٥

١٤

فَجَعَلَهُ يعني المرعى بعد الخضرة غُثاءً أي هشيما يابسا باليا كالغثاء الذي تراه فوق السيل.

أَحْوى أي أسود بعد الخضرة ، وذلك أن الكلأ إذا جف ويبس سود.

قوله عزّ وجلّ : سَنُقْرِئُكَ أي نعلمك القرآن بقراءة جبريل عليك. فَلا تَنْسى يعني ما يقرأ عليك ، وذلك أن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم كان إذا نزل جبريل بالوحي ، لم يفرغ من آخر الآية حتى يتكلم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بأولها ، مخافة أن ينساها ، فأنزل اللّه تعالى سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى فلم ينس شيئا بعد ذلك إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ يعني أن تنساه وهو ما نسخ اللّه تعالى تلاوته من القرآن ورفعه من الصدور ،

وقيل معناه إلا ما شاء اللّه أن تنساه ، ثم تذكره بعد ذلك ، كما

صح من حديث عائشة رضي اللّه عنها. قال : (سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رجلا يقرأ في سورة بالليل فقال يرحمه اللّه لقد أذكرني كذا وكذا ، آية كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا)

وفي رواية (كنت أسقطتهن من سورة كذا) أخرجاه في الصحيحين ،

وقيل هذا الاستثناء لم يقع ، ولم يشأ اللّه أن ينسيه شيئا. إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ يعني من القول والفعل.

وَما يَخْفى يعني منهما والمعنى ، أنه تعالى يعلم السر والعلانية. وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرى أي نهون عليك أن تعمل خيرا ونسهله عليك حتى تعمله ،

وقيل نوفقك للشريعة اليسرى وهي الحنيفية السمحة ،

وقيل هو متصل بالكلام الأول ، والمعنى إنه يعلم الجهر مما تقرؤوه على جبريل إذا فرغ من التلاوة ، وما يخفى مما تقرؤه في نفسك مخافة النسيان ، ثم وعده فقال : ونيسرك لليسرى أي نهون عليك الوحي حتى تحفظه ، ولا تنساه. فَذَكِّرْ أي فعظ بالقرآن. إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى أي مدة نفع الموعظة ، والتذكير ، والمعنى عظ أنت ، وذكر أن نفعت الذكرى ، أو لم تنفع ، إنما عليك البلاغ. سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى أي سيتعظ من يخشى اللّه تعالى. يَتَجَنَّبُهَا

أي الذكرى ويتباعد عنها.َْشْقَى

أي في علم اللّه تعالى ، الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى أي النار العظيمة الفظيعة ،

وقيل النار الكبرى هي نار الآخرة ، والنار الصغرى هي نار الدنيا ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها أي في النار فيستريح وَلا يَحْيى أي حياة طيبة تنفعه.

قوله عزّ وجلّ : قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى أي تطهّر من الشرك وقال لا إله إلا اللّه قاله ابن عباس :

وقيل قد أفلح من كان عمله زاكيا ،

وقيل هو صدقة الفطر ، روي عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه في قوله : قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى قال : أعطى صدقة الفطر.

وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (١٥) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا (١٦) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى (١٧) إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى (١٨) صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى (١٩)

﴿ ٥