سورة الفرقانمكية وهي سبع وسبعون آية وثمانمائة واثنتان وتسعون كلمة وثلاثة آلاف وسبعمائة وثلاثون حرفا. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً (١) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً (٢) قوله عزّ وجلّ تَبارَكَ تفاعل من البركة قيل : معناه جاء بكل بركة وخير وقيل معناه تعظم الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ أي القرآن سماه فرقانا لأنه فرق بين الحق ، والباطل والحلال والحرام وقيل لأنه نزل مفرقا في أوقات كثيرة ولهذا قال نزل بالتشديد لتكثير التفريق عَلى عَبْدِهِ يعني محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ أي للإنس والجن نَذِيراً قيل هو القرآن وقيل النذير هو محمد صلّى اللّه عليه وسلّم الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أي هو المتصرف فيهما كيف يشاء وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً أي هو الفرد في وحدانيته ، وفيه رد على النصارى وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ يعني هو المنفرد بالإلهية ، وفيه رد على الثنوية وعباد الأصنام وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ مما تطلق عليه صفة المخلوق فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً أي سواه وهيأه لما يصلح له لا خلل فيه ولا تفاوت ، وقيل : قدر كل شيء تقديرا من الأجل والرزق فجرت المقادير على ما خلق. قوله تعالى : وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً (٣) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَراهُ وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جاؤُ ظُلْماً وَزُوراً (٤) وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (٥) قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ غَفُوراً رَحِيماً (٦) وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً (٧) أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها وَقالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَسْحُوراً (٨) |
﴿ ١ ﴾