٢٤٨

قوله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ} يعْنِي: شَمْعُونَ".

  وَبِهِ عَنِ السُّدِّيِّ ، قَالُوا: "إِنْ كُنْتَ صَادِقًا ائْتِنَـا بِآيَةٍ أَنَّ هَذَا مَلِكٌ، قَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ شَمْعُونُ: إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: "{أَنَّ آيَةَ مُلْكِهِ} أَيْ: تَمْلِيكُهُ مِنْ قِبَلِ اللّه عَزَّ وَجَلَّ".

قوله: {أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ}

 حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللّه، قَالَ: سَأَلْنَا وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ"عَنْ تَابُوتِ مُوسَى مَا كَانَ فِيهَا وَمَا كَانَتْ ؟ قَالَ: كَانَتْ نَحْوًا مِنْ ثَلاثَةِ أَذْرُعٍ فِي ذِرَاعَيْنِ".

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،"

قوله: {إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ} ، قال: فَأَصْبَحَ التَّابُوتُ وَمَا فِيهِ فِي دَارِ طَالُوتَ، فَآمَنُوا بِنُبُوَّةِ شَمْعُونَ، وَسَلَّمُوا الْمُلْكَ لِطَالُوتَ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ،"

قوله: {أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ} ، قال: وَكَانَ مُوسَى فِيمَا ذُكِرَ لَنَـا، تَرَكَ التَّابُوتَ عِنْدَ فَتَاهُ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ، وَهُوَ فِي الْبَرِّيَّةِ، فَذُكِرَ لَنَـا أَنَّ الْمَلائِكَةَ حَمَلْتَهُ مِنَ الْبَرِّيَّةِ حَتَّى وَضَعَتْهُ فِي دَارِ طَالُوتَ، فَأَصْبَحَ التَّابُوتُ فِي دَارِهِ".

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: "{أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ} ، قال: فَيُرَدُّ عَلَيْكُمْ، وَالَّذِي فِيهِ مِنَ السَّكِينَةِ، وَمِنْ بَقِيَّةٍ ِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ، وَهُوَ الَّذِي تَهْزِمُونَ بِهِ مَنْ لَقِيتُمْ مِنَ الْعَدُوِّ الَّذِينَ أَصَابُوا التَّابُوتَ، أَسْفَلَ مِنَ الْجَبَلِ جَبَلِ إِيلِيَا فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مِصْرَ وَكَانُوا أَصْحَابَ أَوْثَانٍ".

قوله تعالى: {فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ}

  حَدَّثَنَـا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، يقول: "بَيْنَمَا رَجُلٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الْكَهْفِ لَيْلَةً إِذْ رَأَى دَابَّتَهُ تَرْكُضُ، أَوْ قَالَ فَرَسَهُ يَرْكُضُ، فَنَظَرَ، فَإِذَا مِثْلُ الضَّبَابَةِ أَوْ مِثْلُ الْغَمَامَةِ. فَذُكِرَ لِرَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: تِلْكَ السَّكِينَةُ نَزَلَتْ لِلْقُرْآنِ، أَوْ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآنِ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنبأ ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنبأ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ زَحْرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ،"أَن ّرَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي مَجْلِسٍ فَرَفَعَ نَظَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ طَأْطَأْ نَظَرَهُ، ثُمَّ رَفَعَهُ، فَسُئِلَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ كَانُوا يَذْكُرُونَ اللّه يعْنِي أَهْلَ مَجْلِسٍ أَمَامَهُ فَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ تَحْمِلُـهَا الْمَلائِكَةُ كَالْقُبَّةِ، فَلَمَّا دَنَتْ مِنْهُمْ تَكَلَّمَ رَجُلٌ بِبَاطِلٍ فَرُفِعَتْ عَنْهُمْ".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: "السَّكِينَةُ لَهَا وَجْهٌ كَوَجْهِ الإِنْسَانِ، وَهِيَ بَعْدُ رِيحٌ هَفَّافَةٌ".

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، أنبأ بِشْرٌ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"

قوله: {أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} ، قال: السَّكِينَةُ دَابَّةٌ قَدْرَ الْهِرِّ لَهَا عَيْنَانِ، لَهُمَا شُعَاعٌ، وَكَانَ إِذَا الْتَقَى الْجَمْعَانِ أَخْرَجَتْ يَدَيْهَا وَنَظَرَتْ إِلَيْهِمْ، فَيُهْزَمُ الْجَيْشُ مِنْ ذَلِكَ، مِنَ الرُّعْبِ".

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: "السَّكِينَةُ لَهَا وَجْهٌ كَوَجْهِ الْهِرِّ وَجَنَاحَانِ". وَرُوِيَ عَنْ أَبِي مَالِكٍ فِي إِحْدَى الرِّوَايَاتِ، نَحْوُ هَذَا الوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عُبَيْدُ اللّه، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ السُّدِّيِّ"الَّتِي أُلْقِيَ فِيهَا الأَلْوَاحُ".

 حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مِهْرَانَ الْمَتُّوثِيُّ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللّه، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عِيسَى بْنِ عُمَرَ، عَنِ السُّدِّيِّ،"فِي

قوله: {فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} ، قَالَ: طَسْتٌ مِنْ ذَهَبٍ، يُغْسَلُ فِيهِ قُلُوبُ الأَنْبِيَاءِ"الوجه الثَّالِثُ:

  حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللّه، قَالَ: سَأَلْنَـا وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ عَنِ السَّكِينَةِ، فَقُلْنَا لَهُ: "مَا السَّكِينَةُ ؟ قَالَ: رُوحٌ مِنَ اللّه يَتَكَلَّمُ، إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ تَكَلَّمَ فَأَخْبَرَهُمْ بِبَيَانِ مَا يُرِيدُونَ"الوجه الرَّابِعُ:

  حَدَّثَنَـا سَعْدَانُ بْنُ يَزِيدَ بِسَامِرَّاءَ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، ثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ،"فِي

قوله: {فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} ، قال: شَئٌ يُسْكِنُ اللّه قُلُوبَهُمْ، يعْنِي مَا يَعْرِفُونَ مِنَ الآيَاتِ، يَسْكُنُونَ إِلَيْهِ". وَرُوِيَ عَنْ عَطَاءٍ، نحو ذلك وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ:

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "السَّكِينَةُ: هِيَ الرَّحْمَةُ". وَرُوِيَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، نحو ذلك وَالْوَجْهُ السَّادِسُ:

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ،"فِي

قوله: {سَكِينَةٌ} أَيْ: وَقَارٌ"وَالْوَجْهُ السَّابِعُ:

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْخَلالُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنْ مَيْسَرَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ،"فِي قَوْلِ اللّه عَزَّ وَجَلَّ: {يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} ، قال: السَّكِينَةُ: عَصَى مُوسَى".

قوله: {وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا حَفْصُ بْنُ قَيْسٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، ثنا دَاودُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"فِي قَوْلِ اللّه: {وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هارُونَ} ، قال: الْبَقِيَّةُ: رُضَاضُ الأَلْوَاحِ". وَرُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ، وَالسُّدِّيِّ، نحو ذلك وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: "كَانَ فِي التَّابُوتِ، عَصَا مُوسَى وَعَصَا هَارُونَ، وَثِيَابُ مُوسَى وَثِيَابُ هَارُونَ، وَلَوْحَانِ مِنَ التَّوْرَاةِ، وَالْمَنُّ"، حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، ثنا مِهْرَانُ الرَّازِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، نَحْوَهُ، وَزَادَ فِيهِ"وَكَلِمَةُ الْفَرَجِ: لا إِلَـهَ إِلا اللّه الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، وَسُبْحَانَ اللّه رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَرَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، وَالْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعَالَمِينَ وَالوجه الثَّالِثُ:

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُنِيبٍ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ بْنُ مُزَاحِمٍ، قَالَ: "فِي

قوله: {وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونُ} ، يعْنِي بِالْبَقِيَّةِ: الْقِتَالَ فِي سَبِيلِ اللّه، وَبِذَلِكَ قَاتَلُوا مَعَ طَالُوتَ، وَبِذَلِكَ أُمِرُوا"وَالوجه الرَّابِعُ:

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: سَأَلْتُ الثَّوْرِيَّ،"عَنْ

قوله: {وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ} ، قال: مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: الْبَقِيَّةُ: قَفِيزٌ مِنْ مَنٍّ وَرُضَاضِ الأَلْوَاحِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: الْعِصِيُّ وَالنَّعْلانِ".

قوله: {تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ}

 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، أنبأ عَبْدُ الرَّازَّقِ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ، يَقُولُ: "أَوْحَى اللّه إِلَى نَبِيٍّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ إِمَّا دَانْيَالُ أَوْ غَيْرُهُ، إِنْ كُنْتُمْ تُرِيدُونَ أَنْ يُرْفَعَ عَنْكُمُ الْمَرَضُ، فَأَخْرِجُوا عَنْكُمْ هَذَا التَّابُوتَ، قَـالُوا: بِآيَةِ مَاذَا ؟ قَالَ: بِآيَةِ أَنَّكُمْ تَأْتُونَ بِبَقَرَتَيْنِ صَعْبَتَيْنِ لَمْ يَعْمَلا عَمَلا قَطُّ، فَإِذَا نَظَرْتُمْ إِلَيْهِمَا، وَضَعْتُمْ أَعْنَـاقَهُمَا لِلنَّيرِ حَتَّى يُشَدَّ عَلَيْهِمَا، ثُمَّ يُشَدُّ التَّابُوتُ عَلَى عَجَلٍ، ثُمَّ يُعَلَّقُ عَلَى الْبَقَرَتَيْنِ، ثُمَّ تُخَلَّيَانِ فَتَسِيرَانَ حَيْثُ يُرِيدُ اللّه أَنْ يُبْلِغَهُمَا، فَفَعَلُوا ذَلِكَ ، وَوَكَّلَ بِهِمَا أَرْبَعَةً مِنَ الْمَلائِكَةِ يَسُوقُونَهُمَا، فَسَارَتِ الْبَقَرَتَانِ بِهَا سَيْرًا سَرِيعًا، حَتَّى إِذَا بَلَغَتَا طَرَفَ الْقُدُسِ كَسَرَتَا نَيْرَهُمَا، وَقَطَعَتَا حِبَالَـهُمَا، وَذَهَبَتَا، َنَزَلَ إِلَيْهِمَا دَاوُدُ وَمَنْ مَعَهُ، فَلَمَّا رَأَى دَاوُدُ التَّابُوتَ حَجِلَ إِلَيْهَا فَرَحًا بِهَا قَالَ: فَقُلْنَا لِوَهْبٍ: مَا حَجِلَ إِلَيْهَا ؟ قَالَ: مُشْتَبِهًا بِالرَّقْصِ".

  حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: "{تَحْمِلُـهُ الْمَلائِكَةُ} ، قال: تَحْمِلُهُ حَتَّى تَضَعَهُ فِي بَيْتِ طَالُوتَ". وَرُوِيَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، نحو ذلك

  وَبِهِ إِلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ، أنبأ الثَّوْرِيُّ، عَنْ بَعْضِ أَشْيَاخِهِمْ ، قَالَ: "{تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ} ، قال: تَسُوقُهُ عَلَى عَجَلَةٍ عَلَى بَقَرَةٍ".

قوله: {إِنَّ فِي ذَلِكَ}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،"فِي قَوْلِ اللّه: {ذَلِكَ} يعْنِي: هَذَا".

قوله: {لآيَةً لَكُمْ}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً} ، قال: عَلامَةً".

قوله: {لَكُمْ}

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ} أَيْ: رَسُولُ اللّه إِلَيْكُمْ {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}".

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدٍ،"فِي قَوْلِ اللّه: {مُؤْمِنِينَ} ، قال: مُصَدِّقِينَ".

قوله تعالى: {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،"يعْنِي

قوله: {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ} ، قال: فَخَرَجُوا مَعَهُ، وَهُمْ ثَمَانُونَ أَلْفًا، وَكَانَ جَالُوتُ مِنْ أَعْظَمِ النَّـاسِ، وَأَشَدِّهِمْ بَأْسًا، فَخَرَجَ يَسِيرُ بَيْنَ يَدَيِ الْجُنْدِ فَلا يَجْتَمِعُ إِلَيْهِ أَصْحَابُهُ، حَتَّى يَهْزِمَ هُوَ مَنْ لَقِيَ".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، قَالَ: "فَسَارَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ إِلَى جَالُوتَ ، يعْنِي

قوله: {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ}".

قوله تعالى: {قَالَ إِنَّ اللّه مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ يَمَانٍ، ثنا رَجُلٌ سَمَّاهُ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{إِنَّ اللّه مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} ، يقول: بِالْعَطَشِ".

 حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ،"

﴿ ٢٤٨