هكذا ذكره البغوي وفي هذا نظر لأن صالحا عليه السلام كان قبلهم وكان يتكلم بالعربية ، وكان أهل اليمن عربا منهم جرهم الذي نشأ إسماعيل بينهم ، وتعلم منهم العربية وكانت قبائل من العرب قديمة قبل إبراهيم عليه السلام ، مثل طسم وجديس وكل هؤلاء عرب تكلموا في قدم الزمان بالعربية ، ويدل على صحة هذا قوله : ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى واللّه أعلم.

وقيل : حمل قوله قد مكر الذين من قبلهم على العموم أولى فتكون الآية عامة في جميع الماكرين المبطلين الذين يحاولون إلحاق الضرر والمكر بالغير ،

وقوله سبحانه وتعالى فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ يعني قصد تخريب بنيانهم من أصوله ، وذلك بأن أتاهم بريح قصفت بنيانهم من أعلى ، وأتاهم بزلازل قلعت بنيانهم من قواعده وأساسه ، هذا إذا حملنا تفسير الآية على

القول الأول ، وهو ظاهر اللفظ وإن حملنا تفسير الآية على

القول الثاني : وهو حملها على العموم كان المعنى أنهم لما رتبوا منصوبات ليمكروا بها على أنبياء اللّه وأهل الحق من عباده أهلكهم اللّه تعالى ، وجعل هلاكهم مثل هلاك بنوا بنيانا وثيقا شديدا ودعموه بالأساطين فانهدم ذلك البنيان ، وسقط عليهم فأهلكهم فهو مثل ضربه اللّه سبحانه وتعالى لمن مكر بآخر فأهلكه اللّه بمكره ، ومنه المثل السائر على ألسنة

الناس : من حفر بئرا لأخيه أوقعه اللّه فيه.

وقوله تعالى فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ يعني سقط عليهم السقف فأهلكهم

وقوله : من فوقهم للتأكيد لأن السقف لا يخر إلا من فوقهم.

وقيل : يحتمل أنهم لم يكونوا تحت السقف عند سقوطه ، فلما قال من فوقهم علم أنهم كانوا تحته ، وأنه لما خر عليهم أهلكوا وماتوا تحته وَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ يعني في مأمنهم ، وذلك أنهم لما اعتمدوا على قوة بنيانهم ، وشدته كان ذلك البنيان سبب هلاكهم ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُخْزِيهِمْ يعني يهينهم بالعذاب ، وفيه إشارة بأن العذاب يحصل لهم في الدنيا والآخرة لأن الخزي هو العذاب مع الهوان وَيَقُولُ يعني ويقول : اللّه لهم يوم القيامة أَيْنَ شُرَكائِيَ يعني في زعمكم واعتقادكم الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ يعني كنتم تعادون وتخالفون المؤمنين وتخاصمونهم في شأنهم لأن المشاقة عبارة عن كون كل واحد من الخصمين في شق غير شق صاحبه ، والمعنى : ما لهم لا يحضرون معكم ليدفعوا عنكم ما نزل بكم من العذاب والهوان قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ يعني المؤمنين

وقيل الملائكة إِنَّ الْخِزْيَ يعني الهوان الْيَوْمَ يعني في هذا اليوم وهو يوم القيامة وَالسُّوءَ يعني العذاب عَلَى الْكافِرِينَ وإنما يقول المؤمنون : هذا يوم القيامة لأن الكفار كانوا يستهزئون بالمؤمنين في الدنيا ، وينكرون عليهم أحوالهم فإذا كان يوم القيامة ظهر أهل الحق ، وأكرموا بأنواع الكرامات وأهين أهل الباطل وعذبوا بأنواع العذاب فعند ذلك يقول المؤمنون : إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين وفائدة هذا القول إظهار الشماتة بهم فيكون أعظم في الهوان ، والخزي

قوله تعالى الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ تقبض أرواحهم الملائكة ، و

هم ملك الموت وأعوانه ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ يعني بالكفر فَأَلْقَوُا السَّلَمَ يعني أنهم استسلموا وانقادوا لأمر اللّه الذي نزل بهم وقالوا ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ يعني شركا وإنما قالوا : ذلك من شدة الخوف بَلى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ يعني فلا فائدة لكم في إنكاركم. قال عكرمة : عنى بذلك ما حصل من الكفار يوم بدر فَادْخُلُوا أي فيقال لهم ادخلوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها يعني مقيمين فيها لا يخرجون منها. وإنما قال ذلك لهم ليكون أعظم في الغم والحزن ، وفيه دليل على أن الكفار بعضهم أشد عذابا من بعض فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ يعني عن الإيمان

قوله عز وجل

وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً وذلك أن أحياء العرب كانوا يبعثون إلى مكة أيام الموسم من يأتيهم بخبر النبي صلّى اللّه عليه وسلّم فإذا جاء الوافد سأل الذين كانوا يقعدون على طرقات مكة من الكفار ، فيقولون : هو ساحر كاهن شاعر كذاب مجنون وإذا لم تلقه خير لك.

فيقول الوافد : أنا شر وافد إن رجعت إلى قومي من دون أن أدخل مكة فألقاه فيدخل مكة ، فيرى أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فيسألهم عنه فيخبرونه بصدقه ، وأمانته وأنه نبي مبعوث من اللّه عز وجل ، فذلك

قوله سبحانه وتعالى :

وقيل الذين اتقوا يعني اتقوا الشرك ، وقول الزور والكذب ماذا أنزل ربكم؟ قالوا : خيرا يعني أنزل خيرا

فان قلت لم رفع الأول وهو قوله : أساطير الأولين ونصب الثاني ، وهو قوله قالوا خيرا قلت ليحصل الفرق بين الجوابين جواب المنكر الجاحد ، وجواب المقر المؤمن وذلك أنهم لما سألوا الكفار عن المنزل على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم عدلوا بالجواب عن السؤال فقالوا : هو أساطير الأولين وليس هو من الإنزال في شيء لأنهم لم يعتقدوا كونه منزلا ، ولما سألوا المؤمنين على المنزل على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم لم يتلعثموا ، وأطبقوا الجواب على السؤال بيّنا مكشوفا معقولا للإنزال فقالوا : خيرا أي أنزل خيرا ، وتم الكلام عند قوله خيرا فهو ، وقف تام ثم ابتدأ بقوله تعالى لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ يعني للذين أتوا بالأعمال الصالحة الحسنة ثوابها حسنة مضاعفة من الواحد إلى العشرة إلى السبعمائة إلى أضعاف كثيرة ، وقال الضحاك : هي النصر والفتح. وقال مجاهد : هي الرزق الحسن. فعلى هذا يكون معنى الآية للذين أحسنوا ثواب إحسانهم في هذه الدنيا حسنة ، وهي النصر والفتح والرزق الحسن ، وغير ذلك مما أنعم اللّه به على عباده في الدنيا ، ويدل على صحة هذا التأويل

قوله تعالى وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ يعني ما لهم في الآخرة مما أعد اللّه لهم في الجنة خير مما يحصل لهم في الدنيا وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ يعني الجنة وقال الحسن : هي الدنيا لأن أهل التقوى

يتزودون منها إلى الآخرة و

القول الأول أولى وهو قول جمهور المفسرين لأن اللّه فسر هذه الدار بقوله جَنَّاتُ عَدْنٍ يعني بساتين إقامة من قولهم : عدن بالمكان ، أي أقام به يَدْخُلُونَها يعني تلك الجنات لا يرحلون عنها ولا يخرجون منها تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يعني تجري الأنهار في هذه الجنات من تحت دور أهلها وقصورهم ومساكنهم لَهُمْ فِيها يعني في الجنات ما يَشاؤُنَ يعني ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين مع زيادات غير ذلك ، وهذه الحالة لا تحصل لأحد إلا في الجنة لأن قوله فيها ما يشاءون لا يفيد الحصر ، وذلك يدل على أن الإنسان لا يجد كل ما يريد في الدنيا كَذلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ أي هكذا يكون جزاء المتقين ، ثم عاد إلى وصف المتقين

فقال تعالى الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يعني مؤمنين طاهرين من الشرك. قال مجاهد : زاكية أقوالهم وأفعالهم

وقيل : إن قوله طيبين كلمة جامعة لكل معنى حسن فيدخل فيه أنهم ، أتوا بكل ما أمروا به من فعل الخيرات والطاعات ، واجتنبوا كل ما نهوا عنه من المكروهات ، والمحرمات مع الأخلاق الحسنة والخصال الحميدة ، والمباعدة من الأخلاق المذمومة والخصال المكروهة القبيحة

وقيل معناه إن أوقاتهم تكون طيبة سهلة لأنهم يبشرون عند قبض أرواحهم بالرضوان والجنة والكرامة ، فيحصل لهم عند ذلك الفرح والسرور والابتهاج ، فيسهل عليهم قبض أرواحهم ويطيب لهم الموت على هذه الحالة يَقُولُونَ يعني الملائكة لهم سَلامٌ عَلَيْكُمْ يعني تسلم عليهم الملائكة أو تبلغهم السلام من اللّه ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ يعني في الدنيا من الأعمال الصالحة.

فإن قلت : كيف الجمع بين قوله تعالى ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون وبين قوله : صلّى اللّه عليه وسلّم (لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله قالوا ولا أنت يا رسول اللّه قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني اللّه بفضله ورحمته) أخرجاه في الصحيحين من حديث أبي هريرة؟

قلت : قال الشيخ محيي الدين النووي رحمه اللّه في شرح مسلم. اعلم أن مذهب أهل السنة أنه لا يثبت بالعقل ثواب ولا عقاب ولا غيرها إلا بالشرع ومذهب أهل السنة أيضا أن اللّه سبحانه وتعالى لا يجب عليه شيء بل العالم كله ملكه والدنيا والآخرة في سلطانه يفعل فيهما ما يشاء فلو عذب المطيعين والصالحين أجمعين ، وأدخلهم النار كان ذلك عدلا منه ، وإذا أكرمهم ورحمهم وأدخلهم الجنة فهو فضل منه ولو نعم الكافرون ، وأدخلهم الجنة كان ذلك له ومنه فضلا ، ولكنه سبحانه وتعالى أخبر وخبره صادق أنه لا يفعل هذا بل يغفر للمؤمنين ، ويدخلهم الجنة برحمته ويعذب الكافرين ويدخلهم النار عدلا منه.

وأما المعتزلة فيثبتون الأحكام بالعقل ، ويوجبون ثواب الأعمال ويوجبون الأصلح في خبط طويل لهم ، تعالى اللّه عن اختراعاتهم الباطلة المنابذة لنصوص الشرع. وفي ظاهر هذا الحديث دلالة لأهل الحق أنه لا يستحق أحد الثواب والجنة بطاعته.

وأما قوله سبحانه وتعالى : (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون- وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون) ونحوها من الآيات التي تدل على أن الأعمال الصالحة يدخل بها الجنة ، فلا تعارض بينها ، وبين هذا الحديث بل معنى الآيات : أن دخول الجنة بسبب الأعمال والتوفيق للإخلاص فيها وقبولها برحمة اللّه تعالى وفضله فيصح أنه لم يدخل الجنة بمجرد العمل وهو مراد الحديث ويصح أنه دخل بالأعمال أي بسببها وهي من الرحمة ، والفضل والمنة واللّه أعلم بمراده

قوله تعالى :

هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَما ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٣٣) فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٣٤) وَقالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللَّهُ ما عَبَدْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلا آباؤُنا وَلا حَرَّمْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (٣٥) وَلَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (٣٦) إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (٣٧)

وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٣٨)

﴿ ٢٦