٥٩قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّه} حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٌ، ثنا الْوَلِيدُ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ:إِذَا قَالَ اللّه تَعَالَى: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} إفْعَلُوا، فَالنَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ". قوله تعالى: {وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} حَدَّثَنَـا الْمُنْذِرُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ قوله: "{أَطِيعُوا اللّه وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} قَالَ: طَاعَةُ الرَّسُولِ: اتِّبَاعُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ". قوله تعالى: {وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ الْمُسَيَّبِ الضَّبِّيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، قَالا: ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَأَخْبَرَنِي يَعْلَى بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّه وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} قَالَ: نَزَلَتْ فِي عَبْدِ اللّه بْنِ حُذَافَةَ إِذْ بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ". وَالسِّيَاقُ لأَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَوَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} قَالَ: أُمَرَاءُ السَّرَايَا". ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ فَضْلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قوله: "{أَطِيعُوا اللّه وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} بَعَثَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فِي سَرِيَّةٍ وَفِيهَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، فَسَارُوا قِبَلِ الْقَوْمِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ، فَلَمَّا بَلَغُوا قَرِيباً مِنْهُمْ، عَرَشُوا وَأَتَاهُمْ ذُو الْعِينْتَيْنِ، فَأَخَبَرَهُمْ، فَأَصْبَحُوا قَدْ هَرَبُوا غَيْرَ رَجُلٍ أَمَرَ أَهْلَهُ فَجَمَعُوا مَتَاعَهُمْ، ثُمَّ أَقْبَلَ يَمْشِي فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ، حَتَّى أَتَى عَسْكَرَ خَالِدٍ يَسْأَلُ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: يَا أَبَا الْيَقْظَانِ إِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَشَهِدْتُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللّه وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ قَوْمِي لَمَّا سَمِعُوا بِكُمْ هَرَبُوا وَأَنِّي بَقِيتُ، فَهَلْ إِسْلامِي نَـافِعِي غَداً ؟ وَإِلا هَرَبْتُ. فَقَالَ عَمَّارٌ: بَلْ هُوَ نَافِعُكَ، فَأَقِمْ فَأَقَامَ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا أَغَارَ خَالِدٌ فَلَمْ يَجِدْ أَحَداً غَيْرَ الرَّجُلِ، فَأَخَذَهُ وَأَخَذَ مَالَهُ، فَبَلَغَ عَمَّاراً الْخَبَرُ فَأَتَى خَالِداً ، فَقَـالَ: خَلِّ عَنِ الرَّجُلِ، فَإِنَّهُ قَدْ أَسْلَمَ وَهُوَ فِي أَمَانٍ مِنِّي. قَالَ خَالِدٌ: وَفِيمَ أَنْتَ تُجِيرُ، فَاسْتَبَّا، فَارْتَفَعَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَجَازَ أَمَانَ عَمَّارٍ، وَنَهَاهُ أَنْ يُجِيرَ الثَّانِيَةَ عَلَى أَمِيرٍ". حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} قَالَ: هُمُ الأُمَرَاءُ". وَالوجه الثَّانِي: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّه فِي هَذِهِ الآيَةِ: "{أَطِيعُوا اللّه وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} قَالَ: أُولِي الْخَيْرِ". وَالوجه الثَّالِثُ: حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حدثني معاوية بن أبي صالح، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قوله: "{وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} يعْنِي: أَهْلَ الْفِقْهِ وَالدِّينِ، وَأَهْلَ طَاعَةِ اللّه الَّذِينَ يُعَلِّمُونَ النَّـاسَ مَعَانِيَ دِينِهِمْ وَيَأْمُرُنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهُوهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، فَأَوْجَبَ اللّه سُبْحَانَهُ طَاعَتَهُمْ عَلَى الْعِبَادِ". حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قوله: "{وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} قَالَ: أُولُو الْعِلْمِ وَالْفِقْهِ". وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، وَالْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَطَاءٍ، وَإِبْرَاهِيمَ نحو ذلك.. وَرُوِيَ عَنِ أَبِي الْعَالِيَةِ، وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللّه الْمُزَنِيِّ، أَنَّهُمَا قَالا: "الْعُلَمَاءُ". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْحَضْرَمِيُّ بِحَضْرَمَوْتَ، ثنا الْخَصِيبُ بْنُ نَاصِحٍ، ثنا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} قَالَ: أُولِي الْعِلْمِ وَالْفِقْهِ وَالْعَقْلِ وَالرَّأْيِ". وَالوجه الرَّابِعُ: حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عُثْمَانُ بْنُ طَالُوتَ الْجَحْدَرِيُّ، ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} قَالَ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللّه عَنْهُمَا". حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ: "{وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} قَالَ: كَانَ عُمَرُ مِنْ أُولِي الأَمْرِ". وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ: حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ قوله: "{وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} قَالَ: هُمْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هم الدُّعَاةُ الرُّوَاةُ". قوله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ} حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: "فَلَمَّا أَصْبَحُوا أَغَارَ خَالِدٌ فَلَمْ يَجِدْ أَحَداً غَيْرَ الرَّجُلِ، يعْنِي: الَّذِي أَمَّنَهُ عَمَّارٌ، وَأَخَذه وأخذَ مَالَهُ، فَبَلَغَ عَمَّاراً الْخَبَرُ، فَأَتَى خَالِداً فَقَالَ: خَلِّ عَنِ الرَّجُلِ فَإِنَّهُ قَدْ أَسْلَمَ وَهُوَ فِي أَمَانٍ مِنِّي، قَالَ خَالِدٌ: وَفِيمَ أَنْتَ تُجِيرُ، فَاسْتَبَّا فَارْتَفَعَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَجَازَ أَمَانَ عَمَّارٍ، وَنَهَاهُ أَنْ يُجِيرَ الثَّانِيَةَ عَلَى أَمِيرٍ، فَاسْتَبَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يعْنِي: عَمَّاراً وَخَالِداً ، فَقَالَ خَالِدٌ: يَا رَسُولَ اللّه أَتَتْرُكُ هَذَا الْعَبْدَ الأَجْدَعَ يَشْتُمُنِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا خَالِدُ لا تَسُبَّ عَمَّاراً ، فَإِنَّهُ مَنْ سَبَّ عَمَّاراً سَبَّهُ اللّه، وَمَنْ أَبْغَضَ عَمَّاراً أَبْغَضَهُ اللّه، وَمَنْ لَعَنَ عَمَّاراً لَعَنَهُ اللّه، فَغَضِبَ عَمَّارٌ فَقَامَ فَتَبِعَهُ خَالِدٌ حَتَّى أَخَذَ بِثَوْبِهِ فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ، فَرَضِيَ، فَأَنْزَلَ اللّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّه وَالرَّسُولِ}". قوله تعالى: {فَرُدُّوهُ إِلَى اللّه} حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قوله: "{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّه} قَالَ:إِلَى كِتَابِ اللّه". وَرُوِيَ عَنِ عَطَاءٍ، وَالسُّدِّيِّ، وَقَتَادَةَ، وَمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، وَأَبِي سِنَانٍ مِثْلُ ذَلِكَ قوله تعالى: {وَالرَّسُولِ} حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قوله: "{فَرُدُّوهُ إِلَى اللّه وَالرَّسُولِ} قَالَ: إِلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللّه". حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قوله: "{فَرُدُّوهُ إِلَى اللّه وَالرَّسُولِ} قَالَ: إِنْ كَانَ الرَّسُولُ حَيّاً ". وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، وَعَطَاءٍ، وَقَتَادَةَ، وَمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، وَأَبِي سِنَانٍ مِثْلُ ذَلِكَ قوله تعالى: {إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّه وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ} حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَنْبَأَ يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قوله: "{إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّه وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ} يَقُولُ: ذَلِكَ أَحْسَنُ ثَوَاباً ". قوله تعالى: {وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا} حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجاهِدٍ قوله: "{وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا} قَالَ: أَحْسَنُ جَزَاءً". حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قوله: "{وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا} يَقُولُ: عَاقِبَةً". وَرُوِيَ عَنِ قَتَادَةَ مِثْلُ ذَلِكَ |
﴿ ٥٩ ﴾