سُورَةُ آل عمران١قوله عَزَّ وَجَلّ: {الم} حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{الم} ، قال: أَنَا اللّه أَعْلَمُ". وَرُوِيَ عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَالضَّحَّاكِ، نحو ذلك. وَمَنْ فَسَّرَهُ عَلَى أَنَّهُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللّه: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّطِيفِ الْقَزْوِينِيُّ، ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا عُبَيْدُ اللّه يعْنِي أَبَا زِيَادٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ يعْنِي بِنْتِ يَزِيدَ، أَنَّهَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: "إِنَّ فِي هَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ: اسْمُ اللّه الأَعْظَمُ {الم اللّه لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}، {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}". حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: "{الم} اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللّه الأَعْظَمِ". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ، ثنا أَبِي، أنبأ عِيسَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عُثْمَانَ الْمُزَنِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللّه، قَالَ: "{الم} وَ {حم} وَ {نون} وَنَحْوُهَا، اسْمُ اللّه مُقَطَّعَةً". وَرُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ، نحو ذلك. وَمَنْ فَسَّرَهُ عَلَى أَنَّهُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللّه وَآلائِهِ وَبَلائِهِ: حَدَّثَنَـا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ الْعَسْقَلانِيُّ، ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسَ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ،"فِي قوله: {الم} ، قال: هَذِهِ الأَحْرُفُ الثَّلاثَةُ مِنَ التِّسْعَةِ وَالْعِشْرِينَ حَرْفًا، دَارَتْ فِيهَا الأَلْسُنُ كُلُّهَا لَيْسَ مِنْهَا حَرْفٌ إِلا وَهُوَ مِفْتَاحُ اسْمٍ مِنْ أَسْمَائِهِ، وَلَيْسَ مِنْهَا حَرْفٌ إِلا وَهُوَ مِنْ آلائِهِ وَبَلائِهِ، وَلَيْسَ مِنْهَا حَرْفٌ إِلا وَهُوَ فِي مُدَّةِ أَقْوَامٍ وَآجَالِهِمْ، فَقَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَعَجِبَ فَقَالَ: وَأَعْجَبُ أَنَّهُمْ يَنْطِقُونَ بِأَسْمَائِهِ، وَيَعِيشُونَ فِي رِزْقِهِ، فَكَيْفَ يَكْفُرُونَ بِهِ، فَالأَلِفُ مِفْتَاحُ اسْمِ اللّه، وَاللامُ مِفْتَاحٌ اسْمُهُ لَطِيفٌ، وَالْمِيمُ مِفْتَاحٌ اسْمُهُ مَجِيدٌ، فَـالأَلِفُ: سَنَةٌ، وَاللامُ: ثَلاثُونَ سَنَةٌ، وَالْمِيمُ: أَرْبَعُونَ سَنَةٌ". وَرُوِيَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، نحو ذلك. وَمَنْ فَسَّرَهُ عَلَى أَنَّهُ اسْمٌ لِلْقُرْآنِ: حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ،"فِي قوله: {الم} ، قال: اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الْقُرْآنِ". وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ، وَالْحَسَنِ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، نحو ذلك. وَمَنْ فَسَّرَهُ عَلَى فَوَاتِحِ الْقُرْآنِ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ حَاتِمٍ الْهَرَوِيُّ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ابْنُ جُرَيْجٍ أنبأ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّهُ قَالَ: "{الم} هِيَ فَوَاتِحٌ يَفْتَتِحُ اللّه بِهَا الْقُرْآنَ"وَمَنْ فَسَّرَهُ عَلَى الْقَسَمِ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: "{الم} قَسَمٌ". ٢قوله تعالى: {اللّه} حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ،"أَنَّهُ قَالَ: اسْمُ اللّه الأَعْظَمُ هُوَ اللّه، أَلَمْ تَسْمَعْ أَنَّهُ يَقُولُ: {هُوَ اللّه الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمِ}". قوله تعالى: {اللّه لا إِلَهَ إِلا هُوَ} قُرِئَ عَلَى يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، أنبأ ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَيْضًا، عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَخْبَرَنِي السَّلُولِيُّ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: "لا إِلَهَ إِلا اللّه كَلِمَةُ الإِخْلاصِ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ ،" قوله: {الم اللّه لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} ، قَالَ: إِنَّ النَّصَارَى أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَاصَمُوهُ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، وَقَالُوا: مَنْ أَبُوهُ ؟ فَقَالُوا عَلَى اللّه الْكَذِبَ وَالْبُهْتَانَ، لا إِلَهَ إِلا اللّه لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا، فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَبَّنَا قَيِّمٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ يَكْلأُهُ وَيَحْفَظُهُ وَيَرْزُقُهُ ؟ ، قَـالُوا: بَلَى ، قَالَ: فَهَلْ يَمْلِكُ عِيسَى مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا ؟ ، قَالُوا: لا، قَالَ: أَفْلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ اللّه لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ ؟ ، قَالُوا: بَلَى ، قَالَ: فَهَلْ يَعْلَمُ عِيسَى مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا إِلا مَا عُلِّمَ ؟ ، قَالُوا: لا، قَالَ: فَإِنَّ رَبَّنَـا صَوَّرَ عِيسَى فِي الرَّحِمِ كَيْفَ يَشَاءُ، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَبَّنَا لا يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَلا يَشْرَبُ الشَّرَابَ وَلا يُحْدِثُ الْحَدَثَ ؟ ، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ عِيسَى حَمَلْتَهُ أُمُّهُ كَمَا تَحْمِلُ الْمَرْأَةُ ثُمَّ وَضَعَتْهُ كَمَا تَضَعُ الْمَرْأَةُ وَلَدَهَا، ثُمَّ غُذِّيَ كما يغذى الصَّبِيُّ، ثُمَّ كَانَ يُطْعَمُ الطَّعَامَ، وَيَشْرَبُ الشَّرَابَ وَيُحْدِثُ الْحَدَثَ ؟ ، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَكَيْفَ يَكُونَ هَذَا كَمَا زَعَمْتُمْ ؟ ، فَعَرَفُوا ثُمَّ أَبَوْا إِلا جُحُودًا، فَأَنْزَلَ اللّه: {الم اللّه لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: " قوله: {الم اللّه لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} فَفَتَحَ السُّورَةَ بِتَبْرِئَةِ نَفْسِهِ مِمَّا قَالُوا، وَتَوحِيدِهِ إِيَّاهَا بِالْخَلْقِ وَالأَمْرِ لا شَرِيكَ لَهُ فِيهِ، وَرَدَّ عَلَيْهِمْ مَا ابْتَدَعُوا مِنَ الْكُفْرِ وَجَعَلُوا مَعَهُ مِنَ الأَنْدَادِ، وَاحْتِجَاجًا عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِمْ فِي صَاحِبِهِمْ لِيَعْرِفُوا بِذَلِكَ ضَلالَتَهُمْ فَقَالَ: {اللّه لا إِلَهَ إِلا هُوَ} أَيْ: لَيْسَ مَعَهُ غَيْرُهُ شَرِيكٌ فِي أَمْرِهِ". قوله تعالى: {الْحَيُّ} حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا عَمْرُو بْنُ حُمْرَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: " قوله: {الْحَيُّ} الْحَيُّ الَّذِي لا يَمُوتُ". وَرُوِيَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، نحو ذلك. قوله: {الْقَيُّومُ} حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،" قوله: {الْقَيُّومُ} الْقَائِمُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، عَنْ قَتَادَةَ،"فِي قوله: {الْحَيُّ الْقَيُّومُ} الْقَيِّمُ عَلَى الْخَلْقِ بِأَعْمَالِهِمْ وَأَرْزَاقِهِمْ وَآجَالِهِمْ". وَرُوِيَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، نحو ذلك. الوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ،" قوله: {الْحَيُّ الْقَيُّومُ} الْقَائِمُ عَلَى مَكَانَتِهِ الَّذِي لا يَزُولُ، وَعِيسَى لَحْمٌ وَدَمٌ، وَقَدْ قَضَى عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ زَالَ عَنْ مَكَانِهِ الَّذِي يُحْدِثُ بِهِ". حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عِيسَى الصَّائِغُ بِبَغْدَادَ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ: "{الْقَيُّومُ} الَّذِي لا زَوَالَ لَهُ". ٣قوله تعالى: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ} حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا تَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،"فِي قوله: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ} ، قال: خَوَاتِيمُ الْبَقَرَةِ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ"الوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمُرَايُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ،" قوله: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ} يقول: الْقُرْآنُ". قوله تعالى: {بِالْحَقِّ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قوله: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ} ، يقول: بِالْفَصْلِ فِي الَّذِي ادَّعُوا مِنَ الْبَاطِلِ"الوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ} أَيْ: بِتَصْدِيقٍ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ". قوله تعالى: {مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،" قوله: {مُصَدِّقًا لَمَّا بَيْنَ يَدَيْهِ} لِمَا قَبْلَهُ مِنْ كِتَابٍ أَوْ رَسُولٍ". حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا عَبْدُ الْكَبِيرِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ، عَنْ" قوله: {مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} ، يقول: مِنَ الْبَيِّنَـاتِ الَّتِي أُنْزِلَتْ عَلَى نُوحَ وَإِبْرَاهِيمَ وَهُودٍ وَالأَنْبِيَاءِ، وَأُنْزِلَ عَلَى دَاوُدَ الزَّبُورُ". وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، نَحْوُ قَوْلِ مُجَاهِدٍ ٤قوله: {وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ رَجَاءٍ، أنبأ عِمْرَانُ أَبُو الْعَوَّامِ الْقَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ وَاثِلَةَ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "وَأُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الإِنْجِيلُ لِثَلاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ". أَخْبَرَنَـا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ، ثنا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّمِيمِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ: "{وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ} ، قال: هُمَا كِتَابَانِ أَنْزَلَهُمَا اللّه: التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: "وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ الَّتِي جَاءَ بِهَا مُوسَى، وَالإِنْجِيلَ الَّذِي جَاءَ بِهِ عِيسَى عَلَيْهِمَا الصَّلاةُ وَالسَّلامُ" قوله تعالى: {هُدًى لِلنَّاسِ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، وَعِيسَى بْنُ جَعْفَرٍ، قَالا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ بَيَانٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ،"فِي قوله: {هُدًى لِلنَّاسِ} ، قال: هُدًى مِنَ الضَّلالَةِ". أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ: "{هُدًى لِلنَّاسِ} ، قال: بَيَانٌ مِنَ اللّه". وَبِهِ عَنْ قَتَادَةَ: "{هُدًى لِلنَّاسِ} ، قال: عِصْمَةٌ لِمَنْ أَخَذَ بِهِ، وَصَدَّقَ بِهِ، وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ". قوله تعالى: {وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ رَجَاءٍ، أنبأ عِمْرَانُ أَبُو الْعَوَّامِ الْقَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ وَاثِلَةَ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "وَأُنْزِلَ الْقُرْآنُ لأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ". حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا تَلِيدٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،"فِي قوله: {وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ} ، قال: خَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ،"فِي قوله: {وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ} ، قال: الْقُرْآنُ فَرَّقَ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ". وَرُوِيَ عَنْ عَطَاءٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَمِقْسَمٍ، وَقَتَادَةَ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، نحو ذلك. أَخْبَرَنَـا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا شَيْبَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ،" قوله: {وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ} ، قال: هُوَ الْقُرْآنُ الَّذِي أَنْزَلَ اللّه عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَفَرَّقَ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَبَيَّنَ فِيهِ دِينَهُ، وَشَرَعَ فِيهِ شَرَائِعَهُ، وَأَحَلَّ حَلالَهُ، وَحَرَّمَ حَرَامَهُ، وَحَّدَ حُدُودَهُ، وَأَمَرَ بِطَاعَتِهِ، وَنَهَى عَنْ مَعْصِيَتِهِ". حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ،"عَنْ قوله: {وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ} ، قال: هُوَ كِتَابٌ بِحَقٍّ". حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةُ، ثنا أَبِي، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ: "{الْفُرْقَانَ}، قَالَ: التَّوْرَاةَ". قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللّه لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ،"فِي قوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللّه لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} يعْنِي النَّصَارَى". حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،" قوله: {بِآيَاتِ اللّه} بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: " قوله: {عَذَابٌ} أَيْ عُقُوبَةُ الآخِرَةِ". قوله تعالى: {وَاللّه عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ،" قوله: {وَاللّه عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} عَزِيزٌ ذُو بَطْشٍ". وَبِهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،" قوله: {ذُو انْتِقَامٍ} مِمَّنْ أَرَادَ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ،" قوله: {وَاللّه عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} أَيْ أَنَّ اللّه مُنْتَقِمٌ مِمَّنْ كَفَرَ بِآيَاتِهِ بَعْدَ عِلْمِهِ بِهَا وَمَعْرِفَتِهِ بِمَا جَاءَ مِنْهُ فِيهَا" قوله تعالى: {إِنَّ اللّه لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ ولا في السماء} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ،" ٥قوله: {إِنَّ اللّه لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ} لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ مِمَّا جَاءُوا يُرِيدُونَ وَيَكِيدُونَ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{إِنَّ اللّه لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ} أَيْ قَدْ عَلِمَ مَا يُرِيدُونَ وَمَا يَكِيدُونَ وَمَا يُضَاهِئُونَ بِقَوْلِهِمْ فِي عِيسَى، إِذْ جَعَلُوهُ رَبًّا وَإِلَهًا، وَعِنْدَهُمْ مَنْ عَلِمَهُ غَيْرَ ذَلِكَ، غُرَّةً بِاللّه وَكُفْرًا بِهِ". قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ} حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، فِي ٦قوله: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} ، قال: إِذَا وَقَعَتِ النُّطْفَةُ فِي الرَّحِمِ طَارَتْ فِي الْجَسَدِ أَرْبَعُونَ يَوْمًـا ثُمَّ تَكُونُ عَلَقَةً أَرْبَعُونَ يَوْمًا، ثُمَّ تَكُونُ مُضْغَةً أَرْبَعُونَ يَوْمًا، فَإِذَا بَلَغَ أَنْ يُخْلَقَ، بَعَثَ اللّه مَلَكًا يُصَوِّرُهَا، فَيَأْتِي الْمَلَكُ بِتُرَابٍ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ فَيُخْلَطُ فِي الْمُضْغَةِ، ثُمَّ يَعْجِنُهُ بِهَا، ثُمَّ يُصَوِّرُهَا كَمَا يُؤْمَرُ فَيَقُولُ: أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى ؟ أَشَقِيُّ أَمْ سَعِيدٌ ؟ وَمَا رِزْقُهُ ؟ وَمَا عُمْرُهُ ؟ وَمَا أَثَرُهُ ؟ وَمَا مَصَائِبُهُ ؟ فَيَقُولُ اللّه تَعَالَى، وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ، فَإِذَا مَاتَ ذَلِكَ الْجَسَدُ، دُفِنَ حَيْثُ أُخِذَ ذَلِكَ التُّرَابُ". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ: "{هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} أَيْ أَنَّهُ صَوَّرَ عِيسَى فِي الرَّحِمِ كَيْفَ شَاءَ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادٌ، عَنِ الزُّبَيْرِ أَبِي عَبْدِ السَّلامِ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ اللّه الْفِهْرِيِّ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ، قَـالَ: "{هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَـهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ، قال: يُؤْتَى بِمَا فِي الأَرْحَامِ فَيَنْظُرُ فِيهَا ثَلاثَ سَاعَاتٍ". قوله: {كَيْفَ يَشَاءُ} أَخْبَرَنَـا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ، ثنا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ قَتَادَةَ،" قوله: {كَيْفَ يَشَاءُ} ، قال: مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى، وَأَحْمَرَ وَأَسْوَدَ وَتَامٍّ وَغَيْرِ تَامِّ الْخَلْقِ". قوله تعالى: {لا إِلَهَ إِلا هُوَ} حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، أنبأ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،" قوله: {لا إِلَهَ إِلا هُوَ} ، قال: تَوْحِيدٌ". قوله: {الْعَزِيزُ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ:،" قوله: {الْعَزِيزُ} فِي نُصْرَتِهِ مِمَّنْ كَفَرَ بِهِ إِذَا شَاءَ". حَدَّثَنَـا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا آدَمُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ،" قوله تعالى: {الْعَزِيزُ} ، يقول: عَزِيزٌ فِي نِقْمَتِهِ إِذَا انْتَقَمَ" قوله تعالى: {الْحَكِيمُ} فِي عُذْرِهِ وَحُجَّتِهِ إِلَى عِبَادِهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ،" قوله: {الْحَكِيمُ} فِي عُذْرِهِ وَحُجَّتِهِ إِلَى عِبَادِهِ". حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا آدَمُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ: "{عَزِيزٌ حَكِيمٌ} ، قَالَ: حَكِيمٌ فِي أَمْرِهِ". ٧قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ} حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،"فِي قَوْلِ اللّه: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ} يعْنِي: الْقُرْآنَ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ: "{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ} بِصِفَةِ مَا وَصَفَ مِنْ نَفْسِهِ وَعَدْلِـهِ وَافْتِرَادِهِ بِالْخَلْقِ دُونَ سِوَاهُ مِنْهُمْ، عِصْمَةً لِلْعِبَادِ وَدَمْغًا لِلْخُصُومِ وَالْبَاطِلِ، وَحَجَّةَ الرَّبِّ". قوله تعالى: {مِنْهُ آيَاتٍ مُحْكَمَاتٍ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،" قوله: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٍ مُحْكَمَاتٍ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} فَالْمُحْكَمَاتُ نَـاسِخُهُ وَحَلالُـهُ وَحَرَامُهُ وَحُدُودُهُ وَفَرَائِضُهُ، وَمَا يُؤْمَنُ بِهِ وَيُعْمَلُ بِهِ". وَرُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ، وَمُجَاهِدٍ، وَقَتَادَةَ، وَالضَّحَّاكِ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَالسُّدِّيِّ، قَالُوا: الْمُحْكَمُ الَّذِي يُعْمَلُ بِهِ حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو غَسَّانَ، ثنا قَيْسٌ يعْنِي ابْنَ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ فُلانٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يقول فِي قَوْلِ اللّه: "{مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} ، قال: الثَّلاثُ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الأَنْعَامِ مُحْكَمَاتٌ، {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} وَالآيَاتُ بَعْدَهَا". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا ابْنُ نُفَيْلٍ، ثنا هُشَيْمٌ، أنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ مَنْ حَدَّثَهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: "فِي قوله: {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} ، قَالَ: مِنْ هَاهُنَا {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} إِلَى ثَلاثِ آيَاتٍ وَمِنْ هَاهُنَا {وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ} إِلَى ثَلاثِ آيَاتٍ بَعْدَهَا". وَرُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، نحو ذلك. حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ أَبُو الْحَجَرِ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَامِرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ،"فِي قوله: {آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} ، قال: هِيَ الآمِرَةُ وَالزَّاجِرَةُ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: "{مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} ، فَهُنَّ حُجَّةُ الرَّبِّ وَعِصْمَةُ الْعِبَادِ، وَدَمْغُ الْخُصُومِ وَالْبَاطِلِ لَيْسَ لَهُنَّ تَصْرِيفٌ وَلا تَحْرِيفٌ عَمَّا وُضِعْنَ عَلَيْهِ". قوله تعالى: {هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُوَيْدٍ،"أَنَّ يَحْيَى بْنَ يَعْمَرَ، وَأَبَا فَاخِتَةَ تَرَاجَعَا هَذِهِ الآيَةَ {هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} ، فَقَالَ أَبُو فَاخِتَةَ: فَوَاتِحُ السُّوَرِ، وَقَالَ يَحْيَى: الْفَرَائِضُ وَالأَمْرُ وَالنَّهْيُ وَالْحَلالُ"الوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،"فِي قوله: {هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} ، يقول: أَصْلُ الْكِتَابِ، وَإِنَّمَا سَمَّاهُنَّ أُمَّ الْكِتَابِ لأَنَّهُنَّ مَكْتُوبَاتٌ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ"الوجه الثَّالِثُ: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ: "فِي {هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} ، وَإِنَّمَا قَالَ: {هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} لأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ دَيْنٍ إِلا يَرْضَى بِهِنَّ". قوله تعالى: {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْـنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} فَالْمُتَشَابِهَاتُ: مَنْسُوخُهُ وَمُقَدَّمُهُ، وَمُؤَخَّرُهُ، وَأَمْثَالُهُ وَأَقْسَامُهُ وَمَا يُؤْمَنُ بِهِ وَلا يُعْمَلُ بِهِ. وَمَا يُؤْمَنُ بِهِ وَلا يُعْمَلُ". وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّهُ قَـالَ: "بَعْضُهُ يُصَدِّقُ بَعْضًا. وَقَالَ الضَّحَّاكُ، وَالرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ، وَقَتَادَةُ: هُوَ الْمَنْسُوخُ الَّذِي يُؤْمَنُ بِهِ وَلا يُعْمَلُ بِهِ الوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَرَوِيُّ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} ، قال: بَعْضُهُ يُصَدِّقُ بَعْضًا"وَالوجه الثَّالِثُ: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلٍ: " قوله: {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} يعْنِي فِيمَا بَلَغَنَا: {الم} وَ {المص} وَ {المر} وَ {الر}، فَهَؤُلاءِ الأَرْبَعُ الْمُتَشَابِهَاتُ"وَالوجه الرَّابِعُ: حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} لَمْ يَفْصِلْ فِيهِنَّ الْقَوْلَ كَفَصْلِهِ فِي الْمُحْكَمَاتِ، تَتَشَابَهُ فِي عُقُولِ الرِّجَالِ وَيَتَخَالَجُهَا التَّأْوِيلُ، فَابْتَلَى اللّه فِيهَا الْعِبَادَ كَابْتِلائِهِمْ فِي الْحَلالِ وَالْحَرَامِ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{مُتَشَابِهَاتٌ} فِي الصِّدْقِ لَهُنَّ تَصْرِيفٌ وَتَحْرِيفٌ وَتَأْوِيلٌ، ابْتَلَى اللّه فِيهِنَّ الْعِبَادَ كَمَا ابْتَلاهُمْ فِي الْحَلالِ وَالْحَرَامِ، أَلا يُصْرَفْنَ إِلَى الْبَاطِلِ وَلا يُحَرَّفْنَ عَنِ الْحَقِّ". قوله: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ} حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ الْغُبَرِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْهُنَائِيُّ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الْخَيَّاطُ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا غَالِبٍ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: "{فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ} ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو غَالِبٍ، عن أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُمُ الْخَوَارِجُ". أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ الْبَيْرُوتِيُّ قِرَاءَةً، أَخْبَرَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ شَوْذَبٍ، قَالَ: "كُنْتُ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ إِذْ قَدِمَتْ رُءُوسٌ مِنْ رُءُوسِ الأَزَارِقَةِ مِمَّا كَانَ بَعَثَ بِهِ الْمُهَلَّبُ فَنُصِبَت عِنْدَ دَرَجِ مَسْجِدِ دِمَشْقَ، وَاجْتَمَعَ النَّـاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهَا فَدَنَونَ مِنْهَا، فَجَاءَ أَبُو أُمَامَةَ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى ثُمَّ دَنَا مِنَ الرُّءُوسِ، فَقَالَ: كِلابُ جَهَنَّمَ، ثَلاثًا، شَرُّ قَتْلَى قُتِلُوا تَحْتَ ظِلِّ السَّمَـاءِ، ثَلاثًا، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى الْقَوْمِ فَإِذَا هُوَ بِي، فَقَـالَ: أَمَـا تَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ الَّتِي فِي آلِ عِمْرَانَ {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} قَالَ لَـهُ: أَرَأَيْتَ مَا تَقُولُ فِي هَؤُلاءِ الْقَوْمِ أَشَيْءٌ قُلْتَهُ بِرَأْيِكَ ؟ أَمْ شَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ: إِنِّي إِذًا لَجَرِيءٌ، لَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ مَرَّةٍ وَلا اثْنَتَيْنِ وَلا ثَلاثٍ حَتَّى ذَكَرَ سَبْعًا"وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ} يعْنِي: أَهْلَ الشَّكِّ". وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ، وَالسُّدِّيِّ، قَالا: شَكٌّ وَالوجه الثَّالِثُ: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ،"فِي قوله: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ} يعْنِي: حُيَيَّ بْنَ أَخْطَبَ، وَأَصْحَابَهُ مِنَ الْيَهُودِ"وَالوجه الرَّابِعُ: حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، أنـا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ} أَيْ: مَيْلٌ عَنِ الْهُدَى". قوله تعالى: {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ قَوْلِ اللّه: "{فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} ، فَقَال َرَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا رَأَيْتُمُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ سَمَّى اللّه فَاحْذَرُوهُمُ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،" قوله: {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} ، قال: فَيَحْمِلُونَ الْمُحْكَمَ عَلَى الْمُتَشَابِهِ، وَالْمُتَشَابِهَ عَلَى الْمُحْكَمِ وَيَلْبِسُونَ، فَلَبَّسَ اللّه عَلَيْهِمْ". حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} ، قال: فَإِنَّهُمْ يَتَّبِعُونَ الْمَنْسُوخَ وَالنَّاسِخَ وَيَقُولُونَ: مَا بَالُ هَذِهِ الآيَةِ عُمِلَ بِهَا كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ جَاءَتْ هَذِهِ الآيَةُ وَتُرِكَتْ هَذِهِ الأُولَى وَعُمِلَ بِهَذِهِ الآخِرَةِ، فَهَلا كَانَ الْعَمَلُ بِهَذِهِ الآيَةِ قَبْلَ أَنْ تَجِيءَ الأُولَى الَّتِي قَدْ نُسِخَتْ ؟ وَمَا بَالُهُ يَعِدُ الْعَذَابَ مَنْ عَمِلَ عَمَلا يُعَذِّبُهُ بِالنَّارِ ؟ وَفِي مَكَانِ آخَرَ مَنْ عَمِلَهُ فَإِنَّهُ لَمْ يُوجِبْ لَهُ النَّارَ، فَأَرَادَ مَا فِي الْقُرْآنَ مِمَّا وَعَدَ اللّه، وَمَا فِيهِ مِنَ النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ إِرَادَةَ الْفِتْنَةِ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ،" قوله: {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} وَذَلِكَ أَنَّهُمْ يعْنِي النَّصَارَى قَالُوا لِرَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّ عِيسَى كَلِمَةُ اللّه وَرُوحٌ مِنْهُ ؟ قَالَ: بَلَى ، قَالُوا: فَحَسْبُنَا ، فَأَنْزَلَ اللّه {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ}". قوله تعالى: {مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: " قوله: {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} أَيْ: مَا تَحَرَّفَ مِنْهُ وَتَصَرَّفَ". قوله تعالى: {ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ} حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: " قوله: {ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ} إِرَادَةَ الْفِتْنَةِ". قوله تعالى: {الْفِتْنَةِ} حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،" قوله: {ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ} الشُّبُهَاتِ مِمَّا أُهْلِكُوا بِهِ"الوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،" قوله: {ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ} وَهُوَ الشِّرْكُ". وَرُوِيَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، نحو ذلك. الوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: " قوله: {ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ} أَيِ: اللَّبْسُ". قوله تعالى: {وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ طَلْحَةَ الْقَنَّادُ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} ، قال: وَأَرَادُوا أَنْ يَعْلَمُوا تَأْوِيلَ الْقُرْآنِ وَهُوَ عَوَاقِبُهُ"وَالوجه الثَّانِي: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلٍ: " قوله: {ابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} ، قال: وَابْتِغَاءَ مَا يَكُونُ وَكَمْ يَكُونُ"وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ، عَنْ قوله: "{وابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} ، فَقَالَ: تَأْوِيلُهُ: الْقَضَاءُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"وَالوجه الرَّابِعُ: حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قوله: "{ابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} مَا تَأَوَّلُوا وَزَيَّنُوا مِنَ الضَّلالَةِ لِيَجِيءَ لَـهُمُ الَّذِينَ فِي أَيْدِيهِمْ مِنَ الْبِدْعَةَ، لِيَكُونَ لَـهُمْ بِهِ حَجَّةٌ عَلَى مَنْ خَالَفَهُمْ لِلتَّصْرِيفِ وَالتَّحْرِيفِ الَّذِي ابْتُلُوا بِهِ، كَمَيْلِ الأَهْوَاءِ وَزَيغِ الْقُلُوبِ، وَالتَّنْكِيبِ عَنِ الْحَقِّ الَّذِي أَحْدَثُوا مِنَ الْبِدْعَةِ". قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللّه} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، وعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "فِي قوله: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللّه} ، قال: تَأْوِيلُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يَعْلَمُهُ إِلا اللّه"الوجه الثَّانِي: ذُكِرَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللّه} ، قال: تَأْوِيلُ الْقُرْآنِ"الوجه الثَّالِثُ: ذُكِرَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللّه} الْعِبَارَةُ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: يعْنِي عِبَارَةَ الرُّؤْيَا الوجه الرَّابِعُ: حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،"قَالَ اللّه: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللّه} ، وَتَأْوِيلُهُ: عَوَاقِبُهُ مَتَى يَجِيءُ النَّاسِخُ فَيَنْسَخُ الْمَنْسُوخَ"وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، يقول اللّه: "{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللّه}"كَمْ يَمْلِكُونَ إِلا اللّه"وَالْوَجْهُ السَّادِسُ: حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ،" قوله: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ} أَيْ: مَا يَعْلَمُ مَا حَرَّفُوا وَتَأْوِيلَهُ إِلا اللّه الَّذِي يَعْلَمُ سَرَائِرَ الْعِبَادِ وَأَعْمَالَهُمْ"الْوَجْهُ السَّابِعُ: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ مَرْزُوقٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: "{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللّه} ، قال: لَنَا ثَوَابُهُ"الْوَجْهُ الثَّامِنُ: أَخْبَرَنِي أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَصْبَغُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ، يقول قَوْلُ اللّه: "{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ} ، قال: تَحْقِيقَهُ". قوله تعالى: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الْحِمْصِيُّ، ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا فَيَّاضُ الرَّقِّيُّ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ يَزِيدَ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبَا أُمَامَةَ وَأَنَسًا وَأَبَا الدَّرْدَاءِ، قَالَ: ثنا أَبُوالدَّرْدَاءِ،"أَنَّ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ، فَقَـالَ: مَنْ بَرَّتْ يَمِينُهُ، وَصَدَقَ لِسَانُهُ، وَاسْتَقَامَ قَلْبُهُ، وَمَنْ عَفَّ بَطْنَهُ وَفَرْجَهُ فَذَلِكَ مِنَ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ"الوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو تُمَيْلَةَ، أنبأ أَبُو مُنِيبٍ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ،"في قوله: {وما يعلم تأويله إلا اللّه والراسخون في العلم} ، قَالَ: إِنَّكُمْ تَصِلُونَ هَذِهِ الآيَةَ وَهِيَ مَقْطُوعَةٌ ثُمَّ يَقْرَأُ: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّـا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} فَأَثْنَى عَلَيْهِمْ } إِلَى قَوْلِهِ { الَّذِينَ قَالُوا {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللّه} ، ثُمَّ قَالَ: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ}". أَخْبَرَنَـا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قِرَاءَةً، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، وَأَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، ثنا هِشَامٌ يعْنِي ابْنَ عُرْوَةَ، وَكَانَ أَبِي ، يقول، فِي هَذِهِ الآيَةِ: "{وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّـا بِهِ} ، قال: إِنَّ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ لا يَعْلَمُونَ تَأْوِيلَهُ، وَلَكِنَّهُمْ يَقُولُونَ: {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا}". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا يَسَرَةُ بْنُ صَفْوَانَ، ثنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَرَأَتْ عَائِشَةُ هَؤُلاءِ الآيَاتِ: "{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ} إِلَى قَوْلِهِ { آمَنَّا بِهِ} ، قَالَتْ: كَانَ مِنْ رُسُوخِهِمْ فِي الْعِلْمِ أَنْ آمَنُوا بِمُحْكَمِهِ وَمُتَشَابِهِهِ، وَلا يَعْلَمُونَهُ"الوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، ثنا حَمُ بْنُ نُوحٍ، ثنا أَبُو مُعَاذٍ، ثنا أَبُو مُصْلِحٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: "{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللّه وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} ، يقول: الرَّاسِخُونَ يَعْلَمُونَ تَأْوِيلَهُ، لَوْ لَمْ يَعْلَمُوا تَأْوِيلَهُ لَمْ يَعْلَمُوا نَاسِخَهُ مِنْ مَنْسُوخِهِ، وَلَمْ يَعْلَمُوا حَلالَهُ مِنْ حَرَامِهِ، وَلا مُحْكَمَهُ مِنْ مُتَشَابِهِهِ"الوجه الرَّابِعُ: بِوَصْفِ الرَّاسِخِينَ: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَـاتِلِ بْنِ حَيَّانَ،" قوله: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} يعْنِي عَبْدَ اللّه بْنَ سَلامٍ وَأَصْحَابَهُ مِنْ مُؤْمِنِي أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ أَهْلِ التَّوْرَاةِ". حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: "لَقِيتُ زَيْدًا فَوَجَدْتُهُ مِنَ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ". حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} فَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ"وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ: حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ،" قوله: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} ، قال: لَمْ تَكُنْ مَعْرِفَتُهُمْ إِيَّاهُ أَنْ يَفْقَهُوهُ عَلَى الشَّكِّ، وَلَكِنَّهُمْ خَلَصَتِ الأَعْمَالُ مِنْهُمْ، وَنَفَذَ عِلْمُهُمْ أَنْ عَرَفُوا اللّه بِعَدْلِهِ، لَمْ يَكُنْ لِيَخْتَلِفَ شَيْءٌ مِمَّا جَاءَ مِنْهُ فَرَدُّوا الْمُتَشَابِهَ عَلَى الْمُحْكَمِ فَقَالُوا". قوله تعالى: {يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} يعْنِي: مَا نُسِخَ وَمَا لَمْ يُنْسَخْ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ، وَالسُّدِّيِّ، نحو ذلك. وَالوجه الثَّانِي: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ: "{يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} ، قال: آمَنُوا بِمُتَشَابِهِهِ وَعَمِلُوا بِمُحْكَمِهِ، فَأَحَلُّوا حَلالَهُ وَحَرَّمُوا حَرَامَهُ". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ مَرْزُوقٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: "{وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} نَعْمَلُ بِمُحْكَمِهِ وَنُؤْمِنُ بِمُتَشَابِهِهِ: وَلا نَعْمَلُ بِهِ يعْنِي: بِمُتَشَابِهِهِ". قوله تعالى: {كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ، فِيمَـا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّيَ الْحُسَيْنُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} نُؤْمِنُ بِالْمُحْكَمِ وَنَدِينُ بِهِ، وَنُؤْمِنُ بِالْمُتَشَابِهِ. وَلا نَدِينُ بِهِ، وَهُوَ مِنْ عِنْدِ اللّه كُلُّهُ {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ}". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} ، قال: فَرَدُّوا الْمُتَشَابِهَ عَلَى الْمُحْكَمِ، وَقَالُوا: {كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} فَكَيْفَ يَكُونُ فِيهِ اخْتِلافٌ، وَإِنَّمَا جَاءَ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضًا". قوله تعالى: {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ} حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: "ثُمَّ رَدُّوا، يعْنِي: الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ تَأْوِيلَ الْمُتَشَابِهَةِ عَلَى مَا عَرَفُوا مِنْ تَأْوِيلِ الْمُحْكَمَةِ الَّتِي لا تَأْوِيلَ لأَحَدٍ فِيهَا إِلا تَأْوِيلا وَاحِدا، فَاشتقَ بِقَوْلِـهِمُ الْكِتَابُ وَصَدَّقَ بَعْضُهُ بَعْضًا فَنَفَذَتْ بِهِ الْحُجَّةُ، وَظَهَرَ بِهِ الْقدْرُ، وَزَاحَ بِهِ الْبَاطِلُ، وَدُمِغَ بِهِ الْكُفْرُ ، يَقُولُ اللّه تَعَالَى: {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ}". قوله تعالى: {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ} قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ،" قوله: {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ} إِلا كُلُّ ذِي لُبٍّ". ٨قوله تعالى: {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا} أَيْ: لا تُمِلْ قُلُوبَنَا وَإِنْ مِلْنَا بِأَحْدَاثِنَا". قوله تعالى: {وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً} حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللّه الأَوْدِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقُولُ: "يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ"، ثُمَّ قَرَأَ: {رَبَّنَـا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}". قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: "دَعَا عَبْدُ اللّه بْنُ سَلامٍ وَأَصْحَابُهُ رَبَّهُمْ فَقَالُوا: {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيتَنَا} كَمَا أَزَغْتَ قُلُوبَ الْيَهُودِ بَعْدَ إِذْ هَدَيتَهُمْ، {وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْحُسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ،" قوله: "{رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} أَيْ: بَعْدَ مَا بَصَّرْتَنَا مِنَ الْهُدَى فِيمَا جَاءَ بِهِ أَهْلُ الْبِدْعَةِ وَالضَّلالَةِ". ٩قوله: {إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَحْمَسِيُّ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ الثَّقَفِيُّ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ جَعْدِ بْنِ هُبَيْرَةَ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أُمِّ هَانِي، أَنَّ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "إِنَّ اللّه يَجْمَعُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". قوله: {لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَـافِعٍ، ثنا حَرِيزٌ يعْنِي ابْنَ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يعْنِي ابْنَ أَبِي عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْعُودٍ الْفَزَارِيُّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: "الرَّيبُ يعْنِي الشَّكَّ مِنَ الْكُفْرِ" قوله تعالى: {إِنَّ اللّه لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ الضَّيْفِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"فِي قَوْلِ اللّه: {إِنَّ اللّه لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} ، قال: مِيعَادُ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللّه". ١٠قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللّه شَيْئًا وَأُولَـئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ } قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا} حَدَّثَنَـا الْمُنْذِرُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا هَوْذَةُ، ثنا عَوْفٌ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبًا، يقول: "{الَّذِينَ كَفَرُوا} ، قال: هَؤُلاءِ أَهْلُ النَّارِ". قوله تعالى: {لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللّه شيئا وأولئك هم وقود النار} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أنبأ ابْنُ لَهِيعَةَ، أَخْبَرَنِي ابْنُ الْهَادِ، عَنْ هِنْدَ بِنْتِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ أُمِّ عَبْدِ اللّه بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَتْ: "بَيْنَمَا نَحْنُ بِمَكَّةَ، قَامَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ فَنَـادَى: اللّهمَّ هَلْ بَلَّغْتُ، اللّهمَّ هَلْ بَلَّغْتُ، ثَلاثًا، فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: نَعَمْ، ثُمَّ أَصْبَحَ، فَقَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيَظْهَرَنَّ الإِسْلامُ حَتَّى يَرُدَّ الْكُفْرَ إِلَى مَوطِنِهِ، وَلَيَخُوضَنَّ الْبِحَارَ بِالإِسْلامِ، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّـاسِ زَمَانٌ يَتَعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ وَيَقْرَءُونَهُ ثُمَّ يَقُولُونَ: قَدْ قَرَأْنَا الْقُرْآنَ، وَعَلِمْنَـا فَمَنْ هَذَا الَّذِي هُوَ خَيْرٌ مِنَّـا، فَهَلْ فِي أُولَئِكَ مِنْ خَيْرٍ ؟ ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللّه: فَمَنْ أُولَئِكَ ؟ قَالَ: أُولَئِكَ مِنْكُمْ، وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ". قوله تعالى: {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ} حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، أنبأ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"فِي ١١قوله: {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ} ، قال: كَصَنِيعِ آلِ فِرْعَوْنَ". قَـالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ أَبِي مَالِكٍ، وَالضَّحَّاكِ، وَمُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، نحو ذلك. وَرُوِيَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، أَنَّهُ قَالَ: كَشَبِيهِ آلِ فِرْعَوْنَ". قوله تعالى: {وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللّه بِذُنُوبِهِمْ} حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} ذَكَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا فَقَالَ بِتَكْذِيبِهِمْ كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فِي الْجُحُودِ وَالتَّكْذِيبِ". قوله تعالى: {وَاللّه شَدِيدُ الْعِقَابِ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: تَلا مُطَرِّفٌ هَذِهِ الآيَةَ: "{شَدِيدُ الْعِقَابِ} ، قال: لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ قَدْرَ عُقُوبَةِ اللّه، وَنِقْمَةِ اللّه وَبَأْسِ اللّه، وَنَكَالِ اللّه، لَمَا رَقَأَ لَهُمْ دَمْعٌ وَمَا قَرَّتْ أَعْيُنُهُمْ بِشَيْءٍ". ١٢قوله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ أَبُو الأَشْعَثَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، ثنا سُلَيْمُ بْنُ نُفَيْعٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ خَلَفٍ أَبِي الْفَضْلِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ كِتَابِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: قَوْلُ اللّه: "{قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} فَأَخْبَرَ بِعَذَابِهِمْ بِالْقَتْلِ فِي الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ بِالنَّارِ، وَهُمْ أَحْيَاءٌ بِمَكَّةَ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، قَالَ: "لَمَّا أَصَابَ اللّه قُرَيْشًا يَوْمَ بَدْرٍ، جَمَعَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَهُودَ فِي سُوقِ بَنِي قَيْنُقَاعَ، ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ يَهُودٍ أَسْلِمُوا قَبْلَ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللّه بِمِثْلِ مَا أَصَابَ بِهِ قُرَيْشًا ، قَالُوا لَهُ: يَا مُحَمَّدُ لا يَغُرَّنَّكَ مِنْ نَفْسِكَ أَنْ قَتَلْتَ نَفَرًا مِنْ قُرَيْشٍ كَانُوا أَعْمَارًا لا يَعْرِفُونَ الْقِتَالَ، إِنَّكَ وَاللّه لَوْ قَاتَلْتَنَا لَعَرَفْتَ أَنَّا نَحْنُ النَّاسَ، وَأَنَّكَ لَمْ تَلْقَ مِثْلَنَا، فَأَنْزَلَ اللّه عَزَّ وَجَلَّ فِي ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِمْ {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} إِلَى قَوْلِهِ { لَعِبْرَةً لأُولِي الأَبْصَارِ}". قوله تعالى: {وَبِئْسَ الْمِهَادُ} حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،" قوله: {وَبِئْسَ الْمِهَادُ} ، قال: وَبِئْسَ مَا مَهَدُوا لأَنْفُسِهِمْ". قوله تعالى: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ: "{قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ} ، يقول: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي هَؤُلاءِ عِبْرَةٌ وَمُتَفَكَّرٌ، أَيَّدَهُمُ اللّه وَنَصَرَهُمْ عَلَى عَدُوِّهِمْ وَذَلِكَ يَوْمَ بَدْرٍ ". قوله تعالى: {فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا} حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ مَوْلَى آلِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَوْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا} أَيْ أَصْحَابُ بَدْرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبَى جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ: "{قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا} ، قال: كَانَ ذَلِكَ يَوْمَ بَدْرٍ ، كَانَ الْمُشْرِكُونَ تِسْعُمِائَةٍ وَخَمْسِينَ رَجُلا ، وَكَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثُمِائَةٍ وَثَلاثَةُ عَشَرَ رَجُلا". حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبَى الرَّبِيعِ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ الثَّوْرِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"فِي ١٣قوله: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا} ، قال: ذَلِكَ يَوْمَ بَدْرٍ الْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْكُفَّارُ". قوله تعالى: {فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّه} حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،" قوله: {فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّه} ، قال: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ". قوله تعالى: {فِي سَبِيلِ اللّه} حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،"فِي قَوْلِ اللّه عَزَّ وَجَلَّ: {فِي سَبِيلِ اللّه} يعْنِي: فِي طَاعَةِ اللّه". قوله تعالى: {وَأُخْرَى كَافِرَةٌ} حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"يعْنِي قوله: {وَأُخْرَى} ، قال: مُشْرِكِي قُرَيْشٍ يَوْمَ بَدْرٍ ". قوله تعالى: {يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبَى الرَّبِيعِ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ: "{يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ} ، قال: يُضَعَّفُونَ عَلَيْهِمْ، فَقَتَلُوا مِنْهُمْ سَبْعِينَ وَأَسَرُوا سَبْعِينَ يَوْمَ بَدْرٍ ". حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،" قوله: {يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ} ، قال: هَذَا يَوْمُ بَدْرٍ "، قَالَ عَبْدُ اللّه بْنُ مَسْعُودٍ: وَقَدْ نَظَرْنَـا إِلَى الْمُشْرِكِينَ فَرَأَيْنَاهُمْ يُضَعَّفُونَ عَلَيْنَا، ثُمَّ نَظَرْنَا إِلَيْهِمْ فَمَا رَأَيْنَاهُمْ يَزِيدُونَ عَلَيْنَا رَجُلا وَاحِدًا وَذَلِكَ قوله: {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ}". قوله تعالى: {وَاللّه يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ} أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَمِّيَ الْحُسَيْنُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"يعْنِي قوله: {وَاللّه يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ} فَأَيَّدَ اللّه الْمُؤْمِنِينَ بِنَصْرِهِ قَالَ: كَانَ هَذَا فِي التَّخْفِيفِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ". قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُولِي الأَبْصَارِ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ،" قوله: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُولِي الأَبْصَارِ} ، يقول: لَقَدْ كَانَ فِي هَؤُلاءِ عِبْرَةٌ وَمُتَفَكَّرٌ". قوله تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبَى بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، قَالَ: "لَمَّا نَزَلَتْ {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ، قَالَ عُمَرُ: "الآنَ يَا رَبِّ حِينَ زَيَّنْتَهَا لَنَا ، فَنَزَلَتْ: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ} الآيَةَ كُلَّهَا". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ سَلَمَةَ الطَّبَرَانِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ مَرْزُوقٍ، قَالا: ثنا يَزِيدُ، أنبأ عَبْدُ اللّه بْنُ يُونُسَ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَرَأَ: "{زُيِّنَ لِلنَّـاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ} ، ثُمّ قَالَ: "الآنَ يَا رَبِّ وَقَدْ زَيَّنْتَهَا فِي الْقُلُوبِ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا أَبُو الأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ،"فِي قوله: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ} ، قال: مَا أَحَدٌ أَشَدُّ لَهَا ذَمًّا مِنْ خَالِقِهَا"وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ،"عَنْ ١٤قوله: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ} ، قال: زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ". حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: "رَأَيْتُ عَبْدَ اللّه بْنَ أَرْقَمَ جَاءَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ حِلْيَةٍ مِنْ حِلْيَةِ جَلُولاءِ: آنِيَةِ فِضَّةٍ عَلَى قَصَبٍ عَلَى نِطْعٍ، فَقَالَ: اللّهمَّ إِنَّكَ ذَكَرْتَ هَذَا فَقُلْتَ: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ} حَتَّى خَتَمَ الآيَةَ ، وَقُلْتَ: {لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ} فَإِنَّا لا نَسْتَطِيعُ إِلا أَنْ نَفْرَحَ بِمَا زَيَّنَتَ لَنَا، اللّهمَّ فَاجْعَلْنَا نُنْفِقُهُ فِي حَقٍّ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ". قوله تعالى: {مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا سَلامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ، ثنا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "حُبِّبَ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا النِّسَاءُ وَالطِّيبُ، وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاةِ". قوله تعالى: {وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ} حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ يُحَنَّسَ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَرَأَ بِخَمْسِينَ آيَةً فِي لَيْلَةٍ أَصْبَحَ لَهُ قِنْطَارٌ مِنَ الأَجْرِ، وَالْقِنْطَارُ مِثْلُ التَّلِّ الْعَظِيمِ"الوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، ثنا أَبُو حُصَيْنٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ: "الْقِنْطَارُ أَلْفٌ وَمِائَتَا أُوقِيَّةٍ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبَى هُرَيْرَةَ، نحو ذلك. وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا الْعَلاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ وَرْدَانَ، ثنا يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْقِنْطَارُ أَلْفُ دِينَارٍ"وَالوجه الرَّابِعُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَرْقِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، وَرَجُلٌ آخَرَ سَمَّاهُ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: "فِي قوله: قِنْطَارٌ يعْنِي: أَلْفَ دِينَارٍ"وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: "الْقِنْطَارُ ثَمَانُونَ أَلْفًا"وَالْوَجْهُ السَّادِسُ: حَدَّثَنَا الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: "الْقِنْطَارُ مِائَةُ رَطْلٍ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: رُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ، نحو ذلك. وَالْوَجْهُ السَّابِعُ: حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَارِمٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَشِيُّ، عَنْ أَبَى نَضْرَةَ، عَنْ أَبَى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: "الْقِنْطَارُ مِلْءُ مَسْكِ الثَّوْرِ ذَهَبًا". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْحَرَشِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ مَرْفُوعًا، وَالْمَوقُوفُ أَصَحُّ وَالْوَجْهُ الثَّامِنُ: حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ،"فِي قوله: {الْقَنَاطِيرِ} ، قال: مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ الْقِنْطَارُ أَلْفُ دِينَارٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولِ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ قَالَ: "اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا وَالْوَجْهُ التَّاسِعُ: حَدَّثَنَـا أَبُو عَبْدِ اللّه الطِّهْرَانِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ عُمَرُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، سُئِلَ: مَا الْقِنْطَارُ ؟ قَالَ: سَبْعُونَ أَلْفًا". حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبَى نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،" قوله: {الْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ} فَالْقِنْطَارُ سَبْعُونَ أَلْفًا". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ طَاوُسٍ، نحو ذلك. وَالْوَجْهُ الْعَاشِرُ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ: "فِي هَذِهِ الآيَةِ الْقِنْطَارُ أَلْفٌ وَمِائَتَا دِينَارٍ"وَالْوَجْهُ الْحَادِيَ عَشَرَ: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى بْنِ مَيْسَرَةَ، ثنا زَافِرٌ يعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ، ثنا حَبَّانٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَـالَ: "الْقِنْطَارُ خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفَ مِثْقَالٍ، وَالْمِثْقَالُ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ قِيرَاطًا أَصْغَرُهَا مِثْلُ أُحُدٍ، وَأَكْبَرُهَا مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ". قوله تعالى: {الْمُقَنْطَرَةِ} حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: " قوله: {الْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ} ، يقول: الْمَضْرُوبُةُ حَتَّى صَارَتْ دَنَانِيرَ وَدَرَاهِمَ" قوله تعالى: {مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ} وَبِهِ عَنِ السُّدِّيِّ،" قوله: {مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ} ، قال: دَنَانِيرُ رِبَاعٍ" قوله تعالى: {وَالْخَيْلِ} حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعُثْمَانُ، قَالا: ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ وَهُوَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ،"فِي قوله: {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ} ، قال: خَيْلُ اللّه شُقْرٌ، غُرٌّ، مُحَجَّلَةٌ". قَالَ سَعِيدٌ: وَزَعَمُوا أَنَّ رَجُلا يَوْمَ بَدْرٍ نَظَرَ إِلَيْهَا تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ قوله تعالى: {الْمُسَوَّمَةِ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ الْحَارِثِ، ثنا الْوَلِيدُ يعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "{وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ} الرَّاعِيَةِ وَالْمُطَهَّمَةِ الْحِسَانِ، ثُمَّ قَرَأَ: {شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ}". حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،"فِي قوله: {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ} ، قال: الرَّاعِيَةُ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، وَالسُّدِّيِّ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَأَبِي سِنَانٍ، نحو ذلك. وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،" قوله: {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ} الْمُصَوَّرَةِ حَسَنًا". حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"فِي قوله: {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ} ، قال: هِيَ الْمُطَهَّمَةُ الْحِسَانُ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: تَسْوِيمُهَا: حُسْنُهَا وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: "{وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ} ، قال: شِيَةُ الْخَيْلِ فِي وُجُوهِهَا"الوجه الرَّابِعُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ،" قوله: {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ} ، قال: تَسَوَّمَ الْمُسْلِمُونَ سِيَمًا وَالْمُشْرِكُونَ سِيماهُمْ وَكَانَ سِيمَاهُمُ الصُّوفُ وَقَلَّ مَا الْتَقَتْ فِئَتَانِ إِلا تَسَوَّمُوا أَخْيَالَهُمْ"وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ، ثنا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ مَطَرٍ: "فِي قَوْلِ اللّه: {الْمُسَوَّمَةِ} مِنْطَقَةٌ بِحُمْرَةٍ"وَالْوَجْهُ السَّادِسُ: حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا بَعْضُ شُيُوخِنَا، عَنْ مَكْحُولٍ،"فِي قوله: {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ} ، قال: الْغُرَّةُ وَالتَّحْجِيلُ". قوله تعالى: {وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ} حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادِ بْنِ طَلْحَةَ الْقَنَّادُ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ} ، قال: الأَنْعَامُ الرَّاعِيَةُ". قوله تعالى: {ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّه عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، ثنا حَيْوَةُ، أنبأ شُرَحْبِيلُ بْنُ شَرِيكٍ،أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: "الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ". حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّه عِنْدَهُ حَسَنُ الْمَآبِ} أَمَّا حُسْنُ الْمَآبِ فَحُسْنُ الْمُنْقَلَبِ وَهِيَ: الْجَنَّةُ". ١٥قال تعالى: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّه وَاللّه بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ } قوله تعالى: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ ربهم} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ،" قوله: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ} ذُكِرَ لَنَـا أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، كَانَ يقول: اللّهمَّ زَيَّنَتَ لَنَا الدُّنْيَا، وَأَنْبَأْتَنَا أَنَّ مَا بَعْدَهَا خَيْرٌ مِنْهَا، فَاجْعَلْ حَظَّنَا فِي الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَأَبْقَى". قوله تعالى: {جَنَّاتٌ} حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللّه الأَوْدِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللّه، قَالَ: "الْجَنَّةُ سَجْسَجٌ، لا حَرَّ فِيهَا وَلا بَرْدٌ". قوله تعالى: {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللّه: "أَنْهَارُ الْجَنَّةِ تُفَجَّرُ مِنْ جَبَلِ مِسْكٍ". حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ،" قوله: {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} يعْنِي الْمَسَاكِنَ تَجْرِي أَسْفَلَهَا أَنْهَارٌ". قُرِئَ عَلَى الرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ، ثنا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، ثنا ابْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنْهَارُ الْجَنَّةِ تُفَجَّرُ مِنْ تَحْتِ تِلالٍ، أَوْ مِنْ تَحْتِ جِبَالِ الْمِسْكِ". قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا} حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَوْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{خَالِدِينَ فِيهَا} يُخْبِرُهُمْ أَنَّ الثَّوَابَ بِالْخَيْرِ وَالشَّرِّ مُقِيمٌ عَلَى أَهْلِهِ أَبَدًا لا انْقِطَاعَ لَهُ". قوله تعالى: {وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} ، قال: مُطَهَّرَةٌ مِنَ الْقَذَرِ وَالأَذَى". حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"فِي قوله: {وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} ، قال: مُطَهَّرَةٌ مِنَ الْحَيْضِ، وَالْغَائِطِ وَالْبَوْلِ، وَالنُّخَامِ وَالْبُزَاقِ، وَالْمَنِيِّ، وَالْوُلْدِ". قوله تعالى: {وَرِضْوَانٌ مِنَ اللّه وَاللّه بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} ذَكَرَ أَبِي، ثنا مُقَاتِلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: "إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ، قَالَ اللّه عَزَّ وَجَلَّ: قَدْ بَقِيَ شَيْءٌ لَمْ تَنَالُوهُ رِضْوَانِي". حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى بْنِ مَاسِرْجِسٍ مَوْلَى ابْنِ الْمُبَارَكِ، أنبأ ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنبأ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَقُولُ اللّه عَزَّ وَجَلَّ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنَـا وَسَعْدَيْكَ ، فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لا نَرْضَى وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، فَيَقُولُ: أَلا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ ، قَـالُوا: يَا رَبِّ وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ ؟ قَـالَ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي، فَلا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ أَبَدًا". قوله تعالى: {وَاللّه بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ: {سَمِيعٌ بَصِيرٌ} ، يَقُولُ: بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ". ١٦قوله تعالى: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا} إِلَى قَوْلِهِ { عَذَابَ النار} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا عَبْدُ السَّلامِ يعْنِي ابْنَ شَدَّادٍ يعْنِي أَبَا طَالُوتَ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَنَسٍ، فَقَالَ لَهُ ثَابِتٌ الْبُنَانِي: "إِنَّ إِخْوَانَكَ يُحِبُّونَ أَنْ تَدْعُوَ لَهُمْ، فَقَالَ: اللّهمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، ثُمَّ تَحَدَّثُوا سَاعَةً، حَتَّى إِذَا أَرَادُوا الْقِيَامَ، قَالُوا: يَا أَبَا حَمْزَةَ إِنَّ إِخْوَانَكَ يُرِيدُونَ الْقِيَامَ فَادْعُ اللّه لَهُمْ، قَالَ: "تُرِيدُونَ أَنْ أُشَقِّقَ لَكُمُ الأُمُورَ، إِذَا آتَاكُمُ اللّه فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَوَقَاكُمْ عَذَابَ النَّارِ، فَقَدْ آتَاكُمُ الْخَيْرَ كُلَّهُ". ١٧قوله تعالى: {الصَّابِرِينَ} حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،"فِي قَوْلِ اللّه: {الصَّابِرِينَ} ، يقول: عَلَى أَمْرِ اللّه". حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمُرَايُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: "{الصَّابِرِينَ} قَوْمٌ صَبَرُوا عَلَى طَاعَةِ اللّه وَصَبَرُوا عَنْ مَحَارِمِهِ". قوله: {وَالصَّادِقِينَ} حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدٍ،"فِي قَوْلِ اللّه: {وَالصَّادِقِينَ} ، قال: فِي إِيمَانِهِمْ"وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمُرَايُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: "{وَالصَّادِقِينَ} ، قال: قَوْمٌ صَدَقَتْ نِيَّتُهُمْ، فَاسْتَقَامَتْ أَعْمَالُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ وَأَلْسِنَتُهُمْ، وَصَدَقُوا فِي السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ"الوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: "سَأَلْتُ عَنْ قوله: {الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ} ، قال: هُمُ الْعَابِدُونَ". قوله تعالى: {وَالْقَانِتِينَ} حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: "الْقَانِتِينَ: الْمُصَلِّينَ"وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،"فِي قَوْلِ اللّه: {وَالْقَانِتِينَ} يعْنِي الْمُطِيعِينَ للّه فِيمَا أَمَرَهُمْ". وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، نحو ذلك. قوله تعالى: {وَالْمُنْفِقِينَ} وَبِهِ عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،"فِي قوله: {وَالْمُنْفِقِينَ} يعْنِي: أَمْوَالَهُمْ فِي حَقِّ اللّه"وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، يُقَالُ: النَّفَقَةُ فِي الْقُرْآنِ يعْنِي الصَّدَقَةَ". قوله: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ} حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،"فِي قَوْلِ اللّه: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ} يعْنِي: الْمُصَلِّينَ بِالأَسْحَارِ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، نحو ذلك. الوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، وَالنَّضْرُ بْنُ هِشَامٍ الأَصْبَهَانِيُّ، قَالا: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْقَارِئِ، قَالَ: قُلْتُ لِزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: "مَا الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ ؟ قَالَ: هُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ صَلاةَ الصُّبْحِ"وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَحَمَّادُ بْنُ زَادَانَ، قَالا: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ قَوْلِ اللّه: "{وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ} ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ صَلاةً، فَيَقُولُ: يَا نَافِعُ: أَسْحَرْنَا ؟ فَيَقُولُ: لا، فَيُعَاوِدُ الصَّلاةَ فَإِذَا قُلْتُ: نَعَمْ، قَعَدَ يَسْتَغْفِرُ اللّه وَيَدْعُو حَتَّى يُصْبِحَ". ١٨قوله تعالى: {شَهِدَ اللّه أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ} حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ الْعَسْقَلانِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ ثَابِتٍ أَبُو سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللّه بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ،"قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: {شَهِدَ اللّهأَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ} ، قَالَ: وَأَنَا أَشْهَدُ أَيْ رَبِّ"وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{شَهِدَ اللّهأَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ} ، فَإِنَّ اللّه شَهِدَ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{شَهِدَ اللّهأَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ} ، بِخِلافِ مَا قَالُوا". قوله تعالى: {وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا الْحَكِيمُ يعْنِي ابْنَ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبُو طَالِبٍ، قَالَ: "مَنْ عَرَفَ اللّه وَشَهِدَ بِمَا شَهِدَ بِهِ اللّه فَهُوَ الْعَالِمُ ثُمَّ تَلا: {شَهِدَ اللّه أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا}". حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ يعْنِي الزُّبَيْرِيَّ، ثنا مِسْعَرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يقول: "كَانَ أَبُوالدَّرْدَاءِ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ". حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{شَهِدَ اللّهأَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ} ، فَإِنَّ اللّه شَهِدَ وَالْمَلائِكَةُ وَالْعُلَمَاءُ مِنَ النَّاسِ". أَخْبَرَنَـا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الشَّافِعِيِّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَمِّهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ،" قوله: {شَهِدَ اللّهأَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ}: فَكُلُّ مَنْ عَلِمَهَا فَهُوَ مِنْ أُولِي الْعِلْمِ". قوله تعالى: {قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ} حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ، عَنْ قوله: "{قَائِمًا بِالْقِسْطِ} ، قال: دِينًا قَائِمًا بِالْعَدْلِ". قوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللّه الإِسْلامُ} حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا عَبْدُ الْكَبِيرِ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ، عَنْ ١٩قوله: "{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللّه الإِسْلامُ} ، قال: هُوَ خَيْرٌ". قوله: {الإِسْلامُ} حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا صَالِحُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ وَرْدَانَ، حَدَّثَنِي أَبُي عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الرَّبَابِ الْقُشَيْرِيِّ: "{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللّه الإِسْلامُ} ، قَالَ: يَأْمُرَهُمْ بِالإِسْلامِ وَيَنْهَاهُمْ عَمَّا سِوَاهُ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ،" قوله: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللّه الإِسْلامُ} ، قَالَ الرَّبِيعُ ثنا أَبُو الْعَالِيَةِ، قَالَ: الإِسْلامُ الإِخْلاصُ للّه وَحْدَهُ، وَعِبَادَتُهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَإِقَامُ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَسَائِرُ الْفَرَائِضِ لَهَا تَبَعٌ". حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثَ، ثنا أَبُو مُعَاذٍ، ثنا أَبُو مُصْلِحٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ،"فِي قوله: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللّه الإِسْلامُ} ، قال: لَمْ أَبْعَثْ رَسُولا إِلا بِالإِسْلامِ". قوله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدٌ، ثنا مِهْرَانُ، عَنْ يَعْقُوبَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، فِي قوله: {وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} ، قال: بَنُو إِسْرَائِيلَ". قوله تعالى: {إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّعْدِيُّ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ،" قوله: {وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ} ، قَالَ: قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْكِتَابُ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: {وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ} الَّذِي جَاءَكَ أَنَّ اللّه الْوَاحِدُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ شَرِيكٌ". قوله تعالى: {بَغْيًا بَيْنَهُمْ} حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا آدَمُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ"فِي قوله: {بَغْيًا بَيْنَهُمْ} ، يقول: بَغْيًا عَلَى الدُّنْيَا، وَطَلَبِ مُلْكِهَا وَزُخْرُفِهَا وَزِينَتِهَا، أَيُّهُمْ يَكُونُ لَـهُ الْمُلْكُ وَالْمَهَابَةُ فِي النَّـاسِ، فَبَغَى بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَضَرَبَ بَعْضُهُمْ رِقَابَ بَعْضٍ". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ: "{بَغْيًا بَيْنَهُمْ} ، يقول: بَغْيًا عَلَى الدُّنْيَا، وَطَلَبِ مُلْكِهَا وَسُلْطَانِهَا، فَقَتَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا عَلَى الدُّنْيَا بَعْدَ مَا كَانُوا عُلَمَاءَ النَّاسِ"قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ {بَغْيًا بَيْنَهُمْ} قَالَ: "كَثُرَتْ أَمْوَالُهُمْ، فَتَنَازَعُوا فِيهَا قوله تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّه فَإِنَّ اللّه سَرِيعُ الْحِسَابِ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّه فَإِنَّ اللّه سَرِيعُ الْحِسَابِ} ، قال: إِحْصَاؤُهُ عَلَيْهِمْ". ٢٠قوله تعالى: {فَإِنْ حَاجُّوكَ} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا عَبْدُ الْكَبِيرِ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ، عَنْ" قوله: {فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ للّه وَمَنِ اتَّبَعَنِ} ، فَقَالَ: إِنْ حَاجَّكَ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقُلْ: أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ للّه". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قوله: {فَإِنْ حَاجُّوكَ} أَيْ مَا يَأْتُونَ بِهِ مِنَ الْبَاطِلِ مِنْ قَوْلِهِمْ: خَلَقْنَا وَفَعَلْنَا وَجَعَلْنَا وَأَمَرْنَا فَإِنَّهَا شُبْهَةُ بَاطِلٍ قَدْ عَرَفُوا مَا فِيهَا مِنَ الْحَقِّ". قوله تعالى: {فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ للّه} وَبِهِ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ،" قوله: {فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ للّه} أَيْ وَحْدَهُ". قوله تعالى: {وَمَنِ اتَّبَعَنِ} حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا عَبْدُ الْكَبِيرِ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَنْ قوله: "{وَمَنِ اتَّبَعَنِ} ، قال: لِيَقُلْ مَنِ اتَّبَعَكَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَبِهَا تَخَاصَمَ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى". قوله تعالى: {وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ} ذَكَرَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، قَـالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي قُرَّةَ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: "{وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} ، قال: الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى". قوله تعالى: {وَالأُمِّيِّينَ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: " قوله: {وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ} الَّذِينَ لا كِتَابَ لَهُمْ {أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللّه بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}"الوجه الثَّانِي: ذَكَرَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أَسْلَمَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي قُرَّةَ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{وَالأُمِّيِّينَ} الَّذِينَ لا يَكْتُبُونَ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ،" قوله: {فَقَدِ اهْتَدَوْا} ، فَقَالَ: مَنْ تَكَلَّمَ بِهَذَا صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ يعْنِي: الإِيمَانَ، فَقَدِ اهْتَدَى". قوله تعالى: {وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَإِنْ تَوَلَّوْا} عَلَى كُفْرِهِمْ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ،" قوله: {وَإِنْ تَوَلَّوْا} عَنْهُ يعْنِي: عَنِ الإِيمَانِ". حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ الْحَارِثِ الْمَكِّيُّ، ثنا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثنا هِشَامُ بْنُ الْعَمَارِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: "وَقَفَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ ، قَالَ: أَيُّ يَومٍ هَذَا ؟ ، قَالُوا: يَومُ النَّحْرِ، قَالَ: فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا ؟ ، قَالُوا: بَلَدٌ حَرَامٌ ، قَالَ: فَدِمَاؤُكُمْ وَأَمْوَالُكُمْ وَأَعْرَاضُكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ هَذَا الْبَلَدِ مِنْ هَذَا الْيَوْمِ، ثُمَّ قَالَ: هَلْ بَلَّغَتُ ؟ ، قَالُوا: نَعَمْ، فَطَفِقَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: اللّهمَّ اشْهَدْ". ٢١قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّه وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّه وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ} حَدَّثَنَـا أَبُو الزُّبَيْرِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُسْلِمٍ النَّيْسَابُورِيُّ نَزِيلُ مَكَّةَ، حَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ يعْنِي ابْنَ ثَابِتِ بْنِ زُرَارَةَ الأَنْصَارِيَّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ مَوْلًى لِبَنِي أَسَدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، قَالَ: قُلْتُ: "يَا رَسُولَ اللّه، أَيُّ النَّـاسِ أَشَدُّ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ: رَجُلٌ قَتَلَ نَبِيًّا، أَوْ رَجُلٌ أَمَرَ بِالْمُنْكَرِ وَنَهَى عَنِ الْمَعْرُوفِ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ} إِلَى قَوْلِهِ { وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَبَا عُبَيْدَةَ قَتَلَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ ثَلاثَةً وَأَرْبَعِينَ نَبِيًّا مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَامَ مِائَةُ رَجُلٍ وَسَبْعُونَ رَجُلا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَمَرُوا مَنْ قَتَلَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، فَقُتِلُوا جَمِيعًا مِنْ آخِرِ النَّهَارِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَهُمُ الَّذِينَ ذَكَرَ اللّه عَزَّ وَجَلَّ". قوله تعالى: {وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ قَتَادَةُ،" قوله: {وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ} ، قال: هَؤُلاءِ أَهْلُ الْكِتَابِ ، كَانَ أَتْبَاعُ الأَنْبِيَاءِ يَنْهَونَهُمْ وَيُذَكِّرُونَهُمْ بِاللّه، فَيَقْتُلُونَهُمْ". حَدَّثَنَـا الْحَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: " قوله: {وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّـاسِ} ، حَدَّثَنِي عَنُ مَعْقِلِ بْنِ أَبِي مِسْكِينٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَأْتِيهِ الْوَحْيُ يَأْتِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَيُذَكِّرُونَ قَوْمَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ يَأْتِيهِمْ كِتَابٌ فَيُقْتَلُونَ، فَيَقُومُ رِجَالٌ مِمَّنِ اتَّبَعَهُمْ وَصَدَّقَهُمْ فَيُذَكِّرُونَ قَوْمَهُمْ فَيُقْتَلُونَ، فَهُمُ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: هُمُ الْكُفَّارُ الَّذِينَ كَانُوا يَعْبُدُونَ الأَصْنَـامَ، كَانُوا يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ وَفِيهِ وَجْهٌ آخَرُ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، يقول: "الَّذِينَ أَمَرُوا بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ ، قَالَ: هُمْ خُلَفَاءُ الأَنْبِيَاءِ". قوله تعالى: {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيلُ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ، ثنا أَبِي، ثنا شَبِيبُ بْنُ بِشْرٍ، أنبأ عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"فِي قَوْلِ اللّه: {عَذَابٌ أَلِيمٌ} ، قال: أَلِيمٌ: قَالَ: كُلُّ شَيْءٍ وَجَعٌ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّعْدِيُّ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ،" قوله: {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} ، قال: الأَلِيمُ الْمُوجِعُ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ أَبِي مَالِكٍ، نحو ذلك. ٢٢قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ} حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ،" قوله: {حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ} يعْنِي: بَطَلَتْ أَعْمَالُهُمْ". ٢٣قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ} حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ،" قوله: {نَصِيبًا} يعْنِي: حَظًّا"، وَبِهِ فِي قوله: {مِنَ الْكِتَابِ}: مِنَ التَّوْرَاةِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، قَالَ: "دَخَلَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتَ الْمَدَارِسِ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ يَهُودٍ ، فَدَعَاهُمْ إِلَى اللّه، فَقَالَ النُّعْمَانُ بْنُ عَمْرٍو، وَالْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ: عَلَى أَيِّ دِينٍ أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ ؟ فَقَالَ: عَلَى مِلَّةِ إِبْرَهِيمَ وَدِينِهِ ، فَقَالا: فَإِنَّ إِبْرَهِيمَ كَانَ يَهُودِيًّا، فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَهَلُمَّا إِلَى التَّوْرَاةِ فَهِيَ بَيْنَنَـا وَبَيْنَكُمْ ، فَأَبَيَا عَلَيْهِ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَونَ إِلَى كِتَابِ اللّه لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ} إِلَى قَوْلِهِ { وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ}". قوله تعالى: {ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ} حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،"فِي قوله: {فَرِيقٌ} يعْنِي: طَائِفَةً". أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ،" قوله: {مُعْرِضُونَ} ، قال: عَنْ كِتَابِ اللّه". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ الدَّشْتَكِيُّ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ: "هُمُ الْيَهُودُ دُعُوا إِلَى كِتَابِ اللّه وَإِلَى نَبِيِّهِ وَهُمْ يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ، ثُمَّ يَتَوَلَّونَ وَهُمْ مُعْرِضُونَ". ٢٤قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا معدودات} حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللّه بْنُ حَمْزَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، ثنا أَبُو سِنَـانٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ جَابَانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: "يَهْوِي أَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يُقَالُ لَهُمْ: بَلَغْتُمُ الأَمَدَ وَأَنْتُمْ فِي الأَبَدِ، وَهِيَ الأَرْبَعُونَ الَّتِي قَالُوا {لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ}". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عِيسَى بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"فِي قوله: {لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} ، قال: يَعْنُونَ الأَيَّامَ الَّتِي خُلِقَ فِيهِنَّ آدَمُ". قوله تعالى: {وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ،"فِي قوله: {وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} ، حِينَ قَالُوا: نَحْنُ أَبْنَاءُ اللّه وَأَحِبَّاؤُهُ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ، نحو ذلك. وَالوجه الثَّانِي: ذَكَرَهُ الْحَسَنُ بْـنُ مُحَمَّدِ بْـنِ الصَّبَّاحِ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّهُ سَمِعَ مُجَاهِدًا، يَقُولُ: "{وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} ، غَرَّهُمْ قَوْلُهُمْ: {لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ}". ٢٥قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،"فِي قَوْلِ اللّه: {وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ} يعْنِي: تُوَفَّى". وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ"فِي قَوْلِ اللّه: {كُلُّ نَفْسٍ} بَرٌّ أَوْ فَاجِرٌ". وَبِهِ عَنْ سَعِيدٍ"فِي قَوْلِ اللّه: {مَا كَسَبَتْ} يعْنِي: مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ". وَبِهِ فِي قوله: {وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} ، يعْنِي: مِنْ أَعْمَالِهِمْ". ٢٦قال تعالى: {قُلِ اللّهمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } قوله تعالى: {قُلِ اللّهمَّ مَالِكَ الْمَلِكِ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ،" قوله: {قُلِ اللّهمَّ مَالِكَ الْمَلِكِ} مُلكُ النُّبُوَّةِ الَّذِي أَعَزَّ بِهِ مَنِ اتَّبَعَهُ، وَأَذَلَّ بِهِ مَنْ خَالَفَهُ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{قُلِ اللّهمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} أَيْ رَبُّ الْعِبَادِ، الْمَلِكُ الَّذِي لا يَقْضِي فِيهِمْ غَيْرُهُ". قوله تعالى: {تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ} حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، ثنا أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ شَبِيبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،" قوله: {تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ} ، قال: النُّبُوَّةُ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ، وَالْحَسَنِ، نحو ذلك. وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ،" قوله: {قُلِ اللّهمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ} إِلَى قَوْلِهِ { {إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ، قَالَ قَتَادَةُ : "ذُكِرَ لَنَـا أَنّ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يَجْعَلَ مُلْكَ الرُّومِ وَفَارِسَ فِي أُمَّتِهِ، فَأَنْزَلَ اللّه عَزَّ وَجَلَّ: {قُلِ اللّهمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ}"وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ، أنبأ إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "اسْمُ اللّه الأَعْظَمُ {قُلِ اللّهمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ} إِلَى قَوْلِهِ { {وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}". قوله تعالى: {وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ} حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أُسَامَةُ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنِ الْحَسَنِ،"فِي قوله: {وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ} ، قال: النُّبُوَّةَ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ} أَيْ: لا إِلَى غَيْرِكَ". قوله تعالى: {إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} وَبِهِ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: " قوله: {إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} أَيْ: لا يَقْدِرُ عَلَى هَذَا غَيْرُكَ بِسُلْطَانِكَ وَقُدْرَتِكَ". قوله تعالى: {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ} حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ رَجَاءٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللّه،"فِي قوله: {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ} ، قال: يَأْخُذُ الصَّيْفَ مِنَ الشِّتَاءِ وَيَأْخُذُ الشِّتَاءَ مِنَ الصَّيْفِ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ، نحو ذلك. وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ، أنبأ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ،"فِي ٢٧قوله: {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ} يَجْعَلُـهُ فِي اللَّيْلِ، وَمَا يَنْقُصُ مِنَ اللَّيْلِ يَجْعَلُهُ فِي النَّهَارِ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَمُجَاهِدٍ فِي أَحَدِ قَوْلَيْهِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، وَعِكْرِمَةَ، وَالْحَسَنِ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَقَتَادَةَ، نحو ذلك. حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،" قوله: {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ} حَتَّى يَكُونَ اللَّيْلُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَاعَةً، وَالنَّهَارُ تِسْعَ سَاعَاتٍ {وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ}"حَتَّى يَكُونَ النَّهَارُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَاعَةً، وَاللَّيْلُ تِسْعَ سَاعَاتٍ". قوله تعالى: {وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، أنبأ ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنبأ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ عَبْدِ اللّه، أَنَّ خَالِدَةَ بِنْتَ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ، دَخَلَتْ عَلَىرَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ، فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ ؟ ، قِيلَ: إِحْدَى خَالاتِكَ يَا رَسُولَ اللّه ، قَـالَ: إِنَّ خَالاتِي بِهَذِهِ الْبَلْدَةِ لَغَرَائِبُ، فَمَنْ هِيَ ؟ قِيلَ: خَالِدَةُ بِنْتُ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللّه، يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ الصُّورِيُّ، ثنا مُؤَمَّلٌ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: "{تُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} الْمُؤْمِنَ مِنَ الْكَافِرِ". وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ،"أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ فَإِذَا بِامْرَأَةٍ حَسَنَةِ الْهَيْئَةِ، فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ ؟ قَالَتْ: خَالِدَةُ بِنْتُ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللّه يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ، وَكَانَتِ امْرَأَةً صَالِحَةً وَكَانَ أَبُوهَا كَافِرٌ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، نَحْوُ قَوْلِ سَلْمَانَ وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عُبَيْدُ اللّه، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ مَنْ حَدَّثَهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"فِي قوله: {تُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} ، قال: يُخْرِجُ مِنَ النُّطْفَةِ بَشَرًا". حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ رَجَاءٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللّه، فِي قوله: "{تُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} ، قال: يُخْرِجُ الرَّجُلَ الْحَيَّ مِـنَ النُّطْفَةِ الْمَيْتَةِ". قَـالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَالنَّخَعِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَالضَّحَّاكِ، نحو ذلك. وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ،"فِي قوله: {تُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} ، قال: النَّخْلَةُ مِنَ النَّوَاةِ، وَالسُّنْبُلَةُ مِنَ الْحَبَّةِ"وَالوجه الرَّابِعُ: حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو تُمَيْلَةَ، ثنا أَبُو الْمُنِيبِ، عَنْ عِكْرِمَةَ،"فِي قوله: {تُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} ، قال: الْبَيْضَةُ تَخْرُجُ مِنَ الْحَيِّ وَهِيَ مَيْتَةٌ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْهَا الْحَيُّ". قوله تعالى: {وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ الصُّورِيُّ، ثنا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللّه عَنْهُ: "خَمَرَ اللّه طِينَةَ آدَمَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ فِيهِ، فَارْتَفَعَ عَلَى هَذِهِ كُلُّ طَيِّبٍ، وَعَلَى هَذِهِ كُلُّ خَبِيثٍ، ثُمَّ خَلَطَ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، وَقَـالَ مُؤَمَّلٌ بِيَدَيْهِ: هَكَذَا، وَمَزَجَ إِحْدَاهُمَـا بِالأُخْرَى، ثُمَّ خَلَقَ مِنْهَـا آدَمَ، فَمِنْ ثَمَّ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ، وَيُخْرِجُ الْمُؤْمِنَ مِنَ الْكَافِرِ وَيُخْرِجُ الْكَافِرَ مِنَ الْمُؤْمِنِ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ، نحو ذلك. الوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ رَجَاءٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللّه،"فِي قوله: {وتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} ، قال: يُخْرِجُ النُّطْفَةَ الْمَيْتَةَ مِنَ الرَّجُلِ الْحَيِّ". قَـالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَالضَّحَّاكِ، وَالنَّخَعِيِّ، وَالسُّدِّيِّ، نحو ذلك. حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عِيسَى بْنُ جَعْفَرٍ قَاضِي الرَّيِّ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"فِي قَوْلِ اللّه: {تُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} ، قال: النَّـاسُ الأَحْيَاءُ مِنَ النُّطَفِ، وَالنُّطَفُ مَيْتَةٌ تَخْرُجُ مِنَ النَّـاسِ الأَحْيَاءِ، وَمَنَ الأَنْعَامِ وَالنَّبَاتِ كَذَلِكَ أَيْضًا". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: لَمْ يَكُنْ عِنْدَ وَرْقَاءَ وَشِبْلٍ ذِكْرُ النَّبَاتِ وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ،" قوله: {وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} ، قال: النَّوَاةَ مِنَ النَّخْلَةِ وَالْحَبَّةَ مِنَ السُّنْبُلَةِ"وَالوجه الرَّابِعُ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو تُمَيْلَةَ، ثنا أَبُو الْمُنِيبِ، عَنْ عِكْرِمَةَ،"فِي قوله: {وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} ، قال: الْبَيْضَةُ تَخْرُجُ مِنَ الْحَيِّ وَهِيَ مَيْتَةٌ" قوله تعالى: {وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، ثنا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ: "{بِغَيْرِ حِسَابٍ} ، قال: غَدَقًا". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ قَيْسٍ، نَحْوُ هَذَا وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ،"فِي قوله: {وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} ، قال: لا يُخْرِجُهُ بِحِسَابٍ، يَخَافُ أَنْ يَنْقُصَ مَا عِنْدَهُ، إِنَّ اللّه لا يَنْقُصُ مَا عِنْدَهُ"وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} لا يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ غَيْرُكَ وَلا يَصْنَعُهُ إِلا أَنْتَ، وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بَرًّا وَفَاجِرًا حَيًّا بِغَيْرِ حِسَابٍ". ٢٨قوله تعالى: {لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"فِي قوله: {لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} ، قال: نَهَى اللّه سُبْحَانَهُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يُلاطِفُوا الْكُفَّارَ، وَيَتَّخِذُونَهُمْ وَلِيجَةً مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ إِلا أَنْ يَكُونَ الْكُفَّارُ عَلَيْهِمْ ظَاهِرِينَ، فَيُظْهِرُونَ اللُّطْفَ وَيُخَالِفُونَهُمْ فِي الدِّينِ، وَذَلِكَ قوله: {إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً}". حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،" قوله: {لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} أَمَّا أَوْلِيَاؤُهُ فَيُوَالِيهِمْ فِي دِينِهِمْ، وَيُظْهِرُهُمْ عَلَى عَوْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ: "وَكَانَ الْحَجَّاجُ بْنُ عَمْرٍو، وَابْنُ أَبِي الْحُقَيْقِ، وَقَيْسُ بْنُ زَيْدٍ، قَدْ بَطِنُوا بِنَفَرٍ مِنَ الأَنْصَارِ لِيَفْتِنُوهُمْ عَنْ دِينَهِمْ، فَقَالَ رِفَاعَةُ بْنُ الْمُنْذِرِ، وَعَبْدُ اللّه بْنُ جُبَيْرٍ، وَسَعْدُ بْـنُ خُثَيْمَةَ لأُولَئِكَ النَّفْرِ: اجْتَنِبُوا هَؤُلاءِ النَّفَرِ مِنَ الْيَهُودِ وَاحْذَرُوا مُبَاطَنَتِهِمْ لا يَفْتِنُوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ، فَأَبَى أُولَئِكَ النَّفْرُ، فَأَنْزَلَ اللّه عَزَّ وَجَلَّ فِيهِمْ: {لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} إِلَى قَوْلِهِ { وَاللّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}" قوله تعالى: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ} حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ} ، قال: وَمَنْ يَفْعَلْ هَذَا فَهُوَ مُشْرِكٌ". قوله تعالى: {فَلَيْسَ مِنَ اللّه فِي شَيْءٍ} وَبِهِ عَنِ السُّدِّيِّ: "{فَلَيْسَ مِنَ اللّه فِي شَيْءٍ} فَقَدْ بَرِئَ اللّه مِنْهُ". قوله تعالى: {إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ، أنبأ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ،"فِي قوله: {إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} مَا لَمْ يَهْرِقْ دَمَ مُسْلِمٍ وَمَا لَمْ يَسْتَحِلَّ مَالَهُ". أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّيَ الْحُسَيْنُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،" قوله: {إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَـاةً} فَالتَّقِيَّةُ بِاللِّسَانِ مَنْ حُمِلَ عَلَى أَمَرٍ يَتَكَلَّمُ بِهِ وَهُوَ مَعْصِيَةٌ للّه، فَيَتَكَلَّمَ بِهِ مَخَافَةَ النَّـاسِ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ، فَإِنَّ ذَلِكَ لا يَضُرَّهُ إِنَّمَا التَّقِيَّةُ بِاللِّسَانِ". حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: الثَّوْرِيُّ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ"لَيْسَتِ التَّقِيَّةُ بِالْعَمَلِ، إِنَّمَا التَّقِيَّةُ بِالْقَوْلِ". حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ شِهَابٍ الْمَذْحِجِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ،"فِي قوله: {إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} ، قال: التُّقَاةُ بِاللِّسَانِ لَيْسَ بِالْعَمَلِ". قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّه بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنبأ ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ،"أَنَّهُ كَانَ لا يَرَى طَلاقَ الْمُكْرَهِ شَيْئًا ، قَالَ اللّه تَعَالَى: {إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً}. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ الضَّحَّاكِ، وَجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّهُ قَالَ: "التَّقِيَّةُ بِاللِّسَانِ وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،" قوله: {إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} إِلا مُصَانَعَةً فِي الدُّنْيَا وَمُخَالَقَةً"وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ: "{إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} ، قال: إِلا أَنْ يَكُونَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ قَرَابَةً فَتَصِلهُ لِذَلِكَ". قوله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللّه نَفْسَهُ} حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يقول: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ، يقول: "{وَيُحَذِّرُكُمُ اللّه نفسه} ، قَالَ سُفْيَانُ مِنْ رَأْفَتِهِ بِكُمْ تَحْذِيرُهُ إِيَّاكُمْ نَفْسَهُ". قوله تعالى: {وَإِلَى اللّه الْمَصِيرُ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ، قَالَ: قَامَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، فَقَالَ"تَعْلَمُونَ أَنَّ الْمَعَادَ إِلَى اللّه إِلَى الْجَنَّةِ أَوْ إِلَى النَّارِ". ٢٩قال تعالى: {قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّه وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } قوله تعالى: {قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يعلمه اللّه} حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،"يعْنِي قوله: {قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّه} فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ يَعْلَمُ مَا أَسَرُّوا مِنْ ذَلِكَ وَمَا أَعْلَنُوا، فَقَالَ: إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللّه يَعْلَمُهُ". حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: "خَلَقَ اللّه اللَّوْحَ الْمَحْفُوظَ كَمَسِيرَةِ مِائَةِ عَامٍ، فَقَـالَ لِلْقَلَمِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ وَهُوَ عَلَى الْعَرْشِ: اكْتُبْ، فَقَالَ الْقَلَمُ: وَمَا أَكْتُبُ ؟ قَالَ: عِلْمِي فِي خَلْقِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ السَّاعَةَ، فَجَرَى الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ فِي عَلْمِ اللّه إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَذَلِكَ يقول لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللّه يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: {وَاللّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} أَيْ إِنَّ اللّه عَلَى كُلِّ مَا أَرَادَ بِعِبَادِهِ مِنْ نِقْمَةٍ أَوْ عَفُوٌّ قَدِيرٌ". ٣٠قوله تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ محضرا} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا ابْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: " قوله: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا} ، يقول: مُوَفَّرًا". حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ زنجةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ يعْنِي بْنَ شَقِيقٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ مَطَرٍ،"فِي قوله: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا} ، قال: مُوَفَّرًا مُكْنَزًا". قوله تعالى: {وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وبينه أمدا بعيدا} حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ، عَنْ" قوله: {وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا} ، قال: يَسُرُّ أَحَدَهُمْ أَنْ لا يَلْقَى عَمَلَهُ ذَلِكَ أَبَدًا يَكُونُ ذَلِكَ مُنَاهُ، وَأَمَّا فِي الدُّنْيَا فَقَدْ كَانَتْ خَطِيئَتُهُ يَسْتَلِذُّهَا". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الدِّرْهَمِيُّ، ثنا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْخَزَّازُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا بَدَّلَ اللّه سَيِّئَاتِهِ حَسَنَاتٍ، وَدَانَ سَيِّئَاتِهِ، كَانَتْ أَكْثَرَ، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُجَاهِدٍ، فَلَمْ يَقُلْ: إِنَّهُ لَيْسَ كَمَا قَالَ، وَقَرَأَ {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا}"حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قوله: {أَمَدًا بَعِيدًا} وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{أَمَدًا بَعِيدًا} ، يقول: "مَكَانًا بَعِيدًا". قوله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللّه نَفْسَهُ وَاللّه رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الطَّرَسُوسِيُّ، ثنا فَيضُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ"فِي قوله: "{وَيُحَذِّرُكُمُ اللّه نَفْسَهُ} ، قَالَ: "قَالَ الْحَسَنُ مِنْ رَأْفَتِهِ بِهِمْ حَذَّرَهُمْ نَفْسَهُ". قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّه فَاتَّبِعُونِي} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ أَعْيَنَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَهَلِ الدِّينُ إِلا الْحُبُّ وَالْبُغْضُ ، قَالَ اللّه تَعَالَى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّه فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّه}". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ وَعَبْدُ الأَعْلَى مُنْكَرُ الْحَدِيثِ ضَعِيفٌ حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، أنبأ عَمْرُو بْنُ أَبِي هُرَيْرَةَ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ،"فِي ٣١قوله: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّه فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّه} عَلَى الْبِرِّ، وَالتَّقْوَى، وَالتَّوَاضُعِ، وَذِلَّةِ النَّفْسِ". حَدَّثَنَـا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ طَلْحَةَ، ثنا عَامِرُ بْنُ يَسَافٍ، عَنْ حَوْشَبٍ، عَنِ الْحَسَنِ،" قوله: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّه فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّه} ، قال: فَكَانَ عَلامَةَ حُبِّهِ إِيَّاهُمُ اتِّبَاعُ سَنَةِ رَسُولِهِ". حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ، عَنْ قوله: "{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّه فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّه وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّه غَفُورٌ رَحِيمٌ} ، قال: نعم، إن أقواما كانوا على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يزعمون أنهم يحبون اللّه، فأراد أن يجعل لقولهم تصديقاً من عمل، فقال: {إن كنتم تحبون اللّه فاتبعوني يحببكم اللّه ويغفر لكم ذنوبكم واللّه غفور رحيم} قال: اتِّبَاعُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَصْدِيقاً لِقَوْلِهِمْ". أَخْبَرَنَـا أَبُو مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، قَالَ: قَرَأَ عَمِّي عَلَى أَبِي أَوْ أَبِي عَلَى عَمِّي، الشَّكُّ مِنِّي، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، وَأَنَا أَسْمَعُ سُئِلَ عَنْ قوله: "الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ، فَقَالَ: أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ اللّه تَعَالَى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّه فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّه} ، يَقُولُ: يُقَرِّبُكُمُ بِالْحُبِّ وَهُوَ الْقُرْبُ، قَالَ: {وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللّه لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} لا يُقَرِّبُ الظَّالِمِينَ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّه وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} أَيْ مَا مَضَى مِنْ كُفْرِكُمْ وَاللّه غَفُورٌ رَحِيمٌ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَاللّه غَفُورٌ} يَغْفِرُ الذَّنْبَ". وَبِهِ فِي قوله: "{رَحِيمٌ} ، قال: يَرْحَمُ الْعِبَادَ عَلَى مَا فِيهِمْ". ٣٢قوله تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللّه وَالرَّسُولَ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{أَطِيعُوا اللّه وَالرَّسُولَ} وَأَنْتُمْ تَعْرِفُونَهُ وَتَجِدُونَهُ فِي كِتَابِكُمْ". قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللّه لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{فَإِنْ تَوَلَّوْا} يعْنِي: الْكُفَّارَ تَوَلَّوْا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ ابْنُ بِنْتِ الشَّافِعِيِّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَنْ عَمِّهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ،" قوله: {إِنَّ اللّه لا يُحِبُّ} ، قال: لا يُقَرِّبُ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "فَإِنْ تَوَلَّوْا عَلَى كُفْرِهِمْ فَإِنَّ اللّه لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ". ٣٣قال تعالى: {إِنَّ اللّه اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ } قوله تعالى: {إِنَّ اللّه اصْطَفَى} حَدَّثَنَـا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ،" قوله: {اصْطَفَى} يعْنِي: اخْتَارَ". حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ، عَنْ قوله: "{إِنَّ اللّه اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا} ، قال: فَضَّلَهُمُ اللّه عَلَى الْعَالَمِينَ بِالنُّبُوَّةِ عَلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ، كَانُوا هُمُ الأَنْبِيَاءُ وَالأَتْقِيَاءُ الْمُطِيعِينَ لِرَبِّهِمْ". حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَرُّوذِيُّ، ثنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أنبأ أَبُو نَعَامَةَ السَّعْدِيُّ، ثنا أَبُو هُنَيْدَةَ الْبَرَاءُ بْنُ نَوْفَلٍ، عَنْ وَالانَ الْعَدَوِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: "أَصْبَحَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَصَلَّى الْغَدَاةَ، فَقَالَ: عُرِضَ عَلَيَّ مَا هُوَ كَائِنٌ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، يُجْمَعُ الأَوَّلُونَ وَالآخِرُونَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَقَطَعَ النَّاسُ كَذَلِكَ، حَتَّى انْقَطَعُوا إِلَى آدَمَ ، فَقَالُوا: يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ، وَأَنْتَ اصْطَفَاكَ اللّه، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، قَالَ: قَدْ لَقِيتُ مِثْلَ الَّذِي لَقِيتُمْ، فَإِنَّ اللّه اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ"، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ قوله تعالى: {وَآلَ إِبْرَاهِيمَ} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ: "{إِنَّ اللّه اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} ، قال: ذَكَرَ اللّه أَهْلَ بَيْتَيْنِ صَالِحَيْنِ، وَرَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ، فَفَضَّلَهُمَا اللّه عَلَى الْعَالَمِينَ، وَكَانَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ آلِ إِبْرَهِيمَ". قوله تعالى: {وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،" قوله: {إِنَّ اللّه اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} ، قال: هُمُ الْمُؤْمِـنُونَ مِنْ آلِ إِبْرَهِيمَ، وَآلِ عِمْرَانَ، وَآلِ يَاسِينَ، وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". قوله تعالى: {عَلَى الْعَالَمِينَ} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ،"فِي قوله: {عَلَى الْعَالَمِينَ} ، قال: عَلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ". قوله تعالى: {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللّه سَمِيعٌ عَلِيمٌ} حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا مَعْمَرٌ يعْنِي ابْنَ يَحْيَى بْنَ سَامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ: قُمْ يَا حَسَنُ فَاخْطُبِ النَّـاسَ ، قَالَ: أَبِي، أَهَابُكَ أَنْ أَخْطُبَ وَأَنَا أَرَاكَ، فَتَغَيَّبَ عَنْهُ حَيْثُ يَسْمَعُ كَلامَهُ وَلا يَرَاهُ، فَقَامَ الْحَسَنُ فَحَمِدَ اللّه وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَتَكَلَّمَ، ثُمَّ نَزَلَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللّه سَمِيعٌ عَلِيمٌ}"، حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ عَلِيًّا، قَالَ لِلْحَسَنِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ،" ٣٤قوله: {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ} ، قال: فِي النِّيَّةِ، وَالْعَمَلِ وَالإِخْلاصِ، وَالتَّوحِيدِ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللّه سَمِيعٌ عَلِيمٌ} فَمِنْ تِلْكَ الذُّرِّيَّةِ كَانَ نَسَبُ عِيسَى إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَبٌ مِنْ غَيْرِهِمْ، فَدُعِيَ إِلَى نَسَبِهِ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، ثنا ابْنُ إِسْحَاقَ: "{وَاللّه سَمِيعٌ عَلِيمٌ} أَيْ: سَمِيعٌ لِمَا يَقُولُونَ". وَبِهِ قوله: "{عَلِيمٌ} أَيْ عَلِيمٌ بِمَا يُخْفُونَ". ٣٥قوله تعالى: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ} إِلَى قَوْلِهِ { العليم} حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ السَّكَنِ الْبَصْرِيُّ، ثنا أَبُو زَيْدٍ النَّحْوِيُّ، ثنا قَيْسٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: {إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} ، قال: كَانَتْ نَذَرَتْ أَنْ تَجْعَلَهُ فِي الْكَنِيسَةِ يَتَعَبَّدُ فِيهَا". حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} ، قال: لِلْعِبَادَةِ لا يُخَالِطُهُ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَالضَّحَّاكِ، وَقَتَادَةَ، وَالسُّدِّيِّ، نحو ذلك. وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو سَلَمَةَ،، وَوَكِيعٌ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ عَرَبِيٍّ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"فِي قوله: {إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} ، قال: خَادِمًا لِلْبِيعَةِ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَشُرَحْبِيلَ بْنَ سَعْدٍ، نحو ذلك. ٣٦قوله تعالى: {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا} ذَكَرَه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ الرَّازِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{فَلَمَّا وَضَعَتْهَا} أُنْثَى ضَنَّتْ بِهَا، قَالَتْ: {رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى}". حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{فَلَمَّا وَضَعَتْهَا} ، قال: فَلَمَّا وَضَعَتْ إِذْا هِيَ جَارِيَةٌ، فَقَالَتْ تَعْتَذِرُ إِلَى اللّه: {رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى}". حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ السَّكَنِ الْبَصْرِيُّ، ثنا أَبُو زَيْدٍ النَّحْوِيُّ، ثنا قَيْسٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى} وَكَانَتْ تَرْجُو أَنْ يَكُونَ ذَكَرًا". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ: "{قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى} ، يعْنِي أَنَّ الْمَرْأَةَ لا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، ثنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ، أَنَّ عِكْرِمَةَ، قَالَ: "{فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَـالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى} ، قَالَتْ: لَيْسَ فِي الْكَنِيسَةِ إِلا الرَّجُلُ، فَلا يَنْبَغِي لإمْرَأَةٍ أَنْ تَكُونَ مَعَ الرِّجَالِ، أُمُّهَا تَقُولُهُ، فَذَلِكَ الَّذِي مَنَعَهَا أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الْكَنِيسَةِ وَتُنَفِّذَ نَذْرَهَا بِتَحْرِيرِهَا فِي الْكَنِيسَةِ". قوله تعالى: {وَاللّه أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ} حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ"يَقُولُ اللّه: {وَاللّه أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ}". حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثنا مَرْوَانٌ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: "{فَلَمَّا وَضَعَتْهَا} فَرَأَتْهَا أُنْثَى ، قَالَتْ: {إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى} وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعْتُ يعْنِي: بِرَفْعِ التَّاءِ". قوله تعالى: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ} حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثنا مَرْوَانٌ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: "{وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى} أَيْ لِمَا جَعَلَهَا لَهُ نَذِيرَةً، وَالنَّذِيرَةُ أَنْ تَعْبُدَ اللّه لأَنَّ الذَّكَرَ هُوَ أَقْوَى عَلَى ذَلِكَ مِنَ الأُنْثَى". قوله تعالى: {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلا مَسَّهُ الشَّيْطَانُ، فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ مَسَّةِ الشَّيْطَانِ إِيَّاهُ إِلا مَرْيَمَ وَابْنَهَا، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}". قوله تعالى: {وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ،" قوله: {وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} إِنَّ عِيسَى مِنْ تِلْكَ الذُّرِّيَّةِ قَدْ عَرَفُوا أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِمَرْيَمَ وَلَدٌ فِيمَا شُبِّهَ عَلَيْهِمْ". حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ،" قوله: {الرَّجِيمِ} يعْنِي: مَلْعُونٌ". قوله تعالى: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللّه بْنِ الْمُنَادِي، ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ الصَّلْتِ، قَالَ: سَأَلْتُ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ ٣٧قوله: "{فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ} فَقَالَ: وَقَبِلَ اللّه أُنْثَاهُمْ أَنْ يَجْعَلُوهَا فِي الْبَيْعَةِ". أَخْبَرَنَـا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا حُسَيْنٌ الْمَرُّوذِيُّ، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ: "{فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا} ، قال: حَدَّثَنَا أَنَّهُمَا كَانَا لا يُصِيبَانِ الذُّنُوبَ كَمَا يُصِيبُهَا بَنُو آدَمَ، وَأَنَّ نَبِيَّ اللّه عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ كَانَ يَمْشِي عَلَى الْمَاءِ كَمَا كَانَ يَمْشِي عَلَى الْبَرِّ مِمَّا أَعْطَاهُ اللّه مِنَ الْيَقِينِ وَالإِخْلاصِ" قوله تعالى: {وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا} حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، أنبأ عَبْدُ الْكَبِيرِ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ، فَقَالَ: "تَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ، وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا، وَتَقَارَعَهَا الْقَوْمُ فَقَرَعَ زَكَرِيَّا". قوله تعالى: {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،" قوله: {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} ، قال: سَاهَمَهُمْ بِقَلَمِهِ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: تَسَاهَمُوا عَلَى مَرْيَمَ أَيُّهُمْ يَكْفُلُهَا وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ،" قوله: {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} ، يقول: ضَمَّهَا إِلَيْهِ"وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: "وَكَانَ زَكَرِيَّا أَفْضَلَهُمْ يَوْمَئِذٍ، وَكَانَ نَبِيَّهُمْ، وَكَانَتْ أُخْتُ مَرْيَمَ تَحْتَهُ، فَلَمَّا أَتَوْا بِهَا اقْتَرَعُوا عَلَيْهَا، وَقَالَ لَهُمْ زَكَرِيَّا: أَنَـا أَحَقُّكُمْ بِهَا تَحْتِي أُخْتُهَا، فَأَبَوْا فَخَرَجُوا إِلَى نَهَرِ الأُرْدُنِّ، فَأَلْقَوْا أَقْلامَهُمُ الَّتِي يَكْتُبُونَ بِهَا، أَيُّهُمْ يَقُومُ قَلَمُهُ فَيَكْفُلَـهَا، فجَرَتِ الأَقْلامُ وَقَامَ قَلَمُ زَكَرِيَّا عَلَى هَيْئَتِهِ كَأَنَّهُ فِي طِينٍ، وَأَخَذَ الْجَارِيَةَ، فَذَلِكَ قوله تعالى: {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا}". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ" قوله: {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} بَعْدَ أَبِيهَا وَأُمِّهَا يُذَكِّرُهَا الْيُتْمَ". قوله تعالى: {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ} حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،" قوله: {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ} ، قال: فَجَعَلَهَا زَكَرِيَّا مَعَهُ فِي بَيْتِهِ وَهُوَ فِي الْمِحْرَابِ". قوله تعالى: {وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ سَالِمٍ الْقَاشَانِي الْمُقْرِئُ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا أَبُو سُلَيْمَانَ النَّصِيبِيُّ يعْنِي دَاوُدَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ،" قوله: {وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا} يعْنِي: مَرْيَمَ". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا} ، قال: وَجَدَ عِنْدَهَا عِنَبًا فِي مِكْتَلٍ فِي غَيْرِ حِينِهِ". حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ النَّضْرِ، عَنْ عِكْرِمَةَ: "{وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا} ، قال: فَاكِهَةَ الشِّتَاءِ فِي الصَّيْفِ، وَفَاكِهَةَ الصَّيْفِ فِي الشِّتَاءِ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"فِي قَوْلِ اللّه عَزَّ وَجَلَّ: {وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا} ، قال: الرُّمَّانَ وَالْعِنَبَ فِي غَيْرِ حِينِهِ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي أَحَدِ قَوْلَيْهِ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، وَالضَّحَّاكِ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَالسُّدِّيِّ، وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، نحو ذلك. وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ وَجْهٌ آخَرَ حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ الْعَسْقَلانِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ رُسْتُمَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "فِي هَذِهِ الآيَةِ {وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا} ، قال: عِلْمًا أَوْ صُحُفًا فِيهَا عِلْمٌ". قوله تعالى: {قَالَ يَا مَرْيَمُ} حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثنا مَرْوَانٌ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: "{أَنَّى لَكِ هَذَا} ، يقول: مَنْ أَتَاكِ بِهَذَا ؟". حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ،" قوله: {أَنَّى} يعْنِي: مِنْ أَيْنَ ؟". قوله تعالى: {هُوَ مِنْ عِنْدِ اللّه} أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّيَ الْحُسَيْنُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،" قوله: {يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا} ، قَالَتْ: {هُوَ مِنْ عِنْدِ اللّه} فَإِنَّهُ وَجَدَ عِنْدَهَا الْفَاكِهَةَ الْغَضَّةَ حِينَ لا تُوجَدِ الْفَاكِهَةُ عِنْدَ أَحَدٍ، وَكَانَ زَكَرِيَّا يَقُولُ: {يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا} ؟ قَالَتْ: {هُوَ مِنْ عِنْدِ اللّه إِنَّ اللّه يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}". قال تعالى: ٣٨قوله تعالى: { هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إنك سميع الدعاء} حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، يعْنِي قوله: "{رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً} قَالَ: فَقَامَ، فَصَلَّى ثُمَّ دَعَا اللّه سِرًّا، فَقَالَ: {رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ}". قوله تعالى: {ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} وَبِهِ عَنِ السُّدِّيِّ،" قوله: {رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً} ، يقول: مُبَارَكَةً {إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ}". ٣٩قوله تعالى: {فَنَادَتْهُ} حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: "ثُمَّ شَافَهَتْهُ الْمَلائِكَةُ بِذَلِكَ" قوله تعالى: {الْمَلائِكَةُ} حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ} وَهُوَ جِبْرِيلُ ". قوله تعالى: {وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ} ذَكَرَهُ أَبِي، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا، يقول: "خِدْمَةُ اللّه فِي الأَرْضِ الصَّلاةُ وَلَوْ عَلِمَ اللّه شَيْئًا أَفْضَلَ مِنْهَا مَا قَالَ: {فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ}". قوله تعالى: {أَنَّ اللّه يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى} أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ،" قوله: {أَنَّ اللّه يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى} ، قال: عَبْدٌ أَحْيَاهُ اللّه بِالإِيمَانِ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ،" قوله: {أَنَّ اللّه يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى} ، قال: سَمَّاهُ اللّه يَحْيَى ، وَقَالَ قَتَادَةُ: إِنَّمَا سَمَّى اللّه يَحْيَى، لأَنَّ اللّه أَحْيَاهُ بِالإِيمَانِ". قوله تعالى: {مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللّه} حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"يعْنِي فِي قوله: {مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللّه} ، قال: عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَةٌ مِنَ اللّه، يعْنِي تَكَوَّنَ بِكَلِمَةٍ مِنَ اللّه". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَالْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ، وَالسُّدِّيِّ، وَالرَّقَاشِيِّ، وَجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَالضَّحَّاكِ، نحو ذلك. قوله تعالى: {وَسَيِّدًا} أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَبِي،، ثنا عَمِّيَ الْحُسَيْنُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،" قوله: {وَسَيِّدًا} ، يقول: حَلِيمًا تَقِيًّا". قَـالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ الضَّحَّاكِ فِي أَحَدِ قَوْلَيْهِ مِثْلُ ذَلِكَ، وَرُوِيَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَقَتَادَةَ، وَمَطَرٍ، أَنَّهُمْ قَالُوا: حَلِيمًا فَقَطْ. وَرُوِيَ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، أَنَّهُ قَالَ: تَقِيًّا فَقَطْ وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عِيسَى بْنُ زِيَادٍ، أنبأ ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ،"فِي قوله: {سَيِّدًا} ، قال: السَّيِّدُ الَّذِي لا يَغْلِبُهُ غَضَبُهُ"وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ: أُرَاهُ عَنْ عَطِيَّةَ: "فِي قوله: {وَسَيِّدًا} ، قال: السَّيِّدُ فِي خُلُقِهِ وَدِينَهِ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ الضَّحَّاكِ فِي أَحَدِ قَوْلَيْهِ. قَالَ: حَسَنُ الْخُلُقِ وَالوجه الرَّابِعُ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ: "{وَسَيِّدًا} زَعَمَ الرَّقَاشِيُّ السَّيِّدَ"الْكَرِيمَ عَلَى اللّه"وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{وَسَيِّدًا} ، قال: لَيْسَ لَهُ شِرْكٌ". قوله تعالى: {وَحَصُورًا} حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عَبَّادُ يعْنِي ابْنَ الْعَوَّامِ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ الْعَاصِ، لا يُدْرَى عَبْدُ اللّه أَوْ عَمْرٌو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قوله: "{وَسَيِّدًا وَحَصُورًا} ، قَالَ: ثُمَّ تَنَاوَلَ شَيْئًا مِنَ الأَرْضِ، فَقَالَ: كَانَ ذَكَرُهُ مِثْلَ هَذَا". حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، يَقُولُ: "لَيْسَ أَحَدٌ يَلْقَى اللّه إِلا يَلْقَاهُ بِذَنْبٍ غَيْرُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا ، قَرَأَ سَعِيدٌ: {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا} ثُمَّ أَخَذَ شَيْئًا مِنَ الأَرْضِ، فَقَالَ: الْحَصُورُ مَا كَانَ ذَكَرُهُ مِثْلَ ذِي ، وَأَشَارَ يَحْيَى الْقَطَّانُ بِطَرَفِ أُصْبُعِهِ السَّبَّابَةِ حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ سَابُورٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "الْحَصُورُ: الَّذِي لا يَأْتِي النِّسَاءَ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ مَسْعُودٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَأَبِي صَالِحٍ، وَأَحَدِ قَوْلَيِ الضَّحَّاكِ، وَعِكْرِمَةَ، وَمُجَاهِدٍ، وَعَطِيَّةَ، وَجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّهُمْ قَالُوا: هُوَ الَّذِي لا يَأْتِي النِّسَاءَ وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ، أنبأ جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"فِي الْحَصُورِ الَّذِي لا يُنْزِلُ الْمَاءَ". حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: "الْحَصُورُ: الَّذِي لا يُولَدُ لَهُ، وَلا مَاءَ لَهُ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، قَالا: الَّذِي لا يُولَدُ لَهُ وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، ثنا ضَمْرَةُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ،"فِي قوله: {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا} ، قال: مُنْثَنِي الذَّكَرِ". قوله تعالى: {وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ زُغْبَةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ، قَالا: ثنا حَجَّاجُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْقَمَرِيِّ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "كُلُّ ابْنُ آدَمَ يَلْقَى اللّه بِذَنْبٍ قَدْ أَذْنَبَهُ، يُعَذِّبُهُ عَلَيْهِ إِنْ شَاءَ أَوْ يَرْحَمَهُ إِلا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا فَإِنَّهُ كَانَ سَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ، ثُمَّ أَهْوَى النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَذَاةٍ مِنَ الأَرْضِ فَأَخَذَهَا، وَقَالَ: كَانَ ذَكَرُهُ مِثْلَ هَذِهِ الْقَذَاةِ"، قَالَ أَبِي: لَمْ يَكُنْ هَذَا الْحَدِيثُ عِنْدَ أَحَدٍ غَيْرَ الْحَجَّاجِ وَلَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللَّيْثِ، وَحَجَّاجٍ شَيْخٌ مَعْرُوفٌ ٤٠قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ} حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: "{رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ} ، يقول: مِنْ أَيْنَ ؟". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ: "{أَنَّى يَكُونُ لِي} ، قال: كَيْفَ يَكُونُ لِي". قوله تعالى: {وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّه يفعل ما يشاء} حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: "فَلَمَّا سَمِعَ النِّدَاءَ، جَاءَهُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ لَهُ: يَا زَكَرِيَّا إِنَّ الصَّوْتَ الَّذِي سَمِعْتَ لَيْسَ مِنَ اللّه إِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ يَسْخَرُ بِكَ، وَلَوْ كَانَ مِنَ اللّه أَوْحَى إِلَيْكَ كَمَا يُوحِي إِلَى غَيرِكَ مِنَ الأَمْرِ، فَشَكَّ مَكَانَهُ ، قَالَ: {أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ} ، يَقُولُ: مِنْ أَيْنَ {وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبْرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّه يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}، {وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا}". حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ،" قوله: {كَذَلِكَ} ، قال: يعْنِي هَكَذَا". ٤١قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً} حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،"قَالَ زَكَرِيَّا: رَبِّ فَإِنْ كَانَ هَذَا الصَّوْتُ مِنْكَ فَاجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ: {آيَتُكَ أَلا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلا رَمْزًا}". قوله تعالى: {قَالَ آيَتُكَ أَنْ لا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو قُتَيْبَةَ، ثنا وَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ،"فِي قوله: {ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلا رَمْزًا} ، قال: اعْتُقِلَ لِسَانُهُ مِنْ غَيْرِ مَرِضٍ". حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: "{آيَتُكَ أَلا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلا رَمْزًا} اعْتُقِلَ لِسَانُهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاثَ لَيَالٍ". حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: "{آيَتُكَ أَلا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلا رَمْزًا} ، قال: إِيمَاءٌ وَكَانَتْ عُقُوبَةٌ عُوقِبَ بِهَا إِذْ سَأَلَ الآيَةَ بَعْدَ مُشَافَهَةِ الْمَلائِكَةِ إِيَّاهُ بِمَا بَشَّرَتْهُ". قوله تعالى: {إِلا رَمْزًا} حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "الرَّمْزُ بِالشَّفَتَيْنِ". حَدَّثَنَـا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللّه الأَوْدِيُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ عَرَبِيٍّ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "فِي قوله: {ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلا رَمْزًا} ، قال: كَلامٌ بِالشَّفَتَيْنِ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ، وَخَصِيفٍ، نحو ذلك. وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: "الإِشَارَةُ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، وَالْحَسَنِ، وَالضَّحَّاكِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَقَتَادَةَ، وَالسُّدِّيِّ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، نحو ذلك. وَالوجه الثَّالِثُ: ذُكِرَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ،"فِي قوله: {ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلا رَمْزًا} رَبَطَ لِسَانَهُ فِي فِيهِ حَتَّى مُلاءَهُ، ثُمَّ أَطْلَقَهُ اللّه بَعْدَ ثَلاثٍ". قوله: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، يعْنِي: "{وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا} ، قال: لا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ الذَّاكِرِينَ اللّه كَثِيرًا حَتَّى يَذْكُرَ اللّه قَائِمًا وَمُضْطَجِعًا". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، ثنا أَبُو تُمَيْلَةَ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، قَالَ: "لَوْ رَخَّصَ اللّه لأَحَدٍ فِي تَرْكِ الذِّكْرِ، لَرَخَّصَ لِزَكَرِيَّا، قَالَ اللّه تَعَالَى: {أَلا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا}". حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أنبأ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"فِي قوله: {وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ} ، قال: صَلاةُ الْمَكْتُوبَةِ". قوله تعالى: {بِالْعَشِيِّ} حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،" قوله: {وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ} ، قال: الْعَشِيُّ: مَيْلُ الشَّمْسِ إِلَى أَنْ تَغِيبَ". قوله تعالى: {وَالإِبْكَارِ} وَبِهِ عَنْ مُجَاهِدٍ: "{وَالإِبْكَارِ} ، قال: الإِبْكَارُ أَوَّلُ الْفَجْرِ" ٤٢قال تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّه يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ * وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّه يَخْلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ * وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ * وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّه وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّه وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّه وَأَطِيعُونِ * إِنَّ اللّه رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَـذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّه اصْطَفَاكِ وطهرك} حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،"فِي ٤٣قوله: {يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّه اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} ، قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ النَّـاسَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: خَيْرُ نِسَاءٍ رَكَبْنَ الإِبِلَ صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ ، أَحْنَـاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ، وَأَرْعَاهُ لِزَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَلَمْ تَرْكَبْ مَرْيَمُ بَعِيرًا قَطٌّ". قوله تعالى: {وَطَهَّرَكِ} حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،" قوله: {وَطَهَّرَكِ} جَعَلَكِ طَيْبَةً إِيمَانًا"وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ يَمَانٍ، ثنا الْحَكَمُ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّه اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ} مِنَ الْحَيْضِ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ، نحو ذلك. قوله تعالى: {وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ الْيَمَانِ، ثنا الْحَكَمُ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} ، قال: عَلَى نِسَاءِ ذَلِكَ الزَّمَانِ الَّذِي هُمْ فِيهِ" قوله تعالى: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ} حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ دَرَّاجًا أَبَا السَّمْحِ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "كُلُّ حَرْفٍ مِنَ الْقُرْآنِ يُذْكَرُ فِيهِ الْقُنُوتُ فَهُوَ الطَّاعَةُ"وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يعْنِي الدَّشْتَكِيَّ، أنبأ أَبُو جَعْفَرٍ يعْنِي الرَّازِيَّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ: "{يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ} أَيْ: ارْكُدِي لِرَبِّكِ". حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"فِي قوله: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ} ، قال: كَانَتْ تَقُومُ حَتَّى يَتَوَرَّمَ كَعْبَاهَا"وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ،"عَنْ قوله: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي} ، قال: يَقُولُ: اعْبُدِي لِرَبِّكِ". قوله تعالى: {وَاسْجُدِي} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ النَّصِيبِيُّ، ثنا الْوَلِيدُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو الأَوْزَاعِيِّ،"فِي قوله: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي} ، قال: رَكَدَتْ فِي مِحْرَابِهَا قَائِمَةً وَرَاكِعَةً وَسَاجِدَةً حَتَّى نَزَلَ الْمَاءُ الأَصْفَرُ مِنْ قَدَمَيْهَا". قوله تعالى: {وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ} وَبِهِ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ،"فِي قوله: {وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ} ، قال: رَكَدَتْ فِي مِحْرَابِهَا قَائِمَةً حَتَّى نَزَلَ الْمَاءُ الأَصْفَرُ مِنْ قَدَمَيْهَا". ٤٤قوله تعالى: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ} حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ،" قوله: {أَنْبَاءِ} ، يعْنِي أَحَادِيثَ". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ،" قوله: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ} ثُمَّ قَدْ جِئْتَهُمْ بِهِ دَلِيلا عَلِي نُبُوَّتِكَ وَالْحُجَّةُ لَكَ عَلَيْهِمْ" قوله تعالى: {وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ} ، يقول: مَا حَضَرتَ وَلا عُنِيتَ". قوله تعالى: {إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ} أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّيَ الْحُسَيْنُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ} وَإِنَّ مَرْيَمَ لَمَّـا وَضَعَتْ فِي الْمَسْجِدِ اقْتَرَعَ عَلَيْهَا أَهْلُ الْمُصَلَّى وَهُمْ يَكْتُبُونَ الْوَحْيَ فَاقْتَرَعُوا بِأَقْلامِهِمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُـهَا ؟ فَقَالَ اللّه تَعَالَى لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ}". حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبَى الرَّبِيعِ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ: "{إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ} ، قال: تَسَاهَمُوا عَلَى مَرْيَمَ أَيُّهُمْ يَكْفُلُهَا فَقَرَعَهُمْ زَكَرِيَّا". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ، وَالضَّحَّاكِ، قَالا: اسْتَهَمُوا بِأَقْلامِهِمْ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، وَوَكِيعٌ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ عَرَبِيٍّ، عَنْ عِكْرِمَةَ،"فِي قوله: {إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ} ، قال: أَلْقَوْا أَقْلامَهُمْ فِي الْمَاءِ فَذَهَبَتْ مَعَ الْجِرْيَةِ، وَصَعِدَ قَلَمُ زَكَرِيَّا يَغْلِبُ الْجِرْيَةَ فَكَفَلَهَا زَكَرِيَّا". حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللّه، أنبأ حَجَّاجٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ عَطَاءٌ: "يعْنِي أَقْلامَهُمْ: قِدَاحَهُمْ". وَعَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: "فَأَلْقَوْا أَقْلامَهُمُ الَّتِي يَكْتُبُونَ بِهَا التَّوْرَاةَ"وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبَى جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ،" قوله: {أَقْلامَهُمْ} ، يقول: عِصِيُّهُمْ". قوله تعالى: {أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ،" قوله: {أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ} فَقَالَ الرَّبِيعُ أَلْقُوا أَقْلامَهُمْ، أَلْقُوهَا تِلْقَاءَ جِرْيَةِ الْمَاءِ، فَاسْتَقْبَلَتُ عَصَى زَكَرِيَّا جِرْيَةَ الْمَاءِ فَقَرَعَهُمْ وَضَمَّهَا إِلَيْهِ". قوله تعالى: {وَمَا كُنْتَ لَدَيهِمْ} حَدَّثَنَـا مُوسَى بْنُ أَبِي مُوسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبَى حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبَى مَالِكٍ،" قوله: {لَدَيْهِمْ} ، يعْنِي: عِنْدَهُمْ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ} أَيْ: مَا كُنْتَ مَعَهُمْ". قوله تعالى: {إِذْ يَخْتَصِمُونَ} أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ،"يعْنِي قوله: {وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ} ، قال: كَانَتِ ابْنَةُ إِمَامِهِمْ وَسَيِّدِهِمْ، فَتَشَاحَّ عَلَيْهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ فَاقْتَرَعُوا بِهَا أَيُّهُمْ يَكْفُلُهَا". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ} أَيْ مَا كُنْتَ مَعَهُمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ فِيهَا، يُخْبِرُهُ بِخَفِيِّ مَا كَتَمُوا مِنْهُ مِنَ الْعِلْمِ عِنْدَهُمْ، لِتَحْقِيقِ نُبُوَّتَهِ، وَالْحُجَّةُ عَلَيْهِمْ لَمَّا يَأْتِيهمْ بِهِ مِمَّا أَخْفُوا مِنْهُ". ٤٥قوله تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّه يُبَشِّرُكِ} حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ: "{إِنَّ اللّه يُبَشِّرُكِ} ، قال: شَافَهَتْهَا الْمَلائِكَةُ بِذَلِكَ". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: "ثُمَّ أَخْبَرَهُ خَبَرَ، مَرْيَمَ وَعِيسَى حِينَ ابْتَدَأَهَا مِنْ كَرَامَةِ اللّه بِمَا آتَاهَا: {إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّه يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ}". قوله تعالى: {بِكَلِمَةٍ مِنْهُ} حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"فِي قوله: {بِكَلِمَةٍ مِنْهُ} ، قال: عِيسَى كَلِمَةٌ مِنَ اللّه، أَيْ يَكُونَ كَلِمَةً مِنَ اللّه". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا ابْنُ الرَّبِيعِ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ: "{إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّه يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ} أَيْ بِوَلَدٍ لا أَبَ لَهُ". قوله تعالى: {اسْمُهُ الْمَسِيحُ} حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: "{الْمَسِيحُ} الصِّدِّيقُ". حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الطَّاهِرِ، أنبأ ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَرْثِ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي هِلالٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ يَحْيَى بْـنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الثَّقَفِيِّ، حَدَّثَهُ"أَنَّ عِيسَى ابْـنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ كَانَ سَائِحًا وَلِذَلِكَ سُمِّيَ الْمَسِيحُ كَانَ يُمْسِي بِأَرْضٍ وَيُصْبِحُ بِأَرْضٍ أُخْرَى وَأَنَّهُ لَمْ يَتَزَوَّجْ حَتَّى رُفِعَ". قوله تعالى: {عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ الأَنْصَارِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "لَمْ يَكُنْ مِنَ الأَنْبِيَاءِ مَنْ لَهُ اسْمَيْنِ إِلا عِيسَى وَمُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِمَا" قوله تعالى: {وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: " قوله: {وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ} أَيْ عِنْدَ اللّه" قوله تعالى: {وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ،"فِي قوله: {وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} عِنْدَ اللّه يَوْمَ الْقِيَامَةِ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ، مِثْلُ ذَلِكَ قوله تعالى: {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ} حَدَّثَنَـا أَبُو الصَّقْرِ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قَزَعَةَ، ثنا الْحُسَيْنُ يعْنِي الْمَرُّوذِيَّ، ثنا جَرِيرٌ يعْنِي ابْنَ حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلا ثَلاثٌ: عِيسَى، وَصَبِيٌّ كَانَ فِي زَمَنِ جُرَيْجٍ، وَصَبِيٌّ آخَرَ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللّه بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا تَكَلَّمَ مَوْلُودٌ فِي صِغَرِهِ إِلا عِيسَى وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ". حَدَّثَنَـا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ،"عَنْ ٤٦قوله: {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا} ، قال: كَلَّمَهُمْ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا وَكَلَّمَهُمْ كَبِيرًا". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، مِثْلُ ذَلِكَ قوله تعالى: {وَكَهْلا وَمِنَ الصَّالِحِينَ} حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أنبأ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"فِي قوله: {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا} ، قال: فِي سِنِّ كَهْلٍ"وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: " قوله: {وَكَهْلا وَمِنَ الصَّالِحِينَ} ، يقول: "الْكَهْلُ: الْحَلِيمُ". قُرِئَ عَلَى يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، أنبأ ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ،"أَنَّ قَوْلَ اللّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا} ، قال: الْكَهْلُ: مُنْتَهَى الْحُلُمِ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا وَمِنَ الصَّالِحِينَ} يُخْبِرُهُمْ بِحَالاتِهِ الَّتِي يَتَقَلَّبُ فِيهَا عُمْرَهُ كَتَقَلُّبِ بَنِي آدَمَ فِي أَعْمَارِهِمْ صِغَارًا أَوْ كِبَارًا، لأَنَّ اللّه تَعَالَى جَدُّهُ خَصَّهُ بِالْكَلامِ فِي مَهْدِهِ، آيَةً لِنُبُوَّتِهِ، وَتَعْرِيفًا لِلْعِبَادِ مَوَاقِعَ قُدْرَتِهِ". ٤٧قوله تعالى: {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بشر} حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ} ، تَقُولُ: مِنْ أَيْنَ لِي". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ} ، قَالَ: كَذَلِكِ اللّه يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ أَيْ يَضَعُ مَا أَرَادَ وَيَخْلُقُ مَا يَشَاءُ مِنْ بَشَرٍ أَوْ غَيْرِ بَشَرٍ". قوله تعالى: {إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} وَبِهِ عَنْ سَلَمَةَ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يقول لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} ، مِمَّا يَشَاءُ وَكَيْفَمَا يَشَاءُ فَيَكُونُ كَمَا أَرَادَ". ٤٨قوله تعالى: {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مَطَرِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{الْكِتَابَ} الْخَطَّ بِالْقَلَمِ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وَعُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، مِثْلُ ذَلِكَ وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْهُذَلِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ،"فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: {الْكِتَابَ} ، قال: الْكِتَابُ: الْقُرْآنُ". قوله تعالى: {وَالْحِكْمَةَ} حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَسْبَاطٌ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ،"فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} ، قال: الْحِكْمَةُ: السُّنَّةُ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ أَبِي مَالِكٍ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وَقَتَادَةَ، نحو ذلك. وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: " قوله: {وَالْحِكْمَةَ} يعْنِي: النُّبُوَّةَ"وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو هَمَّامٍ، أنبأ ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: "{وَالْحِكْمَةَ} الْعَقْلَ فِي الدِّينِ" قوله تعالى: {وَالتَّورَاةَ وَالإِنْجِيلَ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ،" قوله: {وَالتَّورَاةَ وَالإِنْجِيلَ} ، قال: كَانَ عِيسَى يَقْرَأُ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَالتَّورَاةَ وَالإِنْجِيلَ} أَيْ: كِتَابٌ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ جَاءَهُمْ بِهِ، وَكِتَابٌ قَدْ سَمِعُوا بِهِ مَضَى وَدُرِسَ عِلْمُهُ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِهِمْ فَرَدَّهُ بِهِ عَلَيْهِمْ". ٤٩قوله تعالى: {وَرَسُولا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَرَسُولا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} أَيْ رَسُولا مِنْهُ إِلَيْكُمْ". قوله تعالى: {أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "أَيْ يُحِقُّ بِهَا نُبُوَّتِي". قوله تعالى: {أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فيه فيكون طيرا بإذن اللّه} أَخْبَرَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،"فِي قوله: {أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ} ، قَالُوا: أَيْ طَيْرًا أَشَدُّ خَلْقًا لِيَخْلُقَ عَلَيْهِ". قوله تعالى: {فَأَنْفُخُ فِيهِ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: "ثُمَّ جَعَلَ اللّه عَلَى يَدَيْهِ يعْنِي: عِيسَى أُمُورًا تَدُلُّ بِهِ عَلَى قُدْرَتِهِ فِي بَعْثِهِ، بَعَثِ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يَبْعَثَ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَخَلْقِهِ مَا يَشَاءُ أَنْ يَخْلُقَ مِنْ شَيْءٍ، يَرَى أَوْ لا يَرَى فَجَعَلَهُ يَنْفُخُ فِي الطِّينِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّه". قوله تعالى: {وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّه} حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أنبأ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"فِي قوله: {وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ} ، قال: الأَكْمَهُ: الَّذِي يُولَدُ وَهُوَ أَعْمَى". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، وَالضَّحَّاكِ، وَالسُّدِّيِّ، وَقَتَادَةَ، نحو ذلك. حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ يعْنِي الْهَرَوِيَّ، أنبأ حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "{الأَكْمَهُ} الأَعْمَى وَالْمَمْسُوحُ الْعَيْنِ"وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدِ النَّهْرَتِيرِيُّ، أنبأ أَبُو عَاصِمٍ، أنبأ عِيسَى يعْنِي ابْنَ مَيْمُونِ بْنِ دَايَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: "{الأَكْمَهُ} الَّذِي يَتَكَمَّهُ بِاللَّيْلِ، الَّذِي يُبْصِرُ بِالنَّهَارِ، وَلا يُبْصِرُ بِاللَّيْلِ"وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، أنبأ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ: "{وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ} ، قال الأَعْمَشَ: قوله تعالى: {وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ}". حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،" قوله: {وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ} بِمَا أَكَلْتُمُ الْبَارِحَةَ مِنَ الطَّعَامِ". وَرُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، نحو ذلك. وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ: "{وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ} ، قال: أُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ مِنَ الْمَائِدَةِ". قَالَ مَعْمَرٌ: ذَكَرَهُ قَتَادَةُ، عَنْ خِلاسِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرِ قوله تعالى: {وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ} وَبِهِ عَنْ قَتَادَةَ: "{وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ} ، قال: وَمَا تَدَّخِرُونَ مِنْهَا يعْنِي: مِنَ الْمَائِدَةِ ، قَالَ: وَكَانَ أَخَذَ عَلَيْهِمْ فِي الْمَائِدَةِ حِينَ نَزَلَتْ أَنْ يَأْكُلُوا وَلا يَدَّخِرُوا، فَجُعِلُوا خَنَـازِيرَ حِينَ ادَّخَرُوا وَخَانُوا، فَذَلِكَ قوله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ}"، قَالَ مَعْمَرٌ: ذَكَرَهُ قَتَادَةُ، عَنْ خِلاسِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرِ وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ} ، قال: مَا خَبَّأْتُمْ مِنْهُ عِيسَى يَقُولُهُ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ. وَرُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، نحو ذلك. وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا أَبُو سَلَمَةَ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: "أَنَّ عِيسَى، كَانَ يَقُولُ لِلْغُلامِ فِي الْكِتَابِ: إِنَّ أَهْلَكَ قَدْ خَبَّأُوا لَكَ مِنَ الطَّعَامِ كَذَا وَكَذَا، فَهَلْ تُطْعِمُنِي مِنْهُ، فَهُوَ قوله: {وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونُ فِي بُيُوتِكُمْ}". قوله تعالى: {إِنَّ} حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ،" قوله: {إِنَّ} بِكَسْرِ الأَلِفِ فَلَمْ يَكُنْ". قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ} وَبِهِ عَنْ أَبِي مَالِكٍ،" قوله: {ذَلِكَ} ، يعْنِي: هَذَا" قوله تعالى: {لآيَةً لَكُمْ} حَدَّثَنَـا مُحَمَّدٌ، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ} أَيْ رَسُول مِنَ اللّه إِلَيْكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ". قوله: {مُؤْمِنِينَ} حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: "{إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} يعْنِي: مُصَدِّقِينَ". ٥٠قوله تعالى: {وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ} حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ} أَيْ لِمَا سَبَقَنِي مِنْهَا". قوله: {وَلأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ: "{وَلأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ} ، قال: كَانَ حُرِّمَ عَلَيْهِمْ أَشْيَاءُ، فَجَاءَهُمْ عِيسَى لِيُحِلَّ لَهُمُ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْهِمْ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ شُكْرَهُمْ". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ: "{وَلأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ} ، قال: كَانَ الَّذِي جَاءَ بِهِ عِيسَى أَلْيَنَ مِمَّا جَاءَ بِهِ مُوسَى ، قَالَ: كَانَ حُرِّمَ عَلَيْهِمْ فِيمَا جَاءَ بِهِ مُوسَى مِنَ التَّوْرَاةِ: لُحُومُ الإِبِلِ، وَالثُّرُوبُ، فَأَحَلَّهَا لَهُمْ عَلَى لِسَانِ عِيسَى، وَحُرِّمَتْ عَلَيْهِمْ أَشْيَاءُ مِنَ الطَّيْرِ مَالا صِيصَةَ لَهُ، فِي الإِنْجِيلِ، فَكَانَ الَّذِي جَاءَ بِهِ عِيسَى أَلْيَنَ مِمَّا جَاءَهُمْ بِهِ مُوسَى" قوله تعالى: {وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،" قوله: {وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} ، قال: مَا بَيَّنَ لَهُمْ عِيسَى مِنَ الأَشْيَاءِ وَمَا أَعْطَاهُ رَبُّهُ" قوله: {فَاتَّقُوا اللّه وَأَطِيعُونِ} حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: "{فَاتَّقُوا اللّه} يعْنِي الْمُؤْمِنِينَ يُحَذِّرُهُمْ". ٥١قوله تعالى: {إِنَّ اللّه رَبِّي وَرَبُّكُمْ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللّه وَأَطِيعُونِ إِنَّ اللّه رَبِّي وَرَبُّكُمْ} تَبَرُّئًا مِمَّا يَقُولُونَ فِيهِ، وَاحْتِجَاجًا لِرَبِّهِ عَلَيْهِمْ" قوله تعالى: {فَاعْبُدُوهُ} وَبِهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ أَوْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،" قوله: {فَاعْبُدُوهُ} أَيْ: وَحِّدُوا". قوله تعالى: {هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} وَبِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} أَيْ: هَذَا الْهُدَى قَدْ حَمَلْتُكُمْ عَلَيْهِ وَجِئْتُكُمْ بِهِ". ٥٢قال تعالى: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّه قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّه آمَنَّا بِاللّه وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } قوله تعالى: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ} وَبِهِ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ} وَالْعُدْوَانَ عَلَيْهِ، {قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللّه}". أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،"فِي قوله: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ} ، قال: كَفَرُوا وَأَرَادُوا قَتْلَهُ فَذَلِكَ حِينَ اسْتَنْصَرَ قَوْمَهُ فَذَلِكَ حِينَ يَقُولُ: {فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ}". حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللّه} ، قال: مَنْ يَتَّبِعُنِي إِلَى اللّه". أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ ثَوْرٍ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: "فِي قوله: {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللّه} ، قال: مَنْ أَنْصَارِي مَعَ اللّه". حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ،" قوله: {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللّه} ، فَقَالَ: اسْتَنْصَرَهُمْ فَنَصَرَهُ الْحَوَارِيُّونِ، فَظَهَرَ عَلَيْهِمْ". قوله تعالى: {الْحَوَارِيُّونَ} حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَيْسَرَةَ النَّهْدِيِّ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَـالَ: "إِنَّمَا سُمُّي الْحَوَارِيُّونَ، قَالَ: كَانُوا صَيَّادِينَ لِبَيَاضِ ثِيَابِهِمْ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، نحو ذلك. وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ،"فِي قوله: {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللّه ، قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللّه} ، قال: مَرَّ عِيسَى بِقَوْمٍ غَسَّالِينَ فَدَعَاهُمْ إِلَى اللّه فَأَجَابُوهُ، فَلِذَلِكَ سَمَّاهُمُ الْحَوَارِيِّينَ ، قَالَ: وَبِالنَّبَطِيَّةِ: هَوَارِيُّ، وَبِالْعَرَبِيَّةِ: الْمِحْوَرُ"وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا ابْنُ الطَّبَّاعِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: "{الْحَوَارِيُّونَ} هُمُ الَّذِينَ تَصْلُحُ لَهُمُ الْخِلافَةُ"وَالوجه الرَّابِعُ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قِرَاءَةً، ثنا سُفْيَانُ يعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ، قَالَ: "الْحَوَارِيُّ: النَّاصِرُ"وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ: حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أنبأ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ،" قوله: {الْحَوَارِيُّونَ} أَصْفِيَاءُ الأَنْبِيَاءِ"وَالْوَجْهُ السَّادِسُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ مَعْمَرٌ قَالَ قَتَادَةُ "الْحَوَارِيُّ: الْوَزِيرُ". قوله تعالى: {نَحْنُ أَنْصَارُ اللّه آمَنَّا بِاللّه} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللّه آمَنَّا بِاللّه} ، هَذَا قَوْلُهُمُ الَّذِي أَصَابُوا الْفَضْلَ مِنْ رَبِّهِمْ". وَبِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} لا مَا يَقُولُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ يُحَاجُّونَكَ فِيهِ". ٥٣قوله تعالى: {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ} وَبِهِ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ} أَيْ هَكَذَا كَانَ قَوْلُهُمْ وَإِيمَانُهُمْ" قوله تعالى: {فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"فِي قوله: {فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} ، قال: أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". ٥٤قوله تعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللّه وَاللّه خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ"ثُمَّ ذَكَرَ رَفْعَهُ عِيسَى إِلَيْهِ حِينَ اجْتَمَعُوا لِقَتْلِهِ قَالَ: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللّه وَاللّه خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}، ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ وَرَدَّ عَلَيْهِمْ فِيمَا أَقَرَّ الْيَهُودُ بِصَلْبِهِ كَيْفَ رَفَعَهُ وَطَهَّرَهُ مِنْهُمْ ، فَقَالَ اللّه: {يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ} ٥٥" قوله تعالى: {إِذْ قَالَ اللّه يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ} حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ،" قوله: {إِذْ} فَقَدْ كَانَ" قوله تعالى: {يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،" قوله: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ} ، يقول: "إِنِّي مُمِيتُكَ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مَنَ لا يُتَّهَمُ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ قَالَ: "تَوَفَّى اللّه عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ثَلاثَ سَاعَاتٍ مِنَ النَّهَارِ حِينَ رَفَعَهُ إِلَيْهِ". وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: هُوَ فَاعِلٌ عَلَى ذَلِكَ بِهِ الوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ، عَنِ الْحَسَنِ،"فِي قوله: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ} ، قال: مُتَوَفِّيكَ مِنَ الأَرْضِ"وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ صُبْحٍ الْخَلالُ، ثنا مَرْوَانُ يعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا قَتَادَةُ،"فِي قوله: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} ، قال: هَذَا مِنَ الْمُقَدَّمِ وَالْمُؤَخِّرِ أَيْ رَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُتَوَفِّيكَ". قوله تعالى: {وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ،"عَنْ قوله: {وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} ، قال: رَفَعَهُ إِلَيْهِ وَهُوَ عِنْدَهُ فِي السَّمَاءِ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} إِذْ هَمُّوا مِنْكَ بِمَا هَمُّوا". أَخْبَرَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،"فِي قوله: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ} ، قال: رَفْعُهُ إِيَّاهُ: تَوَفِّيهِ إِيَّاهُ". قوله تعالى: {وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ،"عَنْ قوله: {وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} ، قال: طَهَّرَهُ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسِ وَمِنْ كُفَّارِ قَوْمِهِ". قوله تعالى: {وَجَاعِلُ} أَخْبَرَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: "{وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ} ، قال: نَاصِرًا مَنِ اتَّبَعَهُ عَلَى الإِسْلامِ". قوله تعالى: {الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، ثنا الرَّبِيعُ،" قوله: {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ} ، قال: هُمْ أَهْلُ الإِسْلامِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ عَلَى فِطْرَتِهِ، وَمِلَّتِهِ، وَسُنَّتِهِ لا يَزَالُونَ ظَاهِرِينَ عَلَى أَهْلِ الشِّرْكِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ، نحو ذلك. وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ،" قوله: {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} أَمَّا الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَيُقَالُ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ، وَيُقَالُ هُمُ الرُّومُ". قوله تعالى: {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ} حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيُّ، قَالا: قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْحِمْصِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الأَنْصَارِيَّ، يقول: قَالَ النُّعْمَانُ عَلَى الْمِنْبَرِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: "لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ لا يُبَالُونَ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللّه ، قَالَ النُّعْمَانُ: فِيمَنْ قَالَ إِنِّي أَقُولُ عَلَى رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَمْ يَقُلْ ؟ فَإِنَّ تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللّه، قَوْلُ اللّه عَزَّ وَجَلَّ: {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكَمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ،"فِي قوله: {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَـى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} هُمْ أَهْلُ الإِسْلامِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ عَلَـى فِطْرَتِهِ وَمِلَّتِهِ وَسُنَّتِهِ، لا يَزَالُونَ ظَاهِرِينَ عَلَى أَهْلِ الشِّرْكِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الضَّعِيفُ بِطَرَسُوسَ، ثنا عَلِيُّ يعْنِي ابْنَ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، ثنا مَطَرٌ الْوَرَّاقُ، عَنِ الْحَسَنِ،" قوله: {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} ، قال: هُمُ الْمُسْلِمُونِ، وَنَحْنُ مِنْهُمْ، وَنَحْنُ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ". قوله تعالى: {ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ} حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا آدَمُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ: "{ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ} ، قَالَ: يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ بَعْدَ الْحَيَاةِ". ٥٦قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا والآخرة وما لهم من ناصرين} حَدَّثَنَـا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبَى حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبَى مَالِكٍ، قَالَ: "فَهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ يُعَذَّبُونَ فِيهَا". ٥٧قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ، أنبأ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: "{وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ رَضِيَ اللّه عَنْهُمْ". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أنبأ هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ"الأَعْمَالُ الصَّالِحَةُ: سُبْحَانَ اللّه وَالْحَمْدُ للّه وَلا إِلَهَ إِلا اللّه وَاللّه أَكْبَرُ". قوله تعالى: {فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ} حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى، ثنا بَقِيَّةُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللّه الْكِنْدِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قوله: "{فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ} ، قَالَ: أُجُورَهُمْ أَنْ يُدْخِلَهُمُ الْجَنَّةَ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: حَدِيثٌ مُنْكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ قوله تعالى: {وَاللّه لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} أَخْبَرَنَـا أَبُو مُحَمَّدٍ ابْنُ بِنْتِ الشَّافِعِيِّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَمِّهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ: "{وَاللّه لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} لا يُقَرِّبُ الظَّالِمِينَ". حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، أنبأ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،" قوله: {الظَّالِمِينَ} ، يقول: "الْكَافِرِينَ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{الظَّالِمِينَ} أَيِ الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ يُظْهِرُونَ بِأَلْسِنَتِهِمُ الطَّاعَةَ وَقُلُوبُهُمْ مُصِرَّةٌ عَلَى الْمَعْصِيَةِ". ٥٨قوله تعالى: {ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو سَلَمَةَ، ثنا مُبَارَكٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ ، قَالَ: "أَتَى رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاهِبَا مِنْ نَجْرَانَ فَقَالَ أَحَدُهُمَا: مَنْ أَبُو عِيسَى ؟ وَكَانَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَعْجَلْ حَتَّى يَأْمُرُهُ رَبُّهُ، فَنَزَلَ عَلَيْهِ {ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ} إِلَى قَوْلِهِ { {مِنَ الْمُمْتَرِينَ}". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ} يَا مُحَمَّدُ {مِنَ الآيَاتِ}" قوله تعالى: {وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ} حَدَّثَنَـا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَسْرُوقِيُّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، عَنْ أَبِي الْمُخْتَارِ الطَّائِيِّ، عَنِ ابْنِ أَخِي الْحَارِثِ الأَعْوَرِ، عَنِ الْحَارِثِ الأَعْوَرِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: "سَتَكُونُ فِتَنٌ ، قُلْتُ: فَمَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا ؟ قَالَ: كِتَابُ اللّه هُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ وَالصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ} الْقَاطِعُ الْفَاصِلُ الْحَقُّ الَّذِي لَمْ يَخْلِطْهُ الْبَاطِلُ مِنَ الْخَبَرِ عَنْ عِيسَى وَعَنْ مَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْ أَمْرِهِ، فَلا تَقْبَلَنَّ خَبَرًا غَيْرَهُ". ٥٩قوله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللّه كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ من تراب ثم قال له كن فيكون} أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّيَ الْحُسَيْنُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،" قوله: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللّه كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} وَذَلِكَ أَنَّ رَهْطًا مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ قَدِمُوا عَلَى مُحَمَّدٍ الطَّيِّبِ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ فِيهِمُ السَّيِّدُ وَالْعَاقِبُ. فَقَالُوا لِمُحَمَّدٍ: مَا شَأْنُكَ تَذْكُرُ صَاحِبَنَا ؟ قَالَ: مَنْ هُوَ ؟ ، قَالُوا عِيسَى، تَزْعُمُ أَنَّهُ عَبْدُ اللّه، فَقَالَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَجَلْ إِنَّهُ عَبْدُ اللّه ، فَقَالُوا لَهُ: فَهَلْ رَأَيْتَ مِثْلَ عِيسَى أَوْ أُنْبِئْتَ بِهِ ؟ ثُمَّ خَرَجُوا مِنْ عِنْدَهِ، فَجَاءَهُ جِبْرِيلُ بِأَمْرِ رَبِّنَا السَّمِيعِ الْعَلِيمِ، فَقَالَ: قُلْ لَهُمْ إِذَا أَتَوْكَ {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللّه كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكِ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ}". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللّه فَاسْتَمِعْ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ، فَإِنْ قَالُوا: خُلِقَ عِيسَى مِنْ غَيْرِ ذَكَرٍ، فَقَدْ خُلِقَ آدَمُ مِنْ تُرَابٍ بِتِلْكَ الْقُدْرَةِ مِنْ غَيْرِ أُنْثَى وَلا ذَكَرٍ، وَكَانَ كَمَـا كَانَ عِيسَى لَحْمًا وَدَمًا وَشَعْرًا وَبَشَرًا، فَلَيْسَ خَلَقُ عِيسَى مِنْ غَيْرِ ذَكَرٍ بِأَعْجَبَ مِنْ هَذَا". قوله تعالى: {ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{ثُمّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} ، أَيْ ِلتَعْتَبِرُوا إِذَا شُبِّهَ عَلَيْهِمْ أَنَّهُ خُلِقَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ مِنْ غَيْرِ ذَكَرٍ، قُلْتُ لَـهُ بِالْقُدْرَةِ الَّتِي خَلَقْتَ بِهَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ كُنْ فَكَانَ، كَذَلِكَ قُلْتُ لِعِيسَى: كُنْ فَكَانَ". حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ،" قوله: {كُنْ فَيَكُونُ} فَهُوَ أَمْرُ عِيسَى وَالْقِيَامَةِ". ٦٠قوله تعالى: {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: "ثُمَّ قَالَ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكِ} مَا جَاءَكَ مِنَ الْخَبَرِ عَنْ عِيسَى مِنْ قِصَّةٍ بَعْدَ مَا اقْتَصَصْتُ عَلَيْكَ". قوله تعالى: {فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَحْمَسِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ مُبَارَكٍ يعْنِي ابْنَ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: "فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى عَلَى نَبِيِّهِ: {فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} قَالَ الْحَسَنُ ، يَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ فَلا تَكُنْ فِي شَكٍّ مِمَّا قَالا". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} أَيْ قَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَمْتَرِ فِيهِ". ٦١قوله تعالى: {فَمَنْ حَاجَّكَ} أَخْبَرَنَـا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ،" قوله: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ} ، يقول: مَنْ حَاجَّكَ فِي عِيسَى". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، نحو ذلك. قوله تعالى: {مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} فِيمَا اقْتَصَصْتُ عَلَيْكَ مِنَ الْخَبَرِ". قوله تعالى: {فَقُلْ تَعَالَوْا} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ : "{فَقُلْ تَعَالَوْا} فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هَلُمَّ أُدَاعِيكُمْ فَأَتَيَا كَانَ الْكَاذِبُ أَصَابَتْهُ اللَّعْنَةُ وَالْعُقُوبَةُ مِنَ اللّه عَاجِلا ، قَالُوا: نَعَمْ" قوله تعالى: {نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} حَدَّثَنَـا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ: "لَمَّا نَزَلَتْ {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} ، أَخَذَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ ثُمَّ انْطَلَقَ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، نحو ذلك. قوله تعالى: {وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ} حَدَّثَنَـا الأَحْمَسِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ مُبَارَكٍ، عَنِ الْحَسَنِ ،"فِي قوله: {تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَـاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ} قَرَأَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمَا وَدَعَاهُمَا إِلَى الْمُبَاهَلَةِ وَأَخَذَ بِيَدِ فَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَقَـالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: اصْعَدِ الْجَبَلَ وَلا تُبَاهِلُهُ فَإِنَّكَ إِنْ بَاهَلْتَهُ بُؤْتَ بِاللَّعْنِ، قَالَ: فَمَا تَرَى ؟ قَالَ: أَرَى أَنْ نُعْطِيَهُ الْخَرَاجَ وَلا نُبَاهِلُهُ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ أَبِي جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ، نحو ذلك. قوله تعالى: {وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ} حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ : "{فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ} فَأَخَذَ بِيَدِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَفَاطِمَةَ ، وَقَالَ لِعَلِيٍّ: اتْبَعْنَا، فَخَرَجَ مَعَهُمْ وَلَمْ يَخْرُجْ يَوْمَئِذٍ النَّصَارَى ، قَالُوا: إِنَّا نَخَافُ أَنْ يَكُونَ هَذَا هُوَ النَّبِيُّ وَلَيْسَ دَعْوَةُ الأَنْبِيَاءِ كَغَيرِهِمْ فَتَخَلَّفُوا، فَقَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ خَرَجُوا لاحْتَرَقُوا، فَصَالَحُوهُ عَلَى صُلْحٍ عَلَى أَنَّ لَهُ عَلَيْهِمْ ثَمَانِينَ أَلْفًا". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَيُّوبُ بْنُ عُرْوَةَ الْكُوفِيُّ يعْنِي نَزِيلَ الرَّيِّ، ثنا الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ: "{وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ} ، قَالَ: النَّبِيُّ وَعَلِيٌّ". قوله تعالى: {ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللّه عَلَى الْكَاذِبِينَ} حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "لَوْ خَرَجَ الَّذِينَ يُبَاهِلُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَرَجَعُوا لا يَجِدُونَ أَهْلا وَلا مَالا". حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللّه الْهَرَوِيُّ، أنبأ حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ لِيَ ابْنُ كَثِيرٍ: "أَمَّا الَّذِينَ دُعُوا إِلَى الابْتِهَالِ فَالنَّصَارَى". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَزْهَرُ بْنُ حَاتِمٍ، وَمَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، وَالسِّيَاقُ لأَزْهَرَ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَاتٍ وَهُوَ يَدْعُو، وَرَفَعَ يَدَيْهِ فَانْفَلَتَ زِمَامُ النَّاقَةِ مِنْ يَدِهِ، فَتَنَاوَلَهُ فَرَفَعَ يَدَهُ، فَقَالَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ: هَذَا الابْتِهَالُ وَهَذَا التَّضَرُّعُ". أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: "{ثُمَّ نَبْتَهِلْ} نَجْتَهِدْ". ٦٢قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ} أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّيَ الْحُسَيْنُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،" قوله: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ} ، يقول: إِنَّ هَذَا الَّذِي قُلْنَا فِي عِيسَى هُوَ الْحَقُّ، {وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا اللّه وَإِنَّ اللّه لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}". ٦٣قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللّه عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{فَإِنْ تَوَلَّوْا} عَلَى كُفْرِهِمْ" قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ } حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا الضَّحَّاكُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حَوْشَبٍ، وَغَيْرِهِ،"أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، كَتَبَ إِلَى أَلْيُونَ طَاغِيَةِ الرُّومِ، قَالَ: فِيمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ } ، يعْنِي الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى {تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ}". ٦٤قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللّه بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ عَبْدَ اللّه بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، بِأَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ أَخْبَرَهُ،"أَنَّ هِرَقْلَ دَعَا بِكِتَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا فِيهِ: مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللّه وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ ، سَلامٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي أَدْعُوكُمْ بِدِعَايَةِ الإِسْلامِ، فَأَسْلِمْ تَسْلَمْ يُؤْتِكَ اللّه أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ اليَرِيسِيِّنَ، وَيَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَـا وَبَيْنَكُمْ أَن نَعْبُدَ اللّه وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللّه، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا: اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ". أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ،"فِي قوله: {تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللّه} ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا يَهُودَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ إِلَى ذَلِكَ فَأَبَوْا عَلَيْهِ فَجَاهَدَهُمْ حَتَّى أَقَرُّوا الْجِزْيَةَ". قوله تعالى: {كَلِمَةٍ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ، قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ"كَلِمَةُ السَّوَاءِ لا إِلَهَ إِلا اللّه"وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ،"عَنْ ٦٥قوله: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ} ، قال: دُعُوا إِلَى الإِسْلامِ فَأَبَوْا"الوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ} ، قال: دَعَاهُمْ إِلَى النَّصَفِ وَقَطَعَ عَنْهُمُ الْحِجَّةَ". قوله تعالى: {سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللّه وَلا نشرك به شيئا} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ،" قوله: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} ، يقول: عَدْلٌ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ". قوله تعالى: {وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللّه} حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ، أنبأ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ،"فِي قوله: {أَرْبَابًا} يعْنِي الأَصْنَامَ". أَخْبَرَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،" قوله: {أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللّه} ، قال: يُقَالُ: إِنَّ الرُّبُوبِيَّةَ أَنْ يُطِيعَ النَّاسُ سَادَتَهُمْ وَقَادَتَهُمْ فِي غَيْرِ عِبَادَةٍ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ، ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ،"في قوله: {وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللّه} ، قال: سُجُودُ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ". قال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّورَاةُ وَالإنجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ * هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَاللّه يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ * مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّه وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ * وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّه وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ } قوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ } حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبَى نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ} ، قال: الْيَهُودُ ". وَالوجه الثَّانِي: أَخْبَرَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ} قَالَتِ النَّصَارَى: كَانَ نَصْرَانِيًّا، وَقَالَتِ الْيَهُودُ كَانَ يَهُودِيًّا". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ الشَّعْبِيِّ، نحو ذلك. قوله تعالى: {لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ} حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،" قوله: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ} الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى بَرَّأَهُ اللّه مِنْهُمْ حِينَ ادَّعَتْ كُلُّ أُمَّةٍ أَنَّهُ مِنْهُمْ، وَأَلْحَقَ بِهِ الْمُؤْمِنِينَ ِمَّنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ عَلَى الْحَنِيفِيَّةِ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، وَالسُّدِّيِّ، وَقَتَادَةَ، نحو ذلك. قوله تعالى: {وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالإِنْجِيلُ} حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ،"عَنْ قوله: {وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالإِنْجِيلُ} ، قال: وَاللّه مَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالإِنْجِيلُ إِلا عَلَى مِلَّةِ إِبْرَهِيمَ، فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَهِيمَ". قوله تعالى: {إِلا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ} حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالإِنْجِيلُ إِلا مِنْ بَعْدِهِ} كَانَتِ الْيَهُودِيَّةُ وَالنَّصْرَانِيَّةُ". قَـالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّهُ قَـالَ: كَانَتِ الْيَهُودِيَّةُ بَعْدَ التَّوْرَاةِ، وَكَانَتِ النَّصْرَانِيَّةُ بَعْدَ الإِنْجِيلِ قوله تعالى: {أَفَلا تَعْقِلُونَ} أَخْبَرَنَـا أَبُو زَيْدٍ الْقَرَاطِيسِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَصْبَغُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ، يقول فِي قوله: {أَفَلا تَعْقِلُونَ} ، أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ". ٦٦قوله تعالى: {هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، قَالَ: قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: "{هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} ، يقول: فِيمَا شَهِدْتُمْ وَرَأَيْتُمْ وَعَايَنْتُمْ"الوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} أَمَّا الَّذِي لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ فَمَا حُرِّمَ عَلَيْهِمْ وَمَا أُمِرُوا بِهِ"وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ،"عَنْ قوله: {هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} ، فَقَالَ: يُعْذَرُ مَنْ حَاجَّ بِعِلْمٍ، وَلا يُعْذَرُ مَنْ حَاجَّ بِالْجَهْلِ". قوله تعالى: {فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، قَالَ: قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: "{فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} ، يقول: فِيمَا لَمْ يَشْهَدُوا، وَلَمْ يَرَوْا، وَلَمْ يُعَايِنُوا، وَاللّه يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ"وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} أَمَّا الَّذِي لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ فَشَأْنُ إِبْرَهِيمَ"وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ،"عَنْ قوله: {فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} ، قال: لا يُعْذَرُ مَنْ حَاجَّ بِالْجَهْلِ". ٦٧قوله تعالى: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا} قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، ثنا بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلٍ، قَالَ: قَالَ كَعْبٌ وَأَصْحَابُهُ ، وَنَفَرٌ مِنَ النَّصَارَى: "إِنَّ إِبْرَهِيمَ مِنَّا وَمُوسَى مِنَّا وَالأَنْبِيَاءَ مِنَّا، فَقَالَ اللّه عَزَّ وَجَلَّ: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا}". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّعْدِيُّ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، قَالَ: قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: "زَعَمُوا أَنَّهُ مَاتَ يَهُودِيًّا فَأَكْذَبَهُمُ اللّه وَأَدْحَضَ حُجَّتَهُمْ". قوله تعالى: {وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{حَنِيفًا} ، يقول: حَاجًّا". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، وَالضَّحَّاكِ، وَعَطِيَّةَ، وَالسُّدِّيُّ، نحو ذلك. وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا قَبِيصَةُ، وَعِيسَى بْنُ جَعْفَرٍ، قَالا: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{حَنِيفًا} ، قال: مُتَّبَعًا". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، نحو ذلك. وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ: "{حَنِيفًا} ، قال: الْحَنِيفُ الْمُسْتَقِيمُ". قَالَ أَبُو صَخْرٍ: عَنْ عِيسَى بْنِ جَارِيَةَ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ مِثْلَهُ وَالوجه الرَّابِعُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَحْمَسِيُّ، ثنا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، عَنْ أَبِي قُتَيْبَةَ النَّضْرِيِّ يعْنِي نُعَيْمَ بْنَ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ،"فِي قوله: {حَنِيفًا} الْحَنِيفُ الَّذِي يُؤْمِنُ بِالرُّسُلِ كُلِّهِمْ مِنْ أَوَّلِهِمْ إِلَى آخِرِهِمْ"وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا النُّفَيْلِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ خُصَيْفٍ،"فِي قوله: {حَنِيفًا} ، قال: الْحَنِيفُ الْمُخْلِصُ". قوله تعالى: {مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} حَدَّثَنَـا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ قِرَاءَةً، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ، أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيِّ،"فِي قوله: {حَنِيفًا مُسْلِمًا} مُخْلِصًا". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، نحو ذلك. ٦٨قوله تعالى: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ} حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ عَبْدِ اللّه، ح وَحَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللّه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ وُلاةً مِنَ النَّبِيِّينَ، وَإِنَّ وَلِيِّي مِنْهُمْ أَبِي وَخَلِيلُ رَبِّي إِبْرَهِيمَ ، ثُمَّ قَرَأَ: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللّه وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ}"وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: يقول اللّه تَعَالَى: "{إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ} ، وَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ"وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّعْدِيُّ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ،" قوله: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ} عَلَى مِلَّتِهِ وَسُنَّتِهِ وَمِنْهَاجِهِ، وَكَانَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ". قوله تعالى: {وَهَذَا النَّبِيُّ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ،"فِي قوله: {وَهَذَا النَّبِيُّ} ، وَهُوَ نَبِيُّ اللّه مُحَمَّدٌ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ، نحو ذلك. قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا} ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، أنبأ سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، سَمِعَ الْحَكَمَ بْنَ مِينَـاءٍ ، يقول: إِنَّ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنَّ أَوْلَى النَّـاسِ بِالنَّبِيِّ الْمُتَّقُونَ فَكُونُوا أَنْتُمْ بِسَبِيلِ ذَلِكَ فَانْظُرُوا أَنْ لا يَلْقَانِي النَّـاسُ يَحْمِلُونَ الأَعْمَالَ، وَتَلْقَوْنِي بِالدُّنْيَا تَحْمِلُونَهَا فَأَصُدَّ عَنْكُمْ بِوَجْهِي ، ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْهِمْ هَذِهِ الآيَةَ: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللّه وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ}". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ: "{وَالَّذِينَ آمَنُوا} وَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ صَدَّقُوا نَبِيَّ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاتَّبِعُوهُ، فَكَانَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّه وَالَّذِينَ مَعَهُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ، نحو ذلك. وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ،"عَنْ قوله: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا} ، قَالَ: كُلُّ مُؤْمِنٍ وَلِيٌّ لإِبْرَاهِيمَ مِمَّنْ مَضَى وَمِمَّنْ بَقِيَ". قوله تعالى: {وَاللّه وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} ذُكِرَ عَنْ شَيْبَانَ، ثنا أَبُو هِلالٍ، ثنا قَتَادَةُ، قَالَ: لَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللّه الْفِرْيَةَ مَنْ قَالَ: يَكُونُ مُؤْمِنًا فَاسِقًا، وَمُؤْمِنًا جَاهِلا، وَمُؤْمِنًـا خَائِنًـا، قَالَ اللّه تَعَالَى فِي كِتَابِهِ: {إِنَّ أَوْلَى النَّـاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللّه وَلَّيُّ الْمُؤْمِنِينَ} فَالْمُؤْمِنُ وَلِيُّ اللّه حَبِيبُ اللّه". ٦٩قوله تعالى: {وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: "كُلُّ شَيْءٍ فِي آلِ عِمْرَانَ مِنْ ذِكْرِ أَهْلِ الْكِتَابِ فَهُوَ فِي النَّصَارَى". قوله تعالى: {لِمَ تَكْفُرُونْ} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ،"عَنْ قوله: {لِمَ تَكْفُرُونَ} ، قال: تَجْحَدُونَ". قوله تعالى: {بِآيَاتِ اللّه} حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ،" ٧٠قوله: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّه} أَمَّا آيَاتُ اللّه فَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"وَالوجه الثَّانِي: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، ثنا بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ،" قوله: {لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّه} ، يقول: لِمَ تَكْفُرُونَ بِالْحُجَجِ". قوله تعالى: {وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ} حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،" قوله: {وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ} أَمَّا تَشْهَدُونَ فَتَشْهَدُونَ أَنَّهُ الْحَقَّ يَجِدُونَهُ عِنْدَهُمْ مَكْتُوبًا". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ،"فِي قوله: {لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّه وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ} ، يقول: تَشْهَدُونَ أَنَّ نَعْتَ نَبِيِّ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كِتَابِكُمْ، ثُمَّ تَكْفُرُونَ بِهِ وَلا تُؤْمِنُونَ بِهِ وَأَنْتُمْ تَجِدُونَهُ عِنْدَكُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ: النَّبِيَّ الأُمِّيَّ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ، نحو ذلك. قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدٍ، ثنا بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ،" قوله: {لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّه وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ} أَنَّ الْقُرْآنَ حَقٌّ وَأَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولُ اللّه يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ"وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ، عَنْ قوله: "{لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّه وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ} ، قال: تَعْرِفُونَ وَتَجْحَدُونَ وَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ". أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،"فِي قوله: {لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّه وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ} عَلَى أَنَّ الدِّينَ الإِسْلامَ لَيْسَ للّه دَيْنٌ غَيْرُهُ". ٧١قال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } قوله تعالى: {لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ} قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُفَضَّلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، ثنا بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ: "{لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ} ، يقول: لِمَ تَخْلِطُونَ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ: "{لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ} ، يقول: لِمَ تَلْبِسُونَ الْيَهُودِيَّةَ وَالنَّصْرَانِيَّةَ بِالإِسْلامِ وَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ دِينَ اللّه لا يُقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ غَيْرُ الإِسْلامِ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، نحو ذلك. حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ ، وَقَالَ عَبْدُ اللّه بْنُ الصَّيْفِ، وَعَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ عَوْفٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: "تَعَالَوْا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ غُدْوَةً وَنَكْفُرُ بِهِ عَشِيَّةً، حَتَّى نُلْبِسَ عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ لَعَلَّـهُمْ يَصْنَعُونَ كَمَا نَصْنَعُ فَيَرْجِعُونَ عَنْ دِينِهِمْ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى فِيهِمْ: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} إِلَى قَوْلِهِ { قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّه يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللّه وَاسِعٌ عَلِيمٌ}" قوله تعالى: {وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ} حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ،"أَمَّا قوله: {وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ} مُحَمَّدٌ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَقَتَادَةَ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، نحو ذلك. وَالوجه الثَّانِي: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،" قوله: {وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ} ، قال: الإِسْلامُ دَيْنُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". قوله تعالى: {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، ثنا بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ: "{وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} تَعْلَمُونَ أَنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللّه الإِسْلامُ وَأَمَرَ مُحَمَّدٍ حَقٌّ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، نحو ذلك. ٧٢قوله تعالى: {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ} حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} ، قال: كَانَ أَحْبَارُ قُرَى عَرَبِيَّةٍ اثْنَيْ عَشَرَ حَبْرًا". قوله تعالى: {مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عُبَيْدُ اللّه، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ: "{وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} ، قال: كَانَتِ الْيَهُودُ ". قوله تعالى: {آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا} وَبِهِ عَنْ أَبِي مَـالِكٍ: "{وَقَـالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ} ، قال: كَانَتِ الْيَهُودُ تَقُولُ أَحْبَارُهَا لِلَّذِينَ مِنْ دونِهِمْ: آمِنُوا بِمُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ أَوَّلَ النَّهَارِ، وَقُولُوا نَحْنُ عَلَى دِينِكُمْ، فَإِذَا كَانَ آخِرُهُ فَأْتُوهُمْ فَقُولُوا: إِنَّـا عَلَى دِينِنَا الأَوَّلِ، وَإِنَّا سَأَلْنَا عُلَمَاءَنَا فَأَخْبَرُونَا أَنَّكُمْ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ، أَنَّهُ قَالَ: ادْخُلُوا فِي دَيْنِ مُحَمَّدٍ وَقُولُوا: نَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا حَقٌّ حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ،"فِي قوله: {آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا} قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَعْطُوهُمُ الرِّضَى بِدِينِهِمْ". قوله تعالى: {وَجْهَ النَّهَارِ} حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا أَبُو كُدَيْنَةَ يَحْيَى بْنُ الْمُهَلَّبِ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{وَقَـالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ} ، قال: كَانُوا يَكُونُونَ مَعَهُ أَوَّلَ النَّهَارِ يُمَارُونَهُمْ وَيُكَلِّمُونَهُمْ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ، وَأَبِي مَالِكٍ ، وَالسُّدِّيِّ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، نحو ذلك. الوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{وَجْهَ النَّهَارِ} تَقُولهُ يَهُودٌ، وَصَلَّتْ مَعَ مُحَمَّدٍ صَلاةَ الْفَجْرِ وَكَفَرُوا آخِرَ النَّهَارِ، مَكْرًا مِنْهُمْ لِيُرُوا النَّاسَ أَنْ قَدْ بَدَتْ لَهُمْ مِنْهُ الضَّلالَةُ بَعْدَ إِذْ كَانُوا اتَّبَعُوهُ". قوله تعالى: {وَاكْفُرُوا آخِرَهُ} حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا أَبُو كُدَيْنَةَ يَحْيَى بْنُ الْمُهَلَّبِ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} ، قال: فَإِذَا أَمْسَوْا وَحَضَرَتِ الصَّلاةُ كَفَرُوا بِهِ وَتَرَكُوهُ". أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،" قوله: {وَاكْفُرُوا آخِرَهُ} ، قال: ذَلِكَ، أَنَّ طَائِفَةً مِنَ الْيَهُودِ قَالُوا: إِذَا لَقِيتُمْ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ أَوَّلَ النَّهَارِ فَآمَنُوا، وَإِذَا كَانَ آخِرُهُ فَصَلُّوا صَلاتَكُمْ، لَعَلَّهُمْ يَقُولُونَ هَؤُلاءِ أَهْلُ الْكِتَابِ وَهُمْ أَعْلَمُ مِنَّا". قوله تعالى: {لَعَلَّهُمْ} حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ،" قوله: {لَعَلَّهُمْ} يعْنِي: كَيْ". قوله تعالى: {يَرْجِعُونَ} حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللّه: "{لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} ، قال: لَعَلَّهُمْ يَتُوبُونَ"وَالوجه الثَّانِي: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَبِي، حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،" قوله: {يَرْجِعُونَ} ، قال: لَعَلَّهُمْ يَنْقَلِبُونَ عَنْ دِينِهِمْ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّهُ قَالَ: لَعَلَّهُمْ يَدَعُونَ دِينَهُمْ ، وَقَالَ السُّدِّيُّ: لَعَلَّهُمْ يَشُكُّونَ حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عُبَيْدُ اللّه، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ: "{لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} ، قَالَ: لَعَلَّ الْمُسْلِمِينَ يَرْجِعُونَ إِلَى دِينِكُمْ وَيَكْفُرُونَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". وَرُوِيَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، أَنَّهُ قَالَ: "لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ عَنْ دِينِهِمْ إِلَى الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْه ٧٣قوله تعالى: {وَلا تُؤْمِنُوا إِلا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ} حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، قَالَ: "كَانَ الْيَهُودُ يَقُولُ: أَحْبَارُهُمْ لِلَّذِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تُؤْمِنُوا إِلا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللّه}". حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: "فَأَخْبَرَ اللّه رَسُولَهُ بِذَلِكَ وَقَالُوا: لا تُؤْمِنُوا إِلا لِمَنْ تَبِعَ الْيَهُودِيَّةَ قَالُوا: لا تُؤْمِنُوا إِلا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ". قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللّه} حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ: "قَالَ الْيَهُودُ : وَلا تُؤْمِنُوا إِلا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ ، فَأَنْزَلَ اللّه: {قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللّه}". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ: قوله: {وَلا تُؤْمِنُوا إِلا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ} قَالَ اللّه لِمُحَمَّدٍ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللّه أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،" قوله: {إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللّه} ، قال: هَذَا الأَمْرُ الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ". قوله تعالى: {أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ} حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى، أنبأ إِسْرَائِيلُ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،" قوله: {أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم} ، قَالا: أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،" قوله: {أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ} ، يقول: مَا أُوتِيَ أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ"وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ} حَسَدًا مِنْ يَهُودٍ أَنْ تَكُونَ النُّبُوَّةُ فِي غَيْرِهِمْ، وَإِرَادَةَ أَنْ يُتَابَعُوا عَلَى دِينِهِمْ". قوله تعالى: {أو يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ} حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{أو يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ} ، يَقُولُ الْيَهُودُ : فَعَلَ اللّه بِنَا كَذَا وَكَذَا مِنَ الْكَرَامَةِ حَتَّى أَنْزَلَ عَلَيْنَا الْمَنَّ وَالسَّلْوَى". أَخْبَرَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: "{أو يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ} ، قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: لا تُخْبِرْهُمْ بِمَا بَيَّنَ اللّه لَكُمْ فِي كِتَابِهِ، يُخَاصِمُوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ، فَيَكُونَ لَهُمْ حَجَّةٌ عَلَيْكُمْ". قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّه يُؤْتِيَهِ مَنْ يَشَاءُ واللّه واسع عليم} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ،" قوله: {أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ} ، قال: يَقُولُ لَمَّا أَنْزَلَ اللّه كِتَابًا مِثْلَ كِتَابِكُمْ وَبَعَثَ نَبِيًّا مِثْلَ نَبِيِّكُمْ حَسَدْتُمُوهُ عَلَى ذَلِكَ {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّه يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللّه وَاسِعٌ عَلِيمٌ}". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ، نحو ذلك. حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،" قوله: {إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ} ، قال: يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ فَإِنَّ الَّذِي أَعْطَيْتُكُمْ أَفْضَلُ، فَقُولُوا: {إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّه يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ}". وَبِهِ عَنِ السُّدِّيِّ: "{يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ} ، قال: يَخْتَصُّ بِهِ مَنْ يَشَاءُ" قوله تعالى: {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ} حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ} ، قال: النُّبُوَّةُ،". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، مِثْلُ ذَلِكَ وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ،"فِي ٧٤قوله: {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ} ، فَقَالَ رَحْمَتُهُ الإِسْلامُ يَخْتَصُّ بِهَا مَنْ يَشَاءُ". قوله تعالى: {وَاللّه ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،" قوله: {عَظِيمٌ} يعْنِي: وَافِرٌ". ٧٥قوله تعالى: {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك} حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ،" قوله: {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} فَقَالَ"كَانَتْ تَكُونُ دُيُونٌ لأَصْحَابِ مُحَمَّدٍ إِنْ أَمْسَكْنَاهَا، وَهُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ أُمِرُوا أَنْ يُؤَدُّوا إِلَى كُلِّ مُسْلِمٍ عَهْدَهُ". أَخْبَرَنَـا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو السَّكُونِيُّ الْحِمْصِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: "إِنَّمَا سُمِّيَ الدِّينَارُ لأَنَّهُ دَيْنٌ وَنَارٌ قَالَ: مَعْنَاهُ: إِنَّ مَنْ أَخَذَهُ بِحَقِّهِ فَهُوَ دَينُهُ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ فَلَهُ النَّارُ"، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ {الْقِنْاطَيرِ} فِي أَوَّلِ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ قوله تعالى: {إِلا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا} حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،" قوله: {إِلا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا} مُوَاظِبًا". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ عَطَاءٍ، مِثْلُ ذَلِكَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: "{مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا} ، قال: تَقْتَضِيهِ إِيَّاهُ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَقَتَادَةَ، أَنَّهُمَا قَالا: إِلا مَا طَلَبْتَهُ وَاتَّبَعْتَهُ حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،" قوله: {مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا} ، يقول: مُعْتَرِفٌ بِأَمَانَتِهِ مَادُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا عَلَى رَأْسِهِ، فَإِذَا قُمْتَ ثُمَّ جِئْتَ تَطْلُبُهُ كَافَرَكَ الَّذِي يُؤَدِّي، وَالَّذِي يَجْحَدُ"وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الضَّحَّاكِ، ثنا سُوَيْدٌ يعْنِي ابْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: سَمِعْتُ نُمَيْرَ بْنَ أَوْسٍ، يقول: "{إِلا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ} ، قال: الْبَيِّنَةُ". قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ قُلْتُ: "إِنَّـا نَسِيرُ فِي أَرْضِ أَهْلِ الذِّمَّةِ فَنُصِيبُ مِنْهُمْ بِغَيْرِ ثَمَنٍ، قَـالَ: فَمَا تَقُولُونَ ؟ نَقُولُ: لا بَأْسَ بِهِ ، قَالَ: أَنْتُمْ تَقُولُونَ كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابِ : {لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّه الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُوالرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، ثنا يَعْقُوبُ، أنبأ جَعْفَرٌ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ: "لَمَّا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابِ: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} قَالَ نَبِيُّ اللّه: كَذَبَ أَعْدَاءُ اللّه مَا مِنْ شَيْءٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِلا وَهُوَ تَحْتَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ، إِلا الأَمَانَةَ فَإِنَّهَا مُؤَدَّاةٌ إِلَى الْبَرِّ وَالْفَاجِرِ". حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} ، قال: فَيَقُولُ لَهُ الْمُؤْمِنُ مَا بَالُكَ لا تُؤَدِّي أَمَانَتَكَ ؟ فَيَقُولُ: لَيْسَ عَلَيْنَا حَرَجٌ فِي أَمْوَالِ الْعَرَبِ سَبِيلٌ، قَدْ أَحَلَّهَا اللّه لَنَا". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَتِ الْيَهُودُ : لَيْسَ عَلَيْنَا فِيمَا أَصَبْنَا مِنْ أَمْوَالِ الْعَرَبِ سَبِيلٌ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،"فِي قوله: {لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} ، قال: بَايَعَهُمْ نَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالُوا: لَيْسَ عَلَيْنَا أَمَانَةٌ، وَلا قَضَاءَ لَكُمْ عِنْدَنَا لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ دِينَكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ عَلَيْهِ، وَادَّعُوا أَنَّهُمْ وَجَدُوا ذَلِكَ فِي كِتَابِهِمْ قَالَ: {وَيَقُولُونَ عَلَى اللّه الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}"وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ: "{لَيْسَ عَلَيْنَـا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} قَالُوا: لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْمُشْرِكِينَ سَبِيلٌ يَعْنُونَ: مَنْ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ". قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ عَلَى اللّه الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: {وَيَقُولُونَ عَلَى اللّه الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} ، فَيَقُولُ: لَيْسَ عَلَيْنَا حَرَجٌ فِي أَمْوَالِ الْعَرَبِ سَبِيلٌ قَدْ أَحَلَّهَا اللّه لَنَا فَيَقُولُ عَلَى اللّه الْكَذِبَ وَهُوَ يَعْلَمُ". قوله تعالى: {بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى} حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ،"عَنْ ٧٦قوله: {بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى} ، قال: أُمِرُوا أَنْ يُؤَدُّوا إِلَى كُلِّ مُسْلِمٍ عَهْدَهُ". قوله تعالى: {فَإِنَّ اللّه يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا أَبُو عَقِيلٍ عَبْدُ اللّه بْنُ عَقِيلٍ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ يَزِيدَ، وَعَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ السَّعْدِيِّ،"وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يَكُونُ الرَّجُلُ مِنَ الْمُتَّقِينَ حَتَّى يَدَعَ مَا لا بَأْسَ بِهِ حَذَرًا لِمَا بِهِ منَ الْبَأْسِ"وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ عِمْرَانَ الأَصْبَهَانِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ يعْنِي الرَّازِيَّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: "كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ أَبِي وَائِلٍ، فَدَخَلَ رَجُلٌ يُقَالُ لَـهُ أَبُو عَفِيفٍ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ، فَقَالَ لَهُ شَقِيقُ بْنُ سَلَمَةَ: أَلا تُحَدِّثُنَـا، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ؟ قَالَ: بَلَى، سَمِعْتُهُ يقول: "يُحْبَسُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي بَقِيعٍ وَاحِدٍ فَيُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ الْمُتَّقُونَ ؟ فَيَقُومُونَ فِي كَنَفِ الرَّحْمَنِ لا يَحْتَجِبُ اللّه مِنْهُمْ وَلا يَسْتَتِرُ ، قُلْتُ: مَنِ الْمُتَّقُونَ ؟ قَـالَ: قَوْمٌ اتَّقُوا الشِّرْكَ وَعِبَادَةَ الأَوْثَانِ وَأَخْلَصُوا للّه الْعِبَادَةَ فَيَمُرُّونَ إِلَى الْجَنَّةِ". ٧٧قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّه} حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ يعْنِي الطَّنَافِسِيَّ، حَدَّثَنِي وَاقِدٌ بَيَّاعُ الْغَنَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، قَالَ: "مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ يَتَآكَلُ النَّاسَ بِهِ أَتَى اللّه يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَوَجْهُهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ ذَلِكَ بِأَنَّ اللّه يَقُولُ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّه وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلا}". قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّه وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلا} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ مَسْعُودٍ: "كُنَّـا مَعَهُ فِي الْمَسْجِدِ جُلُوسًا، فَقَالَ: "مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ لِيَسْتَحِقَّ بِهَا مَالا وَهُوَ فِيهَا فَاجِرٌ، لَقِيَ اللّه وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ، وَبَيَانُ ذَلِكَ فِي الْقُرْآنِ {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّه وَأَيمَانِهِمْ ثَمَنًـا قَلِيلا} إِلَى آخِرِ الآيَةِ، قَالَ: فَجَاءَ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، فَقَالَ: فِيَّ وَاللّه نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ، كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ حَقٌّ فِي بِئْرٍ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: شَاهِدَاكَ وَإِلا فَيَمِينُهُ، قَالَ: فَقُلْتُ: وَاللّه إِذًا يَا رَسُولَ اللّه، إِذْ وَاللّه يَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ وَهُوَ فِيهَا فَاجِرٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ لِيَسْتَحِقَّ بِهَا مَالا وَهُوَ فِيهَا فَاجِرٌ لَقِيَ اللّه وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ ، فَنَزَلَ فِي الْقُرْآنِ {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّه وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلا} إِلَى آخِرِ الآيَةِ"وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا هُشَيْمٌ، أنبأ الْعَوَّامُ يعْنِي ابْنَ حَوْشَبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يعْنِي السَّكْسَكِيَّ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ أَبِي أَوْفَى: أَنَّ رَجُلا أَقَامَ سِلْعَةً لَـهُ فِي السُّوقِ فَحَلَفَ بِاللّه لَقَدْ أَعْطَى بِهَا مَا لَمْ يُعْطَهُ، لِيُوقِعَ فِيهَا رَجُلا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّه وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلا} إِلَى آخِرِ الآيَةِ". قوله تعالى: {أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ} حَدَّثَنَـا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا آدَمُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"يعْنِي قوله: {لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ} ، يقول: نَصِيبٌ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ، وَالسُّدِّيِّ، نحو ذلك. وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ،"فِي قوله: {لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ} ، قال: لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ جِهَةٌ عِنْدَ اللّه". قَالَ مَعْمَرٌ: وَقَالَ الْحَسَنُ: "لَيْسَ لَهُ دِينٌ قوله تعالى: {وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللّه وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ولا يزكيهم} أَخْبَرَنَـا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قِرَاءَةً، أنبأ ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ زَيَّانَ بْنِ فَائِدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَن ّرَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "مِنَ الْعِبَادِ عِبَادٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللّه يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ، وَلا يُطَهِّرُهُمْ، وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ ، قَالُوا: مَنْ أُولَئِكَ يَا رَسُولَ اللّه ؟ قَالَ: الْمُتَبَرِّئُ مِنْ وَالِدَيْهِ رَغْبَةً عَنْهُمَا، وَالْمُتَبَرِّئُ مِنْ وَلَدِهِ، وَرَجُلٌ أَنْعَمَ عَلَيْهِ قَوْمٌ فَكَفَرَ نِعْمَتَهُمْ وَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَحْمَسِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللّه، وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: رَجُلٌ مَنَعَ ابْنَ السَّبِيلِ فَضْلَ مَاءٍ عِنْدَهُ، وَرَجُلٌ حَلَفَ عَلَى سِلْعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ كَاذِبًا فَصَدَّقَةُ فَاشْتَرَاهَا بِقَوْلِهِ، وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَامًا فَإِنْ أَعْطَاهُ وَفَّى لَهُ، وَإِنْ لَمْ يُعْطِهِ لَمْ يَفِ لَهُ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَحْمَسِيُّ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، وَعَمْرٌو الأَوْدِيُّ، قَالُوا: ثنا وَكِيعٌ، ثنا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللّه، وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: شَيْخٌ زَانٍ، وَمَلِكٌ كَذَّابٌ، وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ". حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ،"عَنْ قوله: {أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللّه وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} ، فَقَالَ: هَؤُلاءِ أَقْوَامٌ بَاعُوا خَلاقَهُمْ بِالدُّنْيَا فَقَالَ: أَنْبَأَكُمُ اللّه كَيْفَ يَصْنَعُ بِهِمْ"وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ الْمُصَفَّى، ثنا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي أَرْطَأَةُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "ثَلاثَةٌ فِي الْمَنْسَا تَحْتَ قَدَمِ الرَّحْمَنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُكَلِّمُهُمُ اللّه يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلا يُزَكِّيهِمْ ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّه: مَنْ هُمْ ؟ جَلِّهِمْ لَنَا ، قَالَ: الْمُكَذِّبُ بِأَقْدَارِ اللّه، وَمُدْمِنُ الْخَمْرِ، وَالْمُتَبَرِّئُ مِنْ وَلَدِهِ". حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أنبأ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"فِي قوله: {عَذَابٌ أَلِيمٌ} ، يقول: نَكَالٌ مُوجِعٌ". ٧٨قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا} أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،" قوله: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا} وَهُمُ الْيَهُودُ ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَقَتَادَةَ، نحو ذلك. وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ،"عَنْ قوله: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ} ، قال: هُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ كُلُّهُمْ" قوله تعالى: {يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ من الكتاب} أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّيَ الْحُسَيْنُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله: "{يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ} وَهُمُ الْيَهُودُ كَانُوا يَزِيدُونَ فِي كِتَابِ اللّه مَا لَمْ يُنْزِلِ اللّه"وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،" قوله: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ} ، قال: يُحَرِّفُونَهُ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَالْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، نحو ذلك. قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللّه وَمَا هُوَ مِنْ عند اللّه} أَخْبَرَنَـا أَبُو عَبْدِ اللّه الطِّهْرَانِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ وَهْبًا، يَقُولُ: "إِنَّ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ كَمَا أَنْزَلَـهُمَا اللّه لَمْ يُغَيَّرْ مِنْهُمَا حَرْفٌ وَلَكِنَّهُمْ يُضِلُّونَ بِالتَّحْرِيفِ وَالتَّأْوِيلِ، وَكُتُبٌ كَانُوا يَكْتُبُونَهَا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ، وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللّه وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللّه فَأَمَّا كُتُبُ اللّه فَإِنَّهَا مَحْفُوظَةٌ لا تُحَوَّلُ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ: "{وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللّه وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللّه} ، قال: هُمْ أَعْدَاءُ اللّه الْيَهُودُ حَرَّفُوا كِتَابَ اللّه، وَابْتَدَعُوا فِيهِ، وَزَعَمُوا أَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اللّه". قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ عَلَى اللّه الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ،"عَنْ قوله: {وَيَقُولُونَ عَلَى اللّه الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} ، قال: هُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ كُلُّهُمْ قَدْ كَذَبُوا عَلَى اللّه، وَحَرَّفُوا الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ". ٧٩قوله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللّه الْكِتَابَ} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ،"عَنْ قوله: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللّه الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ} ، قال: مَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ". أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،"فِي قوله: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللّه الْكِتَابَ} ، يقول: مَا كَانَ لِنَبِيًّ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللّه الْكِتَابَ". قوله تعالى: {وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ} حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مَطَرِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "الْحُكْمُ: الْعِلْمُ"الوجه الثَّانِي: ذُكِرَ عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، ثنا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: "الْحُكْمَ: اللُّبَّ". قوله تعالى: {ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ} أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،"فِي قوله: {ثُمّ يقول لِلنَّاسِ} ، ثُمَّ يَأْمُرُ النَّاسَ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللّه عَلَيْهِ فِي كِتَابِهِ". قوله تعالى: {كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللّه} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ،"عَنْ قوله: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللّه الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يقول لِلنَّـاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللّه} ، فَقَالَ: مَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ يَأْمُرُ النَّاسَ أَنْ يَتَّخِذُوهُ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللّه فَقَالَ: كَانَ الْقَوْمُ يَعْبُدُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ،" قوله: {ثُمّ يقول لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللّه} ، يقول: يَأْمُرُ عِبَادَ اللّه أَنْ يَتَّخِذُوهُ رَبًّا مِنْ دُونِ اللّه". أَخْبَرَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،"فِي قوله: {كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللّه} ، قال: كَانَ نَاسٌ مِنَ الْيَهُودِ يَعْبُدُونَ النَّاسَ دُونَ رَدِّهِمْ بِتَحْرِيفِهِمْ كِتَابَ اللّه عَنْ مَوَاضِعِهِ بِغَيْرِ الَّذِي يَقْرَءُونَ مِمَّا أَنْزَلَ اللّه فِي كِتَابِهِ" قوله تعالى: {وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ الْعَسْقَلانِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ رُسْتُمَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"فِي هَذِهِ الآيَةِ {كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} ، قال: هُمُ الْفُقَهَاءُ الْمُعَلِّمُونَ"وَالوجه الثَّانِي: ذَكَرَهُ يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} ، قال: حُلَمَاءَ عُلَمَاءَ حُكَمَاءَ". قَالَ: أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِي عَنْ أَبِي رَزِينٍ: عُلَمَاءُ حُلَمَاءُ وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ،"عَنْ قوله: {وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} ، يقول: كُونُوا أَهْلَ عِبَادَةٍ، وَأَهْلَ تَقْوَى للّه"وَالوجه الرَّابِعُ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، ثنا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،" قوله: {رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} ، قال: الْعُلَمَاءُ الْفُقَهَاءُ". قَـالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَقَتَادَةَ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَعَطِيَّةَ، نحو ذلك. قوله تعالى: {بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، ثنا أَبِي، عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي عَبْدِ اللّه الْوَرَّاقِ الْخُرَاسَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يقول فِي قوله: "{كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} ، قال: حَقٌّ عَلَى مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ أَنْ يَكُونَ فَقِيهًا". ذَكَرَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْقَزَّازُ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ} حَقِيقَةَ مَا عَلَّمُوهُ حَتَّى عَلِمُوا". حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: "لا يُعْذَرُ رَجُلٌ حُرٌّ وَلا عَبْدٌ لا يَتَعَلَّمُ جَهْدَهُ مِنَ الْقُرْآنِ فَأَبْلَغَ فِيهِ، فَإِنَّ اللّه تَعَالَى يَقُولُ: {كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ}". كَتَبَ إِلَيَّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَالٍّ الْقَهَنْدَزِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْقَهَنْدَزِيُّ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: "مَنْ قَرَأَهَا {بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ} ، قال: يَقُولُ عَلِمُوا وَعَمِلُوا ثُمَّ عَلَّمُوا". قوله تعالى: {الْكِتَابَ} ذَكَرَهُ أَبِي، ثنا مُقَاتِلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا، يقول فِي هَذِهِ الآيَةِ: "سَمِعْنَا {بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ} ، قال: الْقُرْآنَ". قوله تعالى: {وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ: "{وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} ، قَـالَ: مُذَاكَرَةُ الْفِقْهِ كَانُوا يَتَذَاكَرُونَ الْفِقْهَ كَمَا نَتَذَاكَرُهُ نَحْنُ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَوَكِيعٍ، قَالُوا: دِرَايَةُ الْفِقْهِ ٨٠قوله تعالى: {وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ وَقَالَ أَبُو نَافِعٍ الْقُرَظِيُّ : "حِينَ اجْتَمَعَتِ الأَحْبَارُ مِنْ يَهُودٍ وَالنَّصَارَى مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ عِنْدَ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَعَاهُمْ إِلَى الإِسْلامِ قَالُوا: أَتُرِيدُ مِنَّا يَا مُحَمَّدُ أَنْ نَعْبُدَكَ كَمَا تَعْبُدُ النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ؟ قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ نَصْرَانِيُّ يُقَالُ لَهُ: الرَّئِيسُ: أَوَذَاكَ تُرِيدُ مِنَّا يَا مُحَمَّدُ وَإِلَيْهِ تَدْعُو ؟ أَوْ كَمَا قَالَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَعَاذَ اللّه أَنْ نَعْبُدَ غَيْرَ اللّه أَوْ نَأْمُرَ بِعِبَادَةِ غَيْرِهِ، مَا بِذَلِكَ بَعَثَنِي وَلا أَمَرَنِي أَوْ كَمَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى فِي ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِمَا {وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}". ٨١قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللّه مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ} حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"يعني قوله: {وَإِذْ أَخَذَ اللّه مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ} ، قال: إِنَّمَا أَخَذَ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ عَلَى قَوْمِهِمْ"وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ: "{وَإِذْ أَخَذَ اللّه مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ} ، قال: أَخَذَ اللّه مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ أَنْ يُصَدِّقَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا". قوله تعالى: {لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ} حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ} ، قال: مَا آتَيْتُكُمْ فَيَقُولُ الْيَهُودُ : أَخَذْتَ مِيثَاقَ النَّاسِ لِمُحَمَّدٍ وَهُوَ الَّذِي ذُكِرَ فِي الْكِتَابِ عِنْدَكُمْ"الوجه الثَّانِي: أَخْبَرَنَـا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ، أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ،"يعْنِي قوله: {ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَـا مَعَكُمْ} ، قَـالَ: أُخِذَ مِيثَاقُ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ بِكُتُبِهِمُ الَّتِي عِنْدَهُمُ الَّتِي جَاءَ بِهَا الأَنْبِيَاءُ لَيُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَيَنْصُرُنَّهُ، فَأَقَرُّوا بِذَلِكَ، وَأَشْهَدُوا اللّه عَلَى أَنْفُسِهِمْ فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَّقَ بِكُتُبِهم الأَنْبِيَاءِ الَّتِي كَانَتْ قَبْلَهُ ٨٢{فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}". قوله تعالى: {ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ ولتنصرنه} حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،" قوله: {ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ} ، قَالَ: لَمْ يُبْعَثْ نَبِيٌّ قَطُّ مِنْ لَدُنْ نُوحٍ إِلا أَخَذَ اللّه مِيثَاقَهُ لَيُؤْمِنَنَّ بِمُحَمَّدٍ وَلَيَنْصُرَنَّهُ إِنْ خَرَجَ وَهُوَ حَيٌّ، وَالأَخَذَ عَلَى قَوْمِهِ أَنْ يُؤْمِنُوا بِهِ وَيَنْصُرُونَهُ إِنْ خَرَجَ وَهُمْ أَحْيَاءٌ"الوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ: "{ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ} ، قَالَ: فَهَذِهِ الآيَةُ لأَهْلِ الْكِتَابِ أَخَذَ اللّه مِيثَاقَهُمْ أَنْ يُؤْمِنُوا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُصَدِّقُوهُ". قوله تعالى: {قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، قَالَ: "{أَأَقْرَرْتُمْ} ، قال: هُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، قال: "ثُمَّ ذَكَرَ مَا أَخَذَ عَلَيْهِمْ وَعَلَى أَنْبِيَائِهِمْ الْمِيثَاقِ بِتَصْدِيقِهِ إِذَا هُوَ جَاءَهُمْ وَإِقْرَارَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالَ: {وَإِذْ أَخَذَ اللّه مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي}". أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَمِّيَ الْحُسَيْنُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،" قوله: {وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي} عَهْدِي". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ،" قوله: {أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي} أَيْ ثَقُلَ مَا حُمِّلْتُمْ مِنْ عَهْدِي". قَـالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَالسُّدِّيِّ، وَقَتَادَةَ، قَالُوا: عَهْدِي قوله تعالى: {أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ،" قوله: {قالوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} ، قَالَ: هُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ " قوله تعالى: {فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ،" قوله: {فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ} ، يقول: هَذَا الْمِيثَاقُ الَّذِي أُخِذَ عَلَيْهِمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ". ٨٣قوله تعالى: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللّه يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السموات والأرض} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَلَبِيُّ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ هِلالٍ، عَنِ الْحَسَنِ،"فِي قوله: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا} ، قال: أَهْلُ السَّمَوَاتِ، وَالْمُهَاجِرُونَ، وَالأَنْصَارُ، وَأَهْلُ الْبَحْرَيْنِ"الوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبَانَ يعْنِي الْوَكِيعِيَّ، ثنا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُرْزُبَانِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا} ، قال: هَذِهِ مَفْصُولَةٌ وَمَنْ فِي الأَرْضِ طَوْعًا"وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَصَرِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ،"فِي قوله: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} ، قال: فِي السَّمَاءِ الْمَلائِكَةُ طَوْعًا، وَفِي الأَرْضِ الأَنْصَارُ وَعَبْدُ الْقَيْسِ طَوْعًا"الوجه الرَّابِعُ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ: "{وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ} ، قال: اسْتِقَادَتُهُمْ لَهُ"وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عُبَيْدُ اللّه بْنُ حَمْزَةَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنِي أَبِي، ثنا أَبُو سِنَانٍ،"فِي قوله: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا} ، قال: الْمَعْرِفَةُ، لَيْسَ أَحَدٌ سَأَلَهُ إِلا عَرَفَهُ". قوله تعالى: {طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} أَخْبَرَنَـا سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ السَّكُونِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"فِي قوله: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا} ، قال: الْمَعْرِفَةُ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،" قوله: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا} ، قال: عِبَادَتُهُمْ لِي أَجْمَعِينَ طَوْعًا وَكَرْهًا". حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ شِهَابٍ، ثنا مُحَمَّدٌ يعْنِي ابْنَ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ،"فِي قوله: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} كُلُّ آدَمَيٍّ قَدْ أَقَرَّ عَلَى نَفْسِهِ بِأَنَّ اللّه رَبِّي وَأَنَا أَعْبُدُهُ، فَهَذَا أَشْرَكَ فِي عِبَادَتِهِ فَهَذَا الَّذِي أَسْلَمَ كَرْهًا، وَمِنْهُمْ مَنْ شَهِدَ أَنَّ اللّه رَبِّي وَأَنَا عَبْدُهُ ثُمَّ أَخْلَصَ لَهُ الْعُبُودِيَّةَ فَهَذَا الَّذِي أَسْلَمَ لَهُ طَوْعًا"الوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،" قوله: {طَوْعًا وَكَرْهًا} ، قال: سُجُودُ الْمُؤْمِنِ طَائِعًا وَسُجُودُ الْكَافِرِ وَهُوَ كَارِهٌ"الوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ،"فِي قوله: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا} ، قال: أَمَّا الْمُؤْمِنُ فَأَسْلَمَ طَائِعًا، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَأَسْلَمَ حِينَ رَأَى بَأْسَ اللّه {فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا}"الوجه الرَّابِعُ: حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُرْزُبَانِ، عَنْ عِكْرِمَةَ: "{وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} ، قال: أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ثُمَّ اسْتَأْنَفَ طَوْعًا وَكَرْهًا، فَمَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ كَرْهًا: مُشْرِكُو الْعَرَبِ وَالسَّبَايَا، وَمَنْ دَخَلَ الإِسْلامَ كَرْهًا". قوله تعالى: {وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا آدَمُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ: "{وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} ، قَالَ: يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ بَعْدَ الْحَيَاةِ". ٨٤قوله تعالى: {قُلْ آمَنَّا بِاللّه وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب} حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ: "كَانَ الْيَهُودُ يَجِيئُونَ إِلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيُحَدِّثُونَهُمْ فَيُسَبِّحُونَ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: لا تُصَدِّقُوهُمْ وَلا تُكَذِّبُوهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِاللّه". قوله تعالى: {وَالأَسْبَاطِ} حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا آدَمُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: "{الأَسْبَاطُ} هُوَ يُوسُفُ وَإِخْوَتُهُ بَنُو يَعْقُوبَ اثْنَـا عَشَرَ رَجُلا، وَلَدَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ فَسُمُّوا الأَسْبَاطَ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، نحو ذلك. حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادِ بْنِ طَلْحَةَ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: "وَأَمَّا الأَسْبَاطُ فَهُمْ بَنُو يَعْقُوبَ: يُوسُفُ، وَبِنْيَامِينُ، وَرُوبِيلُ، وَيَهُوذَا، وَشَمْعُونُ، وَلاوِي، وَدَانٌ، وَقِهَاثٌ". قوله تعالى: {وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ الصُّورِيُّ، ثنا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "آمِنُوا بِالتَّوْرَاةِ وَالزَّبُورِ وَالإِنْجِيلِ وَلْيَسَعْكُمُ الْقُرْآنُ". أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللّه بْنِ الْمُنَادِي، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، ثنا شَيْبَانُ النَّحْوِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ: "{وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى} ، قال: أَمَرَ اللّه الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يُؤْمِنُوا بِهِ، وَيُصَدِّقُوا بِكُتُبِهِ كُلِّهَا وَبِرُسُلِهِ". حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عَبَّاسٌ الْخَلالُ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا كُلْثُومُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيَّ، يقول: "إِنَّمَا أُمِرْنَا أَنْ نُؤْمِنَ بِالتَّوْرَاةِ وَلا نَعْمَلَ بِمَا فِيهَا". قوله تعالى: {لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ،" قوله: {لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} ، قال: أَمَرَ اللّه الْمُؤْمِنِينَ أَلا يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ". ٨٥قوله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وهو في الآخرة من الخاسرين} حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، قَالَ: قَالَ عِكْرِمَةُ،" قوله: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا} ، فَقَالَتِ الْمِلَلُ: نَحْنُ مُسْلِمُونَ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {وَللّه عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا} فَحَجَّ الْمُسْلِمُونَ وَقَعَدَ الْكُفَّارُ". قوله تعالى: {كَيْفَ يَهْدِي اللّه قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ} حَدَّثَنَـا جَعْفَرُ بْنُ النَّضْرِ الْوَاسِطِيُّ الضَّرِيرُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "أَنَّ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ ارْتَدّ عَنِ الإِسْلامِ وَلَحِقَ بِالْمُشْرِكِينَ فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {كَيْفَ يَهْدِي اللّه قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ، فَبَعَثَ بِهَا قَوْمُهُ إِلَيْهِ فَرَجَعَ تَائِبًا النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبِيلَهُ"الوجه الثَّانِي: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّيَ الْحُسَيْنُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،" ٨٦قوله: {كَيْفَ يَهْدِي اللّه قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ} فَهُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ عَرَفُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ كَفَرُوا بِهِ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، نحو ذلك. ٨٧قوله تعالى: {أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّه وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أجمعين} حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا آدَمُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ: "{لَعْنَةَ اللّه وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} ، يعْنِي النَّاسَ أَجْمَعِينَ: الْمُؤْمِنِينَ". قَالَ: أَبُو جَعْفَرٍ: وَحَدَّثَنِي الرَّبِيعُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ ، يَقُولُ: "إِنَّ الْكَافِرَ يُوقَفُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَلْعَنُهُ اللّه، ثُمَّ تَلْعَنُهُ الْمَلائِكَةُ، ثُمَّ يَلْعَنُهُ النَّاسُ أَجْمَعُونَ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ، نَحْوُ قَوْلِ أَبِي الْعَالِيَةِ وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،"أَمَّا: {لَعْنَةُ اللّه وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} فَإِنَّهُ لا يَتَلاعَنُ اثْنَانِ مُؤْمِنَـانِ وَلا كَافِرَانَ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: لَعَنَ اللّه الظَّالِمَ، إِلا وَجَبَتْ تِلْكَ اللَّعْنَةُ عَلَى الْكَافِرِ لأَنَّهُ ظَالِمٌ، فَكُلُّ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ يَلْعَنُهُ" قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا} حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا آدَمُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ: "{خَالِدِينَ فِيهَا} ، يعْنِي فِي النَّارِ، فِي اللَّعْنَةِ {لا يُخَفِّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ}". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ الرَّبِيعِ، نحو ذلك. قوله تعالى: {لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ} حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا آدَمُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ: ٨٨"{خَالِدِينَ فِيهَا} ، يعْنِي فِي النَّارِ فِي اللَّعْنَةِ {لا يُخَفِّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ} ، قَالَ: هُوَ كَ قوله: {هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ وَلا يُؤْذَنُ لَـهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ}". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، نحو ذلك. ٨٩قوله تعالى: {إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ} حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْمُخْتَارِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "ارْتَدَّ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ عَنِ الإِسْلامِ فَنَدِمَ فَأَرْسَلَ إِلَى قَوْمِهِ: سَلُوا رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ ؟ فَسَأَلُوهُ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {كَيْفَ يَهْدِي اللّه قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ} حَتَّى بَلَغَ {إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللّه غَفُورٌ رَحِيمٌ} فَكَتَبُوا بِهَا إِلَيْهِ، فَرَجَعَ وَأَسْلَمَ". حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"فِي قوله: {كَيْفَ يَهْدِي اللّه قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ} إِلَى قَوْلِهِ { {النَّـاسِ أَجْمَعِينَ} ثُمَّ اسْتَثْنَى فَقَالَ: {إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللّه غَفُورٌ رَحِيمٌ}". قَـالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ مَكْحُولٍ نحو ذلك.، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: ثُمَّ تَلافَاهُمُ اللّه بِرَحْمَتِهِ فَقَالَ: {إِلا الَّذِينَ تَابُوا} قوله تعالى: {وَأَصْلَحُوا} أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللّه بْنِ الْمُنَادِي، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، ثنا شَيْبَانُ النَّحْوِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ: "{وَأَصْلَحُوا} ، قال: أَصْلَحُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللّه وَرَسُولِهِ". قوله تعالى: {فَإِنَّ اللّه غَفُورٌ رَحِيمٌ} قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ،" قوله: {فَإِنَّ اللّه غَفُورٌ رَحِيمٌ} يَغْفِرُ لَهُمْ مَا كَانَ فِي شِرْكِهِمْ إِذَا أَسْلَمُوا". قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا} حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو خَالِدٍ، ثنا دَاوُدُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ،" قوله: {ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا} ، قال: هُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى أَذْنَبُوا فِي شِرْكِهِمْ، ثُمَّ تَابُوا فَلَمْ يُقْبَلْ مِنْهُمْ وَلَوْ تَابُوا مِنَ الشِّرْكِ قُبِلَ مِنْهُمْ". حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: ٩٠"{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا} أَمَّا ازْدَادُوا كُفْرًا فَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ، نحو ذلك. وَالوجه الثَّالِثُ: أَخْبَرَنَـا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ: "{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا} ، قال: هُمُ الْيَهُودُ كَفَرُوا بِالإِنْجِيلِ، ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا حِينَ بَعَثَ اللّه مُحَمَّدًا، فَأَنْكَرُوهُ وَكَذَّبُوهُ". حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أنبأ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ،" قوله: {ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا} بِالْفُرْقَانِ وَمُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" قوله تعالى: {لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ} حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ الأَنْصَارِيُّ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ دَاوُدَ يعْنِي أَبَا هِنْدَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ: "{لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ} ، فَقَالَ: تَابُوا مِنْ بَعْضٍ وَلَمْ يَتُوبُوا مِنَ الأَصْلِ"وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ،" قوله: {ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ} ، قال: ازْدَادُوا كُفْرًا حِينَ حَضَرَهُمُ الْمَوْتُ فَلَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ حِينَ حَضَرَهُمُ الْمَوْتُ". قَالَ مَعْمَرٌ: وَقَالَ عَطَاءٌ مِثْلُ ذَلِكَ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، مِثْلُ ذَلِكَ قوله تعالى: {وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ} حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ: "{لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ} ، قَالَ: لَوْ كَانُوا عَلَى الْهُدَى قُبِلَتْ تَوْبَتُهُمْ وَلَكِنَّهُمْ عَلَى ضَلالٍ" قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ،"عَنْ قوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ} ، قال: هُوَ كُلُّ كَافِرٍ" قوله تعالى: {فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افتدى به} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، ٩١قوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ} ، قَالَ: ذَكَرَ قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَن ّرَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: يُجَاءُ بِالْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ لَـهُ: أَرَأَيْتَ لَوَ كَانَ مِلْءُ الأَرْضِ ذَهَبًا أَكُنْتَ مُفْتَدِيًا بِهِ ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ ، فَيُقَالُ لَـهُ لَقَدْ سُئِلَتْ أَيْسَرَ مِنْ ذَلِكَ". ٩٢قوله تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِر} أَخْبَرَنَـا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بن مزيد قِرَاءَةً، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، أَخْبَرَنِي شَيْبَانُ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ السَّبِيعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللّه: "{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ} قَالَ: الْبِرُّ: الْجَنَّة". حَدَّثَنَا أَبِي ثنا دُحَيْمٌ، ثنا الْوَلِيدُ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللّه، فَذَكَرَ مِثْلَهُ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ وَرُوِيَ عَنِ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، وَالسُّدِّيِّ نحو ذلك. قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ،أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ فِي قوله: "{لَنْ تَنَالُوا الْبِرّ} التَّقْوَى" الْوَجْهُ الثَّالِثُ حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: قوله: "{الْبِرّ} قَالَ: مَا ثَبَتَ فِي الْقُلُوبِ مِنْ طَاعَة اللّه". قوله تعالى: {حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قِرَاءَةً، أَنْبَأَ وَهْبٌ، أَنَّ مَالِكاً أَخْبَرَه، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللّه بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ أَنْصَارِيٍّ بِالْمَدِينَةِ مَالا مِنْ نَخْلٍ، وَكَانَ أَحَبُّ أَمْوَالِـهِ إِلَيْهِ بَيْرَحَاءَ، وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدَ، وَكَانَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ. قَالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {لَنْ تَنَـالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّون} قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّه: إِنَّ اللّه يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّون} وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرَحَاءُ، وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ للّه أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللّه، فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللّه حَيْثُ شِئْتَ، قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بَخٍ ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ، وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ فِيهَا، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الأَقْرَبِين". قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللّه، فَقَسَّمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَبَنِي عَمِّهِ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مَالِكٌ يعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُصَلِّي، فَقَالَ: "{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّون} فَأَعْتَقَ جَارِيَةً كَانَ أَرَادَ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِر، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: "{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّون} جَاءَ زَيْدٌ بِفَرَسٍ لَـهُ يُقَالُ لَهُ: سُبُلٌ، فَقَالَ: هَذَا يَا رَسُولَ اللّه فِي سَبِيلِ اللّه، فَقَالَ لأُسَامَةَ: خُذْهَا. قَالَ: فَكَأَنَّهُ وَجَدَ فِي نَفْسِهِ، فَقَالَ: قَدْ قَبْلَهَا اللّه مِنْكَ". قوله تعالى: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللّه بِهِ عَلِيمٌ} أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ، ثنا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ قَتَادَةَ، قوله: "{وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللّه بِهِ عَلِيم} يَقُولُ مَحْفُوظ ذَلِكَ لَكُمْ وَاللّه بِهِ عَلِيمٌ شَاكِرٌ لَه". ٩٣قوله تعالى: {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلا مَا حَرَّمَ إسرائل على نفسه} حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ الأَصْبَهَانِيُّ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ عِصَابَةٌ مِنَ الْيَهُودِ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْماً ، فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِم، حَدِّثْنَـا عَنْ خِلالٍ نَسْأَلُكَ عَنْهَا لا يَعْلَمُهَا إِلا نَبِيُّ، قَـالَ: "سَلُونِي عَمَّ شِئْتُمْ ؟ وَلَكِنِ اجْعَلُوا ذِمَّةَ اللّه وَمَا أَخَذَهُ يَعْقُوبُ عَلَى بَنِيهِ إِنْ أنا حَدَّثْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَعَرَفْتُمُوهُ لَتُبَايِعُنِّي عَلَى الإِسْلامِ. فَقَالُوا: فَلَكَ ذَلِكَ، قَالَ: فَسَلُونِي عَمَّ شِئْتُمْ. قَالُوا: أَخْبِرْنَا عَنِ الطَّعَامِ الَّذِي حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ. قَـالَ: فَأَنْشَدْتُكُمْ بِالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ إِسْرَائِيلَ يَعْقُوبَ مَرِضَ مَرَضاً شَدِيداً طَالَ سَقَمُهُ مِنْهُ، فَنَذَرَ للّه نَذْراً لَئِنْ شَفَاهُ مِنْ سَقَمِهِ لَيُحَرِّمَنَّ مِنْ أَحَبِّ الشَّرَابِ إِلَيْهِ وَأَحَبِّ الطَّعَامِ إِلَيْهِ وَكَانَ أَحَبُّ الطَّعَامِ إِلَيْهِ لُحْمَانَ الإِبِلِ وَأَحَبُّ الشَّرَابِ إِلَيْهِ أَلْبَانَ الإِبِلِ. فَقَالُوا: اللّهمَّ نَعَمْ. قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللّهمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ". الوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَقْبَلَتْ يَهُودُ إِلَى رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِم، إِنَّـا نَسْأَلُكَ عَنْ خَمْسَةِ أَشْيَاءَ إِنْ أَنْبَأَتَنَـا بِهِنَّ عَرَفْنَا إِنَّكَ نَبِيُّ وَاتَّبَعْنَاكَ، قَالَ: فَأَخَذَ عَلَيْهِمْ مَا أَخَذَ إِسْرَائِيلُ عَلَى بَنِيهِ أَنْ قَالَ: اللّه عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ. فَقَالَ: هَاتُوا، فَقَالُوا: أَخْبِرْنَـا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِه، قَالَ: "كَانَ يَشْتَكِي عِرْقَ النَّسَا، فَلَمْ يَجِدْ لَـهُ شَيْئاً يُلائِمُهُ إِلا أَلْبَانَ الأُتُنِ فَحَرَّمَ لُحُومَهَا"، قَالُوا: صَدَقْتَ وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ حَدَّثَنَا أَبُو الأَشَجِّ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، وَسُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{إِلا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِه} قَالَ: اشْتَكَى عِرْقَ النَّسَا، فَبَاتَ وَبِهِ زِقّاً حَتَّى أَصْبَحَ، فَقَالَ: لَئِنْ شَفَانِي اللّه لا آكُلُ عِرْقاً ". وَالْوَجْهُ الرَّابِعُ ذُكِرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍوَ زُنَيْجٍ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: "الَّذِي حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ زَائِدٌ فِي الْكَبِدِ وَالْكُلْيَتَيْنِ وَالشَّحْمُ إِلا مَـا كَانَ عَلَى الظَّهْرِ فَإِنَّ ذَلِكَ كَانَ يُقَرَّبُ لِلْقَرْبَانِ فَتَأْكُلُهُ النَّارُ". وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{إِلا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ} قَالَ: حَرَّمَ الأَنْعَام". قوله تعالى: {مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ} أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ قَتَادَةَ قوله: "{مِنْ قبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاة} فَلَمَّا أَنْزَلَ اللّه التَّوْرَاةَ حَرَّمَ عَلَيْهِمْ فِيهَا مَا شَاءَ وَحَلَّ لَهُمْ مَا شَاء". قوله تعالى: {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاة} ِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَأَلَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَراً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَقَالُ: "مَا شَأْنُ هَذَا حَرَامٌ ؟ يعْنِي: الْعِرْق، فَقَالُوا: عَلَيْنَا حَرَامٌ مِنْ قَبْلِ الْكِتَابِ، فَقَالَ اللّه تَعَالَى: {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين}". أَخْبَرَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَتِ الْيَهُودُ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ يَهُودِيّاً عَلَى دِينِنَا وَجَاءَنَا فِي التَّوْرَاةِ تَحْرِيمُ الشُّحُومِ وَذِي الظُّفُرِ وَالسَّبْتِ، فَقَالَ مُحَمَّد: "كَذَبْتُمْ لَمْ يَكُنْ مُوسَى يَهُودِيّاً وَلَيْسَ فِي التَّوْرَاةِ إِلا الإِسْلامُ وَيَقُولُ اللّه: {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا} أَفِيهِ ذَلِكَ وَمَا جَاءَهُمْ بِهَا أَنْبِيَاؤُهُمْ بَعْدُ مُوسَى ؟". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: جَاءَ الْيَهُودُ إِلَى رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَهُودِيَّيْنِ فَقَالُوا: أَنَّهُمَا زَنَيَا، فَقَالَ: "مَا تَجِدُونَ فِي كِتَابِكُمْ ؟. قَالُوا: نَفْضَحُهُمَا. قَالَ: {فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين} فَجَاءُوا بِالتَّوْرَاةِ". ٩٤قوله تعالى: {فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللّه الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فأولئك هم الظالمون} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُنِيبٍ، ثنا أَبُو مُعَاذٍ النَّحْوِيُّ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قوله: "{فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللّه الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون} قَـالَ: وَكَذَبُوا وَافْتَرُوا وَلَمْ يَنْزِلِ التَّوْرَاةُ بِذَلِكَ". قَالَ أَبُوَمُحَمَّدٍ: "يعْنِي بِتَحْرِيمِ الْعِرُوقِ". ٩٥قوله تعالى: {قُلْ صَدَقَ اللّه فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ} حَدَّثَنَا أُسَيْدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا الْحُسَيْنُ يعْنِي ابْنَ حَفْصٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: "أَفَاضَ جِبْرِيلُ بِإِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللّه عَلَيْهِمَا، فَصَلَّى بِهِ بِمِنًى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ، ثُمَّ غَدَا مِنْ مِنًى إِلَى عَرَفَةَ فَصَلَّى بِهِ الصَّلاتَيْنِ: الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ، ثُمَّ وَقَفَ لَهُ حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ دَفَعَ حَتَّى أَتَى الْمُزْدَلِفَةَ، فَنَزَلَ بِهَا، فَبَاتَ وَصَلَّى، ثُمَّ صَلَّى كَأَعْجَلَ مَا يُصَلِّي أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ وَقَفَ بِهِ كَأَبْطَأَ مَا يُصَلِّي أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ دَفَعَ مِنْهُ إِلَى مِنًى، فَرَمَى وَذَبَحَ، ثُمَّ أَوْحَى اللّه تَعَالَى إِلَى مُحَمَّدٍ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ٩٦قوله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاس} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ فِي قوله: "{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً} قَالَ: كَانَتِ الْبُيُوتُ قَبْلَهُ، وَلَكِنْ كَانَ أَوَّلُ بَيْتٍ وُضِعَ لِعِبَادَةِ اللّه". الوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ} أَمَّا أَوَّلُ بَيْتٍ فَإِنَّهُ يَوْمَ كَانَتِ الأَرْضُ زُبْدَةً عَلَى الْبَحْرِ، فَلَمَّا خَلَقَ اللّه الأَرْضَ خَلَقَ الْبَيْتَ مَعَهَا، فَهُو َأَوَّلُ بَيْتٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، قَالَ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ: أَلا تُحَدِّثُنِي عَنِ الْبَيْتِ ؟ أَهُوَ أَوَّلُ بَيْتٍ وُضِعَ ؟ فَقَالَ: "لا وَلَكِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ فِيهِ الْبَرَكَةُ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْبَأَتُكَ كَيْفَ بُنِيَ ؟ إِنَّ اللّه أَوْحَى إِلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، أَنِ ابْنِ لِي بَيْتاً فِي الأَرْضِ، فَضَاقَ إِبْرَاهِيمُ بِذَلِكَ ذَرْعاً ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ السَّكِينَةَ وَهِيَ رِيحٌ خَجُوجٌ، لَهَا رَأْسَانِ، فَاتَّبَعَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَى مَكَّةَ فَتَطَوَّقَتْ عَلَى مَوْضِعِ الْبَيْتِ تَطُوفُ الْحَجَفَةَ، وَأُمِرَ إِبْرَاهِيمُ أَنْ يَبْنِيَ حَيْثُ تَسْتَقِرُّ السَّكِينَةُ، وَكَانَ يَبْنِي هُوَ وَابْنُهُ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَكَانَ الْحَجَرِ، قَـالَ إِبْرَاهِيمُ لابْنِهِ: ابْغِنِي كَمَا آمُرُكَ. قَالَ: فَانْطَلَقَ الْغُلامُ يَلْتَمِسُ لَـهُ حَجَراً ، فَأَتَاهُ بِهِ فَوَجَدَهُ قَدْ رَكِبَ الْحَجَرَ الأَسْوَدَ فِي مَكَانِهِ فَقَالَ لَـهُ: يَا إِبْرَاهِيمُ مَنْ أَتَاكَ بِهَذَا الْحَجَرِ ؟ قَالَ: أَتَانِي مَنْ لَمْ يَتَّكِلْ عَلَى بِنَـائِكَ، جَاءَ بِهِ جِبْرِيل مِنَ السَّمَاءِ. قَالَ: فَبَنَيَاهُ فَأَتَمَّاه". قوله تعالى: {لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً} حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، وَعَمْرٌو الأَوْدِيُّ، قَالا: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: "إِنَّمَا سُمِّيَتْ بَكَّةُ لأَنَّ النَّاسَ يَجِيئُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ حُجَّاجاً ". وَالسِّيَاقُ لِلأَشَجّ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ نحو ذلك. وَالْوَجْهُ الثَّانِي حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، أَنْبَأَ مِسْعَرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ عُتْبَةَ بْنَ قَيْسٍ، يَقُولُ: "بَكَّةُ بَكَّتْ بَكّاً ، الذَّكَرُ فِيهَا كَالأُنْثَى"، قُلْتُ: عَمَّنْ تَرْوِي هَذَا ؟ فَذَكَرَ ابْنَ عُمَرَ، والْوَجْهُ الثَّالِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ الْحَارِثِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يعْنِي الدَّشْتَكِيَّ، أَنْبَأَ عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ ابْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، قَالَ: "مَرَّتِ امْرَأَةٌ بَيْنَ يَدَيْ رَجُلٍ وَهُوَ يُصَلِّي وَهِيَ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَدَفَعَهَا، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: إِنَّهَا بَكَّةُ يَبُكُّ بَعْضُهُمْ بَعْضاً ". حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُنِيرٍ الْمَدَائِنِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ يعْنِي ابْنَ عَطَاءٍ، أَنْبَأَ سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قوله: "{لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً} قَالَ: إِنَّ اللّه بَكَّ بِهِ النَّاسَ جَمِيعاً ، فَيُصَلِّي النِّسَاءُ أَمَامَ الرِّجَالِ، وَلا يَفْعَلُ ذَلِكَ بِبَلَدٍ غَيْرِهِ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ مُجَاهِدٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَقَتَادَةَ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ نحو ذلك. وَالْوَجْهُ الرَّابِعُ قُرِئَ عَلَى بَحْرِ بْنِ نَصْرٍ الْخَوْلانِيِّ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ،أَنَّهُ سَأَلَ مُحَمَّدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ مُهَاجِرٍ يَكْتُبُ لَهُ فِي مَنْزِلٍ فِي دَارِهِ بِمَكَّةَ، فَكَتَبَ إِلَيَّ ابْنُ فَرُّوخٍ: "إِيَّاكَ أَنْ تُكْرِيَهَا، أَوَتَأْكُلَ مِنْ خَرَاجِهَا شَيْئاً ، فَإِنَّهَا إِنَّمَا سُمِّيَتْ بَكَّةَ لأَنَّهَا كَانَتْ تَبُكُّ الظُّلْمَةَ". وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ ذُكِرَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "مَكَّةُ مِنَ الْفَجِّ إِلَى التَّنْعِيمِ، وَبَكَّةُ مِنَ الْبَيْتِ إِلَى الْبَطْحَاء". وَالْوَجْهُ السَّادِسُ حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: "مَوْضِعُ الْبَيْتِ بَكَّةُ وَمَا سِوَى ذَلِكَ مَكَّةُ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ عَطِيَّةَ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَأَبِي صَالِحٍ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ نحو ذلك. وَالْوَجْهُ السَّابِعُ حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: "الْبَيْتُ وَمَا حَوْلَهُ بَكَّةُ، وَمَا وَرَاءَ ذَلِكَ مَكَّة". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ مَيْمُون بن مهرانٍ نحو ذلك. وَالْوَجْهُ السَّابِعُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا أَبُو قَطَنٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: "بَكَّةُ: الْبَيْتُ وَالْمَسْجِد". قَالَ أَبُو مُحَمَّد: وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، مِثْلُ ذَلِكَ قوله تعالى: {مُبَارَكاً} أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ ثَوْرٍ الْقِيسَارِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ عَلِيّاً عَنْ: "{أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّـاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً} قَالَ: هُو َأَوَّلُ بَيْتٍ وُضِعَ فِيهِ الْبَرَكَةُ وَالْهُدَى وَمَقَامُ إِبْرَاهِيم". قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، ثنا بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ قوله: "{مُبَارَكاً} جَعَلْنَاهُ آمِناً وَجَعَلَ فِيهِ الْخَيْرَ وَالْبَرَكَة". وَبِهِ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ: "{وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ} يعْنِي بِالْهُدَى قِبْلَتُهُم". قوله تعالى: {لِلْعَالَمِين} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَ أَبُو جَعْفَرٍ يعْنِي الرَّازِيَّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ: "{الْعَالَمِينَ} قَالَ: الإِنْسُ عَالَمٌ، وَالْجِنُّ عَالَمٌ، وَمَـا سِوَى ذَلِكَ ثَمَـانِيَةَ عَشَرَ أَلْفَ عَالَمٍ، أَوْ أَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفَ عَالَمٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ عَلَى الأَرْضِ، وَالأَرْضُ أَرْبَعُ زَوَايَا فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ ثَلاثَةُ آلافِ عَالَمٍ وَخَمْسُمِائَةِ عَالَمٍ خَلَقَهُمْ لِعِبَادَتِه". الوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا الْفُرَاتُ يعْنِي ابْنَ الْوَلِيدِ، عَنْ مُغِيثِ بْنِ سُمَيٍّ، عَنْ تَبِيعٍ فِي قوله: "{لِلْعَالَمِين} قَالَ: الْعَالَمِينَ أَلْفُ أُمَّةٍ سِتُمِائَةٍ فِي الْبَحْرِ، وَأَرْبَعُمِائَةٍ فِي الْبِر". ٩٧قوله تعالى: {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ} أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي الْحُسَيْنُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قوله: "{فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَات} مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَالْمَشْعَر". حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي نَجِيحٍ قوله: "{فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَات} قَالَ: كَانَ مُجَاهِدٌ، يَقُولُ: أَثَرَ قَدَمَيْهِ فِي الْمَقَامِ آيَةٌ بَيِّنَةٌ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَقَتَادَةَ، وَالسُّدِّيِّ، وَمُقَاتِلٍ نحو ذلك. قوله تعالى: {مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ، ثنا إِسْحَاقُ، ثنا شَرِيكٌ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللّه بْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: "إِنَّ الْمَقَامَ: يَاقُوتَةٌ مِنْ يَاقُوتِ الْجَنَّةِ مُحِيَ نُورُهُ لَوْلا ذَلِكَ لأَضَاءَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، وَالرُّكْنُ مِثْلُ ذَلِك". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَ هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، قَالَ: "{فِيهِ آيَةٌ بَيِّنَةٌ} الآيَةُ الْبَيِّنَةُ الَّتِي ذَكَرَهَا هُنَا فَمَقَامهُ هَذَا الَّذِي فِي الْمَسْجِدِ وَمَقَامُ إِبْرَاهِيمَ يُعَدُّ كَبِيرَ مَقَامِهِ الْحَجُّ كُلُّهُ". وَالْوَجْهُ الثَّانِي حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، وَعَمْرٌو الأَوْدِيُّ، قَالا: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قوله: "{مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ} قَالَ: مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ: الْحَرَمُ كُلُّه". وَالسِّيَاقُ لِلأَشَجِّ، وَفِي حَدِيثِ عَمْرٍوَ: "الْحَجُّ كُلُّهُ مَقَامُ إِبْرَاهِيم"قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ مُجَاهِدٍ نحو ذلك. وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا قَبِيصَةُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: "{مَقَامُ إِبْرَاهِيم} قَالَ: الْحَجُّ مَقَامُ إِبْرَاهِيم". قوله تعالى: {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً} حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو يَحْيَى التَّيْمِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ يعْنِي قوله: "{وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً} قَالَ: مَنْ عَاذَ بِالْبَيْتِ أَعَاذَهُ الْبَيْتُ، وَلَكِنْ لا يُؤْذِي، وَلا يُطْعِمُ، وَلا يُسْقِي، وَلا يَدَعُ، فَإِذَا خَرَجَ أَخَذَ بِذَنْبِهِ". قَالَ: وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، نحو ذلك. وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ،"{وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً} قَالَ: كَانَ ذَلِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَأَمَّا الْيَوْمَ إِنْ سَرَقَ فِيهِ أَحَدٌ قُطِعَ، وَإِنْ قَتَلَ فِيهِ أَحَدٌ قُتِلَ، وَلَوَقُدِرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ فِيهِ قُتِلُوا". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُعَاذٍ، ثنا أَبِي، ثنا أَشْعَثُ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قوله: "{وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً} قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَقْتُلُ الرَّجُلَ فَيُعَلِّقُ فِي رَقَبَتِهِ الصُّوفَةَ، ثُمَّ يَدْخُلُ الْحَرَمَ، فَيَلْقَـاهُ ابْنُ الْمَقْتُولِ، أَوْ أَبُوهُ فَلا يُحَرِّكُهُ". قَـالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ نحو ذلك. وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللّه يعْنِي الْهَرَوِي، أَنْبَأَ حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً} إِلا مِن: الْجِوَارِ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللّه، عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً} قَالَ: هُوَ قَوْلُ الرَّجُلِ: ادْخُلْ وَأَنْتَ آمِنٌ". وَالوجه الرَّابِعُ: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَطَاء: "{وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً} قَال: لا يُقَامُ عَلَيْهِ حَدٌّ أَصَابَهُ فِي غَيْرِهِ، وَإِنْ أَصَابَ فِيهِ حَدّاً أُقِيمَ عَلَيْهِ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ نحو ذلك. وَالْوَجْهُ الْخَامِس حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا بِشْرُ بْنُ آدَمَ ابْنُ بِنْتِ الأَزْهَرِ السَّمَّانِ، ثنا أَبُو بَكْرٍ عَاصِمٌ، عَنْ زُرَيْقِ بْنِ مُسْلِمٍ الأَعْمَى مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ، وَحَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ فِي قوله: "{وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً} قَالَ: آمِناً مِنَ النَّار". قوله تعالى: {وَللّه عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْت} حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا مَنْصُورُ بْنُ وَرْدَانَ إِمَامُ مَسْجِدِ الأَنْصَارِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيّ لَمَّا نَزَلَتْ: "{وَللّه عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا} قَالَ الْمُؤْمِنُونَ: يَا رَسُولَ اللّه، أَفِي كُلِّ عَامٍ مَرَّتَيْنِ ؟ قَالَ: لا، وَلَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُم}". قوله تعالى: {مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا} حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قوله: "{وَللّه عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا} قَالَ: وَمَنْ وَجَدَ شَيْئاً يُبَلِّغُهُ فَقَدِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا". قوله تعالى: {إِلَيْهِ سَبِيلا} مَنْ فَسَّرَهُ عَلَى الزَّادِ وَالرَّاحِلَهِ حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، ثنا هِلالُ بْنُ عَبْدِ اللّه مَوْلَى رَبِيعَةَ بْنِ مُسْلِمٍ الْبَاهِلِيِّ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ مَلَكَ زَاداً : رَاحِلَةً فَلَمْ يَحُجَّ بَيْتَ اللّه، فَلا يَضُرُّهُ يَهُودِيّاً مَاتَ أَوْ نَصْرَانِيّاً ، وَذَلِكَ أَنَّ اللّه قَالَ فِي كِتَابِهِ: {وَللّه عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا}". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللّه الْعَامِرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: جَلَسْنَـا إِلَى عَبْدِ اللّه بْنِ عُمَرَ فَقَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ: "مَا السَّبِيلُ ؟ قَالَ: الزَّادُ وَالرَّاحِلَةُ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَنَس، وَالْحَسَنِ، وَمُجَاهِدٍ، وَعَطَاءٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَقَتَادَةَ نحو ذلك. مَنْ فَسَّرَهُ أَنَّ السَّبِيلَ: صِحَّةُ الْبَدَنِ وَهُوَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا يَحْيَى بْنُ عَبْدِكَ الْقَزْوِينِيُّ، ثنا الْمُقْرِئُ، ثنا حَيْوَةُ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، قَالا: ثنا شُرَحْبِيلُ بْنُ شَرِيكٍ أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ يَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِ: "{وَللّه عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا} قَالَ:السَّبِيلُ: الصِّحَّة". حَدَّثَنَـا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يعْنِي ابْنَ الْحَكَمِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَـالَ: "{مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا} وَإِنْ مَشَى إِلَيْهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُر". قَالَ سُفْيَانُ: هَذَا الشَّاذُّ مِنَ الْحَدِيثِ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عَائِذُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: "إِنْ كَانَ فَقِيراً وَهُوَ صَحِيحٌ شَابٌّ فَلْيُؤَاجِرْ نَفْسَهُ بِالأَكْلَةِ وَالْعَقَبَةِ حَتَّى يَحُجّ". وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ خَيْثَمٍ الْهِلالِيُّ، أَخْبَرَنِي أَخِي مَعْمَرُ بْنُ خَيْثَمٍ، قَالَ: قُلْتُ لأَبِي جَعْفَرٍ: قَوْلُ اللّه تَعَالَى: "{مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا} قَالَ: يَا مَعْمَرُ أَنْ تَكُونَ لَكَ رَاحِلَةٌ أَوْ يَمْشِي عُقْبَةً وَيَرْكَبُ عُقْبَةً". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ نُفَيْلٍ الْحَرَّانِيُّ، ثنا النَّضْرُ بْنُ عَرَبِيٍّ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ،"{وَللّه عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا} مَاشِياً وَرَاكِباً ". وَالوجه الرَّابِعُ: حَدَّثَنَـا أَبُو عَمْرٍو الأَوْدِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي هُبَيْرَةَ، أَنَّ امْرَأَةً كَتَبَتْ إِلَى إِبْرَاهِيمَ مِنَ الرَّيِّ تَسْأَلُهُ عَنِ الْمَرْأَةِ تَحُجُّ مَعَ غَيْرِ ذِي مَحْرَمٍ، فَكَتَبَ إِلَيْهَا"إِنَّ الْمَحْرَمَ مِنَ السَّبِيلِ". قوله تعالى: {وَمَنْ كَفَر} حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ السِّمْنَـانِيُّ، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ يعْنِي الْخُوزِيَّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "{وَمَنْ كَفَر} بِاللّه وَالْيَوْمِ الآخِرِ". حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ سِنَـانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللّه غَنِيّ عَنِ الْعَالَمِين} قَالَ: مَنْ كَفَرَ بِاللّه وَالْيَوْمِ الآخِرِ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا إِسْرَائِيلُ، ثنا نَذِيرٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: "مَنْ كَانَ يَجِدُ وَهُوَ مُوسِرٌ صَحِيحٌ لَمْ يَحُجَّ كَانَ سِيمَاهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ، ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللّه غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِين}". وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّخَعِيُّ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{وَللّه عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا وَمَنْ كَفَر} مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ لَمْ يَنْزِلْ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنِي الْعَلاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: "{وَمَنْ كَفَر} قَالَ: مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ لَيْسَ بِوَاجِبٍ فَذَلِكَ الْكُفْرُ بِهِ". وَالوجه الثَّالِثُ: هُوَأَحَدُ قَوْلَيِ ابْنِ عَبَّاسٍ. حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللّه غَنِيّ عَنِ الْعَالَمِينَ} يَقُولُ: مَنْ كَفَرَ بِالْحَجِّ فَلَمْ يُرَجِّحْهُ بِرّاً وَلا تَرَكَهُ مَأْثَماً ". قَـالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ مُجَاهِدٍ فِي إِحْدَى الرِّوَايَاتِ، وَالْحَسَنِ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ نحو ذلك. الوجه الرَّابِعُ: حَدَّثَنَـا أَبُو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ، أَنْبَأَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَة فِي قوله: "{وَمَنْ كَفَرَ} قَالَ: "لَيْسَ عَلَى ْحَج". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ نحو ذلك. الْوَجْهُ الْخَامِسُ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو خَالِدٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: "وَمَنْ كَفَرَ كَفَرَ بِالْبَيْتِ". وَالْوَجْهُ السَّادِسُ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُقْرِئِ، وَيُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالا: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: "{وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللّه غَنِيّ عَنِ الْعَالَمِينَ} قَالَ: مِنْ أَهْلِ الْمِلَلِ". حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا أَبُو هَارُونَ الْبَكَّائِيُّ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللّه غَنِيّ عَنِ الْعَالَمِينَ} قَالَ: إِنَّمَا أَنْزَلَ اللّه عَلَى أَهْلِ الْكِتَابِ الْكُفَّارِ، يَقُولُ اللّه: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّه} وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ لا نَرَى ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَرَاهُ". قوله تعالى: {فَإِنَّ اللّه غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: "فَرَضَ اللّه الْحَجَّ عَلَى النَّاسِ، وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللّه غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ". ٩٨قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَاب} حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَحَدَّثَنِي الثِّقَةُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: "وَأَنْزَلَ اللّه فِي شَاسِ بْنِ قَيْسٍ وَمَا صَنَعَ: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّه}". قوله تعالى: {لِمَ تَكْفُرُونَ} حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّه} يَقُولُ: لِمَا تَكْفُرُونَ بِالْحَجِّ". قوله تعالى: {وَاللّه شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُون} حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قوله: "{وَاللّه شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ} قَالَ: هُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى". ٩٩قوله تعالى: {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ} وَبِهِ ثنا عَبَّادٌ، قَالَ: سَأَلْتُ عَنْ قوله: "{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ سَبِيلِ اللّه} قَالَ: هُمُالْيَهُودُ، وَالنَّصَارَى". حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قوله: "{تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللّه} قَالَ: عَنْ دِينِ اللّه". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ قوله: "{لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللّه} يَقُولُ: لِمَ تَصُدُّونَ عَنِ الإِسْلامِ، وَعَنْ نَبِيِّ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّم". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ قَتَادَةَ مِثْلُ ذَلِكَ قوله تعالى: {مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً} حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللّه مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً} وَكَانُوا إِذَا سَأَلَهُمْ أَحَدٌ: هَلْ تَجِدُونَ مُحَمَّداً ؟ قَالُوا: لا، فَصَدُّوا النَّاسَ عَنْهُ وَبَغَوْا مُحَمَّداً عِوَجاً : هَلاكاً ". الوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى الْكُوفِيُّ، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ قوله: "{تَبْغُونَهَا عِوَجاً} قَالَ: يعْنِي تَرْجُونَ بِمَكَّةَ غَيْرَ الإِسْلامِ". قوله تعالى: {عِوَجاً} حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{عِوَجاً} قَالَ: هَلاكاً ". قوله تعالى: {وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قوله: "{وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ} عَلَى ذَلِكَ فِيمَا تَقْرَءُونَ مِنْ كِتَابِ اللّه أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللّه، وَأَنَّ الإِسْلامَ دِينُ اللّه تَجِدُونَ ذَلِكَ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ قَتَادَةَ مِثْلُ ذَلِكَ قوله تعالى: {وَمَا اللّه بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُوَبْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: "ثُمَّ أَنْزَلَ اللّه فِي الْيَهُودِ: {وَمَا اللّه بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}". ١٠٠قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} حَدَّثَنَـا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَـالَ: "مَا فِي الْقُرْآنِ آيَةُ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} إِلا أَنَّ عَلِيّاً شَرِيفُهَا وَأَمِيرُهَا وَسَيِّدُهَا، وَمَا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ إِلا قَدْ عُوتِبَ فِي الْقُرْآنِ إِلا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَإِنَّهُ لَمْ يُعَاتَبْ فِي شَيْءٍ مِنْهُ". حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ: "مَا تَقْرَءُونَ مِنَ الْقُرْآنِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} فَإِنَّ فِي التَّوْرَاةِ يَا أَيُّهَا الْمَسَاكِينُ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ الْمُبَارَكِ، أَنْبَأَ مِسْعَرٌ، حَدَّثَنِي مَعْنٌ، وَعَوْنٌ، أو أحدهما ، أن رجلا أتى عبد اللّه بن مسعود فقال: "اعهد إلي، فقال: إِذَا سَمِعْتَ اللّه تَعَالَى يَقُولُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} فَارْعِهَا سَمْعَكَ، فَإِنَّهُ خَيْرٌ يَأْمُرُ بِهِ، أَوْ شَرٌّ يَنْهَى عَنْهُ". حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حُكْمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قوله: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} قَالَ: "نَزَلَتْ فِي ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنَمَةَ الأَنْصَارِيِّ". الوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي الثِّقَةُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: "وَأَنْزَلَ فِي أُوَيْسِ بْنِ قَيْظِيٍّ وَجَبَّارِ بْنِ صَخْرٍ، وَمَنْ كَانَ مَعَهُمَا مِنْ قَوْمِهِمَا الَّذِينَ صَنَعُوا مِمَّا أَدْخَلَ عَلَيْهِمْ شَاسُ بْنُ قَيْسٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ}". قوله تعالى: {إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بعد إيمانكم كافرين} حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينُ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} قَالَ: كَانَ جِمَاعُ قَبَائِلِ الأَنْصَارِ بَطْنَيْنِ: الأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ، وَكَانَ بَيْنَهُمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ حَرْبٌ وَدِمَاءٌ وَشَنَآنٌ، حَتَّى مَنَّ اللّه عَلَيْهِمْ، وَأَلَّفَ بَيْنَهُمْ بِالإِسْلامِ، قَالَ: فَبَيْنَـا رَجُلٌ مِنَ الأَوْسِ وَرَجُلٌ مِنَ الْخَزْرَجِ قَاعِدَانِ يَتَحَدَّثَانِ وَمَعَهُمَا يَهُودِيُّ جَالِسٌ، فَلَمْ يَزَلْ يُذَكِّرُهُمَا بِأَيَّامِهِمَا وَالْعَدَاوَةَ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَهُمْ حَتَّى اسْتَبَّا ثُمَّ اقْتَتَلا. قَالَ: فَنَـادَى هَذَا قَوْمَهُ وَهَذَا قَوْمَهُ، وَخَرَجُوا بِالسِّلاحِ، وَصَفَّ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ. قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ شَاهِدٌ بِالْمَدِينَةِ، فَجَاءَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَزَلْ يَمْشِي بَيْنَهُمْ إِلَى هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ لِيُسَكِّنَهُمْ حَتَّى رَجَعُوا وَوَضَعُوا السِّلاحَ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى فِي ذَلِكَ الْقُرْآنَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، فِي قوله: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} فَقَدْ تَقَدَّمَ فِيهِمْ كَمَا تَسْمَعُونَ، وَقَدْ حَذَّرَكُمُوهُمْ، وَأَنْبَأَكُمْ بِضَلالَتِكُمْ، فَلا تَأْتَمِنُوهُمْ عَلَى دِينِكُمْ، وَلا تَنْتَصِحُوهُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّهُمُ الأَعْدَاءُ وَالْحَسَدَةُ وَالضُّلالُ، كَيْفَ تَأْتِمِنُونُ قَوْماً كَفَرُوا بِكِتَابِهِمْ وَقَتَلُوا رُسُلَهُمْ ؟ أُولَئِكَ هُمْ أَهْلُ التُّهْمَةِ وَالْعَدَاوَةِ". حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: "{فَرِيقاً} يعْنِي: طَائِفَةً". قوله تعالى: {يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} يَقُولُ: إِنْ حَمَلْتُمُ السِّلاحَ فَاقْتَتَلْتُمْ كَفَرْتُمْ". قوله تعالى: {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ} حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ السَّكَنِ، ثنا أَبُو زَيْدٍ النَّحْوِيُّ، أَنْبَأَ قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ الأَغَرِّ بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَـالَ: "كَانَتْ بَيْنَ الأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ حَرْبٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ كُلُّ شَيْءٍ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَوْماً جُلُوسٌ إِذْ ذَكَرُوا مَا بَيْنَهُمْ حَتَّى غَضِبُوا، فَقَامَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ بِالسِّلاحِ، فَنَزَلَتْ: {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّه وَفِيكُمْ رَسُولُهُ} الآيَةَ كُلَّهَا". قوله تعالى: {وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّه وَفِيكُمْ رَسُولُهُ} أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ، ثنا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ قَتَادَةَ، ١٠١قوله: "{وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّه وَفِيكُمْ رَسُولُهُ} قَالَ: عِلْمَانِ بَيِّنَانِ: نَبِيُّ اللّه وَكِتَابُ اللّه، فَأَمَّا نَبِيُّ اللّه فَمَضَى عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ، وَأَمَّا كِتَابُ اللّه فَأَبْقَاهُ اللّه بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ رَحْمَةً مِنَ اللّه، وَنِعْمَةً فِيهِ حَلالَهُ وَحَرَامَهُ، وَطَاعَتُهُ وَمَعْصِيَتُهُ". قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللّه} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَمْرُوَ بْنُ رَافِعٍ، ثنا سُلَيْمَانُ يعْنِي ابْنَ عَامِرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ فِي قوله: "{وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللّه} وَالاعْتِصَامُ هُوَ: الثِّقَةُ بِاللّه". أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: "{وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللّه} قَالَ: يُؤْمِنُ بِاللّه". قوله تعالى: {فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} ذَكَرَهُ أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَىالنَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ اللّه قَضَى عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ مَنْ آمَنَ بِهِ هَدَاهُ، وَمَنْ وَثِقَ بِهِ أَنْجَاهُ. قَالَ الرَّبِيعُ: وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللّه: {وَمَنْ يِعْتَصِمْ بِاللّه فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}". قوله تعالى: {إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، عَنْ سَعْدٍ الطَّائِيِّ، عَنِ ابْنِ أَخِي الْحَارِثِ الأَعْوَرِ، عَنِ الْحَارِثِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "{الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ}: كِتَابُ اللّه عَزَّ وَجَلَّ". الوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جُبَيْرٍ، حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "ضَرَبَ اللّه مَثَلا صِرَاطاً مُسْتَقِيماً ، وَالصِّرَاطُ: الإِسْلامُ". وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَـا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا حَمْزَةُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ: "{الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ} قَالَ: هُوَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَاحِبَاهُ بَعْدَهُ رَضِيَ اللّه عَنْهُمَا". قَالَ عَاصِمٌ: فَذَكَرَهُ ذَلِكَ لِلْحَسَنِ، فَقَالَ: صَدَقَ أَبُو الْعَالِيَةِ وَنَصَحَ وَالوجه الرَّابِعُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِكَ، ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، ثنا عَمْرٌو يعْنِي ابْنَ ذَرٍّ، عَنْ مُجَاهِدٍ: فِي قوله: "{صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} قَالَ: الْحَقُّ". قوله تعالى: {اتَّقُوا اللّه حَقَّ تُقَاتِهِ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَارِمٌ، ثنا حَمَّادٌ، ثنا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ: "إِنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِي الأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ وَكَانَ بَيْنَهُمْ قِتَالٌ يَوْمَ بُعَاثٍ قُبَيْلَ مَخْرَجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ١٠٢{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّه حَقَّ تُقَاتِهِ}". حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ وَشُعْبَةَ، عَنْ زُبَيْدٍ الْيَامِيِّ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللّه: "{اتَّقُوا اللّه حَقَّ تُقَاتِهِ} قَالَ: "أَنْ يُطَاعَ فَلا يُعْصَى، وَأَنْ يُذْكَرَ فَلا يُنْسَى، وَأَنْ يُشْكَرَ فَلا يُكْفَرَ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ مُرَّةَ الْـهَمْدَانِيِّ، وَالرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، وَعَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، وَالْحَسَنِ، وَطَاوُسٍ، وَقَتَادَةَ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَأَبِي سِنَانَ، وَالسُّدِّيِّ نحو ذلك. وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه بْنُ أَيُّوبَ الْمُخَرِّمِيُّ، ثنا بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءٍ الْوَاسِطِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: "لا يَتَّقِ اللّه الْعَبْدُ حَقَّ تُقَاتِهِ، حَتَّى يَحْزَنَ مِنْ لِسَانِهِ". وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى"{اتَّقُوا اللّه حَقَّ تُقَاتِهِ} فَإِنَّهَا لَمْ تُنْسَخْ وَلَكِنْ حَقُّ تُقَاتِهِ أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللّه حَقَّ جِهَادِهِ، وَلا يَأْخُذَهُمْ فِي اللّه لَوْمَةُ لائِمٍ، وَيَقُومُوا بِالْقِسْطِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَآبَائِهِمْ وَأَبْنَائِهِمْ". وَالوجه الرَّابِعُ: حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{اتَّقُوا اللّه حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ اشْتَدَّ عَلَى الْقَوْمِ الْعَمَلُ، فَقَامُوا حَتَّى وَرِمَتْ عَرَاقِيبُهُمْ وَتَقَرَّحَتْ جِبَاهُهُمْ، فَأَنْزَلَ اللّه تَخْفِيفاً عَلَى الْمُسْلِمِينَ: {فَاتَّقُوا اللّه مَا اسْتَطَعْتُمْ} فَنُسِخَتِ الآيَةُ الأُولَى". وَرُوِيَ عَنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ نَحْوُ هَذَا التَّفْسِيرِ، وَرُوِيَ عَنِ أَبِي الْعَالِيَةِ، وَقَتَادَةَ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَالسُّدِّيِّ إِنَّهَا نَسَخَتْهَا: "{اتَّقُوا اللّه مَا اسْتَطَعْتُمْ}". قوله تعالى: {وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا عُثْمَانُ يعْنِي ابْنَ عُمَرَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "{يَا أَيُّهَا النَّـاسُ اتَّقُوا اللّه حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} فَلَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الزَّقُّومِ قُطِرَتْ لأَفْسَدَتْ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا دُنْيَاهُمْ، فَكَيْفَ مَنْ لَيْسَ لَهُ طَعَامٌ إِلا الزَّقُّومُ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا شِبْلٌ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ طَاوُسٍ: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينُ آمَنُوا اتَّقُوا اللّه حَقَّ تُقَاتِهِ} وَهُوَ أَنْ يُطَاعَ فَلا يُعْصَى، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا، فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، قَالَ: عَلَى الإِسْلامِ وَعَلَى حُرْمَةِ الإِسْلامِ". ١٠٣قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّه جَمِيعاً} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، عَنْ سَعْدٍ الطَّائِيِّ، عَنِ ابْنِ أَخِي الْحَارِثِ الأَعْوَرِ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "كِتَابُ اللّه: هُوَ حَبَلُ اللّه الْمَتِينُ". الوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "افْتَرَقَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَأُمَّتِي سَتَفْتَرِقُ عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلا وَاحِدَةً، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللّه: وَمَنْ هَذِهِ الْوَاحِدَةُ ؟ قَالَ: الْجَمَاعَةُ. قَالَ: فَقَبَضَ يَدَهُ ثُمَّ قَالَ: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّه جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}". حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْوَاسِطِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ قُطْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللّه بْنَ مَسْعُودٍ يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَالْجَمَاعَةِ، فَإِنَّهُمَا حَبْلُ اللّه الَّذِي أَمَرَ بِهِ". الوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو سَلَمَةَ، ثنا مُبَارَكٌ يعْنِي ابْنَ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِ اللّه عَزَّ وَجَلَّ: "{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّه جَمِيعاً} قَالَ: بِطَاعَتِهِ". وَالوجه الرَّابِعُ: حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ فِي قوله: "{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّه جَمِيعاً} يَقُولُ: اعْتَصِمُوا بِالإِخْلاصِ للّه وَحْدَهُ". وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: "{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّه جَمِيعاً} قَالَ: بِعَهْدِ اللّه وَبِأَمْرِهِ قوله تعالى: {وَلا تَفَرَّقُوا}". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ بَارِقٍ الْحَنَفِيُّ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْراً ، حَدَّثَنِي سِمَاكُ بْنُ الْوَلِيدِ الْحَنَفِيُّ أَنَّهُ لَقِيَ ابْنَ عَبَّاسٍ بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ: مَا يَقُولُ فِي سُلْطَانٍ عَلَيْنَا يَظْلِمُونَا وَيَشْتِمُونَا وَيَعْتَدُونَ عَلَيْنَا فِي صَدَقَاتِنَا أَلا نَمْنَعُهُمْ ؟ قَـالَ: لا، أَعْطِهِمْ يَا حَنَفِيُّ، فَإِنَّ أَبَاكَ أَهْذَبُ الشَّفَتَيْنِ مُـنْتَفِشُ الْمُنْخَرَيْنِ، يعْنِي زِنْجِيّاً ، وَأَعْطِهِ صَدَقَتَكَ، فَلَنِعْمَ الْقَلُوصُ قَلُوصٌ يُؤْمَرُ الرَّجُلُ بَيْنَ عُرْسِهِ وَوَطْبِهِ، يعْنِي زَوْجَتَهُ وَقِرْبَةُ اللَّبَنِ، ثُمَّ أَخَذَ ذِرَاعَيَّ فَغَمَزَهَا، وَقَـالَ: يَا حَنَفِيُّ: "الْجَمَـاعَةَ، الْجَمَاعَةَ، إِنَّمَا هَلَكَتِ الأُمَمُ الْخَالِيَةُ بِتَفَرُّقِهَا، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللّه عَزَّ وَجَلَّ: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّه جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَلا تَفَرَّقُوا} يَقُولُ: لا تَعَادَوْا عَلَيْهِ يَقُولُ: عَلَى الإِخْلاصِ، وَكُونُوا عَلَيْهِ إِخْوَاناً ". قوله تعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللّه عَلَيْكُمْ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قوله: "{نِعْمَةَ اللّه} يَقُولُ: عَافِيَةَ اللّه". حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قوله: "{وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللّه عَلَيْكُمْ} قَالَ: النِّعَمُ آلاءُ اللّه". قوله تعالى: {إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً} قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ قوله: "{وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللّه عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً} فِي الْجَاهِلِيَّةِ". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ قوله: "{إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً} يَقْتُلُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً ، وَيَأْكُلُ شَدِيدُكُمْ ضَعِيفَكُمْ حَتَّى جَاءَ اللّه بِالإِسْلامِ فَأَلَّفَ بِهِ بَيْنَكُمْ". الوجه الثَّانِي: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: "{إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً} قَالَ: مَا كَانَ بَيْنَ الأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ فِي شَأْنِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللّه عَنْهَا". قوله تعالى: {فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ} حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قوله: "{وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللّه عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ} بِالإِسْلامِ". وَرُوِيَ عَنِ مُجَاهِدٍ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ نحو ذلك. حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو مَعْمَرٍ عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي الْحَجَّاجِ الْمِنْقَرِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ بِمَ تَمُنُّونَ عَلَيَّ ؟ أَلَيْسَ جِئْتُكُمْ ضُلالاً فَهَدَاكُمُ اللّه بِي ؟ وَجِئْتُكُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ اللّه بَيْنَ قُلُوبِكُمْ ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللّه. قوله تعالى: {فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً} قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ: "{فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ} بِرَحْمَتِهِ يعْنِي: الإِسْلامَ إِخْوَاناً ، وَالْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ". قوله تعالى: {وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ} حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قوله: "{وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ} يَقُولُ: كُنْتُمْ عَلَى طَرَفِ النَّارِ مَنْ مَاتَ مِنْكُمْ وَقَعَ فِي النَّارِ". قوله تعالى: {فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} وَبِهِ عَنِ السُّدِّيِّ: "{فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} قَالَ: فَبَعَثَ اللّه مُحَمَّداً صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْتَنْقَذَكُمْ بِهِ مِنْ تِلْكَ الْحُفْرَةِ". قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ قوله: "{وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} قَالَ: أَنْقَذَكُمُ اللّه مِنَ الشِّرْكِ إِلَى الإِيمَانِ". قوله تعالى: {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّه لَكُمْ آيَاتِهِ} حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ قوله: "{كَذَلِكَ} يعْنِي: هَكَذَا". حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَوْلُ اللّه تَعَالَى: "{لَكُمْ آيَاتِهِ} يعْنِي مَا بَيَّنَ فِي هَذِهِ الآيَةِ". قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي مُوسَى الأَنْصَارِيُّ، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ قوله: "{لَعَلَّ} أَيْ: كَيْ". قوله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ} قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانٍ ١٠٤قوله: "{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ} يَقُولُ: لِيَكُنْ مِنْكُمْ قَوْمٌ يعْنِي: وَاحِداً أَوِ اثْنَيْنِ أَوْ ثَلاثَ نَفَرٍ فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ". قوله تعالى: {أُمَّةٌ} وَبِهِ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، قوله: "{أُمَّةٌ} يَقُولُ: إِمَاماً يُقْتَدَى بِهِ كَمَا قَالَ لإِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً يَقُولُ: إِمَاماً مُطِيعاً لِرَبِّهِ يُقْتَدَى بِهِ". قوله تعالى: {يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ} وَبِهِ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ قوله: "{يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ} قَالَ:إِلَى الإِسْلامِ". قوله تعالى: {وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: "كُلُّ آيَةٍ يَذْكُرُهَا اللّه فِي الْقُرْآن، فَذَكَرَ الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ، فَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ أَنَّهُمْ دَعَوْا إِلَى اللّه وَحْدِهِ وَعِبَادَتِهِ لا شَرِيكَ لَهُ، دُعَاءً مِنَ الشِّرْكِ إِلَى الإِسْلامِ". قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ قوله: "{وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ} يَأْمُرُونَ بِطَاعَةِ رَبِّهِمْ". قوله تعالى: {وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} حَدَّثَنَـا أَبِي، أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: "كُلُّ آيَةٍ ذَكَرَ اللّه فِي الْقُرْآنِ، فَذَكَرَ النَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ، النَّهْيَ عَنْ عِبَادَةِ الأَوْثَانِ وَالشَّيْطَانِ". وَالوجه الثَّانِي: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدٌ، ثنا بُكَيْرٌ، عَنْ مُقَاتِلٍ قوله: "{وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} وَيَنْهَوْنَ عَنْ مَعْصِيَتِهِ، يعْنِي: مَعْصِيَةَ رَبِّهِمْ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: فِيمَا حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَوْ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} أَيِ الَّذِينَ أَدْرَكُوا مَا طَلَبُوا، وَنَجَوْا مِنْ شَرِّ مَا مِنْهُ هَرَبُوا. ١٠٥قوله تعالى: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا} حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ، أَنْبَأَ أَبُو عَامِرٍ يعْنِي الْعَقَدِيَّ، ثنا كَثِيرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنَّكُمْ لَوُلاةُ هَذَا الأَمْرِ مِـنْ بَعْدِي، فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، وَلا تَفَرَّقُوا وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله: "{وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا} وَنَحْوُ هَذَا فِي الْقُرْآنِ قَالَ:أَمَرَ اللّه عَزَّ وَجَلَّ بِالْجَمَاعَةِ وَنَهَاهُمْ عَنِ الاخْتِلافِ وَالْفُرْقَةِ وَأَخْبَرَهُمْ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالْمِرَاءِ وَالْخُصُومَاتِ فِي دِينِ اللّه عَزَّ وَجَلَّ". حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قوله: "{وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا} قَالَ: مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى". قوله تعالى: {وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، ثنا بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ قوله: "{وَلا تَكُونُوا} يعْنِي: لِلْمُؤْمِنِينَ يَقُولُ: لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مُوسَى، فَنَهَى اللّه تَعَالَى الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَتَفَرَّقُوا مِنْ بَعْدِ نَبِيِّهِمْ كَفِعْلِ الْيَهُودِ". قوله تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلامٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلامٍ،أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلامٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ كِنْدَةَ ، قَالَ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللّه عَنْهَا قَالَتْ: حَدَّثَنِي رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَأَلْتُهُ ؟ قَالَ: "نَعَمْ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ حَتَّى أَنْظُرَ مَا يُفْعَلُ بِي أَوْ قَالَ: بِوَجْهِي". حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثنا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَ أَبُو إِسْرَائِيلَ الْمُلائِيُّ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: ١٠٦"{يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} قَالَ: هَذَا لأَهْلِ الْقِبْلَةِ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ قُدَامَةَ، عَنْ مُجَاشِعِ بْنِ عَمْرٍوَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله: "{يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} قَالَ: تَبْيَضُّ وُجُوهُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ". قوله تعالى: {وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} وَبِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} قَالَ: تَسْوَدُّ أَهْلُ الْبِدَعِ وَالضَّلالَةِ". حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثنا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى، ثنا أَبُو إِسْرَائِيلَ الْمُلائِيُّ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قوله: "{يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} قَالَ: هَذَا لأَهْلِ الْقِبْلَةِ". وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ قوله: "{يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} قَالَ: هُمُ الْمُنَافِقُونَ، كَانُوا أَعْطُوا كَلِمَةَ الإِيمَانِ بِأَلْسِنَتِهِمْ، فَأَنْكَرُوهَا فِي قُلُوبِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ". وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ، ثنا حُسَيْنٌ الأَشْقَرُ، ثنا أَبُو قُتَيْبَةَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، يعْنِي قوله: "{وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} قَالَ: هُمُ الْيَهُودُ". قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ} حَدَّثَنَـا أَبُو بَدْرٍ عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ الْخَيَّاطُ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا غَالِبٍ: "{فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} فَقَالَ حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَة عَنْ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"أَنَّهُمُ الْخَوَارِجُ". قوله تعالى: {أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ زَنْجَلَةَ، وَكَثِيرُ بْنُ شِهَابٍ الْقَزْوِينِيُّ، قَالا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فِي ١٠٧قوله: "{فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} قَـالَ: فَصَارُوا فَرِيقَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ لِمَنِ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ: أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ، قَالَ: فَهُوَ الإِيمَانُ الَّذِينَ كَانَ فِي زَمَنِ آدَمَ حَيْثُ كَانُوا أُمَّةً وَاحِدَةً مُسْلِمَيْنِ". أَخْبَرَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: "{أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} قَالَ: إِيمَانُهُمُ الَّذِي أَخَذَ عَلَيْهِمُ الْعَهْدَ فِي ظَهْرِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ". وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ"{فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} قَالَ: فَهَذَا مَنْ كَفَرَ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ حِينَ اقْتَتَلُوا". قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّه} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فِي قوله: "{وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ} قَالَ: الَّذِينَ اسْتَقَامُوا عَلَى إِيمَانِهِمْ ذَلِكَ وَأَخْلَصُوا لَهُ الدِّينَ، فَبَيَّضَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْخَلَهُمْ فِي رِضْوَانِهُ وَجَنَّتِهِ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ"{وَأَمَا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّه هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} هَؤُلاءِ أَهْلُ طَاعَةِ اللّه، وَالْوَفَاءِ بِعَهْدِ اللّه، قَالَ اللّه تَعَالَى: فَفِي رَحْمَةِ اللّه هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ". قوله تعالى: {هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فِيمَا حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَوْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} أَيْ خَالِداً أَبَداً يُخْبِرُهُمْ أَنَّ الثَّوَابَ بِالْخَيْرِ وَالشَّرِّ مُقِيمٌ عَلَى أَهْلِـهِ أَبَداً لا انْقِطَاعَ لَهُ". حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} يعْنِي: لا يَمُوتُونَ". ١٠٨قوله تعالى: {تِلْكَ} حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ قَوْلَهُ"{تِلْكَ} تَعْنِي: هَذِهِ". قوله تعالى: {آيَاتُ اللّه نَتْلُوهَا عَلَيْكَ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللّه، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قوله: "{آيَاتُ اللّه} قَالَ: الْقُرْآنُ". قوله تعالى: {بِالْحَقِّ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قوله: "{نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ} يَقُولُ: بِالْفَضْلِ". قوله تعالى: {وَمَا اللّه يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعَالَمِينَ}، {وللّه ما في السماوات وما في الأرض} حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ للّه الْخَلْقُ كُلُّهُ السَّمَوَاتُ كُلُّهُنَّ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَالأَرْضُونَ كُلُّهُنَّ، وَمَنْ فِيهِنَّ وَمَا بَيْنَهُنَّ مِمَّا يَعْلَمُ وَمِمَّا لا يَعْلَمُ". ١١٠قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ،أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّم يَقُولُ فِي قوله: "{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قَالَ: أنْتُمْ تُتِمُّونَ سَبْعِينَ أُمَّةً أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللّه". وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قَالَ: هُمُ الَّذِينَ هَاجَرُوا مَعَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ". وَرُوِيَ عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ نحو ذلك. وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عَبْدُ اللّه، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ عُمَرَ: "{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قَالَ: تَكُونُ لأَوَّلِنَا وَلا تَكُونُ لآخِرِنَا". حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لَوَشَاءَ اللّه تَعَالَى لَقَالَ: أَنْتُمْ فَكُنَّـا كُلُّنَـا، وَلَكِنْ قَالَ: {كُنْتُمْ} فِي خَاصَّةِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ، وَمَنْ صَنَعَ صَنِيعَهُمْ كَانُوا خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ". وَالوجه الرَّابِعُ: حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا قَبِيصَةُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَيْسَرَةَ يعْنِي ابْنَ عَمَّارٍ وَلَيْسَ بِابْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قَالَ: خَيْرُ النَّاسِ لِلنَّاسِ يُجَاءُ بِهِمْ وَفِي أَعْنَاقِهِمُ السَّلاسِلُ حَتَّى يُدْخِلَهُمْ فِي الإِسْلامِ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ: "{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّـاسِ} قَالَ: خَيْرُ النَّاسِ لِلنَّاسِ كَانَ قَبْلَكُمْ لا يَأْمَنُ هَذَا فِي بِلادِ هَذَا، وَلا هَذَا فِي بِلادِ هَذَا، فَكُلَّمَا كُنْتُمْ أَمِنَ فِيكُمُ الأَحْمَرُ وَالأَسْوَدُ، وَأَنْتُمْ خَيْرُ النَّـاسِ لِلنَّـاسِ". وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَعَطَاءٍ، وَعَطِيَّةَ،أَنَّهُمْ قَالُوا: "خَيْرُ النَّاسِ لِلنَّاسِ". وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قوله: "{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّـاسِ} قَالَ: لَمْ تَكُنْ أُمَّةٌ أَكْثَرَ اسْتِجَابَةِ فِي الإِسْلامِ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ فَمِنْ ثَمَّ قَالَ: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}". وَالْوَجْهُ السَّادِسُ: حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ صُبَيْحٍ الْكُوفِيُّ، ثنا عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ: "{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قَالَ: خَيْرُ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". الْوَجْهُ السَّابِعُ: ذُكِرَ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى، عَنْ عِيسَى بْنِ مُوسَى، عَنْ عَطِيَّةَ: "{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّـاسِ} قَالَ: خَيْرُ النَّـاسِ لِلنَّاسِ شَهِدْتُمْ لِلنَّبِيِّينَ الَّذِينَ كَفَرَ بِهِمْ قَوْمُهُمْ بِالْبَلاغِ". وَالْوَجْهُ الثَّامِنُ: حَدَّثَنَـا أَبِي، أَنْبَأَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا زُهَيْرٌ، ثنا خُصَيْفٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قوله: "{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} قَالَ: لَمْ تَكُنْ أُمَّةٌ دَخَلَ فِيهَا مِنْ أَصْنَافِ النَّاسِ غَيْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ". قوله تعالى: {تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يعْنِي قوله: "{تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ} يَقُولُ: تَأْمُرُونَهُمْ أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللّه، وَالإِقْرَارُ بِمَا أَنْزَلَ اللّه، وَيُقَاتِلُونَهُمْ عَلَيْهِ، وَلا إِلَهَ إِلا اللّه أَعْظَمُ الْمَعْرُوفِ"، وَرُوِيَ عَنِ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: "التَّوْحِيدُ". قوله تعالى: {وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّه} وَبِه ِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، يعْنِي قَوْلَهُ"{وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} وَالْمُنْكَرُ: هُوَ التَّكْذِيبُ، وَهُوَ أَنْكَرُ الْمُنْكَرِ". حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَوْلُهُ"{وَتُؤْمِنُونَ بِاللّه} يعْنِي: تُصَدِّقُونَ تَوْحِيدَ اللّه". قوله تعالى: {وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ} حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قوله: "{آمَنَ} قَالَ: صَدَّقَ". قوله تعالى: {مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ} أَخْبَرَنَـا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ قوله: "{مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ} قَالَ: اسْتَثْنَى اللّه مِنْهُمْ ثَلاثَةً كَانُوا عَلَى الْهُدَى وَالْحَقِّ". قوله تعالى: {وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبْسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قوله: "{وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} قَالَ: ذَمَّ اللّه أَكْثَرَ النَّاسِ". قوله تعالى: {الْفَاسِقُونَ} حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى"{الْفَاسِقُونَ} يعْنِي هُمُ الْعَاصُونَ". ١١١قوله تعالى: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدْبَارَ ثم لا ينصرون} حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قوله: "{لَنْ يَضُّرُوكُمْ إِلا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} فَقَالَ: يَسْمَعُونَ كَذِباً عَلَى اللّه يَدْعُوكُمْ إِلَى الضَّلالَةِ"، وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ ، وَالرَّبِيعِ نحو ذلك. أَخْبَرَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: "{لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلا أَذًى} قَالَ: إِشْرَاكُهُمْ فِي عُزَيْرٍ وَعِيسَى وَالصَّلِيبِ". قوله تعالى: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَمَا ثُقِفُوا} حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو عَامِرِ بْنُ بَرَّادٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الأَسَدِيُّ، ثنا عُبَيْدٌ طُفَيْلٌ أَبُو سِيدَانَ الْغَطَفَانِيُّ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قوله تعالى: "{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ} قَالَ: هُمْ أَصْحَابُ الْقَبَالاتِ، كَفَرُوا بِاللّه الْعَظِيمِ". حَدَّثَنَـا الْمُنْذِرُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا هَوْذَةُ، ثنا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ: "{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَمَا ثُقِفُوا} قَالَ: أَدْرَكَتْهُمْ هَذِهِ الأُمَّةُ، وَإِنَّ الْمَجُوسَ لَتُجِبِيهُمُ الْجِزْيَةَ". حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ ١١٢قوله: "{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَمَا ثُقِفُوا} قَالَ: أَذَلَّهُمُ اللّه فَلا مَنَعَةَ لَهُمْ، وَجَعَلَهُمُ اللّه تَحْتَ أَقْدَامِ الْمُسْلِمِينَ". حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنِ الْحَسَنِ، وَقَتَادَة: "{ضربت عليهم الذلة} قَالا: يُعْطُونَ الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ". قوله تعالى: {إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللّه} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ الْبَكْرِيُّ الدَّوْرَقِيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللّه الأَشْجَعِيُّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللّه} قَالَ: عَهْدٌ مِنَ اللّه". وَرُوِيَ عَنِ مُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَالْحَسَنِ، وَعَطَاءٍ، وَقَتَادَةَ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَالضَّحَّاكِ، وَالسُّدِّيِّ نحو ذلك. قوله تعالى: {وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللّه الأَشْجَعِيُّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللّه وَحَبْلٍ مِنَ النَّـاسِ} قَالَ: عَهْدٌ مِنَ اللّه وَعَهْدٌ مِنَ النَّـاسِ". وَرُوِيَ عَنِ عِكْرِمَةَ، وَمُجَاهِدٍ، وَالْحَسَنِ، وَعَطَاءٍ، وَالسُّدِّيِّ وَالضَّحَّاكِ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَقَتَادَةَ نحو ذلك. قوله تعالى: {وَبَاءُوا} حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللّه: "{وَبَاءُوا} يَقُولُ: اسْتَوْجَبُوا". وَرُوِيَ عَنِ الضَّحَّاكِ نحو ذلك. حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أبي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ: "{وَبَاؤُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللّه} فَحَدَثَ عَلَيْهِمْ مِنَ اللّه غَضِبٌ". قوله تعالى: {وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللّه} حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللّه} يَقُولُ: اسْتَوْجَبُوا سَخَطَهُ". قوله تعالى: {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ} حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا آدَمُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قوله: "{وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ} قَالَ: الْمَسْكَنَةُ: الْفَاقَةُ"، وَرُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ نحو ذلك. وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا بِشْرُ بْنُ آدَمَ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ رَجَاءٍ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ الطُّفَيْلِ، عَنْ عَطِيَّةَ قوله: "{وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ} قَالَ: الْخَرَاجُ". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَيْدٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ"{الْمَسْكَنَةُ} قَالَ: الْجِزْيَةُ". قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّه وَيَقْتُلُونَ الأَنْبِيَاءَ بغير حق} حَدَّثَنَـا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ الأَزْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: "كَانَتْ بَنُوَإِسْرَائِيلَ تَقْتُلُ فِي الْيَوْمِ ثَلاثَ مِائَةِ نَبِيٍّ، ثُمَّ يَقُومُ سُوقُ بَقْلِهِمْ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ". قوله تعالى: {ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدُ ، عَنْ قَتَادَةَ: "{ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} قَالَ: اجْتَنِبُوا الْمَعْصِيَةَ وَالْعُدْوَانَ، فَإِنَّ بِهِمَا هَلَكَ مَنْ هَلَكَ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ النَّاسِ". ١١٣قوله تعالى: {لَيْسُوا سَوَاءً} حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، زَعَمَ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ الْعِجْلِيُّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قوله: "{لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ} يَقُولُ: لا يَسْتَوِي أَهْلُ الْكِتَابِ وَأُمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ} يَقُولُ: هَؤُلاءِالْيَهُودُ لَيْسُوا كَمَثَلِ هَذِهِ الأُمَّةِ الَّتِي هِيَ قَانِتَةٌ للّه". وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ النَّشِيطِيُّ، ثنا أَبُو الأَشْهَبِ، قَال: "لَيْسَ كُلُّ الْقَوْمِ هَلَكَ عَلَى الْحَسَنِ {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} قَالَ: هَؤُلاءِ أَهْلُ الْهُدَى". قوله تعالى: {مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ ثنا إِسْحَاقُ، وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَوْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "لَمَّا أَسْلَمَ عَبْدُ اللّه بْنُ سَلامٍ، وَثَعْلَبَةُ بْنُ سَعْيَةَ، وَأُسَيْدُ بْنُ سَعْيةَ، وَأُسَيْدُ بْنُ عُبَيْدٍ وَمَنْ أَسْلَمَ مِنْ يَهُودَ مَعَهُمْ فَآمَـنُوا وَصَدَّقُوا وَرَغِبُوا فِي الإِسْلامِ وَمَنَحُوا فِيهِ قَـالَتْ أَحْبَارُ يَهُودَ وَأَهْلُ الْكُفْرِ مِنْهُمْ: مَـا آمَنَ بِمُحَمَّدٍ وَتَبِعَهُ لأَشْرَارُنَـا، وَلَوَكَانُوا خِيَارَنَـا مَا تَرَكُوا دِينَ آبَائِهِمْ وَذَهَبُوا إِلَى غَيْرِهِ، فَأَنْزَلَ اللّه عَزَّ وَجَلَّ فِي ذَلِكَ: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ}". قوله تعالى: {أُمَّةٌ} أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَمِّيَ الْحُسَيْنُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله: "{لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} يَقُولُ: أُمَّةٌ مُهْتَدِيَةٌ". قوله تعالى: {قَائِمَةٌ} وَبِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قوله: "{أُمَّةٌ قَائِمَةٌ} يَقُولُ: قَائِمَةٌ عَلَى أَمْرِ اللّه لَمْ تَنْزِعْ عَنْهُ وَتَتْرُكْهُ كَمَا تَرَكَهُ الآخَرُونَ وَضَيَّعُوهُ". حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ قوله: "{أُمَّةٌ قَائِمَةٌ} يَقُولُ: قَائِمَةٌ عَلَى كِتَابِ اللّه وَحُدُودِهِ وَفَرَائِضِهِ". قوله تعالى: {يَتْلُونَ آيَاتِ اللّه} وَبِهِ عَنِ الرَّبِيعِ، قوله: "{يَتْلُونَ آيَاتِ اللّه آنَـاءَ اللَّيْلِ} قَالَ: قَالَ بَعْضُهُمْ: صَلاةُ الْعَتَمَةِ تُصَلِّيهَا أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا يُصَلِّيهَا غَيْرُهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ". قوله تعالى: {آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ} حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِكَ الْقَزْوِينِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ، ثنا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: "أَخَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةَ الْعِشَاءِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَإِذَا النَّـاسُ يَنْتَظِرُونَ الصَّلاةَ، فَقَالَ: أَمَا أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الأَدْيَانِ أَحَدٌ يَذْكُرُ اللّه فِي هَذِهِ السَّاعَةِ غَيْرُكُمْ". قَالَ: وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّه آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ} } إِلَى قَوْلِهِ {{عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ}". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى، ثنا شَيْبَانُ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قوله: "{آنَاءَ اللَّيْلِ} قَالَ:هُوَ جَوْفُ اللَّيْلِ"، وَرُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ نحو ذلك. وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قوله: "{أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّه آنَاءَ اللَّيْلِ} قَالَ: هِيَ صَلاةُ الْغَفْلَةِ". حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ سُفْيَانَ يعْنِي الثَّوْرِيَّ عَنْ قَوْلِ اللّه عَزَّ وَجَلَّ: "{لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّه آنَـاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ} فَحَدَّثَنِي عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُمْ كَانُوا يُصَلُّونَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ". وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَـا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ قوله: "{آنَاءَ اللَّيْلِ} قَالَ: سَاعَاتٌ مِنْ أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ". وَرُوِيَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَقَتَادَةَ قَالا: "سَاعَاتُ اللَّيْلِ". قوله تعالى: {وَهُمْ يَسْجُدُونَ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ، أَنْبَأَ شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْعِجْلِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: "{يَتْلُونَ آيَاتِ اللّه آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ} صَلاةَ الْعَتَمَةِ يُصَلُّونَهَا". ١١٤قوله تعالى: {يُؤْمِنُونَ بِاللّه وَالْيَوْمَ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المنكر} حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قوله: "{يُؤْمِنُونَ بِاللّه} قَالَ: يُصَدِّقُونَ بِتَوْحِيدِ اللّه وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَيُصَدِّقُونَ بِالْغَيْبِ الَّذِي فِيهِ جَزَاءُ الأَعْمَالِ". قوله تعالى: {وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ} حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا شَيْبَانُ، ثنا أَبُو الأَشْهَبِ، ثنا الْحَسَنُ: "{وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ} قَالَ: فَرَغُوا إِلَى بَعْضِهِمْ حِينَ تَفَرَّقَتِ الأُمَمُ". قوله تعالى: {وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ} حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ ١١٥قوله: "{وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ} قَالَ: مَا فَعَلَ ابْنُ آدَمَ مِنْ خَيْرٍ". ذَكَرَ عَبْدُ اللّه بْنُ أَحْمَدَ الدَّشْتَكِيُّ، ثنا أَبِي، ثنا عَطَّافُ بْنُ غَزْوَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مِسْعَرٍ قَالَ: سَأَلْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ عَنْ قَوْلِ اللّه: "{وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ} فَوَسَّعَ اللّه عَلَيْهِمْ فِي التَّطَوُّعِ فِي الْيَهُودِ وَالأَعْرَابِ". قوله تعالى: {فَلَنْ يُكْفَرُوهُ} حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قوله: "{فَلَنْ يُكْفَرُوهُ} فَلَنْ يُظْلَمُوهُ". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ قوله: "{وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ} يَقُولُ: لَنْ يُضَلَّ عَنْكُمْ". قوله تعالى: {وَاللّه عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْخَزَّازُ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ يعْنِي الرَّازِيَّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ أَبِي وَائِلٍ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو عَفِيفٍ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ، فَقَالَ لَهُ شَقِيقُ بْنُ سَلَمَةَ: يَا أَبَا عَفِيفٍ، أَلا تُحَدِّثْنَا عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ؟ قَالَ: بَلَى، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "يُحْبَسُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي بَقِيعٍ وَاحِدٍ فَيُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ الْمُتَّقُونَ ؟ فَيَقُومُونَ فِي كَنَفِ الرَّحْمَنِ لا يَحْتَجِبُ اللّه مِنْهُمْ وَلا يَسْتَتِرُ، قُلْتُ: مَنِ الْمُتَّقُونَ ؟ قَالَ: قَوْمٌ اتَّقَوْا الشِّرْكَ وَعِبَادَةَ الأَوْثَانِ، وَأَخْلَصُوا للّه الْعِبَادَةَ فَيَمُرُّونَ إِلَى الْجَنَّةِ". وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، فِيمَا حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَوْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{الْمُتَّقِينَ} أَيِ الَّذِينَ يَحْذَرُونَ مِنَ اللّه عُقُوبَتَهُ فِي تَرْكِ مَا يَعْرِفُونَ مِنَ الْهُدَى، وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ بِالتَّصْدِيقِ بِمَا جَاءَ مِنْهُ". حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُوَ بْنُ حَمَّادِ بْنِ طَلْحَةَ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{الْمُتَّقِينَ} هُمُ الْمُؤْمِنُونَ". ١١٧قوله تعالى: {مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قوله: "{مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} نَفَقَةُ الْكَافِرِ فِي الدُّنْيَا". وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، وَالسُّدِّيِّ نحو ذلك. قوله تعالى: {كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ} حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{رِيحٌ فِيهَا صِرٌّ} قَـالَ: بُرْدٌ". وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، وَعِكْرِمَةَ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي إِحْدَى الرِّوَايَاتِ، وَشُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ، وَالسُّدِّيِّ، وَالرَّبِيعِ وَالضَّحَّاكِ، وَقَتَادَةَ نحو ذلك. وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيِّ، عَنْ عَنْتَرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قوله: "{رِيحٌ فِيهَا صِرٌّ} قَالَ: فِيهَا نَارٌ". وَرُوِيَ عَنِ مُجَاهِدٍ فِي إِحْدَى الرِّوَايَاتِ نحو ذلك. وَالوجه الثَّالِثُ: أَخْبَرَنَـا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ، قِرَاءَةً، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ عَطَاءٍ: "وَأَمَّا {رِيحٌ فِيهَا صِرٌّ} فَرِيحٌ فِيهَا بَرْدٌ وَجُلَيْدٌ". قوله تعالى: {أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قوله: "{مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ} يَقُولُ: مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ الْمُشْرِكُونَ وَلا يُتَقَبَّلُ مِنْهُمْ كَمَثَلِ هَذَا الزَّرْعِ، إِذَا زَرْعَهُ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ فَأَصَابَهُ رِيحٌ فِيهَا صِرٌّ، وَالصِّرُ: الْبَرْدُ أَصَابَتْهُ فَأَهْلَكَتْهُ، فَكَذَلِكَ أَنْفِقُوا فَأَهْلَكَهُمْ شِرْكُهُمْ". قوله تعالى: {فَأَهْلَكَتْهُ} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قوله: "{أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ} فَحَلَقَتْهُ وَأَحْرَقَتْهُ". قوله تعالى: {وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّه} أَخْبَرَنَـا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، يَقُولُ: "ثُمَّ اعْتَذَرَ إِلَى خَلْقِهِ فَقَالَ: {وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّه} مِمَّا ذَكَرَهُ لَكَ مِنْ عَذَابِ مَنْ عَذَّبْنَاهُ مِنَ الأُمَمِ، وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ". حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قوله: "{وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} قَالَ: يَضُرُّونَ". ١١٨قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دونكم} حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ الْغُبَرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْهُنَائِيُّ، ثنا حُمَيْدُ بْنُ مِهْرَانَ الْمَالِكِيُّ الْخَيَّاطُ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا غَالِبٍ: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ} قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ، عَنْ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: هُمُ الْخَوَارِجُ". وَالوجه الثَّانِي: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ ، ثنا أَبِي، ثنا عَمِّيَ الْحُسَيْنُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ"{لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ} فَهُمُ الْمُنَافِقُونَ". حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قوله: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ} فِي الْمُنَافِقِينَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، نَهَى الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَتَوَلَّوْهُمْ". أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ قَتَادَةَ قوله: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ} قَالَ: نَهَى اللّه تَعَالَى الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَسْتَدْخِلُوا الْمُنَافِقِينَ، وَأَنْ يُؤَاخُوهُمْ وَأَنْ يَتَوَلَّوْهُمْ دُونَ الْمُؤْمِنِينَ". وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، وَالسُّدِّيِّ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ قَالُوا: "الْمُنَافِقُونَ". وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ الطَّبَّاعِ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ الأَزْهَرِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ} يَقُولُ: لا تَسْتَشِيرُوا الْمُشْرِكِينَ فِي شَيْءٍ مِنْ أُمُورِكُمْ". وَالوجه الرَّابِعُ: حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ: "وَكَانَ رِجَالٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُوَاصِلُونَ رِجَالا مِنْ يَهُودَ لِمَا كَانَ بَيْنَهُمْ مِنَ الْجِوَارِ وَالْحِلْفِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى فِيهِمْ يَنْهَاهُمْ عَنْ مُبَاطَنَتِهِمْ تَخَوُّفَ الْفِتْنَةِ عَلَيْهِمْ مِنْهُمْ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ}". وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَزَّانُ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي الزِّنْبَاعِ، عَنْ أَبِي دُهْقَانَةَ، قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: "أَنَّ هَاهُنَـا غُلاماً مِنْ أَهْلِ الْحِيرَةِ حَافِظاً كَاتِباً فَلَوَ اتَّخَذْتَهُ كَاتِباً قَالَ: قَدِ اتَّخَذْتُ إِذَاً بِطَانَةً مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ". قوله تعالى: {لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالا} قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ قوله: "{لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالا} يَقُولُ: يُضِلُّونَكُمْ كَمَا ضَلُّوا فَنَهَاهُمْ أَنْ يَسْتَدْخِلُوا الْمُنَافِقِينَ دُونَ الْمُؤْمِنِينَ، أَوْ يَتَّخِذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ". قوله تعالى: {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ} حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ} قَالَ: مَا عَنِتُّمْ: مَا ضَلَلْتُمْ". قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ قوله: "{وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ} يَقُولُ: وَدَّ الْمُنَافِقُونَ مَا عَنِتَ الْمُؤْمِنُونَ فِي دِينَهُمْ". قوله تعالى: {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ} أَخْبَرَنَـا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ قوله: "{قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ} يَقُولُ: مِنْ أَفْوَاهِ الْمُنَافِقِينَ إِلَى إِخْوَانِهِمْ مِنَ الْكُفَّارِ، غِشُّهُمْ لِلإِسْلامِ وَأَهْلِهِ وَبُغْضُهُمْ إِيَّاهُ". وَرُوِيَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ: أَنَّهُ قَالَ: "مِنْ أَفْوَاهِ الْمُنَافِقِينَ". قوله تعالى: {وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إن كنتم تعقلون} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ فِي قوله: "{وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} يَقُولُ: مَا تَكِنُّ صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ مِمَّا قَدْ أَبَدَوْا بِأَلْسِنَتِهِمْ". وَرُوِيَ عَنِ قَتَادَةَأَنَّهُ قَالَ: "أَكْبَرُ مِمَّا بَدَا مِنْ أَلْسِنَتِهِمْ". قوله تعالى: {إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} أَخْبَرَنَـا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: "{لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} قَالَ: تَتَفَكَّرُونَ". قوله تعالى: {هَا أَنْتُمْ أُولاءِ} قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ: "{هَا أَنْتُمْ أُولاءِ} مَعْشَرَ الأَنْصَارِ". قوله تعالى: {تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قوله: "{هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ} قَالَ: هُمُ الْمُنَافِقُونَ يُجَامِعُونَكُمْ بِأَلْسِنَتِهِمْ عَلَى الإِيمَانِ، وَيُحِبُّونَكُمْ عَلَى ذَلِكَ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: "{هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ} فَوَاللّه إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُحْسِنْ إِلَى الْمُنَافِقِ، وَيَأْوِي لَهُ، وَيَرْحَمُهُ وَلَوَأَنَّ الْمُنَافِقَ يَقْدِرُ عَلَى مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ الْمُؤْمِنُ لأَبَادَ خَضْرَاءَهُ". وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَشْعَثَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ النُّكْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ فِي ١١٩قوله: "{هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ} قَالَ: هُمُ الأَبَاضِيَّةُ". وَالوجه الثَّالِثُ: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ: "{تُحِبُّونَهُمْ} يعْنِي الْيَهُودَ وَلا يُحِبُّونَكُمْ". قوله تعالى: {وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ} وَبِهِ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ قوله: "{وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ} كُلِّهِ كِتَابُ مُحَمَّدٍ وَالْكِتَابُ الَّذِي كَانَ قَبْلَ مُحَمَّدٍ". قوله تعالى: {وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثنا سَعِيدُ يعْنِي ابْنَ أَشْعَثَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، كَانَ إِذَا تَلا هَذِهِ الآيَةَ"{وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواآمَنَّا} قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةِ فِي الأَبَاضِيَّةِ". وَالوجه الثَّانِي: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدٌ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ مُقَاتِلٍ قَوْلَهُ"{وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا} يعْنِي: الْمُنَافِقِينَ إِذَا لَقُوا الْمُؤْمِنِينَ أَظْهَرُوا الإِيمَانَ فَيُحِبُّونَهُمْ عَلَى مَا أَظْهَرُوا لَـهُمْ، وَيَرَوْنَ أَنَّهُمْ صَادِقُونَ بِمَا يَقُولُونَ وَلا يَعْلَمُونَ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الشَّكِّ وَالْكُفْرِ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". حَدَّثَنَـا أَبِي ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ قَوْلَهُ"{وَإِذَا لَقُوكُمْ} يعْنِي: أَهْلَ النِّفَاقِ إِذَا لَقُوا الْمُؤْمِنِينَ قَالُوا: آمَنَّا لَيْسَ بِهِمْ إِلا مَخَافَةٌ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ". قوله تعالى: {وَإِذَا خَلَوْا} حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ قوله: "{خَلَوْا} يعْنِي: مَضَوْا". قوله تعالى: {عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُقَاتِلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللّه: "{وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ} قَالَ: عَضُّوا عَلَى أَطْرَافِ أَصَابِعِهِمْ". وَرُوِيَ عَنِ الضَّحَّاكِ، وَالسُّدِّيِّ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَمُقَاتِلٍ نحو ذلك. حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَشْعَثَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ النُّكْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنِ أَبِي الْجَوْزَاءِ فِي قوله: "{وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ} قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي الأَبَاضِيَّةِ". قوله تعالى: {مِنَ الْغَيْظِ} ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: "{وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ} يَقُولُ: مِمَّا يَجِدُونَ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْغَيْظِ وَالْكَرَاهِيَةِ لِلَّذِي هُمْ عَلَيْهِ، لَوْ يَجِدُونَ رِيحاً لَكَانُوا عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، فَهُمْ كَمَا نَعَتَ اللّه". قوله تعالى: {قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ} قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ: "{قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ} يعْنِي أَهْلَ النِّفَاقِ". قوله تعالى: {إِنَّ اللّه عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} وَبِهِ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ قَوْلَهُ"{إِنَّ اللّه عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ". قوله تعالى: {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ فِي قوله: "{إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ} قَالَ:أَنْبَأَ اللّه الْمُؤْمِنِينَ بِعَدِّوهِمْ فَقَالَ: إِنْ تُصِبْكُمْ حَسَنَةٌ يَسُؤْهُمْ ذَلِكَ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قوله: "{إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ} إِذَا رَأَوْا مِنْ أَهْلِ الإِسْلامِ أُلْفَةً وَجَمَاعَةً وَظُهُوراً عَلَى عَدُوِّهِمْ، غَاظَهُمْ ذَلِكَ وَسَاءَهُمْ". قوله تعالى: {تَسُؤْهُمْ} قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ ١٢٠قوله: "{إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ} يعْنِي: النَّصْرُ عَلَى الْعَدُوَ وَالرِّزْقُ وَالْخَيْرُ يَسُوءُ ذَلِكَ الْيَهُودَ، يعْنِي أَهْلَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ". قوله تعالى: {وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ} قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قوله: "{وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا} قَالَ: إِذَا رَأَوْا مِـنْ أَهْلِ الإِسْلامِ فُرْقَةً وَْاخْتِلافاً ، أَوْ أُصِيبَ طَرَفٌ مِنْ أَطْرَافِ الْمُسْلِمِينَ، سَرَّهُمْ ذَلِكَ، أُعْجِبُوا وَابْتَهَجُوا بِهِ فَهُمْ كَمَا رَأَيْتُمْ كُلَّمَا خَرَجَ مِنْهُمْ قَرْنٌ أَكْذَبَ اللّه أَحَدَوَثَتِهِ، وَأَوْطَأَ مَحَلَّتَهُ، وَأَبْطَلَ حُجَّتَهُ وَأَظْهَرَ عَوْرَتَهُ، فَذَلِكَ قَضَاءُ اللّه فِيمَنْ مَضَى مِنْهُمْ، وَفِيمَنْ بَقَى إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ". قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ قوله: "{وَإِنْ تُصْبِكُمْ سَيِّئَةٌ} هِيَ: الْقَتْلُ، وَالْهَزِيمَةُ، وَالْجَهْدُ". قوله تعالى: {يَفْرَحُوا بِهَا} قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ قوله: "{يَفْرَحُوا بِهَا} يعْنِي الْيَهُودَ". قوله تعالى: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً} وَبِهِ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ قوله: "{وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً} يَقُولُ: لا يَضُرُّكُمْ قَوْلُهُمْ شَيْئاً ". قوله تعالى: {إِنَّ اللّه بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} وَبِهِ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ قوله: "{إِنَّ اللّه بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} يَقُولُ: أَحَاطَ عِلْمُهُ بِأَعْمَالِـهِمْ، وَمِنْهُمْ مِنْ يَقُولُ: أُنْزِلَتْ فِي الْمُنَافِقِينَ". ١٢١قوله تعالى: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ} حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قوله: "{وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَشَى يَوْمَئِذٍ عَلَى رِجْلَيْهِ يُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ". قوله تعالى: {تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ} حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللّه: "{تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ} قَالَ: تُوَطِّنُ". قوله تعالى: {مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَمِّيَ الْحُسَيْنُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قوله: "{وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} وَهُوَ يَوْمُ أُحُدٍ". وَرُوِيَ عَنِ قَتَادَةَ، وَالرَّبِيعِ، وَالسُّدِّيِّ نحو ذلك. وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قوله: "{وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ} قَالَ: يعْنِي مُحَمَّداً صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ يَوْمَ الأَحْزَابِ". قوله تعالى: {وَاللّه سَمِيعٌ عَلِيمٌ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ يَقُولُ اللّه تَعَالَى لِنَبِيِّهِ: "{وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللّه سَمِيعٌ عَلِيمٌ} أَيْ سَمِيعٌ لِمَا يَقُولُونَ". قوله تعالى: {عَلِيمٌ} وَبِهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ قوله: "{عَلِيمٌ} أَيْ عَلِيمٌ بِمَا يُخْفُونَ". ١٢٢قوله تعالى: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا} حَدَّثَنَا الْحَسَنُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ سُفْيَانُ يعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللّه يَقُولُ: "{إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللّه وَلِيُّهُما} قَالَ: نَحْنُ: هُمْ بَنُو حَارِثَةَ وَبَنُو سَلِمَةَ". وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَالشَّعْبِيِّ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَقَتَادَةَ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ نحو ذلك. حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ جَعْفَرٍ الْمُخَرِّمِيُّ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: قَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، يَا خَالِي أَخْبِرْنِي عَنْ قِصَّتِكُمْ، يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ: "اقْرَأْ بَعْدَ الْعِشْرِينَ وَمِائَةٍ مِنْ آلِ عِمْرَانَ تَجِدُ قِصَّتَنَـا {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ} } إِلَى قَوْلِهِ {{إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا} قَـالَ: هُمُ الَّذِينَ طَلَبُوا الأَمَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ". قوله تعالى: {أَنْ تَفْشَلا} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قوله: "{إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا} قَالَ: هُمَا طَائِفَتَانِ مِنَ الأَنْصَارِ هَمَّتَا أَنْ تَفْشَلا فَعَصَمَهُمَا اللّه، فَهَزَمَ اللّه عَدُوَّهُمْ". وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنِ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قوله: "{أَنْ تَفْشَلا} قَالَ: أَيْ أَنْ يِتَخَاذَلا". قوله تعالى: {وَاللّه وَلِيُّهُمَا} حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللّه يَقُولُ فِي قَوْلِ اللّه: "{وَاللّه وَلِيُّهُمَا} قَالَ: نَحْنُ هُمْ بَنُوَ سَلِمَةَ وَبَنُوَ حَارِثَةَ، وَمَا نُحِبُّ لَوَ لَمْ يَكُنْ لِقَوْلِ اللّه: {وَاللّه وَلِيُّهُمَا}". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: يَقُولُ اللّه: "{وَاللّه وَلِيُّهُمَا} أَيِ الدَّافِعُ عَنْهُمَا مَا هَمَّتَا بِهِ مِنْ فَشَلِهِمَا". قوله تعالى: {وَعَلَى اللّه فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} وَبِهِ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ يَقُولُ اللّه تَعَالَى: "{وَعَلَى اللّه فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} أَيْ مَنْ كَانَ بِهِ ضَعْفٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَوْ وَهَنٌ، فَلْيَتَوَكَّلْ عَلَيَّ أُعِنْهُ عَلَى أَمْرِهِ وَأَدْفَعُ عَنْهُ، حَتَّى أَبْلُغَ بِهِ وَأُقَوِّيَهُ عَلَى نِيَّتِهِ". ١٢٣قوله تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّه بِبَدْر} أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ خَدِيجٍ: "قَالَ جِبْرِيلُ لِرَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ تَعُدُّونَ شُهَدَاءَ بَدْرٍ فِيكُمْ ؟ قَالَ: خِيَارُنَا. قَالَ: هَكَذَا نَعُدُّ مَنْ شَهِدَ بَدْراً مِنَ الْمَلائِكَةِ فِينَا". حَدَّثَنَـا الأَحْمَسُ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ يعْنِي قوله: "{وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّه بِبَدْرٍ} قَالَ: لَمْ تُقَاتِلِ الْمَلائِكَةُ إِلا يَوْمَ بَدْرٍ". قوله تعالى: {بِبَدْرٍ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ يَقُولُ: "إِنَّمَا كَانَتْ بَدْرٌ لِرَجُلٍ يُدْعَى بَدْراً يعْنِي: بِئْراً ". حَدَّثَنَا الأَحْمَسِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: "إِنَّمَا سُمِّيَتْ بَدْرٌ لأَنَّهَا كَانَتْ بِئْراً لِرَجُلٍ يُسَمَّى بَدْراً ". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ فِي قوله: "{وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّه بِبَدْرٍ} وَبَدْرٌ مَاءٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ". قوله تعالى: {وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ} حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو خَالِدٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "كَانَ عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ ثُلْثَمِائَةٍ وَثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلا". وَرُوِيَ عَنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ مِثْلَهُ حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قوله: "{وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ} يَقُولُ: وَأَنْتُمْ قَلِيلٌ أَذِلَّةٌ، فَهُمْ يَوْمَئِذٍ بِضْعَةَ عَشَرَ وَثَلاثُمِائَةٍ". وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: بِضْعَةَ عَشَرَ وَثَلاثُمِائَةٍ حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ فِي قوله: "{وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّه بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةً} الْتَقَى نَبِيُّ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ مَعَهُ وَالْمُشْرِكُونَ عَلَى بَدْرٍ، وَكَانَ أَوَّلُ قِتَالٍ قَاتَلَ نَبِيُّ اللّه". قَالَ قَتَادَةُ وَالرَّبِيعُ إن نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم قَالَ يَوْمَئِذٍ لأَصْحَابِهِ"إِنَّكُمُ الْيَوْمَ بِعُدَّةِ أَصْحَابِ طَالُوتَ يَوْمَ لَقِيَ جَالُوتَ"، وَكَانُوا ثَلاثَمِائَةٍ وَفَوْقَ الْعَشَرَةِ أَوْ دُونَ عِشْرِينَ وَقَالَ قَتَادَةُ: كَانُوا ثَلاثَمِائَةٍ وَثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلا وَالْمُشْرِكُونَ يَوْمَئِذٍ أَلْفُ رَجُلٍ أَوْ رَاهَقُوا ذَلِكَ حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ} قَالَ: وَأَنْتُمْ أَقَلُّ عَدَداً ، أَوْ أَضْعَفُ قُوَّةً". حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، ثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "عَدَدُ أَهْلِ بَدْرٍ ثُلْثُمِائَةٍ وَثَلاثَةَ عَشَرَ وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ مِنْهُمْ سَبْعَةٌ وَسَبْعِينَ، وَكَانَ الأَنْصَارُ مِائَتَيْنِ وَسِتَّةَ وَثَلاثِينَ". قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللّه} حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{فَاتَّقُوا اللّه لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} أَيْ فَاتَّقُونِ فَإِنَّهُ شُكْرُ نِعْمَتِي". قوله تعالى: {تَشْكُرُونَ} أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ حِبَالٍ الصَّنْعَانِيُّ الْقُهَنْدُزِيّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْقُهَنْدُزِيُّ، قَالَ سُفْيَانُ يعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ: "عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَشْكُرَ اللّه فِي نَصْرِهِ بِبَدْرٍ يَقُولُ اللّه: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّه بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللّه لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}". ١٢٤قوله تعالى: {إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قوله: "{إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ} فَقَالَ: يَوْمَ بَدْرٍ". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَنْبَأَ جَرِيرٌ، عَنْ يَعْقُوبَ يعْنِي الْقُمِّيَّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: "فِي يَوْمِ حُنَيْنٍ أَمَدَّ اللّه رَسُولَهُ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ، وَيَوْمَئِذٍ سَمَّى اللّه الأَنْصَارَ مُؤْمِنِينَ". قوله تعالى: {أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ} حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ} قَالَ: مَدَداً لَهُمْ أَمْدَدَكُمْ بِهِ". قوله تعالى: {بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا وُهَيْبٌ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ: "أَنَّ الْمُسْلِمِينَ، بَلَغَهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ أَنَّ كُرْزَ بْنَ جَابِرٍ الْمُحَارِبِيُّ يَمُدُّ الْمُشْرِكِينَ فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ} } إِلَى قَوْلِهِ {{مُسَوِّمِينَ} قَالَ: فَبَلَغَتْ كُرْزاً الْهَزِيمَةَ فَلَمْ يَمُدَّ الْمُشْرِكِينَ وَلَمْ يُمَدَّ الْمُسْلِمُونَ بِالْخَمْسَةِ". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ قوله: "{أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ} أَيْ أَمَدَّكُمْ بِأَلْفٍ ثُمَّ صَارُوا ثَلاثَةَ آلافٍ ثُمَّ صَارُوا خَمْسَةَ آلافٍ". قوله تعالى: {بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يَزِيدَ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَمُّ عَمْرٍوَ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: "لَمْ يُمَدَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ وَلا بِمَلَكٍ وَاحِدٍ". ١٢٥قوله تعالى: {بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُنِيبٍ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا أَبُو مُعَاذٍ اللَّيْثِيُّ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ بْنَ مُزَاحِمٍ، يَقُولُ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا} كَانَ هَذَا مَوْعِداً مِنَ اللّه يَوْمَ أُحُدٍ، عَرَضَهُ عَلَى نَبِيِّهِ أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ إِنِ اتَّقُوا وَصَبَرُوا أَمْدَدْتُهُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ، فَفَرَّ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَ أُحُدٍ وَوَلَّوْا مُدْبِرِينَ فَلَمْ يُمِدَّهُمُ اللّه". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا} قَالَ: أَيْ تَصْبِرُوا وَتُطِيعُوا أَمْرِي". حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ"{وَيَأْتُوكُمْ} يعْنِي الْكُفَّارَ فَلَمْ يَقْتُلُوهُمْ تِلْكَ السَّاعَةِ وَذَلِكَ يَوْمَ أُحُدٍ". قوله تعالى: {مِنْ فَوْرِهِمْ} أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَـا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَمِّيَ الْحُسَيْنُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا} يَقُولُ: مِنْ سَفَرِهِمْ هَذَا. وَيُقَالُ: بَلْ هُوَ مِنْ غَضَبِهِمْ هَذَا". حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ فِي قوله: "{وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا} قَالَ: مِنْ غَضَبِهِمْ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: يعْنِي مِنْ فَوْرِهِ الْغَضَبِ، وَرُوِيَ عَنِ مُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ: مِنْ غَضَبِهِمْ الوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قوله: "{وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا} قَالَ: مِنْ وَجْهِهِمْ هَذَا". وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، وَالضَّحَّاكِ، وَالرَّبِيعِ، وَقَتَادَةَ مِثْلُ ذَلِكَ غَيْرَ أَنَّ الضَّحَّاكَ قَالَ: "مِنْ غَضَبِهِمْ وَوَجْهِهِمْ". قوله تعالى: {يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قوله: "{يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ} قَالَ: يَوْمَ بَدْرٍ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قوله: "{يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ} وَذَلِكَ يَوْمَ بَدْرٍ، أَمَدَّهُمُ اللّه بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ". قوله تعالى: {مُسَوِّمِينَ} حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَة بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: "كَانَ سِيمَا الْمَلائِكَةِ يَوْمَ بَدْرٍ الصُّوفَ الأَبْيَضَ". حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُطَرِّفٍ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: "كَانَ سِيمَا الْمَلائِكَةِ أَهْلِ بَدْرٍ الصُّوفَ الأَبْيَضَ، وَكَانَ سِيمَا الْمَلائِكَةِ أَيْضاً فِي نَوَاصِي خُيُولِهِمْ". وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍوَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي هَذِهِ الآيَةِ: "{مُسَوِّمِينَ} قَالَ: بِالْعِهْنِ الأَحْمَرِ". حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ} قَالَ: مُحْذَفَةٌ أَعْرَافُهَا، مُعَلَّمَةٌ نَوَاصِيهَا بِالصُّوفِ الْعِهْنِ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قوله: "{يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ} قَالَ: مُعَلَّمِينَ بِالصُّوفِ الأَبْيَضِ فِي أَذْنَابِ الْخَيْلِ". حَدَّثَنَا عَمْرٌو الأَوْدِيُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ شِبْلٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ} قَالَ: مُعَلَّمِينَ مَجْزُوزَةٌ أَذْنَابُ خُيُولِهِمْ عَلَيْهَا الْعِهْنُ وَالصُّوفُ". أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَمِّيَ الْحُسَيْنُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قوله: "{مُسَوِّمِينَ} فَإِنَّهُمْ أَتَوْا مُحَمَّداً مُسَوِّمِينَ بِالصُّوفِ، فَسَوَّمَ مُحَمَّدٌ وَأَصْحَابُهُ أَنْفُسَهُمْ وَخَيْلَهُمْ عَلَى سِيمَاهُمْ بِالصُّوفِ". حَدَّثَنَـا الأَحْمَسِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ يعْنِي ابْنَ عُرْوَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ: "أَنّ الزُّبَيْرَ، كَانَ عَلَيْهِ يَوْمَ بَدْرٍ عِمَامَةٌ صَفْرَاءُ مُعْتَجِراً بِهَا فَنَزَلَتِ الْمَلائِكَةُ عَلَيْهِمْ عَمَائِمُ صُفْرٌ". الوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ شُرَحْبِيلَ، ثنا أَبُو فَرْوَةَ يعْنِي حَاتِمَ بْنَ شُفَيٍّ الْهَمْدَانِيَّ، قَالَ: قَالَ مَكْحُولٌ: "{يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ} قَالَ: هِيَ الْعَمَائِمُ". الوجه الرَّابِعُ: حَدَّثَنَـا عُبَيْدُ اللّه بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا الْخَفَّافُ، عَنِ ابْنِ الْعَطَّارِ، عَنْ قَتَادَةَ: "{مُسَوِّمِينَ} قَالَ: عَلَيْهِمْ سِيمَا الْقِتَالُ". وَرُوِيَ عَنِ عِكْرِمَةَ مِثْلُ ذَلِكَ قوله تعالى: {وَمَا جَعَلَهُ اللّه إِلا بُشْرَى لَكُمْ} حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ١٢٦قوله: "{وَمَا جَعَلَهُ اللّه إِلا بُشْرَى} قَالَ: إِنَّمَا جَعَلَهُمُ اللّه لِيَسْتَبْشِرُوا بِهِمْ". قوله تعالى: {وَلِتَطْمَئِنَ قُلُوبُكُمْ بِهِ} وَبِهِ عَنْ مُجَاهِدٍ، قوله: "{وَلِتَطْمَئِنَ قُلُوبُكُمْ} تَطْمَئِنُوا إِلَيْهِمْ". قوله تعالى: {وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللّه} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللّه} قَالَ: الأَمْرُ عِنْدِي إِلا بِسُلْطَانِي وَقُدْرَتِي، وَذَلِكَ أَنَّ الْعِزَّ وَالْحُكْمَ إِلَيَّ، لا إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِي". ١٢٧قوله تعالى: {لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قوله: "{لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} قَالَ: هَذَا يَوْمُ بَدْرٍ، فَقَطَعَ اللّه طَائِفَةً مِنْهُمْ وَثَبَّتَ طَائِفَةً". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى،أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قوله: "{لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ} فَقَطَعَ اللّه يَوْمَبَدْرٍ طَرَفاً مِنَ الْكُفَّارِ، وَقَتَلَ صَنَـادِيدَهُمْ وَرُءُوسَهُمْ وَقَادَتَهُمْ فِي الشَّرِّ". وَرُوَيَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ نَحْوَ قَوْلِ قَتَادَةَ قوله تعالى: {أَوْ يَكْبِتَهُمْ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ فِي قوله: "{أَوْ يَكْبِتَهُمْ} قَالَ: يُخْزِيَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ". وَرُوِيَ عَنِ قَتَادَةَ مِثْلُ ذَلِكَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{أَوْ يَكْبِتَهُمْ} قَالَ: بِقَتْلٍ يَنْتَقِمُ بِهِ مِنْهُمْ". قوله تعالى: {فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ} أَيْ وَيَرْجِعُ مَنْ بَقى مِنْهُمْ فَلا خَائِبِينَ، لَمْ يَنَالُوا شَيْئاً مِمَّا كَانُوا يَأْمَلُونَ". قوله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْداً الطَّوِيلَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ شُجَّ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ، وَيَقُولُ: "كَيْفَ يَفْلَحُ قَوْمٌ خَضَبُوا وَجْهَ نَبِيِّهِمْ بِالدَّمِ، وَهُوَيَدْعُوهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ، فَنَزَلَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ فَقَالَ: ١٢٨{لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}". وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللّه، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ حِينَ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قَالَ: "رَبَّنَـا وَلَكَ الْحَمْدُ، فِي الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ: اللّهمَّ الْعَنْ فُلاناً وَفُلاناً ، ثُمَّ قَالَ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}". أَخْبَرَنَـا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قِرَاءَةً، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنهما سمعا أبا هريرة يَقُولُ: "كَانَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ يَرْفَعُ مِنْ صَلاةِ الْفَجْرِ مِنَ الْقِرَاءَةِ وَيُكَبِّرُ يَرْفَعُ رَأْسَهُ يَقُولُ: سَمِعَ اللّه لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا وَلَك الْحَمْدُ، ثُمَّ يَقُولُ وَهُوَقَائِمٌ: اللّهمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَوَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللّهمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، وَاجْعَلْـهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُف، اللّهمَّ الْعَنْ لِحْيَاناً ، وَرَعْلا وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ عَصَتِ اللّه وَرَسُولَهُ، ثُمَّ بَلَغَنَا أَنَّهُ تَرَكَ ذَلِكَ لَمَّا نَزَلَتْ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} أَيْ: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْحُكْمِ شَيْءٌ فِي عِبَادِي إِلا مَا أَمَرْتُكَ بِهِ فِيهِمْ". قوله تعالى: {أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَجَبِيُّ، ثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"يَدْعُوَعَلَى أَرْبَعَةٍ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} قَالَ: قَدْ هَدَاهُمُ اللّه". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} قَالَ: أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ بِرَحْمَتِي، فَإِنْ شِئْتُ فَعَلْتُ". قوله تعالى: {أَوْ يُعَذِّبَهُمْ} وَبِهِ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ} أَيْ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْحُكْمِ شَيْءٌ فِي عِبَادِي إِلا مَا أَمَرْتُكَ بِهِ فِيهِمْ، أَوْ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ بِرَحْمَتِي، فَإِنْ شِئْتُ فَعَلْتُ، أَوْ أُعَذِّبُهُمْ بِذُنُوبِهِمْ فَحَقٌّ". قوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} وَبِهِ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: "{فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} أَيْ قَدِ اسْتَحَقُّوا ذَلِكَ بِمَعْصِيَتِهِمْ إِيَّايَ". ١٢٩قوله تعالى: {وَللّه مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ طَاهِرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ يعْنِي أَبَا كُرَيْبٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ يعْنِي الزَّيَّاتَ، ثنا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ: "يَا مُحَمَّدُ للّه الْخَلْقُ كُلُّهُ، وَالسَّمَوَاتُ كُلُّهُنَّ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَالأَرْضُونَ كُلُّهُنَّ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَمَنْ بَيْنَهُنَّ مِمَّا يَعْلَمُ وَمِمَّا لا يَعْلَمُ". قوله تعالى: {يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى، عَنْ مَنْصُورٍ، أَوْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ: فِي قوله: "{يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ} قَالَ: يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ الْكَثِيرَ مِنَ الذُّنُوبِ". وَرُوِيَ عَنِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ مِثْلُهُ قوله تعالى: {وَيُعَذَّبُ مَنْ يَشَاءُ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قوله: "{وَيُعَذَّبُ مَنْ يَشَاءُ} قَالَ: وَأَمَّا أَهْلُ الشَّكِّ وَالرَّيْبِ فَيُخْبِرُهُمْ بِمَا أَخْفَوْا مِنْ تَكْذِيبٍ". وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى، عَنْ مَنْصُورٍ، أَوْ لَيْثٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلَهُ"{وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} عَلَى الصَّغِيرَةِ". وَرُوِيَ عَنِ الثَّوْرِيِّ مِثْلُهُ قوله تعالى: {اللّه غَفُورٌ رَحِيمٌ} حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا زُنَيْج، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَاللّه غَفُورٌ رَحِيمٌ} أَيْ يَغْفِرُ الذَّنْبَ". قوله تعالى: {رَحِيمٌ} وَبِهِ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: قوله: "{رَحِيمٌ} قَالَ: يَرْحَمُ الْعِبَادَ عَلَى مَا فِيهِمْ". قوله تعالى: {لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافاً مُضَاعَفَة} حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: "كَانُوا يَتَبَايَعُونَ إِلَى أَجَلٍ فَنَزَلَتْ: {لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً}". حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قوله: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً} رِبَا الْجَاهِلِيَّةِ". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، ١٣٠قوله: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً} قَالَ: نَهَى اللّه تَعَالَى عَنِ الرِّبَا كَأَشَدِّ النَّهْيِ، فَاتَّقُوا الرِّبَا وَالرِّيبَةَ، وَكَانَ يَقُولُ: الرِّبَا مِنَ الْكَبَائِرِ". أَخْبَرَنَـا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ قوله: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً} قَـالَ: إِيَّاكُمْ وَمَا خَالَطَ هَذِهِ الْبُيُوعَ مِنَ الرِّبَا، فَإِنَّ اللّه قَدْ أَوْسَعَ الْحَلالَ وَأَكْثَرَهُ وَأَطَابَهُ، وَلا يُلْجِئَنَّكُمْ إِلَى الْمَعْصِيَةِ فَاقَةٌ". قوله تعالى: {أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً} حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً} وَذَلِكَ أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ يَكُونُ لَهُ عَلَى الرَّجُلِ مَالٌ فَإِذَا حَلَّ لأَجَلٍ طَلَبَهُ مِـنْ صَاحِبِهِ، فَيَقُولُ الْمَطْلُوبُ: أَخِّرْ عَنِّي وَأَزِيدُكَ فِي مَـالِكَ، فَيَفْعَلانِ ذَلِكَ، فَذَلِكَ الرِّبَـا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً، فَوَعَظَهُمُ اللّه تَعَالَى". وَرُوِيَ عَنِ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ نحو ذلك. قوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللّه} وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: "{وَاتَّقُوا اللّه} فِي أَمْرِ الرِّبَا فَلا تَأْكُلُوا". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، ثنا زُنَيْج، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي قوله: "{وَاتَّقُوا اللّه} أَيْ أَطِيعُوا اللّه". قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدٍ فِي قوله: "{لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} يعْنِي لِكَيْ تُفْلِحُونَ". قوله تعالى: {تُفْلِحُونَ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} أَيْ لَعَلَّكُمْ أَنْ تَنْجَوْا مِمَّا حَذَّرَكُمْ بِهِ مِنْ عَذَابِهِ، وَتُدْرِكُوا مَا رَغَّبَكُمْ فِيهِ مِنْ ثَوَابِهِ". ١٣١قوله تعالى: {وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَالِكٍ السُّوسِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحُدَّانِيُّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ: "كَانَ النَّاسُ يَتَأَوَّلُونَ هَذِهِ الآيَةَ: {وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَتْ لِلْكَافِرِينَ} اتَّقُوا أَنْ لا أُعَذِّبَكُمْ بِذُنُوبِكُمْ فِي النَّارِ الَّتِي أَعْدَدْتُهَا لِلْكَافِرِينَ". حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَتْ لِلْكَافِرِينَ} فَخَوَّفَ آكِلَ الرِّبَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ بِالنَّارِ الَّتِي أُعِدَتْ لِلْكَاف قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ: "{وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَتْ لِلْكَافِرِينَ} يَقُولُ: مَنْ أَكَلَ الرِّبَا فَلَمْ يَنْتَهِ فَلَهُ النَّارُ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ"{وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَتْ لِلْكَافِرِينَ} أَيِ الَّتِي جُعِلَتْ دَاراً لِمَنْ كَفَرَ بِي". قوله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللّه وَالرَّسُولَ} حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى ١٣٢: "{وَأَطِيعُوا اللّه وَالرَّسُولَ} يعْنِي فِي تَحْرِيمِ الرِّبَا". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَأَطِيعُوا اللّه وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} مُعَاتَبَةٌ لِلَّذِينَ عَصَوْا رَسُولَهُ حِينَ أَمَرَهُمْ بِمَا أَمَرَهُمْ بِهِ فِي ذَلِكَ وَفِي غَيْرِهِ". قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{لَعَلَّكُمْ} يعْنِي لِكَيْ تُرْحَمُونَ فَلا تُعَذَّبُونَ". ١٣٣قوله تعالى: {وَسَارِعُوا} وَبِه ِ عَنْ سَعِيدٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَسَارِعُوا} يَقُولُ: سَارِعُوا بِالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ". قوله تعالى: {إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} قَالَ: لِذُنُوبِكُمْ". قوله تعالى: {وَجَنَّةٍ} حَدَّثَنَا عَمْرُوَبْنُ عَبْدِ اللّه الأَوْدِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سَعْدَانَ الْجُهَنِيِّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مُجَاهِدٍ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِي مُدِلَّةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قُلْنَـا: يَا رَسُولَ اللّه،"أَخْبِرْنَا عَنِ الْجَنَّةِ، مَا بِنَاؤُهَا ؟ قَالَ: "لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، مِلاطُهَا الْمِسْكُ الأَزْفَرُ، حَصْبَاؤُهَا الْيَاقُوتُ وَاللُّؤْلُؤُ، وَمِزَاجُهَا الْوَرْسُ وَالزَّعْفَرَانُ، مَنْ يَدْخُلُهَا يُخَلَّدُ فَلا يَمُوتُ وَيُنَعَّمُ لا يَبُوسُ، لا يَبْلَى شَبَابُهُمْ، وَلا تُحْرَقُ ثِيَابُهُمْ". قوله تعالى: {عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، قَالَ: أَرْسَلَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أَسْأَلُهُ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: "{جُنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ} قَالَ: فَأَخْرَجَ أَسْفَارَ مُوسَى ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ قَالَ: تُلْفَقُ كَمَا يُلْفَقُ الثَّوْبُ، وَأَمَّا طُولُهَا فَلا يُقَدِّرُ قَدْرَهُ إِلا اللّه". وَرُوِيَ عَنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ نحو ذلك. حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَوْلَ اللّه تَعَالَى"{وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ} يعْنِي عَرَضَ سَبْعِ سَمَوَاتٍ وَسَبْعِ أَرَضِينَ لَوَ لُصِقَ بَعْضُهُنَّ إِلَى بَعْضٍ فَالْجَنَّةُ فِي عَرْضِهِنَّ". قوله تعالى: {أُعِدَتْ لِلْمُتَّقِين} وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه"{أُعِدَتْ لِلْمُتَّقِينَ} يعْنِي الَّذِينَ يَتَّقُونَ الشِّرْكَ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قوله: "{وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَتْ لِلْمُتَّقِينَ} أَيْ دَاراً لِمَنْ أَطَاعَنِي وَأَطَاعَ رَسُولِي". ١٣٤قوله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ} حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: "ثُمَّ نَعَتَهُمُ اللّه فَقَالَ: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ} يعْنِي يُنْفِقُونَ الأَمْوَالَ فِي طَاعَةِ اللّه". قوله تعالى: {فِي السَّرَّاءِ} أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَمِّيَ الْحُسَيْنُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله: "{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ} يَقُولُ: فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ، يَقُولُ: فِي الْعُسْرِ". حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قوله تعالى: "{فِي السَّرَّاءِ} يعْنِي: فِي الرَّخَاءِ". وَرُوِيَ عَنِ قَتَادَةَ، وَمُقَاتِلٍ نَحْو َقَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ قوله تعالى: {وَالضَّرَّاءِ} وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللّه: "{وَالضَّرَّاءِ} يعْنِي: فِي الشِّدَّةِ". وَرُوِيَ عَنِ قَتَادَةَ أَنَّهُ قَالَ: "فِي الْعُسْرِ وَالْجَهْدِ"، وَرُوِيَ عَنِ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ"أَنَّهُ قَالَ: "فِي الْعُسْرِ". قوله تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَمِّي الْحُسَيْنُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قوله: "{وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} قَالَ: كَاظِمُونَ عَلَى الْغَيْظِ كَ قوله: {وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} يَغْضَبُونَ فِي الأَمْرِ لَوَ وَقَعُوا فِيهِ كَانَ حَرَاماً فَيَغْفِرُونَ وَيَعْفُونَ، يَلْتَمِسُونَ بِذَلِكَ وَجْهَ اللّه". قوله تعالى: {وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} وَبِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قوله: "{وَالْعَافِينَ عَنِ النَّـاسِ} كَ قوله: {وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ} يَقُولُ: لا تُقْسِمُوا عَلَى أَنْ لا تُعْطُوهُمْ مِنَ النَّفَقَةِ، وَاعْفُوا وَاصْفَحُوا". وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَبُو هَارُونَ الْخَرَّازُ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ فِي قَوْلِ اللّه: "{وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} قَالَ: عَنِ الْمَمْلُوكِينَ". وَرُوَيَ عَنْ مَكْحُولٍ، نحو ذلك. قوله تعالى: {وَاللّه يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ: "{وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} وَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ وَهُوَ مُحْسِنٌ {وَاللّه يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عِنْدَ ذَلِكَ: إِنَّ هَؤُلاءِ فِي أُمَّتِي قَلِيلٌ إِلا مَنْ عَصَمَهُ اللّه، وَقَدْ كَانُوا كَثِيراً فِي الأُمَمِ الَّتِي مَضَتْ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قوله: "{وَاللّه يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} أَيْ: فَذَلِكَ الإِحْسَانُ، وَأَنَا أُحِبُّ مَنْ عَمِلَ بِهِ". ١٣٥قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً} وَبِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً} أَيْ: أَتَوْا فَاحِشَةً". قوله تعالى: {فَاحِشَةً} حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنّ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "أَرَأَيْتُمُ الزَّانِي، وَالسَّارِقَ، وَشَارِبَ الْخَمْرِ مَا تَقُولُونَ فِيهِمْ ؟ قَالُوا: اللّه وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: هِيَ فَوَاحِشُ وَفِيهِنَّ عُقُوبَةٌ". حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قوله: "{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} أَمَّا الْفَاحِشَةُ فَالزِّنَا". وَرُوِيَ عَنِ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ نحو ذلك. وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُقَاتِلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: "{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} قَالَ: الْفَاحِشَةُ: الظُّلْمُ". وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْوَلِيدُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، فِي قوله: "{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً} قَالُوا: أَمَرَنَا بِهَا. قَالَ: طَوَافُهُمْ بِالْبَيْتِ عُرَاةً". قوله تعالى: {أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: "{أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} قَالَ: الظُّلْمُ: الْفَاحِشَةُ". قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَـاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، قوله: "{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} أَصَابُوا ذَنُوباً ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا سَلَمَةُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} أَيْ: بِمَعْصِيَةٍ". قوله تعالى: {ذَكَرُوا اللّه} قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، ثنا بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ قوله: "{ذَكَرُوا اللّه} قَالَ: ذَكَرُوا اللّه عِنْدَ تِلْكَ الذُّنُوبِ وَالْفَاحِشَةِ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{ذَكَرُوا اللّه} قَالَ: ذَكَرُوا نَهْيَ اللّه عَنْهَا وَمَا حَرَّمَ عَلَيْهِمْ مِنْهَا". قوله تعالى: {فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ} حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ رَبِيعَةَ الأَسَدِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ أَسْمَاءَ أَوِ ابْنِ أَسْمَاءَ الْفَزَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّاً ، يَقُولُ: كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثاً نَفَعَنِي اللّه مِنْهُ بِمَا شَاءَ أَنْ يَنْفَعُنِي، وَإِذَا حَدَّثَنِي أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ اسْتَحْلَفْتُهُ، فَإِذَا حَلَفَ لِي صَدَقَتُهُ، قَالَ عَلِيٌّ: وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبِ ذَنْباً ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَيَسْتَغْفِرُ اللّه إِلا غُفِرَ لَهُ، ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللّه فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ}". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الطَّرَسُوسِيُّ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ يَقُولُ: "قَوْلُ الْعَبْدِ: اسْتَغْفِرُ اللّه قَالَ: تَفْسِيرُهَا أَقِلْنِي". قوله تعالى: {وَمِنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللّه} قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ قوله: "{فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ} يَقُولُ اللّه عَزَّ وَجَلَّ لِنَبِيِّهِ: وَمِنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللّه". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمِنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللّه} قَالَ: فَاسْتَغْفَرُوا لَهَا وَعَرَفُوا أَنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا هُوَ". قوله تعالى: {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا} حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ ابْنِ وَاقِدٍ، عَنْ أَبِي نُصَيْرَةَ، عَنْ مَوْلًى لأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَنْ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَمْ يَصِرَّ مَنِ اسْتَغْفَرَ وَلَوَ عَادَ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} قَالَ: لَمْ يَمْضُوا عَلَى الْمَعْصِيَةِ". وَرُوِيَ عَنِ مُقَاتِلٍ قَالَ: "لَمْ يُقِيمُوا عَلَى تِلْكَ الذُّنُوبِ". حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنِ الْحَسَنِ: "{وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا} قَالَ: إِتْيَانُ الذَّنْبِ عَمْداً إِصْرَاراً حَتَّى يَتُوبَ". قَالَ مَعْمَرٌ وَقَالَ قَتَادَةُ: فَقَالَ: "قَدِمَا فِي مَعَاصِي اللّه لا تَنْهَاهُمْ مَخَافَةُ اللّه حَتَّى جَاءَهُمْ أَمْرُ اللّه". وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قوله: "{وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا} فَيَسْكُتُوا وَلا يَسْتَغْفِرُوا". وَرُوِيَ عَنِ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ ، قَالَ: "يُغْمِضُوا". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا} أَيْ: لَمْ يُقِيمُوا عَلَى مَعْصِيَتِي، كَفِعْلِ مَنْ أَشْرَكَ بِي فِيمَا عَمِلُوا بِهِ مَنْ كَفَرَ بِي". قوله تعالى: {عَلَى مَا فَعَلُوا} قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدٌ، ثنا مُحَمَّدٌ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ مُقَاتِلٍ، قوله: "{وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا} وَلَمْ يُقِيمُوا عَلَى تِلْكَ الذُّنُوبِ وَهُمْ يَعْرِفُونَ ذُنُوبَهُمْ". قوله تعالى: {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الضَّعِيفُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللّه بْنَ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، يَقُولُ: فِي قوله: "{وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} إِنْ تَابُوا، تَابَ اللّه عَلَيْهِمْ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} أَنَّهُ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ لِمَنِ اسْتَغْفَرَ وَيَتُوبُ عَلَى مَنْ تَابَ". حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ وَأَمَّا قوله: "{وَهُمْ يَعْلَمُونَ} فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ قَدْ أَذْنَبُوا ثُمَّ أَقَامُوا وَلَمْ يَسْتَغْفِرُوا". وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَهُمْ يَعْلَمُونَ} مَا حَرَّمْتُ عَلَيْهِمْ مِنْ عِبَادَةِ غَيْرِي". قوله تعالى: {أُولَئِكَ} حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{أُولَئِكَ} يعْنِي: الَّذِينَ فَعَلُوا مَا ذَكَرَ اللّه فِي هَذِهِ الآيَةِ". قوله تعالى: {جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو سَلَمَةَ، ثنا ثَابِتٌ يعْنِي ابْنَ يَزِيدَ، ثنا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ،أَنَّهُ كَانَ إِذَا تُتْلَى هَذِهِ الآيَةُ: "{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللّه فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ} } إِلَى قَوْلِهِ {{جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ} قَالَ: نِعْمَ مَا جَازَاكَ عَلَى الذَّنْبِ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا صَالِحُ بْنُ عُبَيْدِ اللّه الْهَاشِمِيُّ، ثنا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى ١٣٦: "{أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ} قَالَ: وَجَبَتْ لَهُمُ الْمَغْفِرَةُ". قوله تعالى: {وَجَنَّاتُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ قوله: "{أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} قَالَ: جَعَلَ جَزَاءَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ". قوله تعالى: {وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} وَبِهِ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، قوله: "{وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} قَالَ: أَجْرُ الْعَامِلِينَ بِطَاعَةِ اللّه الْجَنَّةُ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} أَيْ: ثَوَابُ الْمُطِيعِينَ". قوله تعالى: {قَدْ خَلَتْ} حَدَّثَنَـا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُوسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ ١٣٧قوله: "{قَدْ خَلَتْ} يعْنِي: مَضَتْ". قوله تعالى: {مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ} حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قوله: "{قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ} مِنَ الْكُفَّارِ وَالْمُؤْمِنِينَ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ} أَيْ: قَدْ مَضَتْ مِنِّي وَقَـائِعُ نِقْمَةٍ فِي أَهْلِ التَّكْذِيبِ لِرُسُلِي، وَالشِّرْكِ: عَادٌ، وَثَمُودُ، وَقَوْمُ لُوطٍ، وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ، نَثَرُوا مَثُلاتٍ قَدْ مَضَتْ فِيهِمْ". قوله تعالى: {فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قوله: "{فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ} قَالَ:أَلَمْ تَسِيرُوا فِي الأَرْضِ". قوله تعالى: {فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} وَبِهِ سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قوله: "{فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} قَالَ: فَيَنْظُرُوا كَيْفَ عَذَّبَ اللّه قَوْمَ نُوحٍ، وَقَوْمَ لُوطٍ، وَقَوْمَ صَالِحٍ، وَالأُمَمَ الَّتِي عَذَّبَ اللّه". أَخْبَرَنَـا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ: "{فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} قَالَ: عَاقِبَةُ الأَوَّلِينَ وَالأُمَمِ قَبْلَكُمْ، قَالَ: كَانَ سُوءُ عَاقِبَتِهِمْ مَتَّعَهُمُ اللّه قَلِيلا، ثُمَّ صَارُوا إِلَى النَّارِ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ يعْنِي ابْنَ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: "{فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} قَالَ: بِئْسَ وَاللّه كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ دَمَّرَ اللّه عَلَيْهِمْ، وَأَهْلَكَهُمْ، ثُمَّ صَيَّرَهُمْ إِلَى النَّارِ". ١٣٨قوله تعالى: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ} حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ بَيَانٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قوله: "{هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ} قَالَ: بَيَانٌ مِنَ الْعَمَى". وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قوله: "{هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ} وَهُوَ هَذَا الْقُرْآنُ جَعَلَهُ اللّه بَيَاناً لِلنَّاسِ عَامَّةً". وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ} أَيْ: هَذَا تَفْسِيرٌ لِلنَّاسِ إِنْ قَبِلُوهُ". قوله تعالى: {وَهُدًى} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ بَيَانٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: "{هَذَا بَيَانٌ لِلنَّـاسِ وَهُدًى} قَالَ: هُدًى مِنَ الضَّلالَةِ". وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قوله: "{وَهُدًى} قَالَ: هُوَ الْقُرْآنُ". وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قوله: "{وَهُدًى} قَالَ: نُورٌ". وَالوجه الرَّابِعُ: حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: "{وَهُدًى} يعْنِي: تِبْيَانٌ". قوله تعالى: {وَمَوْعِظَةٌ} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ بَيَانٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قوله: "{وَمَوْعِظَةٌ} قَالَ: مَوْعِظَةٌ مِنَ الْجَهْلِ". قوله تعالى: {لِلْمُتَّقِينَ} حَدَّثَنَـا سَهْلُ بْنُ عُثْمَـانَ، ثنا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ". حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا آدَمُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ: "{وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} قَالَ: مَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ خَاصَّةً". وَرُوِيَ عَنِ قَتَادَةَ ، نحو ذلك. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} قَالَ: لِمَنْ أَطَاعَنِي وَعَرَفَ أَمْرِي". حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بَشَّارٍ، ثنا سُرُورُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ: "{مَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} يَعِدُهُمْ فَيَتَّقُوا نعْمَةَ اللّه وَيَحْذُونَهَا". وَرُوِيَ عَنِ عَطِيَّةَ ، وَالسُّدِّيِّ ، قَالا: "لأُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". قوله تعالى: {وَلا تَهِنُوا} حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قوله: "{وَلا تَهِنُوا} قَالَ: لا تَضْعُفُوا". وَرُوِيَ عَنِ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ ، مِثْلُ ذَلِكَ ١٣٩قوله تعالى: {وَلا تَحْزَنُوا} حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قوله: "{وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ} قَـالَ: يُعِينُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ كَمَا تَسْمَعُونَ وَيَحُثُّهُمْ عَلَى قِتَالِ عَدُوِّهِمْ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْعَجْزِ وَالْوَهْنِ فِي طَلَبِ عَدُوِّهِمْ فِي سَبِيلِ اللّه". قوله تعالى: {وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ} حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: "{وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ} قَالَ: أَنْتُمُ الْغَالِبُونَ". حدثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ} أَيْ: تَكُونُ لَكُمُ الْعَاقِبَةُ وَالظُّهُورُ". أَخْبَرَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: "{وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ} قَالَ: انْهَزَمَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الشِّعْبِ يَوْمَ أُحُدٍ، وَعَلا خَيْلُ الْمُشْرِكِينَ فَوْقَهُمْ عَلَى الْجَبَلِ، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ أَسْفَلِ الشِّعْبِ، فَنُدِبَ نَفَرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ رُمَاةٌ فَرَمَوْا خَيْلَ الْمُشْرِكِينَ حَتَّى هَزَمَ اللّه خَيْلَ الْمُشْرِكِينَ وَعَلا الْمُسْلِمُونَ الْجَبَلَ، فَذَلِكَ قوله: {وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ}". قوله تعالى: {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} أَيْ: كُنْتُمْ صَدَّقْتُمْ نَبِيِّ بِمَا جَاءَكُمْ بِهِ عَنِّي". قوله تعالى: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ} حَدَّثَنَـا أَبُو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ، ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: "وَنَدِمَ الْمُسْلِمُونَ كَيْفَ خَلُّوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجَبَلَ ، وجمع أبو سفيان جمعه ، وكان من أمرهم ما كان ، فلما صعد النبي صلى اللّه عليه وسلم الجبل وَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَلا تَخْرُجُ ؟ الْحَرْبُ سِجَالٌ يَوْمٌ لَنَا وَيَوْمٌ لَكُمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَجِيبُوا"، لأَصْحَابِهِ، وَقُولُوا: "لا سَوَاءٌ قَتْلانَـا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلاكُمْ فِي النَّارِ". قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: عُزَّى لَنَا وَلا عُزَّى لَكُمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قُولُوا: اللّه مَوْلانَا وَلا مَوْلَى لَكُمْ". قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: أُعْلُ هُبَلَ. فَقَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللّه أَعْلَى وَأَجَلُّ". فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: مَوْعِدُنَا وَمَوْعِدَكُمْ بَدْرٌ الصُّغْرَى، وَنَامَ الْمُسْلِمُونَ وَبِهِمُ الْكُلُومُ. قَالَ عِكْرِمَةُ: فَفِيهِمْ نَزَلَتْ: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}". حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ} جِرَاحٌ وَقَتْلٌ". وَرُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ ، وَقَتَادَةَ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ: "أَنَّهَا الْجِرَاحَاتُ" قوله تعالى: "{فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ}". حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ ١٤٠قوله: "{إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ} فَقَالَ: أَنْ يُقْتَلَ مِنْكُمْ يَوْمَ أُحُدٍ فَقَدْ قَتَلْتُمْ يَوْمَ بَدْرٍ مِثْلَهُ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، فِي قوله: "{إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُـهُ} يَقُولُ: إِنْ كَانَ أَصَابَكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ أَصَابَ عَدُوَّكُمْ قَرْحٌ مِثْلُهُ، وَيُعَزِّي أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَحُثُّهُمْ عَلَى الْقِتَالِ". حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَنْبَأَ الْمُفَضَّلُ، حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ} قَالَ: الْقَرْحُ: الْجِرَاحُ. يَقُولُ: فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ جِرَاحٌ مِثْلُهُ وَهُوَ يَوْمُ أُحُدٍ". قوله تعالى: {وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَمِّي الْحُسَيْنُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ عَبَّاسٍ، قوله: "{وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّـاسِ} فَإِنَّهُ كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ بِيَوْمِ بَدْرٍ، قُتِلَ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ أُحُدٍ، اتَّخَذَ اللّه مِنْهُمْ شُهَدَاءَ، وَغَلَبَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْه وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ الْمُشْرِكِينَ، فَجَعَلَ لَهُ الدَّوْلَةَ عَلَيْهِمْ". حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قوله: "{وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} فَقَالَ جَعَلَ اللّه الأَيَّامَ دُوَلا مَرَّةً لِهَؤُلاءِ وَمَرَّةً لِهَؤُلاءِ، أَدَالَ الْكُفَّارُ يَوْمَ أُحُدٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو كَامِلٍ الْفُضَيْلُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ثنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ: "{وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} قَالَ: هَؤُلاءِ النَّاسُ، يُرِيدُ الأُمَرَاءَ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} قَالَ: نُصَرِّفُهَا لِلنَّاسِ وَالْبَلاءُ لِلتَّمْحِيصِ". قوله تعالى: {وَلِيَعْلَمَ اللّه الَّذِينَ آمَنُوا} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، قوله: "{وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّـاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّه الَّذِينَ آمَنُوا} قَالَ: فَأَظْهَرَ اللّه نَبِيَّهُ وَأَصْحَابَهُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ، وَأَظْفَرَ عَلَيْهِمْ عَدُوَّهُمْ يَوْمَ أُحُدٍ، وَقَدْ يُدَالُ لِلْكَافِرِ مِنَ الْمُؤْمِنِ وَيُبْتَلَى الْمُؤْمِنُ بِالْكَافِرِ، لِيَعْلَمَ مَنْ يُطِيعُهُ مِمَّنْ يَعْصِيَهُ، وَيَعْلَمَ الصَّادِقَ مِنَ الْكَاذِبِ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَلِيَعْلَمَ اللّه الَّذِينَ آمَنُوا} أَيْ: لِيَمِيزَ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُنَافِقِينَ، وَلِيُكْرَمَ مَنْ أَكْرَمَ مِنْ أَهْلِ الإِيمَانِ بِالشَّهَادَةِ". قوله تعالى: {وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، ثنا عُبَيْدَةُ: "{وَلِيَعْلَمَ اللّه الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ} يَقُولُ: إِنْ لا يُقَتَّلُوا إِلا يَكُونُوا شُهَدَاءَ". حَدَّثَنَـا الْمُنْذِرُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أَنْبَأَ سَلامٌ، أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، قَالَ: "نَزَلَتْ: {وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ} فَقُتِلَ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ سَبْعُونَ، مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ: حَمْزَةُ بْـنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَمُصْعَبُ بْـنُ عُمَيْرٍ أَخُو بَنِي عَبْدِ الدَّارِ، وَالشَّمَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الْمَخْزُومِيُّ، وَعَبْدُ اللّه بْنُ جَحْشٍ الأَسَدِيُّ، وَسَائِرُهُمْ مِنَ الأَنْصَارِ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ النَّرْسِيُّ، أَنْبَأَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قوله: "{وَلِيَعْلَمَ اللّه الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ} يُكْرَمُ أَوْلِيَاءَهُ بِالشَّهَادَةِ بِأَيْدِي عَدُوِّهِمْ، ثُمَّ تَصِيرُ حَوَاصِلُ الأُمُورِ وَعَوَاقِبُهَا لأَهْلِ طَاعَةِ اللّه". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا وَهْبٌ، ثنا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: "لَمَّا أَبْطَأَ عَلَى النِّسَاءِ الْخَبَرُ خَرَجْنَ يَسْتَخْبِرْنَ، فَإِذَا رَجُلانِ مَقْتُولانِ عَلَى دَابَّةٍ، أَوْ عَلَى بَعِيرٍ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ: مَنْ هَذَانِ ؟ قَالُوا: فُلانٌ وَفُلانٌ أَخُوهَا وَزَوْجُهَا، أَوْ زَوْجُهَا وَابْنُهَا. فَقَالَتْ: مَا فَعَلَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالُوا: حَيٌّ. قَالَتْ: فَلا أُبَالِي، يَتَّخِذُ اللّه مِنْ عِبَادِهِ الشُّهَدَاءَ. وَنَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى مَا قَالَتْ: {وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ}". قوله تعالى: {وَاللّه لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ بِنْتِ الشَّافِعِيِّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَمِّهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، قوله: "{وَاللّه لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} لا يُقَرِّبُ الظَّالِمِينَ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَاللّه لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} أَيِ: الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ يُظْهِرُونَ بِأَلْسِنَتِهِمُ الطَّاعَةَ وَقُلُوبُهُمْ مُصِرَّةٌ عَلَى الْمَعْصِيَةِ". حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{الظَّالِمِينَ} يَقُولُ:الْكَافِرِينَ". ١٤١قوله تعالى: {وَلِيُمَحِّصَ اللّه الَّذِينَ آمَنُوا} حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{وَلِيُمَحِّصَ اللّه الَّذِينَ آمَنُوا} قَالَ: يَبْتَلِي". حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قوله: "و {وَلِيُمَحِّصَ اللّه الَّذِينُ آمَنُوا} قَالَ: يُمَحِّصُ الْمُؤْمِنَ حَتَّى يُصَدِّقَ وَيَمْحَقُ الْكَافِرَ حَتَّى يُكَذِّبَهُ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَلِيُمَحِّصَ اللّه الَّذِينَ آمَنُوا} أَيْ: يَخْتَبِرُ الَّذِينَ آمَنُوا حَتَّى يُخَلِّصَهُمْ بِالْبَلاءِ الَّذِي نَزَلَ بِهِمْ، وَكَيْفَ صَبْرُهُمْ وَيَقِينُهُمْ". أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{وَلِيُمَحِّصَ اللّه الَّذِينَ آمَنُوا} قَالَ: يَبْتَلِيهِمْ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قوله: "{وَلِيُمَحِّصَ اللّه الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} فَكَانَ تَمْحِيصاً لِلْمُؤْمِنِينَ وَمَحْقاً لِلْكَافِرِينَ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} أَيْ: يُبْطِلُ مِنَ الْمُنَافِقِينَ قَوْلَهُمْ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ، حَتَّى يَظْهَرَ مِنْهُمْ كُفْرُهُمُ الَّذِي يَسْتَتِرُونَ بِهِ مِنْكُمْ". أَخْبَرَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} قَالَ: يُنْقِصُهُمْ". ١٤٢قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ"{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ} وَتُصِيبُوا مِنْ ثَوَابِ الْكَرَامَةِ". قوله تعالى: {وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّه الَّذِينَ جَاهِدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} وَبِهِ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: "{وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} يَقُولُ: لَمْ أَخْتَبِرْكُمْ بِالشِّدَّةِ وَأَبْتَلِيكُمْ بِالْمَكَارِهِ ؟". قوله تعالى: {وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} وَبِهِ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: "{وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} يَقُولُ: لَمْ أَخْتَبِرْكُمْ بِالشِّدَّةِ وَأَبْتَلِيكُمْ بِالْمَكَارِهِ، حَتَّى أَعْلَمَ صِدْقَ ذَلِكَ مِنْكُمُ الإِيمَانُ بِي، وَالصَّبْرُ عَلَى مَا أَصَابَكُمْ فِيَّ". ١٤٣قوله تعالى: {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ} حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ جَعْفَرٍ الْمُخَرِّمِيُّ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: "{وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ} الآيَةَ قَالَ: هُوَ تَمَنِّي الْمُؤْمِنِينَ لِقَاءَ الْعَدُوَ". أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَمِّي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رِجَالا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا يَقُولُونَ: "لَيْتَنَـا نُقْتَلُ كَمَا قُتِلَ أَصْحَابُ بَدْرٍ وَنَسْتَشْهِدُ، أَوْ لَيْتَ لَنَا يَوْماً كَيَوْمِ بَدْرٍ نُقَاتِلُ فِيهِ الْمُشْرِكِينَ، وَنُبْلِي فِيهِ خَيْراً ، وَنَلْتَمِسُ الشَّهَادَةَ وَالْجَنَّةَ وَالْحَيَاةَ وَالرِّزْقَ، فَأَشْهَدَهُمُ اللّه أُحُداً فَلَمْ يَلْبَثُوا إِلا مَنْ شَاءَ اللّه مِنْهُمْ، فَقَـالَ اللّه تَعَالَى: {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ}". وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، وَمُقَاتِلٍ ، وَمُجَاهِدٍ، وَالسُّدِّيِّ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ ، نحو ذلك. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ} أَيِ: الشَّهَادَةَ عَلَى الَّذِينَ أَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْحَقِّ قَبْلَ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ، يعْنِي الَّذِينَ اسْتَنَاصُوا رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعْنِي اسْتَكْرَهُوهُ إِلَى الْخُرُوجِ بِهِمْ إِلَى عَدُوِّهِمْ لِمَا فَاتَهُمْ مِنْ حُضُورِ الْيَوْمِ الَّذِي كَانَ قَبْلَـهُ بِبَدْرٍ، وَرَغْبَتُهُمْ فِي الشَّهَادَةِ الَّتِي فَاتَتْهُمْ بِهِ". قوله تعالى: {فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ} حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قوله: "{ولقد كنُتم تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ} قَالَ: فَقَدْ رَأَيْتُمُ الْقِتَالَ، وَقَاتِلُوا الآنَ". وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ"{فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} إِلَيْهِمْ ثُمَّ صَدَدْتُمْ عَنْهُ". ١٤٤قوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرسل} حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللّه أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ، ثنا عَمِّي، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ: "أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، خَرَجَ وَعُمَرُ يُكَلِّمُ النَّـاسَ، فَقَالَ: اجْلِسْ يَا عُمَرُ، فَأَبَى عُمَرُ أَنْ يَجْلِسَ، فَقَالَ: اجْلِسْ يَا عُمَرُ، فَأَبَى عُمَرُ أَنْ يَجْلِسَ فَتَشَهَّدَ أَبُو بَكْرٍ، فَمَالَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَتَرَكُوا عُمَرَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمَا بَعْدُ، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّداً فَإِنَّ مُحَمَّداً قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ اللّه فَإِنَّ اللّه حَيُّ لا يَمُوتُ، قَالَ اللّه تَعَالَى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} قَالَ: فَوَاللّه لَكَأَنَّ النَّـاسَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللّه أَنْزَلَ هَذِهِ الآيَةَ إِلا حِينَ تَلاهَا أَبُو بَكْرٍ، فَتَلَقَّاهَا مِنْهُ النَّاسُ كُلُّهُمْ فَمَا أَسْمَعُ بَشَراً يَتْلُوهَا". حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: "ثُمَّ قَالَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ مُحَمَّداً قُتِلَ فَارْجِعُوا إِلَى قَوْمِكُمْ {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} قوله تعالى: {أَفَإيِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ}". حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ جَعْفَرٍ الْمُخَرِّمِيُّ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: "{أَفَإيِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} قَالَ: وَصِيَاحُ الشَّيْطَانِ يَوْمَ أُحُدٍ: قُتِلَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". حَدَّثَنَـا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "إِنَّ عَلِيّاً كَانَ يَقُولُ فِي حَيَاةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللّه يَقُولُ: {أَفَإيِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} وَاللّه لا نَنْقَلِبُ عَلَى أَعْقَابِنَـا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللّه، وَاللّه لَئِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ أُقَاتِلَنَّ عَلَى مَا قَاتَلَ عَلَيْهِ حَتَّى أَمُوتَ، وَاللّه إِنِّي لأَخُوهُ وَابْنُ عَمِّهِ وَوَلِيُّهُ، فَمَنْ أَحَقُّ بِهِ مِنِّي". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، قوله: "{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلارَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِـهِ الرُّسُلُ أَفَإِينْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} وَذَلِكَ يَوْمَ أُحُدٍ حِينَ أَصَابَهُمْ مَا أَصَابَهُمْ مِنَ الْقَرْحِ وَالْقَتْلِ وَتَدَاعَوْا نَبِيَّ اللّه قَالُوا: قَدْ قُتِلَ وَقَالَ أُنَـاسٌ مِنْهُمْ: لَوْ كَانَ نَبِيّاً مَا قُتِلَ. وَقَالَ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَاتِلُوا عَلَى مَا قَاتَلَ عَلَيْهِ نَبِيُّكُمْ حَتَّى يُفْتَحَ اللّه عَلَيْكُمْ، أَوْ تَلْحَقُوا بِهِ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإيِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} يَقُولُ: لَئِنْ مَاتَ نَبِيُّكُمْ أَوْ قُتِلَ ارْتَدَدْتُمْ كُفَّاراً بَعْدَ إِيمَانِكُمْ". وَرُوِيَ عَنِ قَتَادَةَ ، نَحْوَ قَوْلِ الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلارَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإيِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} أَيْ: يَقُولُ النَّـاسُ: قُتِلَ مُحَمَّدٌ وَانْهَزَامُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ وَانْصِرَافُهُمْ عَنْ عَدُوِّهِمْ، أَيْ أَفَإيِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ أَيْ رَجَعْتُمْ عَنْ دِينِكُمْ كُفَّاراً كَمَا كُنْتُمْ، وَتَرَكْتُمْ جِهَادَ عَدُوِّكُمْ وَكِتَابَ اللّه وَمَا خَلَّفَ نَبِيُّهُ مَعَكُمْ وَعِنْدَكُمْ، وَقَدْ بَيَّنَ لَكُمْ فِيمَا جَاءَكُمْ بِهِ عَنِّي أَنَّهُ مَيِّتٌ وَمُفَارِقُكُمْ". قوله تعالى: {وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ} حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قوله: "{وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ} قَالَ: يَرْتَدُّ". أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قِرَاءَةً، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَنْدَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ ضَمْعَجٍ،أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللّه بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، يَقُولُ: "أُخْبِرُكُمْ بِالْمُرْتَدِّ عَلَى عَقِبَيْهِ، الَّذِي يَأْخُذُ الْعَطَاءَ وَيَغْزُوَ فِي سَبِيلِ اللّه، ثُمَّ يَدَعُ ذَلِكَ وَيَأْخُذُ الأَرْضَ بِالْجِزْيَةِ، وَالرِّزْقَ ، فَذَلِكَ الَّذِي يَرْتَدُّ عَلَى عَقِبَيْهِ قوله تعالى: {فَلَنْ يَضُرَّ اللّه شَيْئاً}". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{فَلَنْ يَضُرَّ اللّه شَيْئاً} أَيْ: لَنْ يُنْقِصَ ذَلِكَ عِزَّ اللّه ، وَلا مُلْكَهُ وَلا سُلْطَانَهُ وَلا قُدْرَتَهُ". قوله تعالى: {وَسَيَجْزِي اللّه الشَّاكِرِينَ} وَبِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَسَيَجْزِي اللّه الشَّاكِرِينَ} أَيْ: مَنْ أَطَاعَهُ وَعَمَلَ بِأَمْرِهِ" ١٤٥قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ} وَبِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ} أَيْ: لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". قوله تعالى: {أَنْ تَمُوتَ إِلا بِإِذْنِ اللّه كِتَاباً مُؤَجَّلا} حَدَّثَنَـا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ صُهْبَانَ، قَالَ: "قَالَ رَجُلٌ لِلْمُسْلِمِينَ وَهُوَ حُجْرُ ابْنُ عَدِيٍّ: مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تَعْبُرُوا إِلَى هَؤُلاءِ الْعَدُوِّ وَهَذِهِ النُّطْفَةِ، يعْنِي: دِجْلهَ {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلا بِإِذْنِ اللّه كِتَاباً مُؤَجَّلا} ثُمَّ أَقْحَمَ فَرَسَهُ فِي دِجْلَهَ، فَلَمَّا أَقْحَمَ أَقْحَمَ، أَقْحَمَ النَّاسُ فَلَمَّا رَآهُمُ الْعَدُوَ، فَقَالُوا: دِيوَانٌ ، فَهَرَبُوا". حَدَّثَنَا أَبِي ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، ثنا سُلَيْمُ بْنُ نُفَيْعٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ خَلَفِ أَبِي الْفَضْلِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ كِتَابِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، قَالَ: قَوْلُ اللّه: "{وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلا بِإِذْنِ اللّه كِتَاباً مُؤَجَّلا} لا تَمُوتُ نَفْسٌ وَلَهَا فِي الدُّنْيَا عُمْرٌ سَاعَةٍ إِلا بَلَغَتْهُ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ: "{وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلا بِإِذْنِ اللّه كِتَاباً مُؤَجَّلا} أَيْ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجَلٌ هُوَ بَالِغُهُ، فَإِذَا أَذِنَ اللّه فِي ذَلِكَ كَانَ". قوله تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا} وَبِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا} أَيْ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُرِيدُ الدُّنْيَا لَيْسَتْ رَغْبَةً فِي الآخِرَةِ ، نُؤْتِهِ مَا قُسِمَ لَهُ فِيهَا مِنْ رِزْقٍ وَلا حَظَّ لَهُ فِي الآخِرَةِ". قوله تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا} وَبِهِ قَـالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا} مَا وَعْدَهُ مَعَ مَا يُجْزَى عَلَيْهِ مِنْ رِزْقِهِ فِي دُنْيَاهُ، وَذَلِكَ جَزَاءُ الشَّاكِرِينَ". قوله تعالى: {وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قوله: "{وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} قَالَ: يُعْطِي اللّه الْعَبْدَ بِنِيَّتِهِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ". قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ} وَبِهِ ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ ١٤٦قوله: "{وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ} قَالَ: قَدْ كَانَتْ أَنْبِيَاءُ اللّه قَبْلَ مُحَمَّدٍ قَاتَلَ مَعَهَا عُلَمَاءُ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} قَالَ: وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ أَصَابَهُ الْقَتْلُ وَمَعَهُ جَمَاعَاتٌ". قوله تعالى: {قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ} حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللّه: "{وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} قَالَ: أُلُوفٌ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله: "{قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} يَقُولُ: جُمُوعَ". أَخْبَرَنَـا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، قِرَاءَةً، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَأبُورَ، أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ: "وَأَمَّا رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ، فَالرُّبُوَّةُ عَشَرَةُ آلافٍ فِي الْعَدَدِ، وَالرِّبِّيُّونَ الْجُمُوعُ الْكَثِيرَةُ". وَرُوِيَ عَنِ مُجَاهِدٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، وَأَحَدِ قَوْلَيِ الْحَسَنِ ، وَعِكْرِمَةَ ، وَالسُّدِّيِّ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَقَتَادَةَ ، نحو ذلك. الوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قوله: "{قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} قَالَ: عُلَمَاءُ كَثِيرٌ". حَدَّثَنَـا جَعْفَرُ بْنُ نَضْرٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا أَبُو قَطَنٍ، عَنْ أَبِي الأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي هَذِهِ الآيَةِ: "{وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} قَالَ: عُلَمَاءُ صُبُرٌ". وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، ثنا مُبَارَكٌ، عَنِ الْحَسَنِ: "{وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} قَالَ: أَبْرَارٌ أَتْقِيَاءُ صُبُرٌ". قوله تعالى: {فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّه} حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْمَقْدِسِيُّ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} قَالَ: هُمْ يَوْمَ قُتِلَ نَبِيُّهُمْ، فَلَمْ يَهِنُوا وَلَمْ يَضْعُفُوا، وَلَمْ يَسْتَكِينُوا لِقَتْلِ نَبِيِّهِمْ". وَرُوِيَ عَنِ قَتَادَةَ ، نَحْوُهُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، قوله: "{فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّه} يعْنِي: فَمَا عَجَزُوا عَنْ عَدُوِّهِمْ". حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قوله: "{فَمَا وَهَنُوا} قَالَ: فَمَا وَهَنَ الرِّبِّيُّونَ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّه مِنْ قَتْلِ النَّبِيِّ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّه} يَقُولُ: فَمَا وَهَنُوا لِفَقْدِ نَبِيِّهِمْ". حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قوله: "{فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّه} قَالَ: لِكَيْ لا يَهِنَأَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". قوله تعالى: {وَمَا ضَعُفُوا} حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ أَسْبَاطَ، عَنِ السُّدِّيِّ، قوله: "{وَمَا ضَعُفُوا} يَقُولُ: مَا ضَعُفُوا فِي سَبِيلِ اللّه لِقَتْلِ النَّبِيِّ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قوله: "{وَمَا ضَعُفُوا} يَقُولُ: وَمَا تَضَعْضَعُوا لِقَتْلِ نَبِيِّهِمْ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ"{وَمَا ضَعُفُوا} عَنْ عَدُوِّهِمْ". قوله تعالى: {وَمَا اسْتَكَانُوا} حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{وَمَا اسْتَكَانُوا} يَقُولُ: مَا ذُلُّوا حِينَ قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَعْلُونَا لا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قوله: "{وَمَا اسْتَكَانُوا} يَقُولُ: مَا ارْتَدُّوا عَنْ بَصِيرَتِهِمْ وَلا عَنْ دِينِهِمْ أَنْ قَاتِلُوا عَلَى مَا قَاتَلَ عَلَيْهِ نَبِيُّ اللّه حَتَّى لَحِقُوا بِاللّه". أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قِرَاءَةً، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدِ ابْنِ أَسْلَمَ"{وَمَا اسْتَكَانُوا} لِعَدُوِّهِمْ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَمَا اسْتَكَانُوا} لِمَا أَصَابَهُمْ فِي الْجِهَادِ عَنِ اللّه وَعَنْ دِينِهِمْ". أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،أَنَّهُ قَالَ فِي قوله: "{وَمَا اسْتَكَانُوا} قَالَ: تَخْشَعُوا". قوله تعالى: {وَاللّه يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَاللّه يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} لِمَا أَصَابَهُمْ فِي الْجِهَادِ عَنِ اللّه، وَعَنْ دِينِهِمْ وَذَلِكَ الصَّبْرُ". ١٤٧قوله تعالى: {وَمَا كَانَ قَوْلُهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لنا ذنوبنا} وَبِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ: "{وَمَا كَانَ قَوْلُهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا} أَيْ: فَقُولُوا مِثْلَ مَا قَالُوا، وَاعْلَمُوا إِنَّمَا ذَلِكَ بِذُنُوبٍ مِنْكُمْ، وَاسْتَغْفِرُوا كَمَا اسْتَغْفَرُوا، وَامْضُوا عَلَى دِينِكُمْ كَمَا مَضَوْا عَلَى دِينِهِمْ، وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَعْقَابِكُمْ رَاجِعِينَ". قوله تعالى: {وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا} أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَمِّي الْحُسَيْنُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله: "{وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا} يَقُولُ: خَطَايَانَا". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{إِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا} خَطَايَانَا وَظُلْمَنَا أَنْفُسَنَا". أَخْبَرَنَـا أَحْمَدُ بْنُ الأَزْهَرِ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قوله: "{وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا} فَهِيَ الْخَطَايَا الْكَبَائِرُ". قوله تعالى: {وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا} قَالَ: وَاسْأَلُوهُ كَمَا سَأَلُوهُ أَنْ يُثَبِّتَ أَقْدَامَكُمْ". قوله تعالى: {وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} وَبِهِ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} قَالَ: وَاسْتَنْصِرُوهُ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ، فَكُلُّ هَذَا مِنْ قَوْلِهِمْ قَدْ كَانَ، وَقَدْ قُتِلَ نَبِيُّهُمْ فَلَمْ يَفْعَلُوا كَمَا فَعَلْتُمْ". ١٤٨قوله تعالى: {فَأَتَاهُمُ اللّه} حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللّه بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عِيسَى، عَنْ حَمْزَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ: "{فَآتَاهُمُ اللّه ثَوَابَ الدُّنْيَا} يعْنِي فَأَعْطَاهُمُ اللّه". قوله تعالى: {ثَوَابَ الدُّنْيَا} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا مَنْ، سَمِعَ الْحَسَنَ، يعْنِي فِي قوله: "{فَآتَاهُمُ اللّه ثَوَابَ الدُّنْيَا} الْفَتْحُ وَالنَّصْرُ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: "{فَآتَاهُمُ اللّه ثَوَابَ الدُّنْيَا} أَيْ: وَاللّه لآتَاهُمُ اللّه الْفَتْحَ، وَالظُّهُورَ، وَالتَّمْكِينَ وَالنَّصْرَ عَلَى عَدُوِّهِمْ فِي الدُّنْيَا". وَرُوِيَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ ، نحو ذلك. قوله تعالى: {وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّه يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قوله: "{وَحُسْنَ ثَوَابَ الآخِرَةِ} قَالَ: فَكَانَ ثَوَابُ الآخِرَةِ فِي الآخِرَةِ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: "{وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّه يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} قَالَ: حُسْنُ الثَّوَابِ فِي الآخِرَةِ هِيَ الْجَنَّةُ". وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ ، مِثْلُ قَوْلِ قَتَادَةَ ١٤٩قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا} حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قوله: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا} أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ". قوله تعالى: {يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} قُرِئَ عَلَى يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي نَـافِعُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ كَعْبٍ الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُمَرَ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ} التَّعَرُّبُ ؟ فَقَالَ: بَلْ هُوَالزَّرْعُ". قَالَ نَـافِعٌ وَحَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِيهِ ، فِي الحديث: وَمَنْ أَقَرَّ الْجِزْيَةَ، فَقَدْ أَقَرَّ بِالصَّغَارِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} يَقُولُ: يَرُدُّوكُمْ كُفَّاراً ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} أَيْ: عَنْ دِينِكُمْ". أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جَرِيحٍ: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} قَالَ: فَلا تَنْتَصِحُوا لْيَهُودَ وَالنَّصَارَى عَلَى دِينِكُمْ، وَلا تُصَدِّقُوهُمْ بِشَيْءٍ مِنْ دِينِكُمْ". قوله تعالى: {فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ} أَيْ: عَنْ دِينِكُمْ، فَتَذْهَبُ دُنْيَاكُمْ وَآخِرَتُكُمْ". ١٥٠قوله تعالى: {بَلِ اللّه مَوْلاكُمْ} وَبِهِ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: "{بَلِ اللّه مَوْلاكُمْ} إِنْ كَانَ مَا تَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِكُمْ صِدْقاً فِي قُلُوبِكُمْ". قوله تعالى: {وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ} وَبِهِ قَـالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَهُوَ خَيْرُ النَّـاصِرِينَ} أَيْ: فَاعْتَصِمُوا بِهِ، وَلا تَسْتُنْصِرُوا بِغَيْرِهِ، وَلا تَرْجِعُوا عَلَى أَعْقَابِكُمْ مُرْتَدِّينَ عَنْ دِينِهِ". ١٥١قوله تعالى: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَمِّي الْحُسَيْنُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، يعْنِي قوله: "{سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} قَالَ: قَذَفَ اللّه فِي قَلْبِ أَبِي سُفْيَانَ فَرَجَعَ إِلَى مَكَّةَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ قَدْ أَصَابَ مِنْكُمْ طَرَفاً وَقَدْ رَجَعَ وَقَذَفَ اللّه فِي قَلْبِهِ الرُّعْبَ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللّه} قَالَ: فَإِنِّي سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ الَّذِي كُنْتُ أَنْصُرُكُمْ عَلَيْهِمْ بِمَا أَشْرَكُوا بِي". وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ أَبْزَى، وَمُجَاهِدٍ، وَالْحَسَنِ، وَالسُّدِّيِّ، وَالزُّهْرِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَأَبِي صَالِحٍ ، نحو ذلك. قوله تعالى: {بِإِذْنِهِ} حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، فِي قوله: "{إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} قَالَ: السَّيْفُ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قوله: "{إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} قَالَ: بِالسُّيُوفِ أَيِ: الْقَتْلُ بِإِذْنِي وَتَسْلِيطِي أَيْدِيَكُمْ عَلَيْهِمْ، وَكَفِّي أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ". قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، قوله: "{حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ} يَقُولُ: جَبُنْتُمْ عَنْ عَدُوِّكُمْ". وَرُوِيَ عَنِ قَتَادَةَ ، نحو ذلك. وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ} أَيْ: تَخَاذَلْتُمْ". قوله: {وَتَنَازَعْتُمْ} أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَمِّي الْحُسَيْنُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله: "{وَتَنَـازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ} فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ لَمَّا رَأَوُا النِّسَاءَ مُصْعِدَاتٍ فِي الْجَبَلِ وَرَأَوُا الْغَنَائِمَ قَالُوا: انْطَلِقُوا إِلَى رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَدْرِكُوا الْغَنِيمَةَ قَبْلَ أَنْ تُسْبَقُوا إِلَيْهَا، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ أُخْرَى: بَلْ نُطِيعُ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَثْبُتْ مَكَانَنَا". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، قوله: "{وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ} يَقُولُ: اخْتَلَفْتُمْ". قوله تعالى: {فِي الأَمْرِ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ} أَيِ: اخْتَلَفْتُمْ فِي أَمْرِي". قوله تعالى: {وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ} حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ عَبْدِ اللّه، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "مَا نُصِرَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَوْطِنٍ كَمَا نُصِرَ يَوْمَ أُحُدٍ فَأَنْكَرْنَا ذَلِكَ عَلَيْهِ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَيْنِي وَبَيْنَ مَنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ كِتَابُ اللّه، إِنَّ اللّه يَقُولُ فِي يَوْمِ أُحُدٍ: ١٥٢{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّه وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَـازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ} وَإِنَّمَا فِى بِهَذَا الرُّمَاةَ، وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَامَهُمْ فِي مَوْضِعٍ، ثُمَّ قَالَ: احْمُوا ظُهُورَنَـا، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا نَقْتُلُ فَلا تَنْصُرُونَا، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا قَدْ غَنِمْنَا فَلا تَشْرَكُونَا، فَلَمَّا غَنِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَاحُوا عَسْكَرَ الْمُشْرِكِينَ انْتَفَضَتِ الرُّمَـاةُ جَمِيعاً ، فَدَخَلُوا الْعَسْكَرَ يَنْتِهبُونَ، وَقَدِ انْتَفَضَتْ صُفُوفُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهُمْ كَذِي، وَشَبَّكَ أَصَابِعَ يَدَيْهِ وَالْتَبَسُوا، فَلَمَّا أَخْلَى الرُّمَاةُ تِلْكَ الْخُلَّةَ الَّتِي كَانُوا فِيهَا، دَخَلْتِ الْخَيْلُ مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَضَرَبَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً الْتَبَسُوا، وَقُتِلَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ نَـاسٌ كَثِيرٌ، وَقَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلُ النَّهَارِ، حَتَّى قُتِلَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَصْحَابُ لِوَاءِ الْمُشْرِكِينَ تِسْعَةٌ أَوْ سَبْعَةٌ، وَجَالَ الْمُشْرِكُونَ جَوْلَةً نَحْوَالْجَبَلِ وَلَمْ يَبْلُغُوا حَيْثُ يَقُولُ النَّاسُ: الْغُرَّ إِنَّمَا كَانُوا تَحْتَ الْمِهْرَاسِ، وَصَاحَ الشَّيْطَانُ: قُتِلَ مُحَمَّدٌ، فَلَمْ يَشُكُّوا بِهِ أَنَّهُ حَقٌّ، فَمَا زِلْنَا كَذَلِكَ مَا نَشُكُّ أَنَّهُ قَدْ قُتِلَ حَتَّى طَلَعَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ السَّعْدَيْنِ نَعْرِفُهُ بِكَتِفَيْهِ إِذَا مَشَى، قَالَ: فَفَرِحْنَـا حَتَّى كَأَنَّهُ لَمْ يُصِبْنَـا مَا أَصَابَنَا، فَرَقَى نَحْوَنَا وَهُوَيَقُولُ: "اشْتَدَّ غَضِبُ اللّه عَلَى قَوْمٍ رَمَوْا وَجْهَ رَسُولِ اللّه"، وَيَقُولُ مَرَّةً أُخْرَى: "اللّهمَّ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَعْلُونَـا حَتَّى انْتَهَى إِلَيْنَا"، مَكَثَ سَاعَةً، فَإِذَا أَبُو سُفْيَانَ فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ: اعْلُ هُبَلُ اعْلُ هُبَلُ يعْنِي إِلَـهَه أَيْنَ ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ ؟ أَيْنَ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ ؟ أَيْنَ ابْنُ الْخَطَّابِ ؟ فَقَالَ عُمَرُ: أَلا أُجِيبُهُ يَا رَسُولَ اللّه ؟ قَالَ: فَلَمَّا قَالَ: اعْلُ هُبَلُ. قَالَ عُمَرُ: اللّه أَعْلَى وَأَجَلُّ. قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ أَيْنَ ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ ؟ أَيْنَ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ ؟ أَيْنَ ابْنُ الْخَطَّابِ ؟ فَقَالَ عُمَرُ: هَذَا رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهَذَا أَبُو بَكْرٍ، وَهَا أَنَا ذَلِكَ. فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ، الأَيَّامُ دُوَلٌ، وَالْحَرْبُ سِجَالٌ. قَالَ عُمَرُ: لا سَوَاءٌ، قَتْلانَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلاكُمْ فِي النَّارِ. قَالَ: إِنَّكُمْ تَزْعُمُونَ ذَاكَ لَقَدْ خِبْنَا إِذاً وَخَسِرْنا، ثُمَّ قَالَ: أَمَا إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ فِي قَتْلاكُمْ مُثْلَةً، وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ عَنْ رَأْيِ سَرَاتِنَا، ثُمَّ أَدْرَكَتْهُ حَمِيَّةُ الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ: أَمَا أَنَّهُ إِذَا كَانَ ذَلِكَ لَمْ نَكْرَهْهُ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَعَصَيْتُمْ} أَيْ: تَرَكْتُمْ أَمْرَ نَبِيِّكُمْ وَمَا عَهَدَ إِلَيْكُمْ يعْنِي: الرُّمَاةَ". قوله تعالى: {مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ} أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَمِّي الْحُسَيْنُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله: "{مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ} كَانُوا قَدْ رَأَوُا الْفَتْحَ وَالْغَنِيمَةَ". حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قوله: "{مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ} نَصْرُ اللّه الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ حَتَّى رَكِبَ نِسَاءُ الْمُشْرِكِينَ عَلَى كُلِّ صَعْبٍ وَذَلُولٍ ثُمَّ أُدِيلَ عَلَيْهِمُ الْمُشْرِكُونَ بِمَعْصِيَتِهِمْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ حَرَّضَهُمْرَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَغْلَتِهِ الشَّهْبَاءِ. وَقَالَ: رَبِّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ". حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قوله: "{مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ} مِنَ الْفَتْحِ". قوله تعالى: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا} حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللّه بْنُ مَسْعُودٍ"مَا كُنْتُ أَظُنُّ فِي أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ أَحَداً يُرِيدُ الدُّنْيَا حَتَّى قَالَ اللّه تَعَالَى مَا قَالَ". وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مُسْلِمٍ: مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ الدُّنْيَا حَتَّى نَزَلَ فِينَا مَا نَزَلَ يَوْمَ أُحُدٍ". {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مِنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ} أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَمِّي الْحُسَيْنُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ"أَنَّ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ سَلَّمَ لَمَّا هَزَمَ الْقَوْمَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ الَّذِينَ آمَنُوا، رَآهُ الَّذِينَ كَانُوا جَعَلُوا مِنْ وَرَائِهِمُ الْغَنَـائِمَ قَالُوا: انْطَلِقُوا إِلَى رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَدْرِكُوا الْغَنِيمَةَ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقُوا إِلَيْهَا، فَذَلِكَ قوله: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا}". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا} أَيِ: الَّذِينَ أَرَادُوا النَّهْبَ رَغْبَةً فِي الدُّنْيَا وَتَرْكَ مَا أُمِرُوا بِهِ مِنَ الطَّاعَةِ الَّتِي عَلَيْهَا ثَوَابُ الآخِرَةِ". قوله تعالى: {وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ} أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَبِي، ثنا عَمِّي الْحُسَيْنُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "أَنَّ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا هَزَمَ الْقَوْمَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ الَّذِينَ آمَنُوا رَآهُ الَّذِينَ كَانُوا جَعَلُوا مِنْ وَرَائِهِمْ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْطَلِقُوا إِلَى رَسُولِ اللّه فَأَدْرِكُوا الْغَنِيمَةَ قَبْلَ أَنْ تُسْبَقُوا إِلَيْهَا، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ أُخْرَى: بَلْ نُطِيعُ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَثْبُتْ مَكَانَنَا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ لَهُمْ: {وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ} لِلَّذِينَ قَالُوا: نُطِيعُ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَثْبُتُ مَكَانَنَا". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ أَيِ الَّذِينَ جَاهِدُوا فِي اللّه ، وَلَمْ يُخَالِفُوا إِلَى مَا نُهُوا عَنْهُ لِغَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا، رَغْبَةً مِنْهُمْ فِي الْعَرْضِ، رَجَاءَ مَا عِنْدِ اللّه مِنْ حُسْنِ ثَوَابِهِ فِي الآخِرَةِ". قوله تعالى: {ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ} حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ حِينَ مَالَ عَلَيْهِمْ خَالِدٌ ، قَالَ: "{ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ}". قوله تعالى: {لِيَبْتَلِيَكُمْ} حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ} أَيْ: صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَخْتَبِرَكُمْ، وَذَلِكَ بِبَعْضِ ذُنُوبِكُمْ". قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَجَّاجَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَنْ قوله: "{وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ} قُلْتُ: كَيْفَ عَفَا عَنْهُمْ وَقَدْ جُرِحَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ، وَقُتِلَ عَمُّهُ صَاحِبُ لِوَائِهِ، وَانْكَشَفَ أَصْحَابُهُ ؟ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: عَفَا عَنْهُمْ حِينَ لَمْ يَسْتَأْصِلْهُمْ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَروَ زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ} قَالَ:لَقَدْ عَفَا اللّه عَنْ عِظَمِ ذَلِكَ أَلا يُهْلِكُكُمْ بِمَا أَتَيْتُمْ بِهِ مِنْ مَعْصِيَةِ نَبِيِّكُمْ، وَلَكِنِّي عُدْتُ بِفَضْلِي عَلَيْكُمْ". قوله تعالى: {وَاللّه ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} وَبِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَاللّه ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} أَيْ: لَقَدْ وَفَيْتُ لَكُمْ بِمَا وَعَدْتُكُمْ مِنَ النَّصْرِ عَلَى عَدُوِّكُمْ". ١٥٣قوله تعالى: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ} حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، يعْنِي قوله: "{إِذْ تُصْعِدُونَ} قَالَ: اصْعَادُهُمْ لَهَا يَبْغُونَهَا". وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قوله: "{إِذْ تُصْعِدُونَ} قَالَ: فَرُّوا مُنْهَزِمِينَ فِي شِعْبٍ شَدِيدٍ لا يَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ". وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللّه بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا خَلَفٌ، ثنا الْخَفَّافُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ"{تصعدون} أي: فِي الْجَبَلِ". قوله تعالى: {وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ} أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَمِّي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله: "{وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ} فَرَجَعُوا فَقَالُوا: وَاللّه لَنَأْتِيَنَّهُمْ ثُمَّ لَنَقْتُلَنَّهُمْ قَدْ خَرَجُوا مِنَّا، فَقَالَرَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَهْلا فَإِنَّمَا أَصَابَكُمُ الَّذِي أَصَابَكُمْ مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ عَصَيْتُمُونِي". حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قوله: "{وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ} أَيْ: عِبَادَ اللّه أَيْ عِبَادَ اللّه. وَلا يَلْوِي عَلَيْهِ أَحَدٌ". وَرُوِيَ عَنِ قَتَادَةَ ، نحو ذلك. قوله تعالى: {فَأَثَابَكُمْ غَمّاً بِغَمٍّ} أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي الْحُسَيْنُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله: "{فَأَثَابَكُمْ غَمّاً بِغَمٍّ} فَإِنَّمَا أَصَابَكُمُ الَّذِي أَصَابَكُمْ مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ عَصَيْتُمُونِي، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَتَاهُمُ الْقَوْمُ قَدْ أَيَسُوا، وَقَدِ اخْتَرَطُوا سُيُوفَهُمْ فَكَانَ غَمُّ الْهَزِيمَةِ وَغَمُّهُمْ حِينَ أَتَوْهُمْ". حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قوله: "{فَأَثَابَكُمْ غَمّاً بِغَمٍّ} قَالَ: غَمّاً وَاللّه شَدِيدٌ عَلَى غَمٍّ شَدِيدٍ، مَا مِنْهُمْ إِنْسَانٌ إِلا وَقَدْ هَمَّتُهُ نَفْسُهُ". وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قوله: "{فَأَثَابَكُمْ غَمّاً بِغَمٍّ} فَرَّةً بَعْدَ الْفَرَّةِ الأُولَى حِينَ سَمِعُوا الصَّوْتَ: أَنَّ مُحَمَّداً قَدْ قُتِلَ، فَرَجَعَ الْكُفَّارُ، فَضَرَبُوهُمْ مُدْبِرِينَ حَتَّى قَتَلُوا مِـنْهُمْ سَبْعِينَ رَجُلا، ثُمَّ انْحَازُوا إِلَى النَّبِيِّ فَجَعَلُوا يُصْعِدُونَ فِي الْجَبَلِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوهُمْ فِي أُخْرَاهُمْ". وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ: "{غَمّاً بِغَمٍّ} قَالَ:الْغَمُّ الأَوَّلُ: الْجِرَاحُ وَالْقَتْلُ. وَالْغَمُّ الآخَرُ: حِينَ سَمِعُوا أَنَّ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قُتِلَ، فَأَنْسَاهُمُ الْغَمُّ الأَخِيرُ مَا أَصَابَهُمْ مِنَ الْجِرَاحِ وَالْقَتْلِ وَمَا كَانُوا يَرْجُونَ مِنَ الْغَنِيمَةِ". وَالوجه الرَّابِعُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ إِشْرَافَ أَبِي سُفْيَانَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: "{فَأَثَابَكُمْ غَمّاً بِغَمٍّ} أَمَّا الْغَمُّ الأَوَّلُ: مَا فَاتَكُمْ مِنَ الْغَنِيمَةِ وَالْفَتْحِ، وَالْغَمُّ الثَّانِي: إِشْرَافُ الْعَدُوِّعَلَيْكُمْ". وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{فَأَثَابَكُمْ غَمّاً بِغَمٍّ} أَيْ: كَرْباً بَعْدَ كَرْبٍ، قُتِلَ مَنْ قُتِلَ مِنْ إِخْوَانِكُمْ، وَعَلُّوَ عَدُوَّكُمْ عَلَيْكُمْ، وَمَا وَقَعَ فِي أَنْفُسِكُمْ مِنْ قَوْلِ مَنْ قَالَ: قُتِلَ نَبِيِّكُمْ، وَكَانَ ذَلِكَ مِمَّا تَتَابَعَ عَلَيْكُمْ غَمّاً بِغَمٍّ". قوله تعالى: {لِكَيْلا تَحْزَنُوا} أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَبِي، ثنا عَمِّي الْحُسَيْنُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله: "{لِكَيْلا تَحْزَنُوا} يَقُولُ: لِكَيْ لا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ، لِكَيْ لا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ مِنَ الْقَتْلِ". وَرُوِيَ عَنِ الزُّهْرِيِّ ، نحو ذلك. حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قوله: "{لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} مِنَ الْعَدُوِّ". وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قوله: "{لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} مِنَ الْغَنِيمَةِ". وَرُوِيَ عَنِ قَتَادَةَ ، نحو ذلك. قوله تعالى: {وَلا مَا أَصَابَكُمْ وَاللّه خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَمِّي الْحُسَيْنُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله: "{وَلا مَا أَصَابَكُمْ} مِنَ الْجِرَاحَةِ". وَرُوِيَ عَنِ قَتَادَةَ ، وَالزُّهْرِيِّ ، نحو ذلك. وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قوله: "{وَلا مَا أَصَابَكُمْ} قَالَ: مَا أَصَابَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ". وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قوله: "{وَلا مَا أَصَابَكُمْ} مِنَ الْقَتْلِ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَلا مَا أَصَابَكُمْ} مِنْ قَتْلِ إِخْوَانِكُمْ حَتَّى فَرَّجْتُ ذَلِكَ عَنْكُمْ". ١٥٤قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاساً} حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ جَعْفَرٍ الْمُخَرِّمِيُّ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: "{ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاساً} قَالَ: أَلْقَى عَلَيْهِمُ النَّوْمَ". حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ مِهْرَانَ الْمُؤَدِّبُ، وَالْمُنْذِرُ بْنُ شَاذَانَ، قَالا: ثنا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ الْبَجَلِيُّ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: "كُنْتُ أَحَدُ مَنْ أَنْزَلَ اللّه فِيهِ: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاساً} وَكُنْتُ أَنْعَسُ حَتَّى يَسْقُطَ سَيْفِي مِنْ يَدِي، ثُمَّ أَتَنَاوَلُهُ". وَفِي حَدِيثِ الْمُنْذِرِ: "وَكَانَ سَيْفِي يَسْقُطُ مِنِّي، ثُمَّ أَتَنَاوَلُهُ بِيَدِي". حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، وَوَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: "النُّعَاسُ فِي الْقِتَالِ مِنَ اللّه، وَفِي الصَّلاةِ مِنَ الشَّيْطَانِ". حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ: "{أَمَنَةً نُعَاساً} قَالَ: أَلْقَى اللّه عَلَيْهِمُ النُّعَاسَ فَكَانَ ذَلِكَ أَمَنَةً لَهُمْ". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا دُحَيْمٌ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، قَالَ: "لَمَّا الْتَقَيْنَـا يَوْمَ بَدْرٍ سَلَّطَ اللّه عَلَيْنَـا النُّعَاسَ، فَإِنْ كُنْتُ لأَتَشَدَّدُ فَيَجْلِدُنِي، وَأَتَشَدَّدُ فَيَجْلِدُنِي، مَا أُطِيقُ إِلا ذَلِكَ، وَرَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَصْحَابِهِ كَذَلِكَ، وَدَنَـا مِنَّا الْمُشْرِكُونَ حَتَّى قَالُوا: وَاللّه مَا تَحْتَ الْجُحُفِ أَحَدٌ. قَالَ الزُّبَيْرُ: وَكَانَ أَوَّلُ مَنِ اسْتَقَلَّ مِنْ تِلْكِ السَّكْتَةِ وَالنَّعْسَةِ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". قوله تعالى: {يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ} أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ الْبَيْرُوتِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَأبُورَ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ} قَالَ: وَكَانُوا يَوْمَئِذٍ فِرْقَتَيْنِ، فَأَمَّا فِرْقَةٌ فَغَشِيَهَا النُّعَاسُ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاساً يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ} قَالَ: أَنْزَلَ اللّه النُّعَاسَ أَمَنَةً عَلَى أَهْلِ الْيَقِينِ بِهِ مِنْهُمْ نِيَامٌ لا يَخَافُونَ". قوله تعالى: {وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ} حَدَّثَنَـا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ الْبَيْرُوتِيُّ، قِرَاءَةً، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ} قَالَ: وَكَانُوا يَوْمَئِذٍ فِرْقَتَيْنِ، وَأَمَّا الْفُرْقَةُ الأُخْرَى فَالْمُنَـافِقُونَ لَيْسَ لَهُمْ هَمٌّ إِلا أَنْفُسَهُمْ، أَرْعَبُ قَوْمٍ وَأَخْبَثَهُ وَأَخْذَلُهُ لِلْحَقِّ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَوْ عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مُعْتِبٌ الَّذِي قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ"لَوْ كَانَ لَنَـا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قَتَلْنَا هَاهُنَا، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى فِي ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِمْ: {وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّه} إِلَى آخِرِ الْقِصَّةِ". قوله تعالى: {يَظُنُّونَ بِاللّه غَيْرَ الْحَقِّ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: "{يَظُنُّونَ بِاللّه غَيْرَ الْحَقِّ} ظُنُونٌ كَاذِبَةٌ إِنَّمَا هُمْ أَهْلُ شَكٍّ وَرَيْبَةٍ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، يعْنِي قوله: "{يَظُنُّونَ بِاللّه غَيْرَ الْحَقِّ} وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ عَاقِبَةً، فَذَكَرَ اللّه تَلاؤُمَهُمْ وَحَسْرَتَهُمْ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ". قوله تعالى: {ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ} حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ: "{ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ} قَالَ: ظَنُّ أَهْلِ الشِّرْكِ". قوله تعالى: {يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قتلنا ها هنا} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ ، يعْنِي قوله: "{يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} قَالَ: ذَاكُمْ يَوْمُ أُحُدٍ، كَانُوا يَوْمَئِذٍ فَرِيقَيْنِ، فَأَمَّا الْمُؤْمِنُونَ فَغَشَّاهُمُ اللّه النُّعَاسَ، وَالطَّائِفَةُ الأُخْرَى: الْمُنَافِقُونَ وَلَيْسَ لَهُمْ هَمٌّ إِلا أَنْفُسَهُمْ، أَجْبَنُ قَوْمٍ وَأَرْعَبُهُمْ، وَأَخْذَلُهُمْ لِلْحَقِّ". قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ للّه} حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ طَاهِرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "قَالَ جِبْرِيلُ: يَا مُحَمَّدُ قوله تعالى: {يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لا يُبْدُونَ لَكَ}". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، قوله: "{يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لا يُبْدُونَ لَكَ} فَكَانَ مِمَّا أَخْفُوا فِي أَنْفُسِهِمْ أَنْ قَالُوا: لَوْ كُنَّا عَلَى شَيْءٍ مِنَ الأَمْرِ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، فَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ يعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللّه بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَ الزُّبَيْرُ: "لَقَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ اشْتَدَّ الْخَوْفُ عَلَيْنَـا، أَرْسَلَ اللّه عَلَيْنَا النَّوْمَ، فَمَا مِنَّا مِنْ رَجُلٍ إِلا ذَقْنُهُ فِي صَدْرِهِ، قَالَ: فَوَاللّه إِنِّي لأَسْمَعُ قَوْلَ مُعَتِّبِ بْنِ قُشَيْرٍ، مَا أَسْمَعُهُ إِلا كَالْحُلْمِ: لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَا هُنَا، فَحَفَظَهَا مِنْهُ، وَفِي ذَلِكَ أَنْزَلَ اللّه: {لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَا هُنَا} لِقَوْلِ مُعَتِّبٍ". حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قوله: "{يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَا هُنَا} قَالَ: ذَلِكَ الْمُنَافِقُ لَمَّا قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ، أَتَوْا عَبْدَ اللّه بْنَ أُبَيٍّ فَقَالُوا لَهُ: مَا تَرَى ؟ فَقَالَ: أَنَّا وَاللّه مَا نُؤَامِرُ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ مَا قُتِلْنَا هَا هُنَا". قوله تعالى: {قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أُبَيٍ جَعْفَرٌ ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، قَالَ: فَقَالُوا"لَوْ كُنَّا عَلَى شَيْءٍ مِنَ الأَمْرِ مَا قُتِلْنَا هَا هُنَا، وَلَوْ كُنَّا فِي بُيُوتِنَا مَا أَصَابَنَا الْقَتْلُ". قَالَ اللّه تَعَالَى: {لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ} حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "ثُمّ قَالَ اللّه لِنَبِيِّهِ: {قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ} لَمْ تَحْضُرُوا هَذَا الْمَوْطِنِ الَّذِي أُظْهِرَ فِيهِ مَـا أُظْهِرَ مِـنْ سَرَائِرِكُمْ، لأُخْرِجَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَوْطِنٍ غَيْرِهِ يُصْرَعُونَ فِيهِ، حَتَّى يُصْرَعُوا فِيهِ". قوله تعالى: {وَلِيَبْتَلِيَ اللّه مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قلوبكم} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَلِيَبْتَلِيَ اللّه مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ} قَالَ: يَبْتَلِي بِهِ مَا فِي صُدُورِكُمْ". قوله تعالى: {وَاللّه عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} وَبِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَاللّه عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} أَيْ: لا يَخْفَى عَلَيْهِ مَا فِي صُدُورِهِمْ مِمَّا اسَتَخْفُوا بِهِ مِنْكُمْ". ١٥٥قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ} حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ جَعْفَرٍ الْمُخَرِّمِيُّ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ،"{إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ} قَالَ: هُمْ ثَلاثَةٌ: وَاحِدٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَاثَنَانِ مِنَ الأَنْصَارِ". حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى حِينَ انْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَ أُحُدٍ: "{إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ} يعْنِي:الَّذِينَ انْصَرَفُوا عَنِ الْقِتَالِ مُنْهَزِمِينَ". وَرُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ بَعْضُ ذَلِكَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قوله: "{إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} قَالَ: فَرَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ، زَاغَتْ قَلِيلا ثُمَّ رَجَعُوا". قوله تعالى: {يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قوله: "{إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} يَوْمَ أُحُدٍ حِينَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ، جَمْعُ الْمُسْلِمِينَ وَجَمْعُ الْمُشْرِكِينَ، فَانْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَقِيَ فِي ثَمَانِيَةَ عَشَرَ رَجُلا". وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو الدَّرْدَاءِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُنِيبٍ، ثنا أَبُو مُعَاذٍ الْفَضْلُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قوله: "{يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} فَهُوَ يَوْمُ بَدْرٍ، وَبَدْرٌ مَاءٌ عَنْ يَمِينِ طَرِيقِ مَكَّةَ، بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا النُّفَيْلِيُّ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يَقُولُ: "لَيْلَةُ سَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةُ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ قوله تعالى: {إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا}". حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{إِنَّمَا اسْتَزَلَّـهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا} يعْنِي: حِينَ تَرَكُوا الْمَرْكَزَ وَعَصَوْا أمر رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ لِلرُّمَاةِ يَوْمَ أُحُدٍ: لا تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ، فَتَرَكَ بَعْضُهُمُ الْمَرْكَزَ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{إِنَّمَا إسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ} وَالَّذِينَ اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَسَعْدُ بْنُ عُثْمَانَ، وَعُقْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ الأَنْصَارِيَّانِ، ثُمَّ الزُّرْقِيَّانِ". قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَفَا اللّه عَنْهُمْ} حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَنْبَأَ الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قوله: "{إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللّه عَنْهُمْ} فَكَيْفَ عَفَى عَنْهُمْ ؟، وَقَدْ قُتِلَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ وَجُرِحَ سَبْعُونَ، وَأُسِرَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ، وَشُجّ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُسِرَ رَبَاعِيَتُهُ وَهُشِّمَ الْبَيْضَةُ عَلَى رَأْسِهِ، قَالَ الْحَسَنُ: وَلَقَدْ عَفَى عَنْكُمْ: لَمْ يَسْتَأْصِلْكُمْ لِمُخَالَفَتِكُمْ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ الْحَسَنُ: إِنَّمَا خَافُوا رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ قَالَ لِقَوْمٍ مِنْهُمْ: لا تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ"، فَعَاقَبَهُمْ بِمَا قَدْ رَأَيْتُ، وَعَفَا عَنْهُمْ أَلا يَكُونَ اصْطَلَمَهُمْ". حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قوله: "{وَلَقَدْ عَفَا اللّه عَنْهُمْ} حِينَ لَمْ يُعَاقِبْهُمْ، فَيَسْتَأْصِلُهُمْ جَمِيعاً ". قوله تعالى: {إِنَّ اللّه غَفُورٌ حَلِيمٌ} وَبِهِ عَنْ سَعِيدٍ، قوله: "{إِنَّ اللّه غَفُورٌ حَلِيمٌ} لِمَا كَانَ مِنْهُمْ مِنَ الشِّرْكِ". حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قوله: "{إِنَّ اللّه غَفُورٌ} لِلذُّنُوبِ الْكَبِيرَةِ أَوِ الْكَثِيرَةِ". قوله تعالى: {حَلِيمٌ} وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قوله: "{إِنَّ اللّه غَفُورٌ حَلِيمٌ} فَلَمْ يَجْعَلْ لِمَنِ انْهَزَمَ يَوْمَ أُحُدٍ بَعْدَ قِتَالِ بَدْرٍ النَّـارَ، كَمَا جَعَلَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَهَذِهِ رُخْصَةٌ بَعْدَ التَّشْدِيدِ". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ، ثنا ضَرَّةُ يعْنِي ابْنَ رَبِيعَةَ، عَنْ رَجَاءٍ يعْنِي ابْنَ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: "الْحِلْمُ أَرْفَعُ مِنَ الْعَقْلِ، إِنَّ اللّه عَزَّ وَجَلَّ تُسَمَّى بِهِ". ١٥٦قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا} حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا} أَيْ: لا تَكُونُوا كَالْمُنَافِقِينَ". حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى} قَالَ: هَؤُلاءِ الْمُنَافِقُونَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللّه بْنِ أُبَيٍّ". قوله تعالى: {وَقَالُوا لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الأَرْضِ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَقَالُوا لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الأَرْضِ} الَّذِينَ يَنْهَوْنَ إِخْوَانَهُمْ عَنِ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللّه، وَالضَّرْبِ فِي الأَرْضِ فِي طَاعَةِ اللّه وَطَاعَةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{وَقَالُوا لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الأَرْضِ} أَمَّا إِذَا ضَرَبُوا فِي الأَرْضِ فَهِيَ التِّجَارَةُ". قوله تعالى: {أَوْ كَانُوا غُزًّى} حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{أَوْ كَانُوا غُزًّى} قَالَ: هُوَ قَوْلُ الْمُنَافِقِ عَبْدِ اللّه بْنِ أُبَيٍّ الْمُنَافِقِ". قوله تعالى: {لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا} حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قوله: "{لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا} قَالَ: هَذَا قَوْلُ الْكُفَّارِ: إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ ، فَيَقُولُ: لَوَكَانَ عِنْدَنَا، مَا مَاتَ وَلا تَقُولُوا كَمَا قَالَ الْكُفَّارُ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا} قَالَ: وَيَقُولُونَ لَوْ أَطَاعُونَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا". أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: "{مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا} قَالَ: فَتَرَادَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُلْثُمِائَةٍ وَبَضْعَةُ عَشَرَ". قوله تعالى: {لِيَجْعَلَ اللّه ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ} حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قوله: "{حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ} قَالَ: يُحْزِنُهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ شَيْئاً ، يعْنِي يُحْزِنُهُمْ قَوْلُهُمْ". وَرُوِيَ عَنِ أَبِي مَالِكٍ ، نحو ذلك. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْج، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{لِيَجْعَلَ اللّه ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ} لِقِلَّةِ الْيَقِينِ بِرَبِّهِمْ". قوله تعالى: {وَاللّه يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللّه بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} وَبِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَاللّه يُحْيِي وَيُمِيتُ} أَيْ: يُعَجِّلُ مَا يَشَاءُ أوَيُؤَخِّرُ مَا يَشَاءُ مِنْ ذَلِكَ مِنْ آجَالِهِمْ بِقُدْرَتِهِ". ١٥٧قوله تعالى: {وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّه أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ من اللّه ورحمة خير مما يجمعون} وَبِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّه أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللّه وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} أَيْ: أَنَّ الْمَوْتَ كَائِنٌ لابُدَّ مِنْهُ فَمَوْتٌ فِي سَبِيلِ اللّه أَوْ قَتْلٌ فِي خَيْرٍ لَوَعَلِمُوا وَاتَّقَوْا، خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ مِنَ الدُّنْيَا الَّتِي لَهَا يَتَأَخَّرُونَ عَنِ الْجِهَادِ، تَخَوُّفَ الْمَوْتِ وَالْقَتْلِ لِمَا جَمَعُوا مِنْ زَهِيدَةِ الدُّنْيَا زَهَادَةً فِي الآخِرَةِ". ١٥٨قوله تعالى: {وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ} وَبِهِ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ} أَيْ: ذَلِكَ كَائِنٌ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الدُّنْيَا وَلا تَغْتَرُّوا بِهَا، وَلِيَكُنِ الْجِهَادُ وَمَا رَغَّبَكُمُ اللّه فِيهِ مِنْهُ آثَرَ عِنْدَكُمْ مِنْهَا". قوله تعالى: {لإِلَى اللّه تُحْشَرُونَ} وَبِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَيْ: "أَنَّ إِلَى اللّه الْمَرْجِعَ قوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللّه لِنْتَ لَهُمْ}". حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ ١٥٩قوله: "{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللّه لِنْتَ لَهُمْ} قَالَ: هَذَا خُلُقُ مُحَمَّدٍ نَعَتَهُ اللّه". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قوله: "{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللّه لِنْتَ لَهُمْ} يَقُولُ: فَبِرَحْمَةٍ مِنَ اللّه لِنْتَ لَهُمْ". قوله تعالى: {وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، قوله: "{وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} أَيْ: وَاللّه قَدْ طَهَّرَهُ مِنَ الْفَظَاظَةِ وَالْغِلْظَةِ، وَجَعَلَهُ رَحِيماً قَرِيباً رَؤُوفاً بِالْمُؤْمِنِينَ". وَرُوِيَ عَنِ قَتَادَةَ ، مِثْلُ ذَلِكَ قوله تعالى: {لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} أَيْ: لَتَرَكُوكَ". قوله تعالى: {فَاعْفُ عَنْهُمْ} وَبِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{فَاعْفُ عَنْهُمْ} أَيْ: تَجَاوَزْ عَنْهُمْ". قوله تعالى: {وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ} وَبِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ} أَيِ: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ ذُنُوبَه". قوله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} حَدَّثَنَـا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قِرَاءَةً، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: "مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَكْثَرَ مَشُورَةً لأَصْحَابِهِ مِنْ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ رَجَاءٍ، أَنْبَأَ عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قوله: "{وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} قَالَ: وَاللّه مَا تُشَاوَرَ قَطُّ إِلا عَزَمَ اللّه لَهُمْ بِالرُّشْدِ وَالَّذِي يَنْفَعُ". حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: فِي قوله: "{وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} قَالَ: مَا أَمَرَ اللّه نَبِيَّهُ بِالْمَشُورَةِ إِلا لِمَا يَعْلَمُ فِيهَا مِنَ الْفَضْلِ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قوله: "{وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} قَالَ: قَدْ عَلِمَ أَنَّهُ لَيْسَ بِهِ إِلَيْهِمْ حَاجَةٌ، وَرُبَّمَا قَالَ: لَيْسَ لَهُ إِلَيْهِمْ حَاجَةٌ، وَلَكِنْ أَرَادَ أَنْ يَسْتَنَّ بِهِ مَنْ بَعْدَهُ". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، قوله: "{وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} قَالَ: أَمَرَ اللّه نَبِيَّهُ أَنْ يُشَاوِرَ أَصْحَابَهُ فِي الأُمُورِ، وَهُوَ يَأْتِيهِ الْوَحْيُ مِنَ السَّمَاءِ، لأَنَّهُ أَطْيَبُ لأَنْفُسِهِمْ".. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْـنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: مِثْلَ ذَلِكَ إِلاأَنَّهُ زَادَ: "وَأَنَّ الْقَوْمَ إِذَا شَاوَرُوا بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَأَرَادُوا بِذَلِكَ وَجْهَ اللّه، عَزَمَ اللّه لَهُمْ عَلَى أَرْشَدِهِ". ذُكِرَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ يعْنِي جَابِرَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عُبَيْدَةَ: "{وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} قَالَ: فِي الْحَرْبِ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي قوله: "{وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} أَيْ: لِتُرِيَهُمْ إِنَّكَ تَسْمَعُ مِنْهُمْ وَتَسْتَعِينُ بِهِمْ، وَإِنْ كُنْتَ غَنِيّاً عَنْهُمْ، تُؤَلِّفُهُمْ بِذَلِكَ عَلَى دِينِهِمْ". الوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ"وَشَاوِرْهُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ". قوله تعالى: {فَإِذَا عَزَمْتَ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عُمَرُ الدُّورِيُّ، ثنا أَبُو عُمَارَةَ يعْنِي حَمْزَةَ بْنَ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي تُمَيْلَةَ، عَنْ أَبِي مُنِيبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ، وَأَبَا نَهِيكٍ قَرَيَا"فَإِذَا عَزَمْتُ لَكَ يَا مُحَمَّدُ عَلَى أَمْرٍ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّه". وَرُوِيَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ ، قَالَ: "أَمَرَهُ اللّه إِذَا عَزَمَ عَلَى أَمْرٍ أَنْ يَمْضِيَ فِيهِ". وَرُوِيَ عَنِ قَتَادَةَ ، مِثْلُ ذَلِكَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قوله: "{فَإِذَا عَزَمْتَ} عَلَى أَمْرٍ جَاءَكَ مِنِّي، أَوْ أَمْرٍ مِنْ دِينِكِ فِي جِهَادِ عَدُوِّكَ لا يُصْلُحُكَ وَلا يُصْلِحُهُمْ إِلا ذَلِكَ، فَأمْضِ عَلَى مَا أُمِرْتَ بِهِ، عَلَى خِلافِ مَنْ خَالَفَكَ، وَمُوَافَقَةِ مَنْ وَافَقَكَ". قوله تعالى: {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّه} وَبِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّه} أَيِ: ارْضَ بِهِ مِنَ الْعِبَادِ إِنَّ اللّه يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ". ١٦٠قوله تعالى: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللّه فَلا غَالِبَ لَكُمْ} وَبِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللّه فَلا غَالِبَ لَكُمْ} أَيْ: إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللّه فَلا غَالِبَ لَكَ مِنَ النَّاسِ، لَنْ يَضُرَّكَ خُذْلانُ مَنْ خَذَلَكَ". قوله تعالى: {وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ} وَبِهِ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: "أَيْ لِئَلا تَتْرُكَ أَمْرِي لِلنَّاسِ، وَأَرْفُضُ النَّاسَ لأَمْرِي". قوله تعالى: {وَعَلَى اللّه فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} وَبِهِ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: "{وَعَلَى اللّه} أَيْ: لا عَلَى النَّاسِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ". قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، قوله: "{وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} يَقُولُ: لا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَازِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مِثْلَهُ وَقَبْلَهُ، قَالَ: "كَانَتْ قَطِيفَةٌ فَقَدُّوهَا يَوْمَ بَدْرٍ فَقَالُوا: لَعَلَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَهَا، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} أَيْ: يَخُونَ". حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ١٦١قوله: "{وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} أَيْ: يَخُونَ". وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ ، نحو ذلك. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَمِّي الْحُسَيْنُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله: "{وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} يَقُولُ: وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَقْسِمَ لِطَائِفَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَيَتْرُكَ طَائِفَةً، وَيَجُوزُ فِي الْقَسْمِ، وَلَكِنْ يَقْسِمُ بِالْعَدْلِ وَيَأْخُذُ فِيهِ بِأَمْرِ اللّه، وَيَحْكُمُ فِيهِ بِمَا أَنْزَلَ اللّه يَقُولُ اللّه تَعَالَى: {مَا كَانَ} اللّه لِيَجْعَلَ نَبِيّاً يَغُلُّ فِيهِ بِمَا أَنْزَلَ اللّه، يَقُولُ اللّه تَعَالَى: {مَا كَانَ} اللّه لِيَجْعَلَ نَبِيّاً يَغُلُّ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَإِذَا فَعَلَ النَّبِيُّ ذَلِكَ اسْتَنُّوا بِهِ". وَرُوِيَ عَنِ الضَّحَّاكِ ، نَحْوُهُ الوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ: "{وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} قَالَ: أَنْ يَغُلَّهُ أَصْحَابُهُ". وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قوله: "{وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} فَزَعَمَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِلْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَغُلُّوا فِي دِينِهِمْ". الوجه الرَّابِعُ: حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} أَيْ: مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكْتُمَ النَّاسَ مَا بَعَثَهُ اللّه بِهِ إِلَيْهِمْ عَنْ رَهْبَةٍ مِنَ النَّاسِ وَلا رَغْبَةٍ". وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ: حَدَّثَنَـا عُبَيْدُ اللّه بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا الْخَفَّافُ، عَنْ هَارُونَ، عَنِ الزُّبَيْرِ يعْنِي ابْنَ خِرِّيتٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنْ حَنْظَلَةَ، عَنْ شَهْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{أَنْ يَغُلَّ} أَنْ يَتَّهِمَهُ أَصْحَابُهُ". قوله تعالى: {وَمَنْ يَغْلُلْ} حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَمَنْ يَغْلُلْ} يعْنِي: يَغْلُلْ مِمَّا أَفَاءَ اللّه عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْ فَيْءِ الْمُشْرِكِينَ بِقَلِيلٍ أَوْ كَثِيرٍ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَمَنْ يَغْلُلْ} أَيْ: مَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ". قوله تعالى: {يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الدَّقِيقِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الْحَجَرَ لَيَزِنُ سَبْعَ خَلِفَاتٍ لَيُلْقَى فِي جَهَنَّمَ، فَيَهْوِي فِيهَا سَبْعِينَ خَرِيفاً ، وَيُؤْتَى بِالْغُلُولِ، فَيُلْقَى مَعَهُ، ثُمَّ يُكَلَّفُ صَاحِبُهُ أَنْ يَأْتِيَ بِهِ ، وَهُوَ قَوْلُ اللّه عَزَّ وَجَل: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ الْمَدَنِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللّه تَعَالَى: "{وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} ؟ هَذَا يَغُلُّ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَأَلْفَيْ دِرْهَمٍ يَأْتِي بِهَا ؟ أَرَأَيْتَ مَنْ يَغُلُّ مِائَةَ بَعِيرٍ مِائَتَيْ بَعِيرٍ كَيْفَ يَصْنَعُ ؟ قَالَ: أَرَأَيْتَ مَنْ كَانَ ضِرْسُهُ مِثْلُ أُحُدٍ ؟ وَفَخْذُهُ مِثْلُ وَرِقَانَ ؟ وَسَاقُهُ مِثْلُ بَيْضَاءَ ؟ وَمَجْلِسُهُ مَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الرَّبَذَةِ ؟ أَلا يَحِلُّ هَذَا ؟". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ شَوْذَبٍ، حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: "لَوَ كُنْتُ مُسْتَحِلا مِنَ الْغُلُولِ الْقَلِيلِ، لاسْتَحْلَلْتُ مِنْهُ الْكَثِيرَ، مَا مِنْ أَحَدٍ يَغُلُّ غُلُولا إِلا كُلِّفَ أَنْ يَأْتِيَ بِهِ مِنْ أَسْفَلِ دَرْكِ جَهَنَّمَ". حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قوله: "{وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} وَهُوَ عَارٌ عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} يعْنِي: يَأْتِ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَدْ حَمَلَهُ عَلَى عُنُقِهِ". قوله تعالى: {ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ} وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ} يعْنِي: بَرّاً وَفَاجِراً ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} قَالَ: ثُمَّ يُجْزَى بِكَسْبِهِ غَيْرَ مَظْلُومٍ وَلا مُعْتَدًى عَلَيْهِ". قوله تعالى: {مَا كَسَبَتْ} حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{مَا كَسَبَتْ} يعْنِي: مَا عَلِمَتْ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ". قوله تعالى: {وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} يعْنِي: فِي أَعْمَالِهِمْ" ١٦٢قوله تعالى: {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّه} وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّه} يعْنِي: أَرْضَى اللّه فَلَمْ يَغْلُلْ مِنَ الْغَنِيمَةِ". وَرُوِيَ عَنِ الضَّحَّاكِ ، قَالَ: "مَنْ لَمْ يَغُلَّ". حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قوله: "{أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّه} قَالَ: يَقُولُ: مَنْ أَخَذَ الْحَلالَ خَيْرٌ لَهُ مِمَّنْ أَخَذَ الْحَرَامَ، وَهَذَا فِي الْغُلُولِ وَفِي الْمَظَالِمِ كُلِّهَا". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّه} عَلَى مَا أَحَبَّ النَّاسُ وَسَخَطُوا {كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللّه} لِرَضِيَ النَّاسِ وَسَخَطِهِمْ ؟ يَقُولُ:أَفَمَنْ كَانَ عَلَى طَاعَتِي فَثَوَابُهُ الْجَنَّةُ وَرِضْوَانٌ مِنْ رَبِّهِ". حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا مُؤَمَّلٌ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ مُجَاهِدٍ: "{أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّه} قَالَ: مَنْ أَدَّى الْخُمُسَ". أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَنْبَأَ ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: "{أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّه} قَالَ: أَمْرَ اللّه فِي أَدَاءِ الْخُمُسِ". قوله تعالى: {كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللّه} حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ،"{كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللّه} قَالَ: مَنْ غَلَّ". حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه: "{كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللّه} يعْنِي: كَمَنِ اسْتَوْجَبَ سَخْطاً مِنَ اللّه فِي الْغُلُولِ، فَلَيْسَ هُوَ بِسَوَاءٍ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: قوله: "{كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللّه} فَاسْتَوْجَبَ غَضَبَهُ". قوله تعالى: {وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمَ} حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ"ثُمَّ بَيَّنَ مُسْتَقَرَّهُمَا، فَقَالَ لِلَّذِي يَغُلُّ: مَأْوَاهُ جَهَنَّمَ". قوله تعالى: {وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} يعْنِي: مَصِيرَ أَهْلِ الْغُلُولِ". ١٦٣قوله تعالى: {هُمْ} حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عثمان بْنُ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قوله: "{هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللّه} يَقُولُ: لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللّه". قوله تعالى: {دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللّه} أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَمِّي، ثنا الْحُسَيْنُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله: "{هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللّه} يَقُولُ: بِأَعْمَالِهِمْ". حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قوله: "{هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللّه} قَالَ: لِلنَّاسِ دَرَجَاتٌ بِأَعْمَالِهِمْ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ". حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: "ثُمَّ ذَكَرَ مُسْتَقَرَّ مَنْ لا يَغُلُّ، فَقَالَ: لَهُمْ دَرَجَاتٌ يعْنِي: لَهُمْ فَضَائِلُ عِنْدَ اللّه". قوله تعالى: {وَاللّه بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه: "{وَاللّه بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} يعْنِي: بَصِيرٌ بِمَنْ غَلَّ مِنْكُمْ وَمَنْ لَمْ يَغُلَّ". ١٦٤قوله تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللّه عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ قوله: "{لَقَدْ مَنَّ اللّه عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} قَالَ: أَيْ: لَقَدْ مَنَّ اللّه عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الإِيمَانِ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قوله: "{لَقَدْ مَنَّ اللّه عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} قَالَ: مَنُّ اللّه عَظِيمٌ مِنْ غَيْرِ دَعْوَةٍ وَلا رَغْبَةٍ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ، جَعَلَهُ اللّه رَحْمَةً لَهُمْ لِيُخْرِجَهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَيَهْدِيَهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ". قوله تعالى: {إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مِنْ أَنْفُسِهِمْ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَ هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: فِي هَذِهِ الآيَةِ: "{لَقَدْ مَنَّ اللّه عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مِنْ أَنْفُسِهِمْ} قَالَتْ: هَذِهِ الْعَرَبُ خَاصَّةً". قوله تعالى: {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَلَمَةُ ابْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ يعْنِي قوله: "{يَتْلُوعَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ} قَالَ: يَتْلُوَ عَلَيْكُمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيكُمْ فِيمَا أَحْدَثْتُمْ". قوله تعالى: {وَيُزَكِّيهِمْ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، كَاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله: "{وَيُزَكِّيهِمْ} يعْنِي: الزَّكَاةُ طَاعَةُ اللّه وَالإِخْلاصُ". قوله تعالى: {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ} حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْهُذَلِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قوله: "{وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} قَالَ: الْكِتَابُ: الْقُرْآنُ". وَرُوِيَ عَنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ ، نحو ذلك. حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} قَالَ: وَيُعَلِّمُكُمُ الْخَـيْرَ وَالشَّرَّ، لِتَعْرَفُوا الْخَيْرَ فَتَعْمَلُوا بِهِ، وَالشَّرَّ فَتَتَّقُوا، وَيُخْبِرَكُمْ بِرِضَاهُ عَنْكُمْ إِذَا أَطَعْتُمُوهُ، وَلِتَسْتَكْثِرُوا مِـنْ طَاعَتِهِ، وَتَجْتَنِبُوا مَا يُسْخِطُهُ عَنْكُمْ مِنْ مَعْصِيَتِهِ". وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مَطَرِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله: "{الْكِتَابَ} قَالَ:الْخَطَّ بِالْقَلَمِ". قوله تعالى: {وَالْحِكْمَةَ} حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، قَالا: ثنا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْهُذَلِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} قَـالَ: الْحِكْمَةُ: السُّنَّةُ". وَرُوِيَ عَنِ أَبِي مَالِكٍ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وَيَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ، وَقَتَادَةَ ، نحو ذلك. وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قوله: "{وَالْحِكْمَةَ} يعْنِي: النُّبُوَّةَ". وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو هَمَّامٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ: "{الْحِكْمَةَ} الْعَقْلُ فِي الدِّينِ". قوله تعالى: {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى،أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قوله: "{وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} لَيْسَ وَاللّه كَمَا يَقُولُ أَهْلُ حَرُورَاءَ: مِحْنَةٌ غَالِبَةٌ مَنْ أَخْطَأَهَا أُهَرِيقَ دَمُهُ، وَلَكِنَّ اللّه بَعَثَ نَبِيَّهُ إِلَى قَوْمٍ لا يَعْلَمُونَ فَعَلَّمَهُمْ، وَإِلَى قَوْمٍ لا أَدَبَ لَهُمْ فَأَدَّبَهُمْ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قوله: "{وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} أَيْ: فِي عَمْيَاءَ مِنَ الْجَاهِلِيَّةِ لا تَعْرِفُونَ حَسَنَةً، وَلا تَسْتَغْفِرُونَ مِنْ سَيِّئَةٍ". قوله تعالى: {أَوْ لَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَمِّي الْحُسَيْنُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ١٦٥قوله: " أَوْ لَمَّـا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ يَقُولُ: إِنَّكُمْ أَصَبْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ مِثْلَ مَا أَصَابُوا مِنْكُمْ يَوْمَ أُحُدٍ". وَرُوِيَ عَنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّه، وَعِكْرِمَةَ، وَالسُّدِّيِّ، وَقَتَادَةَ، وَالضَّحَّاكِ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ ، نحو ذلك. حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قوله: " أَوْ لَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قَالَ: لَمَّا رَأَوْا مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ يَوْمَ أُحُدٍ ، قَالُوا: مِنْ أَيْنَ هَذَا ؟ مَا كَانَ لِلْكُفَّارِ أَنْ يَقْتُلُوا مِنَّا، فَلَمَّا رَأَى اللّه مَا قَالُوا مِنْ ذَلِكَ، قَالَ اللّه: هُمْ بِالأَسْرَى الَّذِينَ أَخَذَتَهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ، فَرَدَّهُمُ اللّه بِذَلِكَ وَعَجَّلَ لَهُمْ ذَلِكَ فِي الدُّنْيَا لِيُسْلَمُوا مِنْهَا فِي الآخِرَةِ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: ثُمَّ ذَكَرَ الْمُصِيبَةَ الَّتِي أَصَابَتْهُمْ ، فَقَالَ: " أَوْ لَمَّـا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَـا أَيْ: إِنْ لَمْ تَكُنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ فِي إِخْوَانِكُمْ ، فَبِذُنُوبِكُمْ، فَقَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قَبْلُ مِنْ عَدُوِّكُمْ فِي الْيَوْمِ الَّذِي كَانَ قَبْلَهُ بِبَدْرٍ، قَتْلَى وَأَسْرَى، وَنَسِيتُمْ مَعْصِيَتَكُمْ وَخِلافَكُمْ مَا أَمَرَكُمْ بِهِ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْتُمْ أَحْلَلْتُمْ ذَلِكَ بِأَنْفُسِكُمْ". قوله تعالى: هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ قوله: " هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ {قَالَ الْمُنَافِقُونَ: فَجَبَنُوا، فَقَالَ مَا قَدْ سَمِعْتُمْ:} هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ قوله تعالى: يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قوله: "} يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قَالَ: فَأَظْهَرَ مِنْهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ". قوله تعالى: {وَاللّه أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍوزُنَيْج، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَاللّه أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ} أَيْ: يُخْفُونَ". ١٦٨قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قوله: "{الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا} قَالَ: هُمُ الْكُفَّارُ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ} الَّذِينَ أُصِيبُوا مَعَكُمْ مِنْ عَشَائِرِهِمْ وَقَوْمِهِمْ". أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فِي قوله: "{الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا} قَوْلُ الْمُنَافِقِ عَبْدِ اللّه بْنِ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ وَإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ خَرَجُوا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ". قوله تعالى: {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا} أَخْبَرَنَـا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قِرَاءَةً، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: "إِنَّ اللّه عَزَّ وَجَلَّ أَنْزَلَ عَلَى نَبِيِّهِ فِي الْقَدَرِيَّةِ الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا". : {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قوله: "{لَوْ أَطَاعُونَـا مَا قُتِلُوا} قَالَ: هُمُ الْكُفَّارُ يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمْ: لَوَكَانُوا عِنْدَنَا مَا قُتِلُوا يَحْسِبُونَ أَنَّ حُضُورَهُمْ إِلَى الْقِتَالِ هُوَالَّذِي يُقَدِّمُهُمْ إِلَى الأَجَلِ". قوله تعالى: {قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} أَيْ:أَنَّهُ لا بُدَّ مِنَ الْمَوْتِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَدْفَعُوهُ عَنْ أَنْفُسِكمْ فَافْعَلُوا ذَلِكَ، إِنَّهُمْ إِنَّمَا نَافَقُوا وَتَرَكُوا الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللّه حِرْصاً عَلَى الْبَقَاءِ فِي الدُّنْيَا وَفِرَاراً مِنَ الْمَوْتِ". حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ الرَّوَّادِ، ثنا آدَمُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ يعْنِي الرَّازِيَّ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ: "{إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} بِمَا يَقُولُونَ إِنَّهُ كَمَا يَقُولُونَ". قال تعالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّه أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّه مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } ١٦٩قوله تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "ثُمّ قَالَ اللّه لِنَبِيِّهِ يُرَغِّبُ الْمُؤْمِنِينَ فِي ثَوَابِ الْجِهَادِ، وَيُهَوِّنُ عَلَيْهِمُ الْقَتْلَ: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّه} أَيْ: لا تَظُنُّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّه أَمْوَاتاً ". حَدَّثَنَـا الْحَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، فِي قوله: "{وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّه أَمْوَاتاً} قَالَ: نَزَلَتْ فِي قَتْلَى أُحُدٍ خَاصَّةً، اسْتُشْهِدَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ: حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَمُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَشَمَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ، وَاسْتُشْهِدَ مِنَ الأَنْصَارِ سِتَّةٌ وَأَرْبَعُونَ". قوله تعالى: {فِي سَبِيلِ اللّه} حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّه} يعْنِي: فِي طَاعَةِ اللّه فِي جِهَادِ الْمُشْرِكِينَ". قوله تعالى: {أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللّه، قَالَ: قَرَأَ: "{وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّه أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} فَقَالَ: أَمَا قَدْ سَأَلْنَـاهُ عَنْ ذَلِكَ، فَأَخْبَرَنَـا أَنَّ الأَرْوَاحَ جُعِلَتْ فِي طَيْرٍ خَضْرٍ، تَأْوِي إِلَى قَنَـادِيلَ مُعَلَّقَةٍ بِالْعَرْشِ، فَتَسْرَحُ فِي أَيِّ الْجَنَّةِ شَاءَتْ، قَـالَ: فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّكَ اطِّلاعَةً فَقَالَ هَلْ تَسْتَزِيدُونِي فَأَزِيدُكُمْ ؟ قَالُوا: أَلَسْنَا نَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا ؟ قَالَ: ثُمَّ اطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّكَ اطِّلاعَةً. فَقَالَ: هَلْ تَسْتَزِيدُونِي فَأَزِيدُكُمْ ؟ فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لا يَتْرُكُونَ قَالُوا: تَرُدُّ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا، حَتَّى نُقْتَلَ فِي سَبِيلِكِ مَرَّةً أُخْرَى". قَالَ سُفْيَانُ: وَزَادَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللّه قَالَ: تُقْرِئُ نَبِيِّنَا مِنَّا السَّلامَ، وَتُخْبِرُهُ أَنْ قَدْ رَضِينَا وَرُضِيَ عَنَّا، وَتَرُدُّ أَرْوَاحَنَا حَتَّى تُقْتَلَ فِي سَبِيلِكِ مَرَّةً أُخْرَى حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ} يعْنِي أَرْوَاحُ الشُّهَدَاءِ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: قوله: "{أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ} أَيْ: قَدْ أَحْيَيْتُهُمْ فَهُمْ عِنْدِي يُرْزَقُونَ فِي رَوْحِ الْجَنَّةِ وَفَضْلِهَا، مَسْرُورِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّه مِنْ ثَوَابِهِ عَلَى جِهَادِهِمْ عَنْهُ". قوله تعالى: {يُرْزَقُونَ} حَدَّثَنَـا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ سَابِقٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ فُضَيْلٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ مَحْمُودِ بْـنِ لَبِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَـالَ: "الشُّهَدَاءُ عَلَى بَارِقِ نَهَرٍ بِبَابِ الْجَنَّةِ، فِي قُبَّةٍ خَضْرَاءَ، عَلَيْهِمْ رَزْقُهُمْ بَكْرَةً وَعَشِيّاً ". حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قوله: "{يُرْزَقُونَ} قَالَ: إِنْ كَانَ يَقُولُ: يُرْزَقُونَ مِنْ ثَمَرِ الْجَنَّةِ، وَيَجِدُونَ رِيحَهَا وَلَيْسُوا فِيهَا". ١٧٠قوله تعالى: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّه مِنْ فَضْلِهِ} قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَـاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، قوله: "{فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّه مِنْ فَضْلِهِ} بِمَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْخَيْرِ وَالْكَرَامَةِ وَالرِّزْقِ". ١٧١قوله تعالى: {وَيَسْتَبْشِرُونَ} حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَيَسْتَبْشِرُونَ} أَيْ: يُسَرُّونَ بِلُحُوقِ مَنْ لَحِقَ بِهِمْ مِنْ إِخْوَانِهِمْ عَلَى مَا مَضَوْا عَلَيْهِ مِنْ جِهَادِهِمْ، لِيُشْرِكُوهُمْ فِيمَا هُمْ فِيهِ مِنْ ثَوَابِ اللّه الَّذِي أَعْطَاهُمْ". قوله تعالى: {بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ} حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ} قَالَ: لَمَّا دَخَلُوا الْجَنَّةَ وَرَأَوْا مَا فِيهَا مِنَ الْكَرَامَةِ لِلشُّهَدَاءِ، قَالُوا: يَا لَيْتَ إِخْوَانَنَا الَّذِينَ فِي الدُّنْيَا يَعْلَمُونَ مَا عَرَفْنَاهُ مِنَ الْكَرَامَةِ، فَإِذَا شَهِدُوا الْقِتَالَ بَاشَرُوهَا بِأَنْفُسِهِمْ حَتَّى يُسْتَشْهَدُوا، فَيُصِيبُونَ مَا أَصَبْنَا مِنَ الْخَيْرِ ، فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَمْرِهِمْ، وَمَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْكَرَامَةِ، وَأَخْبَرَهُمْ أَنِّي قَدْ أُنْزِلْتُ عَلَى نَبِيِّكُمْ ، وَأَخْبَرَتْهُ بِأَمْرِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ فِيهِ، فَاسْتَبْشِرُوا بِذَلِكَ، فَذَلِكَ قوله: {وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ} الآيَةَ". حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قوله: "{وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ} فَإِنَّ الشَّهِيدَ يُؤْتَى بِكِتَابٍ فِيهِ مَنْ يَقْدَمُ عَلَيْهِ مِنْ إِخْوَانِهِ وَأَهْلِهِ، يُقَالُ: يَقْدَمُ عَلَيْكَ فُلانٌ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، يَقْدَمُ عَلَيْكَ فُلانٌ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، فَيَسْتَبْشِرُ حِينَ يَقْدَمُ عَلَيْهِ كَمَا يَسْتَبْشِرُ أَهْلُ الْغَائِبِ بِقُدُومِهِ فِي الدُّنْيَا". قوله تعالى: {مِنْ خَلْفِهِمْ} حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه عَزَّ وَجَلَّ: "{وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِـنْ خَلْفِهِمْ} يعْنِي: إِخْوَانَهُمْ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا أَنَّهُمْ سَيَحْرُصُونَ عَلَى الْجِهَادِ وَيَلْحَقُونَ بِهِمْ". قوله تعالى: {أَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{أَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} يعْنِي: فِي الآخِرَةِ". قوله تعالى: {وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} وَبِهِ عَنْ سَعِيدٍ، فِي قوله: "{وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} يعْنِي: لا يَحْزَنُونَ لِلْمَوْتِ". قال تعالى: {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّه وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّه لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ * الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ للّه وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّه وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّه وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّه وَاللّه ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } قوله تعالى: {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللّه وَفَضْلٍ} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قوله: "{يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللّه وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّه لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} فَقَالَ: مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللّه يُقَدَّمُ إِلَى الْبُشْرَى إِلَى مَا قُدِّمَ مِنْ خَيْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَيَقُولُ: أَخِي تَرَكْتُهُ عَلَى مِثْلِ عَمَلِي، يُقْتَلُ الآنَ، فَيُقَدَّمُ عَلَى مِثْلِ مَا قُدِّمْتُ عَلَيْهِ فَيَسْتَبْشِرُ بِالْجَنَّةِ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللّه وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّه لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} لِمَا عَايَنُوا مِنْ وَفَاءِ الْمَوْعُودِ وَعَظِيمِ الثَّوَابِ". قوله تعالى: {وَأَنَّ اللّه لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قِرَاءَةً، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ} } إِلَى قَوْلِهِ {{وَأَنَّ اللّه لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} قَالَ: وَهَذِهِ الآيَةُ جَمَعْتِ الْمُؤْمِنِينَ كُلَّهُمْ سِوَى الشُّهَدَاءِ، وَقَلَّمَا ذَكَرَ اللّه فَضْلا ذَكَرَ بِهِ الأَنْبِيَاءَ، وَثَوَاباً أَعْطَاهُمْ إِلا ذَكَرَ مَا أَعْطَى اللّه الْمُؤْمِنِينَ مِنْ بَعْدَهُمْ". حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى، ثنا عَبْدُ اللّه، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: "{الْمُؤْمِنِينَ} يعْنِي: الْمُصَدِّقِينَ". ١٧٢قوله تعالى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للّه وَالرَّسُولِ} حَدَّثَنَـا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، ثنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: "إِنَّ أَبَوَيْكَ مِنَ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للّه وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ يعْنِي: أَبَا بَكْرٍ وَالزُّبَيْرَ". حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَرْقِيُّ، ثنا عَمْرُوَبْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مُحَمَّدٍ يعْنِي ابْنَ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عُبَيْدَ اللّه بْنَ عَدِيٍّ الْخِيَارُ، أَخْبَرَهُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُثْمَانَ، فَتَشَهَّدْتُ، ثُمَّ قُلْتُ: "إِنَّ اللّه بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ فَكُنْتُ مِمَّنِ اسْتَجَابَ للّه وَرَسُولِهِ". حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْقَزَّازُ، ثنا دَاوُدُ، ثنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ السَّائِبِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللّه"نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِينَا ثَمَانِيَةَ عَشَرَ قوله: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للّه وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ}". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَـارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: "لَمَّا رَجَعَ الْمُشْرِكُونَ مِنْ أُحُدٍ قَالُوا: لا مُحَمَّداً قَتَلْتُمْ، وَلا الْكَوَاعِبَ أَرْدَفْتُمْ، بِئْسَ مَا صَنَعْتُمْ، ارْجِعُوا، فَسَمِعَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ، فَنَدَبَ الْمُسْلِمِينَ فَانْتَدَبُوا حَتَّى بَلَغَ حَمْرَاءَ الأَسَدِ أَوْ بِئْرَ أَبِي عُتْبَةَ ، الشَّكُّ مِـنْ سُفْيَانَ، فَقَـالَ الْمُشْرِكُونَ: نَرْجِعُ قَابِلَ، فَرَجَعَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَتْ تُعَدُّ غَزْوَةً، وَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للّه وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ}". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ، ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، ثنا الْحَكَمُ يعْنِي ابْنَ أَبَانَ، قَالَ عِكْرِمَةُ: "ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَـى بَدْرٍ الصُّغْرَى، وَبِهِـمُ الْكُلُومُ، خَرَجُوا لِمَوْعِدِ أَبِي سُفْيَانَ فَمَرَّ بِهِمْ أَعْرَابِيٌّ، ثُمَّ مَرَّ بِأَبِي سُفْيَانَ وَأَصْحَابِهِ وَهُوَ يَقُولُ: ونفرت ناقتي محمد من رفقتي وعجوة منثورة كالعنجد، فَتَلَقَّاهُ أَبُو سُفْيَانَ، فَقَالَ: وَيْلَكَ مَا تَقُولُ ؟ فَقَالَ: مُحَمَّدٌ وَأَصْحَابُهُ تَرَكْتُهُمْ بِبَدْرٍ الصُّغْرَى، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَقُولُونَ وَيُصْدُقُونَ، وَنَقُولُ وَلا نُصْدُقُ، وَأَصَابَتْ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئاً مِنَ الأَعْرَابِ وَانْقَلَبُوا، قَالَ عِكْرِمَةُ: فَفِيهِمْ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للّه وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} } إِلَى قَوْلِهِ {{فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللّه وَفَضْلٍ} الآيَةَ". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا مُبَارَكٌ، عَنِ الْحَسَنِ: قوله: "{الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للّه وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ وَأَصْحَابَهُ أَصَابُوا مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَا أَصَابُوا، وَرَجَعُوا فَقَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ قَدْ رَجَعَ، وَقَدْ قَذَفَ اللّه فِي قَلْبِهِ الرُّعْبَ، فَمَنْ يُنْتَدَبُ فِي طَلَبِهِ ؟ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيًّ، وَنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَبِعُوهُمْ، فَبَلَغَ أَبَا سُفْيَانَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطْلُبُهُ، فَلَقِيَ عِيراً مِنَ التُّجَّارِ فَقَـالَ: رُدُّوا مُحَمَّداً وَلَكُمْ مِنْ كَذَا، وَأَخْبِرُوهُمْ أَنِّي قَدْ جَمَعْتُ لَـهُمْ جُمُوعاً ، وَأَنِّي رَاجِعٌ إِلَيْهِمْ، فَجَاءَ التُّجَّارُ فَأَخْبَرُوا بِذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حَسْبُنَا اللّه، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للّه وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} قوله تعالى: {مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ}". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قوله: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} فَذَلِكَ يَوْمَ أُحُدٍ بَعْدَ الْقَتْلِ وَالْجِرَاحَةِ، وَبَعْدَ مَا انْصَرَفَ الْمُشْرِكُونَ وَأَبُو سُفْيَانَ وَأَصْحَابُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَلا عِصَابَةٌ تَنْتَدِبُ لأَمْرِ اللّه فَتَطْلُبُ عَدُوَّهَا ؟ قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا}". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، قَالَ سُفْيَانُ قَالَ عَمْرٌو قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: "افْصِلُوا بَيْنَهُمَا، قوله: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ}،{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ}". قوله تعالى: {أَجْرٌ عَظِيمٌ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ نُمَيْرٍ، ثنا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ دَاوُدَ ابْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أبي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "{أَجْرٌ عَظِيمٌ} قَالَ: الْجَنَّةُ". وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَالضَّحَّاكِ، وَقَتَادَةَ ، نحو ذلك. ١٧٣قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو سَلَمَةَ، ثنا مُبَارَكٌ، ثنا الْحَسَنُ، قوله: "{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ} قَالَ الْحَسَنُ: التُّجَّارُ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ} وَالنَّاسُ الَّذِينَ قَالُوا لَهُمْ مَا قَالُوا: النَّفَرُ مِنْ عَبْدِ قَيْسٍ الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ أَبُو سُفْيَانَ مَا قَالَ: إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ وَمَنْ مَعَهُ رَاجِعُونَ إِلَيْكُمْ". قوله تعالى: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، أَنْبَأَ سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، فِي قوله: "{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّـاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً} قَالَ: إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ كَانَ أَرْسَلَ يَوْمَ أُحُدٍ أَوْ يَوْمَ الأَحْزَابِ إِلَى قُرَيْشٍ وَغَطَفَانَ وَهَوَازِنَ يَسْتَجِيشُهُمْ عَلَى رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ نَبِيَّ اللّه وَمَنْ مَعَهُ، فَقِيلَ: لَوَذَهَبَ نَفَرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَأَتُوكُمْ بِالْخَبَرِ. قَالَ: فَذَهَبَ نَفَرٌ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْمَكَانِ الَّذِي ذُكِرَ لَهُمْ أَنَّهُمْ فِيهِ لَمْ يَرَوْا أَحَداً فَرَجَعُوا". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو سَلَمَةَ، ثنا مُبَارَكٌ، ثنا الْحَسَنُ، قوله: "{إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} قَالَ: أَبُو سُفْيَانَ وَأَصَحابُهُ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ". قوله تعالى: {فَزَادَهُمْ إِيمَاناً} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَ سُفْيَانُ، عَنْ مَنْ سَمِعَ مُجَاهِداً ، يَقُولُ: فِي قوله: "{فَزَادَهُمْ إِيمَاناً} قَالَ: الإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ". قوله تعالى: {وَقَالُوا حَسْبُنَا اللّه وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا قَيْسٌ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا أُلْقِيَ إِبْرَاهِيمُ فِي النَّارِ، وَأُخِذَ لِيُلْقَى فِي النَّارِ قَالَ: "{حَسْبُنَا اللّه وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} قَالَ: فَقَالَ مُحَمَّدٌ مِثْلَهَا: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللّه وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: كَانَتْ بَدْرٌ مَتْجَراً فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَوْعِدُكَ عَامٌ قَابِلٌ بَدْرٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هُوَ مَوْعِدُكَ، فَلَمَّا خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَوْعِدِ أَبِي سُفْيَانَ لَقِيَهُمْ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّ بِهَا جُمُوعاً مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَأَمَّا الْجَبَانُ فَرَجَعَ، وَأَمَّا الشُّجَاعُ فَأَخَذَ أُهْبَةَ التِّجَارَةِ، وَأُهْبَةَ الْقِتَالِ، وَقَالُوا: حَسْبُنَـا اللّه وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، ثُمَّ خَرَجُوا حَتَّى جَاءُوا فَتَسَوَّقُوا بِهَا فَلَمْ يَجِدُوا بِهَا أَحَداً ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللّه وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}". ١٧٤قوله تعالى: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللّه} حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "فَذَهَبَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَوْعِدِ أَبِي سُفْيَانَ، حَتَّى نَزَلُوا بَدْراً ، فَوَافَقُوا السُّوقَ، فَابْتَاعُوا، وَذَلِكَ قَوْلُ اللّه تَعَالَى: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللّه}". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ،أَنْبَأَ سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، قوله: "{فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللّه} قَالَ: لَمْ يَلْقُوا أَحَداً ". حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قوله: "{فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللّه} أَمَّا النِّعْمَةُ فَهِيَ: الْعَافِيَةُ". قوله تعالى: {وَفَضْلٍ} حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قوله: "{وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ} وَالْفَضْلُ: مَا أَصَابُوا مِنَ التِّجَارَةِ وَالأَجْرِ". وَرُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ نحو ذلك. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عَبْدُ الأَعْلَى، ثنا يَعْقُوبُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللّه وَفَضْلٍ} قَالَ: بِفَضْلٍ أَصَابُوهُ مِنْ سُوقِ عُكَاظَ". قوله تعالى: {لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ،أَنْبَأَ سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ قوله: "{لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} قَالَ: لَمْ يُصِبْهُمْ إِلا خَيْرٌ". أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَمِّي الْحُسَيْنُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قوله: "{وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} قَالَ: لَمْ يُؤْذِهِمْ أَحَدٌ". حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} قَالَ: السُّوءُ: الْقَتْلُ". قوله تعالى: {وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللّه} أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَمِّي الْحُسَيْنُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قوله: "{وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللّه} فَأَطَاعُوا اللّه وَرَسُولَهُ، وَاتَّبَعُوا حَاجَتَهُمْ". قوله تعالى: {وَاللّه ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا ابن إِدْرِيسُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: قوله: "{وَاللّه ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} لِمَا صَرَفَ عَنْهُمْ مِنْ لِقَاءِ عَدُوِّهِمْ". ١٧٥قوله تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَرَوِيُّ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: "{إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: فِي تَفْسِيرِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ رِوَايَةِ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، قَالَ: فَجَاءَ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ، فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ". وَرُوِيَ عَنِ مُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، أَنْبَأَ سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ قوله: "{إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} قَالَ: يُعَظِّمُ أَوْلِيَاءَهُ فِي أَعْيُنِكُمْ". حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: ثُمَّ ذَكَرَ الْمُشْرِكِينَ وَعِظَمَهُمْ فِي أَعْيُنِ الْمُنَافِقِينَ، فَقَالَ: "{إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} قَالَ: يُعَظِّمُ أَوْلِيَاءَهُ فِي صُدُورِكُمْ فَتَخَافُونَهُمْ". وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قوله: "{إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} يعْنِي: الْمُشْرِكِينَ يُخَوِّفُهُمُ الْمُسْلِمِينَ، وَذَلِكَ يَوْمَ بَدْرٍ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قوله: "{إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} قَالَ: يُخَوِّفُ وَاللّه الْمُؤْمِنَ بِالْكَافِرِ، وَيُرْهِبُ بِالْمُؤْمِنِ الْكَافِرَ". قوله تعالى: {أَوْلِيَاءَهُ} حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قوله: "{يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} قَالَ: أَوْلِيَاءَهُ الشَّيَاطِينَ". قوله تعالى: {فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ} حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قوله: "{فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} قَالَ: إِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ تَخْوِيفَ الشَّيْطَانِ، وَلا يَخَافُ الشَّيْطَانَ إِلا وَلِيُّ الشَّيْطَانِ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِـنِينَ} أَيْ: لأُولَئِكَ الرَّهْطِ وَمَـا أَلْقَى الشَّيْطَانُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ أَيْ: يُرْهِبُكُمْ بِأَوْلِيَائِهِ {فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}". أَخْبَرَنَا مَحْمُودُ بْنُ آدَمَ الْمَرُّوذِيُّ، كَتَبَ إِلَيّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّضْرَ بْنَ شُمَيْلٍ، يَقُولُ: "تَفْسِيرُ الْمُؤْمِنِ:أَنَّهُ آمِنٌ مِنْ عَذَابِ اللّه". ١٧٨قال تعالى: {وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللّه شَيْئاً يُرِيدُ اللّه أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ لَن يَضُرُّواْ اللّه شَيْئًا وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ * مَّا كَانَ اللّه لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّه لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّه يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء فَآمِنُواْ بِاللّه وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ * وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّه مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَللّه مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّه بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } قوله تعالى: {وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قوله: "{وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} قَالَ: هُمُ الْكَافِرُونَ". وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قوله: "{وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} قَالَ: هُمُ الْكُفَّارُ". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا زَكَرِيَّا يعْنِي ابْنَ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ: "{وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ قَتَلَ رَجُلا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَقَالُوا لِحُلَفَائِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: سَلُوا مُحَمَّداً ، فَإِنْ كَانَ يَقْضِي بِالدِّيَةِ اخْتَصَمَا إِلَيْهِ، وَإِنْ كَانَ يَأْمُرُ بِالْقَتْلِ لَمْ نَأْتِهِ". قوله تعالى: {إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللّه شَيْئاً} حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قوله: "{إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللّه شَيْئاً} قَالَ: هُمُ الْمُنَافِقُونَ". قوله تعالى: {يُرِيدُ اللّه أَلا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي الآخِرَةِ ولهم عذاب عظيم} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{يُرِيدُ اللّه أَلا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي الآخِرَةِ} أَيْ: تَحْبَطُ أَعْمَالُهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ". حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، ثنا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{عَذَابٌ} يَقُولُ: نَكَالٌ". قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، ثنا بُكَيْرٌ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ: "{عَظِيمٌ} يعْنِي: عَذَاباً وَافِراً ". قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللّه شيئا} حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قوله: "{اشْتَرَوْا} أَيِ: اسْتَحَبُّوا الضَّلالَةَ عَلَى الْهُدَى". حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قوله: "{إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللّه شَيْئاً} قَالَ: هُمُ الْمُنَافِقُونَ". حَدَّثَنَـا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا آدَمُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قوله: "{وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} قَالَ:الأَلِيمُ:الْمُوجِعُ فِي الْقُرْآنِ كُلِّـهِ". وَرُوِيَ عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَأَبِي مَالِكٍ، وَالضَّحَّاكِ، وَقَتَادَةَ، وَأَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ ، نحو ذلك. قوله تعالى: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأنفسهم} حَدَّثَنَـا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الأَحْوَصِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللّه: "مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ، قَالَ أَبُو الأَحْوَصِ: إِنِّي لأَحْسَبَنَّ كَمَا قَالَ: أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى قَوْلِ اللّه تَعَالَى: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ}". حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قوله: "{وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ} قَالَ: رُبَّ مُغْتَرٍ مِنَ الْكُفَّارِ". حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: "ثُمَّ ذَكَرَ إِظْهَارَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: {لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ}". قوله تعالى: {إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا الأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: الأَسْوَدُ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللّه: "مَا مِنْ نَفْسٍ بَرَّةٍ وَلا فَاجِرَةٍ إِلا الْمَوْتُ خَيْرٌ لَهَا، لَئِنْ كَانَ فَاجِراً ، لَقَدْ قَالَ اللّه تَعَالَى: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ، إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}". قوله تعالى: {عَذَابٌ مُهِينٌ} قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، ثنا بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ قوله: "{عَذَابٌ مُهِينٌ} يعْنِي بِالْمُهِينِ: الْهَوَانَ". ١٧٩قوله تعالى: {مَا كَانَ اللّه لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ} حَدَّثَنَا أَبِي ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "يَقُولُ الْكُفَّارُ: مَا كَانَ اللّه لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قوله: "{مَا كَانَ اللّه لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ} يعْنِي: الْكُفَّارَ، يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ لَيَدَعُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنَ الضَّلالَةِ". حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: قَالُوا: "إِنْ كَانَ مُحَمَّدٌ صَادِقاً ، فَلْيُخْبِرْنَا بِمَنْ يُؤْمِنُ بِهِ مِنَّا وَمَنْ يَكْفُرُ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {مَا كَانَ اللّه لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ}". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قوله: "{عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ}: مِنَ الْكُفْرِ". حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ زَنْجَةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ مَطَرٍ فِي قوله: "{مَا كَانَ اللّه لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ} مِنَ الضَّلالَةِ". قوله تعالى: {حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} فَيَمِيزُ أَهْلَ السَّعَادَةِ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ". حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قوله: "{حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} حَتَّى يُخْرِجَ الْكَافِرَ مِنَ الْمُؤْمِنِ". حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قوله: "{حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} مَيَّزَ مِنْهُمْ يَوْمَ أُحُدٍ الْمُنَافِقَ مِنَ الْمُؤْمِنِ". وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قوله: "{حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} حَتَّى نَبْتَلِيَهُمْ وَيَعْلَمَ الصَّادِقَ، وَيَعْلَمَ الْكَاذِبَ، فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَصَدَقَ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَكَذَبَ". وَالوجه الرَّابِعُ: حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قوله: "{حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} فَيَمِيزُ بَيْنَهُمْ بِالْجِهَادِ وَالْهِجْرَةِ". وَرُوِيَ عَنِ مَطَرٍ نحو ذلك. قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللّه لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ} حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قوله: "{وَمَا كَانَ اللّه لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ} قَالَ: وَلا يُطْلَعُ عَلَى الْغَيْبِ إِلا رَسُولٌ". وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{مَا كَانَ اللّه لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ} قَالَ: مَا كَانَ اللّه لَيُطْلِعَ مُحَمَّداً عَلَى الْغَيْبِ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ مُحَمَّدٌ: "{وَمَا كَانَ اللّه لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ} أَيْ: فِيمَا يُرِيدُ أَنْ يَبْتَلِيَكُمْ بِهِ، لِتَحْذَرُوا مَا يُدْخِلُ عَلَيْكُمْ فِيهِ". قوله تعالى: {وَلَكِنَّ اللّه يَجْتَبِي} حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قوله: "{يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ} يَجْتَبِي: يَمْتَحِنُ". وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ قوله: "{يَجْتَبِي} يعْنِي: يَسْتَخْلِصُ". قوله تعالى: {مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ} حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ} يَخْتَصُّهُمْ لِنَفْسِهِ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ} يَعْلَمُهُ". قوله تعالى: {فَآمَنُوا بِاللّه وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عظيم} وَبِهِ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{فَآمَنُوا بِاللّه وَرَسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا} أَيْ: تَرْجِعُوا وَتَتُوبُوا {فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ}". ١٨٠قوله تعالى: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّه مِنْ فضله} أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي عَمِّي الْحُسَيْنُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله: "{وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّه مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ} يعْنِي بِذَلِكَ: أَهْلَ الْكِتَابِ أَنَّهُمْ بَخِلُوا بِالْكِتَابِ أَنْ يُبَيِّنُوهُ لِلنَّاسِ". وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قوله: "{وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّه مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ} قَالَ: سَيُعَذَّبُونَ بِمَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ: هُمْ كَافِرٌ وَمُنَافِقٌ يَبْخَلُ أَنْ يُنْفِقَ فِي سَبِيلِ اللّه". حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "أَمَا الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّه مِنْ فَضْلِهِ، فَيَبْخَلُونَ أَنْ يُنْفِقُوهَا فِي سَبِيلِ وَلَمْ يُؤَدُّوا زَكَاتَهَا". قوله تعالى: {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، ثنا جَامِعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللّه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ رَجُلٍ لا يُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِهِ إِلا مُثِّلَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعٌ أَقْرَعُ يُطَوِّقُهُ، ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِصْدَاقَهُ مِنْ كِتَابِ اللّه تَعَالَى: {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}". حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ سِنَـانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يعْنِي ابْنَ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللّه: "{سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} قَالَ: ثُعْبَانٌ يَنْقُرُ رَأْسَ أَحَدِهِمْ، فَيَقُولُ: أَنَـا مَالُكَ الَّذِي بَخِلْتَ بِهِ". حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ، وَقَالَ: أَسْوَدُ يَلْتَوِي بِرَأْسِ أَحَدِهِمْ حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا أَبُوالأَحْوَصِ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللّه: "{سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} قَالَ: يُطَوَّقُ شُجَاعاً أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ يَنْقُرُ رَأْسَهُ، قَالَ: يَقُولُ: مَالِي وَلَكَ ؟ قَالَ: أَنَا مَالُكَ الَّذِي بَخِلْتَ". حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ، ثنا مُؤَمَّلٌ، ثنا إِسْرَائِيلُ، ثنا حَكِيمُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللّه عَنْ قوله: "{سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} قَالَ: يُطَوَّقُ شُجَاعاً أَقْرَعَ يَنْهِشُ لِهْزَمَيْهِ". الوجه الثَّانِي: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَمِّي الْحُسَيْنُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله: "{سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ وَرُوِيَ عَنِ مُجَاهِدٍ قَالَ: سَيُكَلَّفُونَ أَنْ يَأْتُوا بِمَا بَخِلُوا". وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قوله: "{سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ} قَالَ: بِطَوْقٍ مِنْ نَارٍ". قوله تعالى: {وَللّه مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ طَاهِرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ يعْنِي الزَّيَّاتَ، ثنا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "قَالَ جِبْرِيلُ: يَا مُحَمَّدُ، للّه الْخَلْقُ كُلُّهُ السَّمَوَاتُ كُلُّهُنَّ، وَالأَرْضُونَ كُلُّهُنَّ وَمَنْ فِيهِنَّ وَمَنْ بَيْنَهُنَّ مِمَّا يُعْلَمُ وَمِمَّا لا يُعْلَمُ". قوله تعالى: {وَاللّه بِمَا تَعْمَلُونَ} حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قوله: "{وَاللّه بِمَا تَعْمَلُونَ} يعْنِي: بِمَا يَكُونُ". قوله تعالى: {خَبِيرٌ} حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ قوله: "{خَبِيرٌ} قَالَ: خَبِيرٌ بِخَلْقِهِ". ١٨١قال تعالى: {لَّقَدْ سَمِعَ اللّه قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّه فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّه لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ * الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّه عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىَ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ جَآؤُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ * كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ } قوله تعالى: {لَقَدْ سَمِعَ اللّه قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللّه فقير ونحن أغنياء} حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَطِيَّةَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، ثنا الأَشْعَثُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "أَتَتِ الْيَهُود مُحَمَّداً صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَنْزَلَ اللّه: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّه قَرْضاً حَسَناً} فَقَالُوا: أَفَقِيرٌ رَبُّكَ يَسْأَلُ عِبَادَهُ الْقَرْضَ ؟ فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {لَقَدْ سَمِعَ اللّه قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللّه فَقِيرٌ}". حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْكُوفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالا: ثنا يُونُسُ، يَعْنِيَانِ: ابْنَ بُكَيْرٍ، ثنا ابْـنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَـالَ: "دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ بَيْتَ الْمدارِسِ فَوَجَدَ مِنْ يَهُودَ أُنَـاساً كَثِيراً قَدِ اجْتَمَعُوا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ: فَنْحَاصُ وَكَانَ مِنْ عُلَمَائِهِمْ وَأَحْبَارِهِمْ وَمَعَهُ حَبْرٌ يُقَالُ: لَهُ أُشْيَعُ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُ: وَيْحَكَ يَا فَنْحَاصُ، اتَّقِ اللّه بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِهِ تَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَكُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ. فَقَالَ فَنْحَاصُ: وَاللّه يَا أَبَا بَكْرٍ مَا أنبأ إِلَى اللّه مِنْ فَقْرٍ وَإِنَّهُ إِلَيْنَا لَفَقِيرٌ، وَمَا نَتَضَرَّعُ إِلَيْهِ كَمَا يَتَضَرَّعُ إِلَيْنَا، وَإِنَّا عَنْهُ لأَغْنِيَاءُ، وَلَوْ كَانَ عَنَّـا غَنِيّاً مَا اسْتَقْرَضَ مِنَّـا كَمَا يَزْعُمُ صَاحِبُكُمْ، يَنْهَاكُمْ عَنِ الرِّبَا وَيُعْطِيَنَا، وَلَوْ كَانَ غَنِيّاً عَنَّا مَا أَعْطَانَا الرِّبَا، فَغَضِبَ أَبُو بَكْرٍ، فَضَرَبَ وَجْهَ فَنْحَاصَ ضَرْباً شَدِيداً وَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلا الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مِنَ الْعَهْدِ لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ يَا عَدُوَّ اللّه. فَأَكْذِبُونَا مَا اسْتَطَعْتُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ. فَذَهَبَ فَنْحَاصُ إِلَى رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَبْصِرْ مَا صَنَعَ بي صَاحُبُكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَبِي بَكْرٍ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّه، إِنَّ عَدُوَّ اللّه قَالَ قَوْلا عَظِيماً ، يَزْعُمُ أَنَّ اللّه فَقِيرٌ وَأَنَّهُمْ عَنْهُ أَغْنِيَاءُ، فَلَمَّا قَالَ ذَاكَ غَضِبْتُ للّه مِمَّا قَالَ، فَضَرَبْتُ وَجْهَهُ، فَجَحَدَ ذَلِكَ فَنْحَاصُ، وَقَالَ: مَا قُلْتُ ذَلِكَ. فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى فِيمَا قَالَ فَنْحَاصُ رَدّاً عَلَيْهِ وَتَصْدِيقاً لأَبِي بَكْرٍ: {لَقَدْ سَمِعَ اللّه قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللّه فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ}". قوله تعالى: {سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذوقوا عذاب الحريق} حَدَّثَنَـا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ الأَزْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: "كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَقْتُلُونَ فِي الْيَوْمِ ثُلْثَمِائَةٍ نَبِيٍّ، ثُمَّ يَقُومُ سُوقُ بنَقْلِهِمْ مَعَ آخِرِ النَّهَارِ". حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمُرَادِيِّ وَهُوَ النُّعْمَانُ بْنُ قَيْسٍ، وَهُوَ النُّعْمَانُ بن قيس، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ بَدْرٍ، قُلْتُ: أَرَأَيْتَ قوله: "{وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ} وَهُمْ لَمْ يُدْرِكُوا ذَلِكَ ؟ قَالَ: بِمُوَالاتِهِمُ الَّذِي قَتَلَ أَنْبِيَاءَ اللّه". قوله تعالى: {وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: "بَلَغَنِي أَنَّهُ يُحْرَقُ أَحَدُهُمْ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَرَّةٍ". ١٨٢قوله تعالى: {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّه لَيْسَ بِظَلامٍ للعبيد} حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَسْبَاطَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ قوله: "{ذَلِكَ} يعْنِي: هَذَا". حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{ذَلِكَ} يعْنِي: الَّذِي نَزَلَ بِهِمْ". قوله تعالى: {وَأَنَّ اللّه لَيْسَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْوَاسِطِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بشِرٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قوله: "{وَأَنَّ اللّه لَيْسَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ} قَالَ: مَا أَنَا بِمُعَذِّبٍ مَنْ لَمْ يَجْرُمْ عِنْدِي أَنْ أُعَذِّبَهُ". قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللّه عَهِدَ إِلَيْنَا أَلا نُؤْمِنَ لرسول} حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ فِي ١٨٣قوله: "{الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللّه عَهِدَ إِلَيْنَـا أَلا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ} قَالَ: كَانَ بَيْنَ الَّذِينَ قَتَلُوا وَبَيْنَ الَّذِينَ قَالُوا: {إِنَّ اللّه عَهِدَ إِلَيْنَا} إِلَى آخِرِ الآيَةِ سَبْعُمِائَةِ سَنَةٍ". حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ قوله: "{إِنَّ اللّه عَهِدَ إِلَيْنَا أَنْ لا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى تَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ} قَالَ: كَذَبُوا عَلَى اللّه". قوله تعالى: {حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ} أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَمِّي، ثنا الْحُسَيْنُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قوله: "{حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ} فَكَانَ الرَّجُلُ يَتَصَدَّقُ فَإِذَا تُقُبِّلَ مِنْهُ أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ فَأَكَلْتُهُ". وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ نحو ذلك. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثنا مَرْوَانُ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ لضَّحَّاكِ: "{حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ} قَالَ: هُمُ الْيَهُودُ". قوله تعالى: {قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَنْبَأَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمُرَادِيِّ وَهُوَ النُّعْمَانُ بْنُ قَيْسٍ وَهُوَ النُّعْمَانُ بن قيس، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ بَدْرٍ، قَالَ: "كَانَتْ رُسُلٌ تَجِيءُ بِالْبَيِّنَاتِ، وَرُسُلٌ عَلامَةُ نُبُوَّتِهِمْ أَنْ يَضَعَ أَحَدُهُمْ لَحْمَ الْبَقَرِ عَلَى يَدِهِ فَتَجِيءُ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ فَتَأْكُلُهُ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ}". حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثنا مَرْوَانُ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالُوا: "يَا مُحَمَّدُ إِنْ تَأْتِنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّـارُ صَدَّقْنَاكَ، وَإِلا فَلَسْتَ بِنَبِيٍّ، فَقَالَ اللّه تَعَالَى: {قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ} أَيْ: جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالْقُرْبَانِ الَّذِي تَأْكُلُهُ النَّارُ". قوله تعالى: {فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ فِي قوله: "{فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} قَالَ: لأَنَّهُمْ رَضُوا عَمَلَهُمْ". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَنْبَأَ جَرِيرٌ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمُرَادِيِّ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ بَدْرٍ قُلْتُ: أَرَأَيْتَ قوله: "{فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ} وَهُمْ لَمْ يُدْرِكُوا ذَلِكَ ؟ قَالَ: بِمُوَالاتِهِمْ مَنْ قَتَلَ الأَنْبِيَاءَ". حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثنا مَرْوَانُ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، يعْنِي قوله: "{فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} قَالَ: فَلِمَ كَذَّبْتُمُوهُمْ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ؟". ١٨٤قوله تعالى: {فَإِنْ كَذَّبُوكَ} حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قوله: "{فَإِنْ كَذَّبُوكَ} قَالَ: الْيَهُودَ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قوله: "{فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ} قَالَ: يُعَزِّي نَبِيَّهُ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". قوله تعالى: {جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ} حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ بَحْرٍ الْعَسْكَرِيُّ، ثنا حُسَيْنٌ الأَسْوَدُ، ثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَصْحَابِهِ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{بِالْبَيِّنَاتِ} قَالَ: الْحَلالُ وَالْحَرَامُ". قوله تعالى: {وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ} وَبِهِ عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَصْحَابِهِ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَالزُّبُرِ} كُتُبُ الأَنْبِيَاءِ". ١٨٥قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ القيامة} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: "لَمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَاءَتِ التَّعْزِيَةُ، فَجَاءَهُمْ آتٍ يَسْمَعُونَ حِسَّهُ، وَلا يَرَوْنَ شَخْصَهُ، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَرَحْمَةُ اللّه وَبَرَكَاتُهُ {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} إِنَّ فِي اللّه عَزَاءً مِنْ كُلِّ هَالِكٍ، وَدَرْكاً مِنْ كُلِّ مَا فَاتَ، فَبِاللّه فَثِقُوا، وَإِيَّاهُ فَارْجُوا، فَإِنَّ الْمُصَابَ مَنْ حُرِمَ الثَّوَابَ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللّه وَبَرَكَاتُهُ. قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: تَدْرُونَ مَنْ هَذَا ؟ هَذَا الْخِضْرُ". قوله تعالى: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا: اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ}". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَامِرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، قَالَ: "إِنَّ آخِرَ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يُعْطَى مِنَ النُّورِ بِقَدْرِ مَا دَامَ يَحْبُو فَهُوَ فِي النُّورِ حَتَّى تَجَاوَزَ الصِّرَاطَ، فَذَلِكَ قوله: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ}". قوله تعالى: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا قَبِيصَةُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ: "{وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ} قَالَ: زَادَ الرَّاعِي". حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا عَمْرٌو يعْنِي ابْنَ حُمْرَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: "{وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ} هِيَ مَتَاعٌ مَتْرُوكٌ أَوْشَكَتْ وَاللّه الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ أَنْ تَضْمَحِلَّ عَنْ أَهْلِهَا، فَخُذُوا مِنْ هَذَا الْمَتَاعِ طَاعَةَ اللّه إِنِ اسْتَطَعْتُمْ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللّه". حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ قوله: "{الْغُرُورِ} يعْنِي: زِينَةَ الدُّنْيَا". ١٨٦قوله تعالى: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قوله: "{لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ} قَالَ: نُبْتَلَى وَاللّه فِي أَمْوَالِنَا وَأَنْفُسِنَا". أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: "{لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ} قَالَ: يُعْلِمُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ سَيَبْتَلِيَهُمْ، فَيَنْظُرُ كَيْفَ صَبْرُهُمْ عَلَى دِينِهِمْ ؟". قوله تعالى: {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ } إِلَى قَوْلِهِ { كَثِيراً} حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ نُمَيْرٍ، قَالا: ثنا يُونُسُ يَعْنِيَانِ ابْنَ بُكَيْرٍ، ثنا ابْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ،أَنَّهُ حَدَّثَهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَـالَ: "نَزَلَ فِي أَبِي بَكْرٍ وَمَـا بَلَغَهُ فِي ذَلِكَ مِنَ الْغَضَبِ {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيراً}". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنَا عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ أَخْبَرَهُ قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ يَعْفُونَ عَنِ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ كَمَا أَمَرَهُمُ اللّه، وَيَصْبِرُونَ عَلَى الأَذَى، قَالَ اللّه تَعَالَى: {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيراً} وَكَانَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَأَوَّلُ فِي الْعَفْوِ مَا أَمَرَهُ اللّه بِهِ حَتَّى أَذِنَ اللّه فِيهِمْ". حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قوله: "{وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وِمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيراً} قَـالَ: هُوَ كَعْبُ بْـنُ الأَشْرَفِ، وَكَانَ يُحَرِّضُ الْمُشْرِكِينَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ فِي شَعْرِهِ، وَيَهْجُو النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ". قوله تعالى: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ قوله: "{وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} قَالَ: أَمَرَ اللّه الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَصْبِرُوا عَلَى مَا أَذَاهُمْ، فَقَالَ أَذَاهُمْ: زَعَمَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ: يَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ، نَحْنُ أَوْلَى بِاللّه مِنْكُمْ، أَنْتُمْ ضَلالٌ. فَأُمِرُوا أَنْ يَمْضُوا وَيَصْبِرُوا". أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: "{وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيراً} يعْنِي: الْيَهُودَوَالنَّصَارَى، فَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يَسْمَعُونَ مِنَ الْيَهُودِ قَوْلَهُمْ: عُزَيْرٌ ابْنُ اللّه، وَالنَّصَارَى قَوْلَهُمْ: الْمَسِيحُ ابْنُ اللّه، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يُنْصِبُونَ لَهُمُ الْحَرْبَ، وَيَسْمَعُونَ إِشْرَاكَهُمْ بِاللّه". حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه: "{إِنَّ ذَلِكَ} يعْنِي: هَذَا الصَّبْرُ عَلَى الأَذَى فِي الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ {لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} يعْنِي: فِي حَقِّ الأُمُورِ الَّتِي أَمَرَ اللّه". ١٨٧قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللّه مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَبِي، ثنا عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلَ: "{وَإِذْ أَخَذَ اللّه مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} أَمَرَهُمْ أَنْ يَتَّبِعُوا النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّه وَكَلِمَاتِهِ، قَالَ: {وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} فَلَمَّا بَعَثَ اللّه مُحَمَّداً قَالَ: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أَوْفِ بِعَهْدِكُمْ} عَاهَدَهُمْ عَلَى ذَلِكَ، فَقَالَ حِينَ بَعَثَ مُحَمَّداً : صَدِّقُوهُ: وَتَلْقَوْنَ عِنْدِي الَّذِي أَحْبَبْتُمْ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَزِيرِ الْوَاسِطِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لابْنِ عَبَّاسِ: إِنَّ أَصْحَابَ عَبْدِ اللّه يَقْرَءُونَ: "{وَإِذْ أَخَذَ اللّه مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّمَا أَخَذَ اللّه مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ يعْنِي: عَلَى قَوْمِهِمْ". وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْحَجَّافِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: "{وَإِذْ أَخَذَ اللّه مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} قَالَ:الْيَهُودُ". حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قوله: "{وَإِذْ أَخَذَ اللّه مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} قَالَ: هُمُ الْيَهُود وَالنَّصَارَى". وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قوله: "{وَإِذْ أَخَذَ اللّه مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} قَالَ: هَذَا مِيثَاقٌ أَخَذَهُ اللّه عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ". قوله تعالى: {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ} حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، وَحَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قوله: "{لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ} قَالَ: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قوله: "{لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ} قَالَ: فَمَنْ عَلِمَ عِلْماً فَلْيُعْلِمْهُ النَّاسَ". أَخْبَرَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ عَلْقَمَةَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ مَرْوَانَ، قَالَ لِرَافِعٍ بَوَّابِهِ: اذْهَبْ يَا رَافِعُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَسَلْهُ عَنْ قوله: "{لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ} قَالَ: قَالَ اللّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّوْرَاةِ: إِنَّ الإِسْلامَ دِينُ اللّه الَّذِي ارْتَضَاهُ افْتَرَضَهُ عَلَى عِبَادِهِ، وَإِنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللّه يَجِدُونَهُ عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ". قوله تعالى: {وَلا تَكْتُمُونَهُ} حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قوله: "{وَلا تَكْتُمُونَهُ} قَالَ: مُحَمَّدٌ". وَرُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ ، نحو ذلك. وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ قَتَادَةَ: "{وَلا تَكْتُمُونَهُ} قَالَ: وَإِيَّاكُمْ وَكِتْمَانَ الْعِلْمِ، فَإِنَّ كِتْمَانَ الْعِلْمِ هَلَكَةٌ، فَلا يَتَكَلَّفَنَّ رَجُلٌ مِمَّا لا عِلْمَ لَدَيْهِ، فَيَخْرُجُ مِنْ دِينِ اللّه، فَيَكُونُ مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ". أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، قَالَ: قَرَأَ أَبِي عَلَى عَمِّي، أَوْ عَمِّي عَلَى أَبِي ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: "{وَإِذْ أَخَذَ اللّه مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ} أَنْ تُنْكِرَ الْمُنْكَرَ وَتَأْمُرَ بِالْخَيْرِ، وَتُحَسِّنَ الْحَسَنَ، وَتُقَبِّحَ الْقَبِيحَ". قوله تعالى: {فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ} حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، وَأَبُو أُسَامَةَ،وَالسِّيَاقُ لابْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ الْبَجَلِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ فِي قوله: "{فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ} قَالا: قَدْ كَانُوا يَقْرَءُونَهُ، وَلَكِنَّهُمْ نُبِذُوا الْعَمَلَ بِهِ". حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قوله: "{فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ} فَنَبَذُوا الْعَهْدَ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ". قوله تعالى: {وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلا} حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ قوله: "{وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلا} قَالَ: كَتَمُوا وَبَاعُوا فَلا يُبْدُونَ شَيْئاً إِلا بِثَمَنٍ". حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، أَنْبَأَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: سُئِلَ الْحَسَنُ عَنْ قوله: "{ثَمَناً قَلِيلا} قَالَ: الثَّمَنُ الْقَلِيلُ: الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا". قوله تعالى: {فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قوله: "{فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} قَالَ: تَبْدِيلُ الْيَهُودِ التَّوْرَاةَ". ١٨٨قوله تعالى: {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا} أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَبِي، ثنا عَمِّي الْحُسَيْنُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قوله: "{لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَـا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَـا لَمْ يَفْعَلُوا} فَهُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ أُنْزِلَ عَلَيْهِمُ الْكِتَابَ، فَحَكَمُوا بِغَيْرِ الْحَقِّ وَحَرَّفُوا الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَفَرِحُوا بِذَلِكَ، فَرِحُوا بِأَنَّهُـمْ كَفَرُوا بِمُحَـمَّدٍ وَمَـا أُنْزِلَ إِلَيْهِ وَهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يَعْبُدُونَ اللّه وَيَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيُطِيعُونَ اللّه، فَقَالَ تَعَالَى لِمُحَمَّدٍ: {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا}: كَفَرُوا بِاللّه وَكَفَرُوا بِمُحَمَّدٍ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ مَوْلَى آلِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قوله: "{لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَـا أَتَوْا} يعْنِي: فَنْحَاصُ وَأَشْيَعُ وَأَشْبَاهُهُمَا مِنَ الأَحْبَارِ، الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا يُصِيبُوا مِنَ الدُّنْيَا عَلَى مَا زَيَّنُوا لِلنَّاسِ مِنَ الضَّلالَةِ". وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ، أَنْبَأَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِ اللّه: "{لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا} قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: تَبْدِيلُهُمُ التَّوْرَاةَ، وَاتِّبَاعُ مَنِ اتَّبَعَهُمْ عَلَى ذَلِكَ". حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: "{لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا} قَالَ: هُمُ الْيَهُودُ كِتْمَانُهُمْ مُحَمَّداً صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قوله: "{يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا} قَالَ: أَهْلُ الْكِتَابِ يَقُولُونَ: نَحْنُ عَلَى دَيْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَلَيْسُوا كَذَلِكَ". الوجه الرَّابِعُ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ بن يحيي بن سعيد الْقَطَّانُ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ قَالَ: "كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رِجَالٌ عُبَّادٌ فُقَهَاءُ، فَأَدْخَلَتْهُمُ الْمُلُوكُ، فَرَخَصُوا لَـهُمْ وَأَعْطُوهُمْ، فَخَرَجُوا وَهُمْ فَرِحُونَ بِمَا أَخَذْتِ الْمُلُوكُ مِنْ قَوْلِهِمْ، وَمَا أُعْطُوا، فَأَنْزَلَ اللّه عَزَّ وَجَلَّ: {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا}". الْوَجْهُ الْخَامِسُ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، فِي قوله: "{لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا} قَالَ: نَاسٌ مِنَ الْيَهُودِ جَهَّزُوا جَيْشاً لِرَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". وَرُوِيَ عَنِ قَتَادَةَ،أَنَّهُ قَالَ: "هُمُ الْيَهُودُ". قوله تعالى: {وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ يعْنِي أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: "أَنَّ رِجَالا مِنَ الْمُنَافِقِينَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانُوا إِذَا خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْغَزْوِ، وَتَخَلَّفُوا عَنْهُ، وَفَرِحُوا بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِذَا قَدِمَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَذَرُوا إِلَيْهِ، وَحَلَفُوا، وَأَحَبُّوا أَنْ يُحْمَدُوا بِمَـا لَمْ يَفْعَلُوا، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَـا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا}". الوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالا: ثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ مَرْوَانَ، قَـالَ: اذْهَبْ يَا رَافِعُ لِبَوَّابِهِ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقُلْ: لَئِنْ كَانَ كُلُّ امْرِئٍ مِنَّـا فَرِحَ بِمَا أُوتِيَ أَحَبَّ أَنْ يُحْمَدَ بِمَا لَمْ يَفْعَلْ مُعَذَّباً ، لَنُعَذَّبَنَّ أَجْمَعِينَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: "مَا لَكُمْ وَهَذِهِ ؟ أَمَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي أَهْلِ الْكِتَابِ، ثُمَّ تَلا ابْنُ عَبَّاسٍ: {وَإِذْ أَخَذَ اللّه مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ}، وَتَلا ابْنُ عَبَّاسٍ: {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا}، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: سَأَلَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ، فَكَتَمُوهُ وَأَخْبَرُوهُ بِغَيْرِهِ، فَخَرَجُوا، وَقَدْ أَرَوْهُ أَنْ قَدْ أَخْبَرُوهُ مَـا سَأَلَـهُمْ عَنْهُ، وَاسْتُحْمِدُوا بِذَلِكَ إِلَيْهِ، وَفَرِحُوا بِمَا أَتَوْا مِنْ كِتْمَانِهِمْ إِيَّاهُ مَا سَأَلَهُمْ عَنْهُ". الوجه الثَّالِثُ: أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي الْحُسَيْنُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قوله: "{وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} مِنَ الصَّوْمِ وَالصَّلاةِ". الوجه الرَّابِعُ: حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ سِنَـانٍ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: "{وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} يَقُولُونَ: نَحْنُ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ، وَلَيْسُوا عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ". الْوَجْهُ الْخَامِسُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ مَوْلَى آلِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ: قوله: "{وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} أَنْ يَقُولَ النَّـاسُ لَهُمْ عُلَمَاءُ، وَلَيْسُوا بِأَهْلِ عِلْمٍ لَمْ يَحْمِلُوهُمْ عَلَى خَيْرٍ وَلا هُدًى، وَيُحِبُّونَ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ ، قَدْ فَعَلُوا". الْوَجْهُ السَّادِسُ: حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قوله: "{وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} قَالَ: الْيَهُود مِنْ أَهْلِ خَيْبَرَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللّه وَفَرِحُوا بِهِ، فَذَاكَ حَيْثُ قَالَ اللّه تَعَالَى: {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} فَزَعَمَ أَنَّهُمْ قَالُوا لِلنَّـاسِ حِينَ خَرَجُوا إِلَيْهِمْ: قَدْ قَبِلْنَا الدِّينَ وَرَضِينَا، فَأَحَبُّوا أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا". الْوَجْهُ السَّابِعُ: حَدَّثَنَـا أُسَيْدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ أَبِي الزِّنْبَاعِ، عَنْ أَبِي دِهْقَانَ، قَالَ: صَحِبَ الأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ رَجُلٌ ، فَقَـالَ: يَا أَبَا بَحْرٍ: أَلا تَمِيلُ فَنَحْمِلُكَ عَلَى ظَهْرٍ ؟ فَقَالَ: "يَا ابْنَ أَخِي لَعَلَّكَ مِنَ الْعَرَّاضِينَ ؟ قَالَ: وَمَا الْعَرَّاضُونَ ؟ {الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا}"قَالَ: إِنِّي إِنِّي، قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي إِذَا أُعْرِضَ لَكَ الْحَقُّ فَاقْصِدْ لَهُ، وَالْهُ عَمَّا سِوَاهُ قوله تعالى: {فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ} أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَبِي، عَنْ عَمِّي الْحُسَيْنِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ اللّه تَعَالَى لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "{فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ} بِمَا أَتَوْا، كَفَرُوا بِاللّه تَعَالَى، وَكَفَرُوا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". حَدَّثَنَـا عُبَيْدُ اللّه بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا خَلَفٌ يعْنِي ابْنَ هِشَامٍ، ثنا الْخَفَّافُ، عَنْ هَارُونَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرٍ: "{فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ} يعْنِي: أَنْفُسَهُمْ". ١٩٠قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللّه، عَنْ جَعْفَرٍ يعْنِي ابْنَ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "أَتَتْ قُرَيْشٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: ادْعُ لَنَـا رَبَّكَ أَنْ يَجْعَلَ لَنَا الصَّفَا ذَهَباً ، فَدَعَا رَبَّهُ، فَنَزَلَتْ: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٌ لأُولِي الأَلْبَابِ}". ١٩١قوله تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّه قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا قَبِيصَةُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ: "{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّه قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} قَالَ: إِنَّمَا هَذِهِ فِي الصَّلاةِ إِذَا لَمْ تَسْتَطِعْ قَائِماً فَقَاعِداً ، وَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ قَاعِداً فَعَلَى جَنْبٍ". الوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ أبي عُمَرَ، ثنا سُفْيَانُ، ثنا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: "لا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ الذَّاكِرِينَ كَثِيراً حَتَّى يَذْكُرَ اللّه قَائِماً وَقَاعِداً وَمَضْجَعاً ، ثُمَّ قَرَأَ سُفْيَانُ: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّه قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ}". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قوله: "{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّه قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} وَهَذِهِ حَالاتُكَ كُلُّـهَا يَا ابْنَ آدَمَ، اذْكُرِ اللّه وَأَنْتَ قَائِمٌ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَاذْكُرْهُ وَأَنْتَ قَاعِدٌ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَاذْكُرْهُ وَأَنْتَ عَلَى جَنْبِكَ، يُسْرٌ مِنَ اللّه وَتَخْفِيفٌ". قوله تعالى: {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ باطلا} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو الْجَوْزَاءِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ ابْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، ثنا عَبْدُ الْجَلِيلِ بْنُ عَطِيَّةَ الْقَيْسِيُّ، ثنا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ سَلامٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَصْحَابِهِ، وَهُمْ يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ اللّه، فَقَالَ: "فِيمَ تُفَكِّرُونَ ؟"قَالُوا: نَتَفَكَّرُ فِي خَلْقِ اللّه، قَالَ: "لا تُفَكِّرُوا فِي اللّه، وَلَكِنْ تَفَكَّرُوا فِيمَا خَلَقَ اللّه". ١٩٢قوله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا للظالمين من أنصار} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ الْحَارِثِ، ثنا مُؤَمَّلٌ، ثنا حَمَّادُ، عْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ فِي ١٩٣قوله: "{رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ} قَالَ: مَنْ تُخَلِّدْ فِي النَّارِ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ". وَرُوِيَ عَنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَقَتَادَةَ ، نحو ذلك. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ثنا جُوَيْبِرٌ، قَالَ: قُلْتُ لِلضَّحَّاكِ: أَرَأَيْتَ قوله: "{مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ} ؟ فَقَالَ: ذَلِكَ لَهُ خِزْيٌ". قوله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا فآمنا} حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُوسَى ابْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قوله: "{رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ} قَالَ: هُوَ الْكِتَابُ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قوله: "{رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّـا} سَمِعُوا دَعْوَةً مِنَ اللّه فَأَجَابُوهَا وَأَحْسَنُوا فِيهَا وَصَبَرُوا عَلَيْهَا، يُنْبِئُكُمُ اللّه عَنْ مُؤْمِنِ الإِنْسِ كَيْفَ قَالَ ؟ وَعَنْ مُؤْمِنِ الْجِنِّ كَيْفَ قَالَ ؟ فَأَمَّا مُؤْمِنُ الْجِنِّ فَقَالَ: {سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً}، وَأَمَّا مُؤْمِنُ الإِنْسِ فَقَالَ: {إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ}". أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ فِي قوله: "{سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ} قَالَ: هُوَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". ١٩٤قوله تعالى: {رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يوم القيامة} أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: "{رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ}"يَسْتَنْجِزُونَ مَوْعِدَ اللّه عَلَى رُسُلِهِ". حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللّه بْنُ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَمِّي، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ، أَنَّ أَبَا عِقَالٍ، حَدَّثَهُ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عَسْقَلانُ أَحَدُ الْعَرُوسَيْنِ، يَبْعَثُ اللّه مِنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبْعِينَ أَلْفاً لَيْسَ عَلَيْهِمْ حِسَابٌ، وَيَبْعَثُ مِنْهَا خَمْسِينَ أَلْفاً وُفُوداً شُهَّداً إِلَى اللّه، فَفِيهَا صُفُوفُ الشُّهَدَاءِ، تُقْطَعُ رُءُوسُهُمْ فِي أَيْدِيهِمْ، تَنْفُخُ أَوْدَاجُهُمْ دَماً ، يَقُولُونَ: {رَبَّنَـا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} قَالَ: يَقُولُ اللّه تَعَالَى: صَدَقُوا عَبِيدِي اغْسِلُوهُمْ بِنَهَرِ الْبَيْضَةِ، فَيَخْرُجُونَ مِنْهُ بِيضاً يَسْرَحُونَ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءُوا". قوله تعالى: {إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ الضَّيْفِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قوله: "{إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} قَالَ: مِيعَادُ مَنْ قَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللّه". ١٩٥قال تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّه وَاللّه عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ * لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ * لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللّه وَمَا عِندَ اللّه خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ * وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّه وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ للّه لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّه ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللّه سَرِيعُ الْحِسَابِ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّه لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } قوله تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ} ذُكِرَ عَنْ زَافِرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرً الْهُذَلِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ: يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، يا رب ثَلاثَ مَرَّاتٍ إِلا نَظَرَ اللّه إِلَيْهِ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلْحَسَنِ، فَقَالَ: أَمَا تَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ: {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ} } إِلَى قَوْلِهِ {{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ}". قوله تعالى: {أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو انثى بعضكم من بعض} حدثنا على بن الحسين الهسنجاني ، ثنا مسدد ، ثنا يحيي يعني ابن سعيد ، عن سفيان ، عن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال: قالت أم سلمة: يا رسول اللّه ، فذكر نحوه قوله تعالى: {فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ } إِلَى قَوْلِهِ { الأَنْهَارُ} حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قوله: "{فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتِلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّـاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} قَالَ: هُمُ الْمُهَاجِرُونَ أُخْرِجُوا مِنْ كُلِّ وَجْهٍ". قوله تعالى: {ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللّه وَاللّه عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ} ذُكِرَ عَنْ دُحَيْمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنِي حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، أَنَّ شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ كَانَ يَقُولُ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ لا تَتَّهِمُوا اللّه فِي قَضَائِهِ، فَإِنَّ اللّه لا يَبْغِي عَلَى مُؤْمِنٍ فَإِذَا نَزَلَ بِأَحَدِكُمْ شَيْءٌ مِمَّا يُحِبُّ فَلْيَحْمَدِ اللّه، وَإِذَا نَزَلَ بِهِ شَيْءٌ يَكْرَهُ فَلْيَصْبِرْ وَلْيَحْتَسِبْ، فَإِنَّ اللّه عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ". ١٩٦-١٩٧قوله تعالى: {لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ مَتَاعٌ قليل} حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قوله: "{لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} قَالَ: لا تَغْتَرَّ بِأَهْلِ الدُّنْيَا يَا مُحَمَّدُ". حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قوله: "{لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ} يَقُولُ: ضَرْبُهُمْ فِي الْبِلادِ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قوله: "{لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ} وَاللّه مَا غُرَّ نَبِيٌّ وَلا وَكَّلَ إِلَيْهِمْ شَيْئاً مِنْ أَمْرِ اللّه حَتَّى قَبَضَهُ اللّه عَلَى ذَلِكَ". قوله تعالى: {ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ الضَّيْفِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قوله: "{وَبِئْسَ الْمِهَادُ} قَالَ: بِئْسَ الْمَنْزِلُ". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ فِي تَفْسِيرِ مُجَاهِدٍ: "{وَبِئْسَ الْمِهَادُ} قَالَ: بِئْسَ الْمَضْجَعُ". حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قوله: "{وَبِئْسَ الْمِهَادُ} قَالَ: بِئْسَ مَا مَهِدُوا لأَنْفُسِهِمْ". ١٩٨قوله تعالى: {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا من عند اللّه} حَدَّثَنَـا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللّه الأَوْدِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، وَالْمَسْعُودِيُّ، وَسُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي مَسْرُوقٌ، قَالَ: "إِنَّهَا الْجَنَّةُ تَجْرِي فِي غَيْرِ أُخْدُودٍ، ثَمَرُهَا كَالْقِلالِ، كُلَّمَا نُزِعَتْ ثَمَرَةٌ عَادَتْ مِثْلُـهَا أُخْرَى، وَالْعُنْقُودُ اثَنَا عَشَرَ ذِرَاعاً ". قوله تعالى: {وَمَا عِنْدَ اللّه خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ} حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ سِنَـانٍ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا الأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنِ الأَسْوَدِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللّه"مَا مِنْ نَفْسٍ بَرَّةٍ وَلا فَاجِرَةٍ إِلا الْمَوْتُ خَيْرٌ لَهَا لَئِنْ كَانَ بَرّاً ، لَقَدْ قَالَ اللّه: {وَمَا عِنْدَ اللّه خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ}". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ الْوَلِيدِ الْوَصَّافِيِّ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: "إِنَّمَا سَمَّاهُمُ اللّه أَبْرَاراً ، لأَنَّهُمْ بَرُّوا الآبَاءَ وَالأَبْنَاءَ، كَمَا أَنَّ لِوَالِدِكَ عَلَيْكَ حَقّاً ، كَذَلِكَ لِوَلَدِكَ عَلَيْكَ حَقّاً ". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: "{لِلأَبْرَارِ} الَّذِينَ لا يُؤْذُونَ الذَّرَّ". ١٩٩قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لِمَنْ يُؤْمِنُ بِاللّه وما أنزل إليكم وَمَا أنزل إليهم خاشعين للّه} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّه بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ الْمَكِّيُّ مُؤَذِّنُ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ، ثنا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ النَّجَاشِيُّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: يَأْمُرُنَا أَنْ نَسْتَغْفِرَ لِهَذَا الْعِلْجَ يَمُوتُ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، فَنَزَلَتْ: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللّه وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ}". حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا ابْنُ عَائِشَةَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمُ النَّجَاشِيِّ"، فَذَكَرَ مِثْلَهُ حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا شِبْلٌ، عَنْ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قوله: "{وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لِمَنْ يُؤْمِنُ بِاللّه} مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَهُمْ مُسْلِمَةُ أَهْلِ الْكِتَابِ". حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قوله: "{وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لِمَنْ يُؤْمِنُ بِاللّه وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ للّه} قَالَ:هُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الَّذِينَ اتَّبَعُوا مُحَمَّداً صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ عِيسَى الرَّازِيِّ يعْنِي أَبَا جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ فِي قوله: "{لا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّه ثَمَناً قَلِيلا} قَالَ: لا يَأْخُذُ عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ أَجْراً ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: يعْنِي إِذَا احْتَسَبَ بِتَعْلِيمِ الْقُرْآنِ فَلا يَأْخُذُ عَلَيْهِ أَجْراً ، وَفِي بَعْضِ الْكُتُبِ: يَا ابْنَ آدَمَ عَلِّمْ مَجَّاناً كَمَا عُلِّمْتَ مَجَّاناً حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسيَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا حَمْزَةُ، أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ يعْنِي الْحَسَنَ بْنَ شَقِيقٍ، أَنْبَأَ عَبْدُ اللّه بْنُ يَزِيدَ يعْنِي الأَهْوَازِيَّ، قَالَ: سُئِلَ الْحَسَنُ عَنْ قوله: "{ثَمَناً قَلِيلا} قَالَ: الثَّمَنُ الْقَلِيلُ: الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا". قوله تعالى: {أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللّه سَرِيعُ الحساب} حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ"{سَرِيعُ الْحِسَابِ} قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: يعْنِي: سَرِيعَ الإِحْصَاءِ". ٢٠٠قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا} حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، ثنا أَبُو صَخْرٍ الْمَدِينِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ،أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِ: "{اصْبِرُوا وَصَابِرُوا} يَقُولُ: اصْبِرُوا عَلَى دِينِكُمْ". حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالا: ثنا الْمُبَارَكُ يَعْنِيَانِ ابْنَ فَضَالَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، وَقَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا} قَالَ الْحَسَنُ: أُمِرُوا أَنْ يَصْبِرُوا عَلَى دِينَهِمُ الَّذِي ارْتَضَاهُ اللّه لَهُمْ لِلإِسْلامِ، فَلا نَدْعُو لِسَرَّاءٍ وَلا لِضَرَّاءٍ، وَلا لِشِدَّةٍ وَلا لِرَخَاءٍ حَتَّى يَمُوتُوا مُسْلِمِينَ". وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا} يعْنِي: عَلَى الْفَرَائِضِ". وَرُوِيَ عَنِ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ ، نَحْوُهُ وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ مُضَرٍ، عَنْ أَبِي غَسَّانَ، قَالَ: "إِنَّ هَذِهِ الآيَةَ إِنَّمَا نَزَلَتْ فِي لُزُومِ الْمَسَاجِدِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا}". حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ نُمَيْرٍ ثنا بَدَلٌ يعْنِي ابْنَ الْمُحَبَّرِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ: "{اصْبِرُوا وَصَابِرُوا} قَالَ: اصْبِرُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ". الوجه الرَّابِعُ: حَدَّثَنَـا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قوله: "{اصْبِرُوا} عَلَى الْجِهَادِ". وَرُوِيَ عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَوْلٌ آخَرُ أَنَّهُ قَالَ: {اصْبِرُوا وَصَابِرُوا}: لِلْعَدُوِّ". وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَبَلَةَ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ يعْنِي الْعُقَيْلِيَّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قوله: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا} قَالَ: اصْبِرُوا عَلَى حَقِّ اللّه". وَالْوَجْهُ السَّادِسُ: وَرُوِيَ عَنِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ، ثنا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قوله: "{اصْبِرُوا وَصَابِرُوا} قَالَ: اصْبِرُوا عَلَى الْمَصَائِبِ". وَالْوَجْهُ السَّابِعُ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قوله: "{اصْبِرُوا وَصَابِرُوا} قَالَ:اصْبِرُوا عَلَى الْخَيْرِ". قوله تعالى: {وَصَابِرُوا} حَدَّثَنَـا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ الْمَدِينِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، أَنَّهُ كان يَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِ: "{اصْبِرُوا وَصَابِرُوا} يَقُولُ: صَابِرُوا الْوَعْدَ الَّذِي وَعَدْتُكُمْ عَلَيْهِ". وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالا: ثنا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، وَقَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: "{اصْبِرُوا وَصَابِرُوا} قَالَ: أُمِرُوا أَنْ يَصْبِرُوا عَنِ الْكُفَّارِ، حَتَّى يَكُونَ فِي الْكُفَّارِ الَّذِينَ يَمَلُّونَ دِينَهُمْ". وَرُوِيَ عَنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ،أَنَّهُ قَالَ: "صَابِرُوا عَدُوَّكُمْ". وَرُوِيَ عَنِ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ ، وقتادة ، نحو ذلك. الوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا} يعْنِي: مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَوْطِنِ". الوجه الرَّابِعُ: ذُكِرَ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ، ثنا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولَ فِي قوله: "{اصْبِرُوا وَصَابِرُوا} عَلَى الصَّلَوَاتِ". وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ: حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ قوله: "{اصْبِرُوا وَصَابِرُوا} قَالَ: صَابِرُوا عَلَى دِينِكُمْ". وَالْوَجْهُ السَّادِسُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: "{اصْبِرُوا وَصَابِرُوا} قَالَ: صَابِرُوا أَهْلَ الضَّلالَةِ". قوله تعالى: {وَرَابِطُوا} أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قِرَاءَةً، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "أَلا أُخْبِرُكُمْ بِمَا يَمْحُوا اللّه بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ: إِسْبَاغُ الْوضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكَ الرِّبَاطُ، ثَلاثاً ". وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، أَنْبَأَ أَبُو صَخْرٍ الْمَدِينِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ،أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِ: "{وَرَابِطُوا} يَقُولُ: رَابِطُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ حَتَّى يَتْرُكَ دِينَـهُ لِدِينِكُمْ". وَرُوِيَ عَـنِ الْحَسَنِ،أَنَّهُ قَـالَ: "أُمِرُوا أَنْ يُرَابِطُوا الْمُشْرِكِينَ". وَرُوِيَ عَنِ قَتَادَةَ، نحو ذلك. وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قوله: "{وَرَابِطُوا} يعْنِي: فِيمَا أَمَرَكُمْ وَنَهَاكُمْ". وَالوجه الرَّابِعُ: ثنا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللّه بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قوله: "{وَرَابِطُوا} قَالَ: رَابِطُوا عَلَى دِينِكُمْ". وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، مِثْلُهُ وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ قوله: "{وَرَابِطُوا} مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَدُوَّ". وَالْوَجْهُ السَّادِسُ: حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا ابْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ يعْنِي الْمَدِينِيَّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عِمْرَانَ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ، يَقُولُ: "{وَرَابِطُوا} قَالَ: الَّذِي يَقْعُدُ بَعْدَ الصَّلاةِ". قوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللّه} حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، أَنْبَأَ أَبُو صَخْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، فِي هَذِهِ الآيَةِ: "{اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللّه} فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَكُمْ". الوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَبَلَةَ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ الْبَصْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ يعْنِي الْعُقَيْلِيَّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: "{اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللّه لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}". قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} حَدَّثَنَـا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، أَنْبَأَ أَبُو صَخْرٍ الْمَدِينِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِ: "{اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللّه لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} يَقُولُ: لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ غَداً إِذَا لَقَيْتُمُونِي، فَذَلِكَ حِينَ يَقُولُ {اصْبِرُوا وَصَابِرُوا}". آخِرُ تَفْسِيرِ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ * * * تفسير القرآن العظيم مسندًا عن الرسول والصحابة والتابعين لابن أبي حاتم الرازي الإمام الحافظ أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي المتَوَفَّى سنة هجرية بسم اللّه الرحمن الرحيم المجلد الثاني |
﴿ ٠ ﴾