٩

قوله عز وجل : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ أي الوقت الصلاة مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ أي في يوم الجمعة وأراد بهذا النداء الإذن عند قعود الإمام على المنبر للخطبة لأنه لم يكن في عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نداء سواه (كان إذا جلس صلّى اللّه عليه وسلّم على المنبر أذن بلال)

(خ) عن السائب بن يزيد قال (كان النداء يوم الجمعة أوله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأبي بكر وعمر فلما كان عثمان وكثر الناس زاد النداء الثاني على الزوراء) زاد في رواية (فثبت الأمر على ذلك) ، ولأبي داود قال (كان يؤذن بين يدي النبي صلّى اللّه عليه وسلّم إذا جلس على المنبر يوم الجمعة على باب المسجد وذكر نحوه) الزوراء موضع عند سوق المدينة قريب من المسجد

وقيل كان مرتفعا كالمنارة.

واختلفوا في تسمية هذا اليوم جمعة فقيل لأن اللّه تعالى جمع فيه خلق آدم

وقيل لأن اللّه تعالى فرغ من خلق الأشياء فيه فاجتمعت فيه المخلوقات

وقيل لاجتماع الجماعات فيه للصلاة

وقيل أول من سمى هذا اليوم جمعة كعب بن لؤي قال أبو سلمة أول من قال أما بعد كعب بن لؤي وكان أول من سمى الجمعة جمعة وكان يقال لها

يوم العروبة ، عن ابن سيرين قال جمع أهل المدينة قبل أن يقدم النبي صلّى اللّه عليه وسلّم المدينة وقبل أن تنزل الجمعة وهم الذين سموا الجمعة وقالوا لليهود يوم يجتمعون فيه كل سبعة أيام وللنصارى يوم فهلم فلنجعل يوما نجتمع فيه فنذكر اسم اللّه تعالى ونصلي فقالوا يوم السبت لليهود ويوم الأحد للنصارى فاجعلوه يوم العروبة ثم أنزل اللّه تعالى في ذلك اليوم يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ الآية عن كعب بن مالك أنه كان إذا سمع النداء يوم الجمعة ترحم لأسعد بن زرارة فقال له ابنه عبد الرّحمن يا أبت إذا سمعت النداء ترحمت لأسعد بن زرارة قال لأنه أول من جمع بنا في هزم النبيت من حرة بني بياضة في نقيع يقال له نقيع الخضمات قلت له كم كنتم يومئذ؟ قال أربعون) أخرجه أبو داود

وأما أول جمعة جمعها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فذكر أصحاب السير أن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم لما دخل المدينة مهاجرا نزل قباء على بني عمرو بن عوف وذلك يوم الاثنين لثنتي عشرة خلت من ربيع الأول حين امتد الضحى فأقام بقباء يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء ويوم الخميس وأسس مسجدهم ثم خرج من بين أظهرهم يوم الجمعة عامدا إلى المدينة فأدركته صلاة الجمعة في بني سالم بن عوف في بطن واديهم وقد اتخذوا في ذلك الموضع مسجدا فجمع فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وخطب.

وقوله تعالى : فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ أي فامضوا إليه واعملوا له وليس المراد من السعي الإسراع في المشي وإنما المراد منه العمل وكان عمر بن الخطاب يقرأ فامضوا إلى ذكر اللّه وقال الحسن أما واللّه ما هو بالسعي على الاقدام ولقد نهوا أن يأتوا إلى الصلاة إلا وعليهم السكينة والوقار ولكن بالقلوب والنية والخشوع.

وعن قتادة في هذه الآية فاسعوا إلى ذكر اللّه قال السعي أن تسعى بقلبك وعملك وهو المشي إليها وكان يتأول قوله : فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ

بقوله فلما مشى معه

(ق) عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم (إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم السكينة والوقار ولا تسرعوا فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا)

وفي رواية (فإذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون وأتوها تمشون وعليكم السكينة) وذكره زاد مسلم (فإن أحدكم إذا كان يعمد إلى الصلاة فهو في الصلاة) والمراد بقوله فاسعوا إلى ذكر اللّه الصلاة وقال سعيد بن المسيب هو موعظة الإمام وَذَرُوا الْبَيْعَ يعني البيع والشراء لأن البيع اسم يتناولهما جميعا وهو من لوازمه وإنما يحرم البيع والشراء عند الأذان الثاني وقال الزهري عند خروج الإمام وقال الضحاك إذا زالت الشمس حرم البيع والشراء ذلِكُمْ أي الذي ذكرت من حضور الجمعة وترك البيع والشراء خَيْرٌ لَكُمْ أي من المبايعة في ذلك الوقت إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أي من مصالح أنفسكم واللّه تعالى أعلم.

(فصل : في فضل الجمعة وأحكامها وإثم تاركها) وفيه مسائل :

(المسألة الأولى) : في فضلها

(م) عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم (خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج لما منها) ، زاد في رواية (و لا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة)

(ق) عنه (أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ذكر يوم الجمعة فقال : فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو يصلي يسأل فيها شيئا إلا أعطاه إياه وأشار بيده يقللها)

(ق) عنه أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال (من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة ، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة فإذا أحرم الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر) ،

وفي رواية (إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المساجد ملائكة يكتبون الأول فالأول فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاءوا يستمعون الذكر) قوله من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة معناه غسلا كغسل الجنابة

(م) عنه أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم

قال (من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة واستمع وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام ومن مس الحصى فقد لغا) قوله ومن مس الحصى فقد لغا معناه أنه يشغله عن سماع الخطبة كما يشغله الكلام فجعله كاللغو

(خ) عن عبادة قال أدركني أبو عيسى وأنا ذاهب إلى الجمعة فقال سمعت النبي صلّى اللّه عليه وسلّم يقول (من اغبرت قدماه في سبيل اللّه حرمه اللّه على النار) عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال خرجت إلى الطور فرأيت كعب الأحبار فجلست معه فحدثني عن التوراة وحدثته عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وكان فيما حدثته أن قلت له قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم (خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أهبط وفيه مات وفيه تيب عليه وفيه تقوم الساعة وما دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة من حين تصبح حتى تطلع الشمس شفقا من الساعة إلا الجن والإنس وفيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو يصلي يسأل اللّه تعالى شيئا إلا أعطاه إياه) قال كعب ذاك في كل سنة يوما فقلت بل في كل جمعة فقرأ كعب التوراة فقال صدق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال أبو هريرة ثم لقيت عبد اللّه بن سلام فحدثته بمجلسي مع كعب الأحبار وما حدثته في يوم الجمعة فقال عبد اللّه بن سلام قد علمت أي ساعة هي قال أبو هريرة فقلت أخبرني بها ولا تكن عني ،

وفي رواية تضن عليّ قال هي آخر ساعة في يوم الجمعة قال أبو هريرة قلت وكيف تقول آخر ساعة في يوم الجمعة وقد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي وتلك الساعة لا يصلي فيها قال عبد اللّه بن سلام ألم يقل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم (من جلس مجلسا ينتظر الصلاة فهو في صلاة حتى يصليها) قال أبو هريرة فقلت بلى قال فهو ذلك أخرجه مالك في الموطأ والنسائي

(خ) عن سلمان قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم (لا يغتسل رجل يوم الجمعة

ويتطهر ما استطاع من الطهور ويدهن من دهنه ويمس من طيب بيته ثم يخرج فلم يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة) الأخرى عن أوس بن أوس الثقفي قال سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول (من غسل واغتسل وبكر وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام ولم يلغ واستمع كان له بكل خطوة أجر عمل سنة صيامها وقيامها) أخرجه أبو داود والنسائي قال أبو داود سئل مكحول عن غسل واغتسل قال غسل رأسه وجسده.

(المسألة الثانية) : في إثم تاركها

(م) عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص وأبي هريرة أنهما سمعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول على منبره (لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن اللّه على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين) عن أبي الجعد الضمري وكان له صحبة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال من (ترك ثلاث جمع تهاونا طبع اللّه على قلبه) أخرجه أبو داود والنسائي وللترمذي نحوه

(م) عن ابن مسعود رضي اللّه عنه عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم قال لقوم يتخلفون عن الجمعة (هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم).

(المسألة الثالثة) : في تأكيد وجوبها قال العلماء صلاة الجمعة هي من فروض الأعيان فتجب على كل مسلم حر بالغ عاقل ذكر مقيم إذا لم يكن له عذر في تركها ومن تركها من غير عذر استحق الوعيد أما الصبي والمجنون فلا جمعة عليهما لأنهما ليسا من أهل الفرض ولا جمعة على النساء بالاتفاق يدل عليه ما روي عن طارق بن شهاب أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال (الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا على أربعة عبد مملوك أو امرأة أو صبي أو مريض) ، أخرجه أبو داود وقال طارق (رأى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم وبعضا من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه وسلّم ولم يسمع منه شيئا عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال (الجمعة على من سمع النداء) أخرجه أبو داود وقال رواه جماعة ولم يرفعوه وإنما أسنده قبيصة عن أبي هريرة أن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم قال (الجمعة على من آواه الليل إلى أهله) ، أخرجه الترمذي ولا تجب الجمعة على العبيد وقال الحسن وقتادة والأوزاعي تجب على العبد المكاتب وعن أحمد في العبيد روايتان وتجب الجمعة على أهل القرى والبوادي إذا سمعوا النداء من موضع تقام فيه الجمعة يلزمهم الحضور وإن لم يسمعوا فلا جمعة عليهم وبه قال الشافعي وأحمد وإسحاق والشرط أن يبلغهم

نداء مؤذن جهوري الصوت يؤذن في وقت تكون الأصوات فيه هادئة والرياح ساكنة فكل قرية تكون من موضع الجمعة في القرب على هذا القدر يجب على أهلها حضور الجمعة وقال سعيد بن المسيب تجب الجمعة على من آواه المبيت وقال الزهري تجب على كل من كان على ستة أميال وقال ربيعة على أربعة أميال ، وقال مالك والليث على ثلاثة أميال وقال أبو حنيفة لا جمعة على أهل السواد سواء كانت القرية قريبة أو بعيدة دليل الشافعي ومن وافقه ما روي البخاري عن ابن عباس قال (إن أول جمعة جمعت بعد جمعة في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في مسجد عبد القيس بجؤاثى من البحرين) ولأبي داود نحوه فيه بجؤاثى قرية من قرى البحرين.

(المسألة الرابعة) : في تركها لعذر كل من له عذر من مرض أو تعهد مريض أو خوف جاز له ترك الجمعة وكذا له تركها بعذر المطر والوحل يدل على ذلك ما روي عن ابن عباس (أنه خطب في يوم ذي ردغ فأمر المؤذن فلما بلغ حي على الصلاة قال قل الصلاة في الرحال فنظر بعضهم إلى بعض كأنهم أنكروا ذلك فقال كأنكم أنكرتم هذا إن هذا فعله من هو خير مني يعني النبي صلّى اللّه عليه وسلّم وإنها عزمة وإني كرهت أن أخرجكم) زاد في رواية (فتمشون في الطين والدحض والزلق) ، أخرجه البخاري ومسلم وكل من لا تجب عليه الجمعة فإذا حضر وصلّى مع الإمام الجمعة سقط عنه فرض الظهر ولكن لا يكمل به عدد الذين تنعقد بهم الجمعة إلا صاحب العذر فإنه إذا حضر كمل به العدد.

(المسألة الخامسة) : في العدد الذي تنعقد به الجمعة اختلف أهل العلم في العدد الذي تنعقد به الجمعة فقيل لا تنعقد بأقل من أربعين رجلا وهو قول عبيد اللّه بن عبد اللّه وعمر بن عبد العزيز وبه قال الشافعي وأحمد وإسحاق قالوا لا تنعقد الجمعة بأقل من أربعين رجلا من أهل الكمال وذلك بأن يكونوا أحرارا بالغين عاقلين مقيمين في موضع لا يظعنون عنه شتاء ولا صيفا إلا ظعن حاجة ، وشرط عمر بن عبد العزيز أن يكون فيهم وال والوالي غير شرط عند الشافعي وقال علي بن أبي طالب : لا جمعة إلا في مصر جامع وهو قول أصحاب الرأي ثم عند أبي حنيفة تنعقد بأربعة والوالي شرط عنده وقال الأوزاعي وأبو يوسف تنعقد بثلاثة إذا كان فيهم وال وقال الحسن تنعقد باثنين وكسائر الصلوات وقال ربيعة تنعقد باثني عشر رجلا ولا يكمل العدد بمن لا تجب عليه الجمعة كالعبد والمرأة والمسافر والصبي ولا تنعقد إلا في موضع واحد من البلد وبه قال الشافعي ومالك وأبو يوسف وقال أحمد تصح بموضعين إذا كثر الناس وضاق الجامع.

(المسألة السادسة) : لا يجوز أن يسافر الرجل يوم الجمعة بعد الزوال قبل أن يصلي الجمعة وجوز أصحاب الرأي أن يسافر بعد الزوال إذا كان يفارق البلد قبل خروج الوقت أما إذا سافر قبل الزوال وبعد طلوع الفجر فإنه يجوز غير أنه يكره إلا أن يكون سفره سفر طاعة كحج أو غزو ، وذهب بعضهم إلى أنه إذا أصبح يوم الجمعة مقيما فلا يسافر حتى يصلي الجمعة يدل على جوازه ما روي عن ابن عباس قال (بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عبد اللّه بن رواحة في سرية فوافق ذلك يوم الجمعة فغدا أصحابه وقال أتخلف فأصلي مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثم ألحقهم فلما صلى مع النبي صلّى اللّه عليه وسلّم رآه فقال ما منعك أن تغدو مع أصحابك؟ قال أردت أن أصلي معك ثم أتبعهم فقال لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما أدركت فضل غدوتهم) أخرجه الترمذي وروى أن عمر رأى رجلا عليه أهبة السفر وسمعه يقول لولا أن اليوم يوم الجمعة لخرجت فقال له عمر اخرج فإن الجمعة لا تحبس عن سفر.

وللجمعة شرائط وسنن وآداب مذكورة في كتب الفقه وفي هذا القدر كفاية واللّه أعلم.

فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٠) وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (١١)

﴿ ٩