سُورَةُ النِّسَاءِ

١

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ}

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فِيمَا حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَوْ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{يَا أَيُّهَا النَّاسُ} أَيْ: لِلْفَرِيقَيْنِ جَمِيعاً  مِنَ الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ".

قوله تعالى: {اتَّقُوا رَبَّكُمْ}

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ

قوله: "{اتَّقُوا رَبَّكُمْ} وَاعْبُدُوهُ".

قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ}

 ‏ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} أَمَّـا خَلْقُكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، فَمِنْ آدَمَ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". وَرُوِيَ عَنِ مُجَاهِدٍ، وَأَبِي مَالِكٍ، وَقَتَادَةَ، وَمُقَاتِلٍ نحو ذلك.

قوله تعالى: {وَخَلَقَ}

  بِهِ عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} قَالَ: وَجَعَلَ".

قوله تعالى: {مِنْهَا}

  وَبِهِ  عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} قَالَ: حَوَّاءُ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَارِثِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: "{وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} قَالَ: خَلَقَ حَوَّاءَ مِنْ آدَمَ، مِنْ ضِلْعِ الْخُلْفِ، وَهُوَ مِنْ أَسْفَلِ الأَضْلاعِ".

قوله تعالى: {وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُقَاتِلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي هِلالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُمَا يعْنِي

قوله: "{خلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} قَالَ: خُلِقَتِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ، فَجَعَلَ نَهْمَتَهَا فِي الرِّجَالِ، وَخُلِقَ الرَّجُلُ مِنَ الأَرْضِ، فَجَعَلَ نَهْمَتَهُ فِي الأَرْضِ، فَاحْبِسُوا نِسَاءَكُمْ".

  حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} قَالَ: حَوَّاءُ مِنْ قَصِيرِ آدَمَ وَهُوَ نَائِمٌ، فَاسْتَيْقَظَ، فَقَالَ: أَثَّا، بِالنَّبَطِيَّةِ، أَيِ امْرَأَةٌ". وَرُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ، وَقَتَادَةَ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ أَنَّهَا: حَوَّاءُ

قوله تعالى: {وَبَثَّ}

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بن حكيم الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{وَبَثَّ مِنْهُمَا} قَالَ: بَثَّ: خَلَقَ". وَرُوِيَ عَنِ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ نحو ذلك.

قوله تعالى: {مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيراً  وَنِسَاءً}

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ

قوله: "{وَبَثَّ مِنْهُمَا} مِنْ آدَمَ وَحَوَّاءَ، يَقُولُ: خَلَقَ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيراً  وَنِسَاءً".

قوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللّه}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي

قوله: "{اتَّقُوا اللّه} يعْنِي: الْمُؤْمِنِينَ يُحَذِّرُهُمْ".

قوله تعالى: {الَّذِي تَسَاءَلُونَ}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، وثنا الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{وَاتَّقُوا اللّه الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ} قَالَ: يَقُولُ أَسْأَلُكَ بِاللّه وَبِالرَّحِمِ".

 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا حَسَّانُ بْنُ عَبْدِ اللّه الْوَاسِطِيُّ، ثنا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: تَلا الْحَسَنُ هَذِهِ الآيَةَ: "{وَاتَّقُوا اللّه الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ} فَإِذَا سُئِلْتَ بِاللّه فَأَعْطِ، وَإِذَا سُئِلْتَ بِالرَّحِمِ فَأَعْطِ يعْنِي: الرَّحِمَ الَّتِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَ أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ فِي

قوله: "{اتَّقُوا اللّه الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ} قَالَ: الَّذِي تَعْهِدُونَ وَتَعْتَقِدُونَ بِهِ". وَرُوِيَ عَنِ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَعِكْرِمَةَ نَحْوُ قَوْلِ مُجَاهِدٍ

قوله تعالى: {وَالأَرْحَامَ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَاتَّقُوا اللّه الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ} قَالَ: اتَّقُوا اللّه الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ، وَاتَّقُوا الأَرْحَامَ". وَرُوِيَ عَنِ الضَّحَّاكِ مِثْلُهُ، وَرُوِيَ عَنِ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وَعِكْرِمَةَ قَالا: لا تَقْطَعُوهَا

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{إِنَّ اللّه كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} قَالَ: حَفِيظاً ". وَرُوِيَ عَنِ قَتَادَةَ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وَالثَّوْرِيِّ نحو ذلك.

٢

قوله تعالى: {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ} وَذَلِكَ أَنَّ رَجُلا مِنْ غَطَفَانَ كَانَ مَعَهُ مَالٌ كَثِيرٌ لابْنِ أَخٍ لَهُ يَتِيمٍ، فَلَمَّا بَلَغَ الْيَتِيمُ، طَلَبَ مَالَهُ، فَمَنَعَهُ عَمُّهُ، فَخَاصَمَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَزَلَتْ: "{وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ} يعْنِي: الأَوْصِيَاءَ، يَقُولُ: أَعْطُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ". وَرُوِيَ عَنِ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ قَالَ: الأَوْلِيَاءُ وَالأَوْصِيَاءُ

  حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ

قوله: "{وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ} قَالَ: أُمِرُوا أَنْ يُوَفِّرُوا أَمْوَالَ الْيَتَامَى".

قوله تعالى: {وَلا تَتَبَدَّلُوا}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ} يَقُولُ: لا تُبَذِّرُوا أَمْوَالَكُمْ".

وَالوجه الثَّانِي:

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، ثنا بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ

قوله: "{وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ} يَقُولُ: لا تَشْتَرُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ".

 الْوَجْهُ الثَّالِثُ

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ: مِثْلَهُ وقبله، وَ

قوله: "{وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ} قَالَ: لا تَعَجَّلْ بِالرِّزْقِ".

قوله تعالى: {الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ}

  حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ} يَقُولُ: الْحَرَامُ بَالْحَلالُ".

 حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيٍّ الأَصْبَهَانِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ مِثْلَهُ وَقَبْلَهُ: "{وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ} قَالَ: لا تَعْجَلْ بِالرِّزْقِ الْحَرَامِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكَ الرِّزْقُ الْحَلالُ الَّذِي قُدِّرَ لَكَ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ} يَقُولُ: لا تَتَبَدَّلُوا الْحَرَامَ مِنْ أَمْوَالِ النَّـاسِ بِالْحَلالِ مِنْ أَمْوَالِكُمْ، يَقُولُ: لا تُبَذِّرُوا أَمْوَالَكُمُ الْحَلالَ وَتَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمُ الْحَرَامَ".

 الوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: "{وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ} قَالَ: لا تُعْطِ مَهْزُولا وَتَأْخُذْ سَمِيناً ". وَرُوِيَ عَنِ الزُّهْرِيِّ نَحْوُ قَوْلِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: "لا تُعْطِ زَائِفاً  وَتَأْخُذَ جَيِّداً ". وَرُوِيَ عَنِ الضَّحَّاكِ مِثْلُهُ

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{و لا تبدلُواالْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ} قَالَ: كَانَ أَحَدُهُمْ يَأْخُذُ الشَّاةَ السَّمِينَةَ مِـنْ غَنَمِ الْيَتِيمِ وَيَجْعَلُ مَكَانَهَـا الشَّاةَ الْمَهْزُولَةَ، يَقُولُ: شَاةٌ بِشَاةٍ، وَيَأْخُذُ الدِّرْهَمَ الْجَيِّدَ، وَيَطْرَحُ مَكَانَهُ الْمُزَيَّفَ، وَيَقُولُ: دِرْهَمٌ بِدِرْهَمٍ".

قوله تعالى: {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ}

  وَبِهِ عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ} يَقُولُ: لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، تَخْلِطُوهَا وَتَأْكُلُوهَا جَمِيعاً ". وَرُوِيَ عَنِ مُجَاهِدٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وَسُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ نحو ذلك.

قوله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ حُوباً  كَبِيراً}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، ثنا عُبَيْدٌ يعْنِي ابْنَ عَقِيلٍ، ثنا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ دَاوُدَ يعْنِي ابْنَ أَبِي هِنْدَ يُحَدِّثُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{إِنَّهُ كَانَ حُوباً} قَـالَ: إِثْماً  كَبِيراً ". وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَالسُّدِّيِّ، وَالضَّحَّاكِ ، وَقَتَادَةَ، وَأَبِي مَالِكٍ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَأَبِي سِنَانٍ نحو ذلك.

  حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَ أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ فِي

قوله: "{حُوباً  كَبِيراً} قَالَ: خَطَاً  عَظِيماً ".

 الوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{حُوباً  كَبِيراً} قَالَ: ظُلْماً  كَبِيراً ".

قوله تعالى: {كَبِيراً}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{حُوباً  كَبِيراً} يَقُولُ: إِثْماً  عَظِيماً ". وَرُوِيَ عَنِ الضَّحَّاكِ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ مِثْلُ ذَلِكَ

٣

قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى}

 حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، فِي

قوله تعالى: "{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} قَالَ: هِيَ الْيَتِيمَةُ تَكُونُ عِنْدَ الرَّجُلِ، وَهُوَ وَلِيُّهَا فَيَتَزَوَّجُهَا عَلَى مَالِهَا وَيُسِئُ صُحْبَتَهَا، وَلا يَعْدِلُ فِي مَالِهَا، وَيَتَزَوَّجُ مَا طَابَ لَهُ مِنَ النِّسَاءِ سِوَاهَا مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ".

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّه بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ عَنْ قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} فَقَالَتْ: يَا ابْنَ أُخْتِي، هِيَ الْيَتِيمَةُ تَكُونُ فِي حُجْرِ وَلِيِّهَا يُشَارِكُهَا فِي مَالِـهَا فَيُعْجِبُهُ مَالُهَا، وَجَمَالُهَا، فَيُرِيدُ وَلِيُّهَا أَنْ يَتَزَوَّجَهَا بِغَيْرِ أَنْ يُقْسِطَ فِي صَدَاقِهَا، فَيُعْطِيهَا غَيْرَهُ، فَنُهُوا أَنْ يَنْكِحُوهُنَّ إِلا أَنْ يُقْسِطُوا لَهُنَّ، وَيَبْلُغُوا بِهِنَّ أَعْلَى سُنَّتِهِنَّ مِنَ الصَّدَاقِ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ الأَعْوَرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي

قوله: "{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} يَقُولُ: فَإِنْ خِفْتُمْ عَلَيْهِنَّ الزِّنَا فَانْحِكُوهُنَّ، يَقُولُ: فَكَمَا خِفْتُمْ فِي أَمْوَالِ الْيَتَامَى أَلا تُقْسِطُوا فِيهَا، كَذَلِكَ فَخَافُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَا لَمْ تَنْكِحُوا".

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا النُّفَيْلِيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللّه بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي هَذِهِ الآيَةِ: "{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} قَـالَ: فَكَمَـا خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فِي الْيَتَامَى، فَخَافُوا أَلا تَعْدِلُوا فِي النِّسَاءِ، إِنَّمَـا جَمَعْتُمُوهُنَّ عِنْدَكُمْ".

  أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: كَانَ مُجَاهِدٌ يَقُولُ: "{إِنْ خِفْتُمْ} إِنْ تَحَرَّجْتُمْ".

 الوجه الثَّانِي:

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّه بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ يُونُسُ: وَقَالَ رَبِيعَةُ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} قَالَ: يَقُولُ: اتْرُكُوهُنَّ إِنْ خِفْتُمْ، فَقَدْ أَحْلَلْتُ لَكُمْ أَرْبَعاً ".

قوله تعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ: "{فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ} مَا أُحِلَّ لَكُمْ". وَرُوِيَ عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ مِثْلُهُ

قوله تعالى: {مِنَ النِّسَاءِ}

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّه بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ،أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ عَنْ قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} قَالَتْ: أُمِرُوا أَنْ يَنْكِحُوا مَا طَابَ لَهُمْ مِنَ النِّسَاءِ سِوَاهُنَّ، قَالَ عُرْوَةُ: قَالَتْ عَائِشَةُ: ثُمَّ إِنَّ النَّـاسَ اسْتَفْتَوْا رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ فِيهِنَّ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ}".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا مَالِكُ بْنُ سُعَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ اللّه عَزَّ وَجَلَّ: "{فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ} يَقُولُ: أَحْلَلْتُ لَكَ هَؤُلاءِ فَدَعْ هَذِهِ". قَـالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: يعْنِي الَّتِي يُضَرُّ بِهَا. وَرُوِيَ عَنِ أَبِي صَالِحٍ نحو ذلك.

الوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ: "{مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} مَا هِيَ لَكُمْ مِنْ نِسَائِكُمْ مِنْ قَرَابَتِكُمْ".

 وَالوجه الثَّالِثُ:

 حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} يَقُولُ: نِكَاحاً  طَيِّباً ".

قوله تعالى: {مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "قَصَرَ الرِّجَالَ عَلَى أَرْبَعِ نِسْوَةٍ مِنْ أَجْلِ أَمْوَالِ الْيَتَامَى".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَنْكِحُونَ عَشْراً  مِنَ النِّسَاءِ الأَيَامَى، وَكَانُوا يُعَظِّمُونَ شَأْنَ الْيَتِيمِ، فَتَفَقَّدُوا مِنْ دِينِهِمْ شَأْنَ الْيَتَامَى، وَتَرَكُوا مَا كَانُوا يَنْكِحُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، قَـالَ: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَـا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ} فَنَهَاهُمْ عَمَّـا كَانُوا يَنْكِحُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، أَنْبَأَ حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: "بَعَثَ اللّه تَعَالَى مُحَمَّداً  صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّـاسُ عَلَى أَمْرِ جَاهِلِيَّتِهِمْ، إِلا أَنْ يُؤْمَرُوا بِشَيْءٍ وَيُنْهَوْا عَنْهُ، وَكَانُوا يُسْأَلُونَ عَنِ الْيَتَامَى {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ} فَقَصَرَهُمْ عَلَى الأَرْبَعَةِ".

قوله تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا مُبَارَكٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: "الْعَدْلُ فِي النِّسَاءِ أَلا تَمِيلُوا".

قوله تعالى: {فَوَاحِدَةً}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ

قوله: "{فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً} يَقُولُ: إِنْ خِفْتَ أَلا تَعْدِلَ فِي أَرْبَعٍ فَثَلاثٌ وَإِلا فَاثْنَتَيْنِ وَإِلا فَوَاحِدَةً".

قوله تعالى: {أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} قَالَ: السَّرَارِيُّ". وَرُوِيَ عَنِ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ نحو ذلك.

قوله تعالى: {ذَلِكَ أَدْنَى أَلا تَعُولُوا}

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الْحِمْصِيُّ، وَعَلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمِصْرِيُّ، قَالا: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ يعْنِي دُحَيْماً ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "{ذَلِكَ أَدْنَى أَلا تَعُولُوا} قَالَ: أَلا تَجُورُوا". قَالَ أَبِي: هَذَا حَدِيثٌ خَطَأٌ، الصَّحِيحُ عَنْ عَائِشَةَ مَوْقُوفٌ، وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَائِشَةَ، وَمُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَالْحَسَنِ، وَأَبِي مَـالِكٍ، وَأَبِي رَزِينٍ، وَالنَّخَعِيِّ، والشعبي ، وَالضَّحَّاكِ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَالسُّدِّيِّ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، أَنَّهُمْ قَالُوا: أَلا تَمِيلُوا".

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي

قوله: "{أَدْنَى أَلا تَعُولُوا} قَالَ: أَلا تَمِيلُوا". وَأَنْشَدَ بَيْتاً  قَالَهُ أَبُو طَالِبٍ: بِمِيزَانِ قِسْطٍ لا يَخِيسُ شَعِيرَةً وَوَزَّانِ صِدْقَ وَزْنُهُ غَيْرُ عَائِلٍ

  قُرِئَ عَلَى يُونُسُ بْـنِ عَبْدِ الأَعْلَى، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{ذَلِكَ أَدْنَى أَلا تَعُولُوا} يَقُولُ: ذَلِكَ أَدْنَى أَلا يُكْثَرُ مَنْ تَعُولُوا".

 وَالوجه الثَّالِثُ:

 أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ ابْنُ ابْنَةِ الشَّافِعِيِّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَمِّهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ

قوله: "{ذَلِكَ أَدْنَى أَلا تَعُولُوا} أَيْ: أَلا تَفْتَقِرُوا".

٤

قوله تعالى: {وَآتُوا النِّسَاءَ}

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: "كَانَ الرَّجُلُ إِذَا زَوَّجَ أَيِّمَةً أَخَذَ صَدَاقَهَا دُونَهَا، فَنَهَاهُمُ اللّه عَنْ ذَلِكَ وَنَزَلَ: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً}".

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ

قوله: "{وَآتُوا النِّسَاءَ} يَقُولُ: أَعْطُوا النِّسَاءَ".

قوله تعالى: {صَدُقَاتِهِنَّ}

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَحْمَسِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُمَيْرٍ الْخَثْعَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الطَّائِفِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "{وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} قَالُوا: يَا رَسُولَ اللّه، فَمَا الْعَلائِقُ بَيْنَهُنَّ ؟ قَالَ: مَا تَرَاضَى عَلَيْهِ أَهْلُوهُمْ".

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، ثنا بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ: "{وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ} يَقُولُ: مُهُورَهُنَّ".

قوله تعالى: {نِحْلَةً}

  ذُكِرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: "{وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} قَالَتْ: وَاجِبَةً". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ قَتَادَةَ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، قَالا: فَرِيضَةً

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً}: الْمَهْرَ".

  أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: "{وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} قَالَ: فَرِيضَةً مُسَمَّاةً".

قوله تعالى: {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ}

  حَدَّثَنَـا الْحُسَيْنُ بْنُ السَّكَنِ الْبَصْرِيِّ، ثنا أَبُو زَيْدٍ النَّحْوِيُّ، ثنا قَيْسٌ، عَنْ سَالِمٍ الأَفْطَسِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي

قوله: "{فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً} قَالَ: هِيَ لِلأَزْوَاجِ".

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ

قوله: "{فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ} لِلأَزْوَاجِ".

 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَنْبَأَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ

قوله: "{فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ} يَقُولُ: مَا طَابَتْ بِهِ نَفْسُهَا فِي غَيْرِ كُرْهٍ أَوْ هَوَانٍ، فَقَدْ أَحَلَّ اللّه لَكَ أَنْ تَأْكُلَهُ هَنِيئاً  مَرِيئاً ".

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَعَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، قَالا: ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ فِي

قوله: "{فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً  فَكُلُوهُ هَنِيئاً  مَرِيئاً} قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا زَوَّجَ ابْنَتَهُ أَخَذَ صَدَاقَهَا، فَنُهُوا عَنْ ذَلِكَ".

قوله تعالى: {عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَنْبَأَ خُلَيْدٌ يعْنِي ابْنَ دَعْلَجٍ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً} إِلَى الْمَمَاتِ، قَالَ: فَلَهَا أَنْ تَرْجِعَ حَتَّى الْمَوْتِ". حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا الْوَلِيدُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مِثْلَهُ، قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ مُجَاهِدٍ، نحو ذلك.

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدٌ، أَنْبَأَ مُحَمَّدٌ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ

قوله: "{فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً} قَالَ: مِنَ الْمَهْرِ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ عِكْرِمَةَ ، مِثْلُ قَوْلِ مُقَاتِلٍ

قوله تعالى: {فَكُلُوهُ هَنِيئاً  مَرِيئاً}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ يَعْفُورِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: "إِذَا اشْتَكَى أَحَدُكُمْ شَيْئاً ، فَلْيَسْأَلِ امْرَأَتَهُ ثَلاثَةَ دَرَاهِمَ أَوْ نحو ذلك. فَلْيَبْتَعْ عَسَلا، ثُمَّ يَأْخُذُ مَـاءَ السَّمَاءِ، فَيَجْتَمِعُ هَنِيئاً  مَرِيئاً  شِفَاءً مُبَارَكاً ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{فَكُلُوهُ هَنِيئاً  مَرِيئاً} يَقُولُ: إِذَا كَانَ مِنْ غَيْرِ إِضْرَارٍ وَلا خَدِيعَةٍ، فَهُوَ هَنِيءٌ مَرِيءٌ كَمَا قَالَ اللّه عَزَّ وَجَلَّ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ عَلْقَمَةَ، نَحْوُ قَوْلِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

٥

قوله تعالى: {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ}

  أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي الْحُسَيْنُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} يَقُولُ: لا تُسَلِّطِ السَّفِيهَ مِنْ وَلَدِكَ عَلَى مَالِكَ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ: "{وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ}: لا تُعْطُوهَاأَوْلادَكُمْ لِيُفْسُدُوهَا".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو سَلَمَةَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي هَذِهِ الآيَةِ: "{وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ} قَالَ: لا تَنْحِلُوا الصِّغَارَ أَمْوَالَكُمْ".

قوله تعالى: {السُّفَهَاءَ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَإِنَّ النِّسَاءَ هُنَّ السُّفَهَاءُ إِلا الَّتِي أَطَاعَتْ قَيِّمَهَا".

 حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا مُعَاوِيَةُ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ} قَالَ: هُمْ بَنُوكَ وَالنِّسَاءُ". وَقَـالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَالضَّحَّاكِ، وَالْحَسَنِ قَـالُوا: "النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ". وَرُوِيَ عَنِ مُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَقَتَادَةَ، قَالُوا: "النِّسَاءُ".

الوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، وَابْنُ يَمَانٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ سَعِيدٍ

قوله: "{وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ} قَالَ: الْيَتَامَى".

وَالوجه الثَّالِثُ:

  ذُكِرَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، ثنا حَرْبُ بْنُ سُرَيْجٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "{وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ} قَـال: الْخَدَمُ وَهُمْ شَيَاطِينُ الإِنْسِ وَهُمُ الْخَدَمُ".

قوله تعالى: {أَمْوَالَكُمْ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ: "{وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ} قَالَ: فِي أَمْوَالِ أَهْلِيهِمْ".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو عَامِرِ بْنُ بَرَّادٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ سَعِيدٍ: "{السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ} قَالَ: أَمْوَالُهُمْ، قَالَ: هُوَ كَ

قوله: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ}".

قوله تعالى: {الَّتِي جَعَلَ اللّه لَكُمْ قِيَاماً}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{الَّتِي جَعَلَ اللّه لَكُمْ قِيَاماً} يعْنِي: قِوَامَكُمْ مِنْ مَعَاشِكُمْ، يَقُولُ اللّه سُبْحَانَهُ: لا تَعْمَدْ إِلَى مَالِكَ وَمَا خَوَّلَكَ اللّه وَجَعَلَهُ لَكَ مَعِيشَةً فَتُعْطِيَهُ امْرَأَتَكَ وَبَنِيكَ، ثُمَّ تَنْظُرُ إِلَى مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَلَكِنِ امْسِكْ مَالَكَ وَأُصْلِحْهُ، وَكُنَّ أَنْتَ الَّذِي تُنْفِقُ عَلَيْهِمْ فِي كِسْوَتِهِمْ وَرَزْقِهِمْ وَمُؤْنَتِهِمْ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: "{وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّه لَكُمْ قِيَاماً} قَالَ: عِصْمَةٌ لِدِينِكُمْ وَقِيَاماً  لَكُمْ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ أَبِي مَالِكٍ،أَنَّهُ قَالَ: "قِيَامِكَ بَعْدَ اللّه".

قوله تعالى: {وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا} قَالَ: كُنْ أَنْتَ الَّذِي تُنْفِقُ عَلَيْهِمْ فِي كِسْوَتِهِمْ وَمُؤْنَتِهِمْ".

قوله تعالى: {وَاكْسُوهُمْ}

  أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا عَمِّي الْحُسَيْنُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَاكْسُوهُمْ} قَالَ: أَمَرَكَ أَنْ تَكْسُوَهُ".

قوله تعالى: {وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلا مَعْرُوفاً}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عِيسَى، ثنا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلا مَعْرُوفاً} قَالَ: فِي الْبِرِّ وَالصِّلَةِ".

 حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو عَامِرِ بْنُ بَرَّادٍ، ثنا يَحْيَى بْنِ أَبِي بَكِيرٍ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: "{وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلا مَعْرُوفاً} قَالَ: رَزَقَكُمُ اللّه لَيْسَ أَنَاسِيُّ".

٦

قوله تعالى: {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَابْتَلُوا الْيَتَامَى} يعْنِي:اخْتَبِرُوا الْيَتَامَى عِنْدَ الْحُلُمِ".

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{وَابْتَلُوا الْيَتَامَى} قَالَ: عُقُولَهُمْ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، وَالسُّدِّيِّ، نحو ذلك.

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ،أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ

قوله: "{وَابْتَلُوا الْيَتَامَى} يعْنِي: الأَوْلِيَاءَ وَالأَوْصِيَاءَ، يَقُولُ: اخْتَبِرُوهُمْ".

قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ}

  ‏ حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ} يَقُولُ: الْحُلُمَ". قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: وَرُوِيَ عَنِ أَبِي مَالِكٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَالسُّدِّيِّ، نحو ذلك.

 وَالوجه الثَّانِي:

  ذُكِرَ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ

قوله: "{حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ} قَالَ: خَمْسَ عَشْرَةَ".

قوله تعالى: {فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً} قَالَ: فَإِنْ عَرَفْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَأَبِي مَالِكٍ نحو ذلك.

قوله تعالى: {مِنْهُمْ رُشْداً}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ الْوَاسِطِيُّ، أَنْبَأَ شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي

قوله: "{فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً} قَالَ:إِذَا أَدْرَكَ الْيَتِيمُ بِحُلُمٍ وَعَقْلٍ وَوَقَارٍ دُفِعَ إِلَيْهِ مَالُهُ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ مُجَاهِدٍ: "{رُشْداً} قَالَ: عَقْلا".

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً} قَالَ: إِنْ عَرَفْتُمْ رُشْداً  فِي حَالِهِمْ وَالإِصْلاحَ فِي أَمْوَالِهِمْ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ نَحْوُهُ

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً} قَالَ: صَلاحاً  فِي دِينِهِمْ وَحِفْظاً  لأَمْوَالِهِمْ".

 وَالوجه الثَّالِثُ:

 ذُكِرَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبِيدَةَ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: "{آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً} قَالَ:إِذَا أَقَامَ الصَّلاةَ".

 وَالوجه الرَّابِعُ:

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ نُفَيْلٍ، ثنا هُشَيْمٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ يعْنِي فِي

قوله: "{فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً} قَالَ: سَنَةً بَعْدَ الاحْتِلامِ".

قوله تعالى: {فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ} يعْنِي: ادْفَعُوا إِلَى الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ إِذَا كَبَرُوا".

قوله تعالى: {وَلا تَأْكُلُوهَا}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَلا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً  وَبِدَاراً} يعْنِي: تَأْكُلُ مَالَ الْيَتِيمِ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: "{وَلا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً} يعْنِي: فِي غَيْرِ حَقٍّ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ نحو ذلك.

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{وَلا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً  وَبِدَاراً} قَالَ: يُسْرِفُ فِي الأَكْلِ".

قوله تعالى: {وَبِدَاراً}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَبِدَاراً} يعْنِي: يَأْكُلُ مَالَ الْيَتِيمِ بِبَادِرَةٍ، فَعِنْدَ أَنْ يَبْلُغَ فَيَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَالِهِ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ، وَرُوِيَ عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَالسُّدِّيِّ نحو ذلك.

قوله تعالى: {أَنْ يَكْبَرُوا}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{أَنْ يَكْبَرُوا} قَالَ: خَشْيَةَ أَنْ يَبْلُغَ الْحُلُمَ فَيَأْخُذُ مَالَهُ".

قوله تعالى: {وَمَنْ كَانَ}

  حَدَّثَنَا الأَشَجُّ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: "{مَنْ كَانَ غَنِيّاً} قَالَتْ: نَزَلَتْ فِي وَالِي الْيَتِيمِ".

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً} يعْنِي: الْوَصِيَّ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ، وَالْحَكَمِ مِثْلُ قَوْلِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله تعالى: {غَنِيّاً}

 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً  فَلْيَسْتَعْفِفْ}: فَلا يَحْتَاجُ إِلَى مَالِ الْيَتِيمِ".

 وَالوجه الثَّانِي:

  أَخْبَرَنَـا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قِرَاءَةً، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي نَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ يعْنِي الْقَارِئَ، قَالَ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، وَرَبِيعَةَ عَنْ قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً  فَلْيَسْتَعْفِفْ} قَالا: ذَلِكَ فِي الْيَتِيمِ إِنْ كَانَ غَنِيّاً  أَنْفَقَ عَلَيْهِ بِقَدْرِ غِنَاهُ، وَلَمْ يَكُنْ لِلْوَلِيِّ مِنْهُ شَيْءٌ".

 وَالوجه الثَّالِثُ:

  حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً  فَلْيَسْتَعْفِفْ} قَالَ: وَالِي مَالِ الْيَتِيمِ إِنْ كَانَ غَنِيّاً  فَلْيَسْتَعْفِفْ،أَنْ يَأْكُلَ مِنْ أَمْوَالِهِمْ شَيْئاً ".

قوله تعالى: {فَلْيَسْتَعْفِفْ}

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَالأَعْمَشُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً  فَلْيَسْتَعْفِفْ} قَالَ: بِغِنَـاهُ لا يُصِيبُ مِنْهُ شَيْئاً ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ أَبِي الْعَالِيَةِ، وَمُجَاهِدٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَالْحَسَنِ، وَالنَّخَعِيِّ، وَالْحَكَمِ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وَالسُّدِّيِّ نحو ذلك.

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ نُصَيْرٍ مَوْلَى عَبْدِ اللّه بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، ثنا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَسْكَرِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَامِرٍ فِي

قوله: "{وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً  فَلْيَسْتَعْفِفْ} قَالَ: هُوَ عَلَيْهِ كَالْمَيْتَةِ وَالدَّمِ".

 وَالوجه الثَّالِثُ:

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ يعْنِي الزُّبَيْرِيَّ، ثنا مِسْعَرٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: "الْتَمِسُوا الْغِنَى فِي الْبَاهِ

قوله: {وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً  فَلْيَسْتَعْفِفْ}".

قوله تعالى: {وَمَنْ كَانَ فَقِيراً  فَلْيَأْكُلْ}

  حَدَّثَنَا الأَشَجُّ، وَهَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالا: ثنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: "{وَمَنْ كَانَ فَقِيراً  فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} قَالَتْ: نَزَلَتْ فِي وَلِيِّ الْيَتِيمِ الَّذِي يَقُومُ عَلَيْهِ وَيُصْلِحُهُ إِذَا كَانَ مُحْتَاجاً  أَنْ يَأْكُلَ مِنْهُ".

قوله تعالى: {فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُكْتِبِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "إِنَّ عِنْدِي يَتِيماً  لَهُ مَالٌ، وَلَيْسَ عِنْدِي شَيْءٌ فَمَا آكُلُ مِنْ مَالِهِ ؟ قَالَ: بِالْمَعْرُوفِ غَيْرَ مُسْرِفٍ".

وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَمَنْ كَانَ فَقِيراً  فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} قَالَ: يَأْكُلُ بِالثَّلاثِ أَصَابِعَ".

مَنْ أَوْجَبَ لِوَالِي الْيَتِيمِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ حَوَاشِي مَالِهِ وَأَطْرَافِهِ.

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا مُبَارَكٌ، عَنِ الْحَسَنِ: "{وَمَنْ كَانَ فَقِيراً} وَهُوَ يَقُومُ لَهُمْ بِمَا يُصْلِحُهُمْ، فَلْيَأْكُلْ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ وَأَطْرَافِهِ بِالْمَعْرُوفِ".

 الوجه الثاني: مَنْ أَوْجَبَ لِوَالِي الْيَتِيمِ أَنْ يَأْكُلَ بِقَدْرِ قِيَامِهِ.

 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الأَصْبَهَانِيُّ، أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي الْيَتِيمِ: "{وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً  فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيراً  فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ}: بِقَدْرِ قِيَامِهِ عَلَيْهِ". قَـالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ أَبِي الْعَالِيَةِ نحو ذلك.

وَالوجه الثَّالِثُ: أَنْ يَأْكُلَ مِنْ مَالِ نَفْسِهِ بِالْمَعْرُوفِ.

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{وَمَنْ كَانَ فَقِيراً  فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} قَالَ: يَأْكُلُ مِنْ مَالِـهِ، يَقُوتُ عَلَى نَفْسِهِ حَتَّى لا يَحْتَاجَ إِلَى مَالِ الْيَتِيمِ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ، وَرُوِيَ عَنِ مُجَاهِدٍ فِي إِحْدَى الرِّوَايَاتِ، وَمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، وَالْحَكَمِ نحو ذلك.

وَالوجه الرَّابِعُ: أَنْ يَأْكُلَ مِنْ مَالِ الْيَتِيمِ قَرْضاً .

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} يعْنِي: الْقَرْضَ". قَـالَ أَبُو مُحَـمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ عُبَيْدَةَ، وَأَبِي الْعَالِيَةِ، وَأَبِي وَائِلٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي إِحْدَى الرِّوَايَاتِ، وَمُجَاهِدٍ، وَالضَّحَّاكِ، وَالسُّدِّيِّ نحو ذلك.

وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ: أَنْ يَأْكُلَ قَرْضاً  وَلا قَضَاءَ عَلَيْهِ إِنْ مَاتَ معسراً .

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{وَمَنْ كَانَ فَقِيراً  فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} يعْنِي: فِي الْقَرْضِ قَدْرَ مَا يَبْلُغُ قُوتاً ، فَإِنْ أَيْسَرَ رَدَّ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ يُوسِرْ حَتَّى يَمُوتَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ، وَلَمْ يُرَخِّصْ فِي أَمْوَالِ الْيَتَامَى فِي غَيْرِ هَذَا".

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا هِشَامٌ يعْنِي الدَّسْتُوَائِيَّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: "{وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً  فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيراً  فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} قَالَ: قَرْضاً  وَإِذَا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ وَلَمْ يَجِدْ مَا يُؤَدِّي فَلْيَسْتَحِلَّهُ مِنَ الْيَتِيمِ، وَإِنْ كَانَ صَغِيراً  فَلْيَسْتَحِلَّـهُ مِنْ وَلِيِّهِ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: "يَأْكُلُهُ قَرْضاً ، فَإِنْ أَيْسَرَ قَضَاهُ وَإِلا كَانَ فِي حَلِّ اللّه". وَفِي أَحَدِ قَوْلَيْ مُجَاهِدٍ، وَأَبِي وَائِلٍ نحو ذلك.

والوجه السادس: أَنْ يَأْكُلَ سَدَّ جُوعِهِ وَسَتْرَ عَوْرَتِهِ:

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ

قوله: "{فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} قَالَ:لَيْسَ الْمَعْرُوفُ بِلُبْسِ الْكِتَّانِ، وَلَكِنَّ الْمَعْرُوفَ: مَا سَدَّ الْجُوعَ وَوَارَى الْعَوْرَةَ".

 الْوَجْهُ السَّابِعُ: أَنْ لا قَضَاءَ عَلَيْهِ.

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ فِي

قوله: "{وَمَنْ كَانَ فَقِيراً  فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} مِنْ مَالِ الْيَتِيمِ وَلا يَقْضِي". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ عَطِيَّةَ، وَعَطَاءٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَالْحَسَنِ نحو ذلك.

وَالْوَجْهُ الثَّامِنُ: أَنْ يَقْضِيَ مَا أَكَلَ قَبْلَ الاضْطِرَارِ.

  حَدَّثَنَـا أَبُو هَارُونَ الْخَرَّازُ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ الْجَهْمِ، ثنا عَمْرٌو يعْنِي ابْنَ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ فِي

قوله: "{فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} قَالَ: لا يَأْكُلُ مِنْهُ إِلا أَنْ يُضْطَرَّ إِلَيْهِ كَمَا يُضْطَرُّ إِلَى الْمَيْتَةِ، وَإِنْ أَكَلَ مِنْهُ قَضَاهُ".

 وَالْوَجْهُ التَّاسِعُ: أَنْ يَأْكُلَ الْيَتِيمُ الْفَقِيرُ مِنْ مَالِهِ بِالْمَعْرُوفِ.

  أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قِرَاءَةً، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي نَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ الْقَارِئُ، قَالَ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، وَرَبِيعَةَ عَنْ قَوْلِ اللّه: "{فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} قَالا: ذَلِكَ فِي الْيَتِيمِ إِنْ كَانَ فَقِيراً  أَنْفَقَ عَلَيْهِ بِقَدْرِ فَقْرِهِ، وَلَمْ يَكُنْ لِلْوَلِيِّ مِنْهُ شَيْءٌ".

وَالْوَجْهُ الْعَاشِرُ: أَنَّ تَفْسِيرَ الآيَةِ فِي أَهْلِ الْبَدْوِ.

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللّه الأُوَيْسُّ، ثنا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ فِي هَذِهِ الآيَةِ: "{مَنْ كَانَ فَقِيراً  فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} قَالَ: كَانَ أَبُو الزِّنَادِ يَقُولُ:إِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ فِي أَهْلِ الْبَدْوِ وَأَشْبَاهِهِمْ".

٨

قوله تعالى: {فَإِذَا دَفَعْتُمْ}

 حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي

قوله: "{فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ} يَقُولُ لِلأَوْصِيَاءِ: فَإِذَا دَفَعْتُمْ".

قوله تعالى: {إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ}

  أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي الْحُسَيْنُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ} يَقُولُ: إِذَا دَفَعَ إِلَى الْيَتِيمِ مَالَهُ، فَلْيَدْفَعْهُ إِلَيْهِ بِالشُّهُودِ، وَكَمَا أَمَرَهُ اللّه".

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ} يَقُولُ لِلأَوْصِيَاءِ: إِذَا دَفَعْتُمْ إِلَى الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَإِذَا بَلَغُوا الْحُلُمَ".

قوله تعالى: {فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ} بِالدَّفْعِ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ".

قوله تعالى: {وَكَفَى بِاللّه حَسِيباً}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{وَكَفَى بِاللّه حَسِيباً} يعْنِي: شَهِيداً  يعْنِي: لا شَاهِدَ أَفْضَلَ مِنَ اللّه فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ".

قوله تعالى: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي

قوله: "{لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ} يعْنِي: حَظّاً  مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ".

قوله تعالى: {مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ} وَذَلِكَ أَنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا لا يُوَرِّثُونَ النِّسَاءَ وَلا الْوِلْدَانَ الصِّغَارَ شَيْئاً ، يَجْعَلُونَ الْمِيرَاثَ لِذِي الأَسْنَانِ مِنَ الرِّجَالِ، فَنَزَلَتْ: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ}".

  أَخْبَرَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ ابْنُ الْعَبَّاسِ: "{لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ} قَالَ: نَزَلَتْ فِي أُمِّ كُلْثُومٍ، وَبِنْتِ أُمِّ كَحْلَةَ، وَثَعْلَبَةَ بْنِ أَوْسٍ، وَسُوَيْدٍ كَانَ أَحَدُهُمْ زَوْجَهَا وَالآخَرُ عَمَّ وَلَدِهَا".

قوله تعالى: {وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ}

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: "كَانُوا لا يُوَرِّثُونَ النِّسَاءَ، فَنَزَلَتْ: {وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ}".

قوله تعالى: {مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ} يعْنِي: مِنَ الْمِيرَاثِ".

قوله تعالى: {نَصِيباً}

 وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{نَصِيباً  مَفْرُوضاً} يعْنِي: حَظّاً ".

قوله تعالى: {مَفْرُوضاً}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، وَقَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: "{نَصِيباً  مَفْرُوضاً} قَالَ: وَفِيّاً ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدٍ

قوله: "{مَفْرُوضاً} يعْنِي: مَعْلُوماً ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ الضَّحَّاكِ مِثْلُ ذَلِكَ

قوله تعالى: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى}

  أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ} يعْنِي: عِنْدَ قِسْمَةِ الْمِيرَاثِ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ الْفَرَائِضُ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى بَعْدَ ذَلِكَ الْفَرَائِضَ، فَأَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فَجُعِلَتِ الصَّدَقَةُ فِيمَا سَمَّى الْمُتَوَفَّى". قَـالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ أَنَّهُمْ قَالُوا: "عِنْدَ قِسْمَةِ الْمِيرَاثِ".

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ} هَذِهِ تَكُونُ عَلَى ثَلاثَةِ وُجُوهٍ: أَمَّا وَجْهٌ: فَيُوصِي لَهُ وَصِيَّةً فَيَحْضُرُونَ، فَيَأْخُذُونَ وَصِيَّتَهُمْ، وَأَمَّا الثَّانِي: فَإِنَّهُمْ يَحْضُرُونَ فَيَقْتَسِمُونَ إِذَا كَانُوا رِجَالا، فَيَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يُعْطُوهُمْ، وَأَمَّا الثَّالِثُ: فَيَكُونُ الْوَرَثَةُ صِغَاراً  فَيَقُومُ وَلِيُّهُمْ إِذَا قَسَمَ فَيَقُولُ لِلَّذِينَ حَضَرُوا: حَقُّكُمْ حَقٌّ، وَقَرَابَتُكُمْ قُرَيْبَةٌ، وَلَوْ كَانَ لِي فِي الْمِيرَاثِ نَصِيبٌ لأَعْطَيْتُكُمْ".

قوله تعالى: {أُولُو الْقُرْبَى}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بن صالح، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى} قَالَ: أَمَرَ اللّه الْمُؤْمِنِينَ عِنْدَ قِسْمَةِ مَوَارِيثِهِمْ أَنْ يَصِلُوا أَرْحَامَهُمْ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا الْمُعَلَّى بْنُ رَاشِدٍ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ، ثنا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ، قَالَ: قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ فِي

قوله: "{وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى} قَالَ: هَذِهِ مُبَيِّنَةٌ أَمْرَ أَهْلِ الْمِيرَاثِ أَنْ يَرْضَخُوا عِنْدَ قِسْمَةِ الْمِيرَاثِ لِمَنْ لا يَرِثْ مِنْ أَقَارِبِ الْمَيِّتِ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ نحو ذلك.

قوله تعالى: {وَالْيَتَامَى}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى} قَالَ: أَمَرَ اللّه الْمُؤْمِنِينَ عِنْدَ قِسْمَةِ مَوَارِيثِهِمْ أَنْ يَصِلُوا أَرْحَامَهُمْ وَأَيْتَامَهُمْ مِنَ الْوَصِيَّةِ".

قوله تعالى: {وَالْمَسَاكِينُ}

  وَبِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ} قَالَ: أَمَرَ اللّه تَعَالَى الْمُؤْمِنِينَ عِنْدَ قِسْمَةِ مَوَارِيثِهِمْ أَنْ يَصِلُوا أَرْحَامَهُمْ وَأَيْتَامَهُمْ وَمَسَاكِينَهُمْ مِنَ الْوَصِيَّةِ إِنْ كَانَ أَوْصَى لَهُمْ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ وَصِيَّةٌ وَصَلَ إِلَيْهِمْ مِنْ مَوَارِيثِهِمْ".

قوله تعالى: {فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ} فسر الآيه أنها محكمة.

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ: "كَانُوا يَحْضُرُونَ فَيُعْطَوْنَ الْخَلْقَ، وَيُرْضَخُ لَهُمُ الشَّيْءُ يعْنِي

قوله: {فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ}".

 حَدَّثَنَـا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، وَهُشَيْمٌ، وَأَبُو عَوَانَةَ كُلُّهُمْ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ} قَالَ: هُمَا وَلِيَّانِ فَأَحَدُهُمَا يَرِثُ، وَالآخَرُ لا يَرِثُ، فَالَّذِي يَرِثُ فَهُوَ الَّذِي يَكْسُو وَيَرْزُقُ، وَأَمَّا الَّذِي لا يَرِثُ، فَهُوَ الَّذِي يَقُولُ قَوْلا مَعْرُوفاً  يَقُولُ: هَذَا لِقَوْمٍ آخَرِينَ وَمَا لَنَا مِنْهُ شَيْءٌ".

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَة، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي

قوله: "{فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ} يَقُولُ لِلْوَرَثَةِ: أَعْطَوْهُمْ مِنَ الْمِيرَاثِ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ مَوْقُوفٍ فَيُعْطَوْنَ قَبْلَ الْقِسْمَةِ فَيُقْسَمُ الْمِيرَاثُ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدَةَ فِي

قوله: "{وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ} قَالَ: وَلِيَ عُبَيْدَةُ وَصِيَّتَهُ فَأَمَرَ بِشَاةٍ، فَذُبِحَتْ، فَأَطْعَمَ أَصْحَابَ هَذِهِ الآيَةِ وَقَالَ: لَوْلا هَذِهِ الآيَةُ لَكَانَ هَذَا مِنْ مَالِي".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: "{فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ} قَالَ: هِيَ مُحْكَمَةٌ وَلَيْسَتْ بِمَنْسُوخَةٍ".

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، ثنا شُعْبَةُ، ثنا قَتَادَةُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ حِطَّانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى"أَنَّهُ قَسَمَ لَهُ بِهَذِهِ الآيَةِ: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى}".

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ سِنَـانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ} قَالَ: هِيَ وَاجِبَةٌ عَلَى أَهْلِ الْمِيرَاثِ مَا طَابَتْ بِهِ أَنْفُسُهُمْ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَأَبِي الْعَالِيَةِ، وَالْحَسَنِ، وَمُحَمَّدِ ابْنِ سِيرِينَ، وَالشَّعْبِيِّ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَمَكْحُولٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَعَطَاءٍ، وَيَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ نحو ذلك.

 مَنْ فَسَّرَ عَلَى الْوَصِيَّةِ:

  حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَاهُ أَنَّ عَبْدَ اللّه بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَسَمَ مِيرَاثَ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَائِشَةُ حَيَّةٌ، قَالا: "فَلَمْ يَدَعْ فِي الدَّارِ مِسْكِيناً  وَلا ذَا قَرَابَةٍ إِلا أَعْطَاهُ مِنْ مِيرَاثِ أَبِيهِ، قَالَ: وَتَلا: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى} قَالَ: الْقِسْمَ"، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: "مَا أَصَابَ، لَيْسَ ذَلِكَ لَهُ، إِنَّمَا ذَلِكَ إِلَى الْوَصِيَّةِ، وَإِنَّمَا هَذِهِ الآيَةُ فِي الْوَصِيَّةِ يُرِيدُ الْمَيِّتَ أَنْ يُوصِيَ لَهُمْ".

 مَنْ قَالَ: إِنَّهَا مَنْسُوخَةٌ.

  حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ} نَسَخَتْهَا آيَةُ الْمِيرَاثِ، فَجَعَلَ لِكُلِّ إِنْسَانٍ نَصِيبَهُ مِمَّا تُرِكَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعِكْرِمَةَ، وَأَبِي الشَّعْثَاءِ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَالضَّحَّاكِ، وَأَبِي صَالِحٍ، وَأَبِي مَالِكٍ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَرَبِيعَةِ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ نحو ذلك.

الْوَجْهُ الثَّانِي مِنَ الْمَنْسُوخِ:

  حَدَّثَنَا أُسَيْدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، ثنا قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ،أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّهَا مَنْسُوخَةٌ، كَانَتْ قَبْلَ الْفَرَائِضِ، كَانَ مَا تَرَكَ الرَّجُلُ مِنْ مَالٍ أُعْطِيَ مِنْهُ الْيَتِيمُ وَالْفَقِيرُ وَالْمِسْكِينُ وَذُو الْقُرْبَى إِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ، ثُمَّ نُسِخَ بَعْدَ ذَلِكَ، نَسَخَتْهَا الْمَوَارِيثُ، فَأَلْحَقَ اللّه تَعَالَى لِكُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، وَصَارَتِ الْوَصِيَّةُ مِنْ مَالِهِ يُوصِي بِهَا لِذِي قَرَابَتِهِ حَيْثُ يَشَاءُ".

قوله تعالى: {وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلا مَعْرُوفاً}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ رَجَاءٍ، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي

قوله: "{وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلا مَعْرُوفاً} قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ يُنْفِقُ عَلَى جَارِهِ وَقَرَابَتِهِ، فَإِذَا مَاتَ حَضَرُوا، قَالَ وَلِيُّهُ: مَا نَمْلِكُ مِنْهُ شَيْئاً ، فَأَمَرَهُمُ اللّه أَنْ يَقُولُوا قَوْلا مَعْرُوفاً ، يَرْزُقُكُمُ اللّه: يُعِينُكُمُ اللّه وَيُرْضَخُ لَهُمْ مِنَ الثِّمَارِ".

 الوجه الثَّانِي:

 حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: "{وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلا مَعْرُوفاً} يَقُولُ: عِدَّةً حَسَنَةً، يَقُولُ: إِنْ كَانَ الْوَرَثَةُ صِغَاراً  فَلْيَقُلْ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ الْوَرَثَةِ لِهَؤُلاءِ الَّذِينَ لا يَرِثُونَ مِنْ قَرَابَةِ الْمَيِّتِ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ: إِنَّ هَؤُلاءِ الْوَرَثَةَ صِغَاراً ، فَإِذَا بَلَغُوا الْعَقْلَ أَمَرْنَـاهُمْ أَنْ يَعْرَفُوا حَقَّكُمْ فِيهِ وَصِيَّةَ رَبِّهِمْ فَإِنْ مَاتَ قَبْلَ ذلِكَ، فَوَرِثْتُهُمْ أَعْطَتْكُمْ حَقَّكُمْ، فَهَذَا الْقَوْلُ الْمَعْرُوفُ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ نحو ذلك.

 وَالوجه الثَّالِثُ:

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْمَكِّيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: "إِنْ كَانُوا كِبَاراً  أُرْضِخُوا لَهُمْ، وَإِنْ كَانُوا صِغَاراً  قَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ: لَيْسَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ، وَلَوْ كَانَ لَنَا لأَعْطَيْنَاهُمْ، قَالَ: فَهَذَا الْقَوْلُ الْمَعْرُوفُ".

٩

قوله تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهُمْ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: "{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهُمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً  خَافُوا عَلَيْهِمْ} يعْنِي: الرَّجُلُ يَحْضُرُهُ الْمَوْتُ، فَيُقَالُ لَهُ: تَصَدَّقْ مِنْ مَالِكَ، وَأَعْتِقْ، وَأَعْطِ مِنْهُ فِي سَبِيلِ اللّه، فَنُهُوا أَنْ يَأْمُرُوا بِذَلِكَ، يعْنِي: أَنَّ مَنْ حَضَرَ مِنْكُمْ مَرِيضاً  عِنْدَ الْمَوْتِ فَلا يَأْمُرُهُ أَنْ يُنْفِقَ مَالَهُ فِي الْعِتْقِ أَوْ فِي الصَّدَقَةِ أَوْ فِي سَبِيلِ اللّه، وَلَكِنْ يَأْمُرُهُ أَنْ يُبَيِّنَ مَا لَهُ وَمَا عَلَيْهِ مِنْ دَيْنٍ، وَيُوصِي مِنْ مَالِهِ لِذَوِي قَرَابَتِهِ الَّذِينَ لا يَرِثُونَ، يُوصِي لَـهُمْ بِالْخُمُسِ أَوِ الرُّبُعِ، يَقُولُ: أَلَيْسَ أَحَدُكُمْ إِذَا مَـاتَ وَلَـهُ وَلَدٌ ضِعَافٌ، يعْنِي: صِغَاراً  أَنْ يَتْرُكَهُمُ بِغَيْرِ مَالٍ، فَيَكُونُونَ عِيَالا عَلَى النَّاسِ، وَلا يَنْبَغِي لَكُمْ أَنْ تَأْمُرُوهُ بِمَا لا تَرْضَوْنَ بِهِ لأَنْفُسِكُمْ وَلا أَوْلادِكُمْ، وَلَكِنْ قُولُوا الْحَقَّ مِنْ ذَلِكَ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَمُجَاهِدٍ نحو ذلك.، بِأَخْصَرِ أَلْفَاظٍ

قوله تعالى: {مِنْ خَلْفِهُمْ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{مِنْ خَلْفِهُمْ} يعْنِي: مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِمْ".

قوله تعالى: {ذُرِّيَّةً}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{ذُرِّيَّةً ضِعَافاً} قَالَ: ذُرِّيَّةً ضُعَفَاءَ".

قوله تعالى: {ضِعَافاً}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{ضِعَافاً} يعْنِي: عَجَزَةً لا حِيلَةَ لَهُمْ".

قوله تعالى: {خَافُوا عَلَيْهِمْ}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{خَافُوا عَلَيْهِمْ} يعْنِي: عَلَى وَلَدِ الْمَيِّتِ الضَّيْعَةَ كَمَا يَخَافُونَ عَلَى وَلَدِ أَنْفُسِهِمْ".

قوله تعالى: {فَلْيَتَّقُوا اللّه}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{فَلْيَتَّقُوا اللّه} قَالَ: فَهَذَا فِي الرَّجُلِ يَحْضُرُ عِنْدَ الرَّجُلِ عِنْدَ مَوْتِهِ، فَيَسْمَعُهُ يُوصِي بِوَصِيَّةٍ تَضُرُّ وَرَثَتَهُ، فَأَمَرَ اللّه سُبْحَانَهُ الَّذِي يَسْمَعُهُ أَنْ يَتَّقِي اللّه، وَيُوَفِّقَهُ، وَيُسَدِّدَهُ لِلصَّوَابِ، وَلَيَنْظُرُ لِوَرَثَتِهِ كَمَا كَانَ يُحِبُّ أَنْ يُصْنَعَ بِوَرَثَتِهِ إِذَا خَشِيَ عَلَيْهِمُ الضَّيْعَةَ".

قوله تعالى: {وَلْيَقُولُوا}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{فَلْيَتَّقُوا اللّه وَلْيَقُولُوا}: يَقُولُوا لِلْمَيِّتِ إِذَا جَلَسُوا إِلَيْهِ قَوْلا سَدِيداً ".

قوله تعالى: {قَوْلا سَدِيداً}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سعيد الْقَطَّانِ، ثنا عَمْرٌو الْعَنْقَرِيُّ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي

قوله: "{فَلْيَتَّقُوا اللّه وَلْيَقُولُوا قَوْلا سَدِيداً} قَالَ: إِذَا حَضَرَ الرَّجُلُ عِنْدَ الْوَصِيَّةِ فَلَيْسَ يَنْبَغِي أَنْ يُقَالَ: أَوْصِ بِمَالِكَ، فَإِنَّ اللّه رَازِقُ وَلَدِكَ، وَلَكِنْ يُقَالُ لَهُ: قَدِّمْ لِنَفْسِكَ، وَاتْرُكْ لِوَلَدِكَ، فَذَلِكَ الْقَوْلُ السَّدِيدُ، كَأَنَّ الَّذِي يَأْمُرُ بِهَذَا يَخَافُ عَلَى نَفْسِهِ الْعَيْلَةَ".

 حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{قَوْلا سَدِيداً} يعْنِي: عَدْلا فِي وَصِيَّتِهِ فَلا يَجُورُ".

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، أَنْبَأَ مُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ: "{وَلِيَقُولُوا قَوْلا سَدِيداً} قَالَ: صِدْقاً ".

١٠

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عِمْرَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: "{إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً} جَعَلَ كُلُّ رَجُلٍ فِي حِجْرِهِ يَتِيمٌ يَعْزِلُ مَالَـهُ عَلَى حِدَةٍ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {وَاللّه يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} فَأَحَلَّ لَهُمْ خُلْطَتَهُمْ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ مُجَاهِدٍ، وَالْحَسَنِ، وَالشَّعْبِيِّ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَالضَّحَّاكِ نحو ذلك.

قوله تعالى: {ظُلْماً}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{ظُلْماً} يعْنِي:استِحْلالا بِغَيْرِ حَقٍّ".

قوله تعالى: {إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا يُونُسُ يعْنِي ابْنَ بُكَيْرٍ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ،أَنَّ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَوْمٌ مِنْ قُبُورَهُمْ تَأَجَّجُ أَفْوَاهُهُمْ نَـاراً ، فَقِيلَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللّه ؟ قَالَ: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللّه تَعَالَى يَقُولُ: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً  إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً}".

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً} قَالَ:إِذَا قَامَ الرَّجُلُ يَأْكُلُ مَالَ الْيَتِيمِ ظُلْماً ، يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَـهَبُ النَّـارِ يَخْرُجُ مِنْ فَمَهِ وَمِنْ مَسَامِعِهِ وَمِنْ أُذُنَيْهِ وَأَنْفِهِ وَعَيْنَيْهِ، يَعْرِفُهُ مَنْ رَآهُ يَأْكُلُ مَالَ الْيَتِيمِ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ أَكَلَ مَالَ الْيَتِيمِ فَإِنَّهُ يُؤْخَذُ بِمِشْفَرِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُمْلأُ فُوهُ جَمْراً ، فَيُقَالُ لَهُ: كُلْ كَمَا أَكَلْتَهُ فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ يَدْخُلُ السَّعِيرَ الْكُبْرَى".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدَةُ، أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ، ثنا أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللّه حَدِّثْنَا مَا رَأَيْتَ لَيْلَةَ الإِسْرَاءِ بِكَ. قَالَ: "انْطُلِقَ بِي إِلَى خَلْقٍ مِنْ خَلْقِ اللّه كَثِيرٍ، رِجَالٌ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ لَهُ مِشْفَرَانِ كَمِشْفَرِ الْبَعِيرِ، وَهُوَ مُوَكَّلٌ بِهِمْ رِجَالٌ يَفُكُّونَ لُحَى أَحَدِهِمْ، ثُمَّ يُجَاءُ بِصَخْرَةٍ مِنْ نَـارٍ فَتُقْذَفُ فِي فِي أَحَدِهِمْ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ أَسْفَلِهِ، وَلَهُ خُوَارٌ، وَصُرَاخٌ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَؤُلاءِ ؟ قَالَ: {هَؤُلاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً  إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً  وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً}".

قوله تعالى: {وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: "لَمَّا نَزَلَتِ الْمُوجِبَاتُ الَّتِي أَوْجَبَ اللّه عَلَيْهَا النَّـارَ لِمَنْ عَمِلَ بِهَا نَحْوَ هَذِهِ الآيَةِ: {وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً} كُنَّا نَشْهَدُ عَلَى مَنْ فَعَلَ شَيْئاً  مِنْ هَذَا أَنَّ لَهُ النَّارَ حَتَّى نَزَلَتْ: {إِنَّ اللّه لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} فَلَمَّا نَزَلَتْ كَفَفْنَا عَنِ الشَّهَادَةِ، وَلَمْ نَشْهَدْ أَنَّهُمْ فِي النَّارِ وَخِفْنَا عَلَيْهِمْ بِمَا أَوْجَبَ اللّه لَهُمْ".

١١

 قال تعالى:

قوله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللّه فِي أَوْلادِكُمْ}

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللّه، يَقُولُ: "اشْتَكَيْتُ، فَأَتَانِي رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُنِي هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ، وَهُمَا مَاشِيَانِ، وَقَدْ أُغْمِيَ عَلَيَّ فَتَوَضَّأَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ صَبَّ عَلَيَّ مِنْ وُضُوءِهِ، فَأَفَقْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّه، كَيْفَ أُوصِي فِي مَالِي ؟ كَيْفَ أَصْنَعُ فِي مَالِي ؟ فَلَمْ يُجِبْنِي رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَزَلَتْ آيَةُ الْمَوَارِيثِ".

 حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ،

قوله: "{يُوصِيكُمُ اللّه فِي أَوْلادِكُمْ} قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: كَانَ الْمَالُ لِلْوَلَدِ، وَكَانَتِ الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ، فَنَسَخَ اللّه مِنْ ذَلِكَ مَا أَحَبَّ فَجَعَلَ لِلذَّكَرِ مِثْلَ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ".

قوله تعالى: {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ} صَغِيراً  وَكَبِيراً ".

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{حَظِّ} يَقُولُ: نَصِيبِ".

قوله تعالى: {فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً} يعْنِي: بَنَاتٍ".

قوله تعالى: {فَوْقَ اثْنَتَيْنِ}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{فَوْقَ اثْنَتَيْنِ} يعْنِي: أَكْثَرَ مِنَ اثْنَتَيْنِ، أَوِ اثْنَتَيْنِ لَيْسَ مَعَهُنَّ ذَكَرٌ".

قوله تعالى: {فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ، ثنا عُبَيْدُ اللّه بْنُ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّه، قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةُ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ بِابْنَتَيْهَا مِنْ سَعْدٍ، فَقَالَتْ: يَارَسُولَ اللّه، هَاتَانِ ابْنَتَا سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ قُتِلَ أَبُوهُمَا مَعَكَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيداً  وَإِنَّ عَمَّهُمَا أَخَذَ مَالَهُمَا، فَاسْتَقَلْنَـاهُ، فَلَمْ يَدَعْ لَهُمَا مَالا، وَلا تُنْكَحَانِ إِلا وَلَهُمَا مَالٌ. فَقَالَ: سَيَقْضِي اللّه فِي ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى آيَةَ الْمِيرَاثِ، فَبَعَثَ إِلَى عَمِّهِمَا، فَقَالَ: "أَعْطِ ابْنَتِي سَعْدٍ الثُّلُثَيْنِ، وَأَعْطِ أُمَّهُمَا الثَّمَنَ، وَلَكَ مَا بَقِيَ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ} الْمَيِّتُ، وَالْبَقِيَّةُ لِلْعَصَبَةِ".

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{يُوصِيكُمُ اللّه فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ} قَـالَ: كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ لا يُوَرِّثُونَ الْجَوَارِيَ وَلا الضُّعَفَاءَ مِنَ الْغِلْمَـانِ، لا يَرِثُ الرَّجُلَ مِنْ وَلَدِهِ إِلا مَنْ أَطَاقَ الْقِتَالَ. فَمَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَخُو حَسَّانَ الشَّاعِرِ، وَتَرَكَ امْرَأَةً لَـهُ يُقَالُ لَـهَا: أُمُّ كَجَّةَ، وَتَرَكَ خَمْسَ جِوَارٍ، فَجَاءَتِ الْوَرَثَةُ فَأَخَذُوا مَالَـهُ، فَشَكَتْ أُمُّ كَجَّةَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنْزَلَ اللّه هَذِهِ الآيَةَ: {فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ}".

قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً} يعْنِي: ابْنَةً وَاحِدَةً".

قوله تعالى: {فَلَهَا النِّصْفُ}

  أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{يُوصِيكُمُ اللّه فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ} وَذَلِكَ لَمَّا نَزَلَتِ الْفَرَائِضُ الَّتِي فَرَضَ اللّه فِيهَا مَا فَرَضَ لِلْوَلَدِ الذِّكْرِ وَالأُنْثَى وَالأَبَوَيْنِ، كَرِهَهَا النَّاسُ أَوْ بَعْضُهُمْ، وَقَالُوا: نُعْطِي الْمَرْأَةَ الرُّبُعَ وَالثَّمَنَ، وَنُعْطِي الابْنَةَ النِّصْفَ، وَنُعْطِي الْغُلامَ الصَّغِيرَ، وَلَيْسَ مِنْ هَؤُلاءِ أَحَدٌ يُقَاتِلُ الْقَوْمَ وَلا يَحُوزُ الْغَنِيمَةَ، اسْكُتُوا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ لَعَلَّ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْسَاهُ أَوْ نَقُولُ لَهُ فَيُغِيرَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَا رَسُولَ اللّه، أَنُعْطِي الْجَارِيَةَ نِصْفَ مَا تَرَكَ أَبُوهَا، وَلَيْسَتْ تَرْكَبُ الْفَرَسَ وَلا تُقَاتِلُ الْقَوْمَ، وَنُعْطِي الصَّبِيَّ الْمِيرَاثَ، وَلَيْسَ يعْنِي شَيْئاً ، وَكَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لا يُعْطُونَ الْمِيرَاثَ إِلا لِمَـنْ قَـاتَلَ الْقَوْمَ، وَيُعْطُونَهُ الأَكْبَرَ فَالأَكْبَرَ".

قوله: {وَلأَبَوَيْهِ}

 حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{وَلأَبَوَيْهِ} يعْنِي: أَبَوَيِّ الْمَيِّتِ".

قوله تعالى: {لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ} مِمَّا تَرَكَ الْمَيِّتُ".

قوله تعالى: {إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ} يعْنِي: ذَكَراً  كَانَ أَوْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ، فَوْقَ كُلِّ ذَلِكَ، وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُنَّ ذَكَرٌ، فَإِنْ كَانَ الْوَلَدُ ابْنَةً وَاحِدَةً فَلَـهَا نِصْفُ الْمَـالِ، ثُلُثُهُ أَسْدَاسٌ، وَلِلأَبِّ سُدُسٌ وَيَبْقَى سُدُسٌ وَاحِدٌ، فَيُرَدُّ ذَلِكَ عَلَى الأَبِّ، لأَنَّهُ هُوَ الْعَصَبَةُ".

قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،

قوله: "{فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ} قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ ذَكَرٌ وَلا أُنْثَى".

قوله تعالى: {وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: "{وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ} فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ وَبَقِيَّةُ الْمَالِ لِلأَبِّ".

قوله تعالى: {فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: "{فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ} فَإِنْ كَانَ لِلْمَيِّتِ".

قوله تعالى: {أُخْوَةٌ}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ} أَخَوَانِ فَصَاعِداً  أَوْ أُخْتَانِ أَوْ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ".

قوله تعالى: {فَلأُمِّهِ السُّدُسُ}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{فَلأُمِّهِ السُّدُسُ} وَمَا بَقِيَ فَلِلأَبِّ، وَلَيْسَ لِلأُخْوَةِ مَعَ الأَبِّ شَيْءٌ، وَلَكِنَّهُمْ حَجَبُوا الأُمَّ عَنِ الثُّلُثِ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ،أَنْبَأَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ

قوله: "{فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ} أَضَرُّوا بِالأُمِّ وَلا يَرِثُونَ وَلا يَحْجُبُهَا الأَخُ الْوَاحِدُ مِنَ الثُّلُثِ، وَيَحْجُبُهَا مَـا فَوْقَ ذَلِكَ، وَكَانَ أَهْلُ الْعِلْمِ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ إِنَّمَا حَجَبُوا أُمَّهُمْ مِنَ الثُّلُثِ لأَنَّ أَبَاهُمْ يَلِي نِكَاحَهُمْ، وَنَفَقَتُهُ عَلَيْهِمْ دُونَ أُمِّهِمْ".

قوله تعالى: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ}

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، أَوْ عَاصِمٍ أَوْ غَيْرِهِ، عَنْ عَلِيٍّ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بِالدَّيْنِ قَبْلَ الْوَصِيَّةِ، وَأَنْتُمْ تَقْرَءُونَ الْوَصِيَّةَ قَبْلَ الدِّينِ".

 حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ}".

قوله تعالى: {يُوصِي بِهَا}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدٍ: "{مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا} فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الثُّلُثِ لِغَيْرِ الْوَرَثَةِ، وَلا تَجُوزُ وَصِيَّةٌ لِوَارِثٍ".

قوله تعالى: {أَوْ دَيْنٍ}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدٍ

قوله: "{أَوْ دَيْنٍ} يعْنِي: الْمِيرَاثُ لِلْوَرَثَةِ مِنْ بَعْدِ دَيْنٍ عَلَى الْمَيِّتِ".

قوله تعالى: {آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاءُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَـاءُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً} يَقُولُ: أَطْوَعُكُمْ للّه مِنَ الآبَاءِ وَالأَبْنَاءِ، أَرْفَعِكُمْ دَرَجَةً عِنْدَ اللّه يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لأَنَّ اللّه سُبْحَانَهُ شَفَّعَ الْمُؤْمِنِينَ بَعْضَهُمْ فِي بَعْضٍ".

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً} قَالَ بَعْضُهُمْ: فِي نَفْعِ الآخِرَةِ". وَقَالَ بَعْضُهُمْ: "إِنَّهُ نَفْعُ الدُّنْيَا". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ مُجَاهِدٍ

قوله: "{أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً}:أَنَّهُ نَفْعُ الدُّنْيَا". وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ الثَّوْرِيِّ: "أَنَّهُ دَرَجَةُ الآخِرَةِ".

قوله تعالى: {فَرِيضَةً مِنَ اللّه}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{فَرِيضَةً مِنَ اللّه} يعْنِي: مَا ذُكِرَ مِنْ قِسْمَةِ الْمِيرَاثِ".

قوله تعالى: {إِنَّ اللّه كَانَ عَلِيماً  حَكِيماً}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{إِنَّ اللّه كَانَ عَلِيماً  حَكِيماً}: حُكْمُ قِسْمَةٍ".

  حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا آدَمُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ

قوله: "{حَكِيماً} قَالَ: حَكِيمٌ فِي أَمْرِهِ".

١٢

قال تعالى:

قوله تعالى: {وَلَكُمْ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{وَلَكُمْ} يَقُولُ: لِلرَّجُلِ".

قوله تعالى: {نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ} يَقُولُ: لِلرَّجُلِ نِصْفُ مَا تَرَكَتِ امْرَأَتُهُ إِذَا مَاتَتْ".

قوله تعالى: {إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ}

 وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ} إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ مِنْ زَوْجِهَا الَّذِي مَاتَتْ عَنْهُ أَوْ مِنْ غَيْرِهِ".

قوله تعالى: {فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ} فَإِنْ كَانَ لَهَا وَلَدٌ ذَكَرٌ أَوْ أُنْثَى".

قوله تعالى: {فَلَكُمُ الرُّبُعُ}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{فَلَكُمُ الرُّبُعُ} يعْنِي: لِلزَّوْجِ".

قوله تعالى: {مِمَّا تَرَكْنَ}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدٍ

قوله: "{مِمَّا تَرَكْنَ} يعْنِي: مِمَّا تَرَكَتْ مِنَ الْمَالِ".

قوله تعالى: {يُوصِينَ بِهَا}

  وَبِالإِسْنَادِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا}: النِّسَاءُ".

قوله تعالى: {أَوْ دَيْنٍ}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{أَوْ دَيْنٍ} دَيْنٌ عَلَيْهِنَّ، قَالَ: فَالدَّيْنُ قَبْلَ الْوَصِيَّةِ فِيهَا تَقَدِيمٌ".

قوله تعالى: {وَلَهُنَّ}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{وَلَهُنَّ} يعْنِي: النِّسَاءَ".

قوله تعالى: {الرُّبُعُ}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ} يعْنِي: لِلْمَرْأَةِ الرُّبُعُ".

قوله تعالى: {مِمَّا تَرَكْتُمْ}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{مِمَّا تَرَكْتُمْ} يعْنِي: مِمَّا تَرَكَ زَوْجُهَا مِنَ الْمِيرَاثِ".

قوله تعالى: {إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ} يعْنِي: لِزَوْجِهَا الَّذِي مَاتَ عَنْهَا".

قوله تعالى: {وَلَدٌ}

 وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ} قَالَ: وَلَدٌ مِنْهَا وَلا مِنْ غَيْرِهَا".

قوله تعالى: {فإن كان لكم} يعني: للرجل.

قوله تعالى: {وَلَدٌ}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ} قَالَ: وَلَدٌ ذَكَرٌ أَوْ أُنْثَى".

قوله تعالى: {فَلَهُنَّ الثَّمَنُ}

  حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلانِيُّ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّه، أَنَّ امْرَأَةَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللّه إِنَّ سَعْداً  هَلَكَ وَتَرَكَ ابْنَتَيْنِ وَأَخَاهُ، فَعَمَدَ أَخُوهُ فَقَبَضَ مَا تَرَكَ سَعْدٌ، وَإِنَّمَا تُنْكَحُ النِّسَاءُ عَلَى أَمْوَالِهِنَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ادْعُ لِي أَخَاهُ، فَجَاءَهُ، فَقَالَ: ادْفَعْ إِلَى ابْنَتَيْهِ الثُّلُثَيْنِ، وَإِلَى الْمَرْأَةِ الثَّمَنَ وَلَكَ مَا بَقِيَ".

قوله تعالى: {مِمَّا تَرَكْتُمْ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ} يعْنِي: مِمَّا تَرَكَ الزَّوْجُ مِنَ الْمَالِ".

قوله تعالى: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ} وَالدَّيْنُ قَبْلَ الْوَصِيَّةِ ثُمَّ يُقْسَمُ الْمِيرَاثُ".

قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ}

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: كُنْتُ آخِرُ النَّـاسِ عَهْداً  بِعُمَرَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: الْقَوْلُ مَا قُلْتُ. قَالَ: قُلْتُ: وَمَا قُلْتَ ؟ قَالَ: "الْكَلالَةُ: مَنْ لا وَلَدَ لَهُ وَلا وَالِدَ". وَرُوِيَ عَنِ الضَّحَّاكِ، وَالْحَسَنِ، نحو ذلك.

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَبْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِمِثْلِ حَدِيثٍ قَبْلَهُ قَالَ: "الْكَلالَةُ: مَا خَلا الْوَلَدَ وَالْوَالِدَ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ} يَقُولُ: إِنْ كَانَ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ يُورَثُ كَلالَةً، الْكَلالَةُ: الْمَيِّتُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلا وَالِدٌ".

قوله تعالى: {وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ}

  حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللّه الأَوْدِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ. ح وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا شُعْبَةُ، كِلاهُمَا عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللّه بْنِ رَبِيعٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ وَهُوَ ابْنُ أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّهُ قَرَأَ هَذَا الْحَرْفَ: "{إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَـهُ وَلَدٌ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ مِنْ أُمٍّ} وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: {وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ} قَالَ: مِنْ أُمِّهِ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ} يعْنِي: أَكْثَرَ مِنْ وَاحِدٍ، وَكَانُوا اثْنَيْنِ إِلَى عَشَرَةٍ فَصَاعِداً ".

قوله تعالى: {فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ}

 قُرِئَ عَلَى يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، أَنْبَأَ عَبْدُ اللّه بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: "قَضَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنَّ مِيرَاثَ الأُخْوَةِ مِنَ الأُمِّ بَيْنَهُمْ لِلذَّكَرِ فِيهِ مِثْلُ الأُنْثَى، قَالَ: وَلا أَرَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَضَى بِذَلِكَ حَتَّى عَلِمَ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِهَذِهِ الآيَةِ الَّتِي قَالَ اللّه تَعَالَى: {فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ}". وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَقَتَادَةَ، نحو ذلك.

قوله تعالى: {غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللّه}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو النَّضْرِ الدِّمَشْقِيُّ الْفَرَادِيسِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَال: "الإِضْرَارُ فِي الْوَصِيَّةِ مِنَ الْكَبَائِرِ".

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عَائِذُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "الضِّرَارُ فِي الْوَصِيَّةِ مِنَ الْكَبَائِرِ، ثُمَّ قَرَأَ: {غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللّه}".

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ} يعْنِي: أَكْثَرَ مِنْ وَاحِدٍ، وَكَانُوا اثْنَيْنِ إِلَى عَشَرَةٍ فَصَاعِداً ".

قوله تعالى: {فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ}

  قُرِئَ عَلَى يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، أَنْبَأَ عَبْدُ اللّه بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: "قَضَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنَّ مِيرَاثَ الأُخْوَةِ مِنَ الأُمِّ بَيْنَهُمْ لِلذَّكَرِ فِيهِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَى، قَالَ: وَلا أَرَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَضَى بِذَلِكَ حَتَّى عَلِمَ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلِهَذِهِ الآيَةِ الَّتِي قَالَ اللّه تَعَالَى: {فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ}". وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَقَتَادَةَ نحو ذلك.

قوله تعالى: {غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللّه}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو النَّضْرِ الدِّمَشْقِيُّ الْفَرَادِيسِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "الإِضْرَارُ فِي الْوَصِيَّةِ مِنَ الْكَبَائِرِ".

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عَائِذُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "الضِّرَارُ فِي الْوَصِيَّةِ مِنَ الْكَبَائِرِ، ثُمَّ قَرَأَ: {غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللّه}".

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{غَيْرَ مُضَارٍّ} فِي الْمِيرَاثِ أَهْلَهُ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةً يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ} يعْنِي: عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ ضِرَارٍ يَكُونُ بِهِ، وَلا يُقِرُّ بِحَقٍّ عَلَيْهِ وَلا يُوصِي بِأَكْثَرَ مِنَ الثُّلُثِ مُضَارّةً لَهُمْ، فَذَلِكَ

قوله: {غَيْرَ مُضَارٍّ} يعْنِي: غَيْرَ مُضَارٍّ لِلْوَرَثَةِ بِتِلْكَ الْقِسْمَةِ وَصِيَّةً مِنَ اللّه".

قوله تعالى: {وَاللّه عَلِيمٌ حَكِيمٌ}

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَاللّه عَلِيمٌ} أَيْ: عَلِيمٌ بِمَا يُخْفُونَ".

 حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{عَلِيمٌ} يعْنِي: عَالِماً  بِهَا".

١٣

قوله تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللّه}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{تِلْكَ حُدُودُ اللّه} يعْنِي: طَاعَةَ اللّه، يعْنِي: الْمَوَارِيثَ الَّتِي سَمَّى".

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى، ثنا عَبْدُ اللّه، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدٍ

قوله: "{تِلْكَ حُدُودُ اللّه} يعْنِي: سُنَّةَ اللّه وأَمْرَهُ فِي قِسْمَةِ الْمِيرَاثِ".

 وَالوجه الثَّالِثُ:

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{تِلْكَ حُدُودُ اللّه} يعْنِي: شُرُوطَ اللّه".

قوله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللّه وَرَسُولَهُ}

  حَدَّثَنَـا أُسَيْدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{تِلْكَ حُدُودُ اللّه وَمَنْ يُطِعِ اللّه وَرَسُولَهُ} قَالَ: الإِضْرَارُ فِي الْوَصِيَّةِ". وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، نحو ذلك.

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{وَمَنْ يُطِعِ اللّه وَرَسُولَهُ} قَالَ: فِيمَا اقْتَصَّ مِنَ الْمَوَارِيثِ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{وَمَنْ يُطِعِ اللّه وَرَسُولَهُ} فَيُقْسِمُ الْمِيرَاثَ كَمَا أَمَرَهُ اللّه".

  أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: "{وَمَنْ يُطِعِ اللّه وَرَسُولَهُ} قَالَ: مَنْ يُؤْمِنُ بِهَذِهِ الْفَرَائِضِ".

قوله تعالى: {يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللّه: "أَنْهَارُ الْجَنَّةِ تَفَجَّرُ مِنْ جَبَلٍ مِنْ مِسْكٍ".

  حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى الأَنْصَارِيُّ، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ،

قوله: "{تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} يعْنِي: الْمَسَاكِنُ تَجْرِي أَسْفَلِهَا أَنْهَارُهَا".

 حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} يعْنِي: تَحْتَهَا الأَنْهَارُ: تَحْتَ الشَّجَرِ الْبَسَاتِينُ".

قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{خَالِدِينَ فِيهَا} يعْنِي: لا يَمُوتُونَ".

قوله تعالى: {وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{وَذَلِكَ} يعْنِي: ذَلِكَ الثَّوَابُ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ".

١٤

قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْصِ اللّه وَرَسُولَهُ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "الضَّرَرُ فِي الْوَصِيَّةِ مِنَ الْكَبَائِرِ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَمَنْ يَعْصِ اللّه وَرَسُولَهُ}".

  حَدَّثَنَـا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مَوْلَى عَبْدِ اللّه بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، ثنا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{وَمَنْ يَعْصِ اللّه وَرَسُولَهُ} قَالَ: فِي الْوَصِيَّةِ".

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{وَمَنْ يَعْصِ اللّه وَرَسُولَهُ} يعْنِي: وَمَنْ يَكْفُرُ بِقِسْمَةِ الْمَوَارِيثِ وَهُمُ الْمُنَـافِقُونَ، كَانُوا لا يَعُدُّونَ بِأَنَّ لِلنَّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ الصِّغَارِ مِنَ الْمِيرَاثِ نَصِيباً ".

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{وَمَنْ يَعْصِ اللّه وَرَسُولَهُ} قَالَ: فِيمَا افْتَرَضَ مِنَ الْمَوَارِيثِ".

  أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: "{وَمَنْ يَعْصِ اللّه وَرَسُولَهُ} قَالَ: مَنْ لا يُؤْمِنُ بِاللّه".

قوله تعالى: {وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ

قوله: "{وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ} يعْنِي: مَنْ لَمْ يَرْضَ بِقَسْمِ اللّه وَتَعَدَّى مَا قَالَ".

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى، ثنا عَبْدُ اللّه، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ} يعْنِي: يُخَالِفُ أَمْرَهُ فِي قِسْمَةِ الْمَوَارِيثِ".

قوله تعالى: {يُدْخِلْهُ نَاراً  خَالِداً  فِيهَا}

 وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي

قوله: "{يُدْخِلْهُ نَاراً  خَالِداً  فِيهَا} يعْنِي: يُخَلَّدُ فِيهَا بِكُفْرِهِ بِقِسْمَةِ الْمَوَارِيثَ وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ".

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلٍ

قوله: "{وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} يعْنِي: الْمُهِينُ: الْهَوَانُ".

١٥

قال تعالى:

قوله تعالى: {وَاللاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ}

  حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَاللاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ} فَكَانَ ذَلِكَ الْفَاحِشَةُ فِي هَؤُلاءِ الآيَاتِ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ سُورَةُ النُّورِ فِي الْجَلْدِ وَالرَّجْمِ، فَإِنْ جَاءَتِ الْيَوْمَ بِفَاحِشَةٍ بَيِّنَةٍ، فَإِنَّهَا تَخْرُجُ وَتُرْجَمُ بِالْحِجَارَةِ، فَنَسَخَتْهَا هَذِهِ الآيَةُ: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَـا مِـائَةَ جَلْدَةٍ} وَالسَّبِيلُ الَّذِي جَعَلَ اللّه لَهُنَّ الْجَلْدُ وَالرَّجْمُ".

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{وَاللاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ} أَنَّهَا الزِّنَا". وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَالسُّدِّيِّ:أَنَّهَا الزِّنَا".

قوله تعالى: {مِنْ نِسَائِكُمْ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{مِنْ نِسَائِكُمْ} يعْنِي: الْمَرْأَةَ الثَّيِّبَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ".

قوله تعالى: {فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ}

  وَبِه ِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ} يعْنِي: مِنَ الْمُسْلِمِينَ الأَحْرَارِ".

قوله تعالى: {فَإِنْ شَهِدُوا}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{فَإِنْ شَهِدُوا} يعْنِي: الزِّنَا".

قوله تعالى: {فَأَمْسِكُوهُنَّ}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{فَأَمْسِكُوهُنَّ} يعْنِي: احْبِسُوهُنَّ فِي السُّجُونِ".

قوله تعالى: {فِي الْبُيُوتِ}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ} يعْنِي: فِي السُّجُونِ، قَالَ: كَانَ هَذَا فِي أَوَّلِ الإِسْلامِ، كَانَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا شَهِدَ عَلَيْهَا أَرْبَعَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عُدُولٌ بِالزِّنَـا حُبِسَتْ فِي السِّجْنِ، فَإِنْ كَانَ لَهَا زَوْجٌ أَخَذَ الْمَهْرَ مِنْهَا، وَلَكِنَّهُ يُنْفِقُ عَلَيْهَا مِنْ غَيْرِ طَلاقٍ، وَلَيْسَ عَلَيْهَا حَدٌّ، وَلا يُجَامِعُهَا، وَلَكِنْ يَحْبِسُهَا فِي السِّجْنِ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ السَّعْدِيُّ، أَنْبَأَ جَرِيرٌ، عَنْ مُسْلِمٍ الأَعْوَرِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي

قوله: "{وَاللاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ} } إِلَى قَوْلِهِ {{فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ} قَالَ: كَانَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا فَجَرَتْ، حُبِسَتْ حَتَّى نَزَلَتْ: {أَوْ يَجْعَلَ اللّه لَهُنَّ سَبِيلا}".

 حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو حُصَيْنٍ الرَّازِيُّ، ثنا مَرْوَانُ يعْنِي الْفَزَارِيُّ، ثنا مُسْلِمٌ يعْنِي الأَعْوَرَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِنَحْوِهِ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: "كُنَّ يُحْبَسْنَ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى نَزَلَتْ آيَةُ الْحُدُودِ، فَلَمَّا نَزَلَتْ، أُخْرَجْنَ فَجُلِدْنَ مَنْ كَانَ عَلَيْهَا الْحَدُّ".

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: "{فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ}: فَكَانَ ذَلِكَ الْفَاحِشَةُ فِي هَؤُلاءِ الآيَاتِ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ سُورَةُ النُّورِ فِي الْجَلْدِ وَالرَّجْمِ، فَإِنْ جَاءَتْ بِفَاحِشَةٍ بَيِّنَةٍ، فَإِنَّهَـا تَخْرُجُ وَتُرْجَمُ بِالْحِجَارَةِ، فَنَسَخَتْهَا هَذِهِ الآيَةُ: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ}". وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، وَعِكْرِمَةَ، وَأَبِي صَالِحٍ، وَقَتَادَةَ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَالضَّحَّاكِ: أَنَّهَا مَنْسُوخَةٌ

قوله تعالى: {حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ} يعْنِي: حَتَّى تَمُوتَ الْمَرْأَةُ وَهِيَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ".

قوله تعالى: {أَوْ يَجْعَلَ اللّه لَهُنَّ سَبِيلا}

  حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللّه الرَّقَاشِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ أَنَّ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ عُرِفَ ذَلِكَ فِيهِ، فَلَمَّا أُنْزِلَتْ: "{أَوْ يَجْعَلَ اللّه لَهُنَّ سَبِيلا} فَلَمَّا ارْتَفَعَ الْوَحْيُ، قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُذُوا عَنِّي خُذُوا، قَدْ جَعَلَ اللّه الْبِكْرَ بِالْبِكْرِ، جَلْدُ مِائَةٍ وَنَفْيُ سَنَةٍ، وَالثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ، جَلْدُ مِائَةٍ وَرَجْمٌ بِالْحِجَارَةِ".

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{أَوْ يَجْعَلَ اللّه لَهُنَّ سَبِيلا} فَالسَّبِيلُ الَّذِي جَعَلَ اللّه لَهُنَّ الْجَلْدُ وَالرَّجْمُ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{أَوْ يَجْعَلَ اللّه لَهُنَّ سَبِيلا} يعْنِي: مَخْرَجاً  مِنَ الْحَبْسِ، وَالْمَخْرَجُ: الْحَدُّ".

قوله تعالى: {وَاللَّذَانِ}

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

١٦

قوله: "{وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ} قَال: الرَّجُلانِ الزَّانِيَانِ".

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: "ثُمَّ ذَكَرَ الْجَوَارِيَ وَالْفِتْيَانَ الَّذِينَ لَمْ يَنْكِحُوا، فَقَالَ: {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ}".

قوله تعالى: {يَأْتِيَانِهَا}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: "وَذَكَرَ الْبِكْرَيْنِ اللَّذَيْنِ لَمْ يُحْصِنَا فَقَالَ: {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا} يعْنِي: الْفَاحِشَةَ وَهُوَ الزِّنَا".

قوله تعالى: {مِنْكُمْ}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ} يعْنِي: مِنَ الْمُسْلِمِينَ".

قوله تعالى: {فَآذُوهُمَا}

 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا} فَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا زَنَـا أُوذِيَ بِالتَّعْيِيرِ وَضُرِبَ بِالنِّعَالِ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى بَعْدَهُ الآيَةَ: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} فَإِنْ كَانَا مُحْصَنَيْنِ رُجِمَا فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{فَآذُوهُمَا} يعْنِي: باللِّسَانُ بِالتَّعْيِيرِ وَالْكَلامُ الْقَبِيحُ لَهُمَا بِمَا عَمَلا، وَلَيْسَ عَلَيْهِمَا حَبْسٌ لأَنَّهُمَا بِكْرَانِ، وَلَكِنْ يُعَيَّرَا لِيَتُوبَا وَيَنْدَمَا".

قوله تعالى: {فَإِنْ تَابَا}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{فَإِنْ تَابَا} يعْنِي: مِنَ الْفَاحِشَةِ".

قوله تعالى: {وَأَصْلَحَا}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا} يعْنِي: الْعَمَلَ".

قوله تعالى: {فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا} يعْنِي: لا تُسْمِعُوهُمَا الأَذَى بَعْدَ التَّوْبَةِ {إِنَّ اللّه كَانَ تَوَّاباً  رَحِيماً} فَكَانَ هَذَا يُفْعَلُ بِالْبِكْرِ وَالثَّيِّبِ فِي أَوَّلِ الإِسْلامِ، ثُمَّ نَزَلَ حَدَّ الزَّانِي، فَصَارَ الْحَبْسُ وَالأَذَى مَـنْسُوخاً  نَسَخَتْهُ هَذِهِ الآيَةُ الَّتِي فِي السُّورَةِ الَّتِي يَذْكُرُ فِيهَا النُّورُ: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي}".

قوله تعالى: {إِنَّ اللّه كَانَ تَوَّاباً}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ قَالَ: "إِنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ كَتَبَ: أَنَا التَّوَّابُ، أَتُوبُ عَلَى مَنْ تَابَ".

قوله تعالى: {رَحِيماً}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{رَحِيماً} بِهِمْ بَعْدَ التَّوْبَةِ".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ

قوله: "{رَحِيماً} قَالَ: بِعِبَادِهِ".

١٧

قوله تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّه لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَارِثِيُّ، ثنا عُثْمَانُ ابْنُ الأَسْوَدِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِداً  يَقُولُ فِي

قوله: "{إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّه لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ} قَالَ: مَنْ عَمِلَ ذَنْباً  سَوَاءً مِنْ شَيْخٍ أَوْ شَابٍّ فَهُوَ بِجَهَالَةٍ".

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللّه الدَّشْتَكِيُّ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ يعْنِي الرَّازِيَّ، عَنِ الرَّبِيعِ فِي

قوله: "{إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّه لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ} قَالَ: هُمْ أَهْلُ الإِيمَانِ".

قوله تعالى: {بِجَهَالَةٍ}

 حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ مُجَاهِد، وَجُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ فِي

قوله: "{إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّه لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ} قَالا: لَيْسَ مِنْ جَهَالَتِهِ أَنْ يَعْلَمَ حَلالا وَحَرَاماً ، وَلَكِنْ مِنْ جَهَالَتِهِ حِينَ دَخَلَ فِيهِ".

  حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَة، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّه لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ} قَالَ: مَنْ عَصَى رَبَّهُ فَهُوَ جَاهِلٌ حَتَّى يَنْزِعَ عَنْ مَعْصِيَتِهِ".

  حَدَّثَنَا الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّه لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ} قَالَ: الْجَهَالَةُ: الْعَمْدُ". وَرُوِيَ عَنِ عَطَاءٍ مِثْلُهُ

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ جُهَيْرِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ

قوله: "{إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّه لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ} قُلْتُ: لِمَ هَذِهِ الْجَهَالَةُ ؟ قَالَ: فَيَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّهَا جَهَالَةٌ".

‏  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ يعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ} قَالَ: مَنْ عَمِلَ سُوءاً  خَطَاً  أَوْ إِثْماً  أَوْ عَمْداً  فَهُوَ جَاهِلٌ حَتَّى يَنْزِعَ مِنْهُ". وَرُوِيَ عَنِ قَتَادَةَ، وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، وَالثَّوْرِيِّ نحو ذلك.: "عَمْداً  أَوْ خَطَاً ".

 وَالوجه الثَّالِثُ:

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ، وَالْمُقَدَّمِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالُوا: ثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي

قوله: "{لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ} قَالَ: الدُّنْيَا كُلُّهَا بِجَهَالَةٍ".

قوله تعالى: {ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ}

  حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ، أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ بَلْحَارِثِ يُقَالُ لَهُ أَيُّوبُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللّه بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: "مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِعَامٍ تِيبَ عَلَيْهِ، وَمَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ تِيبَ عَلَيْهِ، وَمَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِجُمُعَةٍ تِيبَ عَلَيْهِ، وَمَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِيَوْمٍ تِيبَ عَلَيْهِ، وَمَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَاعَةٍ تِيبَ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّه لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ} فَقَالَ: إِنَّمَا أُحَدِّثُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

  حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ} وَالْقَرِيبُ: مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى مَلَكِ الْمَوْتِ".

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا يُونُسُ يعْنِي ابْنَ بُكَيْرٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ طَهْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ يَقُولُ: "{ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ} قَالَ: مَا كَانَ دُونَ الْمَوْتِ فَهُوَ قَرِيبٌ".

 وَالوجه الثَّالِثُ:

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ، أَنْبَأَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي

قوله: "{ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ} قَالَ: كُلُّ الدُّنْيَا قَرِيبٌ".

 وَالوجه الرَّابِعُ:

 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ} وَالْقَرِيبُ: قَبْلَ الْمَوْتِ مَا دَامَ فِي صِحَّتِهِ". وَرُوِيَ عَنِ قَتَادَةَ نَحْوُهُ

 وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ:

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللّه بْنِ صَخْرٍ الْغُدَانِيُّ، ثنا مِسْكِينُ بْنُ عَبْدِ اللّه الطَّاحِيُّ أَبُو فَاطِمَةَ، ثنا حَوْشَبٌ، عَنِ الْحَسَنِ فِي

قوله: "{ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ} قَالَ: مَا لَمْ يُغَرْغِرْ".

قوله تعالى: {فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللّه عَلَيْهِمْ}

  حَدَّثَنَـا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ ابْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَلْحَارِثِ يُقَالُ لَهُ أَيُّوبُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللّه بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: "مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِعَامٍ تِيبَ عَلَيْهِ، وَمَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ تِيبَ عَلَيْهِ، وَمَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِجُمُعَةٍ تِيبَ عَلَيْهِ، وَمَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِيَوْمٍ تِيبَ عَلَيْهِ، وَمِنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَاعَةٍ تِيبَ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّمَا قَالَ اللّه تَعَالَى: {ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللّه عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّه عَلِيماً  حَكِيماً} فَقَالَ:إِنَّمَا أُحَدِّثُكَ مَا سَمِعْتُ مِنَ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

قوله تعالى: {وَكَانَ اللّه}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا الْعَبَّاسِ، سَمِعْتُ اللّه يَقُولُ: "{وَكَانَ اللّه} كَأَنَّهُ شَيْءٌ كَانَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَّا

قوله: {وَكَانَ اللّه} فَإِنَّهُ لَمْ يَزَلْ وَلا يَزَالُ، وَهُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ، وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ".

  حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ

قوله: "{وَكَانَ اللّه} فَهُوَ كَذَلِكَ".

قوله تعالى: {عَلِيماً  حَكِيماً}

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{عَلِيماً} أَيْ:عَلِيمٌ بِمَا تُخْفُونَ، الْحَكِيمُ فِي عُذْرِهِ وَحُجَّتِهِ إِلَى عِبَادِهِ".

١٨

قوله تعالى: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَلْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ، ثنا رَجُلٌ مِنَّا يُقَالُ لَهُ أَيُّوبُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللّه بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: "مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ عَاماً  أَوْ بِعَامٍ تِيبَ عَلَيْهِ، حَتَّى قَالَ: بِشَهْرٍ، حَتَّى قَالَ: بِجُمُعَةٍ، حَتَّى قَالَ: بِيَوْمٍ، حَتَّى قَالَ: بِسَاعَةٍ، حَتَّى قَالَ: بِفَوَاقٍ، فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللّه، أَلَمْ يَقُلِ اللّه تَعَالَى: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ} فَقَالَ: إِنَّمَا أُحَدِّثُكَ مَا سَمِعْتُ مِنَ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أبي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ فِي

قوله: "{وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ} قَالَ: هَذَا فِي أَهْلِ النِّفَاقِ".

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَحَادَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ عَنْ

قوله: "{وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ} قَالَ: الشِّرْكُ".

قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ}

  حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ،أَنْبَأَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ يَعْلَى بْنِ نُعْمَانَ، أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ مِنِ ابْنِ عُمَرَ يَقُولُ: "التَّوْبَةُ مَبْسُوطَةٌ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يُسَقْ، ثُمَّ قَرَأَ ابْنُ عُمَرَ: {حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ} قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ: وَهَلِ الْحُضُورُ إِلا السَّوْقُ".

 حَدَّثَنَا أَبُو سعيد الأَشَجِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَحَادَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ عَنْ

قوله: "{حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ} قَالَ: إِذَا عَايَنَ".

قوله تعالى: {قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثنا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللّه: "{حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ} قَالَ: لا يُقْبَلُ ذَاكَ مِنْهُ".

قوله تعالى: {وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ} } إِلَى قَوْلِهِ {{وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ} قَالَ: فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى بَعْدَ ذَلِكَ: {إِنَّ اللّه لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرِكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} فَحَرَّمَ اللّه الْمَغْفِرَةَ عَلَى مَنْ مَاتَ وَهُوَ كَافِرٌ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ فِي

قوله: "{وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ} قَالَ: هَذَا فِي أَهْلِ الشِّرْكِ". وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَالرَّبِيعِ بْن أَنَسٍ نحو ذلك.

قوله تعالى: {أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً  أَلِيماً}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي

قوله: "{عَذَاباً} يَقُولُ: نَكَالا".

قوله تعالى: {أَلِيماً}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيلُ، حَدَّثَنِي أَبِي عَمْرٌو، ثنا أَبِي، أَنْبَأَ شَبِيبُ بْنُ بِشْرٍ، أَنْبَأَ عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي

قوله: "{أَلِيماً} قَالَ: كُلُّ شَيْءٍ وَجَعٌ".

  حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا آدَمُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ فِي

قوله: "{أَلِيماً} قَالَ: الأَلِيمَ: الْمُوجِعُ فِي الْقُرْآنِ كُلِّـهِ". وَرُوِيَ عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَالضَّحَّاكِ، وَقَتَادَةَ، وَأَبِي مَالِكٍ، وَأَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، وَمُقَـاتِلِ بْنِ حَيَّانَ نحو ذلك.

١٩

قال تعالى:

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}

  حَدَّثَنَـا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ يعْنِي ابْنَ هِشَامٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "مَا فِي الْقُرْآنِ آيَةُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} إِلا كَانَ عَلِيٌّ سَيِّدَهَا وَشَرِيفَهَا وَأَمِيرَهَا، وَمَا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ إِلا قَدْ عُوتِبَ فِي الْقُرْآنِ إِلا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَإِنَّهُ لَمْ يُعَاتَبْ فِي شَيْءٍ مِنْهُ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ: "مَا تَقْرَءُونَ فِي الْقُرْآنِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} فَإِنَّهُ فِي التَّوْرَاةِ: يَا أَيُّهَا الْمَسَاكِينُ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ الْمُبَارَكِ، أَنْبَأَ مِسْعَرٌ، ثنا مَعْنٌ، وَعَوْنٌ، أَوْ أَحَدُهُمَا، أَنَّ رَجُلا أَتَى عَبْدَ اللّه بْنَ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: اعْهَدْ إِلَيَّ، فَقَالَ: إِذَا سَمِعْتَ اللّه تَعَالَى يَقُولُ: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} فَارْعَهَا سَمْعَكَ فَهُوَ خَيْرٌ يَأْمُرُ بِهِ أَوْ شَرٌّ يَنْهَى عَنْهُ".

قوله تعالى: {لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً}

 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً} قَـالَ: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا مَـاتَ وَتَرَكَ جَارِيَةً أَلْقَى عَلَيْهَا حَمِيمَةَ ثَوْبِهِ فَمَنَعَهَا، فَإِنْ كَانَتْ جَمِيلَةً تَزَوَّجَهَا، وَإِنْ كَانَتْ ذَمِيمَةً حَبَسَهَا حَتَّى تَمُوتَ فَيَرِثُهَا".

  حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ، وَذَكَرَهُ عَطَاءٌ أَبُو الْحَسَنِ السُّوَائِيُّ، وَلا أَظُنُّهُ إِلا ذَكَرَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي

قوله: "{لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً} قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا مَاتَ كَانَ أَوْلِيَاؤُهُ أَحَقُّ بِإِمَـائِهِ مِنْ وَلِيِّ نَفْسِهَا، إِنْ شَاءَ بَعْضُهُمْ تَزَوَّجَهَا، وَإِنْ شَاءُوا زَوَّجُوهَا، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي ذَلِكَ". وَرُوِيَ عَنِ أَبِي مِجْلَزٍ، نحو ذلك.

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو قَيْسٍ الأَسْلَتُ، أَرَادَ ابْنُهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ امْرَأَتَهُ، وَكَانَ ذَلِكَ لَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً}".

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، قَالَ: "كَانَتِ الْمَرْأَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا مَاتَ زَوْجُهَا جَاءَ وَلِيُّهُ، فَأَلْقَى عَلَيْهَا ثَوْباً ، فَإِنْ كَانَ لَهُ ابْنٌ صَغِيرٌ أَوْ أَخٌ حَبَسَهَا حَتَّى تَشِيبَ أَوْ تَمُوتَ، فَيَرِثُهَا، فَإِنْ هِيَ انْفَلَتَتْ فَأَتَتْ أَهْلَهَا وَلَمْ يُلْقِ عَلَيْهَا ثَوْباً  نَجَتْ، فَأَنْزَلَ اللّه عَزَّ وَجَلَّ: {لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً}".

  حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ السَّكَنِ الْبَصْرِيُّ، ثنا أَبُو زَيْدٍ يعْنِي النَّحْوِيَّ، ثنا قَيْسٌ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً}: فَإِنَّ الرَّجُلَ يَكُونُ فِي حِجْرِهِ الْيَتِيمَةُ هُوَ يَلِي أَمْرَهَا، فَيَحْبِسُهَا رَجَاءَ أَنْ تَمُوتَ امْرَأَتُهُ فَيَتَزَوَّجُهَا أَوْ يَتَزَوَّجُهَا ابْنُهُ". قَـالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَأَبِي مِجْلَزٍ، وَالضَّحَّاكِ، وَالزُّهْرِيِّ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ نَحْوُ مَا رُوِّينَا عَنْهُمْ

  قُرِئَ عَلَى يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، قَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ فِي هَذِهِ الآيَةِ: "{لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً} كَانَ أَهْلُ يَثْرِبَ إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَرِثَ امْرَأَتَهُ مَنْ يَرِثُ مَالَهُ، فَكَانَ يَعْضِلُـهَا حَتَّى يَتَزَوَّجَهَا، أَوْ يُزَوِّجَهَا مَنْ أَرَادَ، وَكَانَ أَهْلُ تِهَامَةَ يُسِئُ الرَّجُلُ صُحْبَةَ الْمَرْأَةِ حَتَّى يُطَلِّقَهَا، وَيَشْتَرِطُ عَلَيْهَا أَلا تَنْكِحَ إِلا مَنْ أَرَادَ حَتَّى تَفْتَدِيَ مِنْهُ بِبَعْضِ مَا أَعْطَاهَا، فَنَهَى اللّه الْمُؤْمِنِينَ عَنْ ذَلِكَ".

قوله تعالى: {وَلا تَعْضُلُوهُنَّ}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ التَّمِيمِيُّ،أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي

قوله: "{وَلا تَعْضُلُوهُنَّ} قَالَ: يَقُولُ: لا تَمْنَعُوهُنَّ، تَحْبِسُوهُنَّ". وَرُوِيَ عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ نحو ذلك.

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَلا تَعْضُلُوهُنَّ} يعْنِي: لا تَقْهَرُوهُنَّ".

 وَالوجه الثَّالِثُ:

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عُبَيْدُ اللّه، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ فِي

قوله: "{وَلا تَعْضُلُوهُنَّ} قَالَ: لا تَضُرَّ بِامْرَأَتِكَ لِتَفْتَدِيَ مِنْكَ". وَرُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ، وَالضَّحَّاكِ نحو ذلك.

قوله تعالى: {لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ} قَالَ: يعْنِي الرَّجُلَ تَكُونُ لَهُ الْمَرْأَةُ، وَهُوَ كَارِهٌ لِصُحْبَتِهَا، وَلَهَا عَلَيْهِ مَهْرٌ فَيَضْرِبُهَا لِتَفْتَدِيَ".

قوله تعالى: {إِلا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ}

 حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى، وَأَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{إِلا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} قَالَ: الزِّنَـا". وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَالْحَسَنِ، وَالشَّعْبِيِّ، وَعِكْرِمَةَ فِي إِحْدَى الرِّوَايَـاتِ، وَالضَّحَّاكِ فِي إِحْدَى الرِّوَايَاتِ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَمُحَـمَّدِ ابْـنِ سِيرِينَ، وَأَبِي قِلابَةَ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَأَبِي صَالِحٍ، وَالسُّدِّيِّ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ نحو ذلك.

وَالوجه الثَّانِي: وهو أحد أقوال ابن عباس:

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوَحَاظِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ يعْنِي ابْنَ بِلالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي

قوله: "{إِلا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} قَالَ: الْفَاحِشَةُ الْمُبَيَّنَةُ: أَنْ تَفَحَشَ الْمَرْأَةُ عَلَى أَهْلِ الرَّجُلِ وَتُؤْذِيهِمْ". وَرُوِيَ عَنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَأَحَدِ قَوْلَيْ عِكْرِمَةَ نحو ذلك.

وَالوجه الثَّالِثُ: وهوأحد أقوال ابن عباس:

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، وَأَبُو زِيَادٍ الْقَطَّانُ، قَالا: ثنا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا صَالِحٌ الدَّهَّانُ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِ: "{إِلا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} قَـالَ: الْفَاحِشَةُ الْمُبَيَّنَةُ: النُّشُوزُ وَسُوءُ الْخُلُقِ، كَانَ يَقُولُ: إِذَا نَشَزَتْ وَسَاءَ خُلُقُهَا أَخْرَجَهَا". وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَحَدِ قَوْلَيِ الضَّحَّاكِ، وَقَتَادَةَ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ نحو ذلك.

قوله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} أَمَّا عَاشِرُوهُنَّ فَيَقُولُ: خَالِطُوهُنَّ".

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ،أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ

قوله: "{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} يعْنِي: صُحْبَتَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ".

قوله تعالى: {فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ}

  وَبِهِ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ

قوله: "{فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً} فَيُطَلِّقُهَا فَتَتَزَوَّجُ مِنْ بَعْدِهِ رَجُلا، فَيُجْعَلُ اللّه لَهُ مِنْهَا وَلَداً ".

قوله تعالى: {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{عَسَى} قَالَ: عَسَى مِنَ اللّه وَاجِبٌ".

قوله تعالى: {وَيَجْعَلُ اللّه فِيهِ}

  أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي عَمِّي الْحُسَيْنُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَيَجْعَلُ اللّه فِيهِ خَيْراً  كَثِيراً} قَالَ: وَيَجْعَلُ اللّه فِي وَلَدِهَا خَيْراً  كَثِيراً ".

وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{وَيَجْعَلُ اللّه فِيهِ خَيْراً  كَثِيراً} فَعَسَى اللّه أَنْ يَجْعَلَ فِي الْكَرَاهَةِ خَيْراً ".

 وَالوجه الثَّالِثُ:

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ

قوله: "{وَيَجْعَلُ اللّه فِيهِ خَيْراً  كَثِيراً} قَالَ: وَيَجْعَلُ اللّه فِي تَزْوِيجِهَا خَيْراً  كَثِيراً ".

قوله تعالى: {خَيْراً  كَثِيراً}

 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنِ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَيَجْعَلُ اللّه فِيهِ خَيْراً  كَثِيراً} وَالْخَيْرُ الْكَثِيرُ: أَنْ يَعْطِفَ الرَّجُلُ عَلَيْهَا فَيُرْزَقَ الرَّجُلُ وَلَدَهَا".

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{وَيَجْعَلَ اللّه فِيهِ خَيْراً  كَثِيراً} وَأَمَّا خَيْراً  كَثِيراً  فَهُوَ الْوَلَدُ".

٢٠

قوله تعالى: {وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ} قَـالَ: إِنْ كَرِهْتَ امْرَأَتَكَ وَأَعْجَبَكَ غَيْرُهَـا، فَطَلَّقْتَ هَذِهِ وَتَزَوَّجْتَ تِلْكَ". وَرُوِيَ عَنِ مُجَاهِدٍ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ نحو ذلك.

قوله تعالى: {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً}

  وَبِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: "{وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً} قَالَ: إِنْ كَرِهْتَ امْرَأَتَكَ وَأَعْجَبَكَ غَيْرُهَا، فَطَلَّقْتَ هَذِهِ وَتَزَوَّجْتَ تِلْكَ، فَأَعْطِ هَذِهِ مَهْرَهَا وَإِنْ كَانَ قِنْطَاراً ".

قوله تعالى: {قِنْطَاراً}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ يُحَنِّسَ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَرَأَ خَمْسِينَ آيَةً فِي لَيْلَةٍ أَصْبَحَ لَهُ قِنْطَارٌ مِنَ الأَجْرِ، وَالْقِنْطَارُ مِثْلُ التَّلِّ الْعَظِيمِ".

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَرْقِيِّ، ثنا عَمْرٌو يعْنِي ابْنَ أَبِي سَلَمَةَ، أَنْبَأَ زُهَيْرٌ يعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، ثنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، وَرَجُلٌ آخَرُ سَمَّاهُ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً} يعْنِي أَلْفَ دِينَارٍ".

 وَالوجه الثَّالِثُ:

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا الْعَلاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ وَرْدَانَ، ثنا يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْقِنْطَارُ: أَلْفُ دِينَارٍ".

 وَالوجه الرَّابِعُ:

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَيَّاشٍ، ثنا أَبُو حُصَيْنٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: "الْقِنْطَارُ: أَلْفُ وَمِائَتَا أُوقِيَّةٍ". وَرُوِيَ عَنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ نحو ذلك.

وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ:

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَعَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: "الْقِنْطَارُ: ثَمَانُونَ أَلْفاً ".

 وَالْوَجْهُ السَّادِسُ:

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَارِمٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: "الْقِنْطَارُ مِلْءُ مِسْكِ ثَوْرٍ ذَهَباً ". وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْحَرَشِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ مَرْفُوعاً ، الْمَوْقُوفُ أَصَحُّ

وَالْوَجْهُ السَّابِعُ:

 حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللّه الطِّهْرَانِيُّ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ عُمَرُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ سُئِلَ عَنْ

قوله: "{الْقِنْطَارُ} قَالَ: سَبْعُونَ أَلْفاً ". وَرُوِيَ عَنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، فِي إِحْدَى قَوْلَيْهِ، وَمُجَاهِدٍ، وَطَاوُسٍ مِثْلُ ذَلِكَ

 وَالْوَجْهُ الثَّامِنُ:

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ فِي هَذِهِ الآيَةِ: "{وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً} قَالَ:الْقِنْطَارُ: أَلْفٌ وَمِائَتَا دِينَارٍ".

 وَالْوَجْهُ التَّاسِعُ:

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: "الْقِنْطَارُ: مِائَةُ رَطْلٍ". وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ، وَالشَّعْبِيِّ، وَالسُّدِّيِّ، وَقَتَادَةَ، نحو ذلك.

 وَالْوَجْهُ الْعَاشِرُ:

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ فِي

قوله: "{قِنْطَاراً} قَالَ: مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ: الْقِنْطَارُ: أَلْفُ دِينَارٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: اثَنَا عَشَرَ أَلْفاً ". وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ فِي إِحْدَى الرِّوَايَاتِ أَنَّهُ قَالَ: "اثَنَا عَشَرَ أَلْفاً ".

وَالْوَجْهُ الْحَادِيَ عَشَرَ:

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى بْنِ مَيْسَرَةَ الْحَارِثِيُّ، ثنا زَافِرٌ، ثنا حَبَّانُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: "الْقِنْطَارُ: خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفَ مِثْقَـالٍ، وَالْمِثْقَـالُ: أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ قِيرَاطاً ، أَصْغَرُهَا مِثْلُ أُحُدٍ، وَأَكْبَرُهَا مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ".

قوله تعالى: {فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً}

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً} قَالَ: فَلا يَحِلُّ لَهُ مِنْ مَالِ الْمُطَلَّقَةِ شَيْءٌ وَإِنْ كَثُرَ".

قوله تعالى: {أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً}

  وَبِهِ عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: "{بُهْتَاناً} قَالَ: إِثْماً ".

قوله تعالى: {وَإِثْماً  مُبِيناً}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{مُبِيناً} يعْنِي: الْبَيِّنَ".

٢١

قوله تعالى: {وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا مُقَاتِلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ بُكْرِ بْنِ عَبْدِ اللّه الْمُزَنِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي

قوله: "{وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ} قَالَ: الإِفْضَاءُ: الْجِمَاعُ". وَرُوِيَ عَنِ مُجَاهِدٍ، وَالسُّدِّيِّ نحو ذلك.

 وَالوجه الثَّانِي:

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ،أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ

قوله: "{وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ} تَعْظِيماً ".

قوله تعالى: {وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً  غَلِيظاً}

 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ عِمْرَانَ الأَسَدِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً  غَلِيظاً} قَالَ: هُوَ قَوْلُ الرَّجُلِ: مَلَكْتُ". وَرُوِيَ عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: هُوَ

قوله: "قَدْ نَكَحْتُ عِنْدَ الْخِطْبَةِ".

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً  غَلِيظاً} قَالَ: كَلِمَةُ النِّكَاحِ الَّتِي تُسْتَحَلُ بِهَا فُرُوجُهُنَّ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، وَكَثِيرُ بْنُ شِهَابٍ قَالا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ فِي

قوله: "{وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً  غَلِيظاً} قَالَ: الْمِيثَاقُ الْغَلِيظُ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللّه، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللّه".زَادَ كَثِيرُ بْنُ شِهَابٍ: فَإِنَّ كَلِمَةَ اللّه هِيَ: التَّشَهُّدُ فِي الْخِطْبَةِ، قَالَ: وَكَانَ فِيمَا أُعْطِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ، قَالَ: "جَعَلْتُ أُمَّتَكَ لا تَجُوزُ لَــهُمُ الْخِطْبَةُ حَتَّى يشهَدُوا أَنَّكَ عَبْدِي وَرَسُولِي". وَرُوِيَ عَنِ عِكْرِمَةَ، وَمُجَاهِدٍ مِثْلُ مَتْنِ حَدِيثِ أَبِي زُرْعَةَ

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ نُمَيْرٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً  غَلِيظاً} قَالَ:

قوله: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}". وَرُوِيَ عَنِ أَبِي الْعَالِيَةِ، وَالْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ، وَعِكْرِمَةَ، وَالضَّحَّاكِ، وَالسُّدِّيِّ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ نحو ذلك.

قوله تعالى: {غَلِيظاً}

  حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ

قوله: "{غَلِيظاً} يعْنِي: شَدِيداً ".

٢٢

قوله تعالى: {وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ أَشْعَثَ ابْنِ سَوَّارٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ قَالَ: تُوُفِّيَ أَبُو قَيْسٍ وَكَانَ مِنَ صالح الأَنْصَارِ فَخَطَبَ ابْنُهُ قَيْسٌ امْرَأَتَهُ، فَقَالَتْ: إِنَّمَا أَعُدُّكَ وَلَداً ، وَأَنْتَ مِنْ صَالِحِي قَوْمِكَ، وَلَكِنْ آتِي رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْتَأْمِرُهُ. فَأَتَتْ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: "يَا رَسُولَ اللّه، إِنَّ أَبَا قَيْسٍ تُوُفِّيَ، فَقَالَ: خَيْراً . إِنَّ ابْنَهُ قَيْساً  خَطَبَنِي وَهُوَ مِنْ صَالِحِي قَوْمِهِ، وَإِنَّمَا كُنْتُ أَعُدُّهُ وَلَداً ، فَمَا تَرَى ؟ قَالَ لَهَا: ارْجِعِي إِلَى بَيْتِكِ. قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا قَدْ سَلَفَ}".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ} يَقُولُ: كُلُّ امْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا أَبُوكَ أَوِ ابْنُكَ دَخَلَ أَوْ لَمْ يَدْخُلْ بِهَا، فَهِيَ عَلَيْكَ حَرَامٌ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، أَنْبَأَ خَالِدٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ فِي

قوله: "{وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} قَالَ: هُوَ أَنْ تَمْلِكَ عُقْدَةَ النِّكَاحِ وَلَيْسَ بِالدُّخُولِ".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا صَفْوَانُ يعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالا: ثنا الْوَلِيدُ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مَشْيَخَةَ، قَالَ: "لا يَنْكِحُ رَجُلٌ امْرَأَةَ جَدِّ أَبِي أُمِّهِ، لأَنَّهُ مِنَ الآبَاءِ، يَقُولُ اللّه تَعَالَى: {وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ}".

قوله تعالى: {إِلا مَا قَدْ سَلَفَ}

  ذُكِرَ عَنْ أَبِي حُذَيْفَةَ مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَؤُهَا: "{وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا قَدْ سَلَفَ} إِلا مَا مَاتَ".

 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{إِلا مَا قَدْ سَلَفَ} يَقُولُ: فِي جَاهِلِيِّتِكُمْ".

قوله تعالى: {وَمَقْتاً}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ فِي

قوله: "{إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً} قَالَ: يَمْقُتُ اللّه عَلَيْهِ".

قوله تعالى: {وَسَاءَ سَبِيلا}

  وَبِهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ: "{وَسَاءَ سَبِيلا} قَالَ: طَرِيقاً  لِمَنْ عَمِلَ بِهِ".

٢٣

قال تعالى:

قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "حَرَّمَ عَلَيْكُمْ سَبْعاً  نَسَباً  وَسَبْعاً  صِهْراً ، وَقَرَأَ: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ}".

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ سَبْعٌ وَمِنَ الصِّهْرِ سَبْعٌ، ثُمَّ قَرَأَ: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَـاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ} فَهَذِهِ النَّسَبُ".

قوله تعالى: {وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ}

  حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلانِيُّ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهَا أَنَّ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "إِنَّ الرَّضَاعَةَ تُحَرِّمُ مَا تُحَرِّمُ الْوِلادَةُ".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيد، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: قَالَ اللّه تَعَالَى: "{وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ} قَالَ: وَهِيَ أُخْتُكَ مِنَ الرَّضَاعَةِ".

  حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بْنِ عَزْرَةَ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلاسِ بْنِ عَمْرٍو، أَن عَلِيّاً ، قَالَ: "فِي الرَّجُلِ يَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ، ثُمَّ يُطَلِّقُهَا، أَوْ مَاتَتْ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا هَلْ يَحِلُّ لَـهُ أُمُّهَا ؟ قَالَ عَلِيُّ: هِيَ بِمَنْزِلَةِ الرَّبِيبَةِ يعْنِي

قوله: {وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ}".

  حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بْنِ عَزْرَةَ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: "إِذَا طَلَّقَ الرَّجُلُ امْرَأَةً قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا أَوْ مَاتَتْ، لَمْ تَحِلَّ لَهُ أُمُّهَا، أَنَّهُ قَالَ: مُبْهَمَةٌ، فَكَرِهَهَا". وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَمَسْرُوقٍ، وَطَاوُسٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَعَطَاءٍ، وَالْحَسَنِ، وَمَكْحُولٍ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَقَتَادَةَ، وَالزُّهْرِيِّ نحو ذلك.

قوله تعالى: {وَرَبَائِبُكُمُ اللاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمْ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَ هِشَامٌ يعْنِي ابْنَ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، أَخْبَرَنَـا مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ قَالَ: كَانَتْ عِنْدِي امْرَأَةٌ، فَتُوُفِّيَتْ وَقَدْ وَلَدَتْ لِي، فَوَجَدْتُ عَلَيْهَا، فَلَقِيَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: "مَا لَكَ ؟ فَقُلْتُ: تُوُفِّيَتِ الْمَرْأَةُ. فَقَالَ عَلِيٌّ: لَـهَا ابْنَةٌ ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، وَهِيَ بِالطَّائِفِ. قَالَ: كَانَتْ فِي حِجْرِكَ ؟ قُلْتُ: لا، هِيَ بِالطَّائِفِ. قَالَ: فَانْكِحْهَا. قُلْتُ: فَأَيْنَ قَوْلُ اللّه تَعَالَى: وَرَبَائِبُكُمُ اللاتِي فِي حُجُورِكُمْ. قَالَ: إِنَّهَا لَمْ تَكُنْ فِي حِجْرِكَ، إِنَّمَا ذَلِكَ إِذَا كَانَتْ فِي حِجْرِكَ".

 وَالوجه الثَّانِي:

 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: "الرَّبِيبَةُ وَالأُمُّ سَوَاءٌ لا بَأْسَ بِهِمَا إِذَا لَمْ يَدْخُلْ بِالْمَرْأَةِ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: "الرَّبَائِبُ حَلالٌ مَا لَمْ تُنْكَحْ الأُمَّهَاتُ".

  حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ أَحْمَدَ الدَّشْتَكِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ إِبْرَاهِيمَ يعْنِي الصَّائِغَ، عَنْ يَزِيدَ يعْنِي النَّحْوِيَّ، قَالَ: وَسَأَلْتُهُ يعْنِي عِكْرِمَةَ: "لا تَحِلُّ لَهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ دَخَلَ بِأُمِّهَا، قَالَ اللّه تَعَالَى: {وَرَبَائِبُكُمُ اللاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ} فَهِيَ حَرَامٌ".

قوله تعالى: {اللاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{مِنْ نِسَائِكُمُ اللاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ} قَالَ: وَالدُّخُولُ: النِّكَاحُ". وَرُوِيَ عَنِ طَاوُسٍ قَالَ: "الدُّخُولُ: الْجِمَاعُ".

قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ}

  وَبِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ} قَالَ: فَلا حَرَجَ".

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ"عَنْ رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً فَمَاتَتْ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، وَلَـهَا بِنْتٌ أَيَتَزَوَّجُ بَنَتْهَا ؟ فَتَلا عَلَيَّ: {وَرَبَائِبُكُمُ اللاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ} قَالَ: لا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا".

قوله تعالى: {وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ}

  حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بْنِ عَزْرَةَ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ سَعِيدٌ: "وَكَانَ قَتَادَةُ يَكْرَهُ إِذَا تَزَوَّجَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ، ثُمَّ طَلَّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا أَنْ يَتَزَوَّجَهَا أَبُوهُ وَيَتَأَوَّلُ: {وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ}".

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدِّمِيُّ، ثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْحَسَنِ، وَمُحَمَّدٍ: "أَنَّ هَؤُلاءِ الآيَاتِ مُبْهَمَاتٌ: {وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمْ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ}". وَرُوِيَ عَنِ طَاوُسٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَإِبْرَاهِيمَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَمَكْحُولٍ نحو ذلك.

قوله تعالى: {الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ}

  حَدَّثَنَـا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مَوْلَى جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، ثنا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا يَحْيَى يعْنِي ابْنَ أَبِي زَائِدَةَ، ثنا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً عَنْ: "{وَحَلائِلُ أَبْنَـائِكُمْ} قَالَ: كُنَّـا نَتَحَدَّثُ وَاللّه أَعْلَمُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا نَكَحَ امْرَأَةَ زَيْدٍ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ بِمَكَّةَ فِي ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ}".

قوله تعالى: {وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأُخْتَيْنِ}

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّه بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ،أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَـالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، أَنَّ رَجُلا سَأَلَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ: "عَنِ الأُخْتَيْنِ مِنْ مِلْكِ الْيَمِينِ، هَلْ يُجْمَعُ بَيْنَهُمَا ؟ فَقَـالَ عُثْمَانُ: أَحَلَّتْهُمَا آيَةٌ وَحَرَّمَتْهُمَا آيَةٌ، وَمَا كُنْتُ لأَصْنَعَ ذَلِكَ، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ، فَلَقِيَ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: لَوْ كَانَ إِلَيَّ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ، ثُمَّ وَجَدْتُ أَحَداً  فَعَلَ ذَلِكَ لَجَعَلْتُهُ نَكَالا". قَـالَ مَالِكٌ: قَـالَ ابْنُ شِهَابٍ: أُرَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ: وَبَلَغَنِي عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ نحو ذلك.".

 حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَـالَ: "يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ سَبْعٌ، وَمِنَ الصِّهْرِ سَبْعٌ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأُخْتَيْنِ} فَهَذَا الصِّهْرُ".

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ أَبِي عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ"أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يَجْمَعُ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ الأَمَتَيْنِ، فَكَرِهَهُ، فَقَالَ: يَقُولُ اللّه تَعَالَى: {إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} فَقَالَ لَـهُ ابْنُ مَسْعُودٍ: بَعِيرُكَ أَيْضاً  مِمَّا مَلَكَتْ يَمِينُكَ".

قوله تعالى: {إِلا مَا قَدْ سَلَفَ}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{إِلا مَا قَدْ سَلَفَ} قَالَ: فِي جَاهِلِيَّتِهِمْ".

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ: "فِي الرَّجُلِ يَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ، ثُمَّ يُطَلِّقُهَا قَبْلَ أَنْ يَرَاهَا، قَالَ: لا تَحِلُّ لأَبِيهِ وَلا لابْنِهِ. قُلْتُ: مَا

قوله: {إِلا مَا قَدْ سَلَفَ} قَالَ: كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَنْكِحُ امْرَأَةَ أَبِيهِ".

قوله تعالى: {إِنَّ اللّه كَانَ غَفُوراً  رَحِيماً}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{غَفُوراً  رَحِيماً} قَالَ: غَفُورٌ لِمَا كَانَ مِنْهُمْ مِنَ الشِّرْكِ".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ

قوله: "{غَفُوراً} قَالَ: لِلذُّنُوبِ الْكَثِيرَةِ أَوِ الْكَبِيرَةِ".

قوله تعالى: {رَحِيماً}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{رَحِيماً} قَالَ: بِعِبَادِهِ".

٢٤

قال تعالى:

قوله تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ، ثنا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنِي الْحَجَّاجُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الإِحْصَانُ إِحْصَانَانِ: إِحْصَانُ نِكَاحٍ، وَإِحْصَانُ عَفَافٍ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: قَالَ أَبِي: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ

  حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا أَسْبَاطٌ، ثنا مُطَرِّفٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ مَرْيَمَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي

قوله: "{وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} قَالَ: هِيَ حِلٌّ لِلرَّجُلِ إِلا مَا أُنْكِحَ مِمَّا مَلَكَتْ يَمِينُهُ، فَإِنَّهَا لا تَحِلُّ لَهُ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو سَلَمَةَ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: "{وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ} قَالَ: ذَوَاتُ الأَزْوَاجِ". وَرُوِيَ عَنِ ابْـنِ مَسْعُودٍ، وَأَنَسِ بْـنِ مَـالِكٍ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَالْحَسَنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَمُجَاهِدٍ، وَالضَّحَّاكِ، وَمَكْحُولٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَالشَّعْبِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ مِثْلُ ذَلِكَ

 حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا يُوسُفُ الصَّغَّارُ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللّه، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: "أَنَّهُ كَانَ لا يَرَى مُشْرِكَةً مُحْصَنَةً يعْنِي: الْيَهُودِيَّاتِ وَالنَّصْرَانِيَّاتِ".

  أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي عَمِّي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ} يعْنِي بِذَلِكَ: الأَزْوَاجَ مِنَ النِّسَاءِ، لا يُحَلُّ نِكَاحُهُنَّ، يَقُولُ: لا تُخْلَبُ، وَلا تُعَرَّ، فَتَنْشِزَ عَلَى بَعْلِهَا، وَكُلُّ امْرَأَةٍ لا تُنْكَحُ إِلا بِبَيِّنَةٍ وَمَهْرٍ، فَهِيَ مِنَ الْمُحْصَنَاتِ الَّتِي حَرَّمَ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، ثنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ} هُنَّ ذَوَاتُ الأَزْوَاجِ، حَرَّمَ اللّه نِكَاحَهُنَّ مَعَ أَزْوَاجِهِنَّ، فَالْمُحْصَنَةُ بِالْعَفَافِ، وَالْمُحْصَنَةُ بِالزَّوْجِ حُرِّمَتَا كِلْتَيْهِمَا، إِلا أَنَّ مَالِكَ يَمِينِكَ مِنَ النِّسَاءِ مِنَ الإِمَاءِ لَكِ حَلالٌ إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلأَمَةِ زَوْجٌ، وَقَدْ تَكُونُ الأَمَةُ مُحْصَنَةٌ، وَلَيْسَ لَهَا زَوْجٌ سَمَّاهَا اللّه مُحْصَنَةً".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: "{وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ} قَالَ: كُلُّ ذَاتِ زَوْجٍ يعْنِي: عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، إِلا الأَرْبَعُ اللاتِي يُنْكَحْنَ بِالْبَيِّنَةِ وَالْمَهْرِ". وَرُوِيَ عَنِ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ نحو ذلك.

 وَالوجه الثَّانِي:

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّه بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَـا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ،أَنَّهُ قَالَ: "السَّبِيَّةُ لَهَا زَوْجٌ بِأَرْضِهَا، يَسِبِيهَا الْمُسْلِمُونَ فَتُبَاعُ فِي الْغَنَائِمِ فَتُشْتَرَى وَلَهَا زَوْجٌ، فَهِيَ حَلالٌ". وَرُوَيَ عَنْ مَكْحُولٍ نحو ذلك.

قوله تعالى: {إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}

  حَدَّثَنَـا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَالِحٍ يعْنِي أَبَا الْخَلِيلِ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: "أَصَبْنَا نِسَاءً يَوْمَ أَوْطَاسٍ لَهُنَّ أَزْوَاجٌ، فَكَرِهْنَا أَنْ نَقْعَ عَلَيْهِنَّ، فَسَأَلْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَتْ: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ يعْنِي: مِنْهُمْ فَحَلالٌ، وَكُلُّ سَبَايَا الْمُشْرِكَاتِ إِذَا اسْتَبْرَيْنَ بِحَيْضَةٍ، وَإِنْ كَانَ لَهُنَّ أَزْوَاجٌ فِي بِلادِ الْحَرْبِ

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} يَقُولُ: إِلا أَمَةً مَلَكْتَهَا، وَلَهَا زَوْجٌ بِأَرْضِ الْحَرْبِ، فَهِيَ لَكَ حَلالٌ إِذَا اسْتَبْرَيْتَهَا". وَرُوِيَ عَنِ عَبْدِ اللّه بْنِ مَسْعُودٍ، وَمَكْحُولٍ نحو ذلك.

 وَالوجه الثَّانِي:

  أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} يعْنِي: الَّتِي أُحَلَّ لَكَ مِنَ النِّسَاءِ، وَهُوَ مَا أُحِلَّ مِنْ حَرَائِرِ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ".

قوله تعالى: {كِتَابَ اللّه عَلَيْكُمْ}

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَحْمَسِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي

قوله: "{كِتَابَ اللّه عَلَيْكُمْ} قَالَ: هَذَا النَّسَبُ".

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَحْمَسِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عُبَيْدَةَ فِي

قوله: "{كِتَابَ اللّه عَلَيْكُمْ} قَالَ: الأربع". وَرُوِيَ عَنِ عَطَاءٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَالْحَسَنِ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَالسُّدِّيِّ نحو ذلك.

 وَالوجه الثَّالِثُ:

 حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، وَالأَحْمَسِيُّ، قَالا: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ فِي

قوله: "{كِتَابَ اللّه عَلَيْكُمْ} قَالَ: مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ".

قوله تعالى: {وَأُحِلَّ لَكُمْ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ نُفَيْلٍ، ثنا مُحَمَّدٌ يعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ خُصَيْفٍ فِي

قوله: "{وَأُحِلَّ لَكُمْ} يَقُولُ:التَّزْوِيجُ".

قوله تعالى: {مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ}

  حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي مُوسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ قوله عَزَّ وَجَلّ: "{وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ} يعْنِي: سَوَاءٌ ذَلِكَ".

قوله تعالى: {مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ}

  حَدَّثَنَا الأَحْمَسِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءْ ذَلِكُمْ} قَالَ: مَا وَرَاءَ هَذَا النسب". وَرُوِيَ عَنِ عَطَاءٍ نحو ذلك.

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا مَخْلَدُ بْنُ حُسَيْنٍ، ثنا هِشَامُ يعْنِي ابْنَ حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عُبَيْدَةَ: "{وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ} مِنَ الإِمَاءِ يعْنِي: السَّرَارِيَّ". قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: إِنَّمَا هُوَ: تَمَّامُ بْنُ نَجِيحٍ، عَنِ الْحَسَنِ

 وَالوجه الثَّالِثُ:

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ} قَالَ: مَا دُونَ الأَرْبَعِ".

قوله تعالى: {أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{أَنْ تَبْتَغُوا} قَالَ: فِي الشِّرَى وَالْبَيْعِ".

قوله تعالى: {مُحْصِنِينَ}

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{مُحْصِنَينَ} قَالَ: مُتَنَاكِحِينَ".

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَـاتِلِ بْنِ حَيَّانَ

قوله: "{مُحْصِنِينَ} قَالَ: لِفُرُوجِهِنَّ".

قوله تعالى: {غَيْرَ مُسَافِحِينَ}

  حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{غَيْرَ مُسَافِحِينَ} قَالَ: زَانِينَ بِكُلِّ زَانِيَةٍ".

 قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّه بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ،أَنَّ بُكَيْرَ بْنَ عَبْدِ اللّه الأَشَجَّ حَدَّثَهُ،أَنَّ أَبَا السَّمْحِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَجُلا أَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ فَسَأَلَهُ عَنِ"السِّفَاحِ قَالَ: الزِّنَـا". وَرُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، نحو ذلك.

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا هُدْبَةُ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: سُئِلَ الْحَسَنُ وَأَنَا أَسْمَعُ: "مَا الْمُسَافِحَةُ ؟ قَالَ: هِيَ الَّتِي لا يَزْنِي إِلَيْهَا رَجُلٌ بِعَيْنِهِ إِلا تَبِعَتْهُ".

قوله تعالى: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "كَانَتْ مُتْعَةُ النِّسَاءِ فِي أَوَّلِ الإِسْلامِ، كَانَ الرَّجُلُ يَقْدُمُ الْبَلْدَةَ، لَيْسَ مَعَهُ مَنْ يُصْلِحُ لَهُ ضَيْعَتَهُ وَلا يُصْلِحُ بِحِفْظِ مَتَاعِهِ، فَيَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ إِلَى قَدْرِ مَا يَرَى أَنَّهُ يَفْرُغُ مِنْ حَاجَتِهِ، فَتَنْظُرُ لَـهُ مَتَاعَهُ وَتُصْلِحُ لَـهُ ضَيْعَتَهُ، وَكَانَ يَقُولُ: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ} نَسَخَتْهَا {مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ} وَكَانَ الإِحْصَانُ بِيَدِ الرَّجُلِ، يُمْسِكُ مَتَى شَاءَ وَيُطَلِّقُ مَتَى شَاءَ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{مَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ} قَالَ: وَالاسْتِمْتَاعُ: هُوَ النِّكَاحُ". وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، وَمُجَاهِدٍ، وَالزُّهْرِيِّ نحو ذلك.

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ فِي

قوله: "{فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} قَالَ: هَذَا فِي الْمُتْعَةِ كَانُوا قَدْ أُمِرُوا بِهَا قَبْلَ أَنْ يُنْهَوْا عَنْهَا".

قوله تعالى: {فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً} قَالَ: إِذَا تَزَوَّجَ الرَّجُلُ مِنْكُمُ الْمَرْأَةَ، ثُمَّ نَكَحَهَا مَرَّةً وَاحِدَةً، فَقَدْ وَجَبَ صَدَاقُهَا كُلُّهُ".

  ذَكَرَهُ أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ: "{فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} قَالَ: التَّزَوُّجُ وَالْمَهْرُ".

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَحْمَسِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: "نَسْخَ آيَةَ الْمِيرَاثِ الْمُتْعَةُ".

قوله تعالى: {فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ} وَالتَّرَاضِي: أَنْ يُوفِيَهَا صَدَاقَهَا ثُمَّ يُخَيِّرُهَا".

 وَالوجه الثَّانِي:

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّه بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ،أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ يُونُسُ وَقَالَ رَبِيعَةُ يَقُولُ اللّه تَعَالَى: "{وَلا جُنَـاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ} إِنْ أَعْطَتْ زَوْجَهَا مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ أَوْ صَنَعَتْ إِلَيْهِ، فَذَلِكَ الَّذِي قَالَ".

قوله تعالى: {مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ}

 قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرٍ،  عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ

قوله: "{مِنْ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ} يعْنِي: مَا بَعْدَ تَسْمِيَةِ الأَوَّلِ".

قوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلا}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

٢٥

قوله: "{وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلا} يَقُولُ: مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ سَعَةٌ". وَرُوِيَ عَنِ مُجَاهِدٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَأَبِي مَالِكٍ، وَالسُّدِّيِّ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، قَالُوا: "الطَّوْلُ: الْغِنَى".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الطَّاهِرِ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ، عَنْ رَبِيعَةَ، أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلا} قَالَ رَبِيعَةُ: الطَّوْلُ: الْهَوَى، قَالَ: يَنْكِحُ الأَمَةَ إِذَا كَانَ هَوَاهُ فِيهَا".

قوله تعالى: {أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ} يَقُولُ: أَنْ يَنْكِحَ الْحَرَائِرَ". وَرُوِيَ عَنِ عَطِيَّةَ، وَمُجَاهِدٍ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وَقَتَادَةَ نحو ذلك.

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ} قَالَ: أَمَّا الْمُحْصَنَاتُ فَالْعَفَائِفُ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ نُفَيْلٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ خُصَيْفٍ، قَالَ: كَتَبَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى الشَّعْبِيِّ يَسْأَلُهُ عَنْ"تَزْوِيجِ الأَمَةِ، فَقَالَ: إِذَا وَجَدَ الرَّجُلُ طَوْلَ الْحُرَّةِ، فَتَزْوِيجُ الأَمَةِ عَلَيْهِ بِمَنْزِلَةِ الْمَيْتَةِ وَالدَّمِ وَلَحْمِ الْخِنْزِيرِ".

قوله تعالى: {فَمَنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{فَمَنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} فَكَانُوا فِي حَلالِ مَـا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ مِنَ الإِمَاءِ كُلُّـهُنَّ، ثُمَّ أَنْزَلَ اللّه سُبْحَانَهُ بَعْدَ هَذَا تَحْرِيمَ نِكَاحِ الْمَرْأَةِ وَأُمِّهَا، وَنِكَاحِ مَا نَكَحَ الآبَاءُ وَالأَبْنَـاءُ، وَأَنْ يَجْمَعَ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ، وَالأُخْتِ مِنَ الرَّضَاعَةِ، وَالأُمِّ مِنَ الرَّضَاعَةِ، وَالْمَرْأَةُ لَهَا زَوْجٌ حَرَّمَ اللّه ذَلِكَ حُرٌّ مِنْ حُرَّةٍ أَوْ أَمَةٍ".

قوله تعالى: {مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ}

  وَبِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ} فَلْيَنْكِحْ مِنْ إِمَاءِ الْمُؤْمِنِينَ". وَرُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ نحو ذلك.

قوله تعالى: {مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ}

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَحْمَسِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي

قوله: "{مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ} قَالَ: لا يَنْبَغِي لِلْحُرِّ الْمُسْلِمِ أَنْ يَتَزَوَّجَ الْمَمْلُوكَةَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ". وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، وَمَكْحُولٍ، وَقَتَادَةَ نحو ذلك.

قوله تعالى: {وَاللّه أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ}

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، ثُمَّ قَالَ فِي التَّقْدِيمِ: "وَاللّه أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ".

قوله تعالى: {بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ}

 وَبِهِ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ

قوله: "{بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} يَقُولُ: بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ".

قوله تعالى: {فَانْكِحُوهُنَّ}

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ} قَالَ: فَلْتُنْكَحِ الأَمَةُ بِإِذْنِ أَهْلِهَا". وَرُوِيَ عَنِ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ نحو ذلك.

قوله تعالى: {بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ}

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ،أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ

قوله: "{بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ} قَالَ: يعْنِي: بِإِذْنِ أَرْبَابِهِنَّ".

قوله تعالى: {وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}

  وَبِهِ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ

قوله: "{وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} يعْنِي: مُهُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ".

قوله تعالى: {مُحْصَنَاتٍ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ} يعْنِي: تَنْكِحُوهُنَّ حَرَائِرَ عَفَائِفَ".

قوله تعالى: {غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ}

  وَبِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ} غَيْرَ زَوَانٍ فِي السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ". وَرُوِيَ عَنِ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وَمُجَاهِدٍ نَحْوُهُ

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ} وَالْمُسَافِحَةُ: الْمُعَالِنَةُ بِالزِّنَى". وَرُوِيَ عَنِ الضَّحَّاكِ نحو ذلك.

قوله تعالى: {وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ} يعْنِي: أَخِلاءَ". وَرُوِيَ عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَمُجَاهِدٍ، وَالشَّعْبِيِّ، وَالضَّحَّاكِ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيٍّ، وَيَحْيَى بْـنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَمُقَـاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وَالسُّدِّيِّ، قَالُوا: "أَخِلاءَ"، وَقَالَ الْحَسَنُ: "الصَّدِيقَ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو الدَّرْدَاءِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُنِيبٍ، ثنا أَبُو مُعَاذٍ النَّحْوِيُّ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ

قوله: "{وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ} فَذَاتُ الْخَلِيلِ الْوَاحِدِالْمُسْتَسِرَةُ بِهِ، نَهَى اللّه عَنْ ذَلِكَ".

قوله تعالى: {فَإِذَا أُحْصِنَّ}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه الدَّشْتَكِيُّ، ثنا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "{فَإِذَا أُحْصِنَّ} قَالَ: إِحْصَانُهَا: إِسْلامُهَا". قَالَ: وَقَالَ عَلِيٌّ: "اجْلُدُوهُنَّ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: هُوَ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَالأَسْوَدِ بْـنِ يَزِيدَ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَالشَّعْبِيِّ، وَعَطَاءٍ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ فِي أَحَدِ قَوْلَيْهِ، وَزِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ أَنَّهُمْ قَـالُوا: "إِحْصَانُهَا: إِسْلامُهَا"، وَقَالَ سَالِمٌ وَالْقَاسِمُ: "إِسْلامُهَا وَعَفَافُهَا".

 وَالوجه الثَّانِي:

 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللّه بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا خَلَفٌ يعْنِي ابْنَ هِشَامٍ، ثنا الْخَفَّافُ، عَنْ هَارُونَ، عَنْ أَبَانَ بْنِ تَغْلِبَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{فَإِذَا أُحْصِنَّ} يعْنِي: بِالأَزْوَاجِ". وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، وَمُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ الْخُرَاسَانِيِّ، وَقَتَادَةَ نحو ذلك.. وَرُوِيَ عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَالنَّخَعِيِّ، وَمُجَاهِدٍ، قَـالُوا: "لا يُحْصِنُ الْحُرُّ إِلا بِـالْمُسْلِمَةِ الْحُرَّةِ، وَلا يُحْصِنُ بِالْمَمْلُوكَةِ، وَلا بِالْيَهُودِيَّةِ، وَلا بِالنَّصْرَانِيَّةِ".

قوله تعالى: {فَإِنْ أَتَيْنَ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ} يَقُولُ: فَإِنْ جِئْنَ بِالزِّنَا".

قوله تعالى: {بِفَاحِشَةٍ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ} يعْنِي: إِذَا تَزَوَّجَتْ حُرّاً  ثُمَّ زَنَتْ". وَرُوِيَ عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَالْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ نحو ذلك.

قوله تعالى: {فَعَلَيْهِنَّ}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{فَعَلَيْهِنَّ} قَالَ: فَعَلَى الْوِلايَةِ". وَرُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ نحو ذلك.

قوله تعالى: {نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، بِإِسْنَادِه ِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ} قَالَ: فَعَلَى الْوَلايَةِ نِصْفُ مَا عَلَى الْحُرَّةِ مِنَ الْجَلْدِ وَهِيَ خَمْسُونَ جَلْدَةً". وَرُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ نحو ذلك.

قوله تعالى: {مِنَ الْعَذَابِ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} قَالَ: مِنَ الْجَلْدِ". وَرُوِيَ عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ نحو ذلك.

قوله تعالى: {ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ}

  وَبِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ} قَالَ:الْعَنَتُ: الزِّنَـا وَهُوَ الْفُجُورُ، فَلَيْسَ لأَحَدٍ مِنَ الأَحْرَارِ أَنْ يَنْكِحَ أَمَةً إِلا أَلا يَقْدِرَ عَلَى حُرَّةٍ وَهُوَ يَخْشَى الْعَنَتَ". وَرُوِيَ عَنِ مُجَاهِدٍ، وَالْحَسَنِ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعَطِيَّةَ، وَالسُّدِّيِّ، وَالضَّحَّاكِ، وَقَتَادَةَ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ نحو ذلك.

قوله تعالى: {وَأَنْ تَصْبِرُوا}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ} قَـالَ: وَأَنْ تَصْبِرُوا عَنْ نِكَاحِ الأَمَةِ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ". وَرُوِيَ عَنِ مُجَاهِدٍ، وَطَاوُسٍ، وَالْحَسَنِ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَالسُّدِّيِّ، وَجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، وَعَطِيَّةَ، وَقَتَادَةَ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ نحو ذلك.

قوله تعالى: {خَيْرٌ لَكُمْ}

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ} قَالَ: إِنْ تَصْبِرُوا فَلا يَنْكِحُ أَمَةً، فَيَكُونُ وَلَدُهُ مَمْلُوكِينَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ".

قوله تعالى: {وَاللّه غَفُورٌ رَحِيمٌ}

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{وَاللّه غَفُورٌ رَحِيمٌ} أَيْ: غُفِرَ الذَّنْبُ".

قوله تعالى: {رَحِيمٌ}

 وَبِهِ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ

قوله: "{رَحِيمٌ} قَالَ: يَرْحَمُ الْعِبَادَ عَلَى مَا فِيهِمْ".

٢٦

قوله تعالى: {يُرِيدُ اللّه لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قبلكم ويتوب عليكم}

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ

قوله: "{يُرِيدُ اللّه لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ}: مِنْ تَحْرِيمِ الأُمَّهَاتِ وَالْبَنَاتِ، كَذَلِكَ كَانَ سُنَّةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ، ثُمَّ قَالَ: {وَاللّه يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ}".

٢٧

قوله تعالى: {وَاللّه يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "مَبْدَأُ التَّوْبَةِ مِنَ اللّه".

قوله تعالى: {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ} قَالَ: هُمُ الْيَهُودُوَالنَّصَارَى".

قوله تعالى: {الشَّهَوَاتِ}

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ} قَالَ: الزِّنَا". وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ نحو ذلك.

قوله تعالى: {أَنْ تَمِيلُوا مَيْلا عَظِيماً}

  وَبِهِ عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{مَيْلا عَظِيماً} قَالَ: تُرِيدُونَ أَنْ تَزْنُوا".

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُفَضَّلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ،أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ

قوله: "{أَنْ تَمِيلُوا مَيْلا عَظِيماً} وَالْمَيْلُ الْعَظِيمُ: أَنَّ الْ  اليَهُودَ يَزْعُمُونَ أَنَّ نِكَاحَ الأُخْتِ مِنَ الأَبِ حَلالٌ مِنَ اللّه".

٢٨

قوله تعالى: {يُرِيدُ اللّه أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ}

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{يُرِيدُ اللّه أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ} يَقُولُ: فِي نِكَاحِ الأَمَةِ وَفِي كُلِّ شَيْءٍ فِيهِ يُسْرٌ".

قوله تعالى: {وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفاً}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ: "{وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفاً} قَالَ: فِي شَأْنِ النِّسَاءِأَيْ: لا يَصْبِرُ عَنْهُنَّ".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَحْمَسِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ: "{وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفاً} قَالَ: فِي أَمْرِ النِّسَاءِ". قَالَ وَكِيعٌ: "يَذْهَبُ عَقْلُهُ عِنْدَهُنَّ".

٢٩

قال تعالى:

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بالباطل}

 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ دَاوُدَ الأَوْدِيِّ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللّه: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} قَالَ: إِنَّهَا لَمُحْكَمَةٌ مَا نُسِخَتْ، وَلا تُنْسَخُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".

وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا أَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ اللّه قَدْ نَهَانَـا أَنْ نَأْكُلَ أَمْوَالَنَا بِالْبَاطِلِ، وَالطَّعَامُ هُوَ مِنْ فَضْلِ الأَمْوَالِ، فَلا يَحِلُّ لأَحَدٍ مِنَّـا أَنْ يَأْكُلَ عِنْدَ أَحَدٍ فَكَفَّ النَّـاسُ عَنْ ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى بَعْدَ ذَلِكَ: {لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ}".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ

قوله: "{لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} قَالَ: مُنِعَتِ الْبُيُوتُ زَمَاناً ، كَانَ الرَّجُلُ لا يُضَيِّفُ أَحَداً  وَلا يَأْكُلُ فِي بَيْتِ غَيْرِهِ تَأَثُّماً  مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ نَسْخَ اللّه ذَلِكَ، فَكَانَ أَوَّلُ مِنْ رُخِّصَ لَهُ فِي ذَلِكَ الأَعْمَى وَالأَعْرَجُ وَالْمَرِيضُ".

وَالوجه الثَّالِثُ:

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} يَقُولُ: لا تَأْكُلُوا إِلا بِحَقِّهِ، وَهُوَ الرَّجُلُ يَجْحَدُ بِحَقٍّ هُوَ لَـهُ وَيَقْطَعُ مَالا بِيَمِينٍ كَاذِبَةٍ أَوْ يَغْضَبُ أَوْ يَأْكُلُ الرِّبَا".

قوله تعالى: {بِالْبَاطِلِ}

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ، ثنا يَزِيدُ،أَنْبَأَ حَمَّادٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَأْخُذَ الرَّجُلُ الثَّوْبَ وَيَقُولُ: إِنْ رَضَيْتُهُ وَإِلا رَدَدْتُهُ عَلَيْكَ وَدِرْهَمَ وَدِرْهَمَيْنِ، قَالَ: هَذَا الَّذِي قَالَ اللّه تَعَالَى: {لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ}".

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} قَالَ: أَمَّا أَكْلُهُمْ بَيْنَهُمْ بِالْبَاطِلِ: فَبِالزِّنَا، وَالْقِمَارِ، وَالنَّجْشِ، وَالظُّلْمِ".

قوله تعالى: {إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ}

  حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} قَالَ: فِي تِجَارَةٍ أَوْسَعَ أَوْ عَطَاءٍ يُعْطِيهِ أَحَداً ".

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً فَلْيَرْبَحْ فِي الدِّرْهَمِ أَلْفاً  إِنِ اسْتَطَاعَ".

قوله تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللّه كَانَ بِكُمْ رَحِيماً}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، وَعِكْرِمَةَ: "{وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} قَالا: نَهَاهُمْ عَنْ قَتْلِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً ". وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ، وَالْحَسَنِ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعَطَاءٍ، وَأَبِي سِنَـانٍ، وَمُقَـاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وَمَطَرٍ الْوَرَّاقِ نحو ذلك.

 وَالوجه الثَّانِي:

 حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أُنَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللّه: "إِنِّي احْتَلَمْتُ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ لَمْ يُصِبْنِي بَرْدٌ مِثْلُهُ قَطُّ، فَخَيَّرْتُ نَفْسِي بَيْنَ: أَغْتَسِلُ فَأَقْتُلُ نَفْسِي، وَأَتَوَضَّأُ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ اللّه تَعَالَى: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللّه كَانَ بِكُمْ رَحِيماً} فَتَوَضَّأْتُ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَقُلْ شَيْئاً ".

٣٠

قوله تعالى: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ}

 حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ} يعْنِي: الدِّمَاءَ وَالأَمْوَالَ جَمِيعاً  مُتَعَمِّداً ". وَرُوِيَ عَنْ مُقَاتِلٍ ذَلِكَ

 وَالوجه الثَّانِي:

  ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: ذَكَرَ جَرِيرٌ: "أَنَّ هَذِهِ الآيَةُ فِيمَنْ يُؤَدِّي الْمِيرَاثَ، وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً  وَظُلْماً ".

قوله تعالى: {عُدْوَاناً}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي

قوله: "{عُدْوَاناً} يعْنِي: اعْتِدَاءً بِغَيْرِ حَقٍّ".

قوله تعالى: {وَظُلْماً}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي

قوله: "{وَظُلْماً} يعْنِي: ظُلْماً  بِغَيْرِ حَقٍّ فَيَمُتْ عَلَى ذَلِكَ".

قوله تعالى: {فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: "لَمَّا نَزَلَتِ الْمُوجِبَاتُ الَّتِي أَوْجَبَ اللّه عَلَيْهَا النَّارَ لِمَنْ عَمِلَ بِهَا نَحْوُ هَذِهِ الآيَةِ: {فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً} وَنَحْوَهَا، كُنَّـا نَشْهَدُ عَلَى مَنْ فَعَلَ شَيْئاً  مِنْ هَذَا أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّـارِ حَتَّى نَزَلَتْ: {إِنَّ اللّه لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرِكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} فَلَمَّا نَزَلَتْ كَفَفْنَا عَنِ الشَّهَادَةِ، وَلَمْ نَشْهَدْ أَنَّهُمْ فِي النَّارِ، وَخِفْنَا عَلَيْهِمْ بِمَا أَوْجَبَ اللّه لَهُمْ".

قوله تعالى: {وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّه يَسِيراً}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّه يَسِيراً} يَقُولُ: كَانَ عَذَابُهُ عَلَى اللّه هَيِّناً ".

٣١

قوله تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ} إنها الشرك وقتل الولد والزنا بحليلة الجار.

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنِي الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عَنِ الْكَبَائِرِ، فَقَالَ:أَنْ تَدْعُوَ للّه نِدّاً  وَهُوَ خَلَقَكَ، أَوْ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ، أَوْ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللّه إِلَهاً  آخَرَ}".

الْخَبَرُ الَّذِي فِيهِ ذِكْرُ عُقُوقِ الْوَالِدَيْنِ وَقَتْلِ النَّفْسِ وَشَهَادَةِ الزُّورِ.

  حَدَّثَنَـا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عَنِ الْكَبَائِرِ، فَقَالَ: الإِشْرَاكُ بِاللّه، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ، أَوْ قَالَ: قَوْلُ الزُّورِ".

  حَدَّثَنَـا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللّه الأَوْدِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، وَسُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ عَمْرٍو، رَفَعَهُ سُفْيَانُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَوْقَفَهُ مِسْعَرٌ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ عَمْرٍو قَالَ: "مِنَ الْكَبَائِرِ أَنْ يَشْتِمَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ، قَالُوا: كَيْفَ يَشْتِمُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ ؟ قَالَ: يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ، فَيَسُبُّ أُمَّهُ".

 الْخَبَرُ الَّذِي فِيهِ ذِكْرُ شُرْبِ الْخَمْرِ:

  أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قِرَاءَةً، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ، أَنَّ رَجُلا، حَدَّثَهُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَزْمٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللّه بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَهُوَ فِي الْحِجْرِ بِمَكَّةَ، وَسُئِلَ عَنِ الْخَمْرِ، فَقَالَ: وَاللّه إِنَّ عَظِيماً  عِنْدَ اللّه شَيْخٌ مِثْلِي يَكْذِبُ فِي هَذَا الْمَقَامِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَهَبَ فَسَأَلَهُ، ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الْخَمْرِ فَقَالَ: "هِيَ أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ وَأُمُّ الْفَوَاحِشِ، مَنْ شَرَبَ الْخَمْرَ تَرَكَ الصَّلاةَ، وَوَقَعَ عَلَى أُمِّهِ وَخَالَتِهِ وَعَمَّتِهِ".

 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ زُرَيْعٍ، ثنا الْفُضَيْلُ يعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ، ثنا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ: "كَانَ يَعُدُّ الْخَمْرَ أَكْبَرَ الْكَبَائِرِ".

 الْخَبَرُ الَّذِي فِيهِ ذِكْرُ الْيَمِينِ الْغَمُوسِ.

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ أُنَيْسٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ: الشِّرْكُ بِاللّه، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَالْيَمِينُ الْغَمُوسُ، وَمَا حَلَفَ حَالَفٌ بِاللّه يَمِينَ صَبْرٍ، فَأَدْخَلَ فِيهَا جُنَاحَ الْبَعُوضَةِ إِلا كَانَتْ نُكْتَةً فِي قَلْبِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".

 الْخَبَرُ الَّذِي فِيهِ ذِكْرُ الْفِرَارِ مِنَ الزَّحْفِ، والسحر، وأكل مال اليتيم وأكل الربا، وقذف المحصنة، وإستحلال البيت الحرام.

  أَخْبَرَنَا أَبُو بَدْرٍ الْغُبَرِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ، ثنا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ حَدِيثِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَبُوهُ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إجْتَنِبِ الْكَبَائِرَ الَّتِي نَهَى اللّه عَنْهَا، ثُمَّ أَنَّ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِهِ سَأَلَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّه: مَا الْكَبَائِرُ ؟ قَـالَ: هُنَّ تِسْعٌ أَعْظَمُهُنَّ الشِّرْكُ بِاللّه، وَقَتْلُ الْمُؤْمِنِ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَفِرَارُ يَوْمِ الزَّحْفِ، وَالسِّحْرُ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ الْمُسْلِمَيْنِ، وَاسْتِحْلالُ الْبَيْتِ الْحَرَامِ قِبْلَتُكُمْ أَحْيَاءً وَأَمْوَاتاً ".

الْخَبَرُ الَّذِي فِيهِ ذِكْرُ الإِيَاسِ مِنْ رَوْحِ اللّه وَالأَمْنِ مِنْ مَكْرِ اللّه.

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيلُ، ثنا أَبِي، ثنا أَبِي، ثنا شَبِيبُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مُتَّكِئاً  فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: "مَا الْكَبَائِرُ ؟ فَقَالَ: الشِّرْكُ بِاللّه وَالإِيَاسُ مِنْ رَوْحِ اللّه وَالأَمْنُ مِنْ مَكْرِ اللّه، وَهَذَا أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ".

الْخَبَرُ الَّذِي فِيهِ التَّعَرُّبُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ.

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا فَهْدُ بْنُ عَوْفٍ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الْكَبَائِرُ سَبْعٌ: أَوَّلَهُمَا الإِشْرَاكُ بِاللّه، ثُمَّ قَتْلُ النَّفْسِ بِغَيْرِ حَقِّهَا، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ إِلَى أَنْ يَكْبُرَ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ، وَرَمْيُ الْمُحْصَنَاتِ وَالانْقِلابُ إِلَى الأَعْرَابِ بَعْدَ الْهِجْرَةِ".

  حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ شِهَابٍ الْمَذْحِجِيُّ الْقَزْوِينِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَمْرٌو، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: "الْكَبَائِرُ سَبْعٌ، يَتْلُو بِكُلِّ وَاحِدَةٍ آيَةً: {مَنْ يُشْرِكْ بِاللّه} الآيَةَ {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً} الآيَةَ {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى} الآيَةَ {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَـاتِ} الآيَةَ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً} الآيَةَ كُلَّهَا". حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبِيدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: سَبْعٌ. فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَزَادَ فِيهِ: "التَّعَرُّبُ بَعْدَ الْـهِجْرَةِ، ثُمَّ قَرَأَ: {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ}".

 الْخَبَرُ الَّذِي فِيهِ سَبُّ الْمُسْلِمِ.

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٌ، ثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ اسْتِطَالَةُ الْمَرْءِ فِي عِرْضِ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ وَالسَّبَّتَانِ وَالسَّبَهُ".

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: "شَتْمُ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ مِنَ الْكَبَائِرِ".

 الْخَبَرُ الَّذِي ذُكِرَ فِيهِ الْجَمْعُ بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ.

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ جَمَعَ بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ فَقَدْ أَتَى بَاباً  مِنْ أَبْوَابِ الْكَبَائِرِ".

  حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّبَّاحِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ يعْنِي الْعَدَوِيَّ قَالَ: قُرِئَ عَلَيْنَا كِتَابُ مَعْمَرٍ: "مِنَ الْكَبَائِرِ جَمْعٌ بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ، يعْنِي: مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ".

 الْخَبَرُ الَّذِي فِيهِ الإِضْرَارُ فِي الْوَصِيَّةِ.

 حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو النَّضْرِ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَرَادِيسِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الضِّرَارُ فِي الْوَصِيَّةِ مِنَ الْكَبَائِرِ".

  حَدَّثَنَـا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، ثنا أَبُو خَالِدٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "الإِضْرَارُ فِي الْوَصِيَّةِ مِنَ الْكَبَائِرِ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: لَمْ يَرْفَعْهُ وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ مَوْقُوفٌ

مَنْ جَعَلَ النُّهْبَةَ مِنَ الْكَبَائِرِ:

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: قُرِئَ عَلَيْنَا كِتَابُ عُمَرَ: "مِنَ الْكَبَائِرِ الْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ وَالنُّهْبَةُ".

 مَنْ جَعَلَ نَكْثَ الْبَيْعَةِ وَفِرَاقَ الْجَمَاعَةِ مِنَ الْكَبَائِرِ.

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ يعْنِي الزُّبَيْرِيَّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ جُوَيْنٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: "الْكَبَائِرُ: الشِّرْكُ بِاللّه، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ، وَالتَّعَرُّبُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ، وَالسِّحْرُ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَفِرَاقُ الْجَمَاعَةِ، وَنَكْثُ الصَّفْقَةِ".

 مَنْ جَعَلَ مَنْعَ مَاءِ السُّيُولِ وَالْعُيُونِ وَالأَدْوِيَةِ وَطُرُوقِ الْفَحْلِ بِجُعْلٍ مِنَ الكبائر.

  حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ: الشِّرْكُ بِاللّه، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَمَنْعُ فُضُولِ الْمَاءِ بَعْدَ الرِّيِّ، وَمَنْعُ طُرُوقِ الْفَحْلِ إِلا بِجُعْلٍ".

 مَا ذُكِرَ مِنْ جَامِعِ خِصَالِ الْكَبَائِرِ.

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللّه، قَالَ: "الْكَبَائِرُ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ النِّسَاءِ } إِلَى قَوْلِهِ { {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ}".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "كُلُّ مَا وَعَدَ اللّه عَلَيْهِ النَّارَ كَبِيرَةٌ". وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ نحو ذلك.

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا قَبِيصَةُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: قُلْتُ لابْنِ عَبَّاسٍ: "مَا السَّبْعُ الْكَبَائِرُ ؟ قَالَ: هِيَ إِلَى السَّبْعِينَ أَقْرَبُ مِنْهَا إِلَى السَّبْعِ". وَرُوِيَ عَنِ أَبِي الْعَالِيَةِ نحو ذلك.

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا هَارُونُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي الزَّرْقَاءِ، ثنا أَبِي، ثنا شِبْلٌ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،أَنَّ رَجُلا، سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ: "كَمِ الْكَبَائِرُ ؟ سَبْعاً  هِيَ ؟ قَـالَ: هِيَ إِلَى سَبْعمِائَةٍ أَقْرَبُ مِنْهَا إِلَى سَبْعٍ، وَأَنَّهُ لا كَبِيرَةَ مَعَ اسْتِغْفَارٍ وَلا صَغِيرَةَ مَعَ إِصْرَارٍ".

  حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَنْبَةَ الْوَاسِطِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: "مَا أُخِذَ عَلَى النِّسَاءِ مِنَ الْكَبَائِرِ، قَالَ أَبُو مَحْمَدَ: يعْنِي

قوله تعالى: {عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللّه شَيْئاً  وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ}".

 قُرِئَ عَلَى يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ} فَمِنَ الْكَبَائِرِ: الشِّرْكُ، وَالْكُفْرُ بِآيَاتِ اللّه وَرُسُلِهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ الأَوْلادِ، وَمَنْ دَعَا للّه وَلَداً  أَوْ صَاحِبَةً، وَمِثْلُ ذَلِكَ مِنَ الأَعْمَالِ وَالْقَوْلِ الَّذِي لا يَصْلُحُ مَعَهُ عَمَلٌ، وَأَمَّا كُلُّ ذَنْبٍ يَصْلُحُ مَعَهُ دِينٌ وَيُقْبَلُ مَعَهُ عَمَلٌ فَإِنَّ اللّه تَعَالَى يَعْفُو السَّيِّئَاتِ بِالْحَسَنَاتِ".

قوله تعالى: {نُكَفِّرُ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} قَالَ: الصِّغَارُ".

قوله تعالى: {وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلا كَرِيماً}

  وَبِهِ عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله: "{وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلا كَرِيماً} فَالْكَرِيمُ هُوَ الْحَسَنُ فِي الْجَنَّةِ".

  حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللّه بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا خَلَفٌ يعْنِي الْمُقْرِئَ، ثنا الْخَفَّافُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: "الْمُدْخَلُ الْكَرِيمُ: هُوَ الْجَنَّةُ".

قوله تعالى: {وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللّه بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بعض}

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا الأَشْعَثُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ جَعْفَرٍ يعْنِي ابْنَ الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي

٣٢

قوله: "{وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللّه بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ} قَـالَ: أَتَتِ امْرَأَةٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللّه، لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ، وَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ بِرَجُلٍ، أَفَنَحْنُ فِي الْعَمَلِ هَكَذَا، إِنْ عَمَلَتِ امْرَأَةٌ حَسَنَةً كُتِبَتْ لَهَا نِصْفُ حَسَنَةٍ ؟ فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى هَذِهِ الآيَةَ: {وَلا تَتَمَنَّوْا} فَإِنَّهُ عَدْلٌ مِنِّي وَأَنَا صَنَعْتُهُ".

وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَـا الْمُنْذِرُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا يَعْلَى، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سَلَمةَ: يَا رَسُولَ اللّه: "لا نُقَـاتِلُ فَنُسْتَشْهَدُ، وَلا نَقْطَعُ الْمِيرَاثَ، فَنَزَلَتْ: {وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللّه بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ} ثُمَّ نَزَلَتْ {أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامَلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى}". قَـالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: رَوَاهُ يَعْلَى، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ. وَرَوَاهُ ابْـنُ عُيَيْنَةَ مِثْلَـهُ. وَرَوَى يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللّه. وَرُوِيَ عَنِ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وَخُصَيْفٍ، نحو ذلك.

 وَالوجه الثَّانِي:  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللّه بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} يَقُولُ: لا يَتَمَنَّى الرَّجُلُ، فَيَقُولُ: لَيْتَ لِي مَالُ فُلانٍ وَأَهْلُهُ، فَنَهَى اللّه سُبْحَانَهُ عَنْ ذَلِكَ، وَلَكِنْ لِيَسْأَلِ اللّه مِنْ فَضْلِهِ". وَرُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَالْحَسَنِ، وَعَطَاءٍ،وَالضَّحَّاكِ نحو ذلك.

قوله تعالى: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ} يعْنِي: مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ. يَقُولُ: {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ}".

 وَالوجه الثَّانِي:

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، ثنا بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ

قوله: "{لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا} مِنَ الإِثْمِ {وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ} مِنَ الإِثْمِ".

قوله تعالى: {وَاسْأَلُوا اللّه مِنْ فَضْلِهِ}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللّه بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} قَالَ الرِّجَالُ: قَالُوا نُرِيدُ أَنْ يَكُونَ لَنَـا فِي الأَجْرِ أَجْرَانِ. وَقَالَتِ النِّسَاءُ: نُرِيدُ أَنْ يَكُونَ لَنَـا أَجْرٌ مِثْلُ أَجْرِ الرِّجَالِ الشُّهَدَاءِ، فَإِنَّـا لا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُقَاتِلَ، وَلَوْ كُتِبَ عَلَيْنَـا الْقِتَالُ لَقَاتَلْنَا. فَأَبَى اللّه ذَلِكَ، وَلَكِنْ قَالَ لَهُنَّ: سَلُوا اللّه مِنْ فَضْلِهِ يَرْزُقْكُمُ الأَعْمَالَ، وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ".

 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَنْبَأَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي

قوله: "{وَاسْأَلُوا اللّه مِنْ فَضْلِهِ} قَالَ: لَيْسَ بِعَرَضِ الدُّنْيَا".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا ابْنُ نُفَيْلٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،

قوله: "{وَاسْأَلُوا اللّه مِنْ فَضْلِهِ} قَالَ: الْعِبَادَةُ لَيْسَ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا".

قوله تعالى: {إِنَّ اللّه كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عن سعيد بن جبير

قوله تعالى: "{إِنَّ اللّه كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} يعْنِي: عَالِماً ".

٣٣

قوله تعالى: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ إِدْرِيسُ الأَوْدِيُّ: أَخْبَرَنِي طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي

قوله: "{وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} قَالَ: وَرَثَةً".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ} قَالَ: الْمَوَالِي: الْعَصَبَةُ يعْنِي الْوَرَثَةَ". وَرُوِيَ عَنِ مُجَاهِدٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَأَبِي صَالِحٍ، وَقَتَادَةَ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَالسُّدِّيِّ، وَالضَّحَّاكِ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ نحو ذلك.

قوله تعالى: {مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ} يعْنِي: مِنَ الْمِيرَاثِ".

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ إِدْرِيسُ الأَوْدِيُّ، أَخْبَرَنِي طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي

قوله: "{وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} قَالَ: كَانَ الْمُهَاجِرُونَ حِينَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ يُورَثُ الأَنْصَارِيُّ دُونَ ذَوِي رَحِمِهِ بِالأُخُوَّةِ الَّتِي آخَى رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُمْ، فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَـا مَوَالِي} نُسِخَتْ ثُمَّ قَالَ: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ}".

  حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "{وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} وَكَانَ الرَّجُلُ قَبْلَ الإِسْلامِ يُعَاقِدُ الرَّجُلَ يَقُولُ: تَرِثُنِي وَأَرِثُكَ، وَكَانَ الأَحِبَّاءُ يَتَحَالَفُونَ، فَقَال رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُلُّ حِلْفٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَوْ عَقْدٍ أَدْرَكَهُ الإِسْلامُ، فَلا يَزِيدُهُ الإِسْلامُ إِلا شِدَّةً، وَلا عَقْدَ وَلا حِلْفَ عَنِ الإِسْلامِ، فَنَسَخَتْهَا هَذِهِ الآيَةُ: {وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّه}". وَرُوِيَ عَنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَمُجَاهِدٍ، وَالْحَسَنِ، وَعَطَاءٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَأَبِي صَالِحٍ، وَالشَّعْبِيِّ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَالسُّدِّيِّ، وَالضَّحَّاكِ، وَقَتَادَةَ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ قَالُوا: "هُمُ الْحُلَفَاءُ".

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو الأَصْبَغِ الْحَرَّانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَى أُمِّ سَعْدِ بن سعد بْنِ الرَّبِيعِ مَعَ ابْنِهَا مُوسَى بْنِ سَعْدٍ وَكَانَتْ يَتِيمَةً فِي حِجْرِ أَبِي بَكْرٍ، فَقَرَأْتُ عَلَيْهَا: "{وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} فَقَالَتْ: لا وَلَكِنْ {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} قَالَتْ: إِنَّمَا أُنْزِلَتْ فِي أَبِي بَكْرٍ وَابْنِهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حِينَ أَبَى أَنْ يُسْلِمَ، فَحَلَفَ أَبُو بَكْرٍ أَلا يُوَرِّثَهُ فَلَمَّا أَسْلَمَ حِينَ حَمَلَ عَلَى الإِسْلامِ بِالسَّيْفِ، أَمَرَهُ اللّه أَنْ يُؤْتِيَهُ نَصِيبَهُ".

قوله تعالى: {فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ إِدْرِيسُ الأَوْدِيُّ: أَخْبَرَنِي طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} قَالَ: مِنَ النَّصْرِ وَالنَّصِيحَةِ وَالرِّفَادَةِ، وَيُوصَى لَهُمْ، وَقَدْ ذَهَبَ الْمِيرَاثُ".

 حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَحْمَسِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} قَالَ: مِنَ النَّصْرِ وَالْمَشُورَةِ وَالْعَقْلِ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ: "{وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} قَالَ: هُوَ حَلِيفُ الْقَوْمِ يَقُولُ: أَشْهِدُوهُ أَمْرَكُمْ وَمَشُورَتَكُمْ".

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ عِمْرَانَ، ثنا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ فِي

قوله: "{وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} الآيَةَ. قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَأْتِي الْقَوْمَ، فَيَعْقِدُونَ لَـهُ أَنَّهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ إِنْ كَانَ ضَرّاً  أَوْ نَفْعاً  أَوْ دَماً ، فَإِنَّهُ فِيهِمْ مِثْلُهُمْ، وَيَأْخُذُوا لَهُ مِنْ أَنْفُسِهِمْ مِثْلَ الَّذِي يَأْخُذُونَ مِنْهُ، قَالَ: فَكَانُوا إِذَا كَانَ قِتَالٌ قَالُوا: يَا فُلانُ: أَنْتَ مِنَّا فَانْصُرْنَا، قَالُوا: وَإِنْ كَانَتْ مَنْفَعَةٌ قَالُوا: أَعْطِنَـا أَنْتَ مِنَّـا، وَلَمْ يَنْصُرُوهُ كَنُصْرَةِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً  إِنِ اسْتَنْصَرُوهُ، وَإِنْ نَزَلَ بِهِ أَمْرٌ أَعْطَاهُ بَعْضُهُمْ وَمَنَعَهُ بَعْضُهُمْ، وَلَمْ يُعْطُوهُ مِثْلَ الَّذِي يَأْخُذُونَ مِنْهُ، قَالَ: فَأَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلُوهُ وَتَحَرَّجُوا مِنْ ذَلِكَ، وَقَالُوا: قَدْ عَاقَدْنَاهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} قَالَ: أَعْطَوْهُمْ مِثْلَ الَّذِي تَأْخُذُونَ مِنْهُمْ".

 وَالوجه الثَّالِثُ:

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ}: مِنَ الْمِيرَاثِ".

٣٤

قال تعالى:

قوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ}

  حَدَّثَنَـا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ يعْنِي الْمَقْبُرِيَّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خَيْرُ النِّسَاءِ اللاتِي إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهَا سَرَّتْكَ، وَإِذَا أَمَرْتَهَا أَطَاعَتْكَ، وَإِذَا غِبْتَ عَنْهَا حَفِظَتْكَ فِي مَالِهَا وَنَفْسِهَا، وَتَلا هَذِهِ الآيَةَ: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ". وَرُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ مِثْلُ ذَلِكَ

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} يعْنِي: أُمَرَاءُ عَلَيْهِنَّ، أَنْ تُطِيعَهُ فِيمَا أَمَرَهَا اللّه بِهِ مِنْ طَاعَةٍ، وَطَاعَتُهُ أَنْ تَكُونَ مُحْسِنَةً إِلَى أَهْلِـهِ حَافِظَةً لِمَالِهِ". وَرُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ نحو ذلك.

 الوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا خَلَفُ بْنُ أَيُّوبَ الْعَامِرِيُّ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: "جَاءَتِ امْرَأَةٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْتَعْدِي عَلَى زَوْجِهَا أَنَّهُ لَطَمَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْقِصَاصُ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللّه بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} فَرَجَعَتْ بِغَيْرِ قِصَاصٍ".

قوله تعالى: {بِمَا فَضَّلَ اللّه بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{بِمَا فَضَّلَ اللّه بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} قَالَ: وَفَضَّلَهُ عَلَيْهَا بِنَفَقَتِهِ وَسَعْيِهِ".

قوله تعالى: {وَبِمَا أَنْفِقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: "{وَبِمَا أَنْفِقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} قَالَ: الصَّدَاقُ الَّذِي أَعْطَاهَا، أَلا تَرَى أَنَّهُ لَوْ قَذَفَهَا لاعَنَهَا، وَلَوْ قَذَفْتُهُ جُلِدَتْ".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ: "{وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} بِمَا سَاقُوا مِنَ الْمَهْرِ".

قوله تعالى: {فَالصَّالِحَاتُ}

 قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَـاتِلِ بْنِ حَيَّانَ

قوله: "{فَالصَّالِحَاتُ} فِيمَا بَيْنَهُنَّ وَبَيْنَ رَبِّهِنَّ مُصْلِحَاتٌ لِمَا وُلِّينَ".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ، ثنا عَبْدُ الأَعْلَى، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: "{فَالصَّالِحَاتُ} قَالَ: صَوَالِحُ النِّسَاءِ".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، يَقُولُ: "{فَالصَّالِحَاتُ} يَعْمَلْنَ الْخَيْرَ".

قوله تعالى: {قَانِتَاتٌ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{قَانِتَاتٌ} يعْنِي: مُطِيعَاتٌ". وَرُوِيَ عَنِ مُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَأَبِي مَالِكٍ، وَقَتَادَةَ، وَعَطَاءٍ، وَالسُّدِّيِّ مِثْلُ ذَلِكَ

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ

قوله: "{قَانِتَاتٌ} يَقُولُ: مُطِيعَاتٌ للّه وَلأَزْوَاجِهِنَّ فِي الْمَعْرُوفِ".

قوله تعالى: {حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ}

  حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خَيْرُ النِّسَاءِ اللاتِي إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهَا سَرَّتْكَ، وَإِذَا أَمَرْتَهَا أَطَاعَتْكَ، وَإِذَا غِبْتَ عَنْهَا حَفِظَتْكَ فِي نَفْسِهَا وَمَالِـهَا. قَالَ: وَتَلا هَذِهِ الآيَةَ: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} } إِلَى قَوْلِهِ { {قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ}".

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا عَمْرٌو الْعَنْقَزِيُّ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ} قَالَ: حَافِظَاتٌ لأَزْوَاجِهِنَّ فِي أَنْفُسِهِنَّ".

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْـنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَـاتِلِ بْنِ حَيَّانَ: "{حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ} يَقُولُ: حَافِظَاتٌ لِفُرُوجِهِنَّ بِغَيْبِ أَزْوَاجِهِنَّ، حَافِظَاتٌ بِحِفْظِ اللّه لا يَخُنَّ أَزْوَاجَهُنَّ بِالْغَيْبِ".

قوله تعالى: {بِمَا حَفِظَ اللّه}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{بِمَا حَفِظَ اللّه} قَالَ: اسْتَحْفَظْنَ اللّه، قَالَ السُّدِّيُّ: وَهِيَ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللّه بْنِ مَسْعُودٍ: {بِمَا حَفِظَ اللّه} فَأَصْلِحُوا إِلَيْهِنَّ".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ فِي

قوله: "{بِمَا حَفِظَ اللّه} قَالَ: يَحْفَظُ اللّه إِيَّاهَا أَنْ جَعَلَهَا كَذَلِكَ".

قوله تعالى: {وَاللاتِي تَخَافُونَ}

 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ} قَالَ: فَتِلْكَ الْمَرْأَةُ".

قوله تعالى: {تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ}

  وَبِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ} فَتِلْكَ الْمَرْأَةُ تَنْشُزُ، وَتَسْتَخِفُّ بِحَقِّ زَوْجِهَا، وَلا تُطِيعُ أَمْرَهُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَعِظَهَا وَيُذَكِّرَهَا بِاللّه وَبِعِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا".

  أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي الْحُسَيْنُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ} وَهِيَ الْمَرْأَةُ الَّتِي تَنْشُزُ عَلَى زَوْجِهَا، فَلِزَوْجِهَا أَنْ يَخْلَعَهَا حِينَ يَأْمُرُ الْحَكَمَانِ بِذَلِكَ، وَهُوَ بَعْدَمَا تَقُولُ لِزَوْجِهَا: وَاللّه لا أَبَرُّ لَكَ قَسَماً ، وَلا أُدَبِّرُ فِي بَيْتِكَ بِغَيْرِ أَمْرِكَ، وَيَقُولُ السُّلْطَانُ: لا نُجِيزُ لَكِ خُلْعاً ، حَتَّى تَقُولَ الْمَرْأَةُ لِزَوْجِهَا: وَاللّه لا أَغْتَسِلُ لَكَ مِنْ جَنَابَةٍ، وَلا أُقِيمُ للّه صَلاةً، فَعِنْدَ ذَلِكَ يُجِيزُ السُّلْطَانُ خُلْعَ الْمَرْأَةِ".

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ}: بُغْضَهُنَّ".

قوله تعالى: {فَعِظُوهُنَّ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{فَعِظُوهُنَّ} يعْنِي: عِظُوهُنَّ بِكِتَابِ اللّه". وَرُوِيَ عَنِ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ نحو ذلك.

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعُثْمَانُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، قَالُوا: ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ} قَـالَ: الْعِظَةُ بِاللِّسَانِ". وَرُوِيَ عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَعَطَاءٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَالضَّحَّاكِ نحو ذلك.

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أبو حُذَيْفَةُ، ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{فَعِظُوهُنَّ} قَالَ: إِذَا نَشَزَتِ الْمَرْأَةُ عَنْ فِرَاشِ زَوْجِهَا فَإِنَّهُ يَقُولُ لَهَا: اتَّقِي اللّه وَارْجِعِي إِلَى فِرَاشِكِ، وَهَذِهِ الْمَوْعِظَةُ".

قوله تعالى: {وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ} وَالْهُجْرَانُ: أَلا يُجَامِعَهَا فِي فِرَاشِهَا وَيُوَلِّيَهَا الظَّهْرَ، فَإِنْ أَقْبَلَتْ وَإِلا فَقَدْ أَذِنَ اللّه لَكَ أَنْ تَضْرِبَهَا ضَرْباً  غَيْرَ مُبَرِّحٍ". وَرُوِيَ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ أَنَّهُ قَالَ: "يُوَلِيهَا ظَهْرَهُ".

 وَالوجه الثَّانِي:

  ذَكَرَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مُعَاوِيَةُ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ} قَالَ: لا تُضَاجِعْهَا فِي فِرَاشِكَ". وَرُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، والشَّعْبِيِّ، وَالْحَسَنِ، وَمُجَاهِدٍ، وَمِقْسَمٍ، وَإِبْرَاهِيمَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَقَتَادَةَ، أَنَّهُمْ قَالُوا: "تُهْجَرُ فِرَاشاً ".

الوجه الثَّالِثُ:

  حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،أَنْبَأَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: "إِنَّمَا الْهُجْرَانُ بِالْمَنْطِقِ أَنْ يُغَلِّظَ لَهَا وَلَيْسَ بالجماع". وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي إِحْدَى الرِّوَايَاتِ، وَأَبِي الضُّحَى نحو ذلك.

قوله تعالى: {وَاضْرِبُوهُنَّ}

 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ اللّه الْجَعْفَرِيُّ، وَعِيسَى بْنُ مَرْحُومٍ، وَابْنُ نُفَيْلٍ، وَهَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، وَاللَّفْظُ لِدَاوُدَ، قَالُوا: ثنا حَاتِمٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّه، عَنْ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "اتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللّه، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللّه، وَإِنَّ لَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَداً  تَكْرَهُونَهُ، فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلِكَ، فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْباً  غَيْرَ مُبَرِّحٍ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو سَلَمَةَ، قَالَ: قَالَ حَمَّادٌ: فَقُلْتُ لِحُمَيْدٍ: الْمُبَرِّحُ ؟ قَالَ حُمَيْدٌ: فَقُلْتُ لِلْحَسَنِ: "مَا الْمُبَرِّحُ ؟ قَالَ: غَيْرُ الْمُؤَثِّرِ".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَحْمَسِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْت، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَاضْرِبُوهُنَّ} قَالَ: بِالسِّوَاكِ وَنَحْوِهِ".

قوله تعالى: {فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ}

  حَدَّثَنَـا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مَوْلَى عَبْدِ اللّه بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ، وَعُبَيْدَةُ يعْنِي ابْنَ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللّه النَّخَعِيِّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ فِي

قوله: "{فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ} قَالَ: فَإِنْ أَطَاعَتْهُ فِي الْمَضْجَعِ فَلا يَبْغِي عَلَيْهَا سَبِيلا". وَرُوِيَ عَنِ عِكْرِمَةَ نحو ذلك.

قوله تعالى: {فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا} يَقُولُ: إِذَا أَطَاعَتْكَ فَلا تَتَجَنَّ عَلَيْهَا العلل". وَرُوِيَ عَنِ عَطَاءٍ، وَقَتَادَةَ نحو ذلك.

 وَالوجه الثَّانِي:

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ أَبُو وَهْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ

قوله: "{فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا} فَحَرَّمَ اللّه ضَرْبَهُنَّ عِنْدَ الطَّاعَةِ".

قوله تعالى: {إِنَّ اللّه كَانَ عَلِيّاً  كَبِيراً}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ: سَمِعْتُ اللّه يَقُولُ: "{وَكَانَ اللّه} كَأَنَّهُ شَيْءٌ كَانَ، قَالَ: أَمَّا

قوله: {وَكَانَ اللّه} فَإِنَّهُ لَمْ يَزَلْ، وَلا يَزَالُ وَهُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ".

٣٥

قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا} فَهَذَا الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ إِذَا تَفَاسَدَ الَّذِي بَيْنَهُمَا".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا} قَالَ: التَّشَاجُرُ".

قوله تعالى: {فَابْعَثُوا حَكَماً  مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً  مِنْ أَهْلِهَا}

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عُبَيْدَةَ، قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيّاً  وَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ وَزَوْجُهَا مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ، فَأَخْرَجَ هَؤُلاءِ حَكَماً  وَهَؤُلاءِ حَكَماً ، فَقَالَ عَلِيٌّ لِلْحَكَمَيْنِ: "تَدْرِيَانِ مَا عَلَيْكُمَا ؟ إِنَّ عَلَيْكُمَا إِنْ رَأَيْتُمَا أَنْ تَجْمَعَا بَيْنَهُمَا جَمَعْتُمَا، وَإِنْ رَأَيْتُمَا تَفَرَّقَا فَرَّقْتُمَا. فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: رَضِيتُ بِكِتَابِ اللّه لِي وَعَلَيَّ، وَقَالَ الزَّوْجُ: أَمَّا الْفُرْقَةُ فَلا، فَقَالُ عَلِيُّ: كَذَبْتَ وَاللّه، لا تَبْرَحُ حَتَّى تَرْضَى بِكِتَابِ اللّه عَزَّ وَجَلَّ لَكَ وَعَلَيْكَ".

 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{فَابْعَثُوا حَكَماً  مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً  مِنْ أَهْلِهَا} فَأَمَرَ اللّه سُبْحَانَهُ أَنْ يَبْعَثُوا رَجُلا صَالِحاً  مِنْ أَهْلِ الرَّجُلِ وَرَجُلا مِثْلَهُ مِنْ أَهْلِ الْمَرْأَةِ، فَيَنْظُرَانِ أَيُّهُمَا الْمُسِيءُ، فَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ هُوَ الْمُسِيءُ حَجَبُوا عَنْهُ امْرَأَتَهُ وَقَصَرُوهُ عِلىَ النَّفَقَةِ، فَإِنِ اجْتَمَعَ رَأْيُهُمَا عَلَى أَنْ يَتَفَرَّقَا أَوْ يَجْتَمِعَا فَأَمْرُهُمَا جَائِزٌ، فَإِنْ رَأَيَا أَنْ يَجْمَعَا فَرَضِيَ أَحَدُ الزَّوْجَيْنِ، وَكَرِهَ ذلك الآخَرُ، ثُمَّ مَـاتَ أَحَدُهُمَا، فَإِنَّ الَّذِي رَضِيَ يَرِثُ الَّذِي كَرِهَ، وَلا يَرِثُ الْكَارِهُ الرَّاضِيَ".

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{فَابْعَثُوا حَكَماً  مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً  مِنْ أَهْلِهَا} تَقُولُ الْمَرْأَةُ لِحَكَمِهَا: قَدْ وَلِّيتُكَ أَمْرِي، فَإِنْ أَمَرْتَنِي أَنْ أَرْجِعَ رَجَعْتُ وَإِنْ فَرَّقْتَ تَفَرَّقْنَا، وَتُخْبِرُهُ بِأَمْرِهَا إِنْ كَانَتْ تُرِيدُ نَفَقَتَهُ أَوْ كَرِهْتَ شَيْئاً  مِنَ الأَشْيَاءِ وَتَأْمُرُهُ أَنْ يَرْفَعَ عَنْهَا ذَلِكَ، وَيَرْجِعَ، وَتُخْبِرُهُ أَنَّهَا لا تُرِيدُ الطَّلاقَ، وَيَبْعَثُ الرَّجُلُ حَكَماً  مِنْ أَهْلِهِ يُوَلِّيهِ أَمْرَهُ وَيُخْبِرُهُ وَيَقُولُ لَهُ حَاجَتَهُ إِنْ كَانَ يُرِيدُهَا وَلا يُرِيدُ أَنْ يُطَلِّقَهَا أَعْطَاهَا مَا سَأَلَتْ وَزَادَهَا فِي النَّفَقَةِ، وَإِلا قَالَ لَهُ: خُذْ لِي مِنْهَا مَا لَـهَا عَلَيَّ وَطَلِّقْهَا، فَيُوَلِّيهِ أَمْرَهُ فَإِنْ شَاءَ طَلَّقَ وَإِنْ شَاءَ أَمْسَكَ، ثُمَّ يَجْتَمِعُ الْحَكَمَانِ فَيُخْبِرُ كُلُّ وَاحِدً مِنْهُمَا مَا يُرِيدُ لِصَاحِبِهِ، وَيَجْهَدُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَا يُرِيدُ لِصَاحِبِهِ، فَإِنِ اتَّفَقَ الْحَكَمَانِ عَلَى شَيْءٍ فَهُوَ جَائِزٌ، إِنْ طَلَّقَا وَإِنْ أَمْسَكَا، فَهُوَ قَوْلُ اللّه تَعَالَى: {فَابْعَثُوا حَكَماً  مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً  مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً} يعْنِي بِذَلِكَ الْحَكَمَانِ، فَإِنْ بَعَثَتِ الْمَرْأَةُ حَكَماً  وَأَبَى الرَّجُلُ أَنْ يَبْعَثَ، فَإِنَّهُ لا يَقْرُبُهَا أَبَداً  حَتَّى يَبْعَثَ حَكَماً ".

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَنْبَأَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ

قوله: "{فَابْعَثُوا حَكَماً  مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً  مِنْ أَهْلِهَا} وَإِنَّمَا يَبْعَثُ الْحَكَمَانِ لِيُصْلِحَا، وَلَيْسَ بِأَيْدِيهِمَا التَّفْرِقَةُ وَلا يَمْلِكَانِ ذَلِكَ". وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، نحو ذلك.

قوله تعالى: {إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ نُفَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً} قَالَ: هُمَا الْحَكَمَانِ". وَرُوِيَ عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَأَبِي صَالِحٍ وَأَبِي مَالِكٍ، وَالشَّعْبِيِّ، وَمُجَاهِدٍ نحو ذلك.

قوله تعالى: {يُوَفِّقُ اللّه بَيْنَهُمَا}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً  يُوَفِّقِ اللّه بَيْنَهُمَا} قَالَ: وَكَذَلِكَ كُلُّ مُصْلِحٍ يُوَفِّقُهُ اللّه لِلْحَقِّ وَالصَّوَابِ".

قوله تعالى: {إِنَّ اللّه كَانَ عَلِيماً  خَبِيراً}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُقَاتِلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ فِي

قوله: "{خَبِيراً} بِمَكَانِهِمَا".

٣٦

قال تعالى:

قوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللّه}

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فِيمَا حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ،أَوْ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{اعْبُدُوا اللّه} أَيْ: وَحِّدُوا".

قوله تعالى: {وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً}

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَنْبَأَ نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي سَيَّارُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ قَوْذَرٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: "أَوْصَانَـا رَسُولُ اللّه بِسَبْعِ خِصَالٍ: أَلا تُشْرِكُوا بِاللّه شَيْئاً ، وَإِنْ حُرِّقْتُمْ وَقُطِّعْتُمْ وَصُلِّبْتُمْ".

قوله تعالى: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا الْوَلِيدُ، أَخْبَرَنِي بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} فِيمَا أَمَرَكُمْ بِهِ مِنْ حَقِّ الْوَالِدَيْنِ".

قوله تعالى: {وَبِذِي الْقُرْبَى}

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ

قوله: "{وَبِذِي الْقُرْبَى} يعْنِي: الْقَرَابَةَ".

قوله تعالى: {وَالْيَتَامَى}

 حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ النَّزَّالِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "لا يُتْمَ بَعْدَ الْحُلُمِ".

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ يعْنِي ابْنَ أُمَيَّةَ، عَنْ سَعِيدٍ يعْنِي الْمَقْبُرِيَّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، قَالَ: كَتَبَ نَجْدَةُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ سَأَلَهُ عَنِ الْيَتِيمِ: "مَتَى يَنْقَضِي يُتْمُهُ ؟ فَقَالَ: اكْتُبْ يَا يَزِيدُ: إِذَا وُنِسَ مِنْهُ الرُّشْدُ".

قوله تعالى: {وَالْمَسَاكِينِ}

  حَدَّثَنَـا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ، قَالا: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِالطَّوَّافِ، وَلا بِالَّذِي تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ وَلا التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ، وَلَكِنَّ الْمِسْكِينَ: الْمُعَفَّفُ لا يَسْأَلُ النَّاسَ شَيْئاً ، وَلا يُفْطَنُ بِهِ فَيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ".

قوله تعالى: {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى} يعْنِي: الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ قَرَابَةٌ". وَرُوِيَ عَنِ مُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، وَالضَّحَّاكِ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ نحو ذلك.

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى،أَنْبَأَ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ،أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ، وَابْنُ مَسْعُودٍ: "{وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى} الْمَرْأَةُ". وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ نحو ذلك.

وَالوجه الثَّالِثُ:

  ذُكِرَ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى، أَنْبَأَ شَيْبَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ نَوْفٍ: "{وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى} قَالَ: الْمُسْلِمُ".

قوله تعالى: {وَالْجَارِ الْجُنُبِ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَالْجَارِ الْجُنُبِ} الَّذِي لَيْسَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ قَرَابَةٌ". وَرُوِيَ عَنِ عِكْرِمَةَ، وَمُجَاهِدٍ فِي إِحْدَى الرِّوَايَاتِ، وَقَتَادَةَ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَالسُّدِّيِّ، وَالضَّحَّاكِ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ نحو ذلك.

وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمٍ هُوَ أَبُو عُبَيْدِ اللّه، أَنَّهُ سَمِعَ مُجَاهِداً  يَقُولُ فِي: "{الْجَارِ الْجُنُبِ} قَالَ: هُوَ رَفِيقُكَ فِي السَّفَرِ فِي بَيَاتِكَ، وَيَدُهُ مَعَ يَدِكَ".

 وَالوجه الثَّالِثُ:

  ذُكِرَ عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ مُوسَى، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ نَوْفٍ، قَالَ: "{الْجَارِ الْجُنُبِ} قَالَ: الْيَهُودِيُّ وَالنَّصْرَانِيُّ".

قوله تعالى: {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، وَعَبْدِ اللّه فِي

قوله: "{وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} قَـالا: هِيَ الْمَرْأَةُ". وَرَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْـنُ أَبِي لَيْلَى، وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَالْحَسَنُ، وَسَعِيدُ بْـنُ جُبَيْرٍ فِي إِحْدَى الرِّوَايَاتِ نحو ذلك.

 وَالوجه الثَّانِي:

 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} قَالَ: الرَّفِيقُ".

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عُقْبَةُ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، فِي

قوله: "{وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْب} قَالَ: هُوَ الرَّفِيقُ فِي السَّفَرِ". وَرُوِيَ عَنِ قَتَادَةَ نحو ذلك.

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"{وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} الرَّفِيقُ فِي السَّفَرِ، مَنْزِلُهُ مَنْزِلُكَ، وَطَعَامُهُ طَعَامُكَ، وَمَسِيرُهُ مَسِيرُكَ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا حَاتِمُ بْن أبي عَجْلانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ

قوله: "{وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} قَالَ: هُوَ جَلِيسُكَ فِي الْحَضَرِ وَرَفِيقُكَ فِي السَّفَرِ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي بُكَيْرٍ يعْنِي مَرْزُوقاً ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: "{وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} قَالَ: الرَّفِيقُ الصَّالِحُ".

قوله تعالى: {وَابْنِ السَّبِيلِ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَابْنِ السَّبِيلِ} قَالَ: هُوَ الضَّيْفُ الْفَقِيرُ". الَّذِي يَنْزِلُ بِالْمُسْلِمِينَ. وَرُوِيَ عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ مِثْلُ ذَلِكَ

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، وَعَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{وَابْنِ السَّبِيلِ} قَالَ: هُوَ الَّذِي يَمُرُّ عَلَيْكَ وَهُوَ مُسَافِرٌ". وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وَالضَّحَّاكِ نحو ذلك.

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا مِنْدَلٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي

قوله: "{وَابْنِ السَّبِيلِ} قَالَ: لابْنِ السَّبِيلِ حَقٌّ فِي الزَّكَاةِ، وَإِنْ كَانَ غَنِيّاً ، يعْنِي: إِذَا كَانَ مُنْقَطِعاً  بِهِ". وَرُوِيَ عَنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَالزُّهْرِيِّ، وَالضَّحَّاكِ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ نحو ذلك.

قوله تعالى: {وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} قَالَ: مَا خَوَّلَكَ اللّه فَأَحْسِنْ صُحْبَتَهُ، كُلُّ هَذَا أَوْصَى اللّه بِهِ".

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ،أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، ثنا بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ فِي

قوله: "{وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} يعْنِي: مِنْ عَبِيدِكُمْ وَإِمَائِكُمْ يُوصِي اللّه بِهِمْ خَيْراً  أَنْ تُؤَدُّوا إِلَيْهِمْ حُقُوقَهُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّه لَهُمْ".

قوله تعالى: {إِنَّ اللّه لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالا فَخُوراً}

 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ الشِّخِّيرِ، قَالَ: قَالَ مُطَرِّفٌ: كَانَ يَبْلُغْنِي عَنْ أَبِي ذَرٍّ، حَدِيثٌ كُنْتُ أَشْتَهِي لِقَاءَهُ فَلَقِيتُهُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا ذَرٍّ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَكُمْ أَنَّ اللّه يُحِبُّ ثَلاثَةً، وَيُبْغِضُ ثَلاثَةً. قَـالَ: أَجَلْ، فَلا أَخَا لَكَ، أَكْذَبُ عَلَى خَلِيلِي ثَلاثاً  ؟ قُلْتُ: "مَنِ الثَّلاثَةُ الَّذِي يُبْغِضُ ؟ قَالَ: الْمُخْتَالُ الْفَخُورُ، أَوَلَيْسَ تَجِدُونَهُ عِنْدَكُمْ فِي كِتَابِ اللّه الْمُنَزَّلِ ثُمَّ قَرَأَ الآيَةَ: {إِنَّ اللّه لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالا فَخُوراً} قُلْتُ: وَمَنْ ؟ قَالَ: الْمُخْتَالُ الْمَنَّانُ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا وُهَيْبٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَلْهُجَيْمَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّه أَوْصِنِي، قَالَ: "إِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الإِزَارِ، فَإِنَّ إِسْبَالَ الإِزَارِ مِنَ الْمَخِيلَةِ وَإِنَّ اللّه لا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ".

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَالِكٍ السُّوسِيُّ، ثنا أَبُو بِلالٍ يعْنِي الأَشْعَرِيَّ، ثنا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الأَصْبَغِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: "إِنَّكَ لا تَكَادُ تَجِدُهُ سَيِّئُ الْمَلَكَةِ إِلا وَجَدْتَهُ مُخْتَالا فَخُوراً ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّه لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالا فَخُوراً}".

٣٧

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: "{الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ} قَالَ: هَذَا فِي الْعِلْمِ لَيْسَ لِلدُّنْيَا مِنْهُ شَيْءٌ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، ثنا أَبُو كُدَيْنَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: "كَانَ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَبْخَلُونَ بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ، وَيَنْهَوْنَ الْعُلَمَاءَ أَنْ يُعَلِّمُوا النَّـاسَ شَيْئاً  فَعَيَّرَهُمُ اللّه بِذَلِكَ فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ} الآيَةَ".

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا مُحَمَّدُ ابْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "الْبُخْلُ: أَنْ يَبْخَلَ الرَّجُلُ بِمَا فِي يَدَيْهِ".

  أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَمِّي الْحُسَيْنُ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{الَّذِينَ يَبْخَلُونَ} يعْنِي: أَهْلَ الْكِتَابِ يَقُولُ: يَكْتُمُونَ".

 وَالوجه الثَّالِثُ:

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{الَّذِينَ يَبْخَلُونَ} فَهُمُ الْيَهُودُ يَبْخَلُونَ اسْمَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ

قوله: "{الَّذِينَ يَبْخَلُونَ}: هُمْ أَعْدَاءُ اللّه أَهْلُ الْكِتَابِ، بَخِلُوا بِحَقِّ اللّه عَلَيْهِمْ".

 وَالوجه الرَّابِعُ:

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: "إِنَّ الْبَخِيلَ الَّذِي لا يُؤَدِّي حَقَّ اللّه مِنْ مَالِهِ".

 وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ:

 كَتَبَ إِلَيَّ مُحَمَّدُ بْنُ حِبَالٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ: قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: "الْبُخْلُ: إِذَا مَنَعَ الْفَضْلَ".

  حَدَّثَنِي عَمِّي الْحُسَيْنُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَيَأْمُرُونَ النَّـاسَ بِالْبُخْلِ} يَقُولُ: وَيَأْمُرُونَ النَّـاسَ بِالْكِتْمَانِ".

  حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ} أَمَرَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً  بِكِتْمَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

قوله تعالى: {وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللّه مِنْ فَضْلِهِ}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللّه يعْنِي الْحَارِثِيَّ،أَنْبَأَ جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ: "{وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللّه مِنْ فَضْلِهِ} قَالَ: هُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ كَتَمُوا مُحَمَّداً  وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ".. وروِيَ عَنِ السُّدِّيِّ نحو ذلك.

وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ

قوله: "{وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللّه مِنْ فَضْلِهِ} كَتَمُوا الإِسْلامَ وَمُحَمَّداً  صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَهُمْ يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً  عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ".

 وَالوجه الثَّالِثُ:

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى،أَنْبَأَ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ ابْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ مَوْلَى آلِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ،"{وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللّه مِنْ فَضْلِهِ} أَيِ: النُّبُوَّةَ الَّتِي فِيهَا تَصْدِيقُ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

قوله تعالى: {وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً  مُهِيناً}

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً  مُهِيناً} نَزَلَتْ فِي اليَهُودَ".

٣٨

قال تعالى:

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ}

  وَبِهِ عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي

قوله: "{وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّـاسِ وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللّه وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً  فَسَاءَ قَرِيناً} نَزَلَتْ فِي الْيَهُودِ".

٣٩

قوله تعالى: {وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللّه وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنْفَقُوا مما رزقهم اللّه وكان اللّه بهم عليما}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا خَزَزُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصةٍ قَالَ: "لَمْ يَكُنْ بِالْكُوفَةِ رَجُلٌ كَانَ أَعْظَمَ صَدَقَةً مِنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، فَقَالَ: قَالَ اللّه تَعَالَى: {وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللّه وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللّه}. قَالَ سُفْيَانُ: يُرَغِّبُهُمْ فِيهَا".

٤٠

قوله تعالى: {إِنَّ اللّه لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ}

  حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ الضُّبَعِيُّ، ثنا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُ اللّه تَعَالَى: "ارْجِعُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ فَأَخْرِجُوهُ، قَالَ: فَيَذْهَبُونَ، فَيُخْرِجُونَ خَلْقاً  كَثِيراً  ثُمَّ يَرْجِعُونَ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَـا مَا تَرَكْنَا فِي النَّارِ أَحَداً  مِمَّنْ أَمَرْتَنَا أَنْ نُخْرِجَهُ إِلا أَخْرَجْنَا. وَكَانَ أَبُو سَعِيدٍ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ ، يَقُولُ: فَإِنْ لَمْ تُصَدِّقُونِي بِهَذَا الْحَدِيثِ فَاقْرَءُوا هَذِهِ الآيَةَ: {إِنَّ اللّه لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً} الآيَةَ".

 حَدَّثَنَـا الْمُنْذِرُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، ثنا حَفْصٌ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَطَاءٍالْوَاسِطِيِّ، عَنْ يَسِيرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللّه قَالَ: "ذَكَرَ أَرْبَعَ آيَاتٍ، وَذَكَرَ: {إِنَّ اللّه لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ}".

قوله تعالى: {وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي

قوله: "{وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً} وَزْنَ ذَرَّةٍ زَادَتْ عَلَى سَيِّئَاتِهِ تُضَاعِفُهَا".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَ يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: "{وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا} قَالَ: إِذَا لَمْ يَجِدْ لَهُ إِلا حَسَنَةً أَدْخَلَهُ بِهَا الْجَنَّةَ".

قوله تعالى: {يُضَاعِفْهَا}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَادَانَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللّه بْنُ مَسْعُودٍ: "يُؤْتَى بِالْعَبْدِ وَالأَمَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُنَادِي مُنَادٍ عَلَى رُءُوسِ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ: هَذَا فُلانُ ابْنُ فُلانٍ مَنْ كَانَ لَهُ حَقٌّ فَلْيَأْتِ إِلَى حَقِّهِ، فَتَفْرِحُ الْمَرْأَةُ أَنْ يَدُورَ لَـهَا الْحَقُّ عَلَى أَبِيهَا أَوْ عَلَى أَخِيهَا أَوْ عَلَى زَوْجِهَا، فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ، فَيَغْفِرُ اللّه مِنْ حَقِّهِ مَا شَاءَ وَلا يَغْفِرُ مِنْ حُقُوقِ النَّاسِ شَيْئاً ، فَيَنْصِبُ لِلنَّاسِ، فَيُنَادِي: هَذَا فُلانُ بْنُ فُلانٍ مَنْ كَانَ لَهُ حَقٌّ فَلْيَأْتِ إِلَى حَقِّهِ، فَيَقُولُ: فَنِيَتِ الدُّنْيَا مِنْ أَيْنَ أُوتِيهِمْ حُقُوقَهُمْ ؟ قَالَ: خُذُوا مِنْ أَعْمَالِهِ الصَّالِحَةِ، فَأَعْطُوا كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ بِقَدْرِ طَلَبَتْهِ، فَإِنْ كَانَ وَلِيّاً  للّه، فَفَضَلَ لَهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ ضَاعَفَهَا اللّه لَهُ حَتَّى يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْنَـا: {إِنَّ اللّه لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} قَالَ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ، وَإِنْ كَانَ عَبْداً  شَقِيّاً  قَالَ الْمَلَكُ: فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ، وَبَقَى لَهُ طَالِبُونَ كَثِيرٌ، قَالَ: خُذُوا مِنْ سَيِّئَاتِهِمْ فَأَضِيفُوهَا إِلَى سَيِّئَاتِهِ، ثُمَّ صُكُّوا لَهُ صَكّاً  مِنَ النَّارِ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي

قوله: "{وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا} فَأَمَّا الْمُشْرِكُ يُخَفَّفُ بِهِ عَنْهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ أَبَداً ".

قوله تعالى: {وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً  عَظِيماً}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ نُمَيْرٍ، ثنا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "{وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً  عَظِيماً} قَـالَ: الْجَنَّةُ". وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَالضَّحَّاكِ، وَقَتَادَةَ نحو ذلك.

 الوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا فُضَيْلٌ يعْنِي ابْنَ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ عُمَرَ، قَالَ: "نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي الأَعْرَابِ: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَـهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: فَمَا لِلْمُهَاجِرِينَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ قَالَ: مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ {إِنَّ اللّه لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً  عَظِيماً}".

قوله تعالى: {أَجْراً  عَظِيماً}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ، أَنْبَأَ فُضَيْلٌ، عَنْ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه يعْنِي ابْنَ عُمَرَ قَالَ: "نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً  عَظِيماً} بَعْدَ الأَضْعَافِ وَإِذَا قَالَ لِشَيْءٍ عَظِيمٍ فَهُوَ عَظِيمٌ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطِيَّةُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: "{أَجْراً  عَظِيماً} يعْنِي: جَزَاءً وَافِراً  فِي الْجَنَّةِ".

٤١

قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَارِثِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: "{فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ} قَالَ: كُلُّ أُمَّةٍ بِنَبِيِّهَا".

 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي أبي أَبُو عَاصِمٍ، ثنا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا شَبِيبٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "الشَّاهِدُ نَبِيُّ اللّه، قَالَ اللّه تَعَالَى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً}".

قوله تعالى: {وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَمُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَسْرُوقِيُّ، قَالا: ثنا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللّه: قَالَ لِي رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اقْرَأْ، فَافْتَتَحْتُ النِّسَاءَ حَتَّى إِذَا انْتَهَيْتُ إِلَى قَوْلِ اللّه تَعَالَى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَـا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَـا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً} قَالَ: فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ، وَقَالَ: حَسْبُنَا". وَالسِّيَاقُ لأَبِي سَعِيدٍ

  حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، ثنا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ الْجَحْدِيُّ، ثنا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِفَضَالَةَالأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: وَكَانَ أَبِي مِمَّنْ صَحِبَ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ فِي بَنِي ظُفُرٍ، فَجَلَسَ عَلَى الصَّخْرَةِ الَّتِي فِي بَنِي ظُفُرٍ الْيَوْمَ، وَمَعَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَنَـاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَارِئاً  فَقَرَأَ، فَأَتَى عَلَى هَذِهِ الآيَةِ: "{فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَـا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَـا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً} فَبَكَى رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى ضَرَبَ لِحْيَاهُ وَجَنْبَاهُ فَقَالَ: يَا رَبِّ هَذَا، شَهِدْتُ عَلَى مَنْ بَيْنَ ظَهْرِي، فَكَيْفَ بِمَنْ لَمْ أَرَهُ".

٤٢

قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بهم الأرض}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ

قوله: "{لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ} قَالَ: الَّذِينَ كَفَرُوا".

  أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ} يعْنِي: أَنْ تُسَوَّى الأَرْضُ بِالْجِبَالِ وَالأَرْضُ عَلَيْهِمْ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَنْبَأَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ

قوله: "{يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ} يَقُولُ: وَدُّوا لَوِ انْخَرَقَتِ الأَرْضُ فَسَاخُوا فِيهَا وَلا يَكْتُمُونَ اللّه حَدِيثاً ".

قوله تعالى: {وَلا يَكْتُمُونَ اللّه حَدِيثاً}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَـالَ: أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَـالَ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ: "فَإِنَّهُمْ إِذَا رَأَوْا أَنَّهُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا أَهْلُ الصَّلاةِ، قَالُوا: نُجْحَدُ فَيَجْحَدُونَ فَيُخْتَمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتَشْهَدُ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ، وَلا يَكْتُمُونَ اللّه حَدِيثاً ".

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو خَالِدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: "أَتَى اللّه بِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ آتَاهُ اللّه مَالا، فَقَالَ لَهُ: مَاذَا عَمِلْتَ فِي الدُّنْيَا {وَلا يَكْتُمُونَ اللّه حَدِيثاً} قَالَ: يَا رَبِّ آتَيْتَنِي مَالا فَكُنْتُ أُبَايعُ النَّاسَ، وَكَانَ مِنْ خَلْقِي الْجِوَارُ، فَكُنْتُ أُيَسِّرُ عَلَى الْمُوسِرِ، وَأُنْظِرُ الْمُعْسِرَ، قَالَ اللّه تَعَالَى: أَنَا أَحَقُّ بِذِي مِنْكَ، تَجَاوَزُوا عَنْ عَبْدِي". فَقَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ،أَوْ أَبُو مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ: وَهَكَذَا أَسْمَعْنَاهُ مِنْ فِي رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي

قوله: "{وَلا يَكْتُمُونَ اللّه حَدِيثاً} قَالَ: بجَوَارِحَهُمْ".

٤٣

قال تعالى:

قوله تعالى: {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: "اللّهمَّ بَيِّنْ لَنَـا فِي الْخَمْرِ، فَنَزَلَتْ: {قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} قَالَ:اللّهمَّ بَيِّنْ لَنَا فِي الْخَمْرِ، فَنَزَلَتْ: {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى}، فَقَالَ: اللّهمَّ بَيِّنْ لَنَـا فِي الْخَمْرِ، فَنَزَلَتْ: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ} حَتَّى بَلَغَ: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}".

 الوجه الثَّانِي:

 حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ سَعْدٍ الدَّشْتَكِيُّ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: "صَنَعَ لَنَـا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ طَعَاماً  فَدَعَانَا وَسَقَانَا مِنَ الْخَمْرِ، فَأَخَذَتِ الْخَمْرِ مِنَّا، وَحَضَرَتِ الصَّلاةُ، فَقَدَّمُوا فُلاناً ، قَالَ: فَقَرَأَ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَنَحْنُ نَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ قَالَ: فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينُ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ}".

 وَالوجه الثَّالِثُ:

  حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: "نَزَلَتْ فِيَّ أَرْبَعُ آيَاتٍ، صَنَعَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَأَكَلْنَـا وَشَرِبْنَـا حَتَّى سَكَرْنَا، ثُمَّ افْتَخَرْنَا فَرَفَعَ رَجُلٌ فِي لِحَى بَعِيرٍ فَغَرَزَ بِهِ أَنْفَ سَعْدٍ، فَكَانَ سَعْدٌ مَغْرُوزُ الأَنْفِ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُحَرِّمَ الْخَمْرَ، فَنَزَلَتْ: {يَا أَيُّهَـا الَّذِينَ آمَـنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى}".

  حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَسْرُوقِيُّ أَبُو عِيسَى، وَأَحْمَدُ بْنُ محمد يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، قَالا: ثنا الْحَفَرِيُّ يعْنِي أَبَا دَاوُدَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيعَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} قَالَ: نَسَخَتْهَا: {يَا أَيُّهَـا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ لِلصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ}". وَرُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ، وَمُجَاهِدٍ، وَالْحَسَنِ، وَالضَّحَّاكِ، وَقَتَادَةَ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّهُمْ قَالُوا: مَنْسُوخَةً

قوله تعالى: {الصَّلاةَ}

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَعُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ: "{لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ} قَالَ: صَلاةَ الْمَسَاجِدِ".

قوله تعالى: {وَأَنْتُمْ سُكَارَى}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْطٍ الأَشْجَعِيِّ، عَنِ الضَّحَّاكِ

قوله: "{لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} قَالَ: السُّكْرُ: النَّوْمُ".

الوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{وَأَنْتُمْ سُكَارَى} يعْنِي: نَشَاوَى مِنَ الشَّرَابِ".

قوله تعالى: {حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} يعْنِي: مَا تَقْرَءُونَ فِي صَلاتِكُمْ".

قوله تعالى: {وَلا جُنُباً  إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ}

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَالِكٍ السُّوسِيُّ، ثنا أَبُو بَدْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللّه، قَالَ أَبُو بَدْرٍ: وَلَيْسَ هُوَ الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَـالَ: "نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي الْمُسَافِرِ: {وَلا جُنُباً  إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا} قَالَ: إِذَا أَجْنَبَ فَلَمْ يَجِدِ الْمَاءَ وَيَتَيَمَّمُ فَيُصَلِّي، حَتَّى يُدْرِكَ الْمَاءَ، فَإِذَا أَدْرَكَ الْمَاءَ اغْتَسَلَ وَصَلَّى".

  حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حَبيَشٍ، عَنْ عَلِيٍّ: "{وَلا جُنُباً  إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ} قَـالَ: لا يَقْرَبُ الصَّلاةَ إِلا أَنْ يَكُونَ مُسَافِراً  تُصِيبُهُ الْجَنَـابَةُ فَلا يَجِدُ مَاءً، يَتَيَمَّمُ وَيُصَلِّي حَتَّى يَجِدَ الْمَاءَ". وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي إِحْدَى الرِّوَايَاتِ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَالضَّحَّاكِ، نحو ذلك.

وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ،أَنْبَأَ أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي

قوله: "{وَلا جُنُباً  إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ} قَالَ: تَمُرُّ بِهِ مَرَّاً  وَلا تَجْلِسُ". وَرُوِيَ عَنِ عَبْدِ اللّه بْنِ مَسْعُودٍ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي الضُّحَى، وَعَطَاءٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَمَسْرُوقٍ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَأَبِي مَالِكٍ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَـارٍ، وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَعِكْرِمَةَ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَابْنِ شِهَابٍ، وَقَتَادَةَ نحو ذلك.

قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ}

 حَدَّثَنَا الأَشَجُّ، ثنا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ} قَالَ: هُوَ الرَّجُلُ الْمَحْدُودُ أَوْ بِهِ الْجَرْحُ، فَيَخَافُ أَنْ يَغْتَسِلَ فَيَمُوتَ فَلْيَتَيَمَّمِ الصعيد". وَرُوِيَ عَنِ عِكْرِمَةَ، وَمُجَاهِدٍ، وَالْحَسَنِ، وَالسُّدِّيِّ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَالْحَكَمِ، وَحَمَّادٍ نحو ذلك.

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: ذَكَرْتُ لِعَطَاءٍ شَأْنَ الْمَحْدُودِ وَرُخْصَتَهُ فِي أَلا يَتَوَضَّأَ، وَتَلَوْتَ عَلَيْهِ: "{وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ} وَهُوَ سَاكِتٌ، فَكَذَلِكَ حَتَّى جِئْتُ: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً} قَالَ: حَسْبُكَ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَاءً فَإِنَّمَا ذَلِكَ إِذَا لَمْ تَجِدُوا مَاءً فَلْيَتَطَهَّرُوا، قُلْتُ: وَإِنْ احْتَلَمَ الْمَحْذُورُ عَلَيْهِ الْغُسْلَ، وَاللّه لَقَدِ احْتَلَمْتُ مَرَّةً، عَطَاءٌ الْقَائِلُ: وَأَنَا مَحْدُودٌ، فَاغْتَسَلْتُ. قَالَ: هِيَ لَهُمْ كُلُّهُمْ إِذَا لَمْ يَجِدُوا مَاءً".

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ مَيْمُونٍ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ فِي

قوله: "{وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ} قَالَ: الْجُدَرِيُّ، وَالْجَائِفَةُ، وَالْمَأْمُومَةُ يَتَيَمَّمُ وَيُصَلِّي". قَالَ سَعِيدٌ: فَتَحَدَّثْتُ بِهِ الزُّهْرِيَّ، فَلَمْ يُعْرَفِ الْجَائِفَةَ وَالْمَأْمُومَةَ، وَقَالَ: "يَغْتَسِلُ وَيَتْرُكُ مَوْضِعَ الْجِرَاحِ".

وَالوجه الثَّالِثُ:

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا قَيْسٌ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{وَلا جُنُباً  إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ} قَالَ: نَزَلَتْ فِي رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ كَانَ مَرِيضاً  فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَقُومَ فَيَتَوَضَّأُ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ خَادِمٌ فِينَا لَهُ، فَأَتَى رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى هَذِهِ الآيَةَ".

قوله تعالى: {أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الغائط}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ} وَالْغَائِطُ: الْوَادِي".

قوله تعالى: {أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ} قَالَ: الْجِمَاعُ". وَرُوِيَ عَنِ عَلِيٍّ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَطَاوُسٍ، وَالْحَسَنِ، وَعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَالشَّعْبِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ نحو ذلك.

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللّه، حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَنْبَسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ عَبْدِ اللّه قَالَ: "اللَّمْسُ: مَـا دُونَ الْجِمَـاعِ". وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَعُبَيْدَةَ، وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ، وَالشَّعْبِيِّ، وَثَابِتِ بْنِ الْحَجَّاجِ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ نحو ذلك.

قوله تعالى: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً}

  حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَلِيٍّ يعْنِي

قوله: "{فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً} قَالَ: تُصِيبُهُ الْجَنَابَةُ لا يَجِدُ الْمَاءَ يَتَيَمَّمُ فَيُصَلِّي حَتَّى يَجِدَ الْمَاءَ".

قوله تعالى: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، وَهَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالا: ثنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: "هَلَكَتْ قِلادَةٌ لأَسْمَاءَ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَلَبِهَا، فَحَضَرَتِ الصَّلاةُ وَلَيْسُوا عَلَى وُضُوءٍ، وَلَمْ يَجِدُوا مَاءً فَصَلُّوا عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنْزَلَ اللّه: التَّيَمُّمَ". وَالسِّيَاقُ لِهَارُونَ

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً  طَيِّباً} قَالَ: الْمَرِيضُ إِذَا خَافَ عَلَى نَفْسِهِ تَيَمَّمَ".

 حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ النَّحْوِيُّ الرَّازِيُّ، ثنا حَبَّانُ بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَ عَبْدُ اللّه يعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: "{فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً  طَيِّباً} قَالَ: تَحَرُّوا تَيَمَّمُوا صَعِيداً  طَيِّباً ".

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، وَهَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ ابْنِ عُرْوَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَلِيٍّ يعْنِي

قوله: "{فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً} قَالَ: تُصِيبُهُ الْجَنَابَةُ لا يَجِدُ الْمَاءَ يَتَيَمَّمُ فَيُصَلِّي حَتَّى يَجِدَ الْمَاءَ".

قوله تعالى: {صَعِيداً}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، ثنا قَابُوسُ بْنُ أَبِي طَبْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "إِنَّ أَطْيَبَ الصَّعِيدِ أَرْضُ الْحَرْثِ".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الْجَمَّالُ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ حَمَّادٍ قَالَ: "كُلُّ شَيْءٍ وَضَعْتَ عَلَيْهِ يَدَكَ فَهُوَ صَعِيدٌ حَتَّى غُبَارِ يَدَكَ فَتَيَمَّمْ بِهِ".

قوله تعالى: {طَيِّباً}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ

قوله: "{فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً  طَيِّباً} قَالَ: حَلالٌ لَكُمْ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا الْوَلِيدُ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ بَشِيرٍ عَنْ قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً  طَيِّباً} مَا الطَّيِّبُ ؟ فَحَدَّثَنِي أَنَّ الطَّيِّبَ: مَا أَتَتْ عَلَيْهِ الأَمْطَارُ وَطَهَّرَتْهُ".

قوله تعالى: {فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَنْبَأَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ

قوله: "{فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ} فَإِنْ أَعْيَاكَ الْمَاءُ، فَلا يُعْيِيكَ الصَّعِيدُ أَنْ تَضَعَ فِيهِ كَفَّكَ، ثُمَّ تَنْفُضْهُمَا، فَتَمَسَّحَ بِهِمَا وَجْهَكَ وَكَفَّيْكَ، وَلا بَعْدَ ذَلِكَ لِغُسْلِ جَنَابَةٍ وَلا لِوُضُوءِ صَلاةٍ، فَمَنْ تَيَمَّمَ بِالصَّعِيدِ وَصَلَّى ثُمَّ قَدَرَ عَلَى الْمَاءِ بَعْدُ، فَعَلَيْهِ الْغُسْلُ وَحَسَبُهُ صَلاتَهُ الَّتِي كَانَ صَلَّى".

قوله تعالى: {إِنَّ اللّه كَانَ عَفُوّاً  غَفُوراً}

  ذُكِرَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ الْعَدَنِيِّ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، قَالَ ذَكَرَ سَلَمَةُ بْنُ وَهْرَامَ صَاحِبُ طَاوُسٍ،"أَنَّ اللّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِنَّمَا سَمَّى نَفْسَهُ الْعَفُوَّ لِيَعْفُوَ، وَالْغَفُورَ لِيَغْفِرَ".

  حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللّه الأَوْدِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: "لَيْسَ شَيْءٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عَفْو".

٤٤

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً  مِنَ الْكِتَابِ}

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ أَبُو غَسَّانَ يعْنِي زُنَيْج، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى آلِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَـالَ: "كَانَ رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ التَّابُوتِ مِنْ عُظَمَـاءِ الْيَهُودِ إِذَا كَلَّمَ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوَى لِسَانَهُ، وَقَالَ: ارْعِنَا سَمْعَكَ يَا مُحَمَّدُ حَتَّى نُفْهِمَكَ ثُمَّ طَعَنَ فِي الإِسْلامِ وَعَابَهُ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى فِيهِ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً  مِنَ الْكِتَابِ}".

قوله تعالى: {نَصِيباً}

 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ

قوله: "{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً} يعْنِي: حَظّاً ".

قوله تعالى: {مِنَ الْكِتَابِ}

  وَبِهِ عَنْ أَبِي مَالِكٍ

قوله: "{مِنَ الْكِتَابِ} قَالَ: مِنَ التَّوْرَاةِ".

قوله تعالى: {يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ}

  حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا آدَمُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ

قوله: "{اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ} يَقُولُ: اخْتَارُوا الضَّلالَةَ".

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ

قوله: "{اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ} قَالَ:اسْتَحَبُّوا الضَّلالَةَ".

قوله تعالى: {الضَّلالَةَ}

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَوْ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{الضَّلالَةَ} أَيِ: الْكُفْرَ".

قوله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ وَاللّه أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى باللّه وليا وكفى باللّه نصيرا}

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ مَوْلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَـالَ: وَكَانَ كَرْدَمُ بْنُ زَيْدٍ حَلِيفَ كَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ، وَأُسَامَةُ بْنُ حَبِيبٍ، وَرَافِعُ بْنُ أَبِي رَافِعٍ، وَبَحْرُ بْنُ عَمْرٍو، وَحُيَيُّ بْـنُ أَخْطَبَ، وَرِفَاعَةُ بْنُ زَيْدٍ يَأْتُونَ رِجَالا مِنَ الأَنْصَارِ يُخَالِطُونَهُمْ وَيَنْصَحُونَ لَـهُمْ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ، فَيَقُولُونَ: "لا تُنْفِقُوا أَمْوَالَكُمْ فَإِنَّـا نَخْشَى عَلَيْكُمُ الْفَقْرَ فِي ذَهَابِهَا، وَلا تُسَارِعُوا فِي النَّفَقَةِ فَإِنَّكُمْ لا تَدْرُونَ مَا يَكُونُ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ وَاللّه أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللّه وَلِيّاً  وَكَفَى بِاللّه نَصِيراً}".

٤٥

قوله تعالى: {وَكَفَى بِاللّه وَلِيّاً  وَكَفَى بِاللّه نَصِيراً}

  ذَكَرَهُ أَبِي، ثنا ابْنُ مَيْسَرَةَ، ثنا صَالِحُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَأَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ زَائِدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ وُهَيْبَ بْنَ وَرْدٍ، يَقُولُ: قَالَ اللّه عَزَّ وَجَلَّ: "ابْـنَ آدَمَ اذْكُرْنِي إِذَا غَضِبْتَ أَذْكُرُكَ إِذَا غَضِبْتُ، فَلا أُمْحِقُكَ فِيمَنْ أَمْحَقُ، وَإِذَا ظُلِمْتَ فَاصْبِرْ، وَارْضَ بِنُصْرَتِي، فَإِنَّ نَصْرِي لَكَ خَيْرٌ مِنْ نُصْرَتِكَ لِنَفْسِكَ".

قوله تعالى: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ}

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} تَبْدِيلُ الْيَهُودِ التَّوْرَاةَ".

قوله تعالى: {الْكَلِمَ}

  حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} يعْنِي: يُحَرِّفُونَ حُدُودَ اللّه فِي التَّوْرَاةِ".

قوله تعالى: {عَنْ مَوَاضِعِهِ}

  أَخْبَرَنَا أَبُو زَيْدٍ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ يَقُولُ فِي

قوله: "{يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} قَالَ: لا يَضَعُونَهُ عَلَى مَا أَنْزَلَ اللّه".

قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا}

 حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا}: سَمِعْنَا مَا تَقُولُ وَلا نُطِيعُكَ".

قوله تعالى: {وَاسْمَعْ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ} يَقُولُونَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْمَعْ".

قوله تعالى: {غَيْرَ مُسْمَعٍ}

  وَبِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي

قوله: "{وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ} قَالَ: يَقُولُونَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْمَعْ لا سَمِعْتَ".

 الوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ} قَالَ: غَيْرَ مَقْبُولٍ مَا تَقُولُ".

 الوجه الثَّالِثُ:

  حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنِ الْحَسَنِ: "{وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ} قَالَ: كَانَ يَقُول: اسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ مِنْكَ".

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادِ بْنِ طَلْحَةَ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{اسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ}: كَقَوْلِكَ اسْمَعْ غَيْرَ صَاغِرٍ".

قوله تعالى: {وَرَاعِنَا}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ،أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَرَاعِنَا} قَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرْعِنَا سَمْعَكَ، وَإِنَّمَا رَاعِنَا كَقَوْلِكَ: خَاطِنَا". وَرُوِيَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، وَأَبِي مَالِكٍ، وَعَطِيَّةَ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَقَتَادَةَ نحو ذلك.

وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{وَرَاعِنَا} خلاف". وَرُوِيَ عَنِ عَطَاءٍ نحو ذلك.

 وَالوجه الثَّالِثُ:

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بَشَّارٍ، ثنا سُرُورُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ

قوله: "{وَرَاعِنَا} قَالَ: الرَّاعِنُ مِنَ الْقَوْل: السُّخْرِيُّ مِنْهُ".

قوله تعالى: {لَيّاً  بِأَلْسِنَتِهِمْ}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{لَيّاً  بِأَلْسِنَتِهِمْ} قَالَ: تَحْرِيفاً  بِالْكَذِبِ".

 الوجه الثَّانِي:

 حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{لَيّاً  بِأَلْسِنَتِهِمْ} قَالَ: يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ".

الوجه الثَّالِثُ:

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، ثنا أَبُو قُتَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ فِي

قوله: "{لَيّاً  بِأَلْسِنَتِهِمْ} قَالَ: لَهُمْ نَحْنُ نَفْهَمُ إِيَّاهُ عَنْ مَوَاضِعِهِ".

قوله تعالى: {وَطَعْناً  فِي الدِّينِ}

  أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ الْبَيْرُوتِيُّ قِرَاءَةً، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ

قوله: "{لَيّاً  بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً  فِي الدِّينِ} يَلْوِي بِذَلِكَ لِسَانَهُ وَيَطْعَنُ فِي الدِّينِ".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، أَنْبَأَ سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: "كَانَ رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ التَّابُوتِ، وَكَانَ مِنْ عُظَمَاءِ الْيَهُودِ إِذَا كَلَّمَ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوَى لِسَانَهُ، وَقَالَ: أَرْعِنَا سَمْعَكَ يَا مُحَمَّدُ حَتَّى نُفْهِمَكَ، ثُمَّ طَعَنَ فِي الإِسْلامِ وَعَابَهُ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى فِيهِمْ: {لَيّاً  بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً  فِي الدِّينِ}".

قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ قَوْلَ اللّه تَعَالَى: "{سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} سَمِعْنَا لِلْقُرْآنِ الَّذِي جَادَّ مِنَ اللّه، وَأَطَعْنَا: أَقَرُّوا للّه أَنْ يُطِيعُوهُ فِي أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ".

قوله تعالى: {وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا}

  حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{انْظُرْنَا} أَفْهِمْنَا".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عِيسَى بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلَهُ فِي

٤٦

قوله: "{وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا} قَالَ:يَقُولُونَ أَفْهِمْنَا لا تَعْجَلْ عَلَيْنَا سَوْفَ نَتَّبِعُكَ إِنْ شَاءَ اللّه".

قوله تعالى: {لَكَانَ خَيْراً  لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللّه بِكُفْرِهِمْ فلا يؤمنون إلا قليلا}

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى،أَنْبَأَ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مَوْلَى آلِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: "{وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً  لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللّه بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا} نَزَلَتْ فِي رِفَاعَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ التَّابُوتِ وَكَانَ مِنْ عُظَمَاءِ الْيَهُودِ".

٤٧

قال تعالى:

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ}

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} نَزَلَتْ فِي مَالِكِ بْنِ الصَّيْفِ وَرِفَاعَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ السَّائِبِ مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ".

قوله تعالى: {آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً  لِمَا مَعَكُمْ}

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى،أَنْبَأَ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: وَكَلَّمَ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُؤَسَاءُ  اليَهُودَ مِنْهُمْ عَبْدُ اللّه بْنُ صُورِيَّا الأَعْوَرُ، وَكَعْبُ بْنُ الأَشْرَفِ، فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ اليَهُودَ، اتَّقُوا اللّه وَأَسْلِمُوا فَوَاللّه أَنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِي جِئْتُكُمْ بِهِ لْحَقَّ، قَالُوا: مَا نَعْرِفُ ذَلِكَ يَا مُحَمَّدُ، فَجَحَدُوا وَمَا عَرَفُوا وَأَصَرُّوا عَلَى الْكُفْرِ، فَأَنْزَلَ اللّه فِيهِمْ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً  لِمَا مَعَكُمْ}".

قوله تعالى: {مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً}

 أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً} وَطَمْسُهَا أَنْ تُعْمَى".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ نُفَيْلٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ حَلْبَسٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ عَائِذِ اللّه الْخَوْلانِيِّ قَالَ: "كَانَ أَبُو مُسْلِمٍ مُعَلِّمَ كَعْبٍ، وَكَانَ يَلُومُهُ عَلَى إِبْطَائِهِ عَنْ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: بَعَثَهُ إِلَيْهِ لِيَنْظُرَ أَهُوَ هُوَ ؟ قَالَ: حَتَّى أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَإِذَا تَالٍ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ يَقُولُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَـا مُصَدِّقاً  لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً} فَبَادَرْتُ الْمَاءَ اغْتَسِلُ وَأَنِّي لأمِسُّ وَجْهِي مَخَافَةَ أَنْ يُطْمَسَ ثُمَّ أَسْلَمْتُ".

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً} يَقُولُ: عَنْ صِرَاطِ الْحَقِّ".

قوله تعالى: {فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا}

  أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{فَنَرُدَّهَا} يَقُولُ: نَجْعَلُ وُجُوهَهُمْ مِنْ قِبَلِ أَقْفِيَتِهِمْ فَيَمْشُونَ الْقَهْقَرِيِّ، وَنَجْعَلُ لأَحَدِهِمْ عَيْنَيْنِ فِي قَفَاهُ". وَرُوِيَ عَنِ قَتَادَةَ أَنَّهُ قَـالَ: "نَجْعَلُ وُجُوهَهُمْ مِنْ قِبَلِ ظُهُورِهِمْ". وَرُوِيَ عَنِ عَطِيَّةَ نحو ذلك.

وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا} قَالَ: فِي الضَّلالَةِ".

  ‏ حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا} يَقُولُ: فَيُعْمِيهَا عَنِ الْحَقِّ، قَالَ: يَرْجِعُهَا كُفَّاراً  وَيَجْعَلَهُمْ قِرَدَةً". وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَالْحَسَنِ نَحْوُ قَوْلِ مُجَاهِدٍ

 الوجه الثَّالِثُ:

  قُرِئَ عَلَى يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، ثنا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً  فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا} قَالَ: مِنْ حَيْثُ جَاءَتْ أَدْبَارُهَا أَيْ: رَجَعَتْ إِلَى الشَّامِ مِنْ حَيْثُ جَاءَتْ رُدُّوا إِلَيْهِ".

قوله تعالى: {أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّه مفعولا}

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، وَقَالَ الْحَسَنُ فِي

قوله: "{أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ} يَقُولُ: أَوْ نَجْعَلَهُمْ". وَرُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ، وَقَتَادَةَ نحو ذلك.

٤٨

قوله تعالى: {إِنَّ اللّه لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يُونُسَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَمُوتُ لا يُشْرِكُ بِاللّه شَيْئاً  إِلا حُلَّتْ لَهُ الْمَغْفِرَةُ إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، قَالَ: إِنَّ اللّه اسْتَثْنَى، فَقَالَ: {إِنَّ اللّه لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}".

  حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ عَاصِمٍ، ثنا صَالِحٌ، يعْنِي الْمُرِّيَّ أَبوبِشْرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَـافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: "كُنَّا لا نَشُكُّ فِيمَنْ أَوْجَبَ اللّه لَهُ النَّارَ فِي كِتَابِ اللّه حَتَّى نَزَلَتْ عَلَيْنَا هَذِهِ الآيَةُ: {إِنَّ اللّه لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} فَلَمَّا سَمِعْنَاهَا كَفَفْنَا عَنِ الشَّهَادَةِ وَأَرْجَيْنَا الأُمُورَ إِلَى اللّه".

 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ فِي

قوله: {إِنَّ اللّه لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} أَخْبَرَنِي مُجَبَّرٌ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: "لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّه} فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: وَالشِّرْكُ يَا نَبِيَّ اللّه، فَكَرِهَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: {إِنَّ اللّه لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{إِنَّ اللّه لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} فَحَرَّمَ اللّه الْمَغْفِرَةَ عَلَى مَنْ مَاتَ وَهُوَ كَافِرٌ، وَأَرْجَاهَا أَهْلُ التَّوْحِيدِ إِلَى مَشِيئَتِهِ فَلَمْ يُؤَيِّسْهُمْ مِنَ الْمَغْفِرَةِ".

قوله تعالى: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْمُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ الْحَرَّانِيُّ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ. ح وَأَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْحَرَّانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ نَفْسُهُ، عَنْ وَاصِلِ بْنِ السَّائِبِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَبِي سُورَةَ ابْنِ أَخِي أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: "جَاءَ رجل إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ لِي ابْنَ أَخٍ لا يَنْتَهِي عَنِ الْحَرَامِ، قَالَ: وَمَا دِينُهُ ؟ قَالَ: يُصَلِّي وَيُوَحِّدُ اللّه. قَالَ: اسْتَوْهِبْ مِنْهُ دِينَهُ، فَإِنْ أَبَى فَابْتَاعْهُ مِنْهُ، فَطَلَبَ الرَّجُلُ ذَاكَ مِنْهُ فَأَبَى عَلَيْهِ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: وَجَدْتُهُ شَحِيحاً  عَلَى دِينِهِ، قَالَ: وَنَزَلَتْ: {إِنَّ اللّه لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَلادٍ الْحَرَّانِيُّ، ثنا مَنْصُورُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقُرَشِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ لا تُشْرِكُ بِاللّه شَيْئاً  إِلا حَلَّتْ لَـهَا الْمَغْفِرَةُ إِنْ شَاءَ اللّه عَذَّبَهَا، وَإِنْ شَاءَ اللّه غَفَرَ لَهَا {إِنَّ اللّه لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}".

  حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلانِيُّ، ثنا خَالِدٌ يعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخُرَاسَانِيَّ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمَّار، عَنْ سَلامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللّه الْمُزَنِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّـا أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"لا نَشُكُّ فِي قَاتِلِ الْمُؤْمِنِ وَآكِلِ مَالَ الْيَتِيمِ، وَقَذْفِ الْمُحْصَنَـاتِ، وَشَهَادَةِ الزُّورِ حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {إِنَّ اللّه لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} فَأَمْسَكَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الشَّهَادَةِ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا مِسْكِينٌ أَبُو فَاطِمَةَ، ثنا غَالِبٌ الْقَطَّانُ، قَالَ: سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللّه يَقُول: "{إِنَّ اللّه لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} قَالَ: تَبَيَّنَّا مِنْ رَبِّنَا عَلَى جَمِيعِ الْقُرْآنِ".

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ النَّصْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ الإِشْرَاكُ بِاللّه {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللّه فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً  عَظِيماً}".

٤٩

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ أَبِي عَمْرٍة، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَـالَ: "كَانَتِ الْيَهُودُ يُقَدِّمُونَ صِبْيَانَهُمْ يُصَلُّونَ بِهِمْ، وَيُقَرِّبُونَ قُرْبَانَهُمْ، وَيَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ لا خَطَايَا لَـهُمْ وَلا ذُنُوبَ وَكَذَبُوا، قَالَ اللّه: إِنِّي لا أُطَهِّرُ ذَا ذَنْبٍ بِآخَرَ لا ذَنْبَ لَهُ، ثُمَّ أَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ}". وَرُوِيَ عَنِ مُجَاهِدٍ، وَأَبِي مَالِكٍ، وَالسُّدِّيِّ، وَعِكْرِمَةَ، وَالضَّحَّاكِ نحو ذلك.

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنِ الْحَسَنِ فِي

قوله: "{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكِّونَ أَنْفُسَهُمْ} قَالَ: هُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، قَالُوا: نَحْنُ أَبْنَاءُ اللّه وَأَحِبَاؤُهُ، وَقَالُوا: لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى".

 الوجه الثَّالِثُ:

  أَخْبَرَنَا أَبُو الأَزْهَرِ النَّيْسَابُورِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا أَبِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنِ الضَّحَّاكِ: أَمَّا

قوله: "{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ} فَإِنَّ الْ  اليَهُودَ قَالُوا: لَيْسَ لَنَا ذُنُوبٌ كَمَا أَنَّهُ لَيْسَ لآبَائِنَا ذُنُوبٌ فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى ذَلِكَ فِيهِمْ

قوله تعالى: {بَلِ اللّه يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ}".

 حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{بَلِ اللّه يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ} قَالَ اللّه تَعَالَى: إِنِّي لا أُطَهِّرُ ذَا ذَنْبٍ بِآخَرَ لا ذَنْبَ لَهُ".

قوله تعالى: {وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلا}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عُبَيْدُاللّه بْنُ مُوسَى، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلا} قَالَ: الْفَتِيلُ: مَا فُتِلَ بَيْنَ الأُصْبُعَيْنِ". وَرُوِيَ عَنِ مُجَاهِدٍ فِي إِحْدَى الرِّوَايَاتِ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَأَبِي مَالِكٍ، وَالسُّدِّيِّ نحو ذلك.

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلا} يعْنِي: الَّذِي فِي الشِّقِّ الَّذِي فِي بَطْنِ النَّوَاةِ".

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: "الْفَتِيلُ: الَّذِي فِي بَطْنِ النَّوَاةِ". وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، وَعِكْرِمَةَ، وَمُجَاهِدٍ، وَالضَّحَّاكِ، وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وَخُصَيْفٍ، وَقَتَادَةَ نحو ذلك.

٥٠

قال تعالى:

قوله تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّه الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إثما مبينا}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ،أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{يَفْتَرُونَ} قَالَ: يَكْذِبُونَ".

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى،أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ

قوله: "{يَفْتَرُونَ} أَيْ: يُشْرِكُونَ".

 وَالوجه الثَّالِثُ:

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ أَبُو عَبْدِ اللّه، ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ: قَالَ النَّضْرُ وَهُوَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ شَفَعَتْ لِي اللاتُ وَالْعُزَّى، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {افْتَرَى عَلَى اللّه كَذِباً}".

٥١

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً  مِنَ الْكِتَابِ}

  ذُكِرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيِّ، قَالا: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "لَمَّا قَدِمَ كَعْبُ بْنُ الأَشْرَفِ مَكَّةَقَالَتْ قُرَيْشٌ: أَنَّهُ خَيْرُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، أَوْ خَيْرُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَسَيِّدُهُمْ، أَلا تَرَى إِلَى هَذَا الَّذِي يَزْعُمَ إِنَّهَ خَيْرٌ مِنَّـا وَنَحْنُ أَهْلُ الْحَجِيجِ وَأَهْلُ السَّدَانَةِ وَأَهْلُ السِّقَايَةِ، أَمْ هَذَا الْمُنْبَتِرُ قَوْمَهُ، يَزْعُمُ أَنَّهُ خَيْرٌ مِنَّـا. قَالَ: بَلْ أَنْتُمْ خَيْرٌ مِنْهُ، فَنَزَلَتْ: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} وَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً  مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} الآيَةَ".

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: "جَاءَ حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ، وَكَعْبَ بْنَ الأَشْرَفِ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، فَقَالُوا لَهُمْ: أَنْتُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ وَأَهْلُ الْعِلْمِ، فَأَخْبِرُونَـا عَنَّا وَعَنْ مُحَمَّدٍ. فَقَالُوا: مَا أَنْتُمْ وَمَا مُحَمَّدٌ ؟. فَقَالُوا: نَحْنُ نَصِلُ الأَرْحَامَ وَنَنْحَرُ الْكَوْمَاءَ، وَنَسْقِي الْمَاءَ عَلَى اللَّبَنِ، وَنَفُكُّ الْعُنَـاةَ، وَنَسْقِي الْحَجِيجَ، وَمُحَمَّدٌ صُنْبُورٌ قَطَعَ أَرْحَامَنَـا وَاتَّبَعَهُ سُرَّاقُ الْحَجِيجِ بَنَوْغِفَارٍ، فَنَحْنُ خَيْرٌ أَمْ هُمْ ؟ قَالُوا: أَنْتُمْ خَيْرٌ وَأَهْدَى سَبِيلا، فَأَنْزَلَ اللّه عَزَّ وَجَلَّ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً  مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلا}".

قوله تعالى: {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ رَاشِدٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا عَوْفٌ، عَنْ حَيَّانَ، ثنا قَطَرُ بْنُ قَبِيصَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الْعِيَافَةُ وَالطَّرْقُ وَالطِّيَرَةُ مِنَ الْجِبْتِ".

 حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ. ح وثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَسَّانَ بْـنِ فَائِدٍ، عَنْ عُمَرَ قَـالَ: "الْجِبْتِ: السِّحْرُ". وَرُوِيَ عَنِ أَبِي الْعَالِيَةِ، وَمُجَاهِدٍ، وَالشَّعْبِيِّ فِي إِحْدَى الرِّوَايَاتِ، وَعِكْرِمَةَ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ نحو ذلك.

 وَالوجه الثَّانِي:

  ذُكِرَ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ الْمِصْرِيِّ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يعْنِي الْحِمَّانِيَّ، عَنِ النَّضْرِ أَبِي عُمَرَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "الْجِبْتُ رَسْمُ الشَّيْطَانِ بِالْحَبَشِيَّةِ". وَرَوَى عَنْ عِكْرِمَةَ، وَأَبِي مَالِكٍ، وَعَطِيَّةَ قَالُوا: "الشَّيْطَانُ".

 وَالوجه الثَّالِثُ:

  حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ} يَقُولُ: الشِّرْكُ".

 والوجه الرَّابِعُ:

  أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ} قَالَ: الْجِبْتُ: الأَصْنَامُ، وَفِي قَوْلِهِ أَيْضاً : الْجِبْتُ: حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ".

 وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ:

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عُقْبَةُ، عَنْ حَنَشِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: "الْجِبْتِ: الْكَاهِنُ". وَرُوِيَ عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي إِحْدَى الرِّوَايَاتِ، وَالضَّحَّاكِ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَخُصَيْفٍ قَالُوا: "الْجِبْتُ: الْكَاهِنُ".

 وَالْوَجْهُ السَّادِسُ:

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَنْبَأَ جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي

قوله: "{الْجِبْتِ} قَالَ: الْجِبْتُ: كَعْبُ بْنُ الأَشْرَفِ".

قوله تعالى: {وَالطَّاغُوتِ}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، وثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَسَّانَ بْـنِ فَائِدٍ، عَنْ عُمَرَ قَـالَ: "{الطَّاغُوتِ}: الشَّيْطَانُ". وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبِي الْعَالِيَةِ، وَالشَّعْبِيِّ، وَمُجَاهِدٍ، وَعَطَاءٍ، وَالْحَسَنِ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَالضَّحَّاكِ، وَالسُّدِّيِّ، نحو ذلك.

وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{الطَّاغُوتِ} قَالَ: كَعْبُ بْنُ الأَشْرَفِ". وَرُوِيَ عَنِ عَنْ عَطِيَّةَ، وَقَتَادَةَ نحو ذلك.

وَالوجه الثَّالِثُ:

  أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي الْحُسَيْنُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{الطَّاغُوتِ} قَالَ: الطَّاغُوتُ الَّذِي يَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ الأَصْنَامِ، يُعَبِّرُونَ عَنْهَا الْكَذِبَ لِيَضِلُّوا النَّاسَ".

 وَالوجه الرَّابِعُ:

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ الضَّيْفِ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللّه أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الطَّوَاغِيتِ قَالَ: "هُمْ كُهَّانٌ تَنْزِلُ عَلَيْهِمُ شَيَاطِينُ".

 حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: "{الطَّاغُوتُ} الْكَاهِنُ". وَرُوِيَ عَنِ أَبِي الْعَالِيَةِ فِي إِحْدَى الرِّوَايَاتِ، وَعِكْرِمَةَ فِي إِحْدَى الرِّوَايَاتِ، وَالشَّعْبِيِّ فِي إِحْدَى الرِّوَايَاتِ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ نحو ذلك.

 وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ:

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، حَدَّثَنِي عُقْبَةُ، عَنْ حَنَشِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: "الطَّاغُوتُ: السَّاحِرُ".

وَالْوَجْهُ السَّادِسُ:

  حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{الطَّاغُوتِ} قَالَ: الشَّيْطَانُ فِي صُورَةِ الإِنْسَانِ، يَتَحَاكَمُونَ إِلَيْهِ، وَهُوَ صَاحِبُ أَمْرِهِمْ".

 وَالْوَجْهُ السَّابِعُ:

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يُونُسُ يعْنِي ابْنَ عَبْدِ الأَعْلَى، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: وَقَالَ لِي مَالِكٌ: "{الطَّاغُوتُ}: مَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونَ اللّه".

قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِأَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سبيلا}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عُبَيْدُ اللّه، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ: "أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ قَالُوا لِكَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ وَقَدِمَ عَلَيْهِمْ: دِينُنَا خَيْرٌ أَوْ دِينُ مُحَمَّدٍ ؟ قَالَ: اعْرِضُوا عَلَيَّ دِينَكُمْ، قَالُوا: نَعَمْ، نَعْمُرُ بَيْتَ اللّه، وَنَنْحَرُ الْكَوْمَاءَ، وَنَسْقِي الْحُجَّاجَ، وَنَصِلُ الرَّحِمَ وَنُقْرِي الضَّيْفَ، قَالَ: دِينُكُمْ خَيْرٌ مِنْ دِينِ مُحَمَّدٍ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً  مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلا}".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عِيسَى بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلا} قَالَ: يَهُودُ تَقُولُ ذَلِكَ، يَقُولُونَ: قُرَيْشٌ أَهْدَى مِنْ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ".

٥٢

قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّه وَمَنْ يَلْعَنِ اللّه فَلَنْ له نصيرا}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَنْبَأَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: "ذُكِرَ لَنَا هَذِهِ الآيَةُ، نَزَلَتْ فِي كَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ، وَحُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ، رَجُلَيْنِ مِنَ الْيَهُودِ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ، لَقِيَا قُرَيْشاً  بِالْمَوْسِمِ، فَقَالَ لَـهُمُ الْمُشْرِكُونَ: نَحْنُ أَهْدَى أَمْ مُحَمَّدٌ وَأَصْحَابَهُ ؟ فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّه وَمَنْ يَلْعَنِ اللّه فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً}".

٥٣

قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً  لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً} يَقُولُ: لَوْ كَانَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنْ مُلْكٍ إِذاً  لَمْ يُؤْتُوا مُحَمَّداً  نَقِيراً ".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا مُسْلِمٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي

قوله: "{أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ} قَالَ: فَلَيْسَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ، وَلَوْ كَانَ لَهُمْ نَصِيبٌ لَمْ يُؤْتُوا النَّاسَ نَقِيراً ".

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{فَإِذَاً  لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً} يَقُولُ: إِذاً  لَمْ يُؤْتُوا مُحَمَّداً  نَقِيراً ".

قوله تعالى: {نَقِيراً}

 حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{نَقِيراً} قَالَ: النُّقْطَةُ الَّتِي فِي ظَهْرِ النَّوَاةِ". وَرُوِيَ عَنِ أَبِي مَالِكٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَالضَّحَّاكِ، وَالسُّدِّيِّ نحو ذلك.

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ

قوله: "{نَقِيراً} الَّذِي فِي وَسَطِ النَّوَاةِ".

٥٤

قوله تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ}

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ} قَالَ: هُمْ يَهُودُ".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ: يَقُولُ اللّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى: "الْحَاسِدُ عَدُوٌّ لِنِعْمَتِي، مُتَسَخِّطٌ لِقَضَائِي، غَيْرُ رَاضٍ لِي بِالْقَسَمِ الَّذِي قَسَمْتُ لَهُ".

قوله تعالى: {النَّاسَ}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عُبَيْدُ اللّه، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ

قوله: "{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّه مِنْ فَضْلِهِ} قَالَ: يَحْسُدُونَ مُحَمَّداً  صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ لَمْ يَكُنْ مِنْهُمْ، وَكَفَرُوا بِهِ".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ، ثنا جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ: "{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّه مِنْ فَضْلِهِ} قَالَ: نَحْنُ النَّاسُ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو مَعْمَرِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَعْمَرٍ، وَعَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، قَالا: ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ

قوله: "{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّـاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّه مِنْ فَضْلِهِ} قَالَ: مُحَمَّدٌ وَأَصْحَابُهُ". وَالسِّيَاقُ لأَبِي مَعْمَرٍ، وَفِي حَدِيثِ عَمْرٍو. قَالَ: "هُوَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاصَّةً".

قوله تعالى: {عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّه مِنْ فَضْلِهِ}

  أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي الْحُسَيْنُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّـاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّه مِنْ فَضْلِهِ} وَذَلِكَ أَنَّأَهْلَ الْكِتَابِ قَالُوا: زَعَمَ مُحَمَّدٌ أَنَّهُ أُوتِيَ مَا أُوتِيَ فِي تَوَاضُعٍ، وَلَهُ تِسْعُ نِسْوَةٍ وَلَيْسَ هَمُّهُ إِلا النِّكَاحُ، فَأَيُّ مَلِكٍ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا ؟ ! فَقَالَ اللّه تَعَالَى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّـاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّه مِنْ فَضْلِهِ}". وَرُوِيَ عَنِ عَطِيَّةَ، وَالضَّحَّاكِ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَالسُّدِّيِّ نحو ذلك.

  ذَكَرَهُ أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، ثنا مُعْتَمِرٌ، عَنْ شَبِيبٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ

قوله: "أُعْطِيَ نَبِيُّ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضْعَ سَبْعِينَ شَابّاً ، فَحَسَدَتْهُ الْيَهُودُ، فَقَالَ اللّه تَعَالَى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّه مِنْ فَضْلِهِ}".

قوله تعالى: {فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ} وَسُلَيْمَانَ، وَدَاوُدَ الْحِكْمَةَ".

قوله تعالى: {الْكِتَابَ}

 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مَطَرِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{الْكِتَابَ} قَالَ: الْخَطُّ الْقَلَمُ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ الأَزْرَقِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، قَالَ: سَأَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ قَوْلِ اللّه: "{الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} قَالَ: الْكِتَابُ: الْخَطُّ". وَرُوِيَ عَنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ نحو ذلك.

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْهُذَلِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{الْكِتَابَ} قَالَ: الْقُرْآنُ". وَرُوِيَ عَنِ أَبِي مَالِكٍ نحو ذلك.

قوله تعالى: {وَالْحِكْمَةَ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَشَجِّ، ثنا أَسْبَاطٌ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ فِي

قوله: "{الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} قَالَ:الْحِكْمَةُ: السُّنَّةُ". وَرُوِيَ عَنِ أَبِي مَالِكٍ، وَقَتَادَةَ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ نحو ذلك.

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{الْحِكْمَةَ} يعْنِي: النُّبُوَّةَ".

 وَالوجه الثَّالِثُ:

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو هَمَّامٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "{الْحِكْمَةَ} الْعَقْلُ فِي الدِّينِ".

قوله تعالى: {وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً  عَظِيماً}

  أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{مُلْكاً  عَظِيماً} يعْنِي: مُلْكَ سُلَيْمَانَ". وَرُوِيَ عَنِ عَطِيَّةَ مِثْلُ ذَلِكَ

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً  عَظِيماً} فِي النِّسَاءِ، فَمَا بَالُهُ أُحِلَّتْ لأُولَئِكَ الأَنْبِيَاءِ أَنْ يَنْكِحَ دَاوُدُ تِسْعاً  وَتِسْعِينَ امْرَأَةً، وَيَنْكِحَ سُلَيْمَانُ مِائَةَ امْرَأَةٍ، وَلا يَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ أَنْ يَنْكِحَ كَمَا نَكَحُوا".

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ فِي

قوله: "{وَآتَيْنَـاهُمْ مُلْكاً  عَظِيماً} قَالَ: أَمَدُّوا بِالْمَلائِكَةِ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: اخْتَلَفَتِ الرِّوَايَاتُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، فَرَوَى أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَوْلَهُ. وَرُوِيَ عَنِ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ هَذَا التَّفْسِيرُ

 وَالوجه الثَّالِثُ:

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنِ الْحَسَنِ: "{وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً  عَظِيماً} قَالَ:النُّبُوَّةَ". وَرُوِيَ عَنِ مُجَاهِدٍ، وَالثَّوْرِيِّ نحو ذلك.

 أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ السَّرِيِّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبْجَرَ: "{وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً  عَظِيماً} قَال:الْمَمْلَكَةُ وَالْجُنُودُ".

٥٥

قوله تعالى: {فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ}

  حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله:  {فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ} يَقُولُ: بِمَا أَنْزَلَ عَلَى مُحَمَّدٍ مِنْ اليَهُودَ {وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ}".

  حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ فِي

قوله: "{فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ} وَاتَّبَعَهُ".

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: "فَكَانَ النَّاسُ يَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَيَسْأَلُونَهُ يعْنِي: الْحِنْطَةَ، فَيَقُولُ: مَنْ قَالَ: لا إِلَـهَ إِلا اللّه، فَلْيَدْخُلْ فَلْيَأْخُذْ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ وَأَخَذَ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللّه تَعَالَى: {فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ}".

قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ}

  حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ

قوله: "{وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ} يَقُولُ: تَرَكَهُ فَلَمْ يَتَّبِعْهُ".

وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: "فَكَانَ النَّاسُ يَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ، فَيَسْأَلُونَهُ يعْنِي: الْحِنْطَةَ، فَيَقُولُ: مَنْ قَالَ لا إِلَـهَ إِلا اللّه، فَلْيَدْخُلْ، فَلْيَأْخُذْ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ، فَأَخَذَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَبَى، فَرَجَعَ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللّه تَعَالَى: {فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ}".

قوله تعالى: {وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً}

  حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى الْكُوفِيُّ، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ

قوله: "{سَعِيراً} يعْنِي: وَقُوداً ".

وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: "السَّعِيرُ: وَادِي مِنْ فَيْحٍ فِي جَهَنَّمَ".

٥٦

قال تعالى:

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ

قوله: "{سَوْفَ} قَالَ: وَعِيدٌ".

قوله تعالى: {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ ثُوَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي

قوله: "{كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ} قَالَ: إِذَا احْتَرَقَتْ جُلُودُهُمْ".

 ذُكِرَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى يعْنِي سَعْدَانَ، ثنا نَافِعٌ مَوْلَى يُوسُفَ السُّلَمِيِّ الْبَصْرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: "قَرَأَ رَجُلٌ عِنْدَ عُمَرَ هَذِهِ الآيَةَ {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً  غَيْرَهَا} فَقَالَ عُمَرُ: أَعِدْهَا عَلَيَّ، فَأَعَادَهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، عِنْدِي تَفْسِيرُهَا: تُبَدَّلُ فِي سَاعَةٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، فَقَالَ عُمَرُ: هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ ثُوَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي

قوله: "{كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً  غَيْرَهَا} قَالَ: إِذَا احْتَرَقَتْ جُلُودُهُمْ بُدِّلُوا جُلُوداً  بَيْضَاءَ أَمْثَالَ الْقَرَاطِيسِ".

 ‏

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ

قوله: "{كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَـاهُمْ جُلُوداً  غَيْرَهَا} قَالَ: سَمِعْنَا أَنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي الْكِتَابِ الأَوَّلِ أَنَّ جِلْدَ أَحَدِهِمْ أَرْبَعِينَ ذِرَاعاً  وَسِنَّهُ تِسْعِينَ ذِرَاعاً ، وَبَطْنَهُ لَوْ وُضِعَ فِيهِ جَبَلٌ لَوَسِعَهُ، فَإِذَا أَكَلَتِ النَّارُ جُلُودَهُمْ بُدِّلُوا جُلُوداً  غَيْرَهَا".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ، ثنا حُسَيْنُ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ

قوله: "{كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَـاهُمْ جُلُوداً  غَيْرَهَا} قَالَ: تُنْضِجُهُمْ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَرَّةٍ". قَالَ حُسَيْنٌ: وَزَادَ فِيهِ فُضَيْلُ بْنُ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ: كُلَّمَا أَنْضَجَتْهُمْ وَأَكَلَتْ لُحُومَهُمْ قِيلَ لَهُمْ: عُودُوا، فَعَادُوا".

قوله تعالى: {لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ}

  حَدَّثَنَـا زَكَرِيَّا بْنُ دَاوُدَ بْنِ بَكْرٍ أَبُو يَحْيَى الْخَفَّافُ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ عَبْدُ اللّه بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ خَالِدٍالْمَعَافِرِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيِّ أَنَّهُ بَلَغَهُ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَـاهُمْ جُلُوداً  غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} قَالَ: يُجْعَلُ لِلْكَافِرِ مِائَةُ جِلْدٍ بَيْنَ كُلِّ جِلْدَيْنِ لَوْنٌ مِنَ الْعَذَابِ".

قوله تعالى: {إِنَّ اللّه كَانَ عَزِيزاً  حَكِيماً}

  حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا آدَمُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ يعْنِي الرَّازِيَّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ: "{عَزِيزاً  حَكِيماً} يَقُولُ: عَزِيزاً  فِي نِقْمَتِهِ إِذَا انْتَقَمَ". وَرُوِيَ عَنِ قَتَادَةَ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ نحو ذلك.

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى،أَنْبَأَ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "الْعَزِيزُ فِي نُصْرَتِهِ مِمَّنْ كَفَرَ إِذَا شَاءَ".

٥٧

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ، أَنْبَأَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: "{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ".

قوله تعالى: {سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ}

  حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللّه الأَوْدِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللّه قَالَ: "الْجَنَّةُ سَجَسْحٌ لا حَرَّ فِيهَا وَلا بَرْدَ".

قوله تعالى: {جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللّه: "أَنْهَارُ الْجَنَّةِ تَفَجَّرُ مِنْ جَبَلِ مِسْكٍ".

 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ

قوله: "{تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} يعْنِي: الْمَسَاكِنُ تَجْرِي أَسْفَلِهَا أَنْهَارُهَا".

  حَدَّثَنَـا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللّه الأَوْدِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، وَالْمَسْعُودِيُّ، وَسُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي مَسْرُوقٌ قَالَ: "أَنْهَارُ الْجَنَّةِ تَجْرِي فِي غَيْرِ أُخْدُودٍ، وَثَمَرَتُهَا كَالْقِلالِ، كُلَّمَا نُزِعَتْ ثَمَرَةٌ عَادَتْ مِثْلَهَا أُخْرَى، الْعُنْقُودُ اثَنَا عَشَرَ ذِرَاعاً ".

قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{خَالِدِينَ فِيهَا} يعْنِي:لا يَمُوتُونَ".

قوله تعالى: {أَبَداً}

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَوْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً} قَالَ: لا انْقِطَاعَ".

قوله تعالى: {لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مَطْهَرَةٌ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مَطْهَرَةٌ} يَقُولُ: مَطْهَرَةٌ مِنَ الْقَذَرِ وَالأَذَى".

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي

قوله: "{أَزْوَاجٌ مَطْهَرَةٌ} قَالَ: مَطْهَرَةٌ مِنَ الْحَيْضِ وَالْبَوْلِ وَالنِّخَامِ وَالْبُزَاقِ وَالْمَنِيِّ وَالْوَلَدِ". وَرُوِيَ عَنِ عَطَاءٍ، وَالْحَسَنِ، وَالضَّحَّاكِ، وَالنَّخَعِيِّ، وَأَبِي صَالِحٍ، وَعَطِيَّةَ، وَالسُّدِّيِّ نَحْوُ قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ

  حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدٍ، وَأَبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ: "{لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مَطْهَرَةٌ} قِيلَ: مَطْهَرَةٌ مِنَ الأَذَى وَالْمَآثِمِ".

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا ابْنُ نُفَيْلٍ، ثنا خُلَيْدٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي

قوله: "{لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مَطْهَرَةٌ} قَالَ: لا حُيَّضٌ وَلا كُلَّفٌ".

قوله تعالى: {وَنُدْخِلُهُمْ ظِلا ظَلِيلا}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ قَالَ اللّه تَعَالَى: "{وَنُدْخِلُهُمْ ظِلا ظَلِيلا} وَهُوَ ظِلُّ الْعَرْشِ الَّذِي لا يَزُولُ".

٥٨

قوله تعالى: {إِنَّ اللّه يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَحْمَسِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: "إِنَّ الشَّهَادَةَ تُكَفِّرُ كُلَّ ذَنْبٍ إِلا الأَمَانَةَ، يُؤْتَى بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَإِنْ كَانَ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللّه، فَيُقَالُ: أَدِّ أَمَانَتَكَ، فَيَقُولُ: وَأَنَّى أُؤَدِّيهَا وَقَدْ ذَهَبَتِ الدُّنْيَا، فَتُمَثَّلُ لَهُ الأَمَانَةُ فِي قَعْرِ جَهَنَّمَ فَيَهْوِي إِلَيْهَا فَيَحْمِلُهَا عَلَى عَاتِقِهِ، قال: فَتَنْزِلُ عَلَى عَاتِقِهِ فَيَهْوِي عَلَى أَثَرِهَا أَبَدَ الأَبَدِ. قَالَ زَادَانُ: فَأَتَيْتُ الْبَرَّاءَ، فَحَدَّثْتُهُ، فَقَالَ: صَدَقَ أَخِي: {إِنَّ اللّه يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}". حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا تَمِيمُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ، ثنا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَبْدِ اللّه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِ حَدِيثِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فَلَقِيتُ الْبَرَاءَ. قَالَ شَرِيكٌ: ثنا عَيَّاشُ الْعَامِرِيُّ، عَنْ زَاذانَ، عَنْ عَبْدِ اللّه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحو ذلك.، وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ الأَمَانَةَ فِي الصَّلاةِ، وَالأَمَانَةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ

 حَدَّثَنَـا الأَحْمَسِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{إِنَّ اللّه يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} قَالَ: مُبْهَمَةٌ لِلْبَرِّ وَالْفَاجِرِ". وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: "مُسَجَّلَةٌ لِلْبَرِّ وَالْفَاجِرِ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{إِنَّ اللّه يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} قَالَ: هَذِهِ الأَمَانَاتُ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ النَّاسِ فِي الْمَالِ وَغَيْرِهِ".

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: "الأَمَانَةُ مَا أُمِرُوا بِهِ وَنُهُوا عَنْهُ".

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: قَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: "مِنَ الأَمَانَةَ أَنِ ائْتُمِنَتِ الْمَرْأَةُ عَلَى فَرْجِهَا".

قوله تعالى: {إِلَى أَهْلِهَا}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{إِنَّ اللّه يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} يعْنِي: السُّلْطَانُ يَعِظُ النِّسَاءَ". وَرُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالُوا: "ذَلِكَ فِي الأُمَرَاءِ".

 وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ:

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ: "{يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} قَالَ: فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ النَّاسِ".

قوله تعالى: {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ، ثنا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: "حَقٌّ عَلَى الإِمَامِ أَنْ يَحْكُمَ بِمَا أَنْزَلَ اللّه، وَأَنْ يُؤَدِّيَ الأَمَانَةَ، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ وَجَبَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَسْمَعُوا لَهُ وَيُطِيعُوا، وَأَنْ يُجِيبُوا إِذَا دُعُوا".

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ

قوله: "{وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} قَالَ: نَزَلَتْ فِي الأُمَرَاءِ خَاصَّةً".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الأَسْوَدِ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا أَبُو مَكِينٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي

قوله: "{وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} قَالَ: نَزَلَتْ فِي حُكَّامِ النَّاسِ، فِيمَنْ وَلِيَ مِنْ أُمُورِ النَّاسِ شَيْئاً ".

  حَدَّثَنَـا عَمْرٌو الأَوْدِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي مَكِينٍ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ يَقُولُ: "{إِنَّ اللّه يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي وُلاةِ الأَمْرِ".

قوله تعالى: {إِنَّ اللّه نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ}

 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدَكَ الْقَزْوِينِيُّ، ثنا الْمُقْرِئُ يعْنِي عَبْدَ اللّه بْنَ زَيْدٍ، ثنا حَرْمَلَةُ يعْنِي ابْنَ عِمْرَانَ التُّجِيبِيَّ الْمِصْرِيَّ، حَدَّثَنِي أَبُو سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ هَذِهِ الآيَةَ"{إِنَّ اللّه يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} } إِلَى قَوْلِهِ { {إِنَّ اللّه نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللّه كَانَ سَمِيعاً  بَصِيراً} وَيَضَعُ إِبْهَامَهُ عَلَى أُذُنِهِ وَالَّتِي تَلِيهَا عَلَى عَيْنِهِ، وَيَقُولُ: هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُهَا وَيَضَعُ إِصْبَعَهُ". قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا وَصَفَهُ لَنَـا الْمُقْرِئُ وَوَضَعَ أَبُو زَكَرِيَّا إِبْهَامَهُ الْيُمْنَى عَلَى عَيْنِهِ الْيُمْنَى وَالَّتِي تَلِيهَا عَلَى الأُذُنِ الْيُمْنَى، وَأَرَانَا فَقَالَ: هَكَذَا

قوله تعالى: {إِنَّ اللّه كَانَ سَمِيعاً  بَصِيراً}

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{سَمِيعاً} أَيْ: سُمَيْعٌ مَا يَقُولُونَ".

قوله تعالى: {بَصِيراً}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ:رَأَيْتُ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُقْرِئُ هَذِهِ الآيَةَ: "{سَمِيعاً  بَصِيراً} يَقُولُ: بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ".

٥٩

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّه}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٌ، ثنا الْوَلِيدُ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ:إِذَا قَالَ اللّه تَعَالَى: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} إفْعَلُوا، فَالنَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ".

قوله تعالى: {وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}

  حَدَّثَنَـا الْمُنْذِرُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ

قوله: "{أَطِيعُوا اللّه وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} قَالَ: طَاعَةُ الرَّسُولِ: اتِّبَاعُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ".

قوله تعالى: {وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ الْمُسَيَّبِ الضَّبِّيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، قَالا: ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَأَخْبَرَنِي يَعْلَى بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّه وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} قَالَ: نَزَلَتْ فِي عَبْدِ اللّه بْنِ حُذَافَةَ إِذْ بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ". وَالسِّيَاقُ لأَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَوَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} قَالَ: أُمَرَاءُ السَّرَايَا".

  ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ فَضْلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{أَطِيعُوا اللّه وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} بَعَثَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فِي سَرِيَّةٍ وَفِيهَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، فَسَارُوا قِبَلِ الْقَوْمِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ، فَلَمَّا بَلَغُوا قَرِيباً  مِنْهُمْ، عَرَشُوا وَأَتَاهُمْ ذُو الْعِينْتَيْنِ، فَأَخَبَرَهُمْ، فَأَصْبَحُوا قَدْ هَرَبُوا غَيْرَ رَجُلٍ أَمَرَ أَهْلَهُ فَجَمَعُوا مَتَاعَهُمْ، ثُمَّ أَقْبَلَ يَمْشِي فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ، حَتَّى أَتَى عَسْكَرَ خَالِدٍ يَسْأَلُ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: يَا أَبَا الْيَقْظَانِ إِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَشَهِدْتُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللّه وَأَنَّ مُحَمَّداً  عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ قَوْمِي لَمَّا سَمِعُوا بِكُمْ هَرَبُوا وَأَنِّي بَقِيتُ، فَهَلْ إِسْلامِي نَـافِعِي غَداً  ؟ وَإِلا هَرَبْتُ. فَقَالَ عَمَّارٌ: بَلْ هُوَ نَافِعُكَ، فَأَقِمْ فَأَقَامَ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا أَغَارَ خَالِدٌ فَلَمْ يَجِدْ أَحَداً  غَيْرَ الرَّجُلِ، فَأَخَذَهُ وَأَخَذَ مَالَهُ، فَبَلَغَ عَمَّاراً  الْخَبَرُ فَأَتَى خَالِداً ، فَقَـالَ: خَلِّ عَنِ الرَّجُلِ، فَإِنَّهُ قَدْ أَسْلَمَ وَهُوَ فِي أَمَانٍ مِنِّي. قَالَ خَالِدٌ: وَفِيمَ أَنْتَ تُجِيرُ، فَاسْتَبَّا، فَارْتَفَعَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَجَازَ أَمَانَ عَمَّارٍ، وَنَهَاهُ أَنْ يُجِيرَ الثَّانِيَةَ عَلَى أَمِيرٍ".

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} قَالَ: هُمُ الأُمَرَاءُ".

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّه فِي هَذِهِ الآيَةِ: "{أَطِيعُوا اللّه وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} قَالَ: أُولِي الْخَيْرِ".

 وَالوجه الثَّالِثُ:

 حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حدثني معاوية بن أبي صالح، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} يعْنِي: أَهْلَ الْفِقْهِ وَالدِّينِ، وَأَهْلَ طَاعَةِ اللّه الَّذِينَ يُعَلِّمُونَ النَّـاسَ مَعَانِيَ دِينِهِمْ وَيَأْمُرُنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهُوهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، فَأَوْجَبَ اللّه سُبْحَانَهُ طَاعَتَهُمْ عَلَى الْعِبَادِ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} قَالَ: أُولُو الْعِلْمِ وَالْفِقْهِ". وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، وَالْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَطَاءٍ، وَإِبْرَاهِيمَ نحو ذلك.. وَرُوِيَ عَنِ أَبِي الْعَالِيَةِ، وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللّه الْمُزَنِيِّ، أَنَّهُمَا قَالا: "الْعُلَمَاءُ".

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْحَضْرَمِيُّ بِحَضْرَمَوْتَ، ثنا الْخَصِيبُ بْنُ نَاصِحٍ، ثنا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} قَالَ: أُولِي الْعِلْمِ وَالْفِقْهِ وَالْعَقْلِ وَالرَّأْيِ".

 وَالوجه الرَّابِعُ:

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عُثْمَانُ بْنُ طَالُوتَ الْجَحْدَرِيُّ، ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} قَالَ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللّه عَنْهُمَا".

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ: "{وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} قَالَ: كَانَ عُمَرُ مِنْ أُولِي الأَمْرِ".

 وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ:

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ

قوله: "{وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} قَالَ: هُمْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هم الدُّعَاةُ الرُّوَاةُ".

قوله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: "فَلَمَّا أَصْبَحُوا أَغَارَ خَالِدٌ فَلَمْ يَجِدْ أَحَداً  غَيْرَ الرَّجُلِ، يعْنِي: الَّذِي أَمَّنَهُ عَمَّارٌ، وَأَخَذه وأخذَ مَالَهُ، فَبَلَغَ عَمَّاراً  الْخَبَرُ، فَأَتَى خَالِداً  فَقَالَ: خَلِّ عَنِ الرَّجُلِ فَإِنَّهُ قَدْ أَسْلَمَ وَهُوَ فِي أَمَانٍ مِنِّي، قَالَ خَالِدٌ: وَفِيمَ أَنْتَ تُجِيرُ، فَاسْتَبَّا فَارْتَفَعَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَجَازَ أَمَانَ عَمَّارٍ، وَنَهَاهُ أَنْ يُجِيرَ الثَّانِيَةَ عَلَى أَمِيرٍ، فَاسْتَبَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يعْنِي: عَمَّاراً  وَخَالِداً ، فَقَالَ خَالِدٌ: يَا رَسُولَ اللّه أَتَتْرُكُ هَذَا الْعَبْدَ الأَجْدَعَ يَشْتُمُنِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا خَالِدُ لا تَسُبَّ عَمَّاراً ، فَإِنَّهُ مَنْ سَبَّ عَمَّاراً  سَبَّهُ اللّه، وَمَنْ أَبْغَضَ عَمَّاراً  أَبْغَضَهُ اللّه، وَمَنْ لَعَنَ عَمَّاراً  لَعَنَهُ اللّه، فَغَضِبَ عَمَّارٌ فَقَامَ فَتَبِعَهُ خَالِدٌ حَتَّى أَخَذَ بِثَوْبِهِ فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ، فَرَضِيَ، فَأَنْزَلَ اللّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّه وَالرَّسُولِ}".

قوله تعالى: {فَرُدُّوهُ إِلَى اللّه}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي

قوله: "{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّه} قَالَ:إِلَى كِتَابِ اللّه". وَرُوِيَ عَنِ عَطَاءٍ، وَالسُّدِّيِّ، وَقَتَادَةَ، وَمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، وَأَبِي سِنَانٍ مِثْلُ ذَلِكَ

قوله تعالى: {وَالرَّسُولِ}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{فَرُدُّوهُ إِلَى اللّه وَالرَّسُولِ} قَالَ: إِلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللّه".

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{فَرُدُّوهُ إِلَى اللّه وَالرَّسُولِ} قَالَ: إِنْ كَانَ الرَّسُولُ حَيّاً ". وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، وَعَطَاءٍ، وَقَتَادَةَ، وَمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، وَأَبِي سِنَانٍ مِثْلُ ذَلِكَ

قوله تعالى: {إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّه وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ}

 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَنْبَأَ يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ

قوله: "{إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّه وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ} يَقُولُ: ذَلِكَ أَحْسَنُ ثَوَاباً ".

قوله تعالى: {وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا}

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجاهِدٍ

قوله: "{وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا} قَالَ: أَحْسَنُ جَزَاءً".

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا} يَقُولُ: عَاقِبَةً". وَرُوِيَ عَنِ قَتَادَةَ مِثْلُ ذَلِكَ

٦٠

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أنزل إليك وما أنزل من قبلك}

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الْحِمْصِيُّ، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، ثنا صَفْوَانُ يعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "كَانَ أَبُو بُرْدَةَ الأَسْلَمِيُّ كَاهِناً  يَقْضِي بَيْنَ الْيَهُودِ، فَتَنَافَرُوا إِلَيْهِ أُنَاسٌ مِنْأَسْلَمَ مِنَ الْيَهُودِ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ}".

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} قَالَ: تَنَـازَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَـافِقِينَ وَرَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَ الْمُنَافِقُ: اذْهَبْ بِنَا إِلَى كَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ، وَقَالَ الْيَهُودِيُّ: اذْهَبْ إِلَى رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ} قَالَ: كَانَ نَاسٌ مِنَ الْيَهُودِ قَدْ أَسْلَمُوا وَنَافَقَ بَعْضُهُمْ، وَكَانَتْ قُرَيْظَةُ وَالنَّضِيرُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا قُتِلَ الرَّجُلُ مِنْ بَـنِي النَّضِيرِ قَتَلْتُهُ بَنُو قُرَيْظَةَ، قَتَلُوا بِهِ مِنْهُمْ، فَإِذَا قُتِلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي قَرَيْظَةَ قَتَلْتُهُ بَنُو النَّضِيرِ أَعْطَوْا دِيَةً سِتِّينَ وَسْقاً  مِنْ تَمْرٍ، فَلَمَّا أَسْلَمَ نَاسٌ مِنْ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ، قَتَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ رَجُلا مِنْ بَنِي قَرَيْظَةَ، فَتَحَاكَمُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّضِيرِيُّ: يَا رَسُولَ اللّه، إِنَّـا كُنَّـا نُعْطِيهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ الدِّيَةَ، فَنَحْنُ نُعْطِيهُمُ الْيَوْمَ الدِّيَةَ، فَقَالَتْ قُرَيْظَةُ: لا، وَلَكِنَّا إِخْوَانُكُمْ فِي النَّسَبِ وَالدِّينِ، دِمَاؤُنَا مِثْلُ دِمَاءِكُمْ، وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَغْلِبُونَـا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَدْ جَاءَ الإِسْلامُ فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى يُعَيِّرُهُمْ بِمَا فَعَلُوا، فَقَالَ: وَكَتَبْنَـا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ يُعَيِّرُهُمْ، ثُمَّ ذَكَرَ قَوْلَ النَّضِيرِيِّ: كُنَّا نُعْطِيهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ سِتِّينَ وَسْقاً  وَنَقْتُلُ مِنْهُمْ وَلا يَقْتُلُونَا، فَقَالَ: أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ. فَأَخَذَ النَّضِيرِيُّ قَتْلَهُ بِصَاحِبِهِ، فَتَفَاخَرَتِ النَّضِيرُ وَقُرَيْظَةُ، فَقَالَتِ النَّضِيرُ: نَحْنُ أَكْرَمُ مِنْكُمْ. وَقَالَتْ قُرَيْظَةُ: نَحْنُ أَكْرَمُ مِنْكُمْ، فَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ إِلَى أَبِي بُرْدَةَ الْكَاهِنِ الأَسْلَمِيِّ. قَالَ الْمُنَافِقُونَ مِنْ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى أَبِي بُرْدَةَ يَنْفُرُ بَيْنَنَا، قَالَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ: لا، بَلْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْفُرُ بَيْنَنَا، فَتَعَالَوْا إِلَيْهِ، فَأَبَى الْمُنَافِقُونَ وَانْطَلَقُوا إِلَى أَبِي بُرْدَةَ فَسَأَلُوا، فَقَالَ: اعْظِمُوا اللُّقْمَةَ يَقُولُ: اعْظِمُوا الْخَطَرَ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ}".

قوله تعالى: {وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يضلهم ضلالا بعيدا}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ الْمُهَلَّبِيُّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ خِرِّيتٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: "إِنَّمَا سُمِّيَ الشَّيْطَانُ لأَنَّهُ تَشَيْطَنَ".

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ} وَهُوَ أَبُو الأَسْلَمِيِّ الْكَاهِنُ".

٦١

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللّه الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا}

  أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي الْحُسَيْنُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللّه وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً} قَالَ: كَانُوا إِذَا دُعُوا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللّه وَإِلَى الرَّسُولِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ، قَالُوا: بَلْ نَتَحَاكُمْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ، وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالا بَعِيداً ".

٦٢

قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُم جاءوك يحلفون باللّه إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا}

  حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ يعْنِي: عَنْ

قوله: "{فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} قَالَ: عُقُوبَةٌ لَهُمْ بِنِفَاقِهِمْ وَكَرِهُوا حُكْمَ اللّه، ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللّه إِنْ أَرَدْنَا إِلا إِحْسَاناً  وَتَوْفِيقاً ".

 حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا ابْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ فِي

قوله: "{أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ} يَقُولُ: بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فِي أَنْفُسِهِمْ وَبَيْنَ ذَلِكَ مَا بَيْنَ ذَلِكَ، قُلْ لَهُمْ قَوْلا بَلِيغاً ".

٦٣

قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّه مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عنهم } إِلَى قَوْلِهِ { بليغا}

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: "تَنَازَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ وَرَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَ الْمُنَافِقُ: اذْهَبْ بِنَا إِلَى كَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ، وَقَالَ الْيَهُودِيُّ: اذْهَبْ بِنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ اللّه تَعَالِي: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّه مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلا بَلِيغاً}".

٦٤

قال تعالى:

قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ } إِلَى قَوْلِهِ { توابا رحيما}

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ } إِلَى قَوْلِهِ { رَحِيماً} هَذَا فِي الرَّجُلِ الْيَهُودِيِّ وَالرَّجُلِ الْمُسْلِمِ اللَّذَيْنِ تَحَاكَمَا إِلَى كَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللّه سُلَيْمَانُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ دِينَارٍ، سُئِلَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْ الاسْتِغْفَارِ، فَقَـالَ: "الاسْتِغْفَارُ، عَلَى نَحْوَيْنِ: أَحَدُهُمَا بِالْقَوْلِ، وَالآخَرُ بِالْفِعْلِ: فَأَمَّا الاسْتِغْفَارُ بِالْقَوْلِ فَقَوْلُ اللّه تَعَالَى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّه وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ}".

٦٥

قوله تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بينهم}

  حَدَّثَنَـا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، وَيُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ، أن عبد اللّه بن الزبير حدثه، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ"أَنَّهُ خَاصَمَ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ قَدْ شَهِدَ بَدْراً  مَعَ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شِرَاجٍ مِنَ الْحَرَّةِ كَانَـا يَسْقِيَانِ بِهِ كِلاهُمَا النَّخْلَ، فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: سَرِّحِ الْمَاءَ يَمُرُّ، فَأَبَى عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْقِ يَا زُبَيْرُ، ثُمَّ أَرْسِلْ إِلَى جَارِكَ، فَغَضِبَ الأَنْصَارِيُّ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّه أَنْ كَانَ ابْنُ عَمَّتِكَ، فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: اسْقِ يَا زُبَيْرُ، ثُمَّ احْبِسِ الْمَاءَ يَرْجِعُ إِلَى الْجِدْرِ، وَاسْتَرْعَى رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الزُّبَيْرِ حَقَّهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ ذَلِكَ أَشَارَ عَلَى الزُّبَيْرِ أَيْ أَرَادَ فِيهِ السَّعَةَ لَهُ وَلِلأَنْصَارِيِّ، فَلَمَّا أَحْفَظَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَنْصَارِيَّ اسْتَرْعَى لِلزُّبَيْرِ حَقَّهُ فِي صَرِيحِ الْحُكْمِ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: وَمَا أَحْسِبُ هَذِهِ الآيَةَ إِلا نَزَلَتْ {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً  مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} أَحَدُهُمَا يُرِيدُ عَلَى صَاحِبِهِ بِذَلِكَ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، ثنا أَبُو حَيْوَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فِي

قوله: "{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ} الآيَةَ: قَالَ: أُنْزِلَتْ فِي الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَحَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ اخْتَصَمَا فِي مَاءٍ، فَقَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْقِيَ الأَعْلَى ثُمَّ الأَسْفَلُ".

 الوجه الثَّانِي:

  أَخْبَرَنَـا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قِرَاءَةً، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ قَالَ: "اخْتَصَمَ رَجُلانِ إِلَى رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَضَى بَيْنَهُمَا، فَقَالَ الَّذِي قَضَى عَلَيْهِ: رُدَّنَا إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ، انْطَلِقَا إِلَى عُمَرَ، فَلَمَّا أَتَيَا عُمَرَ قَالَ الرَّجُلُ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ قَضَى لِي رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هَذَا، فَقَالَ: رُدَّنَـا إِلَى عُمَرَ حَتَّى أَخْرُجَ إِلَيْكُمَا فَأَقْضِيَ بَيْنَكُمَا، فَخَرَجَ إِلَيْهِمَا، مُشْتَمِلا عَلَى سَيْفِهِ فَضَرَبَ الَّذِي قَالَ: رُدَّنَـا إِلَى عُمَرَ فَقَتَلَهُ، وَأَدْبَرَ الآخَرُ فَارّاً  إِلَى رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّه، قَتَلَ عُمَرُ وَاللّه صَاحِبِي وَلَوْ مَا أَنِّي أَعْجَزْتُهُ لَقَتَلَنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا كُنْتُ أَظُنُّ يَجْتَرِئُ عُمَرُ عَلَى قَتْلِ مُؤْمِنَيْنِ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً  مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} فَهَدَرَ دَمَ ذَلِكَ الرَّجُلِ وَبَرِئَ عُمَرُ مِنْ قَتْلِهِ، فَكَرِهَ اللّه أَنْ يَسُنَّ ذَلِكَ بَعْدُ، فَقَالَ: {وَلَوْ أَنَّـا كَتَبْنَا عَلَيْهِمُ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ } إِلَى قَوْلِهِ { وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً}".

 وَالوجه الثَّالِثُ:

  ذُكِرَ عَنِ الْمُقَدَّمِيِّ، ثنا أَشْعَثُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي

قوله: "{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} قَالَ: نَزَلَتْ فِي الْيَهُودِ"".

قوله تعالى: {ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً  مِمَّا قَضَيْتَ ويسلموا تسليما}

  حَدَّثَنَـا الْحَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً  مِمَّا قَضَيْتَ} قَالَ: شَكّاً ".

٦٦

قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ أخرجوا من دياركم}

  وَبِهِ عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{وَلَوْ أَنَّـا كَتَبْنَـا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ} هُمْ يَهُودُ يعْنِي الْعَرَبَ كَمَا أَمَرَ أَصْحَابَ مُوسَى".

قوله تعالى: {مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ}

 حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ يعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: لَمَّا تَلا رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ: "{وَلَوْ أَنَّـا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارَكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى عَبْدِ اللّه بْنِ رَوَاحَةَ، فَقَالَ: لَوْ أَنَّ اللّه كَتَبَ ذَلِكَ لَكَانَ هَذَا مِنْ أُولَئِكَ الْقَلِيلِ يعْنِي ابْنَ رَوَاحَةَ".

  حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُنِيرٍ، ثنا رَوْحٌ، ثنا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ عَلَى رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "{وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} قَالَ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ فَعَلَ رَبُّنَا لَفَعَلْنَا، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الإِيمَانُ أَثْبَتُ فِي قُلُوبِ أَهْلِهِ مِنَ الْجِبَالِ الرُّوَاسِي".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، ثنا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ عَمِّهِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللّه بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: "{وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللّه وَاللّه لَوْ أَمَرْتَنِي أَنْ أَقْتُلَ نَفْسِي لَفَعَلْتُ. قَالَ: صَدَقْتَ يَا أَبَا بَكْرٍ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، قَالَ: سُئِلَ سُفْيَانُ عَنْ

قوله: "{وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ نَزَلَتْ كَانَ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ مِنْهُمْ".

قوله تعالى: {ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً  لهم}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: "افْتَخَرَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ وَرَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: وَاللّه لَقَدْ كَتَبَ اللّه عَلَيْنَـا أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ، فَقَتَلْنَا أَنْفُسَنَا، قال ثابت: واللّه لو كتب علينا أن اقتلوا أنفسكم لقتلنا أنفسنا، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى فِي هَذَا: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً  لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً}".

قوله تعالى: {وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً}

  وَبِهِ عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً} قَالَ: تَصْدِيقاً ".

٦٧

قوله تعالى: {وَإِذاً  لآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْراً  عَظِيماً}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبَّادٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{مِنْ لَدُنَّا أَجْراً  عَظِيماً} قَالَ: الْجَنَّةَ". وَرُوِيَ عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعِكْرِمَةَ، وَأَنَسٍ، وَالضَّحَّاكِ، وَقَتَادَةَ نحو ذلك.

٦٨

قوله تعالى: {وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً  مُسْتَقِيماً}

  حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، عَنْ سَعْدٍ الطَّائِيِّ، عَنِ ابْنِ أَخِي الحارث الأَعْوَرِ، عَنِ الْحَارِثِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ: كِتَابُ اللّه".

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ،أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جُبَيْرٍ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: "{صِرَاطاً  مُسْتَقِيماً} فَالصِّرَاطُ: الإِسْلامُ".

الوجه الثَّالِثُ:

  حَدَّثَنَـا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا حَمْزَةُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ: "{الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ} قَالَ: هُوَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَاحِبَاهُ مِنْ بَعْدِهِ". قَالَ عَاصِمٌ: فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِلْحَسَنِ، فَقَالَ: صَدَقَ أَبُوالْعَالِيَةِ وَنَصَحَ

 الوجه الرَّابِعُ:

 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدَكَ الْقَزْوِينِيُّ، ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، ثنا عُمَرُ يعْنِي ابْنَ ذَرٍّ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي

قوله: "{الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} قَالَ: الْحَقُّ".

٦٩

قال تعالى:

قوله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللّه وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّه عليهم}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو عَامِرِ بْنُ بَرَّادٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ يَعْقُوبَ الْقُمِّيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ

قوله: "{أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّه عَلَيْهِمْ} قَالَ: الأَنْبِيَاءُ".

قوله تعالى: {مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً}

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَحْمَسِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَسْمَعُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَـالَ: "لا يَمُوتُ حَتَّى يُخَيَّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، قَالَتْ: وَأَصَابَتْهُ بُحَّةٌ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَـاتَ فِيهِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّه عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً} فَظَنَنْتُ أَنَّهُ خُيِّرَ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَنْبَأَ جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ فِي

قوله: "{فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّه عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ} قَالَ: قَالَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ: يَا رَسُولَ اللّه، مَا يَنْبَغِي لَنَـا أَنْ نُفَارِقَكَ، فَإِنَّكَ لَوْ قَدِمْتَ لَرُفِعْتَ فَوْقَنَا وَلَمْ نَرَكَ، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللّه عَزَّ وَجَلَّ: {وَمِنْ يُطِعِ اللّه وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّه عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً}".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ،أَنْبَأَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، أَنْبَأَ الْحَكَمُ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: أَتَى فَتًى النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "يَا نَبِيَّ اللّه، إِنَّ لَنَا مِنْكَ نَظْرَةً فِي الدُّنْيَا، وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا نَرَاكَ، لأَنَّكَ فِي الْجَنَّةِ فِي الدَّرَجَاتِ الْعُلَى، فَأَنْزَلَ عَزَّ وَجَلَّ: {فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّه عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً}، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْتَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ إِنْ شَاءَ اللّه".

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يُونُسُ يعْنِي ابْنَ عَبْدِ الأَعْلَى، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكاً  يَقُولُ: قَالَ: "سَمِعْتُ ذَلِكَ الرَّجُلَ يعْنِي عَبْدَ اللّه بْنَ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، وَهُوَ يَصِفُ الْمَدِينَةَ وَفَضْلَهَا يُبْعَثُ مِنْهَا أَشْرَافُ هَذِهِ الأُمَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَحَوْلَهَا الشُّهَدَاءُ أَهْلُ بَدْرٍ وَأُحُدٍ وَالْخَنْدَقِ، ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: {أُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّه عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً} وَالآيَةَ الَّتِي بَعْدَهَا".

٧٠

قوله تعالى: {ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّه وَكَفَى بِاللّه عَلِيماً}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللّه: "{عَلِيماً} يعْنِي: عَالِماً  بِهَا".

٧١

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ}

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، ثنا أَبُو وَهْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ

قوله: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ} يَقُولُ: خُذُوا عِدَّتَكُمْ مِنَ السِّلاحِ".

قوله تعالى: {فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ}

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِي سُورَةِ النِّسَاءِ: "{خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً} عُصَباً  وَفِرَقاً  فَنُسِخَ: {مَـا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ}".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: "{فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ} يَقُولُ: عُصَباً  يعْنِي: سَرَايَا مُتَفَرِّقِينَ". وَرُوِيَ عَنِ عِكْرِمَةَ، وَالسُّدِّيِّ، وَقَتَادَةَ، وَمُقَـاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وَالضَّحَّاكِ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَخُصَيْفٍ نحو ذلك.

قوله تعالى: {أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً}

 حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي

قوله: "{أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً} يعْنِي: كُلُّكُمْ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ مُسْلِمٍ بْنِ حَيَّانَ الْهُذَلِيِّ: "{أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً} قَالَ: مَرَّةً وَاحِدَةً".

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً} مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْكُمْ}

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شبابة، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

٧٢

قوله: "{وَإِنَّ مِنْكُمْ لِمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ} قَالَ: فِي الْمُنَافِقِ".

قوله تعالى: {لَيُبَطِّئَنَّ}

  وَبِهِ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ

قوله: "{وَإِنَّ مِنْكُمْ لِمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ} يَقُولُ: وَإِنَّ مِنْكُمْ لِمَنْ لَيَتَخَلِّفَنَّ عَنِ الْجِهَادِ".

قوله تعالى: {فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ}

  وَبِهِ عَنْ مُقَاتِلٍ

قوله: "{فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ} مِنَ الْعَدُوِّ وَجَهْدٌ مِنَ الْعَيْشِ".

قوله تعالى: {قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّه عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ معهم شهيدا}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَنْبَأَ يَزِيدُ بْنُ زَيْرَعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ

قوله: "{قَدْ أَنْعَمَ اللّه عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً} قَالَ: هَذَا قَوْلُ مُكَذِّبٍ".

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدٍ ثنا مُحَمَّدٌ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلٍ

قوله: "{قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّه عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً} قَالَ عَدُوُّ اللّه عَبْدُ اللّه بْنُ أُبَيٍّ: قَدْ أَنْعَمَ اللّه عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً ، فَيُصِيبُنِي مِثْلُ الَّذِي أَصَابَهُمْ مِنَ الْبَلاءِ وَالشِّدَّةِ".

٧٣

قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللّه}

  وَبِهِ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ

قوله: "{وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللّه} يعْنِي: فَتْحاً  وَغَنِيمَةً وَسَعَةً فِي الرِّزْقِ".

قوله تعالى: {لَيَقُولَنَّ}

  وَبِهِ عَنْ مُقَاتِلٍ

قوله: "{لَيَقُولَنَّ} الْمُنَافِقُ وَهُوَ نَادِمٌ فِي التَّخَلُّفِ".

قوله تعالى: {كَأَنْ}

 وَبِهِ عَنْ مُقَاتِلٍ: "{لَيَقُولَنَّ كَأَنْ} الْمُنَافِقُ عَبْدُ اللّه بْنُ أُبَيٍّ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ".

قوله تعالى: {لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ}

  وَبِهِ عَنْ مُقَاتِلٍ: "{كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ} يَقُولُ: كَأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ دِينِكُمْ فِي الْمَوَدَّةِ، فَهَذَا مِنَ التَّقْدِيمِ".

قوله تعالى: {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَنْبَأَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ

قوله: "{يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ} قَالَ: قَوْلُ حَاسِدٍ".

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ،أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ

قوله: "{يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ} قَالَ: الْمُنَافِقُ نَادِمٌ فِي التَّخَلُّفِ، يَتَمَنَّى يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ".

قوله تعالى: {فَأَفُوزَ}

  وَبِهِ عَنْ مُقَاتِلٍ

قوله: "{فَأَفُوزَ} يعْنِي: أَنْجُو بِالْغَنِيمَةِ".

قوله تعالى: {فَوْزاً}

  وَبِهِ عَنْ مُقَاتِلٍ

قوله: "{فَوْزاً} آخِذٌ نَصِيباً ".

قوله تعالى: {فَلْيُقَاتِلْ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّه} يعْنِي: يُقَاتِلُ الْمُشْرِكِينَ".

قوله تعالى: {فِي سَبِيلِ اللّه}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدٍ،

قوله: "{فِي سَبِيلِ اللّه} قَالَ: فِي طَاعَةِ اللّه".

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ}

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

٧٤

قوله: "{فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّه الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بالآخِرَةِ} يَقُولُ: يَبِيعُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ".

قوله تعالى: {وَمَنْ يُقَاتِلْ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّه} يعْنِي: وَمَنْ يُقَاتِلِ الْمُشْرِكِينَ".

قوله تعالى: {فَيُقْتَلْ}

 وَبِهِ عَنْ سَعِيدٍ بن جبير

قوله: "{فَيُقْتَلُ} يعْنِي: يَقْتُلُهُ الْعَدُوُّ".

قوله تعالى: {أَوْ يَغْلِبْ}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{أَوْ يَغْلِبْ} يعْنِي: يَغْلِبُ الْعَدُوَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ".

قوله تعالى: {فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً  عَظِيماً}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدٍ،

قوله: "{فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً} يعْنِي: جَزَاءً".

قوله تعالى: {عَظِيماً}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدٍ

قوله: "{أَجْراً  عَظِيماً} يعْنِي: جَزَاءً وَافِراً  فِي الْجَنَّةِ، فَجَعَلَ الْقَاتِلَ وَالْمَقْتُولَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي جِهَادِ الْمُشْرِكِينَ شَرِيكَيْنِ فِي الأَجْرِ".

  حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَلَفٍ النَّصْرِيُّ الْحِمْصِيُّ، ثنا مُحَمَّدٌ يعْنِي ابْنَ شُعَيْبٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ فِي

قوله: "{وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّه فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً  عَظِيماً} قَالَ: الأَجْرُ الْعَظِيمُ: الْجَنَّةُ".

٧٥

قوله تعالى: {وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّه}

  حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَـاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهوَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ} أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يُقَاتِلُوا عَنْ مُسْتَضْعَفِينَ مُؤْمِنِينَ كَانُوا بِمَكَّةَ".

قوله تعالى: {وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَابْنُ أَبِي عَمْر ، قَالا: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ أَبِي يَزِيدَ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: "كُنْتُ أَنَـا وَأُمِّي، مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ". وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ زِيَادَةً: "مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ، فَأَنَا مِنَ الْوِلْدَانِ وَأُمِّي مِنَ النِّسَاءِ".

  ‏ أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ} فَهُمْ أُنَـاسٌ مُسْلِمُونَ كَانُوا بِمَكَّةَ لَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَيُهَاجِرُوا، فَعَذَرَهُمُ اللّه فَهُمْ أُولَئِكَ". وَرُوِيَ عَنِ عَطَاءٍ نحو ذلك.

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنِي ابْنُ عُيَيْنَةَ فِي

قوله: "{وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّه وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ} قَالَ: وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّه وَفِي الْمُسْتَضْعَفِينَ".

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أهلها}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا بَعْضُ الرَّاوِينَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ فِي

قوله: "{رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا} قَالَ: مَكَّةَ". وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَمُجَاهِدٍ، وَالسُّدِّيِّ نحو ذلك.

 الوجه الثَّانِي:

 حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنِ الْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ: "{أَخْرِجْنَـا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظالم أهلها} قَالا: خَرَجَ مِنَ الْقَرْيَةِ الظَّالِمَةِ إِلَى الْقَرْيَةِ الصَّالِحَةِ، فَأَدْرَكَهُ الْمَوْتُ فِي الطَّرِيقِ فَنَأَى بِصَدْرِهِ إِلَى الْقَرْيَةِ الصَّالِحَةِ، قَـالا: فاتلا قاه إلا ذلك فَاحْتَجَّتْ فِيهِ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلائِكَةُ الْعَذَابِ، فَأُمِرُوا أَنْ يُقَدِّرُوا أَقْرَبَ الْقَرْيَتَيْنِ إِلَيْهِ، فَوَجَدُوهُ أَقْرَبَ إِلَى الْقَرْيَةِ الصَّالِحَةِ بِشِبْرٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَرَّبَ اللّه إِلَيْهِ الْقَرْيَةَ الصَّالِحَةَ فَتَوَفَّتْهُ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ".

قوله تعالى: {وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عُبَيْدُ اللّه يعْنِي ابْنَ مُوسَى، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ يعْنِي الرَّازِيَّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ: "{مِنْ لَدُنْكَ} مِنْ عِنْدَكِ". وَرُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ مِثْلُ ذَلِكَ

قوله تعالى: {وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عُقْبَةُ يعْنِي ابْنَ خَالِدٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ: "{وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً} قَالا: حُجَّةً ثَابِتَةً".

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، وَالنُّفَيْلِيُّ، قَالا: ثنا غِيَاثٌ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "إِذَا رَأَيْتُمُ الشَّيْطَانَ فَلا تَخَافُوهُ وَاحْمِلُوا عَلَيْهِ {إِنَّ كَيَدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً}". وَالسِّيَاقُ لِلنُّفَيْلِيِّ

٧٧

قال تعالى:

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ...}

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ}

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ} قَالَ: نَزَلَتْ فِي اليَهُودَ".

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ} قَالَ: هُمْ قَوْمٌ أَسْلَمُوا قَبْلَ أَنْ يُفْرَضَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ".

قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ}

  حَدَّثَنَـا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا آدَمُ، ثنا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ فِي

قوله: "{أَقِيمُوا الصَّلاةَ} قَالَ: فَرِيضَةً وَاجِبَةً لا تَنْفَعُ الأَعْمَالُ إِلا بِهَا وَبِالزَّكَاةِ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ عَنْ

قوله: "{وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ} قَالَ الزُّهْرِيُّ: إِقَامَتُهَا: أَنْ يُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ الْخُمُسَ لِوَقْتِهَا". وَرُوِيَ عَنِ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَقَتَادَةَ نَحْوُ قَوْلِ الْحَسَنِ

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، ثنا بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ قَوْلَهُ لأَهْلِ الْكِتَابِ: "{وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ} أَمَرَهُمْ أَنْ يُصَلُّوا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

قوله تعالى: {وَآتُوا الزَّكَاةَ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{وَآتُوا الزَّكَاةَ} يعْنِي بِالزِّكَاةِ طَاعَةَ اللّه وَالإِخْلاصَ".

 وَالوجه الثَّانِي:

 حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، وَعُثْمَانُ، ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ، قَالا: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي

قوله: "{وَآتُوا الزَّكَاةَ} قَالَ: مَا يُوجِبُ الزَّكَاةَ ؟ قَالَ: مِائَتَيْنِ فَصَاعِداً ".

  حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللّه الطِّهْرَانِيُّ،أَنْبَأَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ: "{وَآتُوا الزَّكَاةَ} قَالَ: زَكَاةُ الْمَالِ مِنْ كُلِّ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ خَمْسَةُ دَرَاهِمَ".

  حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا آدَمُ، ثنا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ فِي

قوله: "{وَآتُوا الزَّكَاةَ} قَالَ: فَرِيضَةً وَاجِبَةً، لا تَنْفَعُ الأَعْمَالُ إِلا بِهَا مَعَ الصَّلاةِ". وَرُوِيَ عَنِ قَتَادَةَ نحو ذلك.

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ،أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، ثنا بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ قَوْلَهُ لأَهْلِ الْكِتَابِ: "{وَآتُوا الزَّكَاةَ} أَمَرَهُمْ أَنْ يُؤْتُوا الزَّكَاةَ، يَدْفَعُونَهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

وَالوجه الثَّالِثُ:

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ الْعُكْلِيِّ فِي

قوله: "{وَآتُوا الزَّكَاةَ} قَالَ: صَدَقَةُ الْفِطْرِ".

قوله تعالى: {فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ الناس كخشية اللّه أو أشد خشية}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ زَنْجَةَ، قَالا: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَأَصْحَاباً  لَهُ أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللّه، كُنَّا فِي عِزٍّ وَنَحْنُ مُشْرِكُونَ فَلَمَّا آمَنَّا صِرْنَا أَذِلَّةً، قَالَ: إِنِّي أُمِرْتُ بِالْعَفْوِ فَلا تُقَاتِلُوا الْقَوْمَ، فَلَمَّا حَوَّلَهُ اللّه إِلَى الْمَدِينَةِ أَمَرَهُ بِالْقِتَالِ فَكَفُّوا، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّه أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً}".

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ} لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِمْ إِلا الصَّلاةُ وَالزَّكَاةُ، فَسَأَلُوا اللّه أَنْ يَفْرِضَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالَ {فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّـاسَ كَخَشْيَةِ اللّه أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً}".

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللّه: "{كُتِبَ} يعْنِي: فُرِضَ".

قوله تعالى: {وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ}

  أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ} فَنَهَى اللّه هَذِهِ الأُمَّةَ أَنْ يَصْنَعُوا صَنِيعَهُمْ".

قوله تعالى: {لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ}

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ} وَهُوَ الْمَوْتُ".

قوله تعالى: {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ}

 حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: قَرَأَ الْحَسَنُ: "{قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ} قَالَ: رَحِمَ اللّه عَبْداً  صَحِبَهَا عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ، مَا الدُّنْيَا كُلُّهَا مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا إِلا كَرَجُلٍ نَـامَ نَوْمَةً فَرَأَى فِي مَنَامِهِ بَعْضَ مَا يُحِبُّ، ثُمَّ انْتَبَهَ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، ثنا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: "الدُّنْيَا قَلِيلٌ، وَقَدْ مَضَى الْقَلِيلُ وَبَقِيَ قَلِيلٌ مِنْ قَلِيلٍ".

قوله تعالى: {وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{لِمَنِ اتَّقَى} يَقُولُ: اتَّقَى مَعَاصِيَ اللّه".

  حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا آدَمُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ أَمَّا

قوله: "{لِمَنِ اتَّقَى} يَقُولُ: لِمَنِ اتَّقَى فِيمَا بَقِيَ".

٧٨

قوله تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُوا}

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{أَيْنَمَا تَكُونُوا} قَالَ: مِنَ الأَرْضِ: يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ".

قوله تعالى: {يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا عِيسَى بْنُ حُمَيْدٍ الرَّاسِبِيُّ، ثنا كَثِيرٌ الْكُوفِيُّ، ثنا مُجَاهِدٌ أَبُو الْحَجَّاجِ قَالَ: "كَانَ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةٌ وَكَانَ لَهَا أَجِيرٌ، فَوَلَدَتِ الْمَرْأَةُ، فَقَالَتْ: لأَجِيرِهَا انْطَلِقْ فَاقْتَبِسْ لِي نَـاراً ، فَانْطَلَقَ الأَجِيرُ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلَيْنِ قَائِمَيْنِ عَلَى الْبَابِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا وَلَدَتْ ؟ فَقَالَ: وَلَدَتْ جَارِيَةً. فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: لا تَمُوتُ هَذِهِ الْجَارِيَةُ حَتَّى تَزْنِي بِمِائَةٍ، وَيَتَزَوَّجُهَا الأَجِيرُ، وَيَكُونُ مَوْتُهَا بِعَنْكَبُوتٍ، فَقَالَ الأَجِيرُ: أَمَا وَاللّه لأُكَذِّبَنَّ حَدِيثَكُمَا، فَرَمَى بِمَا فِي يَدِهِ، وَأَخَذَ السِّكِّينَ فَشَحَذَهَا وَقَـالَ: أَلا تَرَانِي أَتَزَوَّجُهَا بَعْدَ مَا تَزْنِي بِمِائَةٍ. قَالَ: فَسَمِعْتُ مُجَاهِداً  يَقُولُ: فَفَرَى كَبِدَهَا وَرَمَى بِالسِّكِّينِ وَظَنَّ أَنَّهُ قَدْ قَتَلَـهَا، فَصَاحَتِ الصَّبِيَّةُ، فَقَامَتْ أُمُّهَا فَرَأَتْ بَطْنَهَا قَدْ شُقَّ فَخَاطَتْهُ وَدَاوَتْهُ حَتَّى بَرِئَتْ، وَرَكِبَ الأَجِيرُ رَأْسَهُ، فَلَبِثَ مَا شَاءَ اللّه أَنْ يَلْبَثَ وَأَصَابَ الأَجِيرُ مَالا، فَأَرَادَ أَنْ يَطْلُعَ أَرْضَهُ فَيَنْظُرَ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ وَمَنْ بَقِيَ، فَأَقْبَلَ حَتَّى نَزَلَ عَلَى الْعَجُوزِ، وَقَـالَ لِلْعَجُوزِ: ابْغِي لِي أَحْسَنَ امْرَأَةٍ فِي الْبَلَدِ فَأُصِيبَ مِنْهَـا وَأُعْطِيَهَا. فَانْطَلَقَتِ الْعَجُوزُ إِلَى تِلْكَ الْمَرْأَةِ وَهِيَ أَحْسَنُ جَارِيَةٍ فِي الْبَلَدِ، فَدَعَتْهَا إِلَى الرَّجُلِ، وَقَالَتْ: تُصِيبِينَ مِنْهُ مَعْرُوفاً ، فَأَبَتْ عَلَيْهَا وَقَـالَتْ: إِنَّهُ قَدْ كَانَ ذَاكَ مِنِّي فِيمَا مَضَى، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَقَدْ بَدَا لِي أَلا أَفْعَلَ، فَرَجَعَتْ إِلَى الرَّجُلِ فَأَخْبَرَتْهُ، فَقَالَ: فَاخْطُبِيهَا عَلَيَّ، فَخَطَبَهَا وَتَزَوَّجَهَا فَأُعْجِبَ بِهَا، فَلَمَّا أَنَسَ إِلَيْهَا حَدَّثَهَا حَدِيثَهُ، فَقَالَتْ: وَاللّه لَئِنْ كُنْتَ صَادِقاً ، لَقَدْ حَدَّثَتْنِي أُمِّي حَدِيثَكَ وَإِنِّي لِتِلْكَ الْجَارِيَةُ. قَالَ: أَنْتِ ؟ قَالَتْ: أَنَـا. قَالَ: وَاللّه لَئِنْ كُنْتِ أَنْتِ إِنَّ بِكِ لَعَلامَةً لا تَخْفَى، فَكَشَفَتْ بَطْنَهَا، فَإِذَا هُوَ بِأَثَرِ السِّكِّينِ، فَقَالَ: صَدَقَنِي وَاللّه الرَّجُلانِ وَاللّه لَقَدْ زَنَيْتِ بِمِائَةٍ، وَإِنِّي أَنَـا الأَجِيرُ، وَلَقَدْ تَزَوَّجْتُكِ، وَلَتَكُونَنَّ الثَّالِثَةُ، وَلَيَكُونَنَّ مَوْتُكَ بِعَنْكَبُوتٍ، وَقَالَتْ: وَاللّه لَقَدْ كَانَ ذَاكَ مِنِّي، وَلَكِنْ لا أَدْرِي أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ، فَقَالَ: وَاللّه مَا نَقَصَ وَاحِداً  وَلا زَادَ وَاحِداً ، ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى نَاحِيَةِ الْقَرْيَةِ فَبَنَى فِيهِ مَخَافَةَ الْعَنْكَبُوتِ، فَلَبِثَ مَا شَاءَ اللّه أَنْ يَلْبَثَ حَتَّى إِذَا جَاءَ الأَجَلُ ذَهَبَ يَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ الْعَنْكَبُوتُ فِي سَقْفِ الْبَيْتِ، وَهِيَ إِلَى جَنْبِهِ، فَقَالَ: وَاللّه إِنِّي لأَرَى الْعَنْكَبُوتَ فِي سَقْفِ الْبَيْتِ، فَقَالَتْ: هَذِهِ الَّتِي تَزْعُمُونَ أَنَّهَا تَقْتُلُنِي، وَاللّه لأَقْتُلَنَّهَا قَبْلَ أَنْ تَقْتُلَنِي، فَقَامَ الرَّجُلُ، فَزَالَـهَا وَأَلْقَاهَا، فَقَالَتْ: وَاللّه لا يَقْتُلُهَا أَحَدٌ غَيْرِي، فَوَضَعَتْ إِصْبَعَهَا عَلَيْهاِ، فَشَدَخَتْهَا فَطَارَ السُّمُّ حَتَّى وَقَعَ بَيْنَ الظُّفُرِ وَاللَّحْمِ فَاسْوَدَّتْ رِجْلُهَا فَمَاتَتْ، وَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى عَلَى نَبِيِّهِ حِينَ بُعِثَ: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ}".

قوله تعالى: {وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ

قوله: "{وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} قَالَ: قُصُورٍ فِي السَّمَاءِ". وَرُوِيَ عَنِ الرَّبِيعِ، وَالسُّدِّيِّ، وَأَبِي مَالِكٍ نحو ذلك.

قوله تعالى: {مُشَيَّدَةٍ}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: "{وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} قَالَ: حَصِينَةٍ". وَرُوِيَ عَنِ أَبِي مَالِكٍ نحو ذلك.

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} وَهِيَ قُصُورٌ بِيضٌ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا مَبْنِيَّةٌ".

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ هِلالِ ابْنِ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: "{مُشَيَّدَةٍ} قَالَ: مُجَصَّصَةٍ".

قوله تعالى: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللّه}

 حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ سَعْدٍ الدَّشْتَكِيُّ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ فِي

قوله: "{وَإِنْ تُصِبُهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللّه} قَالَ: هَذِهِ فِي السَّرَّاءِ".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْهَيْثَمُ يعْنِي ابْنَ الْيَمَانِ، ثنا الْحَكَمُ، حَدَّثَنِي السُّدِّيُّ

قوله: "{إِنْ تُصِبُهُمْ حَسَنَةٌ} قَالَ: وَالْحَسَنَةُ الْخِصْبُ تَنْتُجُ خُيُولُهُمْ وَأَنْعَامُهُمْ وَمَوَاشِيهِمْ وَتُحَسِّنُ حَالَهُمْ، وَتَلِدُ نِسَاؤُهُمُ الْغِلْمَانَ، قَالُوا: هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللّه".

قوله تعالى: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ}

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يعْنِي الدَّشْتَكِيَّ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ

قوله: "{وَإِنْ تُصِبُهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ} قَالَ: فَهَذِهِ فِي الضَّرَّاءِ".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا سَهْلٌ يعْنِي ابْنَ بَكَّارٍ، ثنا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ وَاصِلِ ابْنُ أَخِي مُطَرِّفٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، أَنَّ عَبْدَ اللّه قَالَ: "مَا تُرِيدُونَ مِنَ الْقَدَرِ ؟ مَا تُكْفِيكُمُ الآيَةُ الَّتِي فِي سُورَةِ النِّسَاءِ: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللّه وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ} أَيْ مِنْ نَفْسِكٍ، وَاللّه مَا وُكِّلُوا الْقَدْرَ وَقَدْ أُمِرُوا، وَإِلَيْهِ يَصِيرُونَ".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْهَيْثَمُ يعْنِي ابْنَ الْيَمَانِ، ثنا رَجُلٌ سَمَّاهُ، حَدَّثَنِي السُّدِّيُّ قَالَ: "{وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ} وَالسَّيِّئَةُ الْجَدْبُ وَالضَّرَرُ فِي أَمْوَالِهِمْ، وَتَأَشَّمُوا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالُوا: هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ، يَقُولُونَ: بِتَرْكِنَا دِينَنَا وَاتِّبَاعِ مُحَمَّدٍ أَصَابَنَا هَذَا الْبَلاءُ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللّه}".

قوله تعالى: {قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللّه}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي

قوله: "{قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللّه} يَقُولُ: الْحَسَنَةُ وَالسَّيِّئَةُ مِنْ عِنْدِ اللّه". وَرُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ نحو ذلك.

قوله تعالى: {فَمَا لِهَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ يَمَانٍ، ثنا رَجُلٌ سَمَّاهُ، حَدَّثَنِي السُّدِّيُّ

قوله: "{فَمَا لِهَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً} قَالَ: يَقُولُ: الْقُرْآنَ".

قوله تعالى: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو تَقِيٍّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ،أَنْبَأَ بَقِيَّةُ، عَنْ مُبَشِّرٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

٧٩

قوله: "{مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّه} قَالَ: هَذِهِ يَوْمَ أُحُدٍ".

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّه} قَالَ: مَا فَتْحَ اللّه عَلَيْكَ يَوْمَ بَدْرٍ". وَرُوِيَ عَنِ الضَّحَّاكِ نحو ذلك.

قوله تعالى: {مِنْ حَسَنَةٍ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّه} قَالَ: مَا أَصَابَ مِنَ الْغَنِيمَةِ وَالْفَتْحِ". وَرُوِيَ عَنِ الضَّحَّاكِ نحو ذلك.

قوله تعالى: {فَمِنَ اللّه}

 وَبِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّه} قَالَ: أَمَّا الْحَسَنَةُ فَأَنْعَمَ اللّه بِهَا عَلَيْكَ".

قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكَ}

  وَبِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ} قَالَ: يَوْمَ أُحُدٍ".

قوله تعالى: {مِنْ سَيِّئَةٍ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو تَقِيٍّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ مُبَشِّرٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي

قوله: "{وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} قَالَ: هَذَا يَوْمَ أُحُدٍ، يَقُولُ: مَا كَانَتْ مِنْ نَكْبَةٍ فَبِذَنْبِكَ، وَأَنَا قَدَّرْتُ ذَلِكَ عَلَيْكَ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ} وَالسَّيِّئَةُ مَا أَصَابَهُ يَوْمَ أُحُدٍ أَنْ شُبِحَ وَجْهُهُ وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ".

قوله تعالى: {فَمِنْ نَفْسِكَ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{فَمِنْ نَفْسِكَ} قَالَ: أَمَّا السَّيِّئَةُ فَابْتَلاكَ اللّه بِهَا".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو تَقِيٍّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ مُبَشِّرِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{فَمِنْ نَفْسِكَ} قَالَ: فَبِذَنْبِكَ وَأَنَا قَدَّرْتُ ذَلِكَ عَلَيْكَ".

  أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قِرَاءَةً، أَنْبَأَ سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ

قوله: "{وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} قَالَ: فَبِذَنْبِكَ، وَأَنَا قَدَّرْتُهَا عَلَيْكَ".

قوله تعالى: {وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولا وَكَفَى بِاللّه شَهِيداً}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عُبَيْدُ اللّه، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ: "{أَرْسَلَ} قَالَ: بَعَثَ".

قوله تعالى: {رَسُولا}

  أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قِرَاءَةً، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيَّ حَدَّثَهُ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: "بَيْنَـا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُلُوسٌ فِي الْمَسْجِدِ، إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ، فَأَنَاخَهُ فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ عَقَلَهُ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ، وَرَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّكِئٌ بَيْنَ ظَهْرَانِيهِمْ قَالَ: فَقُلْنَـا لَهُ: هُوَ الأَبْيَضُ الرَّجُلُ الْمُتَّكِئُ. قَالَ: يَا ابْنَ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ أَجَبْتُكَ. فَقَالَ لَـهُ الرَّجُلُ: إِنِّي سَائِلُكَ فَمُشَدِّدٌ عَلَيْكَ فِي الْمَسْأَلَةِ فَلا تَجِدَنَّ فِي نَفْسِكِ عَلَيَّ. قَالَ: سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ، فَقَالَ: أُنْشِدُكَ بِرَبِّكَ وَرَبِّ مَنْ كَانَ قَبْلِكَ، اللّه أَرْسَلَكَ إِلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللّهمَّ نَعَمْ".

٨٠

قوله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّه وَمَنْ تَوَلَّى فما أرسلناك عليهم حفيظا}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللّه، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللّه، مَنْ أَطَاعَ الأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَى الأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي".

٨١

قال تعالى:

{وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّه يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّه وَكَفَى بِاللّه وَكِيلاً }

قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ}

 أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ} فَهُمْ أُنَاسٌ كَانُوا يَقُولُونَ عِنْدَ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آمَنَّا بِاللّه وَرَسُولِهِ، لِيَأْمَنُوا عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ".

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ} قَالَ: هَؤُلاءِ الْمُنَافِقُونَ الَّذِينَ يَقُولُونَ إِذَا حَضَرُوا النِّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرَهُمْ بِأَمْرٍ قَالُوا: طَاعَةٌ".

قوله تعالى: {فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ}

  وَبِهِ عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ} قَالَ: فَإِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ".

قوله تعالى: {مِنْ عِنْدِكَ}

  أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ} يَقُولُ: إِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

قوله تعالى: {بَيَّتَ}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ} قَالَ: غَيَّرَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَا يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". وَرُوِيَ عَنِ قَتَادَةَ نحو ذلك.

  أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ} يَقُولُ: خَالِفُوهُمْ إِلَى غَيْرِ مَا قَالُوا عِنْدَهُ، فَعَابَهُمُ اللّه عَزَّ وَجَلَّ".

قوله تعالى: {طَائِفَةٌ مِنْهُمْ}

  أَخْبَرَنَـا أَحْمَدُ بْنُ الأَزْهَرِ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا أَبِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنِ الضَّحَّاكِ

قوله: "{بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ} قَالَ: هُمُ الْمُنَافِقُونَ".

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: "الطَّائِفَةُ: رَجُلٌ".

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: "الطَّائِفَةُ: رَجُلٌ إِلَى أَلْفِ رَجُلٍ".

قوله تعالى: {غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ}

  بأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} مَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

قوله تعالى: {وَاللّه يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ}

 أَخْبَرَنَـا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ الْبَيْرُوتِيُّ، قِرَاءَةً، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ يعْنِي ابْنَ شَابُورَ، أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ

قوله: "{وَاللّه يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ} قَالَ: يُغَيِّرُونَ مَا يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{وَاللّه يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ} يَقُولُ: مَا يَقُولُونَ".

قوله تعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلَ عَلَى اللّه وَكَفَى بِاللّه وَكِيلا}

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ:

قوله: "{وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّه} أَيِ: ارْضَ بِهِ مِنَ الْعِبَادِ".

قوله تعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: "{أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} قَالَ: النَّظَرُ فِيهِ".

قوله تعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللّه لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافا كثيرا}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ

٨٢

قوله: "{أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللّه لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً  كَثِيراً} أَيْ: قَوْلُ اللّه لا يُخْتَلَفُ فِيهِ، حَقٌّ لَيْسَ فِيهِ بَاطِلٌ كَقَوْلِ النَّاسِ يُخْتَلَفُ".

  حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُنْكَدِرِ يَقُولُ: وَقَرَأَ: "{وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللّه لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً  كَثِيراً} فَقَالَ: إِنَّمَا يَأْتِي الاخْتِلافُ مِنْ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَأَمَّا مَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللّه فَلَيْسَ فِيهِ اخْتِلافٌ".

قوله تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ}

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ} يَقُولُ: إِذَا جَاءَكُمْ أَمْرٌ أَنَّهُمْ قَدْ أَمِنُوا مِنْ عَدُوِّهِمْ أَوْ أَنَّهُمْ خَائِفِينَ مِنْهُ".

قوله تعالى: {أَذَاعُوا بِهِ}

  حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الْبَصْرِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ سِمَاكٍ أَبِي زُمَيْلٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: "لَمَّا اعْتَزَلَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ، دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا النَّـاسُ يَنْكُتُونَ بِالْحَصَى، وَيَقُولُونَ طَلَّقَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُؤْمَرَ بِالْحِجَابِ، فَقَالُ عُمَرُ: فَقُمْتُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَنَادَيْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي لَمْ يُطَلِّقْ نِسَاءَهُ، وَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِيَّ: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ}".

  أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

٨٣

قوله: "{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} يَقُولُ: أَفْشُوهُ وَسَعَوْا بِهِ". وَرُوِيَ عَنِ عِكْرِمَةَ، وَقَتَادَةَ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ نحو ذلك.

  أَخْبَرَنَـا أَحْمَدُ بْنُ الأَزْهَرِ النَّيْسَابُورِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا أَبِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنِ الضَّحَّاكِ: "{أَذَاعُوا بِهِ} يَقُولُ:أَفْشُوهُ وَسَعَوْا بِهِ، وَهُمْ أَهْلُ النِّفَاقِ".

قوله تعالى: {بِهِ}

 حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} يَقُولُ: بِالْحَدِيثِ، حَتَّى يَبْلُغَ عَدُوَّهُمْ أَمْرُهُمْ".

قوله تعالى: {وَلَوْ}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، ثنا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "كُلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ وَلَوْ فَإِنَّهُ لا يَكُونُ أَبَداً ".

قوله تعالى: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ} قَالَ: لَوْ سَكَتُوا، وَرَدُّوا الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

قوله تعالى: {وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ}

  وَبِهِ عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ} يَقُولُ: إِلَى أَمِيرِهِمْ حَتَّى يَتَكَلَّمَ هُوَ بِهِ".

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ

قوله: "{وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ} يَقُولُ: إِلَى عُلَمَائِهِمْ". وَرُوِيَ عَنِ خُصَيْفٍ نحو ذلك.

قوله تعالى: {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}

  حَدَّثَنَـا يَزِيدُ بْنُ سِنَـانٍ الْبَصْرِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: "{وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} فَكُنْتُ أَنَا اسْتَنْبَطْتُ ذَلِكَ الأَمْرَ، فَأَنْزَلَ اللّه آيَةَ التَّخْيِيرِ".

  أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} يَقُولُ: أَعْلَنُوهُ وَتَجَسَّسُوهُ مِنْهُمْ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ

قوله: "{لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} قَالَ:الَّذِينَ يَتَتَبَّعُونَهُ وَيَتَجَسَّسُونَهُ". وَرُوِيَ عَنِ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ مِثْلُ قَوْلِ أَبِي الْعَالِيَةِ

  حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} قَوْلُهُمْ مَاذَا كَانَ ؟ وَمَا سَمِعْتُمْ ؟".

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} عَلَى الأَخْبَارِ، وَهُمُ الَّذِينَ يُنَقِّرُونَ عَنِ الأَخْبَارِ". وَرُوِيَ عَنِ قَتَادَةَأَنَّهُ قَالَ: يُفَحِّصُونَ

قوله تعالى: {وَلَوْلا فَضْلُ اللّه عَلَيْكُمْ}

 حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَحَجَّاجٌ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{فَضْلُ اللّه}: الدِّينُ". وَرُوِيَ عَنِ أَبِي الْعَالِيَةِ، وَعِكْرِمَةَ، وَهِلالِ بْنِ يَسَافٍ، وَقَتَادَةَ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ نحو ذلك.

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: "{فَضْلُ اللّه} الْقُرْآنُ". وَرُوِيَ عَنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ مِثْلُ ذَلِكَ

قوله تعالى: {وَرَحْمَتُهُ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{وَرَحْمَتُهُ} قَالَ: وَرَحْمَتُهُ أَنْ جَعَلَكُمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ". وَرُوِيَ عَنِ أَبِي الْعَالِيَةِ، وَمُجَاهِدٍ، وَالْحَسَنِ، وَالضَّحَّاكِ، وَهِلالِ بْنِ يَسَافٍ، وَقَتَادَةَ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَسَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ نحو ذلك.

وَالوجه الثَّانِي:

  أَخْبَرَنَـا أَبُو يزَيْدٍ الْقَرَاطِيسُِّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ،أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ: قَوْلَ اللّه تَعَالَى: "{وَرَحْمَتُهُ} قَالَ: الإِسْلامُ".

قوله تعالى: {لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَلَوْلا فَضْلُ اللّه عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ} فَانْقَطَعَ الْكَلامُ قَالَ: فَهُوَ فِي أَوَّلِ الآيَةِ يُخْبِرُ بِهِ الْمُنَافِقِينَ".

  حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي

قوله: "{وَلَوْلا فَضْلُ اللّه عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانُ إِلا قَلِيلا} يَقُولُ: لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ كُلُّكُمْ".

قوله تعالى: {إِلا قَلِيلا}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{إِلا قَلِيلا} يعْنِي بِالْقَلِيلِ: الْمُؤْمِنِينَ".

  أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الأَزْهَرِ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا أَبِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنِ الضَّحَّاكِ

قوله: "{إِلا قَلِيلا} فَهُمْ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانُوا حَدَّثُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَمْرٍ مِنْ أَمْرِ الشَّيْطَانِ".

٨٤

قوله تعالى: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّه لا تُكَلَّفُ إِلا نَفْسَكَ وحرض المؤمنين}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، ثنا حَكَّامٌ، ثنا الْجَرَّاحُ الْكِنْدِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَأَلْتُ الْبَرَّاءَ بْنَ عَازِبٍ: "عَنِ الرَّجُلِ يَلْقَى مِائَةً مِنَ الْعَدُوِّ فَيُقَاتِلُ،أَيَكُونُ مِمَّنْ قَالَ اللّه تَعَالَى: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} قَالَ: قَدْ قَالَ اللّه لِنَبِيِّهِ: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّه لا تُكَلَّفُ إِلا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ}".

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{فِي سَبِيلِ اللّه} يعْنِي: فِي طَاعَةِ اللّه".

قوله تعالى: {وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ}

 حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ يعْنِي الْفَزَاوِيَّ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ

قوله: "{وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ} قَالَ: عَظِّمْهُمْ".

قوله تعالى: {عَسَى اللّه أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{عَسَى} قَالَ: عَسَى مِنَ اللّه وَاجِبٌ".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُنْذِرُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا حَامِدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ يَقْرَأُهَا"{عَسَى اللّه أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا}، قَالَ سُفْيَانُ: وَهِيَ فِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ هَكَذَا: {عَسَى اللّه أَنْ يَكُفَّ عَنْ بَأْسِ الَّذِينَ كَفَرُوا}".

قوله تعالى: {وَاللّه أَشَدُّ بَأْساً  وَأَشَدُّ تَنْكِيلا}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَنْبَأَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ

قوله: "{وَاللّه أَشَدُّ بَأْساً  وَأَشَدُّ تَنْكِيلا} أَيْ: عُقُوبَةً".

وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا ابْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ فِي

قوله: "{وَأَشَدُّ تَنْكِيلا} أَيْ: تُعَسُّراً ".

٨٥

قال تعالى:

{مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا ...}

قوله تعالى: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً}

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً} شَفَاعَةُ بَعْضِ النَّاسِ لِبَعْضٍ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو سَلَمَةَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادٌ يعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ فِي

قوله: "{مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً} قَالَ: لَوْ لَمْ يُؤْجَرْ حَتَّى يُشَفَّعَ، وَلَكِنْ قَالَ: مَنْ يَشْفَعْ".

قوله تعالى: {يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: "{يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا} أَيْ: حَظٌّ مِنْهَا".

قوله تعالى: {وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً}

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً} قَالَ: شَفَاعَةُ بَعْضِ النَّاسِ لِبَعْضٍ".

 الوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، قَالَ: سُئِلَ سُفْيَانُ عَنْ

قوله: "{وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا} قَالَ: مَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً".

قوله تعالى: {يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا}

 حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا} قَالَ: أَمَّا الْكِفْلُ فَالْحَظُّ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ

قوله: "{يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا} قَالَ: حَظٌّ مِنْهَا، فَبِئْسَ الْحَظُّ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ

قوله: "{يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا} وَالْكِفْلُ هُوَ الإِثْمُ".

قوله تعالى: {وَكَانَ اللّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَكَانَ اللّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً} قَالَ: حَفِيظاً ". وَرُوِيَ عَنِ عَطِيَّةَ، وَقَتَادَةَ، وَعَطَاءٍ، وَمَطَرٍ الْوَرَّاقِ نحو ذلك.

وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُطَرِّفٍ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ رَوَاحَةَ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَكَانَ اللّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً} قَالَ: يُقِيتُ كُلَّ إِنْسَانٍ بِقَدْرِ عَمَلِهِ".

وَالوجه الثَّالِثُ:

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{مُقِيتاً} قَالَ: شَهِيداً ".

 وَالوجه الرَّابِعُ:

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللّه: "{وَكَانَ اللّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً} يَقُولُ: قَادِراً ". وَرُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ أَنَّهُ قَالَ: "قَدِيراً ".

وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ:

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا ابْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا مِهْرَانُ، عَنْ أَبِي الأَزْهَرِ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: "الْمُقِيتُ: الرَّازِقُ".

 وَالْوَجْهُ السَّادِسُ:

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ،أَنْبَأَ شَرِيكٌ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "{وَكَانَ اللّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً} قَالَ: حَسِيباً ".

٨٦

قوله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ، عَنْ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: "{وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ} قَالَ: مَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ مِنْ خَلْقِ اللّه". وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ

قوله تعالى: {فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا}

 ذُكِرَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ التِّرْمِذِيُّ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ السَّرِيِّ أَبُو مُحَمَّدٍ الأَنْطَاكِيُّ، قَالَ أَبُو الْحَسَنِ وَكَانَ رَجُلا صَالِحاً ، ثنا هِشَامُ بْنُ لاحِقٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللّه، فَقَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللّه، ثُمَّ أَتَاهُ آخَرُ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللّه وَرَحْمَةُ اللّه فَقَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللّه وَبَرَكَاتُهُ، ثُمَّ أَتَاهُ آخَرُ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللّه وَبَرَكَاتُهُ، فَقَالَ: وَعَلَيْكَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللّه بِأَبِي وَأُمِّي، سَلَّمَ عَلَيْكَ فُلانٌ وَفُلانٌ فَرَدَدْتَ عَلَيْهِمَا أَكْثَرَ مِمَّا رَدَدْتَ عَلَيَّ، فَقَالَ: إِنَّكَ لَمْ تَدَعْ لَنَا شَيْئاً  قَالَ اللّه تَعَالَى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} فَرَدَدْنَاهَا".

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي

قوله: "{وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا} قَالَ: حَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا لِلْمُسْلِمِينَ". وَرُوِيَ عَنِ عَطَاءٍ، وَالْحَسَنِ نحو ذلك.

  كَتَبَ إِلَيَّ مُحَمَّدُ بْنُ حَمَالٍ الْقُهَنْدُزِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ يعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ فِي

قوله: "{وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا} قَالَ: تَرَوْنَ هَذَا فِي السَّلامِ وَحْدِهِ ؟ هَذَا فِي كُلِّ شَيْءٍ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْكَ فَأَحْسِنْ إِلَيْهِ وَكَافِئْهُ فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فَادْعُ لَهُ وَأَثْنِ عَلَيْهِ عِنْدَ إِخْوَانِهِ".

قوله تعالى: {أَوْ رُدُّوهَا}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ، عَنْ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "مَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ مِنْ خَلْقِ اللّه فَرُدَّ عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَ مَجُوسِياً ، ذَلِكَ بِأَنَّ اللّه يَقُولُ: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا}".

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ

قوله: "{أَوْ رُدُّوهَا} قَالَ: عَلَى أَهْلِ الْكِتَابِ". وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ نحو ذلك.

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{أَوْ رُدُّوهَا} عَلَيْهِمْ كَمَا قَالُوا لَكُمْ".

قوله تعالى: {إِنَّ اللّه كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً}

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{إِنَّ اللّه كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً} قَالَ: حَفِيظاً ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدٍ

قوله: "{إِنَّ اللّه كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ} يعْنِي: مِنَ التَّحِيَّةِ وَغَيْرِهَا،{حَسِيباً} يعْنِي: شَهِيداً ".

قوله تعالى: {اللّه}

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عطَيَّةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ قَالَ: "اسْمُ اللّه الأَعْظَمُ هُوَ اللّه، أَلَمْ تَسْمَعْ أَنَّهُ يَقُولُ: هُوَ اللّه الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ".

٨٧

قوله تعالى: {اللّه لا إِلَهَ إِلا هُوَ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، ثنا بِشْرٌ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله: "{لا إِلَهَ إِلا هُوَ} قَالَ: تَوْحِيدٌ".

 حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "لا إِلَهَ إِلا اللّه أَيْ لَيْسَ مَعَهُ غَيْرُهُ شَرِيكٌ فِي أَمْرِهِ".

قوله تعالى: {لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ}

  حَدَّثَنَـا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ فِي

قوله: "{لا رَيْبَ فِيهِ} لا شَكَّ فِيهِ". قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَقَدْ كَتَبْنَا فِي هَذَا مِنَ التَّفْسِيرِ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ

قوله تعالى: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّه حَدِيثاً}

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ سِنَـانٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، حَدَّثَنِي نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللّه، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: "أَنَّ أَحْسَنَ الْقَصَصِ هَذَا الْقُرْآنُ".

٨٨

قال تعالى:

قوله تعالى: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ}

  حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللّه بْنَ زَيْدٍ الأَنْصَارِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ زَيْدٍ يعْنِي ابْنَ ثَابِتٍ: "أَنَّ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا خَرَجَ إِلَى أُحُدٍ رَجَعَتْ طَائِفَةٌ مِمَّنْ كَانَ مَعَهُ، وَكَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ فِرْقَتَانِ، فِرْقَةٌ تَقُولُ: نَقْتُلُهُمْ، وَفِرْقَةٌ تَقُولُ: لا، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَـافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّه أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} الآيَةَ كُلَّهَا".

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو هَارُونَ الْخَزَّازُ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي الْخَصِيبِ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ الأَنْصَارِيِّ أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ، أُنْزِلَتْ فِينَـا: "{فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَـافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّه أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} فَخَطَبَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: مَنْ لِي بِمَنْ يُؤْذِينِي وَيَجْمَعُ فِي بَيْتِهِ مَنْ يُؤْذِينِي، فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فَقَالَ: إِنْ كَانَ مِنَّـا قَتَلْنَاهُ يَا رَسُولَ اللّه، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنَ الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا فَأَطَعْنَاكَ، فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، فَقَالَ: مَا بِكَ طَاعَةُ رَسُولِ اللّه يَا ابْنَ مُعَاذٍ، وَلَكِنْ عَرَفْتُ مَا هُوَ مِنْكَ، فَقَامَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ فَقَالَ: يَا ابْنَ عُبَادَةَ إِنَّكَ مُنَافِقٌ تُحِبُّ الْمُنَافِقِينَ، فَقَامَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَقَالَ: اسْكُتُوا أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّ فِينَا رَسُولُ اللّه فَهُوَ يَأْمُرُ فَيَنْفُذُ لأَمْرِهِ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ}".

 وَالوجه الثَّالِثُ:

  أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي الْحُسَيْنُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَـافِقِينَ فِئَتَيْنِ} وَذَلِكَ أَنَّ قَوْماً  كَانُوا بِمَكَّةَ قَدْ تَكَلَّمُوا بِالإِسْلامِ، وَكَانُوا يُظَاهِرُونَ الْمُشْرِكِينَ، فَخَرَجُوا مِنْ مَكَّةَ يَطْلُبُونَ حَاجَةً لَهُمْ، فَقَالُوا: إِنْ لَقِينَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ فَلَيْسَ عَلَيْنَا فِيهِمْ بَأْسٌ، فَإِنَّ الْمُؤْمِنِينَ لَمَّا أُخْبِرُوا أَنَّهُمْ قَدْ خَرَجُوا مِنْ مَكَّةَ، قَالَتْ فِئَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ: ارْكَبُوا إِلَى الْخَبْثَاءِ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّهُمْ يُظَاهِرُونَ عَلَيْكُمْ عَدَدَهُمْ، وَقَالَتْ فِئَةٌ أُخْرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ: سُبْحَانَ اللّه، أَوْ كَمَا قَالُوا: تَقْتُلُونَ قَوْماً  قَدْ تَكَلَّمُوا مِثْلَ مَا تَكَلَّمْتُمْ بِهِ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ لَمْ يُهَاجِرُوا وَيَتْرُكُوا دِيَارَهُمْ تُسْتَحَلُّ أَمْوَالُهُمْ وَدِمَائُهُمْ، فَكَانُوا كَذَلِكَ فِئَتَيْنِ وَالرَّسُولُ عِنْدَهُمْ لا يَنْهَى وَاحِداً  مِنَ الْفَرِيقَيْنِ عَنْ شَيْءٍ، فَنَزَلَتْ: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ}".

 وَالوجه الرَّابِعُ:

  ذَكَرَهُ أَبِي، ثنا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ الأَعْرَجُ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، ثنا أَبِي، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللّه بْنِ أَبِي سُفْيَانَ،أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُ"أَنَّ نَفَراً  مِنْ طَوَائِفِ الْعَرَبِ هَاجَرُوا إِلَى رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَكَثُوا مَعَهُ مَا شَاءَ اللّه أَنْ يَمْكُثُوا ثُمَّ ارْتَكَسُوا، فَرَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ فَلَقُوا سَرِيَّةً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَفُوهُمْ فَسَأَلُوهُمْ مَا رَدَّكُمْ ؟ فَاعْتَلُّوا لَهُمْ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ لَهُمْ: نَافَقْتُمْ، فَلَمْ يَزَلْ بَعْضُ ذَلِكَ حَتَّى فَشَا فِيهِمُ الْقَوْلُ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ}". وَرُوِيَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَالسُّدِّيِّ نحو ذلك.

 وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ:

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، أَخْبَرَنِي عِمْرَانُ بْنُ حَدِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: "{فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} قَالَ: أَخَذَ أُنَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَمْوَالا مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَانْطَلَقُوا بِهَا، فَاخْتَلَفَ الْمُسْلِمُونَ فِيهِمْ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ: لَوْ لَقِينَـاهُمْ قَتَلْنَاهُمْ وَأَخَذْنَا مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَقَالَ بَعْضٌ: لا يَصْلُحُ لَكُمْ ذَلِكَ إِخْوَانِكُمُ انْطَلَقُوا تُجَّاراً ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ".

 وَالْوَجْهُ السَّادِسُ:

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فئتين} قَوْمٌ خَرَجُوا مِنْ مَكَّةَحَتَّى جَاءُوا الْمَدِينَةَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ مُهَاجِرُونَ، ثُمَّ ارْتَدُّوا بَعْدَ ذَلِكَ، فَاسْتَأْذَنُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَكَّةَلِيَأْتُوا بِبَضَائِعَ يَتَّجِرُونَ فِيهَا، فَاخْتَلَفَ فِيهِمُ الْمُؤْمِنُونَ، فَقَائِلٌ يَقُولُ: مُنَافِقُونَ، وَقَائِلٌ يَقُولُ: هُمْ مُؤْمِنُونَ، فَبَيَّنَ اللّه نِفَاقَهُمْ، فَأَمَرَ بِقَتْلِهِمْ فَجَاءُوا بِبَضَائِعَ يُرِيدُونَ هِلالَ بْنَ عُوَيْمِرٍ الأَسْلَمِيَّ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ حِلْفٌ، فَدَفَعَ عَنْهُمْ بِأَنَّهُمْ يُؤِمُّونَ هِلالٌ وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ عَهْدٌ".

قوله تعالى: {وَاللّه أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{وَاللّه أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} يَقُولُ: أَوْقَعَهُمْ".

 وَالوجه الثَّانِي:

 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{وَاللّه أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} يَقُولُ: أَضَلَّهُمْ بِمَا كَسَبُوا".

 وَالوجه الثَّالِثُ:

  أَخْبَرَنَـا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ، قِرَاءَةً، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ عَطَاءٍ

قوله: "{أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} فَيُقَالُ: رَدَّهُمْ بِمَا كَسَبُوا".

قوله تعالى: {أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللّه وَمَنْ يُضْلِلِ اللّه فلن تجد له سبيلا}

  قُرِئَ عَلَى يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: "كَيْفَ تَرَوْنَ فِي الرَّجُلِ يُخَاذِلُ بَيْنَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللّه، وَيُسِئُ الْقَوْلَ لأَهْلِ رَسُولِ اللّه، وَقَدْ بَرَّأَهَا اللّه، ثُمَّ قَرَأَ مَا أَنْزَلَ اللّه عَزَّ وَجَلَّ فِي بَرَاءَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللّه عَنْهَا فِي حَدِيثٍ، فَنَزَلَ الْقُرْآنُ فِي ذَلِكَ: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّه أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللّه وَمَنْ يُضْلِلِ اللّه فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلا} فَلَمْ يَكُنْ بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ يَنْطِقُ وَلا يَتَكَلَّمُ فِيهِ أَحَدٌ".

٨٩

قوله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِسِنْجَانِيُّ، ثنا سَعِيدٌ يعْنِي ابْنَ أَبِي مَرْيَمَ، أَنْبَأَ عَبْدُ اللّه يعْنِي ابْنَ سُوَيْدٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ

قوله: "{وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} يَقُولُ: وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً".

قوله تعالى: {فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو سَلَمَةَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ سُرَاقَةَ بْنَ مَالِكٍ الْمُدْلِجِيَّ حَدَّثَهُمْ قَالَ: "لَمَّا ظَهَرَ يعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ وَأُحُدٍ، وَأَسْلَمَ مَنْ حَوْلَهُمْ، قَالَ سُرَاقَةُ: بَلَغَنِي أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَبْعَثَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى قَوْمِيبَنِي مُدْلِجٍ، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: أَنْشُدُكَ النِّعْمَةَ، فَقَالُوا: مَهْ، فَقَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعُوهُ مَا يُرِيدُ، فَقُلْتُ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَبْعَثَ إِلَى قَوْمِي، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ تُوَادِعَهُمْ فَإِنْ أَسْلَمَ قَوْمُكَ وَدَخَلُوا فِي الإِسْلامِ، وَإِنْ لَمْ يُسْلِمُوا لَمْ تَخْشَنْ لِقُلُوبِ قَوْمِكَ عَلَيْهِمْ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، فَقَالَ: اذْهَبْ مَعَهُ، فَافْعَلْ مَا يُرِيدُ، فَصَالَحَهُمْ خَالِدٌ عَلَى أَنْ لا يُعِينُوا عَلَى رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنْ أَسْلَمَتْ قُرَيْشٌ أَسْلَمُوا مَعَهُمْ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ}".

قوله تعالى: {حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللّه}

  أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللّه} يَقُولُ: حَتَّى يَصْنَعُوا كَمَا صَنَعْتُمْ يعْنِي الْهِجْرَةَ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، أَخْبَرَنِي عِمْرَانُ بْنُ حديرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ

قوله: "{حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللّه} قَالَ: حَتَّى يُهَاجِرُوا هِجْرَةً أُخْرَى".

قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا}

  أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{فَإِنْ تَوَلَّوْا} قَالَ: عَنِ الْهِجْرَةِ".

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{فَإِنْ تَوَلَّوْا} يَقُولُ: إِذَا أَظْهَرُوا كُفْرَهُمْ".

قوله تعالى: {فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيّاً  ولا نصيرا}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، وَعُثْمَانُ بِنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالا: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي

قوله: "{وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} قَالَ: نَسَخَتْ مَا كَانَ قَبْلَهَا مِنْ مَنٍّ أوْ فِداً ". وَاللَّفْظُ لِعُثْمَانَ

٩٠

قوله تعالى: {إِلا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ}

 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي

قوله: "{إِلا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَـى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} نَسَخَتْهَـا بَرَاءَةٌ: {فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ}". وَرُوِيَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَعِكْرِمَةَ، وَالْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ نحو ذلك.

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا ابْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{إِلا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} نَزَلَتْ فِي هِلالِ بْنِ عُوَيْمِرٍ الأَسْلَمِيُّ، وَسُرَاقَةِ بْنِ مَـالِكٍ الْمُدْلِجِيِّ، وَفِي بَنِي جَذِيمَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ".

قوله تعالى: {أَوْ جَاءُوكُمْ}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{أَوْ جَاءُوكُمْ} يَقُولُ: رَجَعُوا فَدَخَلُوا فِيكُمْ".

قوله تعالى: {حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْوَاسِطِيُّ أَبُو خِدَاشٍ، أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ مُبَشِّرٍ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} فَقَالَ: عَنْ هَؤُلاءِ وَعَنْ هَؤُلاءِ".

  حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} يُرِيدُونَ: هِلالَ بْنَ عُوَيْمِرٍ وَهُوَ الَّذِي حُصِرَ صَدْرُهُ أَنْ يُقَاتِلَ الْمُؤْمِنِينَ أَوْ يُقَاتِلَ قَوْمَهُ".

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} يَقُولُ: ضَاقَتْ صُدُورُهُمْ". وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ رِوَايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ مِثْلُ ذَلِكَ

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ

قوله: "{أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} أَيْ: كَارِهَةٌ صُدُورُهُمْ".

قوله تعالى: {أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ}

  حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ} أَنْ يُقَاتِلَ الْمُؤْمِنِينَ أَوْ يُقَاتِلَ قَوْمَهُ".

قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللّه لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فلم يقاتلوكم}

  حَدَّثَنَا أُسَيْدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ

قوله: "{وَلَوْ شَاءَ اللّه لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَـاتِلُوكُمْ} الآيَةَ، ثُمَّ ذَلِكَ نُسِخَ بَعْدُ فِي بَرَاءَةٍ، فَنَبَذَ إِلَى كُلِّ ذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ، وَأَمَرَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقَـاتِلَ الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لا إِلَـهَ إِلا اللّه وَأَنَّ مُحَمَّداً  رَسُولُ اللّه، فَقَالَ تَعَالَى: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ}".

قوله تعالى: {وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ فِي

قوله: "{فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ} قَالَ: الصُّلْحَ".

قوله تعالى: {فَمَا جَعَلَ اللّه لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلا}

 حَدَّثَنَا أُسَيْدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ

قوله: "{فَمَا جَعَلَ اللّه لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلا} ثُمَّ نَسَخَ ذَلِكَ بَعْدُ فِي بَرَاءَةٍ فَنَبَذَهُ إِلَى كُلِّ ذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ، وَأَمَرَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقَاتِلَ الْمُشْرِكِينَ".

٩١

قوله تعالى: {سَتَجِدُونَ آخَرِينَ}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: "ثُمَّ ذَكَرَ نُعَيْمَ بْنَ مَسْعُودٍ الأَشْجَعِيَّ وَكَانَ يَأْمَنُ فِي الْمُشْرِكِينَ وَالْمُسْلِمِينَ بِنَقْلِ الْحَدِيثِ بَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: {سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ}".

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى،أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ

قوله: "{سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ} قَالَ: حَيّاً  كَانُوا بِتِهَامَةَ، قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللّه، إِنَّـا لا نُقَاتِلُكَ وَلا نُقَاتِلُ قَوْمَنَا فَأَرَادُوا أَنْ يَأْمَنُوا رَسُولَ اللّه، وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ فَأَبَى اللّه ذَلِكَ عَلَيْهِمْ".

قوله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ}

  حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله:  {يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ} أُنَـاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ يَأْتُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُسْلِمُونَ رِيَاءً، ثُمَّ يَرْجِعُونَ إِلَى قُرَيْشٍ، فَيَرْتَكِسُونَ فِي الأَوْثَانِ، يَبْتَغُونَ بِذَلِكَ هُنَا وَهَا هُنَا، فَأُمِرَ بِقِتَالِهِمْ إِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوا وَيُصْلِحُوا".

قوله تعالى: {كُلَّمَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ}

  أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{كُلَّمَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا} يَقُولُ: كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ

قوله: "{كُلَّمَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا} كُلَّمَا عَرَضَ لَهُمْ بَلاءً هَلَكُوا فِيهِ".

قوله تعالى: {الْفِتْنَةِ}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{كُلَّمَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ} يَقُولُ: إِلَى الشِّرْكِ".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: "{إِلَى الْفِتْنَةِ} قَالَ: بَلاءً".

قوله تعالى: {أُرْكِسُوا فِيهَا}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ

قوله: "{كُلَّمَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا} قَالَ: كُلَّمَا ابْتُلُوا بِهَا عَمُوا فِيهَا".

قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ}

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ} قَالَ: أَمَرَ بِقِتَالِهِمْ إِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوا وَيُصْلِحُوا".

قوله تعالى: {فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ}

 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، وَعُثْمَانُ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ قَالا: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ} نَسَخَتْ مَا كَانَ قَبْلَهَا مِنْ مَنٍّ أَوْ فِداً ". واللفظ لعثمان

قوله تعالى: {وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً  مُبِيناً}

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً  مُبِيناً} أَمَّا السُّلْطَانُ: فَهُوَ الْحُجَّةُ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "كُلُّ سُلْطَانٍ فِي الْقُرْآنِ حُجَّةٌ". وَرُوِيَ عَنِ أَبِي مَالِكٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَالضَّحَّاكِ، وَالنَّضْرِ بْنِ عَرَبِيٍّ مِثْلُهُ.

٩٢

قال تعالى:

قوله تعالى: {وَمَا كَانَ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ} يعْنِي: مَا يَنْبَغِي لِمُؤْمِنٍ". وَرُوِيَ عَنِ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ نحو ذلك.

قوله تعالى: {لِمُؤْمِنٍ}

  حَدَّثَنَـا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا مُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً  إِلا خَطَاً} قَالَ: الْمُؤْمِنُ لا يَقْتُلُ مُؤْمِناً ".

قوله تعالى: {أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً  إِلا خَطَاً}

  حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً  إِلا خَطَاً} عَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ، قَتَلَ رَجُلا مُؤْمِناً  كَانَ يُعَذِّبُهُ هُوَ وَأَبُو جَهْلٍ وَهُوَ أَخُوهُ لأُمِّهِ فِي اتِّبَاعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَيَّاشٌ يَحْسِبُ أَنَّ ذَاكَ الرَّجُلَ كَافِرٌ كَمَا هُوَ، وَكَانَ عَيَّاشٌ هَاجَرَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُؤْمِناً ، جَاءَهُ أَخُوهُ أَبُو جَهْلٍ وَهُوَ أَخُوهُ لأُمِّهِ، فَقَالَ: إِنَّ أُمَّكَ تُنَـاشِدُكَ رَحِمَهَا وَحَقَّهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهَا، وَهِيَ أَسْمَاءُ بِنْتُ مَخْرَمَةَ، فَأَقْبَلَ مَعَهُ فَرَبَطَهُ أَبُو جَهْلٍ، حَتَّى قَدِمَ بِهِ مَكَّةَ، فَلَمَّا رَآهُ الْكُفَّارُ زَادَهُمْ كُفْراً  وَافْتِتَاناً ، فَقَالُوا: إِنَّ أَبَا جَهْلٍ لَيَقْدِرُ مِنْ مُحَمَّدٍ عَلَى مَا يَشَاءُ وَيَأْخُذُ أَصْحَابَهُ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً  إِلا خَطَاً} وَذَلِكَ أَنَّ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيَّ وَكَانَ حَلَفَ عَلَى الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ مَوْلَى بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ لِيَقْتُلَنَّهُ وَكَانَ الْحَارِثُ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكاً ، وأسلم الحارث ولم يعلم به عياش، فلقيه بالمدينة فقتله وكان قتله ذلك خطأ". وَرُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ نحو ذلك.

قوله تعالى: {وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً  خَطَاً}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ يعْنِي فِي

قوله: "{وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً  خَطَاً} قَالَ: إِذَا قُتِلَ الْمُسْلِمُ فَهَذَا لَهُ وَلِوَرَثَتِهِ الْمُسْلِمِينَ".

قوله تعالى: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ}

  حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مَوْلَى عَبْدِ اللّه بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، ثنا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ: "{فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} قَالَ: فِي الْخَطَأِ إِذَا أَقَرَّتْ وَلَمْ يَعْلَمْ مِنْهَا إِلا خَيْراً ".

قوله تعالى: {مُؤْمِنَةٍ}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّ عَلَيَّ أَيْ رَقَبَةً، وَعِنْدِي أَمَةٌ سَوْدَاءُ، فَقَالَ: ائْتِنِي بِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَشْهَدِينَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللّه وَأَنِّي رَسُولُ اللّه ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: أَعْتِقْهَا".

 حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ فِي

قوله: "{فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} قَالَ: وُلِدَتْ عَلَى الإِسْلامِ".

الوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} يعْنِي بِالْمُؤْمِنَةِ: مَنْ قَدْ عَقَلَ الإِيمَانَ وَصَامَ وَصَلَّى". وَرُوِيَ عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَالْحَسَنِ، وَإِبْرَاهِيمَ، وَالْحَكَمِ نحو ذلك.

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ"{فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مؤمنة} قَالَ: قَدْ صَلَّتْ". وَرُوِيَ عَنِ مُجَاهِدٍ، وَعَطَاءٍ، وَقَتَادَةَ نحو ذلك.

قوله تعالى: {وَدِيَةٌ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي عَقِيلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً  إِلا خَطَاً  وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً  خَطَاً  فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ} فَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَضَهَا مِائَةً مِنَ الإِبِلِ".

قوله تعالى: {مُسَلَّمَةٌ}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فِي

قوله: "{فِدْيَةٌ مُسَلَّمَةٌ} قَالَ: الْمُسَلَّمَةُ: التَّامَّةُ".

  ‏ حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: "{وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ} يعْنِي: تُسَلَّمُهَا عَاقِلَةُ الْقَاتِلِ".

قوله تعالى: {إِلَى أَهْلِهِ}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{إِلَى أَهْلِهِ} إِلَى أَوْلِيَاءِ الْمَقْتُولِ". وَرُوِيَ عَنِ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، أَنَّهُمْ قَالُوا: "إِلَى وَرَثَةِ الْمَقْتُولِ".

قوله تعالى: {إِلا أَنْ يَصَّدَّقُوا}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ يعْنِي

قوله: "{إِلا أَنْ يَصَّدَّقُوا}: إِلا أَنْ يَتَصَدَّقَ بِهَا عَلَيْهِ".

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: ثُمَّ اسْتَثْنَى، ثُمَّ قَالَ: "{إِلا أَنْ يَصَدَّقُوا} يَعْني إِلا أَنْ يَصَّدَّقَ أَوْلِيَاءُ الْمَقْتُولِ بِالدِّيَةِ عَلَى الْقَاتِلِ فَهُوَ خَيْرٌ لَـهُمْ، فَأَمَّا عِتْقُ رَقَبَةٍ فَإِنَّهُ وَاجِبٌ عَلَى الْقَاتِلِ مِنْ مَالِهِ".

قوله تعالى: {إِلا أَنْ يَصَّدَّقُوا}

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{إِلا أَنْ يَصَّدَّقُوا} فَيَتْرُكُوا الدِّيَةَ". وَرُوِيَ عَنِ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ نحو ذلك.

قوله تعالى: {فَإِنْ كَانَ}

 حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{فَإِنْ كَانَ} يعْنِي: الْمَقْتُولَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ".

  أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، ثنا أَبُو الْجَوَّابِ الأَحْوَصُ بْنُ جَوَّابٍ، ثنا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي هَذِهِ الآيَةِ: "{فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ} قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ يَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى قَوْمِهِ فَيَكُونَ مَعَهُمْ وَهُمْ مُشْرِكُونَ فَيُصِيبُهُ الْمُسْلِمُونَ خَطَاً  فِي سَرِيَّةٍ أَوْ غَارَةٍ فَيُعْتِقُ الَّذِي يُصِيبُهُ رَقَبَةً".

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{فَإِنْ كَانْ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ} يعْنِي: مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ يعْنِي الْمَقْتُولَ، قَـالَ: نَزَلَتْ فِي مِرْدَاسِ بْـنِ عَمْرٍو وَكَانَ أَسْلَمَ، وَقَوْمُهُ كُفَّارٌ مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ فَقَتَلَـهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ خَطَاً ، فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ، وَلا دِيَةَ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ أَهْلُ الْحَرْبِ". وَرُوِيَ عَنِ إِبْرَاهِيمَ، وَعِكْرِمَةَ، وَالشَّعْبِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَالسُّدِّيِّ، وَابْنِ عَبَّاسٍ نحو ذلك.

 وَالوجه الثَّانِي:

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ أَبُو وَهْبٍ، مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ

قوله: "{فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} قَالَ: إِنْ كَانَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي قُتِلَ لَيْسَ لَـهُ وَرَثَةٌ بَيْنَ ظَهْرَانِي الْمُسْلِمِينَ وَوَرَّثَةُ الْمُشْرِكُونَ مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ لِلْمُسْلِمِينَ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ ذُرِّيَّةً".

قوله تعالى: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وبينهم ميثاق}

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا الأَحْوَصُ بْنُ جَوَّابٍ، ثنا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} قَالَ: هُوَ الرَّجُلُ يَكُونُ مُعَاهَداً  وَيَكُونُ قَوْمُهُ أَهْلَ عَهْدٍ فَيُسَلِّمُ إِلَيْهِمْ دِينَهُ وَيُعْتِقُ الَّذِي أَصَـابَهُ رَقَبَةً". وَرُوِيَ عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَالسُّدِّيِّ، وَالزُّهْرِيِّ، وَعَطَاءٍ الْخُـرَاسَانِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ أَنَّهُمْ قَالُوا: "عَهْدٌ".

 وَالوجه الثَّانِي:

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ

قوله: "{وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} يَقُولُ: إِنْ كَانَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي قُتِلَ لَيْسَ لَـهُ ذُرِّيَّةٌ فِي الْمُسْلِمِينَ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ فِي الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَنْ بَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِيثَاقٌ يَقُولُ: ادْفَعُوا الدِّيَةَ إِلَى وَرَثَتِهِ".

قوله تعالى: {فِدْيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{فِدْيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ} فَعَلَى قَاتِلِهِ الدِّيَةُ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي عَقِيلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: "{فِدْيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ} بَلَغَنَا أَنَّ دِيَةَ الْمُعَاهِدِ كَانَتْ كَدِيَةِ مُسْلِمٍ، ثُمَّ نَقَصَتْ بَعْدُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ فَجُعِلَتْ مِثْلَ نِصْفِ دِيَةِ الْمُسْلِمِ، وَأَنَّ اللّه تَعَالَى أَمَرَ بِتَسْلِيمِ دِيَةِ الْمُعَاهِدِ إِلَى أَهْلِهِ مَعَهَا تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ".

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{فِدْيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ} قَالَ: لأَهْلِ الْمَقْتُولِ مِنْ أَهْلِ الْعَهْدِ مِنْ مُشْرِكِي الْعَرَبِ".

قوله تعالى: {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ}

  حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{فَمَنْ لَمْ يَجِدْ} يَقُولُ: مَنْ لَمْ يَجِدْ دِيَةَ عَتَاقِهِ فِي قَتْلِ مُؤْمِنٍ خَطَاً ".

 حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{فَمَنْ لَمْ يَجِدْ} قَالَ: فَمَنْ لَمْ يَجِدْ رَقَبَةً فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ". وَرُوِيَ عَنِ عَنْ مُقَاتِلٍ نحو ذلك.

  حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ التَّمَّارُ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: "إِذَا كَانَ {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ} فَالأَوَّلُ الأَوَّلُ".

قوله تعالى: {فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ}

  حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا يَعْلَى، ثنا زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: سُئِلَ مَسْرُوقٌ عَنْ

قوله: "{فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ} فَسَأَلُوهُ عَنْ صِيَامِ الشَّهْرَيْنِ الْمُتَتَابِعَيْنِ عَنِ الرَّقَبَةِ وَحْدِهَا، أَوْ عَنِ الدِّيَةِ وَالرَّقَبَةِ ؟ قَالَ: مَنْ لَمْ يَجِدْ عَنِ الدِّيَةِ وَالرَّقَبَةِ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا مُبَارَكٌ، ثنا الْحَسَنُ

قوله: "{فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ} تَغْلِيظاً  وَتَشْدِيداً  مِنَ اللّه قَالَ: هَذَا فِي الْخَطَأِ تَشْدِيدٌ مِنَ اللّه".

قوله تعالى: {مُتَتَابِعَيْنِ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ"وَسَأَلْتُهُ عَنْ صِيَامِ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ قَالَ: لا يَفْطُرُ فِيهَا وَلا يَقْطَعُ صِيَامَهَا فَإِنْ فَعَلَ مِنْ غَيْرِ مَرَضٍ وَلا عُذْرٍ اسْتَقْبَلَ صِيَامَهَا جَمِيعاً ، فَإِنْ عَرَضَ لَـهُ مَرَضٌ أَوْ عُذْرٌ صَامَ مَـا بَقِيَ مِنْهُمَا فَإِنْ مَاتَ وَلَمْ يَصُمْ أُطْعِمَ عَنْهُ سِتُّونَ مِسْكِيناً  لِكُلِّ مِسْكِينٍ مُدٌّ".

قوله تعالى: {تَوْبَةً مِنَ اللّه}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{تَوْبَةً مِنَ اللّه} يعْنِي: تَجَاوُزاً  مِنَ اللّه لِهَذِهِ الأُمَّةِ حِينَ جَعَلَ فِي قَتْلِ الْخَطَأِ كَفَّارَةً وَدِيَةً".

قوله تعالى: {وَكَانَ اللّه عَلِيماً  حَكِيماً}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَكَانَ اللّه عَلِيماً  حَكِيماً} يعْنِي: حُكْمَ الْكَفَّارَةِ لِمَنْ قَتَلَ خَطَاً  ثُمَّ صَارَتْ دِيَةً فِي الْعَهْدِ وَالْمُوَادَعَةِ لِمُشْرِكِي الْعَرَبِ مَنْسُوخَةً، نَسَخَتْهَا الآيَةُ الَّتِي فِي بَرَاءَةٍ: {اقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يَتَوَارَثُ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ".

٩٣

قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً  مُتَعَمِّداً}

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمَّارٍ يعْنِي الدُّهْنِيَّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ رَجُلٍ، قَتَلَ قَتِيلا مُتَعَمِّداً ، ثُمَّ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً ، ثُمَّ اهْتَدَى. قَالَ: وَيْحَكَ وَأَنَّى لَـهُ الْهُدَى، سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "يَجِيءُ الْمَقْتُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُتَعَلِّقاً  بِالْقَاتِلِ فَيَقُولُ: سَلْ هَذَا لِمَ قَتَلَنِي ؟ وَاللّه لَقَدْ أَنْزَلَهَا اللّه عَلَى نَبِيِّهِ ثُمَّ مَا نَسَخَهَا".

  حَدَّثَنَـا ابْنُ الْمُقْرِئِ، ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الزِّنَادِ، قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخاً  فِي مَسْجِدِ مِنًى يُحَدِّثُ خَارِجَةَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَاكَ يَقُولُ: نَزَلَتِ الشَّدِيدَةُ يعْنِي

قوله: "{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً  مُتَعَمِّداً} الآيَةَ بَعْدَ الْهِينَةِ يعْنِي {وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّه إِلا بِالْحَقِّ} الآيَةَ بِسِتَّةِ أَشْهُرٍ". حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي النُّفَيْلِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُجَالِدِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، بِنَحْوِهِ. وَرُوِيَ عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي سَلَمَةَ، وَعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَالْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ قَالُوا: "لَيْسَ لَهُ تَوْبَةٌ وَالآيَةُ مُحْكَمَةٌ".

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ ابْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي

قوله: "{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً  مُتَعَمِّداً  فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمَ} قَالَ: نَزَلَتْ فِي مَقِيسِ بْنِ ضَبَابَةَ الْكِنَـانِيِّ. وَذَلِكَ أَنَّهُ أَسْلَمَ وَأَخُوهُ هِشَامُ بْنُ ضَبَابَةَ، وَكَانَ بِالْمَدِينَةِ فَوَجَدَ مَقِيسُ أَخَاهُ هِشَاماً  ذَاتَ يَوْمٍ قَتِيلا فِي الأَنْصَارِ فِي بَنِي النَّجَّارِ، فَانْطَلَقَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا مِنْ قُرَيْشِ مِنْ بَنِي فِهْرٍ وَمَعَهُ مَقِيسٌ إِلَى بَنِي النَّجَّارِ وَمَنَازِلُهُمْ يَوْمَئِذٍ بِقُبَاءٍ أَنِ ادْفَعُوا إِلَى مَقِيسٍ قَـاتِلَ أَخِيهِ أَنْ عَلِمْتُمْ ذَلِكَ وَإِلا فَادْفَعُوا إِلَيْهِ الدِّيَةَ، فَلَمَّا جَاءَهُمُ الرَّسُولُ، قَـالُوا: السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ للّه وَلِلرَّسُولِ، وَاللّه مَا نَعْلَمُ لَهُ قَاتِلا وَلَكِنْ نُؤَدِّي الدِّيَةَ فَدَفَعُوا إِلَى مَقِيسٍ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ دِيَةَ أَخِيهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ مَقِيسٌ وَالْفِهْرِيُّ رَاجِعِينَ مِنْ قُبَاءٍ إِلَى الْمَدِينَةِ وَبَيْنَهُمَا سَاعَةً، عَمَدَ مَقِيسٌ إِلَى الْفِهْرِيِّ رَسُولِ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَتَلَهُ، وَارْتَدَّ عَنِ الإِسْلامِ وَرَكِبَ جَمَلا مِنْهَا وَسَاقَ مَعَهُ الْبَقِيَّةَ وَلَحِقَ بِمَكَّةَ وَهُوَ يَقُولُ فِي شِعْرٍ لَهُ: قَتَلْتُ بِهِ فِهْراً  وَحَمَّلْتُ عَقْلَهُ سَرَاةَ بَنِي النَّجَّارِ أَرْبَابَ فَارِعِ وَأَدْرَكْتُ ثَأْرِي وَاضْطَجَعْتُ مُوَسَّداً  وكُنْتُ إِلَى الأَوْثَانِ أَوَّلَ رَاجِعٍ فَنَزَلَتْ فِيهِ بَعْدَ قَتْلِ النَّفْسِ وَأَخْذِ الدِّيَةِ وَارْتَدَّ عَنِ الإِسْلامِ وَلَحِقَ بِمَكَّةَ كَافِراً  {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً  مُتَعَمِّداً}". وَرُوِيَ عَنِ عِكْرِمَةَأَنَّهُ قَالَ: "لَهُ تَوْبَةٌ".

قوله تعالى: {مُتَعَمِّداً}

 حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً  مُتَعَمِّداً} قَالَ: مُتَعَمِّداً  لِقَتْلِهِ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَمَّنْ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: "الْعَمْدُ: الإِبْرَةُ فَمَا فَوْقَهَا مِنَ السِّلاحِ".

قوله تعالى: {فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمَ}

  حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَامِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَلاءُ بْنُ مَيْمُونٍ الْعَنَزِيُّ، ثنا الْحَجَّاجُ بْنُ الأَسْوَدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي

قوله: "{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً  مُتَعَمِّداً  فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} قَالَ: هُوَ جَزَاؤُهُ إِنْ جَازَاهُ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ،أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: "{جَزَاؤُهُ جَهَنَّمَ} إِنْ جَازَاهُ يعْنِي لِلْمُؤْمِنِ وَلَيْسَ لِلْكَافِرٍ، فَإِنْ شَاءَ عَفَى عَنِ الْمُؤْمِنِ وَإِنْ شَاءَ عَاقَبَ". وَرُوِيَ عَنِ أَبِي صَالِحٍ، وَمُحَمَّدِ بْـنِ سِيرِينَ، وَأَبِي مِجْلَزٍ، وَعَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللّه، وَعَمْرِو بْنُ دِينَارٍ نحو ذلك.

وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنِي ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَنْبَأَ الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ فِي هَذِهِ الآيَةِ

قوله: "{فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمَ} قَالَ: قَدْ أَوْجَبَ اللّه هَذِهِ عَلَيْكَ، فَانْظُرْ مَنْ يَضَعُ هَذَا عَنْكَ وَمَنْ يَعِزُّكَ يَا لُكَعُ".

قوله تعالى: {خَالِداً  فِيهَا}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{خَالِداً  فِيهَا} فَجَعَلَ لَهُ الْخُلُودَ فِي النَّارِ بِكُفْرِهِ، كَمَا جَعَلَ لِمَنْ كَفَرَ بِقِسْمَةِ الْمَوَارِيثِ".

قوله تعالى: {وَغَضِبَ اللّه عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً  عَظِيماً}

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ

قوله: "{وَغَضِبَ اللّه عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً  عَظِيماً} يعْنِي: عَذَاباً  وَافِراً ".

٩٤

قال تعالى:

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّه فتبينوا}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا مُبَارَكٌ، ثنا الْحَسَنُ: "أَنَّ أُنَاساً  مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَهَبُوا يَتَطَرَّقُونَ فَلَقُوا أُنَاساً  مِنَ الْعَدُوِّ، فَحَمَلُوا عَلَيْهِمْ، فَهَزَمُوهُمْ، فَشَدَّ مِنْهُمْ رَجُلٌ فَتَبِعَهُ رَجُلٌ يُرِيدُ مَتَاعَهُ، فَلَمَّا غَثَّهُ بِالسِّنَانِ قَالَ: إِنِّي مُسْلِمٌ إني مسلم، فَأَوْجَزَهُ بِالسِّنَـانِ فَقَتَلَهُ، وَأَخَذَ مُتَّبِعِيهِ، قَالَ: فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْقَاتِلِ: أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ إِنِّي مُسْلِمٌ ؟. قَالَ: يَا رَسُولَ اللّه: قَالَهَا مُتَعَوِّذاً . قَالَ: شَقَقْتَ قَلْبَهُ ؟. قَالَ لِمَ يَا رَسُولَ اللّه ؟ قَالَ: لَتَعْلَمَ أَصَادِقاً  هُوَ أَوْ كَاذِباً . قَالَ: وَكُنْتُ عَالِماً  ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللّه. قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا كَانَ يُعَبِّرُ عَنْهُ لِسَانُهُ، إِنَّمَا كَانَ يُعَبِّرُ عَنْهُ لِسَانُهُ. قَالَ: فَمَا لَبِثَ الْقَاتِلُ أَنْ مَاتَ فَحَفَرَ لَهُ أَصْحَابُهُ فَأَصْبَحَ وَقَدْ وَضَعَتْهُ الأَرْضُ، ثُمَّ عَادُوا فَحَفَرُوا لَـهُ فَأَصْبَحَ وَقَدْ وَضَعَتْهُ الأَرْضُ إِلَى جَنْبِ قَبْرِهِ. قَـالَ الْحَسَنُ: فَلا أَدْرِي كَمْ قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمْ دَفَنَّاهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثَةً كُلُّ ذَلِكَ لا تَقْبَلُهُ الأَرْضُ، فَلَمَّا رَأَيْنَا الأَرْضَ لا تَقْبَلُهُ أَخَذْنَا بِرِجْلَيْهِ فَأَلْقَيْنَاهُ فِي بَعْضِ تِلْكَ الشِّعَابِ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّه فَتَبَيَّنُوا} أَهْلَ الإِسْلامِ إِلَى آخِرِ الآيَةِ. قَالَ الْحَسَنُ: أَمَا وَاللّه مَا ذَاكَ إِلا بِكَوْنِ الأَرْضِ تُجِنُّ مَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْهُ، وَلَكِنْ وَعَظَ اللّه الْقَوْمَ أَلا يَعُودُوا".

قوله تعالى: {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً}

  حَدَّثَنَـا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ الْعَبْدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، قَالا: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "لَقِيَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا مَعَهُ غَنِيمَةٌ لَهُ، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ، فَقَتَلُوهُ وَأَخَذُوا غَنِيمَتَهُ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً}". وَقَـالَ الْمُقْرِئُ فِي حَدِيثِهِ: لَقِيَ الْمُسْلِمُونَ رَجُلا

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا الْمُحَارِبِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللّه بْنِ قُسَيْطٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَدْرَدٍ الأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "بَعَثَنَـا رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ، وَفِي تِلْكَ السَّرِيَّةِ أَبُو قَتَادَةَ الأَنْصَارِيُّ، وَمُحَلِّمُ بْنُ جَثَّامَةَ بْنِ قَيْسٍ، وَأَنَـا مِنْهُمْ فَبَيْنَا نَحْنُ إِذْ مَرَّ عَامِرُ بْنُ الأَضْبَطِ الأَشْجَعِيُّ، فَسَلَّمَ عَلَيْنَا بِتَحِيَّةِ الإِسْلامِ، فَأَمْسَكْنَا عَنْهُ، ثُمَّ حَمَلَ عَلَيْهِ مُحَلِّمُ بْنُ جَثَّامَةَ، فَقَتَلَهُ وَسَلَبَهُ بَعِيرَهُ.... كَانَ مَعَهُ فِيهِ لَبَنٌ، فَلَمَّا قَدِمْنَا رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَزَلَ فِينَا الْقُرْآنَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّه فَتَبَيَّنُوا} إِلَى آخِرِ الآيَةِ".

 حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، وَأَبُو سَلَمَةَ قَالا: ثنا حَمَّادٌ يَعْنِيَانِ ابْنَ سَلَمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللّه بْنِ قُسَيْطٍ، عَنِ ابْنِ حَدْرَدِ الأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِي حَدْرَدٍ، عَنْ أَبِيهِ:أَنَّ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ وَأَبَا قَتَادَةَ، وَمُحَلِّمَ بْنَ جَثَّامَةَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَزَادَ فِيهِ: فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخْبَرُوهُ بِذَلِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ: آمَنْتُ بِاللّه. وَنَزَلُ الْقُرْآنُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّه فَتَبَيَّنُوا} إِلَى آخِرِ الآيَةِ".

  حَدَّثَنَـا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَتِيقٍ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا مَرْوَانُ يعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ الطاطري، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: "أُنْزَلِتْ هَذِهِ الأَيَةُ {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً} فِي مِرْدَاسٍ".

قوله تعالى: {لَسْتَ مُؤْمِناً}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{لَسْتَ مُؤْمِناً} قَالَ: حَرَّمَ اللّه عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَقُولُوا لِمَنْ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللّه لَسْتَ مُؤْمِناً ، كَمَا حَرَّمَ عَلَيْهِمُ الْمَيْتَةَ فَهُوَ آمِنٌ عَلَى مَالِهِ وَدَمِهِ، فَلا تَرُدُّوا عَلَيْهِ قَوْلَهُ".

قوله تعالى: {تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} قَالَ: تِلْكَ الْغَنِيمَةُ". وَرُوِيَ عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَمَسْرُوقٍ نحو ذلك.

  أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: "{تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} يعْنِي: تَقْتُلُونَهُ إِرَادَةَ أَنْ يَحِلَّ لَكُمْ مَالَهُ الَّذِي وُجِدَ مَعَهُ، وَذَلِكَ عَرَضُ الدُّنْيَا".

قوله تعالى: {فَعِنْدَ اللّه مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ}

  وَبِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{فَعِنْدَ اللّه مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ} قَالَ: فَإِنَّ عِنْدِي مَغَانِمَ كَثِيرَةً، فَالْتَمِسُوا مِنْ فَضْلِ اللّه".

  وَعَنْ قَيْسِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: "{فَعِنْدَ اللّه مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ} هِيَ أَحَلُّ لَكُمْ مِنْ هَذَا".

قوله تعالى: {كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ}

  حَدَّثَنَا الأَحْمَسِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: "{كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ} تَكْتُمُونَ، قَالَ: يُخْفُونَ إِيمَانَكُمْ فِي الْمُشْرِكِينَ".

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ} تَسْتَخْفُونَ بِإِيمَانِكُمْ كَمَا اسْتَخْفَى هَذَا الرَّاعِي بِإِيمَانِهِ".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ: "{كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ} لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ، فَمَنَّ اللّه عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا".

 ذُكِرَ عَنْ قَيْسِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ} تُوزِعُونَ عَنْ مِثْلِ هَذَا".

قوله تعالى: {فَمَنَّ اللّه عَلَيْكُمْ}

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَحْمَسِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: "{فَمَنَّ اللّه عَلَيْكُمْ} فَأَظْهَرَ الإِسْلامَ".

  ذُكِرَ عَنْ قَيْسِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: "{فَمَنَّ اللّه عَلَيْكُمْ} فَهَدَاكُمْ".

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{فَمَنَّ اللّه عَلَيْكُمْ} يَقُولُ: تَابَ عَلَيْكُمْ". فَحَلَفَ أُسَامَةُ لا يُقَاتِلُ رَجُلا يَقُولُ لا إِلَهَ إِلا اللّه بَعْدَ ذَلِكَ الرَّجُلِ، وَمَا لَقِيَ مِنْ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ

قوله تعالى: {فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللّه كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً}

  حَدَّثَنَـا الأَحْمَسِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{فَتَبَيَّنُوا} قَالَ: وَعِيدٌ مِنَ اللّه مَرَّتَيْنِ {إِنَّ اللّه كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً}".

٩٥

قوله تعالى: {لا يَسْتَوِي}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ} يَقُولُ: لا يَسْتَوِي فِي الْفَضْلِ".

قوله تعالى: {الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}

  وَبِه ِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} قَالَ: الْقَاعِدُونَ عَنِ الْعَدُوِّ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُ".

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ مُهَلٍّ الصَّنْعَانِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ،أَنَّ مِقْسَماً  مَوْلَى عَبْدِ اللّه بْنِ الْحَارِثِ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: "لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ عَنْ بَدْرٍ وَالْخَارِجُونَ إِلَيْهَا".

قوله تعالى: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَّاءِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: "{لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} كَلَّمَهُ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَنَزَلَتْ: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}".

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ لِرَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "اكْتُبْ: {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّه} فَجَاءَ عَبْدُ اللّه بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّه: إِنِّي أُحِبُّ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللّه، وَلَكِنْ بِي مِنَ الزَّمَانَةِ مَا قَدْ تَرَى ذَهَبَ بَصَرِي. قَالَ زَيْدٌ: فَتَقَلَّبَ فَخْذُ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَخِذِي حَتَّى حَسِبْتُ أَنْ يَرْضَهَا، ثُمَّ سَرَى عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ: اكْتُبْ {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّه}".

 حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} أَهْلُ الْعُذْرِ".

قوله تعالى: {وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّه بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ}

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ،أَنْبَأَ ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ، أَنَّ مِقْسَماً  مَوْلَى عَبْدِ اللّه بْنِ الْحَارِثِ،أَخْبَرَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ قَالَ: "{لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّه بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ} قَالَ: لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ عَنْ بَدْرٍ وَالْخَارِجُونَ إِلَى بَدْرٍ".

قوله تعالى: {فَضَّلَ اللّه الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدَةُ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَنْبَأَ أَبُو الْحَسَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ جُرَيْجٍ يَقُولُ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{فَضَّلَ اللّه الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً} قَالَ: عَلَى أَهْلِ الضَّرَرِ".

  حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو يَحْيَى فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِلالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَوْ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللّه لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ، كُلُّ دَرَجَتَيْنِ مَا بَيْنَهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ".

  حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَنْبَسَةَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ يعْنِي الأَعْمَشَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللّه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ بَلَغَ بِسَهْمٍ فَلَهُ دَرَجَةٌ. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللّه، وَمَا الدَّرَجَةُ ؟ قَالَ: أَمَا أَنَّهَا لَيْسَتْ بِعَتَبَةِ أُمِّكَ، مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ مِائَةُ عَامٍ".

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{فَضَّلَ اللّه الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً} يعْنِي: فَضِيلَةً".

قوله تعالى: {وَكُلا}

  وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: "{وَكُلا} يعْنِي: الْمُجَاهِدَ وَالْقَاعِدَ الْمَعْذُورَ".

قوله تعالى: {وَعَدَ اللّه الْحُسْنَى}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا الْوَلِيدُ يعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْحُسْنَى، قَالَ: "الْحُسْنَى: الْجَنَّةُ".

قوله تعالى: {وَفَضَّلَ اللّه الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً  عَظِيماً}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنِ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{وَفَضَّلَ اللّه الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ} الَّذِينَ لا عُذْرَ لَهُمْ أَجْراً  عَظِيماً ".

قوله تعالى: {دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ: "{وَفَضَّلَ اللّه الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً  عَظِيماً} دَرَجَاتٍ مِنْهُ، قَالَ: مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ حَصْرَ الْفَرَسِ الْجَوَادِ الْمُطَهَّمِ".

 حَدَّثَنَا أُسَيْدُ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا الْحُسَيْنُ يعْنِي ابْنَ حَفْصٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ ابْنِ حَسَّانَ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ قَالَ: قَرَأْتُ عِنْدَهُ هَذِهِ الآيَةَ: "{وَفَضَلَّ اللّه الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً  عَظِيماً  دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّه غَفُوراً  رَحِيماً} قَالَ: الدَّرَجَاتُ سَبْعُونَ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ عَدْوُ الْفَرَسِ الْجَوَادِ الْمُضْمَرِ سَبْعُونَ سَنَةً".

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

٩٦

قوله: "{دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً} يعْنِي: فَضَائِلَ وَرَحْمَةً".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ

قوله: "{دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً} يَقُولُ: الإِسْلامُ دَرَجَةٌ، وَالْهِجْرَةُ دَرَجَةٌ، وَالْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللّه دَرَجَةٌ".

قوله تعالى: {وَكَانَ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَطِيَّةَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ يعْنِي ابْنَ مُوسَى،أَنْبَأَ أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ خَالِدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي

قوله: "{وَكَانَ} قَالَ: وَكَذَلِكَ كَانَ لَمْ يَزَلْ".

قوله تعالى: {وَكَانَ اللّه غَفُوراً  رَحِيماً}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

قوله: "{وَكَانَ اللّه غَفُوراً  رَحِيماً} بِفَضْلِ سَبْعِينَ دَرَجَةً".

٩٧

قال تعالى:

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ}

  أَخْبَرَنَـا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قِرَاءَةً،أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَـهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، أَنَّهُ سَمِعَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "أَن أُنَـاساً  مُسْلِمَيْنِ كَانُوا مَعَ الْمُشْرِكِينَ يَكْثُرُونَ سَوَادَ الْمُشْرِكِينَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَأْتِي السَّهْمَ يَرْمِي بِهِ، فَتُصِيبُ أَحَدَهُمْ فَيَقْتُلُـهُ أَوْ يُضْرَبُ فَيُقْتَلُ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى فِيهِمْ: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّه وَاسِعَةً} الآيَةَ".

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ يعْنِي الزُّبَيْرِيَّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شَرِيكٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَـالَ: "كَانَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ أَسْلَمُوا وَكَانُوا يَسْتَخِفُّونَ بِالإِسْلامِ، فَأَخْرَجُهُمُ الْمُشْرِكُونَ مَعَهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ، فَأُصِيبَ بَعْضُهُمْ وَقُتِلَ بَعْضٌ، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: كَانَ أَصْحَابُنَـا هَؤُلاءِ مُسْلِمَيْنَ، وَأُكْرِهُوا فَاسْتَغْفِرُوا لَهُمْ، فَنَزَلَتْ: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ. قَـالَ: فَكَتَبَ إِلَيَّ مَنْ بَقِيَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِهَذِهِ الآيَةِ، وَأَنَّهُ لا عُذْرَ لَـهُمْ قَالَ: فَخَرَجُوا فَلِحِقَهُمُ الْمُشْرِكُونَ فَأَعْطُوهُمُ الْفِتْنَةَ، فَنَزَلَتْ فِيهِمْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللّه} الآيَةَ".

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي

قوله: "{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ} قَـالَ: هُمْ خَمْسَةُ فِتْيَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ: عَلِيُّ بْـنُ أُمَيَّةَ، وَأَبُو قَيْسٍ الْفَاكِهُ، وَزَمْعَةُ بْنُ الأَسْوَدِ وَأَبُوالْعَبَّاسِ بْنُ مُنَبِّهٍ، وَنَسِيتُ الْخَامِسَ".

  حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٍ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى ابْنِ سُمَيْعٍ، ثنا رَوْحٌ يعْنِي ابْنَ الْقَاسِمِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّهُ قَـالَ: فِي هَذِهِ الآيَةِ: "{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} هُمْ شَبَابٌ مِنْ قُرَيْشٍ كَانُوا تَكَلَّمُوا بِالإِسْلامِ بِمَكَّةَ مِنْهُمْ: عَلِيُّ بْنُ أُمَيَّةَ، وَأَبُو قَيْسِ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَأَبُو الْعَاصِ بْنُ مُنَبِّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ، وَالْحَارِثُ بْنُ زَمْعَةَ".

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُنِيبٍ، ثنا أَبُو مُعَاذٍ النَّحْوِيُّ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ

قوله: "{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} قَالَ: هُمْ أُنَاسٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ تَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ، فَلَمْ يَخْرُجُوا مَعَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ وَخَرَجُوا مَعَ مُشْرِكِي قُرَيْشٍ إِلَى بَدْرٍ، فَأُصِيبُوا يَوْمَئِذٍ فِيمَنْ أُصِيبَ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى فِيهِمْ هَذِهِ الآيَةَ".

قوله تعالى: {قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ} الآيَةَ.

 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ} قَالُوا: كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ بِمَكَّةَ {قِيلَ لَهُمْ}: أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ هُمْ بِمَنْزِلَةِ هَؤُلاءِ قُتِلُوا بِبَدْرٍ ضُعَفَاءُ كُفَّارِ قُرَيْشٍ".

قوله تعالى: {قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّه وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا}

  أَخْبَرَنَـا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قِرَاءَةً، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، قَالَ: فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّه وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا} قَالُوا:إِذَا عُمِلَ فِيهَا بِالْمَعَاصِي فَاخْرُجُوا".

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: "لَمَّا أُسِرَ الْعَبَّاسُ، وَعَقِيلٌ، وَنَوْفَلٌ، قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْعَبَّاسِ: افْدِ نَفْسِكَ وَابْنَيْ أَخِيكَ. قَالَ: يَا رَسُولَ اللّه، أَلَمْ نُصَلِّ قِبْلَتَكَ وَنَشْهَدْ شَهَادَتَكَ ؟ قَالَ: يَا عَبَّاسُ إِنَّكُمْ خَاصَمْتُمْ فَخُصِمْتُمْ، ثُمَّ تَلا عَلَيْهِ هَذِهِ الآيَةَ: {أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّه وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً}".

قوله تعالى: {مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً}

  وَبِهِ عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} فَيَوْمَ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ كَانَ كُلُّ مَنْ أَسْلَمَ وَلَمْ يُهَاجِرْ فَهُوَ كَافِرٌ حَتَّى يُهَاجِرَ".

٩٨

قوله تعالى: {إِلا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ}

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ،أَنْبَأَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللّه بْنِ أَبِي يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: "كُنْتُ أَنَا وَأُمِّي، مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ النِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ".

قوله تعالى: {لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو مَعْمَرٍ الْمِنْقَرِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَفَعَ يَدَهُ بَعْدَ مَا سَلَّمَ وَهُوَ مُسْتَقْبِلٌ الْقِبْلَةَ، فَقَالَ: "اللّهمَّ خَلِّصِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَضَعَفَةَ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلا مِنْ أَيْدِي الْكُفَّارِ".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي

قوله: "{لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً} قَالَ: نُهُوضاً  إِلَى الْمَدِينَةِ".

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً} قَالَ: حِيلَةً فِي الْمَالِ".

قوله تعالى: {وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلا}

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ

قوله: "{وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلا} قَالَ: طَرِيقاً  إِلَيْهَا، يعْنِي الْمَدِينَةَ". وَرُوِيَ عَنِ مُجَاهِدٍ، وَالسُّدِّيِّ مِثْلُ ذَلِكَ

٩٩

قوله تعالى: {فَأُولَئِكَ عَسَى اللّه أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّه عفواً  غفورا}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَنْبَأَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ

قوله: "{لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلا} أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ عَذَرَهُمُ اللّه وَاسْتَثْنَاهُمْ، فَأُولَئِكَ عَسَى اللّه أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ، وَكَانَ اللّه عَفُوّاً  غَفُوراً ".

١٠٠

قال تعالى:

قوله تعالى: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّه}

 قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ

قوله: "{وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّه} يعْنِي: مَنْ هَاجَرَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ".

قوله تعالى: {يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً  كَثِيراً}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{مُرَاغَماً  كَثِيراً} قَالَ: الْمُرَاغَمُ: التَّحَوُّلُ مِنَ الأَرْضِ إِلَى الأَرْضِ". وَرُوِيَ عَنِ الضَّحَّاكِ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَالثَّوْرِيِّ نحو ذلك.

وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً  كَثِيراً  وَسَعَةً} قَالَ: مُتَزَحْزَحاً  عَمَّا يَكْرَهُ".

 وَالوجه الثَّالِثُ:

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَنْبَأَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، ثنا قَتَادَةُ قَالَ: "{يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً  كَثِيراً} قَالَ: أَيْ وَاللّه مِنَ الضَّلالَةِ إِلَى الْهُدَى، وَمِنَ الْعَيْلَةِ إِلَى الْغِنَى".

 وَالوجه الرَّابِعُ:

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً  كَثِيراً} يَقُولُ: مُبْتَغَا الْمَعِيشَةِ".

 وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ:

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِسِنْجَانِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَنْبَأَ مُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ: "{يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً  كَثِيراً} قَالَ: مُنْفَسِحاً  كَثِيرَةً وَسَعَةً".

 وَالْوَجْهُ السَّادِسُ:

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنِي خَبَّابُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ سُفْيَانُ يعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ: "{يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً  كَثِيراً} قَالَ: الْمُرَاغَمُ: الْبُرُوحُ".

قوله تعالى: {وَسَعَةً}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "السَّعَةُ: الرِّزْقُ". وَرُوِيَ عَنِ الضَّحَّاكِ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، مِثْلُ ذَلِكَ

 وَالوجه الثَّانِي:

  أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ الْبَيْرُوتِيُّ، قِرَاءَةً، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ،

قوله: "{وَسَعَةً} قَالَ: وَرَخَاءً".

 وَالوجه الثَّالِثُ:

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى الْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ و أنا ابْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: سُئِلَ مَالِكٌ عَنْ قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَسَعَةً} قَالَ: وَالسَّعَةُ: سَعَةُ الْبِلادِ".

قوله تعالى: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً  إِلَى اللّه وَرَسُولِهِ}

 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شَرِيكٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "كَانَ بِمَكَّةَ رَجُلٌ يُقَالُ لَـهُ: ضَمْرَةُ مِنْ بَنِي بَكْرٍ، وَكَانَ مَرِيضاً ، فَقَالَ لأَهْلِهِ: اخْرِجُونِي مِنْ مَكَّةَ، فَإِنِّي أَجِدُ الْحَرَّ. فَقَالُوا: أَيْنَ نُخْرِجَكَ ؟ فَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَدِينَةِ يعْنِي. فَمَاتَ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً  إِلَى اللّه وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللّه}".

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ شَيْبَةَ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِزَامِيُّ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ عَبْدِ اللّه، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ قَـالَ: "هَاجَرَ خَالِدُ بْنُ حِزَامٍ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، فَنَهِشَتْهُ حَيَّةٌ فِي الطَّرِيقِ فَمَاتَ، فَنَزَلَتْ فِيهِ: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً  إِلَى اللّه وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللّه وَكَانَ اللّه غَفُوراً  رَحِيماً} قَالَ الزُّبَيْرُ: وَكُنْتُ أَتَوَقَّعُهُ وَأَنْتَظِرُ قُدُومَهُ وَأَنَـا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، فَمَا أَحْزَنَنِي شَيْءٌ حُزْنِي وَفَاتُهُ حِينَ بَلَغَنِي، لأَنَّهُ قَلَّ أَحَدٌ مَنْ هَاجَرَ مِنْ قُرَيْشٍ إِلا مَعَهُ بَعْضُ أَهْلِـهِ أَوْ ذِي رَحِمِهِ، وَلَمْ يَكُنْ مَعِي أَحَدٌ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى وَلا أَرْجُو غَيْرَهُ".

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مَوْلَى عَبْدِ اللّه بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "خَرَجَ ضَمْرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ إِلَى رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَاتَ فِي الطَّرِيقِ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَتْ: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً  إِلَى اللّه وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللّه} الآيَةَ".

وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ رَجَاءٍ، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي ضَمْرَةَ بْنِ الْعِيصِ الزَّرْقِيِّ الَّذِي كَانَ مُصَابُ الْبَصَرِ وَكَانَ بِمَكَّةَ، فَلَمَّـا نَزَلَتْ: "{إِلا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً} فَقُلْتُ: إِنَّنِي لَغَنِيُّ وَإِنِّي لَذُو حِيلَةٍ، قَالَ: فَتَجَهَّزَ يُرِيدُ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَدْرَكَهُ الْمَوْتُ بِالتَّنْعِيمِ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً  إِلَى اللّه وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللّه}".

١٠١

قوله تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله: "{فَلا جُنَاحَ} يَقُولُ: فَلا حَرَجَ".

قوله تعالى: {أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الذين كفروا}

  ‏ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالا: ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ إِدْرِيسَ، أَنْبَأَ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَمَّارٍ يعْنِي عَبْدَ اللّه بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ بَابِيَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: قُلْتُ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: "{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ} وَقَدْ أَمِنَ النَّـاسُ، فَقَالَ: عَجِبْتُ مِمَّا عَجِبْتَ مِنْهُ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللّه عَلَيْكُمْ فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ". وَالسِّيَاقُ لِلأَشَجِّ

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو خَالِدٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ فِي

قوله: "{فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ} قَالَ: ذَاكَ عِنْدَ الْقِتَالِ، يُصَلِّي الرَّجُلُ الرَّاكِبُ بِتَكْبِيرَتَيْنِ حَيْثُ كَانَ وَجْهُهُ".

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ

قوله: "{إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ} الآيَةَ إِنَّ الصَّلاةَ إِذَا صَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ فِي السَّفَرِ فَهِيَ تَمَامُ التَّقْصِيرِ لا يَحِلُّ، إِلا أَنْ تَخَافَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنِ الصَّلاةِ، فَالتَّقْصِيرُ رَكْعَةٌ".

  حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

قوله: "{فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ} أُنْزِلَتْ يَوْمَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعُسْفَانَ، وَالْمُشْرِكُونَ بِضَجْنَـانَ، فَتَوَافَقُوا، فَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَصْحَابِهِ صَلاةَ الظُّهْرِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ رُكُوعَهُمْ وَسُجُودَهُمْ وَقِيَامَهُمْ مَعاً  جَمِيعاً ، فَهَمَّ بِهِ الْمُشْرِكُونَ أَنْ يُغِيرُوا عَلَـى أَمْتِعَتِهِمْ وَأَثْقَالِهِمْ".

قوله تعالى: {إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوّاً  مُبِيناً}

  حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ الزَّرْقِيُّ قَالَ: "كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعُسْفَانَ فَحَضَرَتِ الصَّلاةُ، صَلاةُ الظُّهْرِ، وَعَلَى الْمُشْرِكِينَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: فَصَلَّى رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَصْحَابِهِ الظُّهْرَ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: إِنَّ لَهُمْ صَلاةً بَعْدَ هَذِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنْ أَبْنَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، يَعْنُونَ صَلاةَ الْعَصْرِ قَالَ: فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ} إِلَى آخِرِهَا".

١٠٢

قال تعالى:

قوله تعالى: {فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ}

 حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: "الطَّائِفَةُ: رَجُلٌ إِلَى أَلْفِ رَجُلٍ".

قوله تعالى: {وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ}

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ سِنَـانٍ، ثنا أَبُو قَطَنٍ عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، ثنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ يَزِيدَ الْفَقِيرِ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللّه عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ فِي السَّفَرِ أَقَصْرٌهُمَـا ؟ فَقَـالَ: الرَّكْعَتَانِ فِي السَّفَرِ تَمَامٌ، إِنَّمَا الْقَصْرُ وَاحِدَةٌ وَاحِدَةٌ عَنِ الْقِتَالِ، بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قِتَالٍ إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ، "فَقَامَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَفَّ طَائِفَةً، وَطَائِفَةٌ وُجُوهُهَا قِبَلَ الْعَدُوِّ، فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً وَسَجَدَ بِهِمْ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ الَّذِينَ خُلِّفُوا انْطَلَقُوا إِلَى أُولَئِكَ، فَقَامُوا مَقَامَهُمْ أوَمَكَانَهُمْ َنَحْوَ ذَى، وَجَاءَ أُولَئِكَ فَقَامُوا خَلْفَ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً وَسَجَدَ بِهِمْ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسَ، فَسَلَّمَ وَسَلَّمَ الَّذِينَ خَلْفَهُ وَسَلَّمَ أُولَئِكَ، فَكَانَتْ لِرَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ وَلِلْقَوْمِ رَكْعَةً رَكْعَةً، ثُمَّ قَرَأَ: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ}".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ، قَالَ: كُنَّـا مَعَ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعُسْفَانَ، وَعَلَى الْمُشْرِكِينَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَهُمْ بَيْنَنَـا وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، فَصَلَّيْنَـا الظُّهْرَ، فَقَالُوا: إِنَّهُمْ يَأْتِي عَلَيْهِمْ صَلاةٌ هِيَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، فَنُصِيبُ غِرَّتَهُمْ أَوْ غَفْلَهُمْ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَؤُلاءِ الآيَاتِ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ، فَأَقَمْتَ لَـهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ، وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ، فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ، "فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذُوا السِّلاحَ، ثُمَّ قَامُوا فَصَفُّوا خَلْفَهُ صَفَّيْنِ، فَكَبَّرَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَبَّرُوا جَمِيعًا، ثُمَّ رَكَعَ وَرَكَعُوا جَمِيعًا، ثُمَّ رَفَعَ وَرَفَعُوا جَمِيعًا، ثُمَّ سَجَدَ الَّذِينَ يَلُونَهُ، وَآخَرُونَ قِيَامٌ يَحْرُسُونَهُمْ، فَلَمَّا قَـامَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَامَ الَّذِينَ يَلُونَهُ، سَجَدُوا مَعَهُ فَسَجَدَ الآخَرُونَ الَّذِينَ كَانُوا يَحْرُسُونَهُ، فَلَمَّا قَامُوا تَأَخَّرَ الَّذِينَ كَانُوا سَجَدُوا مَعَ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَقَامِ الَّذِينَ كَانُوا يَحْرُسُونَهُ وَتَقَدَّمَ الآخَرُونَ، فَقَامُوا فِي مَقَامِهِمْ، ثُمَّ رَكَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَكَعُوا جَمِيعًا، ثُمَّ رَفَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَفَعُوا جَمِيعًا، ثُمَّ سَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَجَدَ الَّذِينَ يَلُونَهُ، وَالآخَرُونَ قِيَامٌ يَحْرُسُونَهُمْ، ثم سجدوا فِي مَكَانِهِمْ، ثُمَّ جَلَسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسُوا جَمِيعًا، ثُمَّ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَصَلاهَا رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتَيْنِ مَرَّةً بِعُسْفَانَ، وَمَرَّةً بِأَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ".

قوله تعالى: {وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا، فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وأسلحتهم}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، فِي

قوله: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَـهُمُ الصَّلاةَ}، قال: هِيَ صَلاةُ الْخَوْفِ، "صَلَّى رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ رَكْعَةً، وَالطَّائِفَةُ الأُخْرَى مُقْبِلَةٌ عَلَى الْعَدُوِّ، ثُمَّ انْصَرَفَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِي صَلَّتْ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامُوا مَقَامَ أُولَئِكَ مُقْبِلِينَ عَلَى الْعَدُوِّ، وَأَقْبَلَتِ الطَّائِفَةُ الأُخْرَى الَّتِي كَانَتْ مُقْبِلَةً عَلَى الْعَدُوِّ، فَصَلَّى بِهِمْ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ سَلَّمَ بِهِمْ، ثُمَّ قَامَتْ كُلُّ طَائِفَةٍ فَصَلُّوا رَكْعَةً رَكْعَةً".

قوله تعالى: {وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عليكم ميلة واحدة}

  أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ قِرَاءَةً، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ، أَخْبَرَنِي سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ، قَالَ: كُنَّـا مَعَ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعُسْفَانَ وَمَعَهُ النَّاسُ، وَعَلَى الْمُشْرِكِينَ يَوْمَئِذٍ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، "فَأَمَرَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذُوا أَسْلِحَتَهُمْ، فَصَلَّى بِهِمْ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ"، فَقَالَ: لَقَدْ كَانُوا عَلَى حَالٍ لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَصِيبَ مِنْهُمْ غِرَّةً أَوْ غَفْلَةً، فَأُنْزِلَتْ آيَةُ الْقَصْرِ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ يعْنِي: {وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً}".

قوله تعالى: {وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ غَالِبٍ الْعَطَّارُ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَنْبَأَ عُمَرُ بْنُ الرَّمَّاحِ قَاضِي بَلْخَ، أَخْبَرَنِي كَثِيرُ بْنُ زِيَادٍ أَبُوسَهْلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ هُوَ وَأَصْحَابٌ لَهُ فِي مَضِيقٍ وَالسَّمَاءُ فَوْقَهُمْ، وَالْبِلَّةُ أَسْفَلَهُمْ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَأَمَرَ رَجُلا أَنْ يُؤَذِّنَ وَيُقِيمَ أَوْ يُقِيمَ، فَصَلَّى بِهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَاحِلَتِهِ السُّجُودُ أَخْفَضُ مِنَ الرُّكُوعِ".

قوله تعالى: {أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي يَعْلَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: {إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ}، قال:"عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ كَانَ جَرِيحًا".

قوله تعالى: {أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ}

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَقِيقٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ،

قوله: {أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ}"فَرُخِّصَ فِي وَضْعِ السِّلاحِ عِنْدَ ذَلِكَ".

قوله تعالى: {وَخُذُوا حِذْرَكُمْ}

  وَبِهِ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ،

قوله: {وخُذُوا حِذْرَكُمْ}، قال:"وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ".

قوله تعالى: {إِنَّ اللّه أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا}

  وَبِهِ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ،

قوله: {عَذَابًا مُهِينًا}، يعْنِي بِالْمُهِينِ: الْهَوَانَ

١٠٣

قوله تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ}

 وَبِهِ، عَنْ مُقَاتِلٍ: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ}، قال:"إِذَا قَضَيْتُمْ صَلاةَ الْخَوْفِ".

قوله تعالى: {فَاذْكُرُوا اللّه}

  وَبِهِ، عَنْ مُقَاتِلٍ،

قوله: {فَاذْكُرُوا اللّه}، قال: بِاللِّسَانِ

قوله تعالى: {قِيَامًا}

  ‏حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: أِنَّ أُنَاسًا يَقُومُونَ بَعْدَ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ يَدْعُونَ قِيَامًا فَأَتَاهُمْ، فَقَالَ: مَا هَذَا ؟ قَالُوا: سَمِعْنَـا اللّه يَقُولُ: {اذْكُرُوا اللّه قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ}، فقال:"إِنَّمَا ذَاكَ فِي الصَّلاةِ، يُصَلِّي الرَّجُلُ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبِهِ، ثُمَّ نَهَاهُمْ".

قوله: {وَقُعُودًا}

  وَبِهِ، عَنِ الضَّحَّاكِ،

قوله: {وَقُعُودًا}، قال ابْنُ عَبَّاسٍ:"يُصَلِّي الرَّجُلُ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا".

قوله تعالى: {وَعَلَى جُنُوبِكُمْ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: {فاذْكُرُوا اللّه قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَـى جُنُوبِكُمْ} بِاللَّيْلِ وَالنَّهَـارِ، فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، وَفِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ، وَالْغِنَى وَالْفَقْرِ، وَالسُّقْمِ وَالصِّحَّةِ، وَالسِّرِ وَالْعَلانِيَةِ وَعَلَى كُلِّ حَالٍ".

قوله تعالى: {فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ}

  ذُكِرَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ،

قوله: {فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ} يعني: إِذَا نَزَلَ".

وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ}، قال:"إِذَا خَرَجْتُمْ مِنْ دَارِ السَّفَرِ إِلَى دَارِ الإِقَامَةِ".

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله: {فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ}، فَبَعْدَ الْخَوْفِ".

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ،

قوله: {فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ}، يقول:"إِذَا اسْتَقْرَرْتُمْ وَآمِنْتُمْ".

قوله تعالى: {فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ}

  حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: {فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ}، يقول:"أَتِمُّوهَا". وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ، نَحْوُ ذَلِكَ.،

قوله تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا}".

 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَلاح، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله:"{إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا}، يعْنِي: مَفْرُوضًا"، وَرُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْـنِ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدِ بْـنِ عَلِيٍّ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللّه، وَمُجَاهِدٍ، وَالْحَسَنِ، وَالسُّدِّيِّ، وَعَطِيَّةَ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، نَحْوُ ذَلِكَ.

وَالوجه الثَّانِي:

  ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا}، قال ابْنُ مَسْعُودٍ:"إِنَّ لِلصَّلاةِ وَقْتًا كَوَقْتِ الْحَجِّ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، فِي

قوله: {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا}، قال: مُنَجَّمًا، كُلَّمَا مَضَى نَجْمٌ جَاءَ نَجْمٌ، يَقُولُ:"كُلَّمَا مَضَى وَقْتٌ جَاءَ وَقْتٌ".

قوله تعالى: {وَلا تَهِنُوا}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: {وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ}، قال:"وَلا تَضْعُفُوا". وَرُوِيَ عَنِ أَبِي مَالِكٍ، وَالسُّدِّيِّ، وَالضَّحَّاكِ، نَحْوُ ذَلِكَ.

قوله تعالى: {فِي إبْتِغَاءِ الْقَوْمِ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ،

١٠٤

قوله: {وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ}، قال:"لا تَضْعُفُوا فِي طَلَبِ الْقَوْمِ".

قوله تعالى: {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ}، يقول:"تُوجَعُونَ". وَرُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ، وَالضَّحَّاكِ، وَالسُّدِّيِّ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، نَحْوُ ذَلِكَ.

قوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ}

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله: {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فإنهم يألمون كما تألمون}، َقَالَ:"فَإِنْ تَكُونُوا تُوجَعُونَ مِنَ الْجِرَاحَاتِ، فَإِنَّهُمْ يُوجَعُونَ كَمَا تَتَوَجَّعُونَ".

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ،

قوله: {فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ}، فَإِنَّهُمْ يَتَوَجَّعُونَ، يعنى: المشركين كما تتوجعون".

قوله تعالى: {وَتَرْجُونَ مِنَ اللّه}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله:"{وَتَرْجُونَ مِنَ اللّه مَا لا يَرْجُونَ} يعْنِي: تَرْجُونَ مِنَ اللّه الْخَيْرِ". وَرُوِيَ عَنِ الأَعشىِ، أَنَّهُ فَسَّرَها:"تَرْجُونَ مِنَ الثَّوَابِ".

الوجه الثَّانِي:

  ‏قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدٌ، أنبا مُحَمَّدٌ، عَنْ بُكَيْرٍ، مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ،

قوله:"{وَتَرْجُونَ مِنَ اللّه}، يعْنِي: أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ، الْحَيَاةَ وَالرِّزْقَ وَالشَّهَادَةَ وَالظَّفَرَ فِي الدُّنْيَا".

قوله تعالى: {مَا لا يَرْجُونَ}

 وَبِهِ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ،

قوله:"{مَا لا يَرْجُونَ}، يعْنِي: مُشْرِكِينَ".

قوله تعالى: {وكان اللّه عليماً حكيماً} قد تقدم تفسيره.

١٠٥

قال تعالى:

قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو عُمَيْرٍ، ثنا مَهْدِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّمْلِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ رَبِيعَةَ، قَالَ:"إنَّ اللّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْزَلَ الْقُرْآنَ، وَتَرَكَ فِيهِ مَوْضِعًا لِلسُّنَّةِ، وَسَنَّ الرَّسُولُ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السُّنَّةَ وَتَرَكَ فِيهَا مَوْضِعًا لِلرَّأْيِ".

قوله تعالى: {لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الطَّاهِرِ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ لِي مَالِكٌ:"الْحُكْمُ الَّذِي يُحْكَمُ بِهِ بَيْنَ النَّاسِ عَلَى وَجْهَيْنِ: فَالَّذِي يَحْكُمُ بِالْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ الْمَاضِيَةِ، فَذَلِكَ الْحُكْمُ الْوَاجِبُ وَالصَّوَابُ، الْحُكْمُ الَّذِي يَجْتَهِدُ فِيهِ الْعَالِمُ نَفْسَهُ فِيمَا لَمْ يَأْتِ فِيهِ شَيْءٌ، فَلَعَلَّهُ أَنْ يُوَفَّقَ، قَالَ: وَثَالِثٌ مُتَكَلِّفٌ لِمَا لا يَعْلَمُ فَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ أَنْ لا يُوَفَّقَ".

قوله تعالى: {بِمَا أَرَاكَ اللّه}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَمْرٌو النَّاقِدُ، ثنا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:"إِيَّاكُمْ وَالرَّأْيَ، قَالَ اللّه تَعَالَى لِنَبِيِّهِ: {احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَرَاكَ اللّه}، وَلَمْ يَقُلْ: بِمَا رَأَيْتَ".

  أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَبِي، ثنا عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: {بِمَا أَرَاكَ اللّه}، يقول:"بِمَا أَنْزَلَ اللّه إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، {لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّه}، قال: النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَاهُ اللّه كِتَابَهُ".

وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ زِنْجَةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مَطَرٍ، فِي

قوله: {لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّه}، قال:"بِالْبَيِّنَاتِ وَالشُّهُودِ".

قوله تعالى: {وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا}

  أَخْبَرَنَـا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْحَرَّانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّه، إِنَّ أَهْلَ بَيْتٍ مِنَّا أَهْلُ خَفَاءٍ عَمَدُوا إِلَى عَمِّي رِفَاعَةَ بْنِ زَيْدٍ، فَنَقَبُوا مَشْرَبَةً لَهُ، وَأَخَذُوا سِلاحَهُ وَطَعَامَهُ، فَلْيَرُدُّوا لَنَا سِلاحَنَا، فَأَمَّا الطَّعَامُ فَلا حَاجَةَ لَنَا بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"سَأَنْظُرُ فِي ذَلِكَ"، فَلَمَّا سَمِعُوا بِذَلِكَ بَنُوا أبَيْرِقٍ وأَتَوْا رَجُلا مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ أُسَيْرُ بْنُ عُرْوَةَ، فَكَلَّمُوهُ فِي ذَلِكَ وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الدَّارِ، فَأَتَوْا رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللّه، إِنَّ قَتَادَةَ بْنَ النُّعْمَانِ وَعَمَّهُ رِفَاعَةَ بْنَ زَيْدٍ، عَمَدُوا إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ مِنَّا أَهْلِ إِسْلامٍ وَصَلاحٍ يَرْمُونَهُمْ، قَالَ قَتَادَةُ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَتْهُ، فَقَالَ:"عَمَدْتَ إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ ذُكِرَ مِنْهُمْ إِسْلامٌ وَصَلاحٌ تَرْمِيهِمْ بِالسَّرِقَةِ عَلَى غَيْرِ ثَبَتٍ وَلا بَيِّنَةٍ"، قَالَ: فَرَجَعْتُ وَلَوَدِدْتُ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ بَعْضِ مَالِي وَلَمْ أُكَلِّمْ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ، فَأَتَانِي رِفَاعَةُ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي مَا صَنَعْتَ ؟ فَأَخْبَرْتُهُ مَا قَالَ لِي رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: اللّه الْمُسْتَعَانُ، فَلَمْ نَلْبَثْ أَنْ نَزَلَ الْقُرْآنُ، فَلَمَّا نَزَلَ الْقُرْآنُ أَتَوْا رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسِّلاحِ فَرَدَّهُ عَلَى عَمِّي، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {إِنَّـا أَنْزَلْنَـا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّه، وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا}، أَيْ بَنِي أُبَيْرِقٍ".

١٠٦

قوله تعالى: {وَاسْتَغْفِرِ اللّه}

  وَبِهِ، عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَ: فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ نَزَلَ الْقُرْآنُ:"{وَاسْتَغْفِرِ اللّه}، أَيْ مِمَّا قُلْتَ لِقَتَادَةَ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الطَّرَسُوسِيُّ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ، يَقُولُ:"قَوْلَةُ الْعَبْدِ: أَسْتَغْفِرُ اللّه، قَالَ: تَفْسِيرُهَا أَقِلْنِي".

١٠٧

قوله تعالى: {وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ}

 أخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْحَرَّانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ الأنصارى، عن أبية، عن جدة قتادة بن النُّعْمَانِ، قَالَ: فَلَمَّا أُنْزِلَ الْقُرْآنُ:"{وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهمْ}، يعْنِي، بَنِي أُبَيْرِقٍ".

قوله تعالى: {إِنَّ اللّه لا يُحِبُّ مَنْ كانَ خَوَّانًا أَثِيمًا}

  أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ ابْنُ بِنْتِ الشَّافِعِيِّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَمِّهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ:"{إِنَّ اللّه لا يُحِبُّ}، قال: لا يُقَرِّبُ".

١٠٨

قوله تعالى: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّه وَهُوَ مَعَهُمْ}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الأَذْرَمِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ وَهُوَ السَّبِيعِيُّ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللّه، قَالَ:"مَنْ صَلَّى صَلاةً عِنْدَ النَّاسِ لا يُصَلِّي مِثْلَهَا إِذَا خَلا، فَهِيَ اسْتِهَانَةٌ، اسْتَهَانَ بِهَا وَبِهِ، ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّـاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّه وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيَّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ، وَكَانَ اللّه بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا}". حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ مُحَمَّدٍ الأذمى، ثنا إِسْحَاقُ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللّه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ

  أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:"ثُمَّ قَالَ لِلَّذِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلا مُسْتَخْفِينَ بِالْكَذِبِ {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّه وَهُوَ مَعَهُمْ}".

قوله تعالى: {إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ}

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، {إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ}، قال:"إِذْ يُؤَلِّفُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ". وَرُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ، مِثْلُ ذَلِكَ

قوله تعالى: {وَكَانَ اللّه بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا}

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عن بكير بن مزاحم، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ،

قوله: {بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا}، يقول:"أَحَاطَ عِلْمُهُ بِأَعْمَالِهِمْ، وَمِنْهُمْ مَنْ، يَقُولُ: أُنْزِلَتْ فِي الْمُنَافِقِينَ".

  أَخْبَرَنَـا أَبُو بَدْرٍ عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ الْغُبَرِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، قَـالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْحَدَّادَ أَحْمَدَ بْنَ دَاوُدَ، يَقُولُ: {إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّه بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا}، قال:"قَدْ أَحَاطَ اللّه بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا، وَلَمْ يَقُلْ مَعَ كُلِّ شَيْءٍ".

١٠٩

قال تعالى:

قوله تعالى: {هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، فمن يجادل اللّه عنهم يوم القيامة}

  أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَمِّي، ثنا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: {هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، فَمَنْ يُجَادِلُ اللّه عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} يعْنِي: الَّذِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَخْفِينَ عَنِ الْخَائِنِ".

١١٠

قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ}

  وَبِهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّه يَجِدِ اللّه غَفُورًا رَحِيمًا}، يعْنِي:"الَّذِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَخْفِينَ بِالْكَذِبِ".

قوله تعالى: {ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّه يَجِدِ اللّه غَفُورًا رَحِيمًا}

  حَدَّثَنَـا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ على بْنَ رَبِيعَةَ الأَسَدِيَّ، عَنْ أَسْمَاءَ، أَوِ ابْنِ أَسْمَاءَ الْفَزَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا نَفَعَنِي اللّه بِمَا شَاءَ بِهِ أَنْ يَنْفَعَنِيَ، قَالَ عَلِيٌّ: وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا ثُمَّ يَتَوَضَّأُ، وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللّه، إِلا غَفَرَ لَهُ"، ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّه، يَجِدِ اللّه غَفُورًا رَحِيمًا}. حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ الْحَكَمِ الْفَزَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ

 أَخْبَرَنَـا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْحَرَّانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَ: فَلَمْ نَلْبَثْ أَنْ نَزَلَتْ:"{ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّه يَجِدِ اللّه غَفُورًا رَحِيمًا}، أَيْ لَوِ اسْتَغْفَرُوا اللّه لَغَفَرَ لَهُمْ".

١١١

قوله تعالى: {وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا، فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللّه علماً حكيماً}

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ:"ثُمَّ ذَكَرَ قَوْلَهُ حِينَ، قَالَ: أَخَذَهَا أَبُو مُلَيْلٍ، فَقَالَ: {وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللّه عَلِيمًا حَكِيمًا}".

١١٢

قوله تعالى: {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا}

  أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَـا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا} يعْنِي:"السَّارِقَ وَالَّذِينَ جَادَلُوا عَنِ السَّارِقِ".

قوله تعالى: {ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا}

  أَخْبَرَنَـا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْحَرَّانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، فِي قِصَّةِ بَنِي أُبَيْرِقٍ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا}، قَوْلُهُمْ:"لِلَبِيدِ بْنِ سَهْلٍ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، أَنْبَأَ شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، "{ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا}، قال: يَهُودِيًّا".

قوله تعالى: {فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، أَنَّ رَجُلا، يُقَالُ لَهُ: طُعْمَةُ بْنُ أُبَيْرِقٍ سَرَقَ دِرْعًا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَلْقَاهَا فِي بَيْتِ رَجُلٍ، ثُمَّ قَالَ لأَصْحَابٍ لَـهُ: انْطَلِقُوا فَاعْذِرُونِي عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّ الدِّرْعَ قَدْ وُجِدَ فِي بَيْتِ فُلانٍ، فَانْطَلَقُوا يَعْذِرُونَهُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا، فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} قال: بُهْتَانٌ: قَذْفُهُ الرَّجُلَ".

قوله تعالى: {وَإِثْمًا مُبِينًا}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُعَدَّدٌ، ثنا أُمَيَّةُ يعْنِي ابْنَ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، {وَإِثْمًا مُبِينًا}، قال: إِثْمُهُ: سَرِقَتُهُ".

قوله تعالى: {لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ}

  أَخْبَرَنَـا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْحَرَّانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، وَذَكَرَ قِصَّةَ بَنِي أُبَيْرِقٍ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ، وَمَا يُضِلُّونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَك}، يعْنِي"أَسِيرَ بْنَ عُرْوَةَ وَأَصْحَابَهَ".

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، ثُمَّ ذَكَرَ الأَنْصَارِيَّ، وَأتْيَانَهُمْ إِيَّاهُ أَنْ يَنْصْحَ عَنْ صَاحِبِهِمْ وَجَادَلَ عَنْهُ، فَقَالَ: {لَقَدْ هَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ، وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ}

قوله تعالى: {وَأَنْزَلَ اللّه عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تكن تعلم}

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:"عَلَّمَهُ اللّه بَيَانَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، بَيَّنَ حَلالَهُ وَحَرَامَهُ، لِيَحْتَجَّ بِذَلِكَ عَلَى خَلْقِهِ".

 حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ:"عَلَّمَهُ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ".

١١٤

قال تعالى:

قوله تعالى: {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ:"ثُمَّ ذَكَرَ مُنَاجَاتَهُمْ فِيمَا يُرِيدُونَ أَنْ يَكْذِبُوا عَنْ طُعْمَةَ، فَقَالَ: {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ}". وَرُوِيَ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، أَنَّهُ قَالَ:"تَنَاجَوْا فِي شَأْنِ طُعْمَةَ بْنِ أُبَيْرِقٍ".

وَالوجه الثَّانِي:

  قُرِئَ عَلَى يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، أَنْبَأَ ابنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قَوْلِ اللّه عَزَّ وَجَلَّ: {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّـاسِ}، مَنْ جَاءَ يُنَـاجِيكَ فِي هَذَا فَاقْبَلْ مُنَاجَاتَهُ، وَمَنْ جَاءَ يُنَاجِيكَ فِي غَيْرِ هَذَا، فَاقْطَعْ أَنْتَ ذَلِكَ عَنْهُ لا تُنَاجِيهِ".

قوله تعالى: {أَوْ مَعْرُوفٍ}

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، "{إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ}، يعْنِي بِالْمَعْرُوفِ: الْقَرْضَ". وَرُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، مِثْلُ ذَلِكَ

قوله تعالى: {أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ أَبُو أَحْمَدَ،، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: أَيْنَ كُنْتَ ؟ قَالَ:"كَانَ بَيْنَ قَوْمِي شَيْءٌ فَأَصْلَحْتُ بَيْنَهُمْ، قَالَ: أَصْبَحْتَ لَكَ مِثْلُ أَجْرِ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللّه"، ثُمَّ قَرَأَ: {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ}

قوله تعالى: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَات اللّه}

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَبُو وَهْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، "{وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ}، تَصَدَّقَ أَوْ أَقْرَضَ أَوْ أَصْلَحَ بَيْنَ النَّاسِ، {ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللّه فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}".

١١٥

قوله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهدى}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ:"فَلَمَّا نَزَلَ الْقُرْآنُ أُتِيَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسِّلاحِ، فَرُدَّ إِلَى رِفَاعَةَ، فَلَمَّا نَزَلَ الْقُرْآنُ بِالْمُشْرِكِينَ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ}

  حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ معمر، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:"أخْتَانَ رَجُلٌ عَمًّا لَهُ دِرْعًا، فَقَذَفَ بِهِا يَهُودِيًّا كَانَ يَغْشَاهُمْ، فَتجَادَلَ عَمَّ الرَّجُلِ قَوْمُهُ، فَكَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَذَّرَهُ، ثُمَّ لَحِقَ بِأَرْضِ الشِّرْكِ، فَنَزَلَتْ فِيهِ: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى} الآيَةُ، وَهُوَ طُعْمَةُ بْنُ أُبَيْرِقٍ".

قوله تعالى: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، بِالْكُوفَةِ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ عَطِيَّةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ:"دَعَانِي مُعَاوِيَةُ، فَقَالَ: بَايِعْ لابْنِ أَخِيكَ، فَقُلْتُ: يَا مُعَاوِيَةُ: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَـهُ الْهُدَى، وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ، نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}، فَأَسْكَتُّهُ عَنِّي".

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ:"فَلَمَّا فَضَحَ اللّه طُعْمَةَ فِي الْمَدِينَةِ، فَنَقَبَ بَيْتَ الْحَجَّاجِ، فَأَرَادَ أَنْ يَسْرِقَهُ فَسَمِعَ الْحَجَّاجُ خَشْخَشَةً فِي بَيْتِهِ وَقَعْقَعَةَ جُلُودٍ كَانَتْ عِنْدَهُ، فَنَظَرَ فَإِذَا هُوَ طُعْمَةُ، فَقَالَ: ضَيْفِي وَابْنُ عَمِّي وَأَرَدْتَ سَرِقَتِي، فَأَخْرَجَهُ، فَمَاتَ بِحَرَّةِ بَنِي سُلَيْمٍ كَافِرًا، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى فِيهِ: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى، وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ، نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}".

 حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: {نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى} مِنْ آلِهَةِ الْبَاطِلِ".

قوله تعالى: {وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ}

  أَخْبَرَنَـا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قِرَاءَةً، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، أَنَّ مَالِكًا حَدَّثَهُ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، يَقُولُ:"سَنَّ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوُلاةُ الأَمْرِ مِنْ بَعْدِهِ سُنَنًـا، الأَخْذُ بِهَا تَصْدِيقٌ لِكِتَابِ اللّه وَاسْتِكْمَالٌ لِطَاعَةِ اللّه وَقُوَّةٌ عَلَى دِينِ اللّه، لَيْسَ لأَحَدٍ تَغْيِيرُهَا وَتَبْدِيلُـهَا وَلا النَّظَرُ فِيمَا خَالَفَهَا، مَنِ اقْتَدَى بِهَا مُهْتَدٍ، وَمَنِ اسْتَنْصَرَ بِهَا مَنْصُورٌ، وَمَنْ خَالَفَهَا اتَّبَعَ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ، وَلاهُ اللّه مَا تَوَلَّى وَصَلاهُ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا".

١١٦

قال تعالى:

قوله تعالى: {إن اللّه يغفر أن يشرك به} قد تقدم تفسيرها.

١١٧

قوله تعالى: {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلا إِنَاثًا}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، أَنْبَأَ الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَ الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ،، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلا إِنَاثًا}، قال:"مَعَ كُلِّ صَنَمٍ جِنِّيَّةٌ". وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، نَحْوُ ذَلِكَ.

الوجه الثاني

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، "{إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلا إِنَاثًا}، قال: مَوْتَى".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو سَلَمَةَ، ثنا مُبَارَكٌ، عَنِ الْحَسَنِ، {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلا إِنَاثًا}، قال الْحَسَنُ: الإِنَاثُ كُلُّ شَيْءٍ مَيِّتٌ لَيْسَ لَهُ رُوحٌ إِمَّا خَشَبَةٌ يَابِسَةٌ، وَإِمَّا حَجَرٌ يَابِسٌ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْبَاهِلِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامٍ يعْنِي ابْنَ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ:"{إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلا إِنَـاثًا}، قالتْ: أَوْثَانًا". وَرُوِيَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَمُجَاهِدٍ، وَأَبِي مَالِكٍ الْغِفَارِيِّ، وَالسُّدِّيِّ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، نَحْوُ ذَلِكَ.

وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ يعْنِي الدُّولابِيَّ، ثنا مَرْوَانُ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي

قوله: {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلا إِنَاثًا}، قال الْمُشْرِكُونَ:"إِنَّ الْمَلائِكَةَ بَنَاتُ اللّه، وَإِنَّمَا نَعْبُدُهُمْ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللّه زُلْفَى، قَالَ: اتُّخِذُوا أَرْبَابًا وَصُوَرُهُنَّ صُوَرُ الْجَوَارِي فَحَلُّوا وَقَلَّدُوا، وَقَالُوا: هَؤُلاءِ يُشْبِهْنَ بَنَاتِ اللّه الَّذِينَ نَعْبُدُهُمْ، يَعْنُونَ الْمَلائِكَةَ".

قوله تعالى: {وَإِنْ يَدْعُونَ إِلا شَيْطَانًا مَرِيدًا}

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ أَبُو وَهْبٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ،

قوله:"{وَإِنْ يَدْعُونَ إِلا شَيْطَانًا}، يعْنِي: إِبْلِيسَ".

الوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبِي حَمَّادٌ، ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، فِي

قوله: {وَإِنْ يَدْعُونَ إِلا شَيْطَانًا}، قال:"لَيْسَ مِنْ صَنَمٍ إِلا فِيهِ شَيْطَانٌ".

قوله تعالى: {مَرِيدًا لَعَنَهُ اللّه}

  حَدَّثَنَـا أبى، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَنْبَأَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: {مَرِيدًا}، قال:"تَمَرَّدَ عَلَى مَعَاصِي اللّه لَعَنَهُ اللّه".

١١٨

قوله تعالى: {وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ}

 قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ،

قوله: {وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ}، قال:"هَذَا قَوْلُ إِبْلِيسَ".

قوله تعالى: {نَصِيبًا}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثنا مَرْوَانُ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي

قوله: {لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا}، قال:"يَتَّخِذُونَهَا مِنْ دُونِكَ، وَيَكُونُونَ مِنْ حِزْبِي".

  حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ،

قوله: {نَصِيبًا}، قال:"حَظًّا".

قوله تعالى: {مَفْرُوضًا}

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدٌ، ثنا مُحَمَّدٌ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ مُقَاتِلٍ،

قوله: {مَفْرُوضًا}، قال:"هَذَا إِبْلِيسُ مَفْرُوضًا، يَقُولُ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعُمِائَةٍ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ إِلَى النَّارِ وَوَاحِدٌ إِلَى الْجَنَّةِ".

١١٩

قوله تعالى: {وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَ هِشَامٌ يعْنِي ابْنَ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، يعْنِي

قوله: {وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ}، قال:"دِينُ شَرَعَهُ لَهُمُ الشَّيْطَانُ كَهَيْئَةِ الْبَحَائِرِ وَالسُّيَّبِ".

قوله تعالى: {فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله: {وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ}، "أَمَّا يُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ فَيَشُقُّونَهَا فَيَجْعَلُونَهَا بَحِيرَةً". وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ، نَحْوُ ذَلِكَ.

قوله تعالى: {وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّه}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ يعْنِي الزُّبَيْرِيَّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى:"{وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّه}، قال: الإِخْصَاءُ". وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعِكْرِمَةَ فِي أَحَدِ قَوْلَيْهِ، وَأَبِي عِيَاضٍ، وَأَبِي صَالِحٍ فِي إِحْدَى الرِّوَايَاتِ، وَالثَّوْرِيِّ، نَحْوُ ذَلِكَ.

وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، وَأَسْبَاطٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّه}، قال:"دِينَ اللّه". وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ فِي أَحَدِ قَوْلَيْهِ، إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَالْحَكَمِ، وَالسُّدِّيِّ، وَقَتَادَةَ، وَالضَّحَّاكِ فِي الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، نَحْوُ ذَلِكَ.

وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ

  حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، ثنا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي

قوله:"{وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّه}، قال: هُوَ الْوَشْمُ".

  أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ، أَنْبَأَ شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ: {وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّه}، قال:"مَا بَالُ أَقْوَامٍ جَهَلَةٍ يُغَيِّرُونَ صِبْغَةَ اللّه وَلَوْنَ اللّه".

قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللّه فَقَدْ خسر خسرانا مبينا}

 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ الْمُهَلَّبِيُّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ خِرِّيتٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ:"إِنَّمَا سُمِّيَ الشَّيْطَانُ لأَنَّهُ تَشَيْطَنَ".

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ}، قال:"الْتَقَى نَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، فَقَالَتِ الْيَهُودُ لِلْمُسْلِمِينَ: نَحْنُ خَيْرٌ مِنْكُمْ دِينُنَا قَبْلَ دِينِكُمْ، وَكِتَابُنَا قَبْلَ كِتَابِكُمْ، وَنَبِيُّنَـا قَبْلَ نَبِيِّكُمْ، وَنَحْنُ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ ، وَلَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ يَهُودِيًّا، وَقَالَتِ النَّصَارَى مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: كِتَابُنَـا بَعْدَ كِتَابِكُمْ، وَنَبِيُّنَا بَعْدَ نَبِيِّكُمْ، وَدِينُنَا بَعْدَ دِينِكُمْ، وَقَدْ أُمِرْتُمْ أَنْ تَتَّبِعُونَا وَتَتْرُكُوا أَمْرَكُمْ، فَنَحْنُ خَيْرٌ مِنْكُمْ، نَحْنُ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ، وَلَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ عَلَى دِينِنَـا، فَرَدَّ اللّه عَلَيْهِمْ قَوْلَهُمْ، فَقَالَ: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ}".

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ}، قالتِ الْعَرَبُ:"لَنْ نُعَذَّبَ وَلَنْ نُبْعَثَ، وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى: لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى، وَقَالُوا: {لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ}".

١٢٢

قال تعالى:

قوله تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا}

  حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ، أَنْبَأَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله:"{مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا}، قال: الشِّرْكُ". وَرُوِيَ عَنِ الضَّحَّاكِ مِثْلُهُ

قوله تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُبيْرٍ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: يَا رَسُولَ اللّه، كَيْفَ الصَّلاحُ بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ ؟ قَالَ:"أَيُّ آيَةٍ ؟"قَالَ:

١٢٣

{لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}، أَفْكُلُّ مَا عَمِلْنَا فِي الْجَاهِلِيَّة نُؤْخَذُ بِهِ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"غَفَرَ اللّه لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ ، رَحِمَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ ، أَلَسْتَ تَحْزَنُ ؟ أَلَسْتَ تُنْصَبُ ؟ أَلَسْتَ تُصِيبُكَ اللأْوَاءُ ؟"قَالَ: بَلَى، قَالَ:"فَذَاكَ الَّذِي تُجْزَوْنَ بِهِ".

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّبَّاحُ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءِ بْنِ زِيَادٍ الْجَصَّاصُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، أَنَّ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ فِي الدُّنْيَا".

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، أَخْبَرَنِي مَوْلَى ابْنِ سِبَاعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللّه بْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ يعْنِي الصِّدِّيقَ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الآيَةُ: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ، وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللّه وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا}، فقال رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"يَا أَبَا بَكْرٍ ، أَلا أُقْرِئُكَ آيَةً نَزَلَتْ عَلَيَّ ؟"قُلْتُ: بَلَى، يَا رَسُولَ اللّه، فَقَالَ: فَأَقْرَأَنِيهَا، قَالَ: فَلا أَعْلَمُ إِلا أَنِّي وَجَدْتُ إنْقِصَامًا فِي ظَهْرِي حَتَّى تَمَطَّأْتُ لَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"مَا لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ ؟"فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّه، بِأَبِي وَأُمِّي وَأين لَمْ يَعْمَلْ سُوءًا وَإِنَّا لَمُجْزَوْنَ بِمَا عَمِلْنَـا، فَقَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"أَمَّا أَنْتَ يَا أَبَا بَكْرٍ وَأَصْحَابُكَ الْمُؤْمِنُونَ، فَسَتُجْزَوْنَ بِذَلِكَ فِي الدُّنْيَا حَتَّى تَلْقَوُا اللّه وَلَيْسَ لَكُمْ ذُنُوبٌ، وَأَمَّا الآخَرُونَ، فَيُجْمَعُ ذَلِكَ لَهُمْ حَتَّى يُجْزَوْا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".

  حَدَّثَنَـا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَجُلا، تَلا هَذِهِ الآيَةَ: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}، فقال: إِنَّا لَنُجْزَى بِكُلِّ مَا عَمِلْنَا، هَلَكْنَا إِذًا، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:"نَعَمْ، يُجْزَى بِهِ الْمُؤْمِنُ فِي مُصِيبَتِهِ فِي جَسَدِهِ، فِيمَا يُؤْذِيهِ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا سَلَمَةُ بْنُ بشير، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّه، إِنِّي لأَعْلَمُ أَشَدَّ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ، فَقَالَ:"مَا هِيَ يَا عَائِشَةُ ؟"قُلْتُ: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}، قال:"هُوَ مَا يُصِيبُ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ حَتَّى النَّكْبَةُ يُنْكَبُهَا".

الوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو سَلَمَةَ، وَعُبَيْدُ اللّه بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: ثنا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي

قوله:"{مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}، قال: هُوَالْكَافِرُ، ثُمَّ قَرَأَ {وَهَلْ نُجَازِي إِلا الْكَفُورَ}".

قوله تعالى: {وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللّه وَلِيًّا وَلا نصيراً}

 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صالح، عن على بن أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله:"{وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللّه وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا}، إِلا أَنْ يَتُوبَ قَبْلَ مَوْتِهِ فَيَتُوبَ اللّه عَلَيْهِ".

١٢٤

قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وهو مؤمن}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَ هِشَامٌ يعْنِي ابْنَ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ لَقِيَهُ حَزِينًا، سَأَلَهُ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ}، قال:"الْفَرَائِضُ".

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ يعْنِي الأَعْمَشَ، عَنْ مُسْلِمٍ يعْنِي أَبَا صَخْرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ:"{لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}، قالتِ الْيَهُودُ: نَحْنُ وَأَنْتُمْ سَوَاءٌ، حَتَّى أَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ}، قال: فَفَلَجُوا عَلَيْهِمْ".

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، وَيَعْلَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،، قَالَ:"جَلَسَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الإِيمَانِ، وَأَهْلِ التَّوْرَاةِ، وَأَهْلِ الإِنْجِيلِ، فَقَالَ هَؤُلاءِ: نَحْنُ أَفْضَلُ، وَقَالَ هَؤُلاءِ: نَحْنُ أَفْضَلُ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}، ثُمَّ خَصَّ اللّه أَهْلَ الإِيمَانِ، فَأَنْزَلَ: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ}".

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْحَكَمِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله:"{وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ}، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ الإِيمَانَ إِلا بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ، وَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ الإِسْلامَ إِلا بِالإِحْسَانِ".

قوله تعالى: {فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ}

  حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللّه الأَوْدِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عن عَبْدِ اللّه، قَالَ:"الْجَنَّةُ سَجْسَجٌ لا حَرَّ فِيهَا وَلا بَرْدَ".

١٢٥

قوله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ}

  أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:"قَالَ أَهْلُ الإِسْلامِ: لا دِينَ إِلا دِينُ الإِسْلامِ، كِتَابُنَـا نَسَخَ كُلَّ كِتَابٍ، وَنَبِيُّنَـا خَاتَمُ كُلِّ النَّبِيِّينَ، وَدِينُنَا خَيْرُ الأَدْيَانِ"، فَقَالَ تَعَالَى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للّه وَهُوَ مُحْسِنٌ}

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله:"{مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}، ثُمَّ فَضَّلَ اللّه الْمُؤْمِنَ عَلَيْهِمْ يعْنِي عَلَى أَهْلِ الْكِتَابِ، فَقَالَ: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًـا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للّه وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا}".

  حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ الْعَسْقَلانِيُّ، ثنا آدَمُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَنِ الرَّبِيعِ بن أنس، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ،

قوله: {مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للّه وَهُوَ مُحْسِنٌ}، يقول:"مَنْ أَخْلَصَ للّه". وَرُوِيَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، مِثْلُ ذَلِكَ

قوله تعالى: {وَجْهَهُ للّه وَهُوَ مُحْسِنٌ}

  ذُكِرَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، {مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للّه}، قال:"مَنْ أَخْلَصَ وَجْهَهُ، قَالَ: دِينَهُ".

قوله تعالى: {وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا}

 حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا ابو صالح، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:"{حَنِيفًا}، حَاجًّا". وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، وَالضَّحَّاكِ، وَعَطِيَّةَ، نَحْوُ ذَلِكَ.

وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا قَبِيصَةُ، وَعِيسَى بْنُ جَعْفَرٍ، قَالا: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ:"{حَنِيفًا}، قال: مُتَّبِعًا". وَرُوِيَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، مِثْلُ ذَلِكَ

وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ: {حَنِيفًا}، قال:"الْحَنِيفُ: الْمُسْتَقِيمُ". قَالَ أَبُو صَخْرٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ جَارِيَةَ سَمِعْتُهُ، يَقُولُ مِثْلَهُ

وَالْوَجْهُ الرَّابِعُ

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله:"{حَنِيفًا}، يقول: مُخْلِصًا".

وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَحْمَسِيُّ، ثنا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، عَنْ أَبِي قُتَيْبَةَ الْبَصْرِيِّ يعْنِي نُعَيْمَ بْنَ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ،

قوله: {حَنِيفًا}، قال:"الْحَنِيفُ: الَّذِي يُؤْمِنُ بِالرُّسُلِ كُلِّهِمْ مِنْ أَوَّلِهِمْ إِلَى آخِرِهِمْ".

قوله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللّه إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا}

  حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ خَالِدٍ يعْنِي ابْنَ رَبْعِيٍّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، فِي

قوله: {وَاتَّخَذَ اللّه إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً}، قال:"إِنَّ اللّه اتَّخَذَ صاحبكم خَلِيلا".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عيسى بن حماد بن زغبة، ثنا رِشْدِينٌ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَارِثِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ عُبَيْدِ اللّه، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:"جَعَلَ اللّه الْخُلَّةَ لإِبْرَاهِيمَ، وَالْكَلامَ لِمُوسَى، وَالرُّؤْيَةَ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ".

  حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ السُّلَمِيُّ، ثنا الْوَلِيدُ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ:"لَمَّا اتَّخَذَ اللّه إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا أَلْقَى فِي قَلْبِهِ الْوَجَلَ، حَتَّى إِنْ كَانَ خَفَقَانُ قَلْبِهِ لَيُسْمَعُ مِنْ بُعْدٍ كما يسع خَفَقَانِ الطَّيْرِ فِي الْهَوَاءِ".

  حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه الْقَزْوِينِيُّ، ثنا مُحَمَّدٌ يعْنِي ابْنَ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ، ثنا عَمْرٌو يعْنِي ابْنَ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ:"كَانَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ يُضِيفُ النَّـاسَ، فَخَرَجَ يَوْمًا يَلْتَمِسُ إِنْسَانًا يُضَيِّفُهُ، فَلَمْ يَجِدْ أَحَدًا فَرَجَعَ إِلَى دَارِهِ فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلا قَائِمًا، قَالَ: يَا عَبْدَ اللّه، مَا أَدْخَلَكَ دَارِي بِغَيْرِ إِذْنِي ؟ قَالَ: دَخَلْتُهَا بِإِذْنِ رَبِّهَا، قَالَ: وَمَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ: أَنَا مَلَكُ الْمَوْتِ، أَرْسَلَنِي رَبِّي إِلَى عَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ أُبَشِّرُهُ بِأَنَّ اللّه اتَّخَذَهُ خَلِيلا، قَالَ: من هو ؟ فَوَاللّه إِنْ أَخْبَرَتْنِي بِهِ، ثُمَّ كَانَ بِأَقْصَى الْبِلادِ لآتِيَنَّهُ، ثُمَّ لا أَبْرَحُ لَهُ جَارًا حَتَّى يُفَرِّقَ بَيْنَنَـا الْمَوْتُ، قَالَ: ذَاكَ الْعَبْدُ أَنْتَ، قَالَ: أَنَا ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَبِمَا اتَّخَذَنِي رَبِّي خَلِيلا ؟ قَالَ: إِنَّكَ تُعْطِي النَّاسَ وَلا تَسْأَلُهُمْ".

١٢٦

قال تعالى:

قوله تعالى: {وللّه ما في السموات وما في الأرض} الآية، قد تقدم تفسيره.

١٢٧

قوله تعالى: {ويَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللّه يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ}

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّه بْنِ الْحَكَمِ، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ:"ثُمَّ إِنَّ النَّـاسَ اسْتَفْتَوْا رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ فِيهِنَّ، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللّه يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ، وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ}"الآيَةَ

 أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللّه يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ}، يعْنِي: الْفَرَائِضَ الَّتِي فُرِضَتْ فِي أَمْرِ النِّسَاءِ".

  ذُكِرَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ سَعِيدٍ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ لَهُ امْرَأَةٌ قَدْ كَبِرَتْ وَعَنَّسَتْ مِنَ الْحَيْضِ، وَكَانَ لَهُ مِنْهَا أَوْلادٌ فَأَرَادَ أَنْ يُطَلِّقَهَا وَأَنْ يَتَزَوَّجَ، فَقَالَتْ: لا تُطَلِّقْنِي، وَدَعْنِي أَقُومُ عَلَى وَلَدِي وَاقْسِمْ كُلَّ عَشْرٍ إِنْ شِئْتَ، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ شِئْتَ، فَقَالَ: إِنْ كَانَ هَذَا يَصْلُحُ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ، فَأَتَى رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ:"قَدْ سَمِعَ اللّه مَا تَقُولُ فَإِنْ شَاءَ أَجَابَكَ، قَالَ: وَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى {يَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللّه يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ}، فَأَفْتَاهُمْ عَمَّا لَمْ يَسْأَلُوا عَنْهُ".

قوله تعالى: {وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ}

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْـنِ عَبْدِ اللّه بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: ثُمَّ إِنَّ النَّاسَ اسْتَفْتَوْا رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ فِيهِنَّ، فَأَنْزَلَ اللّه عَزَّ وَجَلَّ: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللّه يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ، وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ} الآيَةَ، قَالَ:"وَالَّذِي ذَكَرَ اللّه أَنَّهُ يُتْلَى عَلَيْهِمْ فِي الْكِتَابِ الآيَةُ الأُولَى الَّتِي، قَالَ اللّه فِيهَا: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَن لا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ}".

قوله تعالى: {فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللاتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لهن}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِسِنْجَانِيُّ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ صَالِحٍ، ثنا أَبُو الأَحْوَصِ، عن عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَـالَ:"كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ لا يُوَرِّثُونَ الْوِلْدَانَ حَتَّى يَحْتَلِمُوا، فَأَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللاتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ}، فَأَنْزَلَ اللّه الْفَرَائِضَ فِي أَوَّلِ سُورَةِ النِّسَاءِ".

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: {فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللاتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَـهُنَّ}، قال:"كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ لا يُوَرِّثُونَ النِّسَاءَ وَلا الصِّبْيَانَ شَيْئًا، كَانُوا يَقُولُونَ: لا تَغْزُونَ وَلا تُغْنُونَ أَوْ قَالَ: َلا تُغْنُونَ خَيْرًا، فَفَرَضَ اللّه لَهُمُ الْمِيرَاثَ حَقًّا وَاجِبًا".

قوله تعالى: {مَا كُتِبَ لَهُنَّ}

  حَدَّثَنَـا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ نُصَيْرٍ مَوْلَى عَبْدِ اللّه بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنِي إِسْرَائِيلُ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ،

قوله:"{لا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ}، قال: الْمِيرَاثُ".

قوله تعالى: {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ}

  حَدَّثَنَـا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: {وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللاتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَـهُنَّ، وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ}، قالتْ:"أُنْزِلَتْ فِي الْيَتِيمَةِ تَكُونُ عِنْدَ الرَّجُلِ، فَتَشْرَكُهُ فِي مَالِـهِ، فَيَرْغَبُ عَنْهَا أَنْ يَتَزَوَّجَهَا وَيَكْرَهُ أَنْ يُزَوِّجَهَا غَيْرَهُ، فَتَشْرَكُهُ فِي مَالِهِ وَيَعْضِلُهَا وَلا يَتَزَوَّجُهَا وَلا يُزَوِّجُهَا غَيْرَهُ".

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّه بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، أَنْبَأَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: وَقَوْلُ اللّه تَعَالَى: {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ}، رَغْبَةُ أَحَدِكُمْ عَنْ يَتِيمَتِهِ الَّتِي تَكُونُ فِي حِجْرِهِ حِينَ تَكُونُ قَلِيلَةَ الْمَالِ وَالْجَمَالِ، فَنُهُوا أَنْ يَنْكِحُوا مَا رَغِبُوا فِي مَالِهَا وَجَمَالِهَا، مِنْ يَتَامَى النِّسَاءِ إِلا بِالْقِسْطِ مِنْ أَجْلِ رَغْبَتِهِمْ عَنْهُنَّ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلَهُ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ: {اللاتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ}، فَكَانَ الرَّجُلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تَكُونُ عِنْدَهُ الْيَتِيمَةُ، فَيُلْقِي عَلَيْهَا ثَوْبَهُ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ بِهَا لَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا أَبَدًا، فَإِنْ كَانَتْ جَمِيلَةً وَهَوِيَهَا تَزَوَّجَهَا وَأَكَلَ مَالَـهَا، وَإِنْ كَانَتْ دَمِيمَةً مَنَعَهَا الرِّجَالَ أَبَدًا حَتَّى تَمُوتَ، فَإِذَا مَاتَتْ وَرِثَهَا فَحَرَّمَ اللّه ذَلِكَ وَنَهَى عَنْهُ".

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ ،

قوله: {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ}، قال:"كَانَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللّه الأَنْصَارِيُّ ، ثُمَّ السُّلَمِيُّ لَهُ بِنْتُ عَمٍّ عَمْيَاءُ، وَكَانَتْ دَمِيمَةً وَكَانَتْ قَدْ وَرِثَتْ عَنْ أَبِيهَا مَالا، وَكَانَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللّه يَرْغَبُ عَنْ نِكَاحِهَا، وَلا يُنْكِحُهَا رَهْبَةً أَنْ يَذْهَبَ الزَّوْجُ بِمَالِهَا، فَسَأَلَ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، وَكَانَ نَـاسٌ فِي حُجُورِهِمْ جَوَارِي أَيْضًا مِثْلُ ذَلِكَ، فَجَعَلَ جَابِرٌ ، يَسْأَلُ: أَتَرِثُ الْجَارِيَةُ إِذَا كَانَتْ قَبِيحَةً عَمْيَاءَ ؟ فَجَعَلَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:"نَعَمْ، فَأَنْزَلَ اللّه فِيهِمْ هَذَا".

قوله تعالى: {وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ}

 حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، {وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ}، فَكَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ لا يُوَرِّثُونَ الصِّغَارَ وَلا الْبَنَـاتِ، وَذَلِكَ فِي

قوله تعالى: {لا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ}، فَنَهَى اللّه عَنْ ذَلِكَ، وَبَيَّنَ لِكُلِّ ذِي سَهْمٍ سَهْمَهُ، فَقَالَ تَعَالَى: {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ}، صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا".

  حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ نُصَيْرٍ، ثنا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنِي إِسْرَائِيلُ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، {وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ}، قال:"كَانُوا لا يُوَرِّثُونَ إِلا الأَكَابِرَ".

قوله تعالى: {وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله:"{بِالْقِسْطِ}، قال: بِالْعَدْلِ".

  حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: {وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ}، قال:"أُمِرُوا لِلْيَتِيمِ بِالْقِسْطِ: بِالْعَدْلِ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَ هِشَامٌ يعْنِي ابْنَ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ كَثِيرٍ الدَّارِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، {وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ}، كَمَا إِذَا كَانَتْ ذَاتَ جَمَالٍ وَمَالٍ نَكَحْتَهَا وَاسْتَأْثَرْتَ بِهَا، كَذَلِكَ إِذَا لَمْ تَكُنْ ذَاتَ جَمَالٍ وَلا مَالٍ، فَانْكِحْهَا وَاسْتَأْثِرْ بِهَا".

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله: {وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ}، فَأَمَرَهُمُ اللّه أَنْ يَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ، وَالْقِسْطُ أَنْ يُعْطِيَ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ مِنْهُمْ ذَكَرًا كَانَ أَوْ أُنْثَى، الصَّغِيرُ بِمَنْزِلَةِ الْكَبِيرِ".

قوله تعالى: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ}

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحْكَمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا ابْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ، عَنْ

قوله: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ}، قال:"مَا فَعَلَ ابْنُ آدَمَ مِنْ خَيْرٍ".

قوله تعالى: {فَإِنَّ اللّه كَانَ بِهِ عَلِيمًا}

  أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ المروذى، وَثنا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ قَتَادَةَ، يعْنِي

قوله: {فَإِنَّ اللّه كَانَ بِهِ عَلِيمًا}، قال:"مَحْفُوظٌ ذَلِكَ عِنْدَ اللّه، عَالِمٌ بِهِ، شَاكِرٌ لَهُ، وَأَنَّهُ لا شَيْءَ أَشْكَرُ مِنَ اللّه وَلا أَجْزَى بِخَيْرٍ مِنَ اللّه".

١٢٨

قوله تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا}

  حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:"خَشِيَتْ سَوْدَةُ أَنْ يُطَلِّقَهَا رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللّه، لا تُطَلِّقْنِي وَأَمْسِكْنِي وَاجْعَلْ يَوْمِي لِعَائِشَةَ ، فَفَعَلَ، وَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} الآيَةَ".

  حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، فِي

قوله: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا، أَوْ إِعْرَاضًا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا}، قال:"أُنْزِلَتْ فِي الْمَرْأَةِ تَكُونُ عِنْدَ الرَّجُلِ فَتَطُوع صُحْبَتُهَا، وَلَعَلَّهَا لا تَكُونُ لَهَا وَلَدٌ، يُرِيدُ طَلاقَهَا، فَتَقُولُ: لا تُطَلِّقْنِي وَأَمْسِكْنِي وَأَنْتَ فِي حِلٍّ، فَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي ذَلِكَ".

 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسًا، فِي قَوْلِ اللّه: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا}، قال:"نَزَلَتْ فِي أَبِي السَّنَابِلِ بْنِ بَعْكَكٍ أَخِي بَنِي عَبْدِ الدَّارِ".

قوله تعالى: {نُشُوزًا}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا}، يعْنِي الْبُغْضَ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ:"النُّشُوزُ: أَنْ تُحِبَّ فِرَاقَهُ، وَإِنْ لَمْ يَهْوَى فِي ذَلِكَ".

قوله تعالى: {أَوْ إِعْرَاضًا}

  حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللّه ابْنُ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، "أَنَّ السُّنَّةَ فِي الآيَةِ الَّتِي ذَكَرَ اللّه فِيهَا نُشُوزَ الْمَرْءِ وَإِعْرَاضَهُ عَنِ امْرَأَتِهِ، إَنَّ الْمَرْءَ إِذَا نَشَزَ عَنِ امْرَأَتِهِ أَوْ أَعْرَضَ عَنْهَا، فَإِنَّ مِنَ الْحَقِّ عَلَيْهِ أَنْ يَعْرِضَ عَلَيْهَا أَنْ يُطَلِّقَهَا، أَوْ تَسْتَقِرَّ عِنْدَهُ عَلَى مَا رَأَتْ مِنْ أَثَرَةٍ فِي الْقَسْمِ مِنْ نَفْسِهِ وَمَالِهِ".

قوله تعالى: {فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِسِنْجَانِيُّ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَسَأَلَ عَنْ قَوْلِ اللّه تبارك وتَعَالَى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا}، قال عَلِيٌّ:"يَكُونُ الرَّجُلُ عِنْدَ الْمَرْأَةِ، فَتَنْبُوا عَيْنَـاهُ عَنْهَا مِنْ دَمَامَتِهَا أَوْ كِبَرِهَا أَوْ سُوءِ خُلُقِهَا أَوْ فقرها، فَتَكْرَهُ فِرَاقَهُ، فَإِنْ وَضَعَتْ لَهُ مِنْ مَهْرِهَا شَيْئًا حَلَّ لَهُ، وَإِنْ جَعَلَتْ لَهُ مِنْ أَيَّامِهَا فَلا حَرَجَ".

قوله تعالى: {أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا}

  حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَشِيَتْ سَوْدَةُ أَنْ يُطَلِّقَهَا رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللّه، لا تُطَلِّقْنِي وَأَمْسِكْنِي وَاجْعَلْ يَوْمِي لِعَائِشَةَ ، فَفَعَلَ، وَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}، قال:"فَمَا اصْطَلَحَا عَلَيْهِ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ جَائِزٌ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، "أَنَّ الصُّلْحَ الَّذِي قَالَ اللّه تَعَالَى: {فَلا جُنَـاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}، وَقَدْ ذَكَرَ لِي سَعِيدٌ وَسُلَيْمَانَ ، أَنَّ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ الأَنْصَارِيَّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الرَّسُولِ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ عِنْدَهُ امْرَأَةٌ حَتَّى إِذَا كَبِرَتْ تَزَوَّجَ عَلَيْهَا فَتَاةً شَابَّةً، فَآثَرَ عَلَيْهَا الشَّابَّةَ، فَنَـاشَدَتْهُ الطَّلاقَ، فَطَلَّقَهَا تَطْلِيقَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ أَمْهَلَـهَا حَتَّى إِذَا كَادَتْ تَحِلُّ رَاجَعَهَا، ثُمَّ عَادَ فَآثَرَ عَلَيْهَا الْفَتَاةَ، فَنَـاشَدَتْهُ الطَّلاقَ، فَقَالَ لَهَا: مَا شِئْتِ، إِنَّمَا بَقِيَتْ لَكِ تَطْلِيقَةٌ وَاحِدَةٌ، فَإِنْ شِئْتِ اسْتَقْرَرْتِ عَلَى مَا تَرَيْنَ مِنَ الأَثْرَةِ، وَإِنْ شِئْتِ فَارَقْتُكِ، فَقَالَتْ لَـهُ: بَلْ أَسْتَقِرُّ عَلَى الأَثْرَةِ، فَأَمْسَكَهَا عَلَى ذَلِكَ، فَكَانَ ذَلِكَ صُلْحًا، وَلَمْ يَرَ رَافِعٌ عَلَيْهِ إِثْمًا حِينَ رَضِيَتْ بِأَنْ تَسْتَقِرَّ عَلَى الأَثْرَةِ فِيمَا آثَرَ بِهِ عَلَيْهَا".

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ سِنَـانٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامٍ يعْنِي ابْنَ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، فِي

قوله: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} الآيَةَ، قَالَتْ:"هِيَ الْمَرْأَةُ عِنْدَ الرَّجُلِ لا يَسْتَكْثِرُ مِنْهَا، فَيُرِيدُ أَنْ يُطَلِّقَهَا وَيَتَزَوَّجَ غَيْرَهَا، فَتَقُولُ: احْبِسْنِي وَلا تُطَلِّقْنِي، فَأَنْتَ فِي حِلٍّ مِنَ النَّفَقَةَ عَلَيَّ وَالْقِسْمَةِ لِي، فَذَلِكَ

قوله: {لا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}". وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَالْحَسَنِ، وَمَكْحُولٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، نَحْوُ ذَلِكَ.

قوله تعالى: {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:"{وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}، وَهُوَ التَّخْيِيرُ".

قوله تعالى: {وَأُحَضِرَتِ}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا شَيْخٌ مِنَ الرَّازِيِّينَ، ثنا أَبُو هِشَامٍ أَصْرَمُ، ثنا أَبُو سِنَانٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ،

قوله: {وَأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ}، قال:"أُلْزِمَتْ".

قوله تعالى: {الأَنْفُسُ الشُّحَّ}

 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مِهْرَانَ، ثنا سَلَمَةُ يعْنِي ابْنَ الْفَضْلِ، عَنْ سُلَيْمَانَ يعْنِي ابْنِ قَرْمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، فِي

قوله: {وَأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ}، قال:"أُحْضِرَتِ الْمَرْأَةُ الشُّحَّ عَلَى زَوْجِهَا مِنْ نَفْسِهِ وَمَالِهِ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ عِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،

قوله: {وَأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ}، قال:"الْمَرْأَةُ تَشُحُّ عَلَى مَالِ زَوْجِهَا وَبَنِيهِ".

قوله تعالى: {الشُّحَّ}

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يعْنِي الدَّشْتَكِيُّ، ثنا عَمْرٌو يعْنِي ابْنَ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، "{وَأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ} مِنْهَا وَمِنْهُ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: {وَأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ}، هَوَاهُ فِي الشَّيْءِ يَحْرِصُ عَلَيْهِ".

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه الْمُخَرِّمِيُّ، قَالا: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، {وَأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ}، قال:"فِي الأَيَّامِ وَالنَّفَقَةِ". وَرُوِيَ عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ:"فِي النَّفَقَةِ".

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا الْحَسَنِ بْنُ عَطِيَّةَ، ثنا الْفَضْلُ يعْنِي ابْنَ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، فِي

قوله: {وَأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ}، قال:"فِي الْجِمَاعِ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ فِي

قوله: {وَأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ}، قال:"يُرِيدُ أَنْ يَأْخُذَ مِنْهَا وَتَأْبَى أَنْ تُعْطِيَهُ، يعْنِي: فِي الْخُلْعِ".

قوله تعالى: {وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: {وَتَتَّقُوا} يعْنِي: الْمُؤْمِنِينَ يُحَذِّرُهُمْ".

١٢٩

قال تعالى:

قوله تعالى: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عن زائدة، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ:"نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ} فِي عَائِشَةَ".

وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ} يعْنِي: فِي الْحُبِّ وَالْجِمَـاعِ، يَقُولُ: لا تَسْتَطِيعَ أَنْ تَعْدِلَ بِالشَّهْوَةِ فِيمَـا بَيْنَهُن، وَلَوْ حَرَصْتَ". وَرُوِيَ عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ:"فِي الشَّهْوَةِ وَالْجِمَاعِ". وَرُوِيَ عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، وَالْحَسَنِ، قَالا:"فِي الْحُبِّ وَالْجِمَاعِ".

 حَدَّثَنَـا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، ثنا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا يَحْيَى، عَنْ مُبَارَكٍ، عَنِ الْحَسَنِ، {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ}، قال:"بِقَلْبِهِ وَهَوَاهُ، وَلَكِنْ فِي الْقِسْمَةِ".

قوله تعالى: {فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمِيلِ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو الرَّبِيعٍ الزَّهْرَانِيُّ، ثنا حَمَّادٌ، ثنا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبِيدَةَ عَنْ

قوله:"{فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمِيلِ}، قال: بِنَفْسِهِ".

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، "{فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمِيلِ} تَعَمُّدُ الإِسَاءَةِ".

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله: {فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمِيلِ}، يقول:"يَمِيلُ عَلَيْهَا وَلا يُنْفِقُ عَلَيْهَا وَلا يُقِيمُ لَهَا يَوْمًا".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، ثنا مَرْوَانُ، عَنْ جُوَبيرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي

قوله: {فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ}، يقول:"فَلا تَمِلْ إِلَى الَّتِي تُحِبُّ كُلَّ الْمَيْلِ، وَلَكِنِ اْعَدْلُ فِي قِسْمَةِ اللَّيَالِي وَالنَّهَارِ، وَالنَّفَقَةِ".

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ،

قوله: {فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمِيلِ}، يقول:"لا تَمِلْ إِلَى الشَّابَّةِ كُلَّ الْمِيلِ".

قوله تعالى: {فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ}

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، أَنْبَأَ الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، أَنْبَأَ يَزِيدُ النَّحْوِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: {فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ}، قال:"لا مُطَلَّقَةٌ وَلا ذَاتُ بَعْلٍ". وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَالْحَسَنِ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَالضَّحَّاكِ، وَالسُّدِّيِّ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، نَحْوُ ذَلِكَ.

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: {فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ}، كَالْمَسْجُونَةِ الَمَشْحُونَةِ".

قوله تعالى: {وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللّه كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،

قوله: {وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا}، قال:"تُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ".

١٣٠

قوله تعالى: {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّه كُلا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللّه واسع حكيم}

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا}، قال:"الطَّلاقُ، يُغْن اللّه كُلا مِنْ سَعَتِهِ".

١٣١

قوله تعالى: {وَللّه مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ، وَلَقَدْ وصينا الذين أتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا اللّه}

 حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ الأَنْبَارِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أَنَّهُ كَتَبَ لِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، فَأَمْلَى عَلَيْهِ:"مِنْ أَبِي عَبْدِ اللّه إِلَى أَبِي فُلانٍ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللّه، فَإِنَّهَا وَصِيَّةُ اللّه خَلْقَهَ، يَقُولُ اللّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَـا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ، وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللّه وَإِنْ تَكْفُرُوا، فَإِنَّ للّه مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّه غَنِيًّا حَمِيدًا}، إِنَّكَ إِنِ اتَّقَيْتَ اللّه كَفَاكَ اللّه مَا هَمَّكَ، وَإِنِ اتَّقَيْتَ النَّاسَ لَمْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللّه شَيْئًا".

قوله تعالى: {وَكَانَ اللّه غَنِيًّا حَمِيدًا}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا عَمْرٌو الْ عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ: {وَكَانَ اللّه غَنِيًّا}، يعْنِي، قَالَ:"عَنْ صَدَقَاتِكُمْ".

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: {وَكَانَ اللّه غَنِيًّا}، قال:"فِي سُلْطَانِهِ عَمَّا عِنْدَكُمْ".

قوله تعالى: {حَمِيدًا}

  ذَكَرَ عَبْدُ اللّه بْنُ هَارُونَ بْنِ الأَشْعَثِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَجَّاجِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ هَاشِمٍ، أَنْبَأَ سَيْفٌ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَلِيٍّ، {وَكَانَ اللّه غَنِيًّا حَمِيدًا}، أَيْ قَالَ:"مُتَحَمِّدًا إِلَى خَلْقِهِ".

١٣٢

قوله تعالى: {وَللّه مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى باللّه وكيلا}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ طَاهِرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ جِبْرِيلُ:"يَا مُحَمَّدُ ، للّه الْخَلْقُ كُلُّهُ وَالسَّمَوَاتُ كُلُّهُنَّ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَالأَرَضُونَ كُلُّهُنَّ وَمَنْ فِيهِنَّ، ومن بينهن مِمَّا يُعْلَمُ وَمِمَّا لا يُعْلَمُ".

١٣٣

قوله تعالى: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ، وَكَانَ اللّه عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا}، قال:"قَادِرٌ وَاللّه رَبُّنَا عَلَى ذَلِكَ أَنْ يُهْلِكَ مَنْ َشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ، وَيَأْتِ بِآخَرِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ".

قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللّه ثَوَابُ الدنيا والآخرة}

١٣٤

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ،

قوله: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا}، أَيْمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُرِيدُ الدُّنْيَا لَيْسَتْ لَهُ رَغْبَةٌ فِي الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مَا قُسِمَ لَهُ فِيهَا مِنْ رِزْقٍ، وَلا حَظَّ لَهُ فِي الآخِرَةِ".

قوله تعالى: {وَكَانَ اللّه سَمِيعًا بَصِيرًا}

  وَبِهِ، ثنا سَلَمَةُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، {سَمِيعًا}، أَيْسَمِيعٌ مَا تَقُولُونَ".

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ: {سَمِيعًا بَصِيرًا}، يقول:"بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ".

١٣٥

قال تعالى:

قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: {كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ}، أَمَرَ اللّه الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَقُولُوا الْحَقَّ، وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَوْ آبَائِهِمْ أَوْ أَبْنَائِهِمْ".

 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ للّه}، قال:"نَزَلَتْ فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،

قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ}، يعْنِي:"قَوَّامِينَ بِالْعَدْلِ". وَرُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ، نَحْوُ ذَلِكَ.

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ أَبُو وَهْبٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ،

قوله: {كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ}، قال:"قَوَّامِينَ بِالشَّهَادَةِ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله:"{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ للّه}، وَهَذَا فِي الشَّهَادَةِ، فَأَقِمِ الشَّهَادَةَ يَا ابْـنَ آدَمَ وَلَوْ عَلَى نَفْسِكَ أَوْ عَلَى وَالِدَيْكَ، أَوْ عَلَى ذَوِي قَرَابَتِكَ، أَوْ عَلَى أَشْرَافِ قَوْمِكَ، فَإِنَّمَا الشَّهَادَةُ للّه وَلَيْسَتْ لِلنَّاسِ، وَإِنَّ اللّه رَضِيَ بِالْعَدْلِ لِنَفْسِهِ، وَالإِقْسَاطُ وَالْعَدْلُ مِيزَانُ اللّه فِي الأَرْضِ، بِهِ يَرُدُّ اللّه مِـنَ الشَّدِيدِ عَلَى الضَّعِيفِ وَمِنَ الْكَاذِبِ عَلَى الصَّادِقِ، وَمَنَ الْمُبْطِلِ عَلَى الْمُحِقِّ، وَبِالْعَدْلِ يُصَدَّقُ الصَّادِقُ وَيُكَذَّبُ الْكَاذِبُ، وَيُرَدُّ الْمُعْتَدِي وَيُوَبِّخُهُ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَبِالْعَدْلِ صَلُحَ النَّاسُ يَا ابْنَ آدَمَ".

قوله تعالى: {بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ للّه}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،

قوله: {بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ للّه}، يعْنِي: بِالْعَدْلِ". وَرُوِيَ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، نَحْوُ ذَلِكَ.

قوله تعالى: {وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ}

  وَبِهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،

قوله: {وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ}، يقول:"لَوْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَيْكَ حَقٌّ فَأَقْرَرْتَ بِهِ عَلَى نَفْسِكَ".

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ،

قوله: {وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ}، يقول:"عَلَى نَفْسِكَ".

قوله تعالى: {أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،

قوله:"{أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ}، يعْنِي: أَوْ عَلَى الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ، فَاشْهَدْ بِهِ عَلَيْهِمْ".

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ،

قوله: {أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ}، يقول:"عَلَى نَفْسِكَ أَوْ عَلَى الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ قَرِيبًا كَانَ أَوْ بَعِيدًا، غَنِيًّا كَانَ أَوْ فَقِيرًا".

قوله تعالى: {إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللّه أَوْلَى بِهِمَا}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: {إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا}، قال:"أَمَرَ اللّه الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَقُولُوا الْحَقَّ، وَلا يُحَابُونَ غَنِيًّا لِغِنَاهُ، وَلا يَرْحَمُونَ مِسْكِينًا لِمَسْكَنَتِهِ".

 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أسباط، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله: {إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا}، قال:"نَزَلَتْ فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اخْتَصَمَ إِلَيْهِ رَجُلانِ غَنِيٌّ وَفَقِيرٌ، فَكَانَ ضَلْعُهُ مَعَ الْفَقِيرِ يَرَى أَنَّ الْفَقِيرَ لا يَظْلِمُ الْغَنِيَّ، فَأَبَى اللّه تَعَالَى إِلا أَنْ يَقُومَ بِالْقِسْطِ فِي الْغَنِيِّ وَالْفَقِيرِ".

قوله تعالى: {فَاللّه أَوْلَى بِهِمَا}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،

قوله: {فَاللّه أَوْلَى بِهِمَا}، قال: يعْنِي:"أَنَّ اللّه أَوْلَى بِالْغَنِيِّ وَالْفَقِيرِ مِنْ غَيْرِهِ".

قوله تعالى: {فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله:"{فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى}، فَتَذَرُوا الْحَقَّ فَتَجُورُوا".

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،

قوله: {فَاللّه أَوْلَى بِهِمَا}، قال: يعْنِي:"أَنَّ اللّه أَوْلَى بِالْغَنِيِّ وَالْفَقِيرِ مِنْ غَيْرِهِ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله:"{فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى}، فَتَذَرُوا الْحَقَّ فَتَجُورُوا".

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي

قوله تعالى:"{تَتَّبِعُوا الْهَوَى}، يعْنِي: فِي الشَّهَادَاتِ".

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ،

قوله:"{فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى} فِي الشَّهَادَةِ إِذَا دُعِيتُمْ لَهَا أَنْ تَقُولُوا بِهَا وَتَعْدِلُوا".

قوله تعالى: {أَنْ تَعْدِلُوا}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،

قوله:"{أَنْ تَعْدِلُوا}، يعْنِي: عَنِ الْحَقِّ".

قوله تعالى: {وَإِنْ تَلْوُوا}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله:"{وَإِنْ تَلْوُوا} أَلْسِنَتَكُمْ بِالشَّهَادَةِ".

  أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: {وَإِنْ تَلْوُوا}، يقول:"تَلْوِي بِلِسَانِكَ بِغَيْرِ الْحَقِّ، وَهِيَ اللَّجَاجَةُ فَلا يُقِيمُ الشَّهَادَةَ عَلَى وَجْهِهَا". وَرُوِيَ عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَعَطِيَّةَ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَالضَّحَّاكِ، وَالسُّدِّيِّ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، نَحْوُ ذَلِكَ.

وَالوجه الثَّانِي:

 حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: {وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللّه كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}، قال:"الرَّجُلانِ يَقْعُدَانِ عِنْدَ الْقَاضِي، فَيَكُونُ لَيُّ القاضي وَإِعْرَاضُهُ لأَحَدِ الرَّجُلَيْنِ عَلَى الآخَرِ".

وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَإِنْ تَلْوُوا}، قال:"تُحَرِّفُوا".

قوله تعالى: {أَوْ تُعْرِضُوا}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: {أَوْ تُعْرِضُوا}، يعْنِي: الشَّهَادَةَ". وَرُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، نَحْوُ ذَلِكَ.

  أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: {أَوْ تُعْرِضُوا}، يَقُولُ:"الإِعْرَاضُ: التَّرْكُ".

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ سِنَـانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله:"{أَوْ تُعْرِضُوا}، قال: تَتْرُكُوا". وَرُوِيَ عَنْ عَطِيَّةَ، مِثْلُ ذَلِكَ، وَرُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ، أَنَّهُ قَالَ:"فَتُعْرِضُ عَنْهَا فَتَكْتُمُهَا وَتَقُولُ: لَيْسَ عِنْدِي شَهَادَةٌ".

قوله تعالى: {فَإِنَّ اللّه كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يحيى، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،

قوله: {فَإِنَّ اللّه كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ}، يعْنِي:"مِنْ كِتْمَانِ الشَّهَادَةِ وَإِقَامَتِهَا خَبِيرًا".

١٣٦

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللّه وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الذى نزل على رسوله}

  وَبِهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،

قوله: {آمِنُوا بِاللّه}، يعْنِي:"بِتَوْحِيدِ اللّه".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ رَجَاءٍ، أَنْبَأَ عِمْرَانُ أَبُو الْعَوَّامِ الْقَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"أُنْزِلَ الْقُرْآنُ لأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ مِنْ رَمَضَانَ"،

قوله تعالى: {وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ}

  حَدَّثَنَـا عِصَامُ بْنُ دَاوُدَ، ثنا آدَمُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ:"أُنْزِلَ الْكِتَابُ عِنْدَ الاخْتِلافِ".

قوله تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللّه وَمَلائِكَتِهِ}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: {وَمَنْ يَكْفُرْ}، قال:"كَفَرَ بِاللّه وَالْيَوْمِ الآخِرِ".

 حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،

قوله: {وَالْيَوْمِ الآخِرِ}، يعْنِي:"بِالْغَيْبِ الَّذِي فِيهِ جَزَاءُ الأَعْمَالِ".

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ،

قوله: {فَقَدْ ضَلَّ}، يقول:"فَقَدْ أَخْطَأَ".

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا}

  حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا أَبُو غَسَّانَ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ فِي الْمُرْتَدّ:"إِنْ كُنْتَ مُسْتَتِيبَهُ ثَلاثًا، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ:

١٣٧

 {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا}".

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو خَالِدٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا}، قال:"هُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى أَذْنَبُوا فِي شِرْكِهِمْ فَتَابُوا، فَلَمْ يُقْبَلْ مِنْهُمْ، وَلَوْ تَابُوا مِنَ الشِّرْكِ لَقُبِلَ مِنْهُمْ".

  حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا}، قال:"هَؤُلاءِ الْيَهُودُ آمَنُوا بِالتَّوْرَاةِ ثُمَّ كَفَرُوا بِهَا".

قوله تعالى: {آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا}

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ النَّصَارَى، فَقَالَ: {ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا}، يقول:"آمَنُوا بِالإِنْجِيلِ ثُمَّ كَفَرُوا بِهِ".

قوله تعالى: {ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، ثنا حَفْصُ بْنُ جُمَيْعٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله: {ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا}، قال:"تَمُّوا عَلَى كُفْرِهِمْ حَتَّى مَاتُوا".

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يعْنِي ابْنَ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا}، قال:"مَاتُوا".

 وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَأَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: {ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا}، كَفَرُوا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَنْبَأَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله:"{ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا}، بِالْفُرْقَانِ وَمُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

قوله تعالى: {لَمْ يَكُنِ اللّه لِيَغْفِرَ لَهُمْ}

 وَبِهِ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله:"{لَمْ يَكُنِ اللّه لِيَغْفِرَ لَهُمْ}، وَقَدْ كَفَرُوا بِكُتُبِ اللّه".

قوله تعالى: {وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلا}

  وَبِهِ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: {وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلا}، قال:"وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقَ هُدًى، وَقَدْ كَفَرُوا بِكُتُبِ اللّه".

١٣٨

قوله تعالى: {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}

  حَدَّثَنَـا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا آدَمُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ،

قوله: {عَذَابًا أَلِيمًا}، قال:"الأَلِيمُ الْمُوجِعُ فِي الْقُرْآنِ كُلِّـهِ"، وَكَذَلِكَ فَسَّرَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ، وَالضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ ، وَقَتَادَةُ ، وَأَبُو مَالِكٍ ، وَأَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ ، وَمُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ

١٣٩

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: {الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ}، قال:"نَهَى اللّه تَعَالَى الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يُلاطِفُوا الْكُفَّارَ، فَيَتَّخِذُوهُمْ وَلِيجَةً مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ، إِلا أَنْ يَكُونَ الْكُفَّارُ عَلَيْهِمْ ظَاهِرِينَ، فَيُظْهِرُونَ اللُّطْفَ لَهُمْ وَيُخَالِفُونَهُمْ فِي الدِّينِ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله: {أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ}، "أَمَّا أَوْلِيَاءَ فَنُوَالِيهِمْ فِي دِينِهِمْ وَنُظْهِرُهُمْ عَلَى عَوْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ".

١٤٠

قوله تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ}

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ،

قوله: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ}، قال:"فِي سُورَةِ الأَنْعَامِ بِمَكَّةَ".

قوله تعالى: {أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّه يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بها}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: {أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّه يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا}، وَنَحْوُ هَذَا فِي الْقُرْآنِ، قَالَ:"أَمَرَ اللّه الْمُؤْمِنِينَ بِالْجَمَاعَةِ وَنَهَاهُمْ عَنِ الاخْتِلافِ وَالْفُرْقَةِ، وَأَخْبَرَهُمْ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ بِالْمِرَاءِ وَالْخُصُومَاتِ فِي الدِّينِ".

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ،

قوله: {أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّه يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا}، فَنَسَخَتْ هَذِهِ الآيَةَ الَّتِي فِي الأَنْعَامِ ، فَكَانَ هَذَا الَّذِي أُنْزِلَ بِالْمَدِينَةِ وَخَوَّفَهُمْ، فَقَالَ: إِنْ قَعَدْتُمْ وَرَضِيتُمْ بِخَوْضِهِمْ وَاسْتِهْزَائِهِمْ بِالْقُرْآنِ فَإِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ".

قوله تعالى: {فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلامٍ الطَّرَسُوسِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَ الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ:"إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنَ الْكَذِبِ لِيُضْحِكَ بِهَا الْقَوْمَ فَيَسْخَطُ اللّه عَلَيْهِ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ ، فَقَالَ: صَدَقَ، أَلَيْسَ اللّه تَعَالَى يَقُولُ: {إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّه يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ}".

قوله تعالى: {إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، "أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، أَخَذَ قَوْمًا يَشْرَبُونَ، فَضَرَبَهُمْ وَفِيهِمْ رَجُلٌ صَالِحٌ، فَقِيلَ: إِنَّهُ صَائِمٌ، فَتَلا: {فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ، إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللّه جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا}".

 قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، فَقَالَ:"إِنْ قَعَدْتُمْ وَرَضِيتُمْ بِخَوْضِهِمْ وَاسْتِهْزَائِهِمْ بِالْقُرْآنِ فَإِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ".

قوله تعالى: {إِنَّ اللّه جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ}

  وَبِهِ عَنْ مُقَاتِلٍ،

قوله: {إِنَّ اللّه جَامِعُ الْمُنَـافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا}، قال:"إِنَّ اللّه جَامِعُ الْمُنَـافِقِينَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَالْمُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، الَّذِينَ خَاضُوا وَاسْتَهْزَءُوا بِالْقُرْآنِ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا".

١٤١

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللّه قالوا ألم نكن معكم}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، يعْنِي

قوله: {الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ، فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللّه قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ}، قال:"هُمُ الْمُنَافِقُونَ".

قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ}

  حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي مُوسَى الْخَطْمِيُّ، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ،

قوله:"{نَصِيبٌ}، يعْنِي: حَظًّا".

قوله تعالى: {أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ}

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله: {وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ}، يقول:"نَغْلِبْ عَلَيْكُمْ".

قوله تعالى: {وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: {وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللّه يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}، قال:"هُمُ الْمُنَافِقُونَ".

  حَدَّثَنَا أَبُو هَارُونَ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ الْجَهْمِ، ثنا عَمْرٌو يعْنِي ابْنَ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ:"يَجْتَمِعُ النَّاسُ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فِي أَرْضٍ بَيْضَاءَ كَأَنَّهَا سَبِيكَةٌ فِضِّيَّةٌ، ثُمَّ أَوَّلُ مَا يُقْضَى فِيهِ مِنْ خُصُومَاتِ النَّاسِ الدِّمَاءُ، فَيُؤْتَى بِالْقَاتِلِ وَالْمَقْتُولِ، فَيُوقَفَانِ بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ، فَيُقَالُ له: لِمَ قَتَلْتَهُ ؟ فَإِنْ قَتَلَهُ للّه، قَالَ: قَتَلْتُهُ لِتَكُونَ الْعِزَّةُ للّه، قال: فَيُقَالُ: فَإِنَّهَا للّه، وَإِنْ كَانَ قَتَلَهُ لِخَلْقٍ مِنْ خَلْقِ اللّه، يَقُولُ: قَتَلْتُهُ لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لِفُلانٍ، فَيُقَالُ: فَإِنَّهَا لَيْسَتْ لَهُ، فَيَقْتُلُهُ يَوْمَئِذٍ كُلُّ خَلْقِ اللّه قَتَلَهُ ظَالِمًا غَيْرَ أَنَّهُ يُذَاقُ الْمَوْتَ عِدَّةَ الأَيَّامِ الَّتِي أَذَاقَهَا الآخَرَ فِي الدُّنْيَا".

قوله تعالى: {وَلَنْ يَجْعَلَ اللّه لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلا}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، ثنا الأَعْمَشُ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ يُسَيْعٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَلِيٍّ ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللّه تَعَالَى: {وَلَنْ يَجْعَلَ اللّه لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلا}، قال:"الْكَافِرُ يَقْتُلُ الْمُؤْمِنَ وَالْمُؤْمِنُ يَقْتُلُ الْكَافِرَ، قَالَ عَلِيٌّ:"وَلَنْ يَجْعَلَ اللّه لِلْكَافِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلا". وَرُوِيَ عَنْ أَبِي مَالِكٍ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، نَحْوُ ذَلِكَ.

قوله تعالى: {سَبِيلا}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله:"{سَبِيلا}، قال: حُجَّةً".

١٤٢

قوله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّه وَهُوَ خَادِعُهُمْ}

  وَبِهِ، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله: {إِنَّ الْمُنَـافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّه وَهُوَ خَادِعُهُمْ}، قال:"يُعْطِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نُورًا يَمْشُونَ بِهِ مَعَ الْمُسْلِمِينَ كَمَا كَانُوا مَعَهُمْ فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ يَسْلُبُهُمْ ذَلِكَ النُّورَ فَيُطْفِيهِ، فَيَقُومُونَ فِي ظُلْمَتِهِمْ وَيُضْرَبُ بَيْنَهُمْ بِالسُّوَرِ".

 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَ سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، في

قوله: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّه وَهُوَ خَادِعُهُمْ}، قال:"يُعْطَى الْمُؤْمِنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نُورًا، وَيُعْطَى الْمُنَافِقُ نُورًا يَمْشُونَ بِهِ، حَتَّى يَنْتَهُوا إِلَى الصِّرَاطِ، فَإِذَا انْتَهَوْا إِلَى الصِّرَاطِ مَضَى الْمُؤْمِنُونَ بِنُورِهِمْ، وَيُطْفَأُ نُورُ الْمُنَافِقِينَ، فَيُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ ؟ قَالُوا: بَلَى وَلَكِنَّكُمْ، فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ، وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللّه، وَغَرَّكُمْ بِاللّه الْغَرُورُ، قال الْحَسَنُ: فَتِلْكَ خَدِيعَةُ اللّه إِيَّاهُمْ".

قوله تعالى: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى}

  أَخْبَرَنَا أَبُو بَدْرٍ عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ الْغُبَرِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ خَالِدٍ الأَعْرَابِيُّ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ سِمَاكٍ الْحَنَفِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، "أَنَّهُ كان يُكْرَهُ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ إِنِّي كَسْلانٌ، وَيَتَأَوَّلُ هَذِهِ الآيَةَ: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى}".

قوله تعالى: {يُرَاءُونَ النَّاسَ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَنْبَأَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله:"{يُرَاءُونَ النَّاسَ}، وَإِنَّهُ وَاللّه لَوْلا النَّاسُ مَا صَلَّى الْمُنَافِقُ، مَا يُصَلِّي إِلا رِيَاءً وَسُمْعَةً".

قوله تعالى: {وَلا يَذْكُرُونَ اللّه إِلا قَلِيلا}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ أَبِي الأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ: {وَلا يَذْكُرُونَ اللّه إِلا قَلِيلاًِ}، قال:"إِنَّمَا قَلَّ لأَنَّهُ كَانَ لِغَيْرِ اللّه".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ مُطَهِّرٍ، وَعَبْدُ الْكَبِيرِ بْنُ الْمُعَافَى بْنِ عِمْرَانَ الْمَوْصِلِيُّ، قَالا: ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَرَأَ هَذِهِ {يُرَاءُونَ النَّـاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللّه إِلا قَلِيلا}، قال الْحَسَنُ:"فَوَاللّه لَوْ كَانَ ذَلِكَ الْقَلِيلُ مِنْهُمْ للّه لَقَبِلَهُ، وَلَكِنْ كَانَ ذَلِكَ الْقَلِيلُ مِنْهُمْ رِيَاءً".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: {وَلا يَذْكُرُونَ اللّه إِلا قَلِيلا}، وَإِنَّمَا قَلَّ ذِكْرُ الْمُنَافِقِ لأَنَّ اللّه لَمْ يَقْبَلْهُ، كُلُّ مَا رَدَّ اللّه قَلِيلٌ، كُلُّ مَا قَبِلَ اللّه كَثِيرٌ".

١٤٣

قوله تعالى: {مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللّه، قَالَ:"مَثَلُ الْمُؤْمِنِ وَالْمُنَافِقِ وَالْكَافِرِ مَثَلُ ثَلاثَةِ نَفَرٍ انْتَهَوْا إِلَى وَادٍي، فَوَقَعَ أَحَدُهُمْ فَعَبَرَ، ثُمَّ وَقَعَ الآخَرُ حَتَّى أَتَى عَلَى نِصْفِ الْوَادِي نَادَاهُ الَّذِي عَلَى شَفِيرِ الْوَادِي: وَيْلَكَ أَيْنَ تَذْهَبُ ؟ إِلَى الْهَلَكَةِ، إرْجِعْ عَوْدَكَ عَلَى بَدْئِكَ، وَنَادَاهُ الَّذِي عَبَرَ: هَلُمَّ النَّجَاةَ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى هَذَا مَرَّةً وَإِلَى هَذَا مَرَّةً، قَالَ: فَجَاءَ سَيْلٌ فَأَغْرَقَهُ، وَالَّذِي عَبَرَ الْمُؤْمِنُ وَالَّذِي غَرِقَ الْمُنَـافِقُ، مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ وَالَّذِي مَكَثَ الْكَافِرُ".

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، وَثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: {مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ}، قال:"هُمُ الْمُنَافِقُونَ".

قوله تعالى: {لا إِلَى هَؤُلاءِ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: {لا إِلَى هَؤُلاءِ}، لأَصْحَابِ مُحَمَّدٍ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: {لا إِلَى هَؤُلاءِ}، يقول:"لَيْسُوا بِمُؤْمِنِينَ مُخْلِصِينَ، وَلا بِمُشْرِكِينَ مُصَرِّحِينَ بِالشِّرْكِ".

 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: {لا إِلَى هَؤُلاءِ} الْيَهُودُ".

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله: {لا إِلَى هَؤُلاءِ}، يقول:"لَيْسُوا بِمُشْرِكِينَ فَيُظْهِرُن الشِّرْكَ وَلَيْسُوا بِمُؤْمِنِينَ".

قوله تعالى: {سَبِيلا}

  وَبِهِ، عَنِ السُّدِّيِّ:"{سَبِيلا}، يقول: حُجَّةً".

١٤٤

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: {سُلْطَانًا مُبِينًـا}، قال:"كُلُّ سُلْطَانٍ فِي الْقُرْآنِ حُجَّةٌ". وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَالضَّحَّاكِ، وَالسُّدِّيِّ، وَالنَّضْرِ بْنِ عَرَبِيٍّ، مِثْلُ ذَلِكَ

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، "{أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا، للّه عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا}، وَأَنَّ للّه السُّلْطَانَ عَلَى خَلْقِهِ، وَلَكِنْ يَقُولُ: عُذْرًا مُبِينًا".

١٤٥

قوله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تجد لهم نصيرا}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ مَسْعُودٍ، {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ}، قال:"فِي تَوَابِيتَ مِنْ حَدِيدٍ مُبْهَمَةٍ عَلَيْهِمْ".

  حَدَّثَنَـا الْمُنْذِرُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ}، قال:"الدَّرْكُ الأَسْفَلُ بُيُوتٌ لَهَا أَبْوَابٌ تُطْبَقُ عَلَيْهَا، فَيُوقَدُ مِنْ تَحْتِهِمُ النَّارُ وَمِنْ فَوْقِهِمْ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حدثني معاوية بن صالح، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ}، يعْنِي:"فِي أَسْفَلِ النَّارِ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو سَلَمَةَ، ثنا حَمَّادٌ، أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ سُئِلَ عَنِ الْمُنَافِقِينَ، فَقَالَ:"يُجْعَلُونَ فِي تَوَابِيتَ مِنْ نَارٍ، فَتُطْبَقُ عَلَيْهِمْ فِي أَسْفَلِ النَّارِ".

١٤٦

قوله تعالى: {إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، قَالَ: جَاءَنَا حُذَيْفَةُ ، فَقَامَ عَلَى رُءُوسِنَا، فَقَالَ:"لَقَدْ نَزَلَ النِّفَاقُ عَلَى مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكُمْ"، قُلْتُ لَهُ: أَنَّى يَكُونُ هَذَا وَاللّه تَعَالَى يَقُولُ: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ}، قال: فَلَمَّا تَفَرَّقُوا قَالَ: لَمْ يَبْقَ غَيْرِي، رَمَانِي بِحَصَاةٍ فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ:"إِنَّهُمْ لَمَّا تَابُوا كَانُوا خَيْرًا مِنْكُمْ".

 حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَعُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:"فِي سُورَةِ النِّسَاءِ: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ}، ثُمَّ اسْتَثْنَى، فَقَالَ: {إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا}".

قوله تعالى: {وأصلحوا}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:

قوله:"وَأَصْلَحَ، يعْنِي: وَأَصْلَحَ الْعَمَلَ".

  أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللّه بْنِ الْمُنَـادِي فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ المؤدب، ثنا شَيْبَانُ النَّحْوِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ: {وَأَصْلَحُوا}، قَالَ:"أَصْلَحُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللّه وَرَسُولِهِ".

قوله تعالى: {وَاعْتَصَمُوا بِاللّه}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، ثنا سُلَيْمَانُ يعْنِي ابْنَ عَامِرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ يعْنِي ابْنَ أَنَسٍ،

قوله: {وَاعْتَصَمُوا بِاللّه}، قال:"الاعْتِصَامُ هُوَ الثِّقَةُ بِاللّه".

قوله تعالى: {وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ للّه}

  أَخْبَرَنَـا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قِرَاءَةً، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يحي بن أَيُّوبُ، عَنْ عَبْيدِ اللّه بْنِ زَحْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنّ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"أَخْلِصْ دِينَكَ يَكْفِكَ الْقَلِيلُ مِنَ الْعَمَلِ".

قوله تعالى: {فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّه الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عظيما}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،

قوله: {فَأُولَئِكَ}، يعْنِي:"الَّذِينَ فَعَلُوا مَا ذَكَرَ اللّه فِي هَذِهِ الآيَةِ هُمُ الَّذِينَ صَدَّقُوا".

قوله تعالى: {مَعَ الْمُؤْمِنِينَ}

  وَبِهِ، عَنْ سَعِيدٍ،

قوله: {الْمُؤْمِنِينَ}، يعْنِي:"الْمُصَدِّقِينَ".

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبَّادٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،

قوله:"{أَجْرًا عَظِيمًا}، قال: الْجَنَّةُ". وَرُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَالْحَسَنِ، وَعِكْرِمَةَ، وَالضَّحَّاكِ، وَقَتَادَةَ، نَحْوُ ذَلِكَ.

١٤٧

قوله تعالى: {مَا يَفْعَلُ اللّه بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللّه شاكرا عليما}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَنْبَأَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: {مَا يَفْعَلُ اللّه بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللّه شَاكِرًا عَلِيمًا}، إِنَّ اللّه لا يُعَذِّبُ شَاكِرًا وَلا مُؤْمِنًا".

١٤٨

قوله تعالى: {لا يُحِبُّ اللّه الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: {لا يُحِبُّ اللّه الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ}، لا يُحِبُّ اللّه سُبْحَانَهُ أَنْ يَدْعُوَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ".

 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي

قوله: {لا يُحِبُّ اللّه الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلا مَنْ ظُلِمَ}، قال:"ضَافَ رَجُلٌ رَجُلا، فَلَمْ يُؤَدِّ إِلَيْهِ حَقَّ ضِيَافَتِهِ، فَلَمَّا خَرَجَ أَخْبَرَ النَّاسَ، فَقَالَ: ضَيَّفْتُ فُلانًا فَلَمْ يُؤَدِّ إِلَيَّ حَقَّ ضِيَافَتِي، قَالَ: فَذَلِكَ الْجَهْرُ بِالسُّوءِ إِلا مَنْ ظُلِمَ حِينَ لَمْ يُؤَدِّ إِلَيْهِ الآخَرُ حَقَّ ضِيَافَتِهِ".

قوله تعالى: {إِلا مِنْ ظُلِمَ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: {إِلا مَنْ ظُلِمَ}، إِلا أَنْ يَكُونَ مَظْلُومًا، فَإِنَّهُ رُخِّصَ لَهُ أَنْ يَدْعَوَا عَلَى مَنْ ظَلَمَهُ، وَذَلِكَ قَوْلُ اللّه تَعَالَى: {إِلا مَنْ ظُلِمَ}، وَإِنْ صَبَرَ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ".

  أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قِرَاءَةً، وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالا: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي

قوله: {لا يُحِبُّ اللّه الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلا مَنْ ظُلِمَ}، قال:"هُوَ فِي الضِّيَافَةِ يَأْتِي الرَّجُلُ إِلَى الْقَوْمِ وَهُوَ مُسَافِرٌ فَلَمْ يُضَيِّفُوهُ، فَرُخِّصَ لَهُ أَنْ يَقُولَ لَهُمْ وَيُسْمِعَهُمْ". وَالسِّيَاقُ لِيُونُسَ

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللّه الأَوْدِيُّ، قَالا: ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ: {لا يُحِبُّ اللّه الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ، إِلا مَنْ ظُلِمَ}، فَقَدْ رُخِّصَ لَهُ أَنْ يَدْعَوَا عَلَى مَنْ ظَلَمَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَعْتَدِيَ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا النُّفَيْلِيُّ، ثنا عَبْدُ اللّه يعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ الْكَرِيمِ، عَنْ قَوْلِ اللّه تَعَالَى: {لا يُحِبُّ اللّه الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلا مَنْ ظُلِمَ}، قال:"هُوَ الرَّجُلُ يَشْتُمُكَ فَتَشْتُمُهُ، وَلَكِنْ إِنِ افْتَرَى عَلَيْكَ فَلا تَفْتَرِي عَلَيْهِ"، مِثْلَ

قوله: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ}

١٤٩

قوله تعالى: {إِنْ تُبْدُوا خيرا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سوء فإن اللّه كان عفوا قديرا}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {إِنْ تُبْدُوا}، قال:"مِنَ الْيَقِينِ وَالشَّكِّ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:"أَخْبَرَ اللّه، عِبَادَهُ بِحِلْمِهِ وَعَفْوِهِ وَكَرَمِهِ وَسَعَةِ رَحْمَتِهِ وَمَغْفِرَتِهِ، فَمَنْ أَذْنَبَ ذَنْبًا صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ اللّه يَجِدِ اللّه غَفُورًا رَحِيمًا، وَلَوْ كَانَتْ ذُنُوبُهُ أَعْظَمَ مِنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ".

١٥٠

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّه وَرُسُلِهِ}

  وَبِهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:"ثُمَّ وَصَفَ اللّه النِّفَاقَ وَأَهْلَهُ، فَقَالَ: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّه وَرُسُلِهِ}".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَنْبَأَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّه وَرُسُلِهِ}، قال:"أُولَئِكَ أَعْدَاءُ اللّه الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى".

قوله تعالى: {وَرُسُلِهِ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلامٍ، عَنْ أَخِيهِ زَيْدِ بْنِ سَلامٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلامٍ، حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ، أَنَّ رَجُلا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللّه، كَمْ كَانَتِ الرُّسُلُ ؟ قَالَ:"ثَلاثَمِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ".

قوله تعالى: {وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللّه وَرُسُلِهِ}

 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضِّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله: {وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا، بَيْنَ اللّه وَرُسُلِهِ}، يقولونَ:"مُحَمَّدٌ لَيْسَ بِرَسُولِ اللّه، وَتَقُولُ الْيَهُودُ: عِيسَى لَيْسَ بِرَسُولِ اللّه، فَقَدْ فَرَّقُوا بَيْنَ اللّه وَرُسُلِهِ".

قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَنْبَأَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله:"{وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنكُفُرُ بِبَعْضٍ}، أُولَئِكَ أَعْدَاءُ اللّه الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، آمَـنَتِ الْيَهُودُ بِالتَّوْرَاةِ وَمُوسَى ، وَكَفَرُوا بِالإِنْجِيلِ وَعِيسَى ، وَآمَنْتِ النَّصَارَى بِالإِنْجِيلِ وَمُوسَى ، وَكَفَرُوا بِالْفُرْقَانِ وَمُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

قوله تعالى: {وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا}

  وَبِهِ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: {وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا}، يقول:"اتَّخَذُوا الْيَهُودِيَّةَ وَالنَّصْرَانِيَّةَ وَهُمَا بِدْعَتَانِ لَيْسَتَا مِنَ اللّه، وَتَرَكُوا الإِسْلامَ".

١٥١

قوله تعالى: {أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: {أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا}، فَجَعَلَ اللّه الْمُؤْمِنَ مُؤْمِنًا حَقًّا، وَالْكَافِرَ كَافِرًا حَقًّا".

  أَخْبَرَنَـا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ النَّيْسَابُورِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْقِنْبَارِيُّ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ حَاضِرٍ، حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللّه، قَالَ: ثنا ابْنُ حَاضِرٍ، أَتَدْرِي مَنِ الْكَافِرُ ؟ إِنَّ اللّه تَعَالَى، يَقُولُ: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّه وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللّه وَرُسُلِهِ، وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ، وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا، أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا}

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ مُقَاتِلٍ،

قوله: {عَذَابًا مُهِينًـا}، يعْنِي بِالْمُهِينِ: الْهَوَانَ".

١٥٢

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللّه وَرُسُلِهِ}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِسِنْجَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى، ثنا بَقِيَّةُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللّه الْكِنْدِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، فِي

قوله: {يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ}، قال:"أُجُورُهمْ أَنْ يُدْخِلَهُمُ الْجَنَّةَ".

قوله تعالى: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ}، قال:"الْيَهُودُ".

قوله تعالى: {أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ}

  وَبِهِ، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله:"{أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ}، قالتْ لَهُ الْيَهُودُ: إِنْ كُنْتَ صَادِقًا أَنَّكَ رَسُولُ اللّه، فَأْتِنَا بِكِتَابٍ مَكْتُوبٍ مِنَ السَّمَاءِ كَمَا جَاءَ بِهِ مُوسَى".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَنْبَأَ يزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ،

١٥٣

قوله: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ}، أَيْ كِتَابًا خَاصَّةً".

قوله تعالى: {فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ}

 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَنْبَأَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: {فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ}، قَوْلُهُمْ:"أَرِنَا اللّه جَهْرَةً".

قوله تعالى: {فَقَالُوا أَرِنَا اللّه جَهْرَةً}

  حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَحْمَدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللّه النَّيْسَابُورِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: فِي قَوْلِ اللّه: {جَهْرَةً}، أَيْ:"عَلانِيَةً".

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا الْوَلِيدُ، أَخْبَرَنِي سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي

قوله: {جَهْرَةً}، أَيْ عِيَانًا". وَرُوِيَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ مِثْلُ ذَلِكَ

قوله تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ،

قوله: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ}، قال:"هُمُ السَّبْعُونَ الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ مُوسَى فَسَارُوا مَعَهُ، قَالَ: سَمِعُوا كَلامًا فَصَعِقُوا، يَقُولُ: مَاتُوا".

قوله تعالى: {الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَدَقَةَ، عِيسَى بْنُ يُونُسَ الرَّمْلِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ يعْنِي ابْنَ شَابُورَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ رُوَيْمٍ، يَقُولُ:"سَأَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مُوسَى يعْنِي أَنْ يُرِيَهُمُ اللّه جَهْرَةً، فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُمْ لَنْ يُطِيقُوا ذَلِكَ، فَأَبَوْا، فَسَمِعُوا مِنَ اللّه، فَصَعِقَ بَعْضُهُمْ وَبَعْضٌ يَنْظُرُونَ، ثُمَّ بُعِثَ هَؤُلاءِ وَصَعِقَ هَؤُلاءِ"، وَالسِّيَاقُ لِمُحَـمَّدٍ، وَفِي حَدِيثِ عِيسَى بْـنِ يُونُسَ:"ثُمَّ بُعِثَ الَّذِينَ صَعِقُوا أَوْ صَعِقَ الآخَرُونَ ثُمَّ بُعِثُوا، فَقَالَ اللّه تَعَالَى: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ}".

وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرِو بْنُ حَمَّادِ بْنِ طَلْحَةَ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله:"{جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ}، وَالصَّاعِقَةُ: النَّارُ".

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي

قوله: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ}، قال:"أَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ، أَيْ: مَاتُوا".

قوله تعالى: {ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ}

  حَدَّثَنَـا عِصَامُ بْنُ دَاوُدَ، ثنا آدَمُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ:"إِنَّمَا سُمِّيَ الْعِجْلَ، لأَنَّهُمْ عَجَّلُوا فَاتَّخَذُوهُ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ".

  حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: {الْعِجْلَ}، حَسِيلَ الْبَقَرِ: وَلَدَ الْبَقَرِ".

قوله تعالى: {فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ}

  حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ دَوَّادٍ، ثنا آدَمُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ،

قوله: {عَفَوْنَا} يعْنِي:"مِنْ بَعْدِ ما تخذوا الْعِجْلَ". وَرُوِيَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسِ، مِثْلُ ذَلِكَ

قوله تعالى: {وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا}

 حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله:"{وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا}، يقول: حُجَّةً".

١٥٤

قوله تعالى: {وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمْ}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ،، ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، فِي

قوله: {وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ}، قال:"رَفَعَتْهُ الْمَلائِكَةُ".

قوله تعالى: {الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله: {الطُّورَ}، قال:"الطُّورُ مَا أَنَبْتَ مِنَ الْجِبَالِ، وَمَا لَمْ يُنْبِتْ فَلَيْسَ بِطُورٍ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ الْمِصِّيصِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ سعيد بن جبير، عن ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: الطُّورُ: جَبَلٌ". وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَالْحَسَنِ، وَالضَّحَّاكِ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَأَبِي صَخْرٍ، نَحْوُ ذَلِكَ.

  حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا حَجَّاجٌ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ لِي عَطَاءٌ: {وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ}، رَفَعَ فَوْقَهُمُ الْجَبَلَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَقَالَ: لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ أَوْ لَيَقَعَنَّ عَلَيْكُمْ".

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادِ بْنِ طَلْحَةَ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ:"فَلَمَّا أَبَوْا أَنْ يَسْجُدُوا، أَمَرَ اللّه الْجَبَلَ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِمْ، فَنَظَرُوا إِلَيْهِ وَقَدْ غَشِيَهُمْ، فَسَقَطُوا سُجَّدًا عَلَى شِقٍّ وَنَظَرُوا بِالشِّقِّ الآخَرِ فَرَحِمَهُمْ اللّه، فَكَشَفَهُ عَنْهُمْ، فَقَـالُوا: مَا سَجْدَةٌ أَحَبُّ إِلَى اللّه مِنْ سَجْدَةٍ كَشَفَ بِهَا الْعَذَابَ عَنْهُمْ، فَهُمْ يَسْجُدُونَ كَذَلِكَ"، وَذَلِكَ قَوْلُ اللّه تَعَالَى: {وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ}

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ الْحَارِثِ الرَّازِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ يَحْيَى بْنُ الضُّرَيْسِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله: {ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا}، قال:"مِنْ بَابٍ صَغِيرٍ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ، ثنا زُهَيْرٌ، قَالَ: سُئِلَ خُصَيْفٌ، عَنْ قَوْلِ اللّه تَعَالَى: {ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا}، قال: قَالَ عِكْرِمَةُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:"كَانَ الْبَابُ قِبَلَ الْقِبْلَةِ".

  حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَبَّاحٍ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ:"بَابُ الْحِطَّةِ مِنْ بَابِ إِيلِيَاءَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ". وَرُوِيَ عَنِ الضَّحَّاكِ، وَالسُّدِّيِّ، مِثْلُ قَوْلِ مُجَاهِدٍ

قوله تعالى: {سُجَّدًا}

  حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"قَالَ اللّه تَعَالَى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: {ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا}، فَدَخَلُوا الْبَابَ يَزْحَفُونَ عَلَى أَسْتَائِهِمْ".

 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله: {ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا}، قال:"رُكَّعًا مِنْ بَابٍ صَغِيرٍ، فَدَخَلُوا مِنْ قِبَلِ اسْتَائِهِمْ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ، ثنا زُهَيْرٌ، قَالَ: سُئِلَ خُصَيْفٌ ، عَنْ قَوْلِ اللّه تَعَالَى: {ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا}، قال عِكْرِمَةُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:"فَدَخَلُوا عَلَى شِقٍّ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ،

قوله: {سُجَّدًا}، قال:"وَكَانَ سُجُودُ أَحَدِهِمْ عَلَى خَدِّهِ".

الوجه الثاني

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا مُقَاتِلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ الأَزْدِيِّ، عَنْ أَبِي الْكَنُودِ، عَنْ عَبْدِ اللّه يعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ: قِيلَ لَهُمُ"ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا، فَدَخَلُوا مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ".

قوله تعالى: {وَقُلْنَا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ}

  حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، سَمِعَ عَبْدَ اللّه بْنَ سَلَمَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ الْمُرَادِيِّ، أَنَّ رَجُلَيْنِ، مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ، قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: اذْهَبْ بِنَا إِلَى هَذَا النَّبِيِّ، فَقَالَ: لا يَسْمَعَنَّ هَذَا، فَيَصِيرُ لَهُ أَرْبَعَةُ أَعْيُنٍ، فَأَتَيَاهُ فَسَأَلاهُ عَنْ تِسْعِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"وَعَلَيْكُمْ خَاصَّةً اليَهُودُ أَنْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ"، فَقَبَّلا يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، وَقَالا: نَشْهَدُ أَنَّكَ نَبِيٌّ

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَنْبَأَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، {وَقُلْنَا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ}، أُمِرَ الْقَوْمُ أَنْ لا يَأْكُلُوا الْحِيتَانَ يَوْمَ السَّبْتِ، وَلا يَعْرِضُوا، وَأُحِلَّتْ لَهُمْ مَا خَلا ذَلِكَ".

قوله تعالى: {وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا}

  حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ،

قوله:"{غَلِيظًا}، يعْنِي: شَدِيدًا".

١٥٥

قوله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَنْبَأَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ}، يقول:"فَبِنَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ".

قوله تعالى: {وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللّه}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ: الآيَاتُ الطُّوفَانُ، وَالْجَرَادُ، وَالْقَمْلُ، وَالضَّفَادِعُ، وَالدَّمُ، وَيَدُهُ، وَعَصَاهُ".

قوله تعالى: {وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ}

  حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ الأَزْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ:"كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي الْيَوْمِ تَقْتُلُ ثَلاثَمِائَةِ نَبِيٍّ، ثُمَّ يَقُومُ سُوقٌ لَهُمْ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ".

قوله تعالى: {وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ}

 حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ سِنَـانٍ، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدٍ بن جبير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:"إِنَّمَا سُمِّيَ الْقَلْبُ لِتَقَلُّبِهِ".

قوله تعالى: {قُلُوبُنَا غُلْفٌ}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أَنْبَأَ بِشْرٌ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: {قُلُوبُنَا}، قال: قَالُوا: قُلُوبُنَا مَمْلُوءَةٌ عِلْمًا لا نَحْتَاجُ إِلَى عِلْمِ مُحَمَّدٍ وَلا غَيْرِهِ".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى يَحْيَى بْنِ الضُّرَيْسِ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ: {قُلُوبُنَا غُلْفٌ}، قال:"قُلُوبُنَا أَوْعِيَةٌ لِلْعِلْمِ". وَرُوِيَ عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، مِثْلُهُ

وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ}، قال:"فِي غِطَاءٍ". وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَالسُّدِّيِّ، وَقَتَادَةَ فِي رِوَايَةِ مَعْمَرٍ، نَحْوُ ذَلِكَ.

وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَرْزَمِيُّ، ثنا أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ،

قوله: {قُلُوبُنَا غُلْفٌ}، قال:"لَمْ تُخْتَنْ".

وَالْوَجْهُ الرَّابِعُ

  حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ،

قوله: {قُلُوبُنَا غُلْفٌ} أَيْ لا تَفْقَهُ". وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ فِي رِوَايَةِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْهُ مِثْلُهُ

وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، {قُلُوبُنَا غُلْفٌ}، قال:"أَوْعِيَةٌ لِلْمُنْكَرِ".

الْوَجْهُ السَّادِسُ

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ عَرَبِيٍّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، {قُلُوبُنَا غُلْفٌ}، قال:"عَلَيْهَا طَابَعٌ".

قوله تعالى: {بَلْ طَبَعَ اللّه عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ}

  حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ،

قوله: {بَلْ طَبَعَ اللّه}، يعْنِي:"خَتَمَ اللّه".

  حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا هَوْذَةُ، ثنا عَوْفٌ، قَالَ: بَلَغَنِي فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: {وَقَالُوا قُلُوبَنَا غُلْفٌ}، قال:"قَالُوا: قُلُوبُنَا أَوْعِيَةٌ لِلْخَيْرِ، فَأَكْذَبَهُمُ اللّه، وَقَالَ: {بَلْ طَبَعَ اللّه عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا}".

 أَخْبَرَنَـا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: {بَلْ طَبَعَ اللّه عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ}، قال:"لَمَّا بَدَّلَ الْقَوْمُ أَمْرَ اللّه وَقَتَلُوا رُسُلَهُ وَكَفَرُوا بِكِتَابِهِ، وَنَقَضُوا الْمِيثَاقَ الَّذِي عَلَيْهِمْ، طَبَعَ اللّه عَلَى قُلُوبِهِمْ حِينَ فَعَلُوا ذَلِكَ".

قوله تعالى: {فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا}

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:"لا يُؤْمِنُ مِنْهُمْ إِلا قَلِيلٌ".

١٥٦

قوله تعالى: {وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا}، يعْنِي: أَنَّهُمْ رَمَوْهَا بِالزِّنَا". وَرُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ، وَجُبَيْرٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، نَحْوُ ذَلِكَ.

١٥٧

قوله تعالى: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّه}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَنْبَأَ يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله:"{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّه}، أُولَئِكَ أَعْدَاءُ اللّه ابْتَهَرُوا بِقَتْلِ نَبِيِّ اللّه عِيسَى ، وَزَعَمُوا أَنَّهُمْ قَتَلُوهُ وَصَلَبُوهُ".

قوله تعالى: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْيَهُود:"إِنَّ عِيسَى لَمْ يَمُتْ، وَإِنَّهُ رَاجِعٌ إِلَيْكُمْ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ".

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:"لَمَّا أَرَادَ اللّه أَنْ يَرْفَعَ عِيسَى إِلَى السَّمَاءِ، فَخَرَجَ عَلَى أَصْحَابِهِ وَفِي الْبَيْتِ اثْنَـا عَشَرَ رَجُلا مِنَ الْحَوَارِيِّينَ، يعْنِي فَخَرَجَ عِيسَى مِنْ عَيْنٍ فِي الْبَيْتِ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ مَاءً، فَقَالَ: إِنَّ مِنْكُمْ مَنْ يَكْفُرُ بِي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَّةً بَعْدَ أَنْ آمَنَ بِي، قَالَ: أَيُّكُمْ يُلْقَى عَلَيْهِ شَبَهِي، فَيُقْتَلَ مَكَانِي وَيَكُونَ مَعِي فِي دَرَجَتِي، فَقَامَ شَابٌّ مِنْ أَحْدَثِهِمْ سِنًّا، فَقَالَ لَهُ: اجْلِسْ، ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ الشَّابُّ: أَنَا، فَقَالَ: أَنْتَ هُوَ ذَاكَ، فَأُلْقِيَ عَلَيْهِ شَبَهُ عِيسَى ، وَرُفِعَ عِيسَى مِنْ رَوْزَنَةٍ فِي الْبَيْتِ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ: وَجَاءَ الطَّلَبُ مِنَ الْيَهُودِ فَأَخَذُوا الشَّبَهَ، فَقَتَلُوهُ ثُمَّ صَلَبُوهُ، فَكَفَرَ بِهِ بَعْضُهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرةَ مَرَّةً بَعْدَ أَنْ آمَنَ بِهِ، وَافْتَرَقُوا ثَلاثَ فِرَقٍ، فَقَالَتْ فِرْقَةٌ: كَانَ اللّه فِينَـا مَا شَاءَ ثُمَّ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ، فَهَؤُلاءِ الْيَعْقُوبِيَّةُ ، وَقَالَتْ فِرْقَةٌ: كَانَ فِينَـا ابْنُ مَا شَاءَ اللّه ثُمَّ رَفَعَهُ إِلَيْهِ، فَهَؤُلاءِ النَّسْطُورِيَّةُ ، وَقَالَتْ فِرْقَةٌ: كَانَ فِينَـا عَبْدُ اللّه وَرَسُولُهُ مَا شَاءَ اللّه ثُمَّ رَفَعَهُ اللّه إِلَيْهِ، وَهَؤُلاءِ الْمُسْلِمُونِ، فَتَظَاهَرَتِ الْكَافِرَتَانِ عَلَى الْمُسْلِمَةِ فَقَتَلُوهَا، فَلَمْ يَزَلِ الإِسْلامُ طَامِسًا حَتَّى بَعَثَ اللّه مُحَمَّدًا صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

قوله تعالى: {وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ}

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: {وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ}، قال:"صَلَبُوا رَجُلاً غَيْرَ عِيسَى يَحْسَبُونَهُ إِيَّاهُ".

قوله تعالى: {وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ}

  أَخْبَرَنَـا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَ شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: {وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَـهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ}، قال:"أُولَئِكَ أَعْدَاءُ اللّه الْيَهُودُ الَّذِينَ ائْتَمَرُوا بِقَتْلِ نَبِيِّ اللّه عِيسَى وَزَعَمُوا أَنَّهُمْ قَتَلُوهُ وَصَلَبُوهُ".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ،

قوله: {وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ}، أَيْ حِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْعِدَّةِ مِنْ أَصْحَابِهِ".

قوله تعالى: {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ عِمْرَانَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا سَهْلٌ يعْنِي ابْنَ أَبِي الصَّلْتِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ فِي قَوْلِ اللّه: {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ}، قال:"مَا اسْتَيْقَنَتْهُ أَنْفُسُهُمْ وَلَكِنْ ظَنًّاً مِنْهُمْ".

 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ،

قوله: {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ}، أَيْ مَا اسْتَيْقَنُوا بِقَتْلِهِ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ".

قوله تعالى: {وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: {وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا}، يعْنِي: لَمْ يَقْتُلُوا ظَنَّهُمْ يَقِينًا".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا سلمة بن الفضل، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ"{وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} عِنْدَهُمْ عِلْمُهُمْ".

١٥٨

قوله تعالى: {بَلْ رَفَعَهُ اللّه إِلَيْهِ}

  ذَكَرَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ يَزِيدَ الْخُرَاسَانِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ}، قال:"ثَلاثَةً وَثَلاثِينَ سَنَةً، وَهُوَ الَّذِي رُفِعَ عَلَيْهِ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ".

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: {بَلْ رَفَعَهُ اللّه إِلَيْهِ}، رَفَعَ اللّه إِلَيْهِ عِيسَى حَيًّا".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ عَبَّادٍ الرُّؤَاسِيُّ، حَدَّثَنِي رُدَيْحُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ الشَّيْبَانِيِّ حَدَّثَهُ:"أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رُفِعَ مِنْ جَبَلِ طُورِ زَيْتَا، قَالَ:"بَعَثَ اللّه رِيحًا فَخَفَقَتْ بِهِ حَتَّى هَرْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَهُ اللّه إِلَى السَّمَاءِ".

قوله تعالى: {وَكَانَ اللّه عَزِيزًا حَكِيمًا}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:"أَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللّه: {وَكَانَ اللّه عَزِيزًا حَكِيمًا}، قال ابْنُ عَبَّاسٍ: كَذَلِكَ كَانَ وَلَمْ يَزَلْ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:"أَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: سَمِعْتُ اللّه تَعَالَى يَقُولُ: {وَكَانَ اللّه} كَأَنَّهُ شَيْءٌ كَانَ، قَالَ: أَمَّا

قوله: {وَكَانَ}، فَإِنَّهُ لَمْ يَزَلْ وَلا يَزَالُ، وَهُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ، وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ، وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ".

  حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا حُسَيْنُ بْنُ عِيسَى بْنِ مَيْسَرَةَ، ثنا أَبُو زُهَيْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَغْرَاءَ، أَنْبَأَ مُجَمِّعُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَمِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:"قَالَ يَهُودِيٌّ: إِنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ اللّه عَزِيزٌ حَكِيمٌ، فَكَيْفَ هُوَ الْيَوْمُ ؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّهُ كَانَ مِنْ نَفْسِهِ عَزِيزًا حَكِيمًا".

١٥٩

قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ}، قال:"الْيَهُودُ خَاصَّةً".

وَالوجه الثَّانِي:

 حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، فِي

قوله: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ}، قال:"النَّجَاشِيُّ وَأَصْحَابُهُ".

قوله تعالى: {إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ}

  حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى أَبُو مُوسَى، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:"يَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ فَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَتَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا، وَيُعْطَى الْمَالُ حَتَّى لا يُقْبَلَ، وَيُجْمَعُ لَـهُ الصَّلاةُ، وَيَأْتِي الرَّوْحَاءَ، فَيَحُجَّ مِنْهَا أَوْ يَعْتَمِرَ أَوْ يَجْمَعَهَا اللّه لَهُ"، ثُمَّ قَرَأَ أَبُو هُرَيْرَةَ: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ}، قال: قبل مَوْتِ عِيسَى ، قَالَ حَنْظَلَةُ: فَلا أَدْرِي هَذَا أَصْلُهُ حَدِيثُ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ قَوْلاًًًًًًًًًٌ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

  حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ هَارُونَ الْغَنَوِيِّ، سَمِعَ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِـنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ}، قال:"لَوْ أَنَّ يَهُودِيًّا وَقَعَ مِنْ حَائِطٍ إِلَى الأَرْضِ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يُؤْمِنَ بِهِ يعْنِي: بِعِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ".

وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ اللاحِقِيُّ، ثنا جُوَيْرِيَةُ بْنُ بَشِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلا، قَالَ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ ، قَوْلُ اللّه تَعَالَى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ}، قال:"قَبْلَ مَوْتِ عِيسَى إِنَّ اللّه رَفَعَ إِلَيْهِ عِيسَى ، وَهُوَ بَاعِثُهُ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَقَامًا يُؤْمِنُ بِهِ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ".

  حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مَوْلَى عبد اللة بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا سَهْلٌ، ثنا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي

قوله: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ}، قال:"يُؤْمِنُونَ إِيمَانًا لا يَنْفَعُهُمْ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، ثنا سُلَيْمَانُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، قَالَ:"لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ يُدْرِكُهُ نُزُولُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ إِلا آمَنَ بِهِ، وَذَلِكَ

قوله: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ}".

قوله تعالى: {قَبْلَ مَوْتِهِ}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يعْنِي ابْنَ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ}، قال:"قَبْلَ مَوْتِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ". وَرُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَمُجَاهِدٍ، وَالْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ، نَحْوُ ذَلِكَ.

وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، أَنْبَأَ بِشْرٌ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: {إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ}، قال:"قَبْلَ مَوْتِ الْيَهُودِيِّ". وَرُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَالضَّحَّاكِ، نَحْوُ ذَلِكَ.

قوله تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ نُفَيْلٍ، ثنا عَفِيفُ بْنُ سَالِمٍ الْمُصَلِّي، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ، قَالَ:"أَرْسَلَ الْحَجَّاجُ إِلَى عِكْرِمَةَ، يَسْأَلُهُ عَنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، أَمِنَ الدُّنْيَا هُوَ أَمْ مِنَ الآخِرَةِ ؟ فَقَالَ:"صَدْرُ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنَ الدُّنْيَا وَآخِرُهُ مِنَ الآخِرَةِ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَنْبَأَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا}، يقول:"يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ رِسَالاتِ رَبِّهِ، وَأَقَرَّ بِالْعُبُودِيَّةِ عَلَى نَفْسِهِ".

١٦٠

قوله تعالى: {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لهم}

 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {طَيِّبَاتٍ كَانَتْ أُحِلَّتْ لَهُمْ}

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أنبا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، فِي

قوله: {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ}، كَانَ اللّه تَعَالَى حَرَّمَ عَلَى أَهْلِ التَّوْرَاةِ حِينَ أَقَرُّوا بِهَا أَنْ يَأْكُلُوا الرِّبَا، وَنَهَاهُمْ أَنْ يَبْخَسُوا النَّـاسَ أَشْيَاءَهُمْ، وَنَهَاهُمْ أَنْ يَأْكُلُوا أَمْوَالَ النَّاسِ ظُلْمًا، فَأَكَلُوا الرِّبَا وَأَكَلُوا أَمْوَالَ النَّاسِ ظُلْمًا، وَصَدُّوا عَنْ دِينِ اللّه وَعَنِ الإِيمَانِ بِمُحَمَّدٍ ، فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ حَرَّمَ اللّه عَلَيْهِمْ بَعْضَ مَا كَانَ أَحَلَّ لَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ، عُقُوبَةً لَهُمْ بِمَا اسْتَحَلُّوا مَا كَانَ نَهَاهُمْ عَنْهُ، فَحَرَّمَ عَلَيْهِمْ كُلَّ ذِي ظُفُرٍ: الْبَعِيرَ، وَالنَّعَامَةَ، وَنَحْوَهُمَا مِنَ الدَّوَابِّ، وَمِنَ الْبَقَرِ، وَالْغَنَمِ وَشُحُومِهِمَا، إِلا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَـا مِنَ الشَّحْمِ وَالْحَوَايَا، يُقَـالُ: هَذَا الْبَقَرُ، وَيُقَـالُ هُوَ الْبَطْنُ غَيْرُ الثَّرْبِ، وَمَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ مِنَ اللَّحْمِ، يَقُولُ: ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ، يَقُولُ: بِاسْتِحْلالِهِمْ مَا كَانَ اللّه حَرَّمَ عَلَيْهِمْ".

قوله تعالى: {وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللّه}

  حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: {وَبِصَدِّهِمْ سَبِيلِ اللّه}، قال:"عَنِ الْحَقِّ".

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ،

قوله: {وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللّه كَثِيرًا}، صَدُّوا عَنْ دِينِ اللّه، وَعَنِ الإِيمَانِ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

قوله تعالى: {كَثِيرًا}

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: {وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللّه كَثِيرًا}، قال:"أَنْفُسَهَمْ وَغَيْرَهُمْ عَنِ الْحَقِّ".

١٦١

قوله تعالى: {وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ}

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ،

قوله: {وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ}، قال:"كَانَ اللّه حَرَّمَ عَلَى أَهْلِ التَّوْرَاةِ حِينَ أَقَرُّوا بِهَا أَنْ يَأْكُلُوا الرِّبَا، فَأَكَلُوا الرِّبَا".

قوله تعالى: {وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ}

  وَبِهِ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ،

قوله: {وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّـاسِ}، قال:"كَانَ اللّه حَرَّمَ عَلَى أَهْلِ التَّوْرَاةِ حِينَ أَقَرُّوا بِهَا أَنْ يَأْكُلُوا أَمْوَالَ النَّاسِ، فَأَكَلُوا أَمْوَالَ النَّاسِ، فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ حَرَّمَ اللّه عَلَيْهِمْ مَا كَانَ أَحَلَّ لَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ".

قوله تعالى: {بِالْبَاطِلِ}

  وَبِهِ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ،

قوله: {بِالْبَاطِلِ}، قال:"ظُلْمًا".

قوله تعالى: {وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ}

  وَبِهِ، عَنْ مُقَاتِلٍ،

قوله: {وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ}، يعْنِي:"مِنَ الْيَهُودِ".

قوله تعالى: {عَذَابًا أَلِيمًا}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: {عَذَابًا أَلِيمًا}، يقول:"نَكَالا مُوجِعًا".

١٦٢

قوله تعالى: {لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ}

 حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الْحِمْصِيُّ، ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا فَيَّاضٌ الرَّقِّيُّ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ يَزِيدَ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَسًا، وَأَبَا الدَّرْدَاءِ، وَأَبَا أُمَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَـا أَبُو الدَّرْدَاءِ، أَنَّ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ، فَقَالَ:"مَنْ بَرَّتْ يَمِينُهُ، وَصَدَقَ لِسَانُهُ، وَاسْتَقَامَ قَلْبُهُ، وَمَنْ عَفَّ بَطْنُهُ وَفَرْجُهُ، فَهُوَ مِنَ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ".

  ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَوْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: {لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ}، نَزَلَتْ فِي عَبْدِ اللّه بْنِ سَلامٍ وَأُسَيْدِ بْنِ سُعَيَّةَ وَثَعْلَبَةَ بْنِ سُعَيَّةَ وَأَسَدِ بْنِ عُبَيْدٍ ، حِينَ فَارَقُوا يَهُودَ وَشَهِدُوا أَنَّ الَّذِي جَاءَ بِهِ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقٌّ مِنَ اللّه، وَأَنَّهُمْ يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ".

قوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قبلك}

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: {لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ، وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ}، اسْتَثْنَى اللّه مِنْهُمْ ثُنْيَةً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ، فَكَانَ مِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللّه، وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْهِمْ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى نَبِيِّ اللّه، يُؤْمِنُونَ بِهِ وَيُصَدِّقُونَهُ وَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ".

قوله تعالى: {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونُ الزَّكَاةَ}

  حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا آدَمُ، ثنا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ يعْنِي فِي

قوله: {الْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ}، قال:"فَرِيضَةٌ وَاجِبَةٌ لا تَنْفَعُ الأَعْمَالُ إِلا بِهَا، وَالزَّكَاةُ فَرِيضَةٌ وَاجِبَةٌ لا تَنْفَعُ الأَعْمَالُ إِلا بِهَا".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٌ، ثنا الْوَلِيدُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَمِرٍ، قَالَ الزُّهْرِيُّ:"إِقَامَتُهَا أَنْ تُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ لِوَقْتِهَا".

قوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّه وَالْيَوْمِ الآخِرِ}

  أَخْبَرَنَا مَحْمُودُ بْنُ آدَمَ الْمَرْوَزِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّضْرَ بْنَ شُمَيْلٍ، يَقُولُ:"تَفْسِيرُ الْمُؤْمِنِ إِنَّهُ آمِنٌ مِنْ عَذَابِ اللّه".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا خُلَيْدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:"الْمُؤْمِنُونَ هُمُ الْعَجَّاجُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَاللّه مَا زَالُوا يَقُولُونَ: رَبَّنَا رَبَّنَا حَتَّى اسْتُجِيبَ لَهُمْ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،

قوله: {وَالْيَوْمِ الآخِرِ}، يعْنِي: وَيُصَدِّقُونَ بِالْغَيْبِ الَّذِي فِيهِ جَزَاءُ الأَعْمَالِ".

١٦٣

قوله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ}

  ذُكِرَ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الرَّبِيعِ، فِي

قوله: {إِنَّـا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ}، قال:"أَوْحَى اللّه لَهُ كَمَا أَوْحَى إِلَى جَمِيعِ النَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: يَقُولُ اللّه تَعَالَى فِي الْخَبَرِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: {قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَـامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} ثُمَّ مَضَى عَلَى ذَلِكَ، فَعَرَفَ أَنَّ الْوَحْيَ مِنَ اللّه يَأْتِي الأَنْبِيَاءَ أَيْقَاظًا وَنِيَامًا، وَكَانَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا بَلَغَنِي يَقُولُ:"تَنَامُ عَيْنَايَ، وَقَلْبِي يَقْظَانُ"، فَاللّه أَعْلَمُ أَنَّى ذَلِكَ كَانَ قَدْ جَاءَهُ وَعَايَنَ فِيهِ مَا عَايَنَ مِنْ أَمْرِ اللّه عَلَى أَيِّ حَالاتٍ كَانَ نَائِمًا أَوْ يَقْظَانًا، كُلُّ ذَلِكَ حَقٌّ وَصِدْقٌ

قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ}

 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ سُكَيْنٌ، ومحمد، وَعَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: يَا مُحَمَّدُ، مَا نَعْلَمُ أَنَّ اللّه أَنْزَلَ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ بَعْدَ مُوسَى ، فَأَنْزَلَ اللّه فِي ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِمَا: {إِنَّـا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ، وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ} الآيَةَ".

قوله تعالى: {وَالأَسْبَاطِ}

  حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا آدَمُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ:"{وَالأَسْبَاطِ} هُوَ يُوسُفُ وَإِخْوَتُهُ بَنُو يَعْقُوبَ اثْنَا عَشَرَ رَجُلا، وَلَدَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ فَسُمُّوا الأَسْبَاطَ". وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، نَحْوُ ذَلِكَ.

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادِ بْنِ طَلْحَةَ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله: {وَالأَسْبَاطِ}، قال:"هُمْ بَنُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ وَبِنْيَامِينُ وَرُوبِيلُ وَيَهُوذَا وَشَمْعُونَ وَلاوِي وَدَانُ وَقَهَابُ".

قوله تعالى: {وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، قَالَ:"الزَّبُورُ ثَنَاءٌ عَلَى اللّه وَدُعَاءٌ وَتَسْبِيحٌ".

قوله تعالى: {وَآتَيْنَا}

  ‏وَبِهِ، عَنِ الرَّبِيعِ،

قوله: {وَآتَيْنَا}، قال:"أَعْطَاهُ اللّه".

١٦٤

قوله تعالى: {وَرُسُلا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ}

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الْحِمْصِيُّ، ثنا أَبُو الْمُغِيرَةِ، ثنا مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللّه، كَمِ الأَنْبِيَاءُ ؟ قَالَ:"مِائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا، وَالرُّسُلُ مِنْ ذَلِكَ ثَلاثُمِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا".

قوله تعالى: {وَرُسُلا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الصَّيْرَفِيُّ بِالْبَصْرَةِ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ نُجَيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ،

قوله: {وَرُسُلا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ}، قال:"بَعَثَ اللّه نَبِيًّا عَبْدًا حَبَشِيًّا فَهُوَ مِمَّنْ لَمْ يَقُصَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

  حَدَّثَنَـا الْحُسَيْنُ بْنُ السَّكَنِ الْبَصْرِيُّ، ثنا أَبُو زَيْدٍ يعْنِي النَّحْوِيَّ، ثنا قَيْسٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ نُجَيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ، فِي

قوله: {وَرُسُلا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ}، قال:"بُعِثَ نَبِيٌّ مِنَ الْحَبَشِ فَهُوَ مِمَّنْ لَمْ يَقُصَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

قوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللّه مُوسَى تَكْلِيمًا}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَمْرُو بْنُ الصَّلْتِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عِيسَى الرَّقَاشِيِّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّه، قَالَ:"لَمَّا كَلَّمَ اللّه تَعَالَى مُوسَى يَوْمَ الطُّورِ، كَلَّمَهُ بِغَيْرِ الْكَلامِ الَّذِي كَلَّمَهُ يَوْمَ نَادَاهُ، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: يَا رَبِّ هَذَا كَلامُكَ الَّذِي كَلَّمْتَنِي بِهِ ؟ قَالَ: لا يَا مُوسَى ، إِنَّمَا كَلَّمْتُكَ بِقُوَّةِ عَشَرَةِ آلافِ لِسَانٍ وَلِي قُوَّةُ الأَلْسِنَةِ كُلِّهَا، وَأَنَا أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ، فَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، قَالُوا: يَا مُوسَى ، صِفْ لَنَـا كَلامَ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ: لا أَسْتَطِيعُهُ، قَالُوا: فَشَبِّهْ، قَالَ: أَلَمْ تَرَوْا إِلَى صَوْتِ الصَّوَاعِقِ، فَإِنَّهَا قَرِيبٌ مِنْهُ وَلَيْسَ بِهِ".

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ بَشَّارٍ الرَّمَادِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ جَزْئ بْنِ جَابِرٍ الْخَثْعَمِيِّ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ:"إِنّ اللّه تعالى لَمَّا كَلَّمَ مُوسَى بِالأَلْسِنَةِ كُلِّهَا سِوَى كَلامِهِ، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: أَيْ رَبِّ هَذَا كَلامُكَ ؟ قَالَ:"لا، وَلَوْ كَلَّمْتُكَ بكلامي لَمْ تَسْتَقِمْ لَهُ"، قَالَ: أَيْ رَبِّ فَهَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ يُشْبِهُ كَلامَكَ ؟ قَالَ:"لا، قَالَ: وَأَشَدُّ خَلْقِي شَبَهًا بِكَلامِي أَشَدُّ مَا تَسْمَعُونَ مِنَ الصَّوَاعِقِ".

قوله تعالى: {تَكْلِيمًا}

 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ:"كَلَّمَ اللّه مُوسَى مَرَّتَيْنِ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَمَانٍ، أَنْبَأَ خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ يعْنِي ابْنَ دَاوُدَ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: {وَكَلَّمَ اللّه مُوسَى تَكْلِيمًا}، قال:"مِرَارًا".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا أَبُو تُمَيْلَةَ، عَنْ أَبِي عِصْمَةَ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: {وَكَلَّمَ اللّه مُوسَى تَكْلِيمًا}، قال:"مُشَافَهَةً".

١٦٥

قوله تعالى: {رُسُلا مُبَشِّرِينَ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللّه الْفَزَارِيُّ، ثنا شَيْبَانُ النَّحْوِيُّ، أَخْبَرَنِي قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: {مُبَشِّرًا}، قال:"مُبَشِّرًا بِالْجَنَّةِ".

قوله تعالى: {وَمُنْذِرِينَ}

  وَبِهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: {نَذِيرًا}، قال:"نَذِيرًا مِنَ النَّارِ".

قوله تعالى: {لِئَلا يَكُونَ}

  حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي مُوسَى الْخَطْمِيُّ، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ،

قوله: {لِئَلا} يعْنِي:"لِكَيْلا".

قوله تعالى: {لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّه حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله:"{لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّه حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}، فَيَقُولُونَ مَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولا".

١٦٦

قوله تعالى: {لَكِنِ اللّه يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ}

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى آلِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، قَالَ: دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَاعَةٌ مِنْ يَهُودَ، فَقَالَ لَهُمْ:"أَمَا وَاللّه إِنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللّه إِلَيْكُمْ مِنَ اللّه"، فَقَالُوا: مَا نَعْلَمُ وَمَا نَشْهَدُ عَلَيْهِ، فَأَنْزَلَ اللّه فِي ذَلِكَ: {لَكِنِ اللّه يَشْهَدُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ، وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّه شَهِيدًا}

قوله تعالى: {أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سَهْلٍ الْجَعْفَرِيُّ، وَخَزَرُ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالا: ثنا عِمْرَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، ثنا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، قَالَ:"أَقْرَأَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ الْقُرْآنَ، وَكَانَ إِذَا قَرَأَ أَحَدُنَـا الْقُرْآنَ، قَالَ: قَدْ أَخَذْتُ عِلْمَ اللّه، فَلَيْسَ أَحَدٌ الْيَوْمَ أَفْضَلَ مِنْكَ إِلا بِعَمَلٍ، ثُمَّ قَرَأَ: {أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّه شَهِيدًا}".

١٦٧

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللّه قَدْ ضلوا ضلالاً بعيداً}

  حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: {عَنْ سَبِيلِ اللّه}، عَنِ الْحَقِّ".

١٦٨-١٦٩

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا}

 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُقَاتِلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ،

قوله: {وَظَلَمُوا}، قال:"الظُّلْمُ: الْفَاحِشَةُ".

قوله تعالى: {وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا إِلا طَرِيقَ جَهَنَّمَ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، أَنْبَأَ جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ، أَنَّ عَبْدَ اللّه بْنَ مَسْعُودٍ، كَانَ يَقُولُ:"صَعُودُ جَهَنَّمَ صَخْرَةٌ مَلْسَاءُ".

قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: {خَالِدِينَ فِيهَا} يعْنِي: لا يَمُوتُونَ".

قوله تعالى: {أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّه يَسِيرًا}

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَوْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}، قال:"لا انْقِطَاعَ لَهُ".

١٧٠

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ ربكم}

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فِيمَا حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَوْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ}، أَيِ الْفَرِيقَيْنِ جَمِيعًا مِنَ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ".

١٧١

قوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تقولوا على اللّه إلا الحق}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ خُلَيْدِ بْنِ دَعْلَجٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي

قوله: {لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ}، قال:"لا تَبْتَدِعُوا".

  أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ الْقَرَطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، يَقُولُ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: {لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ}، قال:"الْغُلُوُّ: فِرَاقُ الْحَقِّ، وَكان مِمَّا غَلَوْا فِيهِ أَنْ دَعَوْا للّه صَاحِبَةً وَوَلَدًا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عَطِيَّةَ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي

قوله: {لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ}، قال:"لا تَعْتَدُوا".

قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّه}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ:"الْمَسِيحُ: الصِّدِّيقُ".

الوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو طَاهِرٍ، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْب، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ هِلالٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ يَحْيَى بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الثَّقَفِيَّ حَدَّثَهُ، "أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ كَانَ سَائِحًا، وَلِذَلِكَ سُمِّيَ الْمَسِيحَ، قَالَ: يَمْشِي بِأَرْضٍ، وَيُصْبِحُ بِأُخْرَى".

قوله تعالى: {عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّه}

 حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:"لَمْ يَكُنْ مِنَ الأَنْبِيَاءِ مَنْ لَهُ اسْمَيْنِ إِلا عِيسَى وَمُحَمَّد صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

قوله تعالى: {وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ}

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ لَهُ:"كُنْ فَكَانَ".

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ شَاذَّ بْنَ يَحْيَى، يَقُولُ فِي

قوله تعالى: {وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ}، قال:"لَيْسَ الْكَلِمَةُ صَارَتْ عِيسَى وَلَكِنْ بِالْكَلِمَةِ صَارَ عِيسَى".

قوله تعالى: {وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللّه وَرُسُلِهِ}

  ذُكِرَ، عَنْ حَكَّامٍ، عَنْ عنبسة، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ}، قال:"رَسُولٌ مِنْهُ".

وَالوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا شَاذُّ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قُلْتُ لِيَزِيدَ بْنِ هَارُونَ: أَيُّ شَيْءٍ أَحَلَّهَا ؟ قَالَ:"رُوحُ اللّه بَيْنَ عِبَادِهِ، قَالَ: تَحَابُّ النَّاسِ، ثُمَّ قَرَأَ يَزِيدُ: {وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ}، قال: مَحَبَّةٌ".

قوله تعالى: {وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللّه إله واحد}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ:"نَزَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ، فَقَالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ: كَيْفَ يَسَعُ النَّاسَ إِلَهٌ وَاحِدٌ ؟ فَأَنْزَلَ اللّه: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ } إِلَى قَوْلِهِ { لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}، فَبِهَذَا تَعْلَمُونَ أَنَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَأَنَّهُ إِلَهُ كُلِّ شَيْءٍ وَخَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ".

قوله تعالى: {سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السماوات}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سُبْحَانَ اللّه، قَالَ: تَنْزِيهُ اللّه نَفْسَهُ عَنِ السُّوءِ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ عُمَرُ لِعَلِيٍّ وَأَصْحَابُهُ عِنْدَهُ: لا إِلَهَ إِلا اللّه قَدْ عَرَفْنَاهُ فَمَا سُبْحَانَ اللّه ؟ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ:"كَلِمَةٌ أَحَبَّهَا اللّه لِنَفْسِهِ وَرَضِيَهَا وَأَحَبَّ أَنْ تُقَالَ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ نُفَيْلٍ، ثنا النَّضْرُ بْنُ عَرَبِيٍّ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ مَيْمُونَ بْنَ مِهْرَانَ، عَنْ سُبْحَانَ اللّه، فَقَالَ:"اسْمٌ يُعَظَّمُ اللّه بِهِ وَيُحَاشَا بِهِ السُّوءُ".

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي أَبُو الأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ:"سُبْحَانَ اللّه، اسْمٌ لا يَسْتَطِيعُ النَّاسُ أَنْ يَنْتَحِلُوهُ".

١٧٢

قال تعالى:

قوله تعالى: {لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا للّه وَلا الملائكة المقربون}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَ هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: {يَسْتَنْكِفَ}، قال:"لَنْ يَسْتَكْبِرَ". وَرُوِيَ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، نَحْوُ ذَلِكَ.

وَالوجه الثَّانِي:

 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: {لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا للّه وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ}، يقول:"لَنْ يَحْتَشِمَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا للّه وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ".

قوله تعالى: {وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي

قوله: {جَمِيعًا}، قال:"الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ".

١٧٣

قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى، ثنا بَقِيَّةُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللّه الْكِنْدِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، فِي

قوله: {يُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ}، قال:"أُجُورُهُمْ أَنْ يُدْخِلَهُمُ الْجَنَّةَ".

قوله تعالى: {وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ}

  وَبِهِ، عَنِ الأَعْمَشِ، فِي

قوله: {وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ}، قال:"الشَّفَاعَةُ لِمَنْ وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ مِمَّنْ صَنَعَ إِلَيْهِمُ الْمَعْرُوفَ فِي الدُّنْيَا".

قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أبو صالح، حدثنى مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله:"{وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللّه وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا}، إِلا أَنْ يَتُوبَ قَبْلَ مَوْتِهِ فَيَتُوبَ اللّه عَلَيْهِ".

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ}

  حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: {بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ}، قال:"حُجَّةٌ". وَرُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ، مِثْلُ ذَلِكَ

  أَخْبَرَنَـا عَمْرُو بْنُ ثَوْرٍ الْقَيْسَارِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ، فِي

قوله: {قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ}، قال:"النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ،

١٧٤

قوله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ}، بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ".

قوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا}

  وَبِهِ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا}، وَهُوَ هَذَا الْقُرْآنُ".

١٧٥

قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّه وَاعْتَصَمُوا بِهِ}

  حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، عَنْ سَعْدٍ الطَّائِيِّ، عَنِ ابْنِ أَخِي الْحَارِثِ الأَعْوَرِ، عَنِ الْحَارِثِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ:"{الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ} كِتَابُ اللّه".

١٧٦

قال تعالى:

قوله تعالى: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّه يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ}

 حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللّه، يَقُولُ:"اشْتَكَيْتُ، فَأَتَانِي رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُنِي هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ وَهُمَا مَاشِيَانِ، وَجَاءَا وَقَدْ أُغْمِيَ عَلَيَّ، فَتَوَضَّأَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ صَبَّ عَلَيَّ وَضُوءَهُ، فَأَفَقْتُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّه، كَيْفَ أُوصِي فِي مَالِي ؟ كَيْفَ أَصْنَعُ فِي مَالِي ؟ فَلَمْ يُجِبْنِي رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَزَلَتْ آيَةُ الْمِيرَاثِ".

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا سُفْيَانُ، وَقَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ، قَالَ يعْنِي جَابِرٌ:"أُنْزِلَتْ فِيَّ {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّه يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ الْكَلالَةِ".

قوله تعالى: {إِنِ امْرُؤٌا هَلَكَ}

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله: {إِنِ امْرُؤٌا هَلَكَ}، يقول:"مَاتَ". وَرُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، مِثْلُ ذَلِكَ

قوله تعالى: {لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى"{لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ}، مِنْ أَبِيهِ وَأُمِّهِ، أَوْ مِنْ أَبِيهِ".

قوله تعالى: {فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ}

  وَبِهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى"{فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ}، مِنَ الْمِيرَاثِ وَالْبَقِيَّةُ لِلْعَصَبَةِ".

قوله تعالى: {وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ}

  وَبِهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: {وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ}

قوله تعالى: {فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ}

  وَبِهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،

قوله: {فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ}، قال:"فَلَوْ مَاتَ الأَخُ وَكَانَتْ لَهُ أُخْتَانِ، فَصَاعِدًا مِنْ أَبِيهِ وَأُمِّهِ أَوْ مِنْ أَبِيهِ".

قوله تعالى: {فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ}

  حَدَّثَنَـا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَرِيضٌ، فَقَالَ لِي:"يَا جَابِرُ ، إِنِّي أَرَاكَ مَيِّتًا مِنْ يَوْمِكَ هَذَا، فَبَيِّنْ لإِخْوَتِكَ فَأَوْصَى لَهُنَّ بِالثُّلُثَيْنِ"، قَالَ: وَكَانَ جَابِرٌ ، يَقُولُ: هَذِهِ الآيَةُ نَزَلَتْ فِيَّ: {فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،

قوله: {فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ}، يعْنِي: الأَخَ".

قوله تعالى: {وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً}

  وَبِهِ، عَنْ سَعِيدٍ: {وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً}، يعْنِي: إِخْوَةَ الْمَيِّتِ".

قوله تعالى: {رِجَالا وَنِسَاءً}

 وَبِهِ، عَنْ سَعِيدٍ،

قوله:"{رِجَالا وَنِسَاءً}، مِنْ أَبِيهِ وَأُمِّهِ، أَوْ مِنْ أَبِيهِ فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ".

قوله تعالى: {فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله:"{فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ} صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا".

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله: {حَظِّ}، يقول:"نَصِيبٌ".

قوله تعالى: {يُبَيِّنُ اللّه لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا}

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا قَرَأَ: {يُبَيِّنُ اللّه لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا}، قال:"اللّهمَّ مَنْ بُيِّنَتْ لَهُمُ الْكَلالَةُ فَلَمْ تُبَيَّنْ لِي".

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: {يُبَيِّنُ اللّه لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا}، يقول:"أَنْ لا تَحُطُّوا قِسْمَةَ الْمِيرَاثِ".

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ،

قوله: {يُبَيِّنُ اللّه لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا}، يقول:"أَنْ تَحْفَظُوا قِسْمَةَ الْمَوَارِيثِ، فَهَذِهِ الضَّلالَةُ الَّتِي يَكُونُ فِيهَـا الإِخْوَةُ عَصَبَةً، إِذَا لَمْ يَكُنْ وَلَدٌ فَيَرِثُونَ مَعَ الْجَدِّ فِي الْكَلالَةِ".

  قُرِئَ عَلَى يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: {يُبَيِّنُ اللّه لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا}، فَهَذِهِ الضَّلالَةُ الَّتِي يَكُونُ فِيهَا الإِخْوَةُ عَصَبَةً، إِذَا لَمْ يَكُنْ وَلَدٌ فَيَرِثُونَ مَعَ الْجَدِّ فِي الْكَلالَةِ".

قوله تعالى: {وَاللّه بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه، حَدَّثَنِي عبد اللة ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: {وَاللّه بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}، يعْنِي: مِنْ قِسْمَةِ الْمَوَارِيثِ وَغَيْرِهَا عَلِيمٌ".

آخر سورة النساء

﴿ ٠