سُورَة يُوسُفَ

أول السورة التي يذكر فيها يوسف عليه الصلاة والسلام

١

قوله عَزَّ وَجَلّ: {الر}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو غَسَّانَ، ثنا شَرِيكٌ، ثنا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، قَالَ شَرِيكٌ: لا أَرَاهُ إِلا عَنْ أَبِي الضُّحَى يعْنِي: مُسْلِمَ بْنَ صُبَيْحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{الر}، قَالَ: أَنَا اللّه أَرَى"، وَرُوِيَ عَنِ الضَّحَّاكِ، مِثْلُهُ.

 الوجه الثَّانِي:

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا هُدْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "{الر}: حُرُوفُ الرَّحْمَنِ مَفْرِقِهٌ"، فَحَدَّثْتُ بِهِ الأَعْمَشَ، فَقَالَ: عِنْدَكَ مِثْلُ هَذَا وَلا تُخْبِرْنَاهُ.

  حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا مِنْدَلٌ الْعَنَزِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ قَالَ: "{الر}، و {حَم}، و {ن}، هُوَ الرَّحْمَنُ مُقَطَّعٌ"، وَرُوِيَ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللّه، مِثْلُهُ

 وَالوجه الثَّالِثُ:

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: "{الر}، اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الْقُرْآنِ".

 وَالوجه الرَّابِعُ:

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عُثْمَانُ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ مُجَاهِدٌ: "{الر}، قَالَ: هَذَا فَوَاتِحُ يَفْتَتِحُ اللّه بِهَا الْقُرْآنَ"، قَالَ: قُلْتُ: أَلَمْ تَكُنْ تَقُولُ: هِيَ أَسْمَاءٌ ؟ قَالَ: لا.

قوله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ}

 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ،

قوله: "{تِلْكَ}، يعْنِي: هَذِهِ".

قوله تعالى: {الْكِتَابِ}

  حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّبَّاحُ، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِ اللّه: "{الْكِتَابِ}، قَالَ: الْقُرْآنُ"، وَرُوِيَ عَنْ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، نَحْوَ ذَلِكَ.

قوله تعالى: {الْمُبِينِ}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِسِنْجَانِي، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ}، أَيْ: وَاللّه الْمُبَيِّنُ بَرَكَتَهُ وَهُدَاهُ، ورُشْدَهُ".

٢

قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ رَجَاءٍ، أنا عِمْرَانُ أَبُو الْعَوَّامِ الْقَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "أُنْزِلَ الْقُرْآنُ لأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ".

قوله تعالى: {قُرْآنًا عَرَبِيًّا}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ الرُّزَيْقِيُّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي سَيْفُ بْن]ُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يَقُولُ: "نَزَلَ الْقُرْآنُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، وَهُوَ كَلامُهُمْ".

قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،

قوله: "{لَعَلَّكُمْ}، يعْنِي: لِكَيْ".

٣

قوله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}

  حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ غَالِبٍ الْعَطَّارُ، ثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، ثنا خَلادٌ وَهُوَ ابْنُ مُسْلِمٍ الصَّفَّارُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: "نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنُ، فَتَلاهُ عَلَيْهِمْ زَمَانًـا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللّه، لَوْ قَصَصْتَ عَلَيْنَا، فَأَنْزَلَ اللّه: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ}، } إِلَى قَوْلِهِ { {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}، فَتَلاهُ عَلَيْهِمْ زَمَانًا".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، إِذْ أَتَى بِرَجُل]ٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، مَسْكَنُهُ بِالسُّوسِ، فَقَالَ لَـهُ عُمَرُ: "أَنْتَ فُلانٌ ابْنُ فُلانٍ الْعَبْدِيُّ ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَأَنْتَ النَّازِلُ بِالسُّوسِ، فَضَرَبَهُ بِقَنَاةٍ مَعَهُ، فَقَالَ الْعَبْدِيُّ: مَالِيَ ؟ فَقَرَأَ عَلَيْهِ: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ}، } إِلَى قَوْلِهِ { {وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ}، فَقَرَأَهَا عَلَيْهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَضَرَبَهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ لَهُ عُمَرُ: أَنْتَ الَّذِي انْتَسَخْتَ كِتَابَ دَانْيَالَ ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: اذْهَبْ فَامْحُهُ بِالْحَمِيمِ وَالصُّوفِ الأَبْيَضِ، وَلا تَقْرَأْهُ وَلا تُقْرِئْهُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: "مَلَّ أَصْحَابُ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَلَّةً، فَقَالُوا: حَدِّثْنَـا يَا رَسُولَ اللّه، فَأَنْزَلَ اللّه: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}، ثُمَّ مَلُّوا مَلَّةً، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللّه، حَدِّثْنَا، فَنَزَلَتْ: {اللّه نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ}، ثُمَّ مَلُّوا مَلَّةً، فَقَالُوا: حَدِّثْنَا يَا رَسُولَ اللّه، فَأَنْزَلَ اللّه: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللّه}".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، أنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}، قَالَ: فِي الْكُتُبِ الْمَاضِيَةِ وَأُمُورِ اللّه السَّالِفَةِ فِي الأُمَمِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ".

قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلَهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ}

 وَبِهِ، عَنْ قَتَادَةَ: "{وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ}، أَيْ: مِنْ قَبْلِ هَذَا الْقُرْآنِ".

قوله تعالى: {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: "{إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا}، قَالَ: كَانَتْ رُؤْيَا الأَنْبِيَاءِ وَحْيًا".

قوله تعالى: {أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، أنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ،

٤

قوله: "{إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا}، أَيْ: إِخْوَتُهُ"، وَرُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ، مِثْلُ ذَلِكِ

  حَدَّثَنَـا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ بْنِ أَسْلَمَ، فِي

قوله: "{إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ}، قَـالَ: أَبَوَاهُ وَإِخْوَتُهُ فَبَغَاهُ إِخْوَتُهُ، وَكَانُوا أَنْبِيَاءَ، فَقَالُوا: مَا رَضِيَ أَنْ يَسْجُدَ لَهُ إِخْوَتُهُ، حَتَّى سَجَدَ لَهُ أَبَوَاهُ، حِينَ بَلَغَهُمْ".

قوله تعالى: {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ}، قَالَ: وَالشَّمْسُ: يَعْقُوبُ، وَالْقَمَرُ: أُمُّ يُوسُفَ، رَاحِيلُ: {رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ}"، وَرُوِيَ، عَنِ السُّدِّيِّ مِثْلُ ذَلِكَ

  قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّه، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، يُقَالُ لَهُ: بُسْتَانِيُّ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَخْبِرْنِي عَنِ الْكَوَاكِبِ الَّتِي رَآهَا يُوسُفُ أَنَّهَا سَاجِدَةٌ لَهُ مَا أَسْمَاؤُهَا ؟ فَلَمْ يُجِبْهُ نَبِيُّ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْه]ِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ، وَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَسْمَائِهَا، قَالَ: فَبَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بُسْتَانِيَّ، فَلَمَّا جَاءَ، قَالَ لَهُ: "هَلْ أَنْتَ مُؤْمِنٌ إِنْ أَخْبَرْتُكَ بِأَسْمَائِهَا ؟"، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "حِرْبَانُ، وَطَارِقُ، وَالذَّيَّالُ، وَذُو الْكَتِفَيْنِ، وقَابِسٌ، ودَثَّابٌ، وعَمُودَانُ، وَالْفَلِيقُ، وَالْمُصَبِّحُ، وَالضَّرُوحُ، وَذُو الْفَرَعِ، وَالضِّيَاءُ، وَالنُّورُ، رَآهَا سَاجِدَةً لَهُ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ، فَلَمَّا قَصَّهَا يُوسُفُ عَلَى يَعْقُوبَ، قَالَ يَعْقُوبُ: هَذَا أَمَرٌ مُشَتَّتٌ يَجْمَعُهُ اللّه مِنْ بَعْدِ"، قَالَ: يَقُولُ بُسْتَانِيُّ: أَيْ وَاللّه هَذِهِ لأَسْمَاؤُهَا

٥

قوله تعالى: {قَالَ يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدواْ لَكَ كَيداً}

  حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مِهْرَانَ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: "فَكَانَ الْغُلامَانِ: يُوسُفُ، وبِنْيَامِينُ فِي حِجْرِ يَعْقُوبَ، أَحَبَّهُمَ]ا وَعَطَفَ عَلَيْهِمَا لِيُتْمِهِمَا مِنْ أُمِّهِمَا، وَكَانَ أَحَبَّ الْخَلْقِ إِلَيْهِ يُوسُفُ، فَلَمَّا قَدِمُوا نَحْوَ الشَّامِ، قَالَ يَعْقُوبُ لِرُعَاتِهِ وغِلْمَانِهِ: إِنْ أَتَاكُمْ أَحَدٌ يَسْأَلُكُمْ: مَنْ أَنْتُمْ فَقُولُوا: نَحْنُ لِيَعْقُوبَ عَبْدُ عَيْصَا، فلقيهم عيصا، فَقَالَ: مَنْ أَنْتُمْ ؟ فَقَـالُوا: نَحْنُ لِيَعْقُوبَ عَبْدَ عَيْصَا، قَالَ: فَكَفَّ عَنْ يَعْقُوبَ، فَذَلِكَ حِينَ قَالَ: وَإِذْ غَلَبْتَنِي عَلَى الدَّعْوَةِ، فَلا تَغْلِبْنِي عَلَى الْقَبْرِ، فَنَزَلَ يَعْقُوبُ الشَّامَ فَكَانَ لَيْسَ لَـهُ هَمٌّ، إِلا يُوسُفَ وَأَخَاهُ، فَحَسَدَهُ إِخْوَتُهُ مِمَّا رَأَوْا مِنْ حُبِّ أَبِيهِ لَهُ وَرَأَى يُوسُفُ فِي النَّوْمِ رُؤْيَا أَنَّ: {أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ}، فَحَدَّثَ أَبَاهُ بِهَا، فَقَالَ لَهُ يَعْقُوبُ: {يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا}، فَبَلَغَ إِخْوَةَ يُوسُفَ الرُّؤْيَا فَحَسَدُوهُ".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ،"يَقُولُ اللّه عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ، لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَذْكُرُ لَهُ خَبَرَ يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ: {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا}، فَعَرَفَ يَعْقُوبُ تَأْوِيلَـهَا، وَخَشِيَ عَلَيْهِ بَغْي إِخْوَتِهِ فِيمَا عَرَفَ مِنَ التَّأْوِيلِ أَنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالأَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا أَبُوهُ وأُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ، فَقَالَ: {يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ}".

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنـا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ}، قَالَ: عَادَوْهُ، فَإِنَّهُ يَحِقُّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ عَدَاوَتُهُ، وعَدَاوَتُهُ أَنْ تُعَادِيَهُ بِطَاعَةِ اللّه".

٦

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ}

  حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ،

قوله: "{وَكَذَلِكَ}، يعْنِي: هَكَذَا".

 قَالَ تَعَالَى: {يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ}

 حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ}، قَالَ: يَصْطَفِيكَ بِتَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ"، قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: لَيْسَ عِنْدَ أَبِي الْجُمَاهِرِ

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ: "{اجْتَبَاهُ}: اصْطَفَاهُ".

قوله تعالى: {وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ}

  حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُجَيْحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: "{مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ}، قَالَ: عِبَارَةُ الرُّؤْيَا".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبٌ، ثنا ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ}، فَفَعَلَ وَعَلَّمَهُ مِنْ عَبْرِ الأَحَادِيثِ، وَهِيَ: تَأْوِيلُ الأَحَادِيثِ".

  أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، يَقُولُ: فِي

قوله تعالى: "{وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ}، قَالَ: تَأْوِيلُ الْكَلامِ: الْعِلْمُ وَالْحُكْمُ، وَكَانَ يُوسُفُ أَعْبُرُ النَّـاسِ،"وَقَرَأَ: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا}

قوله تعالى: {وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ}

  حَدَّثَنَـا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي

قوله: "{وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ}، قَالَ: مِنْ تَمَامِ النِّعْمَةِ، دُخُولُ الْجَنَّةِ أَنَّ اللّه لَمْ يُتِمَّ عَلَى أَحَدٍ نِعْمَتَهُ فَيُدْخِلَهُ النَّارَ".

قوله تعالى: {كَمَآ أَتَمَهَّا عَلَى أبويك من قبل إبراهيم واسحاق}

قوله تعالى: {إِنَّ رَبِّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ،

قوله: "{عَلِيمٌ}، أَيْ: عَلِيمٌ بِمَا تُخْفُونَ".

  حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ دَاوُدَ، ثنا آدَمُ ثنا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةَ، فِي

قوله: "{حَكِيمٌ}، قَالَ: حَكِيمٌ فِي أَمْرِهِ".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنا أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ،

قوله: "{حَكِيمٌ}، فِي عُذْرِهِ وَحُجَّتِهِ إِلَى عِبَادِهِ".

٧

قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ}

  ذُكِرَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ رَاشِدٍ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ: "{لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ}، قَالَ: عِبَرٌ".

قوله تعالى: {لِلسَّائِلِينَ}

 حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ}، يَقُولُ: مَنْ سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ، فَهُوَ هَكَذَا مَا قَصَّ اللّه عَلَيْكُمْ وَأَنْبَأَكُمْ بِهِ".

٨

قوله تعالى: {إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبَيْنَا مِنَّا}

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله: "{إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبَيْنَا مِنَّا}، وَأَخُوهُ: بِنْيَامِينُ".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الدَّامِغَانِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ حُمْرَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: "{إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ}، يعْنِي: بِنْيَامِينَ، وَهُوَ أَخُو يُوسُفَ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ".

قوله تعالى: {وَنَحْنُ عُصْبَةٌ}

  حدثنا أبى هشام بن خالد، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة،

قوله: "{وَنَحْنُ عُصْبَةٌ}، قال: العصبة، مابين العشرة إلي الأربعين"، وروي عن أبي المليح مثل ذلك

  حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{وَنَحْنُ عُصْبَةٌ}، قَالَ: كَانُوا عَشَرَةً".

 والْوَجْهُ الثَّانِي

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: "الْعُصْبَةُ: أَرْبَعُونَ رَجُلا".

 وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: "قُلْتُ: كَمِ الْعُصْبَةُ ؟ قَالَ: سِتَّةٌ أَوْ سَبْعَةٌ".

  أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَنَحْنُ عُصْبَةٌ}، قَالَ: الْعُصْبَةُ: الْجَمَاعَةُ".

قوله تعالى: {إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ}

  حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: "{إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ}، قَالُوا: فِي ضَلالٍ مِنْ أَمْرِنَا".

٩

قوله تعالى: {اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ}

  حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، فِي

قوله: "{اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ}، يَقُولُ: تَتُوبُونَ مِمَّا صَنَعْتُمْ بِهِ".

١٠

قوله تعالى: {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ}

 حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ}، قَالَ: كُنَّا نُحَدِّثُ أَنَّهُ رُوبِيلُ، وَهُوَ أَكْبَرُ إِخْوَتِهِ، وَهُوَ ابْنُ خَالَةِ يُوسُفَ".

 وَالْوَجْهُ الثَّانِي

  حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه، ثنا الْحُسَيْنُ، أنا عَامِرٌ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ،"{قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ}، وَهُوَ: يَهُوذَا".

 وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ أَبِي: وَفِي كِتَابِ غَيْرِي عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"{قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ}، قَالَ: هُوَ شَمْعُونُ".

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "{قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ}، فَذَكَرُوا وَاللّه أَعْلَمُ أَنَّ الَّذِي قَالَ ذَلِكَ مِنْهُمْ رُوبِيلُ الأَكْبَرُ مِنْ بَنِي يَعْقُوبَ، وَكَانَ أَقْصَدَهُمْ فِيهِ رَأْيًا وَكُلٌّ قَدْ عَظُمَ فِيهِ جُرْمُهُ، وَكَانَ أَيْسَرَهُمْ جُرْمًـا، وَكَفَى بِجُرْمِهِ جُرْمًـا لِمَا اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ مِنْ قَطِيعَةِ الرَّحِمِ، وَعُقُوقِ الْوَالِدِ، وَقِلَّةِ الرَّأْفَةِ بِالصَّغِيرِ الضَّرْعِ، الَّذِي لا ذَنْبَ لَـهُ، وَبِالْكَبِيرِ الْفَانِي ذِي الْحَقِّ وَالْحُرْمَةِ وَالْفَضْلِ عَلَيْهِمْ، وَخَطَرِهِ عِنْدَ اللّه مَعَ حَقِّ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ ، لِيُفَرِقُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَلَدِهِ ، وَحَبِيبِهِ عَلَى كِبَرِ سِنِّهِ، وَرِقَّةِ عَظْمِهِ، مَعَ مَكَانِهِ مِنَ اللّه وَبَيْنَ مَنْ أَحَبَّهُ طِفْلا صَغِيرًا عَلَى ضَعْفِ قُوَّتِهِ، وَصِغَرِ سِنِّهِ، وَحَاجَتِهِ إِلَى لُطْفِ وَالِدِهِ، وَسُكُونِهِ إِلَيْهِ يَغْفِرُ اللّه لَهُمْ، وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَقَدِ احْتَمَلُوا أَمْرًا عَظِيمًا".

قوله تعالى: {وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ}

  أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله: "{قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ}، يعْنِي: الرَّكِيَّةَ".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، أنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ}: فِي بَعْضِ نَوَاحِيهِ أَسْفَلِهِ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي

قوله: "{فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ}، قَالَ: بِئْرٌ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ".

  حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ زَيْدٍ، قَالَ: "الْجُبُّ الَّذِي جُعِلَ فِيهِ يُوسُفُ بِحِذَاءِ طَبَرِيَّةَ، بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا أَمْيَالٌ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يُونُسَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: "كَانَ يُوسُفُ فِي الْجُبِّ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ".

قوله تعالى: {يلتقطه بعض السيارة}

١١

قوله تعالى: {قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلَى يوسف وإنا له لناصحون}

  حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: "فَلَمَّا أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ عَلَى ذَلِكَ، أَتَوْا أَبَاهُمْ، فَقَالُوا: {يَا أَبَانَا مَا لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ}".

١٢

قوله تعالى: {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا}

 حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا شَيْبَانُ، ثنا قَزَعَةُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ الشَّقَرِيُّ: "أَنَّ يَعْقُوبَ، لَمَّا أَرْسَلَ ابْنَهُ مَعَ بَنِيهِ، قَالَ: اللّهمَّ صَافِحْهُمْ بِيَمِينِ الرَّحْمَةِ".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: "فَلَمْ يَزَالُوا يَأَتُونَهُ حَتَّى أَرْسَلَهُ مَعَهُمْ عَلَى وَجَلٍ وَتَخَوُّفٍ، فَذُكِرَ لِي أَنَّهُ لَمَّا أَرْسَلَهُ مَعَهُمْ دَعَاهُ حِينَ أَرَادُوا الذَّهَابَ بِهِ، فَضَمَّهُ إِلَيْهِ، ثُمَّ دَعَا لَهُ، وَقَالَ: اللّهمَّ اجْعَلْ دُعَائِي جُنَّةً مِمَّا أَتَخَوَّفُ عَلَيْهِ".

قوله تعالى: {يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي

قوله: "{يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ}، قَالَ: نَتَحَارَسُ وَنَتَكَالأُ، يَحْفَظُ بَعْضُنَا بَعْضًا وَرُبَّمَا، قَالَ: يَكْلأُ بَعْضُنَا بَعْضًا".

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عُبَيْدُ اللّه، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ،"{يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ}، قَالَ: نَنْشَطُ وَنَلْعَبُ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ،"{يَرْتَعْ}، قَالَ: يَسْعَى ويَلْهُو"، وَرُوِيَ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانٍ، قَالَ: يَلْهُو وَيَلْعَبُ

  أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، فِي

قوله تعالى: "{أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ}، قَالَ: يَرْعَى غَنَمَهُ، وَيَنْظُرُ، وَيَعْقِلُ، وَيَعْرِفُ مَا يَعْرِفُ الرِّجَالُ".

١٣

قوله تعالى: {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ}، } إِلَى قَوْلِهِ { {غافلون}

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ،"{قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ}، فَلَمْ يَزَالُوا يَأْتُونَهُ حَتَّى أَرْسَلَهُ مَعَهُمْ دَعَاهُ حِينَ أَرَادُوا الذَّهَابَ بِهِ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ وَدَعَا لَهُ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو ذَرٍّ مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ مِهْرَانَ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزَ، قَالَ: "لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يُلَقَّنَ ابْنَهُ الشَّرَّ، فَإِنَّ بَنِي يَعْقُوبَ لَمْ يَدْرُوا أَنَّ الذِّئْبَ يَأْكُلُ النَّاسَ، حَتَّى قَالَ لَهُمْ أَبُوهُمْ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ".

١٤

قوله تعالى: {قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ}

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: "لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ، أَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ: {قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ}، فَأَرْسَلَهُ مَعَهُمْ".

١٥

قوله تعالى: {فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا}

  وَبِهِ، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله: "{فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ}، أَخْرَجُوهُ وَبِهِ عَلَيْهِمْ كَرَامَةٌ، فَلَمَّا خَرَجُوا بِهِ إِلَى الْبَرِيَّةِ أَظْهَرُوا بِهِ، فَلَمَّا أَخْرَجُوهُ، وَبِهِ عَلَيْهِمْ كَرَامَةٌ، فَلَمَّا خَرَجُوا بِهِ إِلَى الْبَرِيَّةِ، أَظْهَرُوا لَهُ الْعَدَاوَةَ، فَجَعَلَ يَضْرِبُهُ أَحَدُهُمْ فَيَسْتَغِيثُ بِالآخَرِ فَيَضْرِبُهُ، فَجَعَلَ لا يَرَى مِنْهُمْ رَحِيمًا فَضَرَبُوهُ حَتَّى كَادُوا يَقْتُلُونَهُ، فَجَعَلَ يَصِيحُ، يَا أَبَتَاهُ يَا يَعْقُوبُ، لَوْ تَعْلَمُ مَا صَنَعَ بِابْنِكِ بَنُو الإِمَاءِ، فَلَمَّا كَادُوا أَنْ يَقْتُلُوهُ قَالَ يَهُوذَا: أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتُمُونِي مَوْثِقًا أَلا تَقْتُلُوهُ، فَانْطَلَقُوا بِهِ إِلَى الْجُبِّ لِيَطْرَحُوا فِيهِ فَجَعَلُوا يُدْلُونَهُ فِي الْبِئْرِ، فَيَتَعَلَّقُ بِشَفَةِ الْبِئْرِ فَرَبَطُوا يَدَيْهِ، وَنَزَعُوا قَمِيصَهُ، فَقَالَ: يَا إِخْوَتَاهُ، ذَرُوا عَلَيَّ قَمِيصِي أَتَوَارَى بِهِ فِي الْجُبِّ، قَالُوا لَـهُ: ادْعُ الأَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ يُؤْنِسُوكَ، قَالَ: فَإِنِّي لَمْ أَرَ شَيْئًا فَدَلُّوهُ فِي الْبِئْرِ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ نِصْفَهَا أَلْقَوْهُ إِرَادَةَ أَنْ يَمُوتَ فَكَانَ فِي الْبِئْرِ مَاءٌ فَسَقَطَ فِيهِ فَلَمْ يَضُرُّهُ، ثُمَّ أَوَى إِلَى صَخْرَةٍ فِي الْبِئْرِ، فَقَامَ عَلَيْهَا فَجَعَلَ يَبْكِي فَنَادَاهُ إِخْوَتُهُ فَظَنَّ أَنَّهَا رَحْمَةٌ أَدْرَكْتُهُمْ، فَأَجَابَهُمْ فَأَرَادُوا أَنْ يَرْضَخُوهُ، بِصَخْرَةٍ فَقَـامَ يَهُوذَا فَمَنَعَهُمْ، وَقَالَ: قَدْ أَعْطَيْتُمُونِي مَوْثِقًا أَلا تَقْتُلُوهُ، فَكَانَ يَهُوذَا يَأْتِيَهُ بِالطَّعَامِ".

قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ}

 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا}، قَالَ: أَوْحَى اللّه إِلَيْهِ وَحْيًا وَهُوَ فِي الْجُبِّ، فَهَوُّنَ ذَلِكَ الْوَحْي عَلَيْهِ مَا صُنِعَ بِهِ".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ"{وَأَوْحَيْنَا}، قَالَ: إِلَى يُوسُفَ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ"{وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا}، أَتَاهُ الْوَحْي مِنَ اللّه، وَهُوَ فِي الْبِئْرِ بِمَا يُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلُوا بِهِ، {وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ}، بِمَا أَطْلَعَ اللّه عَلَيْهِ رَسُولَهُ مِنْ أَمْرِهِمْ".

  ذَكَرَهُ أَبِي، عَنْ أَبِي حُذَيْفَةَ، عَنْ شِبْلٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"{وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ}، إِلَى يُوسُفَ: لَتُنَبِّئَنَّ إِخْوَتَكَ".

قوله تعالى: {وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا كِنَانَةُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ عيَادِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ الْحُوَيْرِثِ وَهُوَ أَبُو الْحُوَيْرِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"{وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ}، قَالَ: فَلَمْ يَعْلَمُوا بِوَحْي اللّه إِلَيْهِ".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ،"{وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ}، أَيْ إِخْوَتُهُ".

١٦

قوله: {وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ}

  ذُكِرَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الأَشَجِّ، قَـالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ يَذْكُرُ، عَنْ جَرَادٍ الضَّبِّيِّ، قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى الْحَسَنِ، وَهُوَ يَقُصُّ، وَهُوَ يَقُولُ: "آتَوْ أَبَاهُمْ كَذْبَةً آثِمَةً".

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرٌ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: "ثُمَّ إِنَّهُمْ رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ فَأَخَذُوا جَدْيًا مِنَ الْغَنَمِ فَذَبَحُوهُ، وَنَضَحُوا دَمَهُ عَلَى الْقَمِيصِ، ثُمَّ أَقْبَلُوا عَلَى أَبِيهِمْ عِشَاءً يَبْكُونَ".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: "فَلَمَّا انْطَلَقَتْ بِهِ الْعِيرُ، وَعَرَفَ إِخْوَتُهُ أَنْ قَدْ ذُهِبَ بِهِ، {جَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ}".

١٧

قوله تعالى: {قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ}

  حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: "ثُمَّ أَقْبَلُوا إِلَى أَبِيهِمْ عِشَاءً يَبْكُونَ، فَلَمَّا سَمِعَ أَصْوَاتَهُمْ، فَزِعَ وَقَـالَ: يَا بَنِيَّ مَا لَكُمْ ؟ هَلْ أَصَابَكُمْ فِي غَنَمِكُمْ شَيْءٌ ؟ قَالُوا: لا، قَالَ: فَمَا فَعَلَ يُوسُفُ ؟ {قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ}".

قوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا}

 وَبِهِ، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله: "{وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا}، قَالَ: وَمَا أَنْتَ بِمُصَدِّقٍ لَنَا، {وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ}".

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ،"{وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا}، أَيْ: مَا أَنْتَ بِمُصَدِّقِنَا، {وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ}، وَإِنْ كُنَّا قَدْ صَدَقْنَا".

١٨

قوله تعالى: {وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله: "{وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ}، قَالَ: لَوْ كَانَ أَكَلَهُ السَّبْعُ لَخَرَقَ قَمِيصَهُ".

  حَدَّثَنَـا الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله: "{بِدَمٍ كَذِبٍ}، قَالَ: كَانَ دَمُ سَخْلَةٍ"، وَرُوِيَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّهُ قَالَ: سَخْلَةُ شَاةٍ

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، أَحْسِبُهُ عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: "كَانَتْ فِي قَمِيصِ يُوسُفَ ثَلاثُ آيَاتٍ، حَيْثُ جَاءُوا بِقَمِيصِهِ إِلَى أَبِيهَ، فَقَالُوا: أَكَلَهُ الذِّئْبُ، فَقَالَ أَبُوهُ: لَوْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ لَشَقَّ قَمِيصَهُ".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ}، قَالَ: صَادُوا ظَبْيًا، فَذَبَحُوهُ فَلَطَّخُوا بِهِ الْقَمِيصَ، فَجَعَلَ يُقَلِّبُ الْقَمِيصَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَى بِهِ أَثَرَ نَابٍ وَلا ظُفُرٍ، إِنَّ هَذَا لَسَبْعٌ رَحِيمٌ".

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرٌ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: "فَبَكَى الشَّيْخُ وَصَاحَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ الْقَمِيصُ ؟ فَجَاءُوا بِقَمِيصِهِ عَلَيْهِ دَمٌ كَذِبٌ فَأَخَذَ الْقَمِيصَ، فَطَرَحَهُ عَلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ بَكَى حَتَّى خَضَبَ وَجْهَهُ مِنْ دَمِ الْقَمِيصِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذَا الذِّئْبَ يَا بَنِيَّ لَرَحِيمٌ، فَكَيْفَ أَكَلَ لَحْمَهُ وَلَمْ يَخْرِقْ قَمِيصَهُ ؟".

قوله تعالى: {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أنا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: "{بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا}، قَالَ: أَمَرَتْكُمْ أَنْفُسُكُمْ".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، أنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا}، أَيْ: زَيَّنَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ}".

قوله تعالى: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ الطَّبَّاعِ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ حَبَّانِ بْنِ أَبِي جَبَلَةَ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ

قوله: "{فَصَبْرٌ جَمِيلٌ}، قَالَ: لا شَكْوَى فِيهِ".

 حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي

قوله: "{فَصَبْرٌ جَمِيلٌ}، قَالَ: لَيْسَ فِيهِ جَزَعٌ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ الطَّبَّاعِ، ثنا أَبُو خَلَفٍ الْخَزَّازُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: "الصَّبْرُ الْجَمِيلُ: الَّذِي لَيْسَ فَوْقَهُ جَزَعٌ إِلا إِلَى اللّه".

قوله تعالى: {وَاللّه الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{وَاللّه الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}، أَيْ: تَكْذِبُونَ".

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ،

قوله: "{وَاللّه الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}، فَعَرَفَ، يعْنِي: يَعْقُوبَ أَنْ قَدْ كَادُوهُ، وَاسْتَعَانَ اللّه عَلَى مَا يَسْمَعُ مِنْ قَوْلِهِمْ لَمَّا بَلَغَ كَرْبُ ذَلِكَ مِنْهُ، فَنَزَلَ الْبَلاءُ بِيَعْقُوبَ عَلَى كِبَرِهِ بِفِرَاقِ حَبِيبِهِ قَدْ وَلَهُ عَنْهُ، لا يَدْرِي أَحَيُّ هُوَ أَمْ مَيِّتٌ ؟ وَيُوسُفُ عَلَى صِغَرِهِ وَضَعْفِهِ بِلا ذَنْبٍ أَجْرَمَهُ إِلَى مَنْ صَنَعَ ذَلِكَ بِهِ أَكَبَّ عَلَى يَعْقُوبَ حُزْنُهُ، وَانْطَلَقَ بِيُوسُفَ فِي رِقَّهِ قَدْ أَنْزَلَهُ الْبَلاءُ عَبْدًا، وَهُوَ حُرٌّ ابْنُ أَحْرَارٍ، قَدْ أَسْلَمَهُ بَغْي إِخْوَتِهِ عَلَيْهِ إِلَى مَا هُوَ فِيهِ، وَبِعَيْنِ اللّه ذَلِكَ كُلِّهِ يَرَى وَيَسْمَعُ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يَكُفَّ ذَلِكَ مِنْ بَغْيِهِمْ، عَنْ يُوسُفَ فِي صِغَرِهِ فَعَلَ، وَعَنْ يَعْقُوبَ فِي كِبَرِهِ فَعَلَ، وَلَكِنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَبْتَلِيَهُ لِيَنْظُرَ كَيْفَ عَزْمُهُ".

١٩

قوله تعالى: {وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُنِيبٍ، ثنا أَبُو مُعَاذٍ النَّحْوِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ،

قوله: "{وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ}، فَنَزَلُوا عَلَى الْجُبِّ، وَالْجُبُّ: الْبِئْرُ".

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ الْعَبَّاسُ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: "فَلَمَّا انْتَهَوْا بِهِ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي أَرَادُوا بِهِ مَا أَرَادُوا، جَرَّدُوهُ مِنْ قَمِيصِهِ، وَهُوَ يُنَـاشِدُهُمُ اللّه وَرَحِمَهُ، وَقِلَّةَ ذَنْبِهِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ، فَلَمْ تَعْطِفْهُمْ عَلَيْهِ عَاطِفَةٌ، وَقَذَفُوهُ فِي الْجُبِّ بِغِلْظَةٍ وَفَظَاظَةٍ، وَقِلَّةِ رَأْفَةٍ، ثُمَّ قَعَدُوا فِيمَـا بَلَغَنِي، يَنْظُرُونَ بَقِيَّةَ يَوْمِهِمْ ذَلِكَ مَـا هُوَ صَانِعٌ فِي الْجُبِّ، أَوْ مَصْنُوعٌ بِهِ، إِذْ أَقْبَلَتْ سَيَّارَةٌ مِنَ الْعُرْبِ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَىْ دَلْوَهُ".

قوله تعالى: {فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا هِشَامٌ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ}، يَقُولُ: أَرْسَلُوا رَسُولَهُمْ".

قوله تعالى: {فَأَدْلَى دَلْوَهُ}

  وَبِهِ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{فَأَدْلَى دَلْوَهُ}، فَلَمَّا أَدْلَى دَلْوَهُ تَشَبَّثَ بِهِ الْغُلامُ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُنِيبٍ، ثنا أَبُو مُعَاذٍ النَّحْوِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ،

قوله: "{فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ}، فَاسْتَقَى مِنَ الْمَاءِ، فَاسْتَخْرَجَ يُوسُفَ".

قوله تعالى: {قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، أنا بِشْرٌ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، فِي

قوله: "{يَا بُشْرَى}، فَيَقُولُ: يَا بِشَارَةُ".

 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ ثنا ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ}، فَلَمَّا أَدْلَى دَلْوَهُ تَشَبَّثَ بِهِ الْغُلامُ، فَقَالَ: يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ، تَبَاشَرُوا بِهِ حِينَ اسْتَخْرَجُوهُ، وَهِيَ بِئْرٌ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، مَعْلُومٌ مَكَانُهَا".

 الْوَجْهُ الثَّانِيِ

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا قَيْسٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: "كَانَ اسْمُ صَاحِبِهِ: يعْنِي

قوله: {يَا بُشْرَى}".

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: "{فَأَدْلَى دَلْوَهُ}، فَتَعَلَّقَ يُوسُفُ بِالْحَبْلِ، فَخَرَجَ، فَلَمَّا رَآهُ صَاحِبُ الدَّلْوِ، دَعَا رَجُلا مِنْ أَصْحَابِهِ، يُقَالُ لَهُ بُشْرَى، فَقَالَ: يَا بُشْرَى، هَذَا غُلامٌ فَسَمِعَ بِهِ إِخْوَةُ يُوسُفَ، فَجَاءُوا، فَقَالُوا: هَذَا عَبْدٌ لَنَـا أَبَقَ وَرَطَنُوا لَهُ بِلِسَانِهِمْ، فَقَالُوا: لَئِنْ نَكَرْتَ أَنَّكَ عَبْدٌ لَنَا لَنَقْتُلَنَّكَ، أَتُرَانَا نَرْجِعُ بِكَ إِلَى يَعْقُوبَ، وَقَدْ أَخْبَرَنَاهُ أَنَّ الذِّئْبَ قَدْ أَكَلَكَ ؟ قَالَ: يَا إِخْوَتَاهُ: ارْجِعُوا بِي إِلَى يَعْقُوبَ، فَأَنَا أَضْمَنُ لَكُمْ رِضَاهُ وَلا أُذَكِّرُكُمْ هَذَا أَبَدًا فَأَبَوْا، فَقَالَ الْغُلامُ: أَنَا عَبْدٌ لَهُمْ".

قوله تعالى: {وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً}

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: "{وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً}، صَاحِبُ الدَّلْوِ وَمَنْ مَعَهُ، فَقَالُوا لأَصْحَابِهِمْ: إِنَّـا اسْتَبْضَعْنَاهُ خِيفَةَ أَنْ يَسْتَشْرِكُوهُمْ فِيهِ، إِنْ عَلِمُوا بِهِ، وَاتَّبَعَهُمْ إِخْوَتُهُ يَقُولُونَ لِلْمُدَلِّي وَأَصْحَابِهِ: اسْتَوْثِقُوا مِنْهُ، لا يَأْبَقَنَّ حَتَّى وَافَوْهُ بِمِصْرَ، فَقَالَ: مَنْ يَبْتَاعُنِي، وَيَبْشِرْ فَاشْتَرَاهُ الْمَلِكُ، وَالْمُلْكُ مُسْلِمٌ".

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"{وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً}، قَالَ: أَسَرُّوهُ التُّجَّارُ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ، قَالُوا: هُوَ بِضَاعَةٌ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عُبَيْدُ بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: "{وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً}، يَقُولُ: اسْتَبْضَعُوهُ أَهْلُ الْمَاءِ، وَقَدْ بَاعُوهُ سِرًّا".

  أَخْبَرَنَـا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ، قِرَاءَةً، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ عَطَاءٍ: وَأَمَّا

قوله: "{وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً}، فَدَسُّوهُ بَيْنَهُمْ بَيْعًا سِرًّا".

  حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: "فَلَمَّا اشْتَرَاهُ الرَّجُلانِ فَرَقًا مِنَ الرُّفْقَةِ أَنْ يَقُولا: اشْتَرَيْنَـاهُ فَيَسْأَلُونَهُمَا الشَّرِكَةَ، فَقَالُوا: تَقُولُ إِنْ سَأَلُونَا: مَا هَذَا ؟، نَقُولُ: بِضَاعَةً اسْتَبْضَعْنَاهَا مِنْ أَهْلِ الْبِئْرِ، فَذَلِكَ

قوله: {وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً}".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْهِسِنْجَانِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْغِمْرِ، ثنا مُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: سَأَلْتُهُ يعْنِي: أَبَا صَخْرٍ: عَنْ

قوله: "{وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً}، قَالَ: إِنَّهُمْ لَمَّا أَلْقَوْهُ فِي الْجُبِّ، بَصُرُوا الْعِيرَ قَدْ أَقْبَلَتْ، فَلَمَّا أَرْسَلَ أَهْلُ الْعِيرِ وَارِدَهُمْ، وَأَدْلَى دَلْوَهُ أَحَسَّ بِالْغُلامِ، فَنَـادَى أَصْحَابَهُ فَلَمَّا أَتَوْا، قَالَ لَهُمْ إِخْوَةُ يُوسُفَ: هَذَا الْغُلامُ الَّذِي فِي الْجُبَّ غُلامٌ لَنَـا مَمْلُوكٌ، فَهَلْ لَكُمْ أَنْ تَبْتَاعُوهُ مِنَّا ؟ وَأَسَرُّوا بَيْعَهُمْ بَيْنَهُمْ".

قوله تعالى: {وَاللّه عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ}

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ،"{عَلِيمٌ}، أَيْ: عَلِمَ بِمَا يُخْفُونَ".

٢٠

قوله تعالى: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ}

 حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ،"{وَشَرَوْهُ}، قَالَ: بَاعُوهُ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا مُبَارَكٌ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِ اللّه: "{وَشَرَوْهُ}، قَالَ: لَمْ يَبِعْهُ إِخْوَتُهُ، إِنَّمَا بَاعَهُ التُّجَّارُ".

قوله تعالى: {بِثَمَنٍ بَخْسٍ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو عَبْدِ اللّه الطِّهْرَانِيُّ، أنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ}، قَالَ: بُخِسَ عُنُقُ يُوسُفَ حِينَ بِيعَ بِعِشْرِينَ دِرْهَمًا"، وَرُوِيَ عَنْ أَبِي صَخْرٍ نَحْوُهُ

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطِيَّةَ،"{بِثَمَنٍ بَخْسٍ}، قَالَ: ظُلْمٌ".

  حَدَّثَنَا الأَشَجُّ، ثنا هَانِئُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ،"{بَخْسٌ}: الْحَرَامُ، كَانَ ثَمَنُهُ حَرَامًا".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبٌ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ،"{وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ}، يَقُولُ: بَاعُوهُ بِثَمَنٍ ظُلْمٍ وَالْبَخْسُ: هُوَ الظُّلْمُ، وَكَانَ بَيْعُ يُوسُفَ حَرَامًا عَلَيْهِمْ بَيْعُهُ وَثَمَنُهُ".

قوله تعالى: {دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ}

  حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ رَجَاءٍ، أنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله: "{بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ}، قَالَ: عِشْرُونَ دِرْهَمًا".

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عنْ عَطِيَّةَ،"{مَعْدُودَةٍ}، قَالَ: عِشْرُونَ دِرْهَمًا، قَالَ: كَانُوا عَشَرَةً اقْتَسِمُوا دِرْهَمَيْنِ دِرْهَمَيْنِ".

 الْوَجْهُ الثَّانِي

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، يعْنِي

قوله: "{دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ}، قَالَ: أَرْبَعُونَ".

 الْوَجْهُ الثَّالِثُ

  حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: "{دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ}، اثْنَانِ وَعِشْرُونَ دِرْهَمًا لإِخْوَةِ يُوسُفَ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلا، هُمْ بَاعُوهُ حِينَ أَخْرَجَ الْمُدَلِّي دَلْوَهُ".

 حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، وَمُحَمَّدُ بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، قَالا: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ السُّدِّيَّ، يَحْلِفُ بِاللّه،"لَمَّا بَاعُوهُ إِلا بِاثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ دِرْهَمًا اشْتَرُوا بِهِ خِفَافًا وَثِقَالا"، السِّيَاقُ لِمُحَمَّدٍ

قوله تعالى: {وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطِيَّةَ،"{وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ}، قَالَ: حِينَ بَاعُوهُ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُنِيبٍ، ثنا أَبُو مُعَاذٍ النَّحْوِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ، يعْنِي

قوله: "{وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ}، فَزَهَدُوا فِيهِ فَبَاعُوهُ، وَكَانَ بَيْعُهُ حَرَامًا، وَبَاعُوهُ".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ خَلِيفَةَ الشِّيعِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ،"{وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ}، قَالَ: لَمْ يَعْلَمُوا بِنُبُوَّتِهِ، وَلا بِمَنْزِلَتِهِ مِنَ اللّه".

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ،"{وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ}، قَالَ: كَانُوا فِي يُوسُفَ مِنَ الزَّاهِدِينَ".

٢١

قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ}

  أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: يعْنِي

قوله: "{وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ}، قَالَ: وَكَانَ اسْمُ الَّذِي اشْتَرَاهُ قطفيير".

  حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: "وَاتَّبَعَهُمْ إِخْوَتُهُ يَقُولُونَ لِلْمُدَلِّي وَأَصْحَابِهِ: اسْتَوْثِقُوا مِنْهُ لا يَأْبَقَنَّ، حَتَّى أَوْقَفُوهُ بِمِصْرَ، فَقَالَ: مَنْ يَبْتَاعُنِي وَيَبْشِرْ ؟ فَاشْتَرَاهُ الْمَلِكُ، وَالْمُلْكُ مُسْلِمٌ".

  حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: "فَانْطَلَقُوا بِهِ إِلَى مِصْرَ فَاشْتَرَاهُ الْعَزِيزُ مَلِكُ مِصْرَ، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى بَيْتِهِ".

قوله تعالى: {لامْرَأَتِهِ}

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: "فَلَمَّا قَبَضَهُ قطفيير دَفَعَهُ إِلَى امْرَأَتِهِ، وَكَانَ اسْمُ امْرَأَتِهِ رَاعِيلُ بِنْتُ رَعَائِيلَ".

قوله تعالى: {أَكْرِمِي مَثْوَاهُ}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ،"{أَكْرِمِي مَثْوَاهُ}: مَنْزِلَتُهُ".

قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا}

 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ مَسْعُودٍ،"أَفْرَسُ النَّاسِ ثَلاثَةٌ: صَاحِبُ يُوسُفَ، حَيْثُ قَالَ: {أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا}".

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ}

  حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله: "{عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا}، يَقُولُ اللّه: {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ}".

قوله تعالى: {وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ}

  حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُجَيْحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: "{مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ}، قَالَ: عِبَارَةُ الرُّؤْيَا".

قوله تعالى: {وَاللّه غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا شَيْخُ سَعِيدٍ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي

قوله: "{وَاللّه غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ}، قَالَ: فَعَّالٌ".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا سَعِيدٌ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: "لُغَةٌ عَرَبِيَّةٌ".

٢٢

قوله تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"{حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ}، قَالَ: ثَلاثًا وَثَلاثِينَ"، وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ، وَقَتَادَةَ مِثْلُهُ

 وَالْوَجْهُ الثَّانِي

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي

قوله: "{بَلَغَ أَشُدَّهُ}، قَالَ: أَرْبَعُونَ سَنَةً".

 وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ

  حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللّه الطِّهْرَانِيُّ، أنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي

قوله: "{بَلَغَ أَشُدَّهُ}، قَالَ: خَمْسٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً".

 وَالْوَجْهُ الرَّابِعُ

  أَخْبَرَنَـا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قِرَاءَةً، أنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ رَبِيعَةَ،"{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ}، قَالَ: الأَشُدُّ: الْحُلُمُ"، قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، مِثْلَهُ، وَقَالَ مَالِكٌ، مِثْلَهُ

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: "الأَشُدُّ: الْحُلُمُ، إِذَا كُتِبَتْ لَهُ الْحَسَنَاتُ، وَكُتِبَتْ عَلَيْهِ السَّيِّئَاتُ".

 الْوَجْهُ الْخَامِسُ

 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ ،

قوله: "{أَشُدَّهُ}، ثَلاثُونَ سَنَةً".

 وَالْوَجْهُ السَّادِسُ

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،

قوله: "{أَشُدَّهُ}، قَالَ: ثَمَانِيةَ عَشْرَةَ سَنَةً".

قوله تعالى: {آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا}

  حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"{آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا}، هُوَ: الْفِقْهُ ، وَالْعِلْمُ، وَالْعَقْلُ ، قَبْلَ النُّبُوَّةِ".

 الْوَجْهُ الثَّانِي

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مَطَرِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "{الْحُكْمُ}: الْعِلْمُ".

 وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ الْقَنَّادِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله: "{حُكْمًا}، قَالَ: النُّبُوَّةُ".

 وَالْوَجْهُ الرَّابِعُ

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: "{الْحُكْمُ}، هُوَ: الْقُرْآنُ".

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ،"{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا}، آتَاهُ اللّه حُكْمًا وَعِلْمًا، يَقُولُ اللّه: {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}".

قوله تعالى: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا، عَنْ نَفْسِهِ}، وَهِيَ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ".

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،

٢٣

قوله: "{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ}، يَقُولُ: أَحَبَّتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا".

  حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قِرَاءَةً، أنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ يَزِيدَ،"{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ}، حِينَ بَلَغَ مَبْلَغَ الرِّجَالِ".

 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: "وَكَانَ أُطَيْفِيرُ فِيمَا ذُكِرَ لِي رَجُلا لا يَأْتِي النِّسَاءَ، وَكَانَتِ امْرَأَتُهُ رَاعِيلُ امْرَأَةً حَسْنَـاءَ نَاعِمَةً طَاعِمَةً فِي مُلْكٍ وَدُنْيَا، وَكَانَ اللّه قَدْ أَعْطَى يُوسُفُ مِنَ الْحُسْنِ وَالْهَيْئَةِ مَا لَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ قَبْلَهُ وَلا بَعْدَهُ، وَكَانَ يُقَالُ وَاللّه أَعْلَمُ: إِنَّهُ أُعْطِيَ نِصْفُ الْحُسْنِ، وَقَسَمَ النِّصْفَ الآخَرَ بَيْنَ النَّاسِ، فَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ: امْرَأَةُ الْعَزِيزِ".

قوله تعالى: {وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَصْحَابِهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ"أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ كَمَا يَقْرَأُ عَبْدُ اللّه يعْنِي: {هَيْتَ لَكَ}، وَهُوَ كَقَوْلِ أَحَدِكُمْ لِصَاحِبِهِ: هَلُمَّ لَكَ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، كَاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: "{هَيْتَ لَكَ}، قَالَ: هَلُمَّ لَكَ".

  ذُكِرَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ سَابُورَ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"{هَيْتَ لَكَ}، قَالَ: هَلُمَّ لَكَ بِالْقِبْطِيَّةِ".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"{هَيْتَ لَكَ}، قَالَ: أَلْقَتْ نَفْسَهَا، وَدَعَتْهُ إِلَى نَفْسِهَا، وَهِيَ لُغَةٌ".

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"{هَيْتَ لَكَ}، لُغَةٌ عَرَبِيَّةٌ تَدَعُوهُ بِهَا".

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا الثَّوْرِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللّه بْنِ مَسْعُودٍ: "وَقَدْ سَمِعْتُ الْقِرَاءَةَ، فَسَمِعْتُهُمْ مُتَقَـارِبَيْنِ، فَاقْرَءُوا كَمَّا عَلِمْتُمْ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّنَطُّعَ وَالاخْتِلافَ، وَإِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِ أَحَدِكُمْ: هَلُمَّ، وتَعَالَ، ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللّه: {هَيْتَ لَكَ}، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّ نَاسًا يَقْرَأونَهَا: {هِئْتُ لَكَ}"، فَقَالَ عَبْدُ اللّه: "إِنِّي أَنْ أَقْرَأَهَا كَمَا عَلِمْتُ أَحَبُّ إِلَيَّ".

 وَالْوَجْهُ الثَّانِي

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أنا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"{هِئْتُ لَكَ}، قَالَ: تَهَيَّأَتُ لَكَ، وَكَانَ يَقْرَؤُهَا مَهْمُوزَةً: {هِئْتُ لَكَ}"، وَرُوِيَ، عَنْ عِكْرِمَةَ مِثْلُ ذَلِكَ

 وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو مَعْمَرٍ الْمِنْقَرِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ قَرَأَ: "{هَيْتَ لَكَ}، يَقُولُ: عَلَيْكَ عَلَيْكَ، أَيْ: دُونَكَ حَاجَتَكَ".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ،"{وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ}، أَيْ: تَعَالَ فَأَنَا لَكَ".

قوله تعالى: {قَالَ مَعَاذَ اللّه إِنَّهُ رَبِّي}

 حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: "{إِنَّهُ رَبِّي}، سَيِّدِي".

قوله: {أَحْسَنَ مَثْوَايَ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِ اللّه: "{إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ}، قَالَ: مَنْزِلَتِي".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ،"{مَعَاذَ اللّه إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ}، يَقُولُ: إِنَّهُ سَيِّدِي، قَدْ أَحْسَنَ مَثْوَايَ وَآمَنَنِي عَلِي بَيْتِهِ، وَهَذَا الَّذِي تَدْعُونِي إِلَيْهِ ظَلَمٌ".

قوله تعالى: {إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، يعْنِي

قوله: "{إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}، قَالَ: هَذَا الَّذِي تَدْعُونِي إِلَيْهِ ظُلْمٌ، وَلا يُفْلِحُ مَنْ عَمِلَ بِهِ".

٢٤

قوله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا}

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ: عَنْ هَمِّ يُوسُفَ، فَقَالَ"حَلَّ الْـهِمْيَانَ، وَجَلَسَ مِنْهَا مَجْلِسَ الْخَاتِنِ، فَنُودِيَ: يَا ابْنَ يَعْقُوبَ أَتَزْنِي ؟ فَيَكُونَ مِثْلُكَ مِثْلَ طَائِرٍ سَقَطَ رِيشُهُ، فَذَهَبَ يَطِيرُ فَلَمْ يَسْتَطِعْ".

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِ اللّه: "{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ}، قَـالَ: لَمَّـا هَمَّتْ بِهِ تَزَيَّنَتْ ثُمَّ اسْتَلْقَتْ عَلَى فِرَاشِهَا، وَهَمَّ بِهَا وَجَلَسَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا يَحِلُّ ثِيَابَهُ، فَنُودِيَ مِنَ السَّمَاءِ: يَا ابْنَ يَعْقُوبَ، لا تَكُنْ كَطَائِرٍ نُتِفَ رِيشُهُ فَبَقِيَ لا رِيشَ لَهُ، فَلَمْ يَتَّعِظْ عَلَى النِّدَاءِ شَيْئًا، أَيْ: لَمْ يَفْصِم]ْ، حَتَّى رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ، جِبْرِيلَ فِي صُورَةِ يَعْقُوبَ، عَاضًّا عَلَى أُصْبُعَيْهِ فَفَزِعَ".

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا}، قَالَ: حَلَّ سَرَاوِيلَهُ حَتَّى بَلَغَ ثُنَّتَهُ، فَمَثُلَ لَهُ يَعْقُوبُ فَضَرَبَ فِي صَدْرِهِ، فَخَرَجَتْ شَهْوَتُهُ مِنْ أَنَامِلِهِ".

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مِهْرَانَ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله: "{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا}، فَقَالَتْ لَهُ: يَا يُوسُفُ، مَا أَحْسَنَ شَعْرَكَ ، قَالَ: هُوَ أَوَّلُ مَا يَتَنَـاثَرُ مِنْ جَسَدِي، قَالَتْ: يَا يُوسُفُ مَا أَحْسَنَ عَيْنَيْكَ، قَالَ: هُمَا أَوَّلُ مَا يَسِيلانِ إِلَى الأَرْضِ مِنْ جَسَدِي، قَالَتْ: يَا يُوسُفُ، مَا أَحْسَنَ وَجْهَكَ، قَالَ: هُوَ لِلتُّرَابِ يَأْكُلُـهُ، فَلَمْ تَزَلْ بِهِ حَتَّى أَطْمَعَهَا فَهَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا وَدَخَلَ الْبَيْتَ، وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ فَذَهَبَ يَحِلُّ سَرَاوِيلَـهُ، فَإِذَا هُوَ بِصُورَةِ يَعْقُوبَ قَائِمًا فِي الْبَيْتِ قَدْ عَضَّ عَلَى أُصْبُعِهِ، يَقُولُ: يَا يُوسُفُ، لا تُوَاقِعْهَا".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ،

قوله: "{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا}، فَأَكَبَّتْ عَلَيْهِ تُطِيعُهُ مَرَّةً، وَتُخِيفُهُ مَرَّةً أُخْرَى، وَتَدْعُوهُ إِلَى لَذَّةٍ وَهِيَ مِنْ حَاجَةِ الرِّجَالِ، فِي جَمَالِهَا وَحُسْنِهَا وَمُلْكِهَا، وَهُوَ شَابٌّ مُقْبِلٌ يَجِدُ مِنْ شَبَقِ الرِّجَالِ مَـا يَجِدُ الرِّجَالُ حَتَّى رَقَّ لَـهَا مِمَّا يَرَى مِنْ كَلَفِهَا بِهِ، وَلَمْ يَتَخَوَّفْ مِنْهَا حَتَّى هَمَّ بِهَا وَهَمَّتْ بِهِ، حَتَّى دَخَلُوا فِي بَعْضِ بُيُوتِهِ، فَلَمَّا هَمَّ وَتَهَيَّأَ لِذَلِكَ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ فَانْكَشَفَ عَنْهَا هَارِبًا".

قوله تعالى: {لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو عُبَيْدِ اللّه، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"{لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ}، قَالَ: مَثُلَ لَهُ يَعْقُوبُ فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى صَدْرِهِ، فَخَرَجَتْ شَهْوَتُهُ مِنْ أَنَامِلِهِ".

 حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قِيلَ لابْنِ عَبَّاسٍ: "مَا بَلَغَ مِنْ هَمِّ يُوسُفَ ؟ قَالَ: أَطْلَقَ تِكَّةَ سَرَاوِيلِهِ، وَقَعَدَ مِنْهَا ذَلِكَ الْمَقْعَدَ، فَمَثُلَ لَهُ يَعْقُوبُ فِي سَقْفِ الْبَيْتِ عَاضًّا عَلَى إِبْهَامِهِ، فَانْتَزَعَ اللّه كُلَّ شَهْوَةٍ كَانَتْ فِي جَسَدِهِ فَخَرَجَ يَسْعَى إِلَى بَابِ الْبَيْتِ".

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ، أنا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: "{لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ}، قَـالَ: رَأَى صُورَةَ أَبِيهِ، يَعْقُوبَ فِي وَسَطِ الْبَيْتِ عَاضًّا عَلَى إِبْهَامِهِ فَأَدْبَرَ هَارِبًا، قَالَ: وَحَقِّكَ يَا أَبِي، لا أَعُودُ أَبَدًا".

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ،"{لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ}، قَالَ: رَأَى يَعْقُوبَ عَاضًّا عَلَى أَصَابِعِهِ، يَقُولُ: يُوسُفُ، يُوسُفُ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ، يَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِ: "{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ}، قَالَ: رَأَى آيَةً مِنْ كِتَابِ اللّه نَهَتْهُ مُثِّلَتْ لَهُ فِي جِدَارٍ، وَهُوَ الْبُرْهَانُ الَّذِي رَأَى".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ}، رَأَى آيَةً مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ حَجَزَهُ اللّه بِهَا، عَنْ مَعْصِيَتِهِ".

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا خُلَيْدٌ، وَسَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: "مَثُلَ لَهُ يَعْقُوبُ عَاضًّا عَلَى أُصْبُعَيْهِ، وَهُوَ يَقُولُ لَهُ: أَيَا يُوسُفُ، أَتَنْهَمُ بِعَمَلِ السُّفَهَاءِ وَأَنْتَ مَكْتُوبٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ ؟ فَذَلِكَ الْبُرْهَانُ، فَانْتَزَعَ اللّه كُلَّ شَهْوَةٍ كَانَتْ فِي مَفَاصِلِهِ".

  حَدَّثَنَـا الْمُنْذِرُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْنٍ الْخُرَاسَانِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ: عَنْ قَوْلِ اللّه: "{لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ}، قَـالَ: مَثُلَ لَـهُ يَعْقُوبُ عَاضًّا عَلَى أُصْبُعَيْهِ، يَقُولُ: يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ، اسْمُكَ فِي الأَنْبِيَاءِ وَتَعْمَلُ عَمَلَ السُّفَهَاءِ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْحِمَّانِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْر، في

قوله: "{لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَـانَ رَبِّهِ}، قَـالَ: حَلَّ السَّرَاوِيلَ، وَجَلَسَ مِنْهَـا مَجْلِسَ الْخَاتِنِ، فَرَأَى صُورَةً فِيهَا وَجْهُ يَعْقُوبَ عَاضًّا عَلَى أَصَابِعِهِ فَدَفَعَ صَدْرَهُ فَخَرَجَتِ الشَّهْوَةُ مِنْ أَنَامِلِهِ، فَكُلُّ وَلَدِ يَعْقُوبَ قَدْ وَلَدَ لَهُ اثْنَا عَشَرَ إِلا يُوسُفَ، فَإِنَّهُ نَقَصَ بِتِلْكَ الشَّهْوَةِ وَلَدًا".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا ابْنُ نُفَيْلٍ الْحَرَّانِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا}، قَالَ: تَمَثَّلَ لَهُ يَعْقُوبُ، فَضَرَبَ فِي صَدْرِ يُوسُفَ، فَطَارَتْ شَهْوَتُهُ مِنْ أَطْرَافِ أَنَامِلِهِ، فَوُلِدَ لِكُلِّ وَلَدِ يَعْقُوبَ اثْنَا عَشَرَ ذَكَرًا غَيْرَ يُوسُفَ لَمْ يُولَدْ لَهُ إِلا غُلامَانِ".

 الْوَجْهُ الثَّانِي

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ،"{لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ}، قَالَ: لَوْلا أَنْ رَأَى مَا حُرِّمَ عَلَيْهِ مِنَ الْقُرْآنِ لَرَجَعَ عَلَيْهِ".

 حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ،"{لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ}، فَإِذَا هُوَ بِصُورَةِ يَعْقُوبَ قَـائِمٌ فِي الْبَيْتِ قَدْ عَضَّ عَلَى أُصْبُعِهِ، يَقُولُ: يَا يُوسُفُ، لا تُوَاقِعْهَا، إِنَّمَـا مِثْلُكَ مِثْلُ الطَّيْرِ فِي جَوِّ السَّمَاءِ لا يُطَاقُ، وَمِثْلُكَ إِذَا وَقَعَتْ عَلَيْهَا مِثْلُهُ إِذَا مَاتَ فَوَقَعَ عَلَى الأَرْضِ، لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَدْفَعَ عَنْ نَفْسِهِ، وَمِثْلُكَ مِثْلُ الثَّوْرِ الصَّعْبِ الَّذِي لَمْ يُعْمَلْ عَلَيْهِ، وَمِثْلُكَ إِذَا وَاقَعْتَهَا مِثْلُـهُ إِذَا مَـاتَ، فَدَخَلَ الْمَاءُ فِي أَصْلِ قَرْنَيْهِ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَدْفَعَ عَنْ نَفْسِهِ، فَرَبَطَ سَرَاوِيلَهُ".

  أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قِرَاءَةً، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقُرَظِيَّ، يَقُولُ فِي: "الْبُرْهَانِ الَّذِي رَأَى يُوسُفُ: ثَلاثُ آيَاتٍ مِنْ كِتَابِ اللّه: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ}، وَقَوْلُ اللّه: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ}، وَقَوْلُ اللّه: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ}"، قَالَ نَافِعُ: سَمِعْتُ أَبَا هِلالٍ يَقُولُ مِثْلَ الْقُرَظِيِّ، وَزَادَ آيَةً أُخْرَى رَابِعَةً: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا}".

قوله تعالى: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ}

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَرْوِيُّ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ بَزِيعٍ التِّنِّيسِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، فِي

قوله: "{كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ}، قَالَ: الزِّنَا، وَالثَّنَاءُ الْقَبِيحُ".

قوله تعالى: {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}

  حَدَّثَنَـا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، أنـا ابْنُ وَهْبٍ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي ثُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ الْحَوَارِيُّونَ: "يَا رَوْحَ اللّه، أَخْبِرْنَا مَنِ الْمُخْلَصُ للّه ؟ قَالَ: الَّذِي يَعْمَلُ للّه لا يُحِبُّ أَنْ يَحْمَدَهُ النَّاسُ".

٢٥

قوله تعالى: {وَاسْتَبَقَا الْبَابَ}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللّه]ِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "فَلَمْ يَتَّعِظْ بِالنِّدَاءِ، حَتَّى صَكَّهُ جِبْرِيلُ فِي صَدْرِهِ، فَطَارَتْ كُلُّ شَهْوَةٍ فِي رَأْسِهِ، فَخَرَجَتْ مِنْ أَنَــامِلِهِ، فَوَثَبَ إِلَى الْبَابِ، فَوَجَدَهُ مُغْلَقًا، فَرَفَعَ يُوسُفُ رِجْلَهُ، فَضَرَبَ بِهَا الْبَابَ الأَدْنَى، فَانْفَرَجَ لَهُ، فَانْفَرَجَتْ لَهُ الأَبْوَابُ الَّتِي دُونَهُ، وَاتَّبَعَتْهُ فَأَدْرَكْتُهُ عِنْدَ آخِرِ بَابٍ مِنْهَا".

  حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ،"{وَاسْتَبَقَا الْبَابَ}، قَالَ: وَاسْتَبَقَ هُوَ وَالْمَرْأَةُ الْبَابَ".

قوله تعالى: {وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا زُهَيْرٌ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله: "{وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ}، قَـالَ: فَوَضَعَتْ يَدَاهَا فِي قَمِيصِهِ، فَشَقَّتْهُ حَتَّى بَلَغَتْ عَظْمَةَ سَاقَيْهِ، وَسَقَطَ عَنْهُ، وَتَبِعَتْهُ فَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ زَكَرِيَّا، أَحْسَبُهُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: "كَانَ فِي قَمِيصِ يُوسُفَ ثَلاثُ آيَاتٍ: حَيْثُ سَعَى نَحْوَ الْبَابِ، فَأَدْرَكْتُهُ، فَشُقَّ قَمِيصُهُ مِنْ خَلْفَهِ، فَعَرَفَ الْمَلِكُ أَنَّهُ لَوْ كَانَ هُوَ الَّذِي رَاوَدَهَـا لَكَانَ الشَّقُّ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ".

قوله تعالى: {وَأَلْفَيَا}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ،"وَفِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللّه {وَوَجَدَا سَيِّدَهَا}، يعْنِي: {وَأَلْفَيَا}".

قوله: {سَيِّدَهَا}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ. ح وحَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عِيسَى، عَنْ مُجَاهِدٍ،"{وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ}، قَالَ: {سَيِّدُهَا}: زَوْجُهَا".

قوله تعالى: {لَدَى الْبَابِ}

 وَبِهِمَا، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: "{لَدَى الْبَابِ}، قَالَ: عِنْدَ الْبَابِ"، وَرُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ مِثْلُ ذَلِكَ

قوله تعالى: {قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلا أن يسجن}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ شَيْبَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ نَوْفٍ، قَالَ: "مَا كَانَ يُوسُفُ يُرِيدُ أَنْ يَذْكُرَهُ حَتَّى قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ: {مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا}، فَغَضِبَ يُوسُفُ، وَقَالَ: {هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي}".

قوله: {أَوْ عَذَابٌ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أنا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"{أَوْ عَذَابٌ}، يَقُولُ: نَكَالٌ".

قوله تعالى: {أَلِيمٌ}

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيلُ، حَدَّثَنِي أَبِي عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ، ثنا أَبِي، أنا شَبِيبُ بْنُ بِشْرٍ، أنا بِشْرٌ، أنا عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِ اللّه: "{عَذَابٌ أَلِيمٌ}، قَالَ: كُلُّ شَيْءٍ مُوجِعٍ".

٢٦

قوله تعالى: {قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عن نفسي}

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،"وَاشْتَدَّ نَحْوَ الْبَابِ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا جَالِسًا عِنْدَ الْبَابِ هُوَ وَابْنُ عَمِّ الْمَرْأَةِ، فَلَمَّا رَأَتْهُ، قَـالَتْ: {مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}، إِنَّهُ رَاوَدَنِي عَنْ نَفْسِي، فَدَفَعْتُهُ عَنِّي، فَشَقَقْتُ قَمِيصَهُ، فَقَـالَ يُوسُفُ: لا، بَلْ هِيَ رَاوَدَتْنِي، عَنْ نَفْسِي فَأَبَيْتُ وَفَرَرْتُ مِنْهَا، فَأَدْرَكَتْنِي فَأَخَذَتْ بِقَمِيصِي فَشَقَّتْهُ عَلَيَّ".

قوله تعالى: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ الْبَقَّالِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"{وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا}، قَالَ: صَبِيُّ فِي الْمَهْدِ"، وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَالضَّحَّاكِ نَحْوَ ذَلِكَ.

 وَالْوَجْهُ الثَّانِي

  حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"{وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا}، قَالَ: ذُو لِحْيَةٍ"، وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّهُ كَانَ رَجُلا

 الْوَجْهُ الثَّالِثُ

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"{وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا}، قَالَ: لَيْسَ مِنَ الإِنْسِ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"{وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا}، قَالَ: لَيْسَ بِإِنْسِيٍّ وَلا جَانٍّ، هُوَ: خَلَقٌ مِنْ خَلْقِ اللّه".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا}، قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ رَجُلٌ حَكِيمٌ مِنْ أَهْلِهَا"، وَرُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ مِثْلُ ذَلِكَ

 حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبَّادِ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا عَفَّانُ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ"{وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا}، قَالَ: رَجُلٌ لَهُ فَهْمٌ وَعِلْمٌ".

قوله تعالى: {مِنْ أَهْلِهَا}

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَزِيرِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"{وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا}، قَالَ: كَانَ مِنْ خَاصَّةِ الْمَلِكِ".

  وَحَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، قَالَ: سَأَلْتُ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ: عَنْ

قوله: "{وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا}، قَالَ: ابْنُ عَمٍّ كَانَ لَهَا حَكِيمًا".

٢٧

قوله تعالى: {إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ من الكاذبين}

  حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا يَعْلَى، ثنا زَكَرِيَّا، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: "كَانَ فِي قَمِيصِ يُوسُفَ ثَلاثُ آيَاتٍ: حِينَ قُدَّ قَمِيصُهُ مِنْ دُبُرٍ، وَحِينَ أُلْقِيَ عَلَى وَجْهِ أَبِيهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا، وَحِينَ جَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ، عَرَفَ أَنَّ الذِّئْبَ لَوْ أَكَلَهُ خَرَقَ قَمِيصَهُ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا}: رَجُلٌ حَكِيمٌ كَانَ مِنْ أَهْلِهَا، فَقَالَ: الْقَمِيصُ يَقْضِي بَيْنَكُمَا، إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ، فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، يُقَالُ: "إِنَّ الشَّاهِدَ مَشْيُوا، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ أُطَيْفِيرَ، كَانَ يَسْتَعِينُ بِرَأْيِهِ وَيُسْمَعُ مِنْهُ، إِلا أَنَّهُ قَـالَ: أَشْهَدُ إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ لَقَدْ صَدَقَتْ، وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ، وَذَلِكَ أَنَّ الرَّجُلَ إِنَّمَا يُرِيدُ الْمَرْأَةَ مُقْبِلا، وَذَلِكَ أَنَّ الرَّجُلَ لا يَأْتِي الْمَرْأَةَ مُدْبِرًا، وَقَالَ: إِنَّهُ لا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ فِي الْحَقِّ إِلا ذَلِكَ".

قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ من الصادقين}

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ،"فَقَالَ ابْنُ عَمِّهَا: فِي الْقَمِيصِ تِبْيَانُ الأَمْرِ، انْظُرُوا إِنْ كَانَ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ، فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ، وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ، فَلَمَّا أَتَى بِالْقَمِيصِ وُجِدَ قَدْ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ".

٢٨

قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ من كيدكن إن كيدكن عظيم}

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: "فَلَمَّا رَأَى أُطَيْفِيرُ قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ عَرَفَ أَنَّهُ مِنْ كَيْدِهَا، قَالَ: {إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ}".

٢٩

قوله تعالى: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا}: الأَمْرُ وَالْحَدِيثُ".

  أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أنا أَصْبَغُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، فِي قَوْلِ اللّه: "{يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا}، قَالَ: لا تَذْكُرْهُ".

قوله تعالى: {وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ}

 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قُرَّةَ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي

قوله: "{وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ}، قَالَ: حِلْمًا".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، أنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ}، أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ {إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينِ}".

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ"{وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ}، يَقُولُ: لا تَعُودِنَّ لِذَنْبِكِ".

٣٠

قوله تعالى: {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عن نفسه}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،"وَشَاعَ الْحَدِيثُ فِي الْقَرْيَةِ، وَتَحَدَّثَ النِّسَاءُ بِأَمْرِهِ وأمرها، وَقُلْنَ: {امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ}، أَيْ: عَبْدُهَا".

قوله تعالى: {قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا}

  ذُكِرَ عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ"{قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا}، قَـالَ: قَدْ عَلِقَهَا حُبًّا"، وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ، وَقَتَادَةَ نَحْوَ ذَلِكَ.

 وَالْوَجْهُ الثَّانِي

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، أنا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله: "{قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا}، حُبُّ يُوسُفَ، قَالَ: الشَّغَفُ: الْحَبُّ الْقَاتِلُ، وَالشَّغَفُ: حُبٌّ دُونَ ذَلِكَ، وَالشِّغَافُ شِغَافُ الْقَلْبِ: حِجَابُ الْقَلْبِ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ الْحَسَنِ،"] {قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا}، قَالَ: قَدْ بَطْنِهَا حُبًّا، قَالَ: أَهْلُ الْمَدِينَةِ، يَقُولُونَ: بَطْنِهَا حُبًّا".

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ الْقَطَّانِ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ أَبِي وَكِيعٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَائِذٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، فِي

قوله: "{قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا}، قَالَ: الْمَشْغُوفُ: الْمَجْنُونُ، وَالْمَشْغُوفُ: الْمُحِبُّ".

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،"وَأَمَّا: {قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا}، قَالَ: الشَّغَافُ جِلْدَةٌ عَلَى الْقَلْبِ ، لِبَاسُ الْقَلْبِ، يَقُولُ: مَا دَخَلَ ذَلِكَ الْجِلْدَ حَتَّى أَصَابَ الْقَلْبَ".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ سُفْيَانُ فِي قَوْلِ اللّه: "{قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا}، قَالَ: الشَّغَافُ: جِلْدَةٌ رَقِيقَةٌ تَكُونُ عَلَى الْقَلْبِ بَيْضَاءُ، حُبُّهُ خَرَقَ ذَلِكَ الْجِلْدَ، حَتَّى وَصَلَ إِلَى الْقَلْبِ".

 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِيُّ، أنا عَبْدُ اللّه بْنُ الْمُبَارَكِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي

قوله: "{قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا}، قَالَ: رَأَتِ الْعِلْجَةُ خَلِيقَةً لَمْ تَرَ مِثْلَهَا حَيْثُ غُلِبَتْ عَلَى عَقْلِهَا ، أَبَى قَلْبُهَا أَنْ يَدَعَهَا، فَأَنْطَقَ اللّه خَلِيقَةً مِنْ خَلْقِهِ، فَقَالَ: {إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ}".

  أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَصْبَغُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ، يَقُولُ فِي قَوْلِ اللّه: "{قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا}، قَالَ: إِنَّ الشَّغَفَ، وَالشَّعَفُ مُخْتَلِفَانِ، فَالشَّعَفُ فِي الْبُغْضِ، وَالشَّغَفُ فِي الْحُبِّ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبَّادَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: "قَالَ رَجُلٌ لِيُوسُفَ يعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي أُحِبُّكَ، فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ: لا أُرِيدُ أَنْ يُحِبَّنِي أَحَدٌ غَيْرُ اللّه، مِنْ حُبِّ أَبِي أُلْقِيتُ فِي الْجُبِّ، وَمِنْ حُبِّ امْرَأَةِ الْعَزِيزِ أُلْقِيتُ فِي السِّجْنِ".

٣١

قوله تعالى: {فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِ اللّه: "{فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ}: بِحَدِيثِهِنَّ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ سُفْيَانُ،"{فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ}، قَالَ: بعملهن، وَقَالَ: كُلُّ مَكْرٍ فِي الْقُرْآنِ فَهُوَ عَمَلٌ".

قوله تعالى: {أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، أنا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: "{وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً}، قَالَ: وَهَيَّأَتْ لَهُنَّ مُتَّكَئًا".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يُونُسَ، ثنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله: "{وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً}، قَالَ: الأُتْرُجُّ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ يعْنِي ابْنَ خَلِيفَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ تَمَامٍ يعْنِي أَبَا عَبْدِ اللّه الشَّقَرِيَّ، قَالَ: "{مُتَّكَأً}، بِكَلامِ الْحَبَشِ يُسَمُّونَ التُّرُنْجَ مُتَّكَئًا".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا ابْنُ عَائِشَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ اللاحِقِيُّ، قَالا: ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ يَعْنِيَانِ ابْنَ زِيَادٍ، ثنا أَبُو رَوْقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، فِي

قوله: "{وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً}، قَالَ: أَتْرُنْجًا بَعْدَ الْغِذَاءِ"، وَالسِّيَاقُ لِلاحِقِيِّ

 الْوَجْهُ الثَّانِي

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ الْحَسَنِ،"{وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً}، قَالَ: طَعَامًا"، وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَالسُّدِّيِّ فِي إِحْدَى الرِّوَايَاتِ، وَقَتَادَةَ فِي إِحْدَى الرِّوَايَاتِ، مِثْلُ ذَلِكَ

 حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، قَالَ: قُلْتُ لابْنِ إِدْرِيسَ: ذَكَرْتَ عَنْ أَبِيكَ، عَنْ عَطِيَّةَ،"{وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً}، قَالَ: طَعَامًا، وَشَرَابًا، وَتَكَا"، قُلْتُ مَنْ ؟ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُهُ، عَنْ عَطِيَّةَ، قُلْتُ: فِي قَوْلِهِ مَاذَا ؟، قَالَ: {وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً}".

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: "مَنْ قَرَأَهَا: {مُتَّكَأً}، أَشَدَّهَا فَهُوَ الطَّعَامُ، وَمَنْ قَرَأَهَا: {مُتَّكَأً} خَفَّفَهَا، فَهُوَ التُّرُنْجُ".

 وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ

  حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمَذْحِجِيُّ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ يعْنِي إِبْرَاهِيمَ بْنَ الزِّبْرِقَانِ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ،"{وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً}، قَالَ: كُنَّا نَقُولُ وَنَحْنُ غِلْمَانٌ هُوَ: الْبَزْمَاوَرْدُ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ،"{وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً}، قَالَ: الْبَرْمَاوَرْدُ".

 الْوَجْهُ الرَّابِعُ

  حَدَّثَنَـا أَبُو عَبْدِ اللّه الطِّهْرَانِيُّ، أنا حَفْصُ الْعَدَنِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي

قوله: "{وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً}، قَالَ: كُلُّ شَيْءٍ يُقْطَعُ بِالسِّكِّينِ"، وَرُوِيَ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَعَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنِ الضَّحَّاكِ، مِثْلُ ذَلِكَ

 الْوَجْهُ الْخَامِسُ

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أنا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله: "{وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً}، قَالَ: وَهَيَّأَتْ لَهُنَّ مَجْلِسًا".

  حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرٌ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله: "{وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً}، يَتَّكِينَ عَلَيْهِ {وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا}، وَأَتْرُنْجًا يَأْكُلْنَهُ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ،"{وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً}، قَالَ قَتَادَةُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَا سَمِعْتُمْ بِقَوْلِ الأَعَاجِمِ: سُورًا".

قوله تعالى: {وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، أنا بِشْرُ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله: "{وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا}، قَالَ: كَانَتْ سُنَّتُهُمْ إِذَا وَضَعُوا الْمَائِدَةَ أُعْطِيَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ سِكِّينًا يَأْكُلُ بِهَا".

  أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ، فِي قَوْلِ اللّه: "{وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا}، وَأَعْطَتْهُنَّ تُرُنْجَ وَعَسَلا، فَكُنَّ يَحْزُزْنَ التُّرُنْجَ بِالسِّكِّينِ، وَيَأْكُلْنَ بِالْعَسَلِ".

قوله: {وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ}

 حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، أنا بِشْرٌ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"{وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ}، قَالَ: فَلَمَّا خَرَجَ عَلَيْهِنَّ يُوسُفُ، أَكْبَرْنَهُ".

  حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ،"{وَقَالَتْ}، لِيُوسُفَ {اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ}".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حُسَيْنِ الْبُرْجُلانِيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللّه بْنِ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، ثنا دُرَيْدُ بْنُ مُجَاشِعٍ، عَنْ بَعْضِ أَشْيَاخِهِ، قَالَ: "{وَأَعْتَدَتْ لَـهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًـا}، قَالَ: قَالَتْ لِلْقَيِّمِ: أَدْخِلْهُ عَلَيْهِنَّ وَأَلْبِسْهُ ثِيَابًا بَيْضَاءَ، فَإِنَّ الْجَمِيلَ أَحْسَنُ مَا يَكُونُ فِي الْبَيَاضِ، قَالَ: فَأَدْخَلَـهُ عَلَيْهِنَّ، وَهُنَّ يَحْزُزْنَ مَا فِي أَيْدِيهِنَّ، فلما رأينه حززن أيديهن، وَهُنَّ لا يَشْعُرْنَ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِ فَنَظَرْنَ إِلَيْهِ مُقْبِلا، ثُمَّ أَوْمَأَتْ إِلَيْهِ أَنِ ارْجِعْ فَنَظَرْنَ إِلَيْهِ مُدْبِرًا، وَهُنَّ يَحْزُزْنَ أَيْدِيَهُنَّ بِــالسَّكَاكِينَ، لا يَشْعُرْنَ بِالْوَجَعِ مِنْ نَظَرِهِنَّ إِلَيْهِ فَلَمَّا خَرَجَ نَظَرْنَ إِلَى أَيْدِيهِنَّ، وَجَاءَ الْوَجَعُ فَجَعَلْنَ يُوَلْوِلْنَ، وَقَالَتْ لَهُنَّ: أَنْتُنَّ مِنْ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ هَكَذَا صَنَعْتُنَّ فَكَيْفَ أَصْنَعُ أَنَا ؟ {قُلْنَ حَاشَ للّه مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلا مَلَكٌ كَرِيمٌ}".

قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُسْلِمُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللّه بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"{فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ}، قَالَ: لَمَّا خَرَجَ عَلَيْهِنَّ يُوسُفُ حِضْنَ مِنَ الْفَرَحِ، وَقَالَ الشَّاعِرُ: نَأْتِي النِّسَاءَ لَدَى إِطْهَارِهَنَّ وَلا نَأْتِي النِّسَاءَ إِذَا أَكْبَرْنَ إِكْبَارًا".

  حَدَّثَنَا يَزْدَادُ بْنُ عُمَرَ الْهَمَذَانِيُّ، ثنا الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سَوِيَّةَ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، فِي قَوْلِ اللّه عَزَّ وَجَلّ: "{فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ}، قَالَ: حِضْنَ".

 وَالْوَجْهُ الثَّانِي

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، أنا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"فَلَمَّا خَرَجَ عَلَيْهِنَّ يُوسُفُ {أَكْبَرْنَهُ}، قَالَ: أَعْظَمْنَهُ"، وَرُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ مِثْلَهُ

  أَخْبَرَنَـا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أنـا أَصْبَغُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، يَقُولُ: "{فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ}: أَعْظَمْنَهُ وَبُهِتْنَ".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،"{فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ}، وَغَارَتْ عُقُولُهُنَّ عَجَبًا مِنْهُ حِينَ رَأَيْنَهُ".

قوله تعالى: {وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ، أنا بِشْرٍ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"فَلَمَّا خَرَجَ عَلَيْهِنَّ يُوسُفُ وَنَظَرْنَ إِلَيْهِ، أَقْبَلْنَ يَحْزُزْنَ أَيْدِيَهُنَّ بِالسَّكَاكِينَ، قَالَ: فَهُوَ قَوْلُ اللّه: {وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ}، قَالَ: وَكُنَّ يَحْسَبْنَ أَنَّهُنَّ يُقَطِّعْنَ طَعَامًا".

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: "{وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ}، حَزًّا حَزًّا بِالسِّكِّينِ".

قوله تعالى: {وَقُلْنَ حَاشَ للّه}

 وَبِهِ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"{وَقُلْنَ حَاشَ للّه}، قَالَ: مَعَاذَ اللّه".

قوله: {مَا هَذَا بَشَرًا}

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ الْجُدِّيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أنا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: "أُعْطِيَ يُوسُفُ شَطْرُ الْحُسْنِ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ رَبِيعَةَ الْجُرَشِيِّ، قَالَ: "قُسِمَ الْحُسْنُ نِصْفَيْنِ، فَجُعِلَ لِيُوسُفَ وَسَارَةَ النِّصْفُ، وَالنِّصْفُ الآخَرُ لِسَائِرِ النَّاسِ".

  حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، ثنا زُهَيْرٌ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللّه، قَالَ: "أُتِيَ يُوسُفُ وَأُمُّهُ ثُلُثَ حُسْنِ خَلْقِ النَّاسِ، فِي الْوَجْهِ وَالْبَيَاضِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ، قَالَ: فَكَانَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا أَتَتْهُ غَطَّى وَجْهَهُ مَخَافَةَ أَنْ تُفْتَتَنَ بِهِ".

  حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، ثنا أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللّه، قَالَ: "كَانَ وَجْهُ يُوسُفَ مِثْلُ الْبَرْقِ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو مَعْمَرٍ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: "إِنَّ اللّه تَعَالَى قَسَمَ الْحَسَنَ ثَلاثَةَ أَجْزَاءٍ فَأَعْطَى يُوسُفَ الثُّلُثَ، وَقَسَمَ الثُّلُثَيْنِ بَيْنَ النَّاسِ، فَكَانَ أَحْسَنَ النَّاسِ".

  أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أنا أَصْبَغُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، يَقُولُ: فِي قَوْلِ اللّه: "{مَا هَذَا بَشَرًا}، قَالَ: مَا هَكَذَا يَكُونُ الْبَشَرُ، فَأُقِرَّتْ لَهُنَّ".

قوله تعالى: {إِنْ هَذَا إِلا مَلَكٌ كَرِيمٌ}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، أنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، أنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ غَيْرِ قَتَادَةَ،"{إِنْ هَذَا إِلا مَلَكٌ كَرِيمٌ}، أَيْ: مِنْ حُسْنِهِ".

  أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ،"{إِنْ هَذَا إِلا مَلَكٌ كَرِيمٌ}، قَالَ: قُلْنَ: مِنَ الْمَلائِكَةِ".

٣٢

قوله تعالى: {قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ}

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللّه الرَّازِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ الْعَلاءِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: "{وَأَعْتَدَتْ لَـهُنَّ مُتَّكَأً}، قَالَ: لَمَّا تَغَدَّيْنَ، وَطَابَتْ أَنْفُسُهُنَّ، قَالَتْ لِقَيِّمِهَا: ايِتِهُنَّ تُرُنْجًا وَسَكَاكِينَا، فَأَتَاهُنَّ بِهِنَّ فَجَعَلْنَ يُقَطِّعْنَ وَيَأْكُلْنَ، فَقَالَتْ لَـهُنَّ: هَلْ لَكُنَّ فِي النَّظَرِ إِلَى يُوسُفَ ؟ قُلْنَ: مَا شِئْتِ فَأَمَرَتْ قَيِّمَهَا فَأَدْخَلَـهُ عَلَيْهِنَّ، فَلَمَّا رَأَيْنَهُ جَعَلْنَ يُقَطِّعْنَ أَصَابِعْهُنَّ مَعَ الأُتْرُنْجِ، وَهُنَّ لا يَشْعُرْنَ، وَلا يَجِدْنَ أَلَمًا مِمَّا رَأَيْنَ مِنْ حُسْنِهِ، فَلَمَّا وَلَّى عَنْهُنَّ، قَالَتْ: هَذَا الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ، فَلَقَدْ رَأَيْتُكُنَّ تُقَطِّعْنَ أَيْدِيَكُنَّ وَمَا تَشْعُرْنَ، قَالَ: فَنَظَرْنَ إِلَى أَيْدِيهِنَّ فَجَعَلْنَ يَصِحْنَ وَيَبْكِينَ، قَالَتْ: فَكَيْفَ أَصْنَعُ أَنَا ؟ فَقُلْنَ: {حَاشَ للّه مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلا مَلَكٌ كَرِيمٌ}، وَمَا نَرَى عَلَيْكِ مِنْ لَوْمٍ بَعْدَ الَّذِي رَأَيْنَا".

 حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنْ السُّدِّيِّ،"وَقَالَتْ لِيُوسُفَ: اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ، فَلَمَّا خَرَجَ رَأَى النِّسْوَةُ يُوسُفَ، فَجَعَلْنَ يُقَطِّعْنَ الأُتْرُنْجَ، {قُلْنَ حَاشَ للّه مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلا مَلَكٌ كَرِيمٌ قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ}".

قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عن نفسه فاستعصم}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: "{فَاسْتَعْصَمَ}، يَقُولُ: فَامْتَنَعَ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{فَاسْتَعْصَمَ}، أَيْ: فَاسْتَعْصَى".

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ،"{وَلَقَدْ رَاوَدَتْهُ عَنْ نَفْسِهِ، فَاسْتَعْصَمَ}، بَعْدَ مَا كَانَ قَدْ حَلَّ سَرَاوِيلَهُ، ثُمَّ لا أَدْرِي مَا بَدَا لَهُ".

قوله تعالى: {وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرَهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصاغرين}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه: "{صَاغِرِينَ}، يعْنِي: مُذَلِّينَ".

٣٣

  حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،"قَالَ يُوسُفُ: {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَى مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}، يَقُولُ: الْحَبْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ مِنَ الزِّنَا".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو الثَّلْجِ، ثنا سُنَيْدٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: "إِنَّمَا يُوَفَّقُ مِنَ الدُّعَاءِ لِلِمَقْدُورِ، أَمَا تَرَى يُوسُفَ، قَالَ: {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ}، فَلَمَّا قَالَ: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ}، أَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَكَشَفَ لَهُ عَنِ الصَّخْرَةِ، فَقَالَ: مَا تَرَى ؟ قَالَ: أَرَى نَمْلَةً تَقْضِمُ، قَالَ: يَقُولُ: أَنَا لَمْ أَنَسَ هَذِهِ أَنْسَاكَ ؟ أَنَا حَبَسْتُكَ، أَنْتَ قُلْتَ: {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ}، لأُطِيلَنَّ حَبْسَكَ".

قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ،"{وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ}، قَالَ: يُوسُفُ أَضَافَ إِلَى رَبِّهِ وَاسْتَعَانَهُ عَلَى مَا نَزَلَ بِهِ: {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}، أَيِ: السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ آتِيَ مَا تَكْرَهُ".

قوله تعالى: {وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ}

  وَبِهِ، عَنْ إِسْحَاقَ،"{وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ}، أَيْ: مَا أَتَخَوَّفُ مِنْهُنَّ".

  أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أنا أَصْبَغُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، يَقُولُ فِي

قوله: "{وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ}، إِلا يَكُنْ مِنْكَ أَنْتَ الْقُوَى وَالْمَنَعَةُ، لا يَكُنْ مِنِّي وَلا عِنْدِي".

قوله: {أَصْبُ إِلَيْهِنَّ}

 حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{أَصْبُ إِلَيْهِنَّ}، يَقُولُ: أَتَّبِعْهُنَّ".

قوله: {وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،

قوله: "{أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ}، أَيْ: جَاهِلا إِذَا رَكِبْتُ مَعْصِيَتَكَ".

٣٤

قوله: {فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ}

  وَبِهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،

قوله: "{فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ}، أَيْ: نَجَّاهُ مِنْ أَنْ يَرْكَبَ الْمَعْصِيَةَ فِيهِنَّ، وَقَدْ نَزَلَ بِهِ بَعْضُ مَا حَذَّرَ مِنْهُ".

قوله: {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}

  وَبِهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،"{السَّمِيعُ}، أَيْ: سَمِيعٌ مَا يَقُولُونَ: {الْعَلِيمُ}، أَيْ: عَلِيمٌ بِمَا يُخْفُونَ".

٣٥

قوله: {ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الآيَاتِ}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللّه بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ الأَشَجُّ، ثنا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: سَأَلْتَ ابْنَ عَبَّاسٍ: عَنْ

قوله: "{ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الآيَاتِ}، قَالَ: مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ قَبْلَكَ مِنَ الآيَاتِ: قَدُّ الْقَمِيصِ، وَأَثَرُ السِّكِّينِ، وَقَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ: إِنْ أَنْتَ لَمْ تَسْجُنْهُ لَيُصَدِقَنَّهُ النَّاسُ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ عَرَبِيٍّ، عَنْ عِكْرِمَةَ،"{ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوْا الآيَاتِ}، قَالَ: شَقُّ الْقَمِيصِ، وَخَمْشُ الْوُجُوهِ".

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: "ثُمَّ إِنَّ الْمَرْأَةَ قَالَتْ لِزَوْجِهَا: إِنَّ الْعَبْدَ الْعِبْرَانِيَّ، قَدْ فَضَحَنِي فِي النَّـاسِ، إِنَّهُ يَعْتَذِرُ إِلَيْهِمْ وَيُخْبِرُهُمْ أَنِّي رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ، وَلَسْتُ أُطِيقُ أَنْ أَعْتَذِرَ بِعُذْرِي، فَإِمَّا أَنْ تَأْذَنَ لِي فَأَخْرَجُ فَأَعْتَذِرُ كَمَا يَعْتَذِرُ، وَإِمَّا أَنْ تَحْبِسَهُ كَمَا حَبَسْتَنِي، فَذَلِكَ

قوله: {ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوْا الآيَاتِ}، وَهُوَ: شَقُّ الْقَمِيصِ، وَقَطَعُ الأَيْدِي".

  أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَصْبَغُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ، يَقُولُ فِي

قوله تعالى: "{مِنْ بَعْدَ مَا رَأَوْا الآيَاتِ}، مَا قَالَ الْمُرْضَعُ فِي الْعَرْصَةِ".

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ،"{ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدَ مَا رَأَوْا الآيَاتِ}، الْمُبَيِّنَةَ لِبَرَاءَتِهِ مِمَّا اتُّهِمَ بِهِ مِنْ شَقِّ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرِهِ، وَغَيْرِهِ".

قوله تعالى: {لَيَسْجُنُنَّهُ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، ثنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي الْوَضَّاحِ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "عُوقِبَ يُوسُفُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، أَمَا أَوَّلُ مَرَّةٍ فَبِالْحَبْسِ لَمَّا كَانَ مِنْ هَمِّهِ بِهَا".

 أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللّه الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلِ بْنِ أَخِي وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَـالَ: سَمِعْتُ عَمِّي وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ، يَقُولُ: "لَمَّ]ا أَتَى جِبْرِيلُ يُوسُفَ بِالْبُشْرَى، وَهُوَ فِي السِّجْنِ، قَالَ: هَلْ تَعْرِفُنِي أَيُّهَا الصِّدِّيقُ ؟، قَالَ: أَرَى صُورَةً طَاهِرَةً وَرُوحًا طَيِّبًا، لا يُشْبِهُ أَرْوَاحَ الْخَطَّائِينَ، قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَنَا الرُّوحُ الأَمِينُ، قَالَ: فَمَا الَّذِي أَدْخَلَكَ مَدْخَلَ الْمُذْنِبِينَ وَأَنْتَ أَطْيَبُ الطَّيِّبِينَ، وَرَأْسُ الْمُقَرَّبِينَ، وَأَمِينُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ؟ قَالَ: أَلَمْ تَعْلَمْ يَا يُوسُفَ أَنَّ اللّه يُطَهِّرُ الْبُيُوتَ بِطُهْرِ النَّبِيِّينَ، وَأَنَّ الأَرْضَ الَّتِي يَدْخُلُونَهَا هِيَ أَطْهُرُ الأَرَضِينَ، وَأَنَّ اللّه قَدْ طَهَّرَ بِكَ السِّجْنَ وَمَا حَوْلَـهُ، يَا طَاهِرَ الطَّاهِرِينَ وَيَا ابْنِ الْمُتَطَهِّرِينَ ، إِنَّمَا يُتَطَهَّرُ بِفَضْلِ طَهُورِكَ وَطُهْرِ آبَائِكَ الْمُخْلَصِينَ، قَالَ: كَيْفَ تُسَمِّينِي بِأَسْمَاءِ الصِّدِّيقِينَ، وَتَعُدُّنِي مَعَ الْمُخْلَصِينَ الصَّالِحِينَ، وَقَدْ أُدْخِلْتُ مَدْخَلَ الْمُذْنِبِينَ، وَسُمِّيتُ بِالضَّالِينَ الْمُفْسِدِينَ ؟ قَـالَ: لَمْ يَفْتِنْ قَلْبَكَ الْحُزْنُ، وَلَمْ يَدْرُسْ حُرْمَتَكَ الرِّقُّ، وَلَمْ تُطِعْ سَيِّدَتَكَ فِي مَعْصِيَةِ رَبِّكَ، وَلِذَلِكَ سَمَّـاكَ اللّه بِأَسْمَاءِ الصِّدِّيقِينَ، وَعَدَّكَ مَعَ الْمُخْلَصِينَ وَأَلْحَقَكَ بِآبَائِكَ الصَّالِحِينَ".

قوله تعالى: {حَتَّى حِينٍ}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "الْحِينُ قَدْ يَكُونُ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً".

 الْوَجْهُ الثَّانِي

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي مَكِينٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: "نَذَرَ رَجُلٌ أَنْ يَقْطَعَ يَدَ غُلامِهِ، وَيَحْبِسَهُ حِينًا، فَسَأَلَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْهَا، فَقُلْتُ: لا تُقْطَعُ يَدُهُ، وَيَحْبِسُهُ الْحِينَ فِي سَنَةٍ مَرَّةً، ثُمَّ قَرَأَ: {لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ}".

 الْوَجْهُ الثَّالِثُ

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ الأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، وَطَارِقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالا: "الْحِينُ: سِتَّةُ أَشْهُرٍ".

 الْوَجْهُ الرَّابِعُ

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي

قوله: "{حَتَّى حِينٍ}، قَالَ: سَبْعُ سِنِينَ".

 الْوَجْهُ الْخَامِسُ

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه بْنُ أَحْمَدَ الرَّازِيِّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الصَّايِغِ، عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ، قَالَ:: وَسَأَلْتُهُ، يعْنِي عِكْرِمَةَ عَنْ رَجُلٍ نَذَرَ لَيَسْجُنَنَّ غُلامَهُ حِينًا، فَإِنْ لَمْ يَسْجُنْهُ حِينًا فَهُوَ عَتِيقٌ ؟ فَقَالَ عِكْرِمَةُ: "إِنَّ مِنَ الأَحْيَانِ حِينًا يُدْرَكُ وَحِينًا لا يُدْرَكُ، فَأَمَّا الْحِينُ الَّذِي لا يُدْرَكُ، قَالَ اللّه تَعَالَى: {لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ}".

٣٦

قوله تعالى: {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِ اللّه عَزَّ وَجَلّ: "{وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ}، أَحَدُهُمَا خَازِنُ الْمَلِكِ عَلَى طَعَامِهِ، وَالآخَرُ سَاقِي الْمَلِكِ عَلَى شَرَابِهِ"، حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَهُ

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ،"{وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ}، قَالَ: كَانَ أَحَدُهُمَا خَبَّازَ الْمَلِكِ عَلَى طَعَامِهِ، وَالآخَرُ سَاقَيْهِ عَلَى شَرَابِهِ".

  حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله: "{وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ}، غَضِبَ الْمَلِكُ عَلَى خَبَّازِهِ، بَلَغَهُ أَنَّهُ سَمَّهُ فَحَبَسَهُ، وَحَبَسَ السَّاقِي، وَظَنَّ أَنَّهُ مَالأَهُ عَلَى السُّمِّ، فَذَلِكَ

قوله: {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ}".

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ،"{وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ}، غُلامَانِ كَانَا لِلْمَلِكِ الأَكْبَرِ الرَّيَّانُ بْنُ الْوَلِيدِ، كَانَ أَحَدُهُمَا عَلَى شَرَابِهِ، وَالآخَرُ عَلَى بَعْضِ أَمْرِهِ، فِي سَخْطَةٍ سَخِطَهَا عَلَيْهِمَا، اسْمُ أَحَدِهِمَا مِجْلَثُ، وَالآخَرُ: نَبْوُ، وَنَبْوُ الَّذِي كَانَ عَلَى الشَّرَابِ، فَلَمَّا رَأَيَاهُ قَالا: يَا فَتًى، وَاللّه لَقَدْ أَحْبَبْنَاكَ حِينَ رَأَيْنَاكَ".

 قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"أَنَّ يُوسُفَ قَالَ لَهُمَا حِينَ قَالا ذَلِكَ: أُنْشِدُكُمَا اللّه، أَلا تُحِبَّانِي، فَوَاللّه مَا أَحَبَّنِي أَحَدٌ قَطُّ إِلا دَخَلَ عَلَيَّ مِنْ حُبِّهِ بَلاءٌ، لَقَدْ أَحَبَّتْنِي عَمَّتِي فَدَخَلَ عَلِيَّ مِنْ حُبِّهَا بَلاءٌ، ثُمَّ لَقَدْ أَحَبَّنِي أَبِي فَدَخَلَ عَلَيَّ بِحُبِّهِ بَلاءٌ، ثُمَّ لَقَدْ أَحَبَّتْنِي زَوْجَةُ صَاحِبِي هَذَا فَدَخَلَ عَلَيَّ بِحُبِّهَا إِيَّايَ بَلاءٌ، فَلا تُحِبَّانِي بَارِكَ اللّه فِيكُمَا، فَأَبَيَا إِلا حُبَّهُ وإِلْفَهُ حَيْثُ كَانَ، وَجَعَلَ يُعْجِبُهُمَا مَا يَرَيَانِ مِنْ فَهْمِهِ وَعَقْلِهِ".

قوله تعالى: {قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا}

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا شَرِيكٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: "قَرَأَ عَبْدُ اللّه: {إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ عِنَبًا}".

  أَخْبَرَنَا أَبُو الأَزْهَرِ أَحْمَدُ بْنُ الأَزْهَرِ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا أَبِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنِ الضَّحَّاكِ،"{قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا}، فَالْخَمْرُ: الْعِنَبُ، وَإِنَّمَا يُسَمِّي أَهْلُ عُمَانَ الْعِنَبَ: الْخَمْرَ".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"وَقَدْ كَانَا رَأَيَا حِينَ أُدْخِلا السِّجْنَ رُؤْيَا فَرَأَى مِجْلَثُ أَنَّهُ يَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِهِ خُبْزًا يَأْكُلُ الطَّيْرُ مِـنْهُ، وَرَأَى نَبْوُ أَنَّهُ يَعْصِرُ خَمْرًا فَاسْتَفْتَيَاهُ فِيهِمَا".

قوله تعالى: {وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تأكل الطير منه}

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: "وغَضِبَ، يعْنِي الْمَلِكَ عَلَى خَبَّازِهِ، فَبَلَغَهُ أَنَّهُ سَمَّهُ فَحَبَسَهُ، وَحَبَسَ السَّاقِي، وَظَنَّ أَنَّهُ مَالأَهُ عَلَى السُّمِّ، فَذَلِكَ

قوله: {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ}، قَالَ يُوسُفُ: إِنِّي أَعْبُرُ الأَحْلامَ، فَقَالَ أَحَدُ الْفَتَيَيْنِ: هَلُمَّ فَلْنُجَرِّبُ قَوْلَ هَذَا الْعَبْدِ الْعِبْرَانِيِّ، فَتَرَاءَيَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَا رَأَيَا شَيْئًا ولَكِنَّهُمَا خَرَصَا، فَعَبَرَ لَـهُمَا يُوسُفُ خَرْصَهُمَا، فَقَالَ السَّاقِي: رَأَيْتُ أَنِّيَ أَعْصِرُ خَمْرًا، وَقَالَ الْخَبَّازُ: رَأَيْتُ أَنِّيَ أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ".

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنـا عُبَيْدُ اللّه بْنِ مُعَاذٍ، ثنا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ: "كَانَ أَحَدُ الَّذِينَ قَصَّا عَلِي يُوسُفَ الرُّؤْيَا كَاذِبًا، قُلْتُ لَهُ: فَالْمَصْلُوبُ هُوَ الْكَاذِبُ ؟ قَالَ: نَعَمْ".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: "فَرَأَى مِجْلَثُ أَنَّهُ يَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِهِ خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ، وَرَأَى نَبْوُ أَنَّهُ يُعْصَرُ خَمْرًا، فَاسْتَفْتَيَاهُ فِيهَا وَقَالا لَـهُ: {نَبِّئْنَـا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}، إِنْ فَعَلْتَ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ الْخَيَّاطُ، ثنا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، بِخُرَاسَانَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ، فَسَأَلَهُ، عَنْ قَوْلِ اللّه: "{نَبِّئْنَـا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}، مَا كَانَ إِحْسَانُهُ ؟ قَالَ: كَانَ يُوسُفُ إِذَا مَرِضَ إِنْسَانٌ فِي السِّجْنِ قَامَ عَلَيْهِ، وَإِذَا ضَاقَ عَلَيْهِ الْمَكَانُ أَوْسَعَ لَهُ، وَإِذَا احْتَاجَ سَأَلَ أَوْ جَمَعَ لَهُ".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا قَتَادَةَ،

قوله: "{إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}، قَالَ: كَانَ إِحْسَانُهُ فِيمَا ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ كَانَ يُعَزِّي حَزِينَهُمُ، ويُدَاوِي مَرِيضَهُمُ، وَرَأَوْا مِنْهُ عِبَادَةً وَاجْتِهَادًا، فَأَحَبُّوهُ عَلَى حَظِّهِ".

٣٧

قوله تعالى: {قَالَ لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قبل أن يأتيكما}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ شَيْخٌ لَهُ، ثنا رِشْدِينٌ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "مَا أَدْرِي لَعَلَّ يُوسُفَ كَانَ يَعْتَافُ، وَهُوَ كَذَلِكَ لأَنِّي أَجِدُ فِي كِتَابِ اللّه عَزَّ وَجَلَّ حِينَ قَالَ لِلرَّجُلَيْنِ: {لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ}، قَالَ: إِذَا جَاءَهُ الطَّعَامُ حُلُوًا ومُرًّا اعْتَافَ عِنْدَ ذَلِكَ، وَقَالَ: إِنَّمَا عَلِمَ فَعَلَّمَ".

 حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"فَقَالَ لَهُمَا، لِمِجْلَثَ ولِنَبْوَا: {لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ}، يَقُولُ: فِي نَوْمِكُمَا {إِلا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا}".

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،"قَالَ يُوسُفُ: {لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ}، فِي النَّوْمِ إِلا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ فِي الْيَقَظَةِ".

قوله: {ذَلِكُمَا مِمَّا عَلِّمْنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يؤمنون باللّه}

  حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي مُوسَى الأَنْصَارِيُّ، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ،

قوله: "{ذَلِكُمَا}، يعْنِي: هَذَا".

٣٨

قوله تعالى: {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الْكَرِيمَ بْنَ الْكَرِيمِ بْنِ الْكَرِيمِ: يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ".

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"أَنَّهُ كَانَ يَجْعَلُ الْجَدَّ أَبًا، وَيَقُولُ: وَاللّه لَمَنْ شَاءَ لأَعَنَّاهُ عِنْدَ الْحِجْرِ مَا ذَكَرَ اللّه جَدًّا وَلا جَدَّةً، قَالَ اللّه: {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ}".

  حَدَّثَنَـا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعَ أَبَا الأَحْوَصِ، يَقُولُ: فَاخَرَ أَسْمَاءُ بْنَ خَارِجَةَ الْفَزَارِيُّ رَجُلا، فَقَالَ: أَنَا ابْنُ الأَشْيَاخِ الْكِرَامِ، فَقَالَ عَبْدُ اللّه بْنِ مَسْعُودٍ: "ذَاكَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ ذَبِيحِ اللّه بْنِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللّه".

قوله تعالى: {ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللّه عَلَيْنَا}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"وَقَوْلُ يُوسُفُ: {ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللّه عَلَيْنَا}، يَقُولُ: أَنْ بَعَثَنَا أَنْبِيَاءَ".

قوله تعالى: {وَعَلَى النَّاسِ}

  وَبِهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: "{وَعَلَى النَّاسِ}، أَنْ بَعَثَنَا إِلَيْهِمْ رُسُلا".

قوله تعالى: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللّه عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرُ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ}، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَشْكُرَ نِعَمَ اللّه عَلَيْهِ، وَعَلَى خَلْقِهِ"، وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ كَانَ يَقُولُ: "يَا رُبَّ شَاكِرِ نِعْمَةٍ غَيْرِ مُنْعَمٍ عَلَيْهِ لا يَدْرِي، وَيَا رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرِ فَقِيهٍ".

٣٩

قوله تعالى: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ}، قَالَ: كَانَ أَحَدُهُمَا سَاقِيَ الْمَلِكِ، وَالآخَرُ خَبَّازَهُ عَلَى طَعَامِهِ".

قوله تعالى: {أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّه الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}

 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: "دَعَاهُمَا إِلَى اللّه وَإِلَى الإِسْلامِ، فَقَالَ: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّه الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}، أَيْ: خَيْرٌ أَنْ تَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا، أَمِ آلِهَةٌ مُتَفَرِّقَةٌ لا تُغْنِي عَنْكُمْ شَيْئًا

٤٠

{مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ}".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا قَتَادَةُ،

قوله: "{أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ}، } إِلَى قَوْلِهِ { {لا يَعْلَمُونَ}، لَمَّا عَرَفَ نَبِيُّ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَحَدَهُمَا مَقْتُولٌ، دَعَاهُمَا إِلَى حَظِّهِمَا وَإِلَى نَصِيبِهِمَا مِنْ آخِرَتِهِمَا، ونَصَحَ لَهُمَا"

قوله: {مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلا أَسْمَاءً}".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "كُلُّ سُلْطَانٍ فِي الْقُرْآنِ حُجَّةٌ"، وَرُوِيَ عَنْ أَبِي مَـالِكٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَالضَّحَّاكِ، وَالسُّدِّيِّ، وَالنَّضْرِ بْنِ عَرَبِيٍّ، مِثْلَهُ

قوله تعالى: {إِنِ الْحَكَمُ إِلا للّه أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إياه}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةَ،

قوله: "{إِنِ الْحَكَمُ إِلا للّه أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ}، قَالَ: أُسِّسَ الدِّينُ عَلَى الإِخْلاصِ للّه وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ".

قوله تعالى: {ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، ثنا بِشْرٌ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله: "{ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}: ذَلِكَ الْقَضَاءُ الْقَيِّمُ".

 وَالْوَجْهُ الثَّانِي

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانٍ،"{ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}، يَقُولُ: ذَلِكَ الْحِسَابُ الْقَيِّمُ".

 وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، فِي

قوله: "{الدِّينُ الْقَيِّمُ}، قَالَ: الْحَمْدُ للّه رَبِّ الْعَالَمِينَ".

قوله تعالى: {الْقَيِّمُ}

  أَخْبَرَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمِ الأَوْدِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله: "{ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}، قَالَ: الْمُسْتَقِيمُ".

  قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدٌ، ثنا مُحَمَّدٌ، ثنا بُكَيْرٌ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانٍ،"{الدِّينُ الْقَيِّمُ}، الْحِسَابُ الْبَيِّنُ".

قوله تعالى: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدِ الزَّيَّابِ، ثنا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"{وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}، يَقُولُ: لا يَعْقِلُونَ".

٤١

قوله تعالى: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنُ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وأما الآخر فيصلب}

 حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"ثُمَّ قَـالَ لِمِجْلِثَ: أَمَّا أَنْتَ فَتُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِكَ، وَقَـالَ لِنَبْوَ: أَمَّا أَنْتَ فَتُرَدُّ عَلَى عَمَلِكَ، يَرْضَى عَنْكَ صَاحِبُكَ {قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ}".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ،"{لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ}، زَعَمَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّاسٍ، قَـالَ: كَرِهَ الْعِبَارَةَ لَـهُمَا، فَغَدَا، فَقَالَ: {لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ}، فَلَمْ يَدَعَاهُ اسْتَعْبَرَاهُ، فَكَرِهَ الْعِبَارَةَ لَمَّا وَعَدَ، فَقَالَ: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ}، حَتَّى {يَعْلَمُونَ}، فَلَمْ يَدَعَاهُ اسْتَعْبَرَاهُ، فَعَبَرَ لَهُمَا يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ {لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ} زَادَهُمَا هَذَا وَلَمْ يَسْأَلاهُ عَنْهُ، لأَنْ يَعْلَمَـا أَنَّ عِنْدَهُ عِلْمًا، وَكَانَ الْمَلِكُ إِذَا أَرَادَ قَتْلَ أَحَدٍ أَرْسَلَ إِلَيْهِ بِطَعَامٍ، وَلا يُرْسِلُ بِهِ إِلَى أَحَدٍ إِلا وَهُوَ يُرِيدَ أَنْ يَقْتُلَهُ".

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،"{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا}، فَيُعَادُ عَلَى مَكَانِهِ: {وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ}، فَفَزِعَا، وَقَالا: مِمَّا عَبَرَ ؟ وَاللّه مَا رَأَيْنَا شَيْئًا، قَالَ يُوسُفُ: {قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ}".

قوله تعالى: {قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا الأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: "لَمَّا قَصَّا عَلَى يُوسُفَ، فَأَخْبَرَهُمَا قَالا: إِنَّا لَمْ نَرَ شَيْئًا، قَالَ: {قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ}، يَقُولُ: وَقَعَتِ الْعِبَارَةُ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، وَعَلِيُّ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ زِيَادٍ الأَحْمَرُ، قَالا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللّه،"أَنَّهُ قَالَ فِي الْفَتَيَيْنِ اللَّذَيْنِ أَتَيَا يُوسُفَ فِي الرُّؤْيَا: إِنَّمَا كَذَبَا لِيُجَرِّبَاهُ فَلَمَّا أَوَّلَ رُؤْيَاهُمَا، قَالا: إِنَّا كُنَّا نَلْعَبُ، فَقَالَ: {قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ}".

  حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،"قَالَ يُوسُفُ: {قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ}، إِنَّ هَذَا كَائِنٌ لابُدَّ مِنْهُ".

٤٢

قوله تعالى: {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ ربك}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللّه، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَرْحَمُ اللّه يُوسُفَ، لَوْلا الْكَلِمَةُ الَّتِي قَالَهَا: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ}، مَا لَبِثَ فِي السِّجْنِ مَا لَبِثَ".

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رَحِمَ اللّه يُوسُفَ، لَوْلا كَلِمَتُهُ مَا لَبِثَ فِي السِّجْنِ طُولَ مَا لَبِثَ"، قَالَ: ثُمَّ يَبْكِي الْحَسَنُ، وَيَقُولُ: إِذَا نَزَلَ بِنَا أَمَرٌ فَزَعْنَا إِلَى النَّاسِ

  حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: "{اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ}، لِلَّذِي نَجَا مِنْ صَاحِبَى السِّجْنِ، يُوسُفُ يَقُولُ: اذْكُرْنِي لِلْمَلِكِ، فَلَمْ يَذْكُرْهُ حَتَّى رَأَى الْمَلِكُ الرُّؤْيَا".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"{اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ}، أَيِ: الْمَلِكُ الأَعْظَمُ، مَظْلَمَتِي وَحَبْسِي فِي غَيْرِ شَيْءٍ، قَالَ: أَفْعَلُ".

 حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ مُطَهَّرٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ بِسْطَامِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: "لَمَّا قَالَ يُوسُفُ لِلسَّاقِي: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ}، قِيلَ لَهُ: يَا يُوسُفُ، اتَّخَذْتَ مِنْ دُونِي وَكِيلا ؟ لأُطِيلَنَّ حَبْسَكَ، فَبَكَى يُوسُفُ، وَقَالَ: يَا رَبِّ أُنْسِيَ قَلْبِي مِنْ كَثْرَةِ الْبَلْوَى، فَقُلْتُ كَلِمَةً فَوَيْلٌ لإِخْوَتِي".

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،"وَقَالَ يُوسُفُ لِلسَّاقِي: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ}، يعْنِي

قوله: {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا}".

قوله: {فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذَكَرَ رَبِّهِ}

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: "{فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذَكَرَ رَبِّهِ}، وَذَلِكَ أَنَّ يُوسُفَ أَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ، وَأَمَرَهُ بِذِكْرِ الْمَلِكِ وَابْتِغَاءِ الْفَرَجِ مِنْ عِنْدِهِ {فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ}".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: "فَلَمَّا خَرَجَ السَّاقِي رُدَّ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ، وَرَضِيَ عَنْهُ صَاحِبُهُ، وَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ الْمَلِكِ الَّذِي أَمَرَهُ يُوسُفُ أَنْ يَذْكُرَهُ لَهُ، فَلَبِثَ يُوسُفُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ".

قوله: {فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ}

  حَدَّثَنَا أَبِي وَأَبُو زُرْعَةَ، قَالا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا سَلامُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ، ثنا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: "أُوحِيَ إِلَى يُوسُفَ: يَا يُوسُفُ، مَنِ اسْتَنْقَذَكَ مِنَ الْجُبِّ إِذْ أَلْقَوْكَ فِيهِ ؟ قَالَ: أَنْتَ يَا رَبِّ، قَالَ: مَنِ اسْتَنْقَذَكَ مِنَ الْقَتْلِ إِذْ هَمَّ إِخْوَتُكَ أَنْ يَقْتُلُوكَ ؟ قَـالَ: أَنْتَ يَا رَبِّ، قَالَ: فَمَا لَكَ نَسِيتَنِي وَذَكَرْتَ آدَمَيًّا ؟ قَالَ: جَزَعًا بِذَنْبِي، وَكَلِمَةً تَكَلَّمَ بِهَا لِسَانِي، وَقَالَ: وَعِزَّتِي لأُخَلِدَنَّكَ السِّجْنَ بِضْعَ سِنِينَ، قَالَ: فَلَبِثَ فِيهِ سَبْعَ سِنِينَ"، وَرُوِيَ عَنِ الثَّوْرِيِّ مِثْلُ ذَلِكَ

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، ثنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي الْوَضَّاحِ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "عُوقِبَ يُوسُفُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، الثَّانِيَةُ: فَلِ

قوله: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ}: {فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ}، عُوقِبَ بِطُولِ الْحَبْسِ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ الطَّنَافِسِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"{فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ}، قَالَ: الْبِضْعُ: مِنْ ثَلاثَةٍ إِلَى تِسْعَةٍ".

 الْوَجْهُ الثَّانِي

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، ثنا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله: "{فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ}، قَالَ: اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً".

 وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ الْمُصَفَّى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ طَاوُسٍ، وَالضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، في

قوله: "{فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ}، قَالا: أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً".

٤٣

قوله تعالى: {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"ثُمَّ إِنَّ الْمَلِكَ رَيَّانُ بْنُ الْوَلِيدِ، رَأَى الرُّؤْيَا الَّتِي هَالَتْهُ وَعَرَفَ أَنَّهَا رُؤْيَا وَاقِعَةٌ، وَلَمْ يَدْرِ مَا تَأْوِيلَهَا، فَقَالَ لِلْمَلأِ حَوْلَهُ مِنْ أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ: {إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعُ سُنْبُلاتٍ خَضِرٍ وَأُخَرُ يَابِسَاتٍ}".

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ للرؤيا تعبرون}

 حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ،"ثُمَّ إِنَّ اللّه تَعَالَى أَرَى الْمَلِكَ رُؤْيَا فِي مَنَامِهِ هَالَتْهُ، فَرَأَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأَكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ، وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خَضِرٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ يَابِسَاتٍ، فَجَمَعَ السَّحَرَةَ وَالْكَهَنَةَ وَالْعَافَّةَ وَهُمْ: الْقَـافَّةُ وَالْحَاحِزَةُ وَهُمُ الَّذِينَ يَزْجُرُونَ الطَّيْرَ فَقَصَّهَا عَلَيْهِمْ، فَقَـالُوا: {أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعَالِمِينَ}".

٤٤

قوله تعالى: {أَضْغَاثُ أَحْلامٍ}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْهِسِنْجَانِيُّ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، أَنْبَأَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا عُبَادَةُ،"{قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ}، قَالَ: الأَحْلامُ، {وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعَالِمِينَ}".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُنِيبٍ، ثنا أَبُو مُعَاذٍ النَّحْوِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ،

قوله: "{أَضْغَاثُ أَحْلامٍ}، فَهِيَ: الأَحْلامُ الْكَاذِبَةُ".

٤٥

قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: "فَلَمَّا سَمِعَ نَبْوُ، مِنَ الْمَلِكِ مَا سَمِعَ مِنْهُ وَمَسْأَلَتَهُ، عَنْ تَأْوِيلِهَا، ذَكَرَ يُوسُفُ، وَمَا كَانَ عَبَرَ لَهُ وَلِصَاحِبِهِ".

قوله: {وَادَّكَرَ}

  وَبِهِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: "فَلَمَّا سَمِعَ نَبْوُ، مِنَ الْمَلِكِ ذَكَرَ يُوسُفَ، وَمَا كَانَ عَبَرَ لَـهُ وَلِصَاحِبِهِ، وَمَا جَاءَ مِنْ ذَلِكَ عَلَى مَا قَالَ مِنْ

قوله: {أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ}".

قوله: {بَعْدَ أُمَّةٍ}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ رَزِينٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"{وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ}، قَالَ: بَعْدَ حِينٍ".

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، أَنْبَأَ بِشْرُ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"{وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ}، قَالَ: بَعْدَ حِينٍ، وَهُوَ الأَجَلُ الَّذِي يَعْلَمُهُ اللّه".

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه: "{وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ}، يَقُولُ: بَعْدَ سِنِينَ".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، يَقُولُ اللّه: "{وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ}، أَيْ: بَعْدَ حِقْبَةٍ مِنَ الدَّهْرِ".

 الْوَجْهُ الثَّانِي

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَرَأَ: "{وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ}، وَيُفَسِّرُهَا قَتَادَةُ: بَعْدَ نِسْيَانٍ".

 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا نَصْرٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَرَأَ: "{بَعْدَ أُمَّةٍ}، قَالَ: بَعْدَ نِسْيَانٍ".

 وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ خَالِدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ تَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ قَرَأَ: "{وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ}، قَالَ: بَعْدَ أُمَّةٍ مِنَ النَّاسِ".

قوله تعالى: {أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا بِشْرُ بْنُ هِلالِ الصَّوَّافِ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: وَكَانَ الْحَسَنُ، يَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ: "{أَنَا آتِيكُمْ بِتَأْوِيلِهِ}"، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، {أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ}، قَالَ: أَهُوَ كَانَ نَبِيِّهُمْ".

قوله: {فَأَرْسِلُونِ}

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَوْلُهُ"{أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ}، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمْ يَكُنِ السِّجْنُ فِي الْمَدِينَةِ، فَانْطَلَقَ السَّاقِي إِلَى يُوسُفَ".

٤٦

قوله: {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، أَنْبَأَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا قَتَادَةُ،

قوله: "{أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ}، وَهِيَ: السُّنُونَ الْمُخْصِبَاتُ".

قوله تعالى: {يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ}

  وَبِهِ، ثنا قَتَادَةُ، فِي

قوله: "{يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ}: وَهُنَّ سُنُونَ الْمُحُولِ الْجُدُوبِ".

قوله: {وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ}

  وَبِهِ، ثنا قَتَادَةُ،"{وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ}: وَهِيَ السُّنُونَ الْمَخَاصِيبُ تُخْرِجُ الأَرْضُ نَبَاتَهَا وزَرَعَهَا وثِمَارَهَا".

قوله: {وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ}

  وَبِهِ، ثنا قَتَادَةُ،"{وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ}، الْمُحُولُ الْجُدُوبُ، فَلا تُخْرِجُ الأَرْضُ زَرَعَهَا، وَلا ثِمَارَهَا".

قوله تعالى: {لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ}

  حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي مُوسَى الأَنْصَارِيُّ، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ،

قوله: "{لَعَلِّي}، يعْنِي: كَيْ".

  حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ،"{لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ}، تَأْوِيلَهَا".

قوله تعالى: {تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سنبله}

٤٧

 وَبِهِ، عَنِ السُّدِّيِّ،"{قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ}، قَالَ: هُوَ أَبْقَى لَهُ".

  أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ، يَقُولُ: فِي

قوله: "{أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَـا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ}، فَلَمْ يَرْضَ أَنْ أَفْتَاهُمْ بِالتَّأْوِيلِ حَتَّى أَمَرَهُمْ بِالرِّفْقِ، فَقَالَ: {سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ}، لأَنَّ الْحَبَّ إِذَا كَانَ فِي سُنْبُلِهِ لا يُؤْكَلُ".

قوله تعالى: {إِلا قَلِيلا مِمَّا تَأْكُلُونَ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ،"قَالَ لَهُمْ نَبِيُّ اللّه يُوسُفُ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا}، } إِلَى قَوْلِهِ { {مِمَّا تَأْكُلُونَ}، أَرَادَ نَبِيُّ اللّه يُوسُفُ الْبَقَاءَ".

٤٨

قوله: {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شَدَّادٌ}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدٌ، أَنْبَأَ قَتَادَةُ،"{ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شَدَّادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ}: وَهُنَّ السُّنُونَ الْمُحُولُ، وَالْجُدُوبُ".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الطَّاهِرِ، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ،"أَنَّ يُوسُفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي زَمَانِهِ كَانَ يَضَعُ لِرَجُلٍ طَعَامَ اثْنَيْنِ فَيُقَرِّبُهُ إِلَى الرَّجُلِ، فَيَأْكُلُ نِصْفَهُ وَيَدَعَ نِصْفَهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمًا قَرَّبَهُ لَـهُ فَأَكَلَهُ كُلَّهُ، فَقَالَ يُوسُفُ: هَذَا أَوَّلُ يَوْمٍ مِنَ السَّبْعِ الشِّدَادِ".

قوله تعالى: {يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ}

  أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، وَأَمَّا

قوله: "{يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ}، يَقُولُ: يَأْكُلْنَ مَا كُنْتُمُ اتَّخَذْتُمْ فِيهِنَّ مِنَ الْقُوتِ".

قوله: {إِلا قَلِيلا مِمَّا تُحْصِنُونَ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: "{إِلا قَلِيلا مِمَّا تُحْصِنُونَ}، يَقُولُ: تَخْزِنُونَ".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، أَنْبَأَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{إِلا قَلِيلا مِمَّا تُحْصِنُونَ}، أَيْ: مِمَّا تَدَّخِرُونَ".

قوله تعالى: {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ الناس وفيه يعصرون}

  أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ عَبَّاسٍ،

٤٩

قوله: "{ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ}، يَقُولُ: يُصِيبُهُمْ فِيهِ غَيْثٌ".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، أَنْبَأَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا قَتَادَةُ،

قوله: "{ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدَ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ}، قَالَ: يُغَاثُ النَّاسُ بِالْمَطَرِ".

قوله تعالى: {وَفِيهِ يَعْصِرُونَ}

 حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: "{فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ}، يَقُولُ: الأَعْنَابَ وَالدُّهْنَ".

  أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: {وَفِيهِ يَعْصِرُونَ}، يَقُولُ: يَعْصِرُونَ فِيهِ الْعِنَبَ، وَيَعْصِرُونَ فِيهِ الزَّيْتَ، وَيَعْصِرُونَ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، أَنْبَأَ سَعِيدٌ، ثنا قَتَادَةُ،"{وَفِيهِ يَعْصِرُونَ}، الثِّمَارَ، وَالأَعْنَابَ، وَالزَّيْتُونَ مِنَ الْخِصْبِ، وَهَذَا عِلْمٌ آتَاهُ اللّه عِلْمَهُ، لَمْ يَكُنْ فِيمَا سُئِلَ عَنْهُ".

  حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْقَزَّازُ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِ اللّه: "{عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ}، قَالَ: يَحْلِبُونَ".

  ذُكِرَ، عَنْ عَبْدَانَ الْمَرْوَزِيِّ، أَنْبَأَ عِيسَى بْـنُ عُبَيْدٍ، سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ عُمَرَ الثَّقَفِيَّ، يَقْرَأُ: "{فِيهِ يُغَاثُ النَّـاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} يعْنِي: الْغِيَاثَ وَالْمَطَرَ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا}".

٥٠

قوله تعالى: {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ}

  حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ،"فَلَمَّا أَتَى الْمَلِكَ الرَّسُولُ، وَأَخْبَرَهُ، قَالَ: ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمَلِكِ، أَبَى يُوسُفُ، وَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ".

قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مابال النسوة}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ فِي هَذِهِ الآيَةِ: "{ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةُ}، قَالَ: لَوْ كُنْتُ أَنَا لأَسْرَعْتُ الإِجَابَةَ، وَمَا ابْتَغَيْتُ الْعُذْرَ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فَقَال َرَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَلَقَدْ عَجِبْتُ مِنْ يُوسُفَ وَصَبْرِهِ وَكَرَمِهِ وَاللّه يَغْفِرُ لَهُ، وَلَوْ كُنْتُ أَنَا ثُمَّ دُعِيتُ إِلَى الْخُرُوجِ لَبَدَرْتُ إِلَى الْبَابِ، وَلَكِنَّهُ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَـهُ الْعُذْرُ لِقَوْلِ اللّه: {فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكِ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةُ اللاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّيَ بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ}".

٥١

قوله: {قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ}

  أَخْبَرَنَـا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَصْبَغُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، يَقُولُ: "رْسَلَ إِلَى فُلانَةَ وَفُلانَةَ، فَقَالَ: {مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ}، فَقَالَ: مَا أَمْرُكُنَّ ؟ قُلْنَ: {حَاشَ للّه مَا عَلِمْنَـا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ}".

قوله تعالى: {قُلْنَ حَاشَ للّه مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: "{حَاشَ للّه}، قَالَ: مَعَاذَ اللّه".

قوله تعالى: {قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ}

 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ،"{قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ}".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: "{الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ}، تَقُولُ: تَبَيَّنَ الْحَقُّ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ،"{قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ}، يَقُولُ: الآنَ تَبَيَّنَ الْحَقُّ"، {أَنَـا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ}، قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ إِذَا تَلا هَذِهِ الآيَةَ، قَالَ: قَاتَلَهَا اللّه مَا جَرَّأَهَا".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،

قوله: "{الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ}، أَيِ: الآنَ بَرَزَ وَتَبَيَّنَ، {أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ}".

قوله تعالى: {أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ، أَنْبَأَ حَفْصُ بْنُ جَمِيعٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "لَمَّا جُمِعَ النِّسْوَةُ، قَالَ لَهُنَّ فِرْعَوْنُ مِصْرَ: أَنْتُنَّ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ ؟ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ: أَعَرَفْتَ ؟ {أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ}".

قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لِمَنَ الصَّادِقِينَ}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ،

قوله: "{وَإِنَّهُ لِمَنَ الصَّادِقِينَ}، فِيمَا كَانَ قَالَ يُوسُفُ، إِنَّمَا ادَّعَتْ عَلَيْهِ".

٥٢

قوله تعالى: {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ}

  أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَبِي، ثنا عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"{ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّه لا يَهْدِي كَيَدَ الْخَائِنِينَ}: هُوَ قَوْلُ يُوسُفَ لِمَلِيكِهِ، حِينَ أَرَادَ اللّه عُذْرَهُ، فَذَكَرَ أَنَّهُ قَدْ هَمَّ بِهَا وَهَمَّتْ بِهِ".

  حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: "قَالَ يُوسُفُ: وَقَدْ جِيءَ بِهِ: {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ}، فِي أَهْلِهِ {وَأَنَّ اللّه لا يَهْدِي كَيَدَ الْخَائِنِينَ}".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ،"قَالَ يُوسُفُ: ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أُطَيْفِيرُ سَيِّدُهُ {أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ}، أَيْ: لَمْ أَكُنْ لأُخَالِفَ إِلَى أَهْلِهِ مِنْ حَيْثِ لا يَعْلَمُ: {وَأَنَّ اللّه لا يَهْدِي كَيَدَ الْخَائِنِينَ}".

قال تعالى:

٥٣

قوله تعالى: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ الأَنْصَارِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "هَذَا قَوْلُ يُوسُفَ: {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ}، فَغَمَزَهُ جِبْرِيلُ، فَقَـالَ: وَلا حِينَ هَمَمْتَ ؟ فَقَـالَ: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ}".

 حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللّه، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ، فِي

قوله: "{ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ}، قَالَ: فَقَالَ لَـهُ جِبْرِيلُ: وَلا حِينَ حَلَلْتَ السَّرَاوِيلَ ؟، قَالَ: فَقَالَ عِنْدَ ذَلِكَ: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ}"، وَرُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ مِثْلُ ذَلِكَ

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ، ثنا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الْحَسَنِ، فِي

قوله: "{ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ}، قَالَ: خَشِيَ نَبِيُّ اللّه أَنْ يَكُونَ زَكَّى نَفْسَهُ، فَقَالَ: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي}".

  حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ،"قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ: يَا يُوسُفَ، وَلا حِينَ حَلَلْتَ السَّرَاوِيلَ ؟ قَالَ يُوسُفُ: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي}".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا قَتَادَةُ، قَالَ: "ذُكِرَ لَنَا أَنَّ الْمَلَكَ الَّذِي مَعَ يُوسُفَ، قَالَ: اذْكُرْ مَا هَمَمْتَ بِهِ، قَالَ: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ}".

قوله: {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا مُبَارَكٌ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي

قوله: "{وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ}، يعْنِي: هَمَّتَهُ الَّتِي هَمَّ بِهَا".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو خُزَيْمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عُمَيْرٍ، يَقُولُ: "{إنِ النَّفْسِ أَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ}، فَإِذَا جَاءَ الْعَزْمُ مِنَ اللّه كَانَتْ هِيَ الَّتِي تَدْعُوكَ إِلَى الْحَيَاءِ".

قوله تعالى: {إِلا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ،

قوله: "{غَفُورٌ}، لِمَا كَانَ مِنْهُمْ قَبْلَ التَّوْبَةِ {رَحِيمٌ}، بِهِمْ بَعْدَ التَّوْبَةِ".

٥٤

قوله تعالى: {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،"قَالَ الْمَلِكُ الرَّيَّانُ بْنُ الْوَلِيدِ الأَكْبَرِ: {ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي}".

قوله تعالى: {أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ الأَنْصَارِيُّ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، أنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِ اللّه: "{ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي}، قَالَ: قَالَ الْمَلِكُ لِيُوسُفَ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تُخَالِطَنِيَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، إِلا فِي أَهْلِي، وَأَنَا آنَفُ أَنْ تَأْكُلَ مَعِيَ، فَغَضِبَ يُوسُفُ، فَقَالَ: "أَنَا أَحَقُّ أَنْ آنَفُ، إِنَّ أَبِي إِبْرَاهِيمَ خَلِيلُ اللّه، وَأَبِي إِسْحَاقَ ذَبِيحُ اللّه".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، قَالَ: "لَمَّا رَأَى الْعَزِيزُ لَبَقَ يُوسُفَ، وَكَيْسَهُ وَظُرْفَهُ، دَعَاهُ، فَكَانَ يَتَغَدَّى، وَيَتَعَشَّى مَعَهُ دُونَ غِلْمَانِهِ، فَلَمَّا كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ مَا كَانَ، قَالَتْ لَهُ مَرَّةً: فَلْيَتَغَدَّ وَيَتَعَشَّى مَعَ الْغِلْمَانِ، فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ فِي وَجْهِهِ: تَرْغَبُ أَنْ تَأْكُلَ مَعِي ؟ أَوَ تَنْكِفَ أَنْ تَأْكُلَ مَعِي ؟ أَنَا وَاللّه يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ نَبِيِّ اللّه بْنِ إِسْحَاقَ ذَبِيحِ اللّه بْنِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللّه".

 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا قَتَادَةُ،"{وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي}، قَالَ: أَتَّخِذُهُ لِنَفْسِي".

قوله تعالى: {فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ}

  ذُكِرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الْقَـاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللّه،"أَفْرَسُ النَّاسِ ثَلاثَةٌ: صَاحِبَةُ مُوسَى، وَصَاحِبُ يُوسُفَ {إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ}، وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ حِينَ اسْتَخْلَفَ عُمَرَ".

٥٥

قوله تعالى: {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَـالَ: "اسْتَعْمَلَنِي عُمَرُ عَلَى الْبَحْرَيْنِ، ثُمَّ نَزَعَنِي، ثُمَّ دَعَانِي بَعْدُ إِلَى الْعَمَلِ، فَأَبَيْتُ فَقَـالَ: لِمَ ؟ وَقَدْ سَأَلَ يُوسُفُ الْعَمَل".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُخْتَارٍ، عَنْ شَيْبَةَ بْنِ النُّعْمَانِ الضَّبِّيِّ،"{اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ}، قَالَ: كَانَ لِفِرْعَوْنَ خَزَائِنُ كَثِيرَةٌ غَيْرُ طَعَامٍ وَأَسْلَمَ سُلْطَانَهُ كُلَّهُ، وَجَعَلَ الْقَضَاءَ إِلَيْهِ، أَمْرُهُ وَقَضَاؤُهُ نَافِذٌ".

قوله تعالى: {إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا قَتَادَةُ، قَالَ: "{اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ}، لِمَا وُلِّيتُ {عَلِيمٌ}، بِأَمْرِهَا".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ،"{إِنِّي حَفِيظٌ}، أَيْ: حَافِظٌ لِمَا اسْتَوْدَعْتَنِي".

  حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ بَحْرٍ الْعَسْكَرِيُّ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الأَسْوَدِ، ثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، ثنا الأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، فِي

قوله: "{إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ}، قَالَ: حِفْظٌ لِلْحِسَابِ".

قوله: {عَلِيمٌ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِ اللّه: "{إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ}، لِمَا وُلِّيتُ {عَلِيمٌ}، بِأَمْرِهِ".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُخْتَارٍ، عَنْ شَيْبَةَ بْنِ نَعَامَةَ،"{إِنِّي حَفِيظٌ}، لِمَا اسْتَوْدَعْتَنِي {عَلِيمٌ}، بِسِنِينَ الْمَجَاعَةِ".

  حَدَّثَنَـا سَهْلُ بْنُ بَحْرٍ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الأَسْوَدُ، ثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا الأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، فِي

قوله: "{إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ}، قَالَ: حَفِيظٌ لِلْحِسَابِ، عَلِيمٌ بِالأَلْسُنِ".

٥٦

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ}

 حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ،"{وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ}، قَالَ: فَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى مِصْرَ، فَكَانَ صَاحِبُ أَمْرِهَا هُوَ الَّذِي يَلِي الْبَيْعَ وَالأَمْرَ".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،"{إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ}، بِمَا وَلْيَتَنِي، قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ فَوَلاهُ فِيمَا يَذْكُرُونَ عَمَلَ أُطَيْفِيرُ، وَعُزِلَ أُطَيْفِيرُ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ".

  أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، فِي قَوْلِ اللّه: {مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ}، قَالَ: مَلَّكْنَاهُ فِيهَا".

قوله تعالى: {يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه: "{يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ}، يَقُولُ: يَنْزِلُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ".

  أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَصْبَغُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ، فِي قَوْلِ اللّه: "{يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ}، قَالَ: مَلَّكْنَـاهُ فِيهَا، يَكُونُ فِيهَا حَيْثُ يَشَاءُ مِنْ تِلْكَ الدُّنْيَا، يَصْنَعُ فِيهَا مَا يَشَاءُ فُوِّضَتْ إِلَيْهِ، قَالَ: وَلَوْ يَشَاءُ أَنْ يَجْعَلَ فِرْعَوْنَ مِنْ تَحْتِ يَدَيْهِ، وَيَجْعَلَهُ مِنْ فَوْقِهِ لَفَعَلَ".

قوله: {نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: "فَذَكَرُوا، وَاللّه أَعْلَمُ، أَنَّ أطيفيرَ هَلَكَ فِي تِلْكَ اللَّيَالِي، وَأَنَّ الْمَلِكَ الرَّيَّانَ زَوَّجَ يُوسُفَ امْرَأَةَ أطيفير، رَاعِيلَ، وَأَنَّهَا حِينَ أُدْخِلَتْ عَلَيْهِ، قَـالَ: أَلَيْسَ هَذَا خَيْرًا مِمَّا كُنْتِ تُرِيدِينَ ؟ قَالَ: فَيَزْعُمُونَ أَنَّهَا قَالَتْ: أَيُّهَا الصِّدِّيقُ، لا تَلُمْنِي، فَإِنِّي كُنْتُ امْرَأَةً كَمَا تَرَى امْرَأَةً حَسْنَـاءَ جَمْلاءَ نَاعِمَةً فِي مُلْكٍ وَدُنْيَا، وَكَانَ صَاحِبِي لا يَأْتِي النِّسَاءَ، وَكُنْتُ كَمَا جَعَلَكَ اللّه فِي حُسْنِكَ وَهَيْئَتَكَ، فَغَلَبَتْنِي نَفْسِي عَلَى مَا رَأَيْتُ، فَيَزْعُمُونَ أَنَّهُ وَجَدَهَا عَذْرَاءَ، فَأَصَابَهَا فَوَلَدَتْ لَهُ رَجُلَيْنِ".

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي قَادِمٌ الدَّيْلَمِيُّ الْعَابِدُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ، يَقُولُ: "وَقَفَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ عَلَى ظَهْرِ الطَّرِيقِ، حَتَّى مَرَّ يُوسُفُ، فَقَالَتِ: الْحَمْدُ للّه الَّذِي جَعَلَ الْعَبِيدَ مُلُوكًا بِطَاعَتِهِ، وَجَعَلَ الْمُلُوكَ عَبِيدًا بِمَعْصِيَتِهِ".

٥٧

قوله: {وَلأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"{وَلأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ}، يَقُولُ: بَاقِيَةٌ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ يَمَانٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَوْنٍ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ،"دَارُ الآخِرَةِ، يَقُولُ: الْجَنَّةُ".

قوله تعالى: {يَتَّقُونَ}

  أَخْبَرَنَـا عَمْرُو بْنُ ثَوْرٍ الْقَيْسَارِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْفِرْيَابِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"{يَتَّقُونَ}، يُطِيعُونَهُ".

 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو الأَسْوَدِ النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا نُوحُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ، قُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ،: "{وَلأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} مَاهِيَهْ ؟ قَـالَ: يَا مَالِكُ، اتَّقُوا الْمَحَارِمَ، خَمِصَتْ بُطُونُهُمْ، الْمَحَارِمَ تَرَكُوا وَهُمْ يَشْتَهُونَهَا".

٥٨

قوله تعالى: {وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: "إِنَّ إِخْوَةَ يُوسُفَ لَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ {فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَـهُ مُنْكَرُونَ}، قَالَ: جَاءَ بِصُوَاعِ الْمَلِكِ الَّذِي كَانَ يَشْرَبُ فِيهِ فَوَضَعَهُ عَلَى يَدِهِ فَجَعَلَ يَنْقُرُهُ وَيَطِنُّ، وَيَنْقُرَهُ وَيَطِنُّ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الْجَامُ لَيُخْبِرَنِّي عَنْكُمْ خَبَرًا، هَلْ كَانَ لَكُمْ أَخٌ مِنْ أَبِيكُمْ يُقَالُ لَهُ يُوسُفُ ؟ وَكَانَ أَبُوهُ يُحِبُّهُ دُونَكُمْ ؟ وَأَنَّكُمُ انْطَلَقْتُمْ بِهِ فَأَلْقَيْتُمُوهُ فِي الْجُبِّ، وَأَخْبَرْتُمْ أَبَاكُمْ أَنَّ الذِّئْبَ أَكَلَـهُ كُلَّـهُ، وَجِئْتُمْ عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ؟، قَالَ: فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَنْظُرُ إِلَى بَعْضٍ، وَيَعْجَبُونَ إِنَّ هَذَا الْجَامَ لَيُخْبِرَ خَبَرَكُمْ فَمِنْ أَيْنَ يَعْلَمُ هَذَا ؟".

قوله تعالى: {فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكَرُونَ}

  أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْجِلْدِ، قَالَ: "قَالَ إِخْوَةُ يُوسُفَ لِيُوسُفَ حِينَ قَالَ لَهُمْ: إِنَّ أَمَرَكُمْ لَيُرِيبَنِي، وَهُوَ يَتَرَقَّبُ عَلَيْهِمْ، كَأَنَّكُمْ جَوَاسِيسُ، قَالُوا أَيُّهَا الْعَزِيزُ: إِنَّ أَبَانَا شَيْخٌ صِدِّيقٌ، وَإِنَّا قَوْمٌ صِدِّيقُونَ، وَإِنَّ اللّه يُحْيِي بِكَلامِ الأَنْبِيَاءِ الْقُلُوبَ، كَمَا يُحْيِي وَابِلُ السَّمَاءِ الأَرْضَ، وَيَقُولُ لَهُمْ وَفِي يَدِهِ الإِنَـاءُ وَهُوَ يَقْرَعُهُ الْقَرْعَةَ، كَأَنَّ هَذَا يُخْبِرُ عَنْكُمْ بِأَنَّكُمْ جَوَاسِيسُ".

  أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكَرُونَ}، قَالَ: لا يَعْرِفُونَهُ".

  ذُكِرَ، عَنِ الْمُقَدَّمِيِّ، ثنا أَزْهَرُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ لِلْحَسَنِ: "تُرَى يُوسُفَ عَرَفَ إِخْوَتَهُ ؟ قَالَ: لا، وَاللّه مَا عَرَفَهُمْ حَتَّى تَعَرَّفُوا إِلَيْهِ".

٥٩

قوله: {وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ،"فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ فِيمَنْ جَهَّزَ مِنَ النَّاسِ حَمَّلَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بَعِيرًا بِعِدَّتِهِمْ".

قوله تعالى: {قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ،"{ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ}، يعْنِي: بِنْيَامِينَ، وَهُوَ أَخُو يُوسُفَ لأَبِيهِ وأُمِّهِ".

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: "فَأَصَابَ الأَرْضَ الْجُوعُ وأَصَابَ بِلادَ يَعْقُوبَ الَّتِي كَانَ فِيهَا فَبَعَثَ بَنِيهِ إِلَى مِصْرَ، وَأَمْسَكَ بِنْيَامِينَ، أَخَا يُوسُفَ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ عَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكَرُونَ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِمْ أَخَذَهُمْ فَأَدْخَلَهُم الدَّارَ، وَأَدْخَلَ الْمَكُّوكَ، وَقَالَ لَهُمْ: أَخْبِرُونِي مَا أَمْرُكُمْ فَإِنِّي أُنْكِرُ شَأْنَكُمْ ؟ قَـالُوا نَحْنُ مِنْ أَرْ  الشَّامِ، قَـالَ: فَمَا جَاءَ بِكُمْ ؟ قَالُوا: نَمْتَارُ طَعَامًا، قَالَ: كَذَبْتُمْ، أَنْتُمْ عُيُونٌ، كَمْ أَنْتُمْ ؟ قَالُوا: نَحْنُ عَشَرَةٌ، قَالَ: أَنْتُمْ عَشَرَةُ آلافٍ، كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ أَمِيرُ أَلْفٍ، فَأَخْبِرُونِي خَبَرَكُمْ ؟ قَالُوا: إِنَّـا إِخْوَةٌ بَنُو رَجُلٍ وَاحِدٍ، صِدِّيقٍ وَإِنَّـا كُنَّا اثْنَى عَشَرَ، فَكَانَ يُحِبُّ أَخًا لَنَا، وَأَنَّهُ ذَهَبَ مَعَنَا إِلَى الْبَرِيَّةِ فَهَلَكَ مِنَّا فِيهَا، وَكَانَ أَحَبَّنَا إِلَى أَبَيْنَا، قَالَ: فَإِلَى مَنْ يَسْكُنُ أَبُوكُمْ بَعْدَهُ ؟، قَالُوا: إِلَى أَخٍ أَصْغَرَ مِنْهُ، قَالَ: كَيْفَ تُحَدِّثُونِي أَنَّ أَبَاكُمْ صِدِّيقٌ وَهُوَ يُحِبُّ الصَّغِيرَ مِنْكُمْ دُونَ الْكَبِيرِ ؟ ائْتُونِي بِأَخِيكُمْ هَذَا حَتَّى أَنْظُرَ إِلَيْهِ، {فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلا تَقْرَبُونِ}".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،"{ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ}، أَجْعَلُ لَكُمْ مَعَهُ بَعِيرًا آخَرَ، أَوْ كَمَا قَالَ".

قوله: {أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ}

  وَبِهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،"{أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ}، أَيْ: لا أَبْخَسُ النَّاسَ شَيْئًا".

قوله: {وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ}

 حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أنا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: "{وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ}، قَالَ: خَيْرُ مَنْ يُضِيفُ بِمِصْرَ".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،"{وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ}، أَيْ: خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ غَيْرِي، فَإِنَّكُمْ إِنْ أَتَيْتُمْ بِهِ أَكْرَمْتُ مَنْزِلَتَكُمْ، وَأَحْسَنْتُ إِلَيْكُمْ، وَازْدَدْتُمْ بَعِيرًا مَعَ عِدَّتِكُمْ، فَإِنِّي لا أُعْطِي كُلَّ رَجُلٍ إِلا بَعِيرًا".

٦٠

قوله: {فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلا تقربون}

  وَبِهِ، عَنِ ابْـنِ إِسْحَاقَ،"{فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي}، فَإِنْ أَنْتُمْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا تَقْرَبُوا بَلَدِي، فَإِنَّهُ لا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلا تَقْرَبُونِ".

  حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ،"{فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلا تَقْرَبُونِ}، قَالَ: فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ لا تَأْتُونِي بِهِ فَضَعُوا بَعْضَكُمْ رَهِينَةً حَتَّى تَرْجِعُوا فَارْتَهَنَ شَمْعُونَ عِنْدَهُ".

٦١

قوله تعالى: {قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ"{قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ}، لَنَجْتَهِدَنَّ".

٦٢

قوله: {وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ،"{وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ}، أَيْ: لِغِلْمَانِهِ".

قوله: {اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ}

  وَبِهِ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ} أَيْ: أَوْرَاقَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ".

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه بْنُ سليمان، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: "{وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ}، وَهُوَ يَكِيلُ لَهُمْ {اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ}".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: "ثُمَّ أَمَرَ بِبِضَاعَتِهِمُ الَّتِي أَعْطَاهُمْ بِهَا مِنَ الطَّعَامِ، فَجُعِلَتْ فِي رِحَالِهِمْ وَهُمْ لا يَعْلَمُونَ".

قوله تعالى: {لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ}

  وَبِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، فِي

قوله: "{لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}، قَالَ: ثُمَّ خَرَجُوا حَتَّى قَدِمُوا عَلَى أَبِيهِمْ، وَكَانَ مَنْزِلُــهُمْ فِيمَـا ذَكَرَ لِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ، بِالْعَرَبَات ، مِنْ أَرْضِ فِلَسْطِينَ بِغَوْرِ الشَّامِ، وَبَعْضٌ يَقُولُ: كَانَ بِالأَوْلاجِ، مِنْ نَاحِيَةِ الشِّعْبِ أَسْفَلَ مِنْ حِسْمَى، وَكَانَ صَاحِبُ بَادِيَةٍ لَهُ بِهَا شَاءٌ وَإِبِلٌ".

قوله: {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}

 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله: "{لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}، قَالَ: لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ إِلَيَّ".

٦٣

قوله تعالى: {فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ}

  وَبِهِ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: "فَلَمَّا رَجَعَ الْقَوْمُ إِلَى أَبِيهِمْ، كَلَّمُوهُ فَقَالُوا: يَا أَبَانَا، إِنَّ مَلِكَ مِصْرَ أَكْرَمَنَا، لَوْ كَانَ رَجُلا مِنَّا مِنْ بَنِي يَعْقُوبَ مَا أَكْرَمَنَا كَرَامَتَهُ، وَإِنَّهُ ارْتَهَنَ شَمْعُونَ، وَقَالَ: ائْتُونِي بِأَخِيكُمْ هَذَا الَّذِي عَطَفَ عَلَيْهِ أَبُوكُمْ بَعْدَ أَخِيكُمُ الَّذِي هَلَكَ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ، فَلا تَقْرَبُوا بِلادِي أَبَدًا".

٦٤

قوله تعالى: {قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أخيه من قبل}

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ،"{قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ}، قَالُوا: يَا أَبَانَا، قَدِمْنَا عَلَى خَيْرِ رَجُلٍ، أَنْزَلَنَا فَأَكْرَمَ مَنْزِلَنَا، وَكَالَ لَنَا فَأَوْفَانَا، وَلَمْ يَبْخَسْنَا، وَقَدْ أَمَرَنَا أَنْ نَأْتِيَهُ بِأَخٍ لَنَا مِنْ أَبَيْنَا، وَقَالَ: إِنْ أَنْتُمْ لَمْ تَفْعَلُوا فَلا تَقْرَبُنِّي وَلا تَدْخُلُنَّ بَلَدِي، فَقَالَ لَهُمْ يَعْقُوبُ: {هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللّه خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}".

٦٥

قوله تعالى: {وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ}

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عَامِرٌ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله: "{وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ}، قَالَ: لَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ، وَفَتَحُوا رِحَالَهُمْ {وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ}، أَتَوْا أَبَاهُمْ {قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا}".

قوله تعالى: {قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنْا رُدَّتْ إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، أَنْبَأَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا قَتَادَةُ،

قوله: "{قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنْا}، هَذِهِ أَوْرَاقُنَا {رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ}".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا}، يَقُولُ: مَا نَبْغِي وَرَاءَ هَذَا، إِنَّ بِضَاعَتَنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا، وَقَدْ أُوفِيَ لَنَا الْكَيْلُ".

قوله: {وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ}، أَيْ: حِمْلُ بَعِيرٍ".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،"{وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ}، أَيْ: نَزْدَادَ بِعِدَّتِهِ بَعِيرًا مَعَ إِبِلِنَا {ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ}".

٦٦

قوله تعالى: {قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللّه}

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: "قَالَ أَبُوهُمْ حِينَ رَأَى ذَلِكَ: {لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللّه لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ}".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: "فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ يَعْقُوبُ، وَرَأَى أَنْ لابُد لَهُمْ مِنَ الْمِيرَةِ لِعِيَالِهِ وَأَهْلِهِ، وَكَانَ النَّاسُ قَدْ جَهَدُوا جَهْدًا شَدِيدًا، قَالَ: {لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللّه}".

قوله تعالى: {لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ}

 حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: "{إِلا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ}، تَهْلِكُوا جَمِيعًا".

  أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ،"{إِلا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ}، قَالَ: إِلا أَنْ تُغْلَبُوا، حَتَّى لا تُطِيقُوا ذَلِكَ".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ،"{إِلا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ}، إِلا أَنْ يُصِيبَكُمْ أَمَرٌ يَذْهَبُ بِكُمْ جَمِيعًا فَيَكُونَ ذَلِكَ عُذْرًا لَكُمْ عِنْدِي".

قوله تعالى: {فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ}

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: "{مَوْثِقَهُمْ}، قَالَ: عَهْدُهُمْ".

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ،"{فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ}، قَالَ: فَحَلَفُوا لَهُ".

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،"{فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ}، خَلَّى سَبِيلَهُ مَعَهُمْ".

قوله تعالى: {قَالَ اللّه عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ}

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{وَكِيلٌ}، أَيْ: حَفِيظٌ".

  حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: "{فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ}، قَالَ يَعْقُوبُ: {اللّه عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ}".

  حَدَّثَنَـا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى، ثنا أَبُو صَالِحِ بْنُ شُعَيْبَ بْنِ عَبْدِ اللّه الْوَاسِطِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللّه الْوَاسِطِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، فِي

قوله: "{اللّه عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ}، قَالَ: شَهِيدٌ".

٦٧

قوله تعالى: {وَقَالَ يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ}

  أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ الْمُصَفَّى، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، وَشَرِيكٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"{لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ}، قَـالَ: خَافَ عَلَيْهِمُ الْعَيْنَ".

 حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: "ورَهِبَ عَلَيْهِمْ أَنْ تُصِيبَهُمُ الْعَيْنُ إِنْ دَخَلُوا مِصْرَ، فَيُقَالُ: هَؤُلاءِ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ، {وَقَالَ يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ}، يَقُولُ: مِنْ طَرِيقٍ وَاحِدٍ".

قوله تعالى: {وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ،"{لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ}، قَالَ: عَلِمَ أَنَّهُ سَيَلْقَى إِخْوَتَهُ فِي بَعْضِ الأَبْوَابِ".

  أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ،"{وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ}، قَالَ: كَانُوا قَدْ أُوتُوا صُوَرًا، وَجَمَالا، فَخَشِيَ عَلَيْهِمْ أَنْفُسَ النَّاسِ".

قوله: {وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللّه مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحَكَمُ إلا للّه عليه توكلت}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، أَنْبَأَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللّه مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحَكَمُ إِلا للّه عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ}، قَالَ: خَشِيَ نَبِيُّ اللّه أَنْفُسَ النَّاسِ، عَلَى بَنِيهِ وَكَانُوا ذَوِي صُورَةٍ وَجَمَالٍ".

قوله تعالى: {وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: "فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ، قَالُوا: هَذَا أَخُونَا الَّذِي أَمَرْتَنَا أَنْ نَأْتِيَكَ بِهِ وَقَدْ جِئْنَاكَ بِهِ".

قوله تعالى: {إِلا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا}

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: "{حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا}، أَيْ: خِيفَةُ الْعَيْنِ عَلَى بَنِيهِ".

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ،

قوله: "{إِلا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا}، وَالْحَاجَةُ الَّتِي كَانَتْ فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ مَا تَخَوَّفَ عَلَى بَنِيهِ مِنْ أَنْفُسِ النَّاسِ لِعِدَّتِهِمْ وَلِهَيْئَتِهِمْ".

 قوله عَزَّ وَجَلّ: {وَإِنَّهُ لَذُو عَلِمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، أَنْبَأَ سَعِيدٌ، ثنا قَتَادَةُ،

قوله: "{وَإِنَّهُ لَذُو عَلِمٍ}، وَأَعْلَمَهُ أَنَّ خَيْرَ الْعِلْمِ مَا نَفَعَ، وَأَنَّ أَفْضَلَ الْهُدَى مَا اتُّبِعَ، وَأَنَّ أَغْوَى الضَّلالَةِ، الضَّلالَةُ بَعْدَ الْهُدَى، وَإِنَّمَا يَنْتَفِعُ بِالْعِلْمِ مَنْ عَلَّمَهُ ثُمَّ عَمِلَ بِهِ، وَلا يَنْتَفِعُ بِهِ مَنْ عَلَّمَهُ ثُمَّ تَرَكَهُ".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{لِمَا عَلَّمْنَاهُ}، أَيْ: مِمَّا عَلَّمْنَاهُ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَطِيعِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ،"{وَإِنَّهُ لَذُو عَلِمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ}، قَالَ: عَامِلٌ لِمَا عَلِمَ".

٦٨

قوله تعالى: {وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ}

 حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا قَتَادَةُ،"{وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ}، ضَمَّهُ إِلَيْهِ وَأَنْزَلَهُ مَعَهُ".

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،

٦٩

قوله: "{وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ}، عَرَفَ أَخَاهُ وَأَنْزَلَهُمْ مَنْزِلا، وَأَجْرَى عَلَيْهِمُ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ أَتَاهُمْ بِمِثْلٍ، قَالَ: لِيَنَامَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَـى مِثَالٍ، حَتَّى بَقِيَ الْغُلامُ وَحْدَهُ، فَقَـالَ يُوسُفُ: هَذَا يَنَـامُ مَعِي، عَلَى فِرَاشِي، فَبَاتَ مَعَ يُوسُفَ فَجَعَلَ يَشْتَمُّ رِيحَهُ وَيَضُمُّهُ إِلَيْهِ حَتَّى أَصْبَحَ".

  حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،"فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ، قَالُوا: هَذَا أَخُونَا الَّذِي أَمَرْتَنَا أَنْ نَأْتِيَكَ بِهِ، وَقَدْ جِئْنَاكَ بِهِ، فَذُكِرَ لِي أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ: قَدْ أَحْسَنْتُمْ وَأَصَبْتُمْ سَتَجِدُونَ ذَلِكَ لَكُمْ عِنْدِي، أَوْ كَمَا قَالَ: أَرَاكُمْ رِجَالا وَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أُكْرِمَكُمْ، وَدَعَا صَاحِبَ ضِيَافَتِهِ، فَقَالَ: أَنْزِلْ كُلَّ رَجُلَيْنِ عَلَى حِدَهْ، ثُمَّ أَكْرِمْهُمَا، وَأَحْسَنْ ضِيَافَتَهُمَا، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي أَرَى هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي جِئْتُمْ بِهِ لَيْسَ مَعَهُ ثَانِي، فَسَأَضُمُّهُ إِلَيَّ، فَيَكُونُ مَنْزِلُـهُ مَعِي، فَأَنْزَلَـهُمْ رَجُلَيْنِ رَجُلَيْنِ فِي مَنَازِلَ شَتَّى، وَأَنْزَلَ أَخَاهُ مَعَهُ فَآوَاهُ إِلَيْهِ".

قوله تعالى: {قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: "فَلَمَّا خَلا بِهِ {قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ} أَنَا يُوسُفُ".

قوله تعالى: {فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، أَنْبَأَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا قَتَادَةُ،

قوله: "{إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، أَيْ: لا تَحْزَنْ، وَلا تَيْأَسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،"{فَلا تَبْتَئِسْ}، بِشَيْءٍ فَعَلُوهُ بِنَا فِيمَا مَضَى، فَإِنَّ اللّه قَدْ أَحْسَنَ إِلَيْنَا، وَلا تُعْلِمْهُمْ شَيْئًا مِمَّا أَعْلَمْتُكَ".

٧٠

قوله تعالى: {فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، أَنْبَأَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا قَتَادَةُ،

قوله: "{فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ}، لَمَّا قَضَى حَاجَتَهُمْ وَكَالَ لَهُمْ طَعَامَهُمْ".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: "ثُمَّ جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ فَأَكْرَمَهُمْ، وَأَعْطَاهُمْ فَأَوْفَاهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ بَعِيرًا، وَجَعَلَ لأَخِيهِ بَعِيرًا بِاسْمِهِ كَمَا جَعَلَ لَهُمْ".

قوله: {جَعَلَ السِّقَايَةَ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله: "{جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحَلِ أَخِيهِ}، قَالَ: هُوَ الصُّوَاعُ، وَكُلُّ شَيْءٍ يُشْرَبُ فِيهِ فَهُوَ صُوَاعٌ".

  حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: "{السِّقَايَةَ}، وَالصُّوَاعُ يَشْرَبُ مِنْهُ يُوسُفُ".

 حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، أَنْبَأَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا قَتَادَةُ،

قوله: "{جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحَلِ أَخِيهِ}، وَهُوَ: إِنَاءُ الْمَلِكِ الَّذِي يَشْرَبُ فِيهِ".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عُبَيْدُ اللّه بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، ثنا عَمِّي، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ،"فِي السِّقَايَةِ: إِنَاؤُهُ الَّذِي يَشْرَبُ فِيهِ، وَهُوَ مِنْ فِضَّةٍ".

  أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، يَقُولُ فِي قَوْلِ اللّه: "{جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحَلِ أَخِيهِ}، قَالَ: السِّقَايَةُ هِيَ: الصُّوَاعُ وَكَانَ كَأْسًا مِنْ ذَهَبٍ فِيمَا يَذْكُرُونَ".

قوله تعالى: {فِي رَحَلِ أَخِيهِ}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، أَنْبَأَ سَعِيدٌ، ثنا قَتَادَةُ،

قوله: "{جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحَلِ أَخِيهِ}، قَالَ: كَانَ أَخُوهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ،"{جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحَلِ أَخِيهِ}، جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي مَتَاعِ أَخِيهِ".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: "{فَجَعَلَ}، يعْنِي: السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ بِنْيَامِينَ، ثُمَّ أَمْهَلَهُمْ حَتَّى انْطَلِقُوا فَأَمْعَنُوا عَنِ الْقَرْيَةِ، أَمَرَ بِهِمْ فَادْرَكُوا فَأُجْلِسُوا".

قوله تعالى: {ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ}

  حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ،"{جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحَلِ أَخِيهِ}، وَهُوَ لا يَشْعُرُ بِهَا، وَجَعَلَ يَقُولُ رُوبِيلُ: مَا رَأَيْنَا رَجُلا مِثْلَ هَذَا إِنْ نَحْنُ نَجَوْنَا مِنْهُ، فَلَمَّا ارْتَحَلُوا، {ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ}، قَبْلَ أَنْ تَرْتَحِلَ الْعِيرُ: {أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ}، فَانْقَطَعَتْ ظُهُورُهُمْ".

قوله تعالى: {ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: "ثُمَّ أَمْهَلَهُمْ حَتَّى إِذَا انْطَلَقُوا، فَأَمْعَنُوا عَنِ الْقَرْيَةِ، أَمَرَ بِهِمْ فَأُجْلِسُوا، ثُمَّ نَادَاهُمْ مُنَادٍ: {أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ}، فَوَقَفُوا، وَانْتَهَى إِلَيْهِمْ رَسُولُهُ، فَقَالَ لَهُمْ فِيمَا يَذْكُرُونَ: أَلَمْ نُكْرِمْ ضِيَافَتَكُمْ، وَنُوَفِّكُمْ كَيْلَكُمْ، وَنُحْسِنْ مَنْزِلَتَكُمْ، ونَفْعَلْ بِكُمْ مَا لَمْ نَفْعَلْ بِغَيْرِكُمْ، وَأَدْخَلْنَاكُمْ عَلَيْنَا فِي بُيُوتِنَا وَمَنَازِلِنَا ؟ أَوْ كَمَا قَالَ لَهُمْ، قَالُوا: بَلَى، وَمَا ذَاكَ ؟".

قوله: {أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"{أَيَّتُهَا الْعِيرُ}، قَالَ: كَانَتْ حَمْيَرًا".

٧١

قوله: {قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: "قَالُوا: بَلَى وَمَا ذَاكَ ؟، قَالُوا: سِقَايَةُ الْمَلِكِ فَقَدْنَاهَا، وَلا نَتَّهِمُ عَلَيْهَا غَيْرَكُمْ، {قَالُوا تَاللّه لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ}".

 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ،"{قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ}، يَقُولُونَ: مَاذَا تَفْقِدُونَ".

٧٢

قوله تعالى: {قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَاذَانَ، ثنا تَوْبَةُ بْنُ عُلْوَان، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله: "{صُوَاعَ الْمَلِكِ}، قَالَ: كَهَيْئَةِ الْمَكُّوكِ مِنْ فِضَّةٍ يَشْرَبُونَ فِيهِ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ قَرَأَ: "{صُوَاغ الْمَلِكِ}، وَكَانَ إِنَاؤُهُ الَّذِي يَشْرَبُ فِيهِ، وَكَانَ إِلَى الطُّوَلِ مَا هُوَ".

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَارِثِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: "إِنَاؤُهُ الَّذِي كَانَ يَشْرَبُ فِيهِ".

  حَدَّثَنَا أَبِي مُسَدَّدٍ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: "{صُوَاعَ الْمَلِكِ}، قَالَ: هُوَ الْمَكُّوكُ الْفَارِسِيُّ الَّذِي تَشْرَبُ فِيهِ الأَعَاجِمُ، تَلْتَقِي طَرَفَاهُ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو عَمْرٍو الدُّورِيُّ، ثنا أَبُو تُمَيْلَةَ، ثنا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ غَالِبٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَؤُهَا: "{صُوَاغَ الْمَلِكِ}، بِالْغَيْنِ، قَالَ: كَانَ صِيغَ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ سِقَايَتُهُ الَّتِي كَانَ يَشْرَبُ فِيهَا".

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا أَبُو بِشْرٍ الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ هُوَ الْمُوَقَّرِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فِي قَوْلِ اللّه: "{نَفْقِدُ صُوَاغَ الْمَلِكِ}، قَالَ: الْقَدَحُ".

قوله تعالى: {وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ}

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: "{حِمْلُ بَعِيرٍ}، قَالَ: حِمْلُ طَعَامٍ وَهِيَ لُغَةٌ".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا قَتَادَةُ "{وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ}، أَيْ: وَقَدْرُ بَعِيرٍ".

 وَالْوَجْهُ الثَّانِي

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ الرُّخَامِيُّ، ثنا الْحَجَّاجُ يعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"{وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ}، قَالَ: حِمْلُ بَعِيرٍ يعْنِي: حِمَارٌ ، وَهِيَ لُغَةٌ".

قوله تعالى: {وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ}

 أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قِرَاءَةً، أَنْبَأَ عَبْدُ اللّه بْنُ وَهْبٍ، أَنْبَأَ أَبُو هَانِي الْخَوْلانِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الْجَنْبِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: "أَنَا زَعِيمٌ، وَالزَّعِيمُ: الْحَمِيلُ".

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ،"{وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ}، قَالَ: الزَّعِيمُ: الْكَفِيلُ".

  حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"{وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ}، قَالَ: الزَّعِيمُ هُوَ الْمُؤَذِّنُ الَّذِي، قَالَ: {أَيَّتُهَا الْعِيرُ}".

٧٣

قوله تعالى: {قَالُوا تَاللّه لَقَدْ عَلِمْتُمْ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، فِي

قوله: "{مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ}، يَقُولُ: مَا جِئْنَا لِنَعْصِيَ فِي الأَرْضِ".

٧٤

قوله تعالى: {قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبَيْنِ}

  أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، يَقُولُ: "{فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبَيْنَ}، فَعَرَفُوا الْحُكْمَ فِي أَحْكَامِهِمْ، فَقَالُوا: {مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ}".

  حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ،

٧٥

قوله: "{قَالُوا جَزَاؤُهُ مِنْ وَجَدِ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ}، قَالُوا: خُذُوهُ، فَهُوَ لَكُمْ".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،"{فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبَيْنَ قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ}، أَيْ: سُلِّمَ بِهِ".

قوله تعالى: {كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،"{كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ}، أَيْ: كَذَلِكَ نَصْنَعُ بِمَنْ سَرَقَ مِنَّا".

٧٦

قوله: {فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، أَنْبَأَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ}، إِنَّهُ كَانَ لا يَنْظُرُ فِي وِعَاءِ رَجُلٍ مِنْهُمْ إِلا اسْتَغْفَرَ، تَأَثُّمًـا مِمَّا قَذَفَهُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا بَقِيَ أَخُوهُ وَهُوَ أَصْغَرُ الْقَوْمِ مَا أَرَى هَذَا أَخَذَ شَيْئًا، قَالُوا: بَلَى فَاسْتَبْرَءَهُ، إِلا وَقَدْ عَلِمُوا حَيْثُ وَضَعُوا سِقَايَتَهُمْ، {ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ}".

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ،"قَالَ لَهُمُ الرَّسُولُ: لَسْتُمْ بِبَارِحِينَ حَتَّى أُفَتِّشَ أَمْتِعَتَكُمْ، وَأَعْذُرَ فِي طَلَبِهَا، قَالُوا: مَا نَعْلَمُهَا فِينَا وَلا مَعَنَا، فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ وِعَاءً وِعَاءً يُفَتِّشُهَا وَيَنْظُرُ مَا فِيهَا حَتَّى مَرَّ عَلَى أَخِيهِ، فَفَتَّشَ فَاسْتَخْرَجَهَا مِنْهُ، فَأَخَذَ بِرَقَبَتِهِ فَانْصَرَفَ بِهِ إِلَى يُوسُفَ".

قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ}

 حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،"{فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ}، فَلَمَّا بَقِيَ رَحْلُ الْغُلامِ، قَالَ: مَا كَانَ هَذَا الْغُلامُ لِيَأْخُذَهَا، قَالُوا: وَاللّه لا تُرِكَ حَتَّى تَنْظُرَ فِي رَحْلِهِ، وَتَذْهَبَ وَقَدْ طَابَتْ نَفْسُكَ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي رَحْلِهِ فَاسْتَخْرَجَهَا مِنْ رَحَلَ أَخِيهِ يَقُولُ اللّه تَعَالَى: {كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ}".

قوله: {كَذَلِكَ}

  حَدَّثَنَـا مُوسَى بْنُ أَبِي مُوسَى الأَنْصَارِيُّ، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ،

قوله: "{كَذَلِكَ}، يعْنِي: هَكَذَا".

قوله: {كِدْنَا لِيُوسُفَ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ابْنُ ابْنَةِ نَشِيطٍ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا أَبُو رَوْقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، فِي

قوله: "{كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ}، قَالَ: كَذَلِكَ صَنَعْنَا لِيُوسُفَ".

قوله تعالى: {مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، يَقُولُ اللّه: "{كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دَيْنِ الْمَلِكِ}، أَيْ: بِظُلْمٍ وَلَكِنَّ اللّه كَادَ لَهُ لِيَضُمَّ إِلَيْهِ أَخَاهُ".

قوله تعالى: {فِي دَيْنِ الْمَلِكِ}

  أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعيْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: "{مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ}، يَقُولُ: فِي سُلْطَانِ الْمَلِكِ".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، أَنْبَأَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا قَتَادَةُ، قَالَ: "{مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دَيْنِ الْمَلِكِ}، قَالَ: مَا كَانَ فِي قَضَاءِ الْمَلِكِ أَنْ يستعَبْدَ رَجُلا يَسْرِقُهُ".

  حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَهْلٍ الْكُوفِيُّ نَزِيلُ مِصْرَ، ثنا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ الْبَصْرِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا أَبُو رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي

قوله: "{مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دَيْنِ الْمَلِكِ}، قَالَ: كَانَ فِي دَيْنِ مَلِكِهِمْ، إِذَا أُخِذَتِ السَّرِقَةُ مِنَ السَّارِقِ، أُخِذَتْ مِنْهُ وَمِثْلُهَا مِنْ مَالِهِ، فَدُفِعَتْ لِلْمَسْرُوقِ".

قوله تعالى: {إِلا أَنْ يَشَاءَ اللّه}

  حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: "{فِي دَيْنِ الْمَلِكِ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللّه}، إِلا بِعِلَّةٍ كَادَهَا اللّه لَهُ فَاعْتَلَّ بِهَا يُوسُفُ".

قوله تعالى: {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْغِمْرِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ مَالِكٌ، سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ، يَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِ: "{نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ}، إِنَّهُ: الْعِلْمُ يَرْفَعُ اللّه مَنْ يَشَاءُ بِهِ فِي الدُّنْيَا".

قوله تعالى: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عَلِمٍ عَلِيمٌ}

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَحَدَّثَ حَدِيثًا، فَتَعَجَّبَ رَجُلٌ، فَقَالَ: "الْحَمْدُ للّه فَوْقَ كُلَّ ذِي عَلِمٍ عَلِيمٌ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بِئْسَ مَا قُلْتَ اللّه الْعَلِيمُ، وَهُوَ فَوْقُ كُلِّ عَالِمٍ".

 حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ رَجَاءٍ، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله: "{وَفَوْقَ كُلَّ ذِي عَلِمٍ عَلِيمٌ}، قَالَ: يَكُونُ الرَّجُلُ أَعْلَمُ مِنَ الرَّجُلِ، وَالرَّجُلُ أَعْلَمُ مِنَ الرَّجُلِ، وَاللّه فَوْقَ كُلِّ ذِي عَلِمٍ عَلِيمٌ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ الضَّرِيرُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا خَالِدُ الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي

قوله: "{وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عَلِمٍ عَلِيمٌ}، قَالَ: عِلْمُ اللّه فَوْقَ عِلْمِ الْعِبَادِ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عَطِيَّةَ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي

قوله: "{نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ}، قَالَ: هَكَذَا يَنْتَهِي الْعِلْمُ إِلَى اللّه عَزَّ وَجَلَّ، مِنْهُ بَدَأَ، وَإِلَيْهِ يَعُودُ وَيَرْجِعُ".

٧٧

قوله تعالى: {قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قبل}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، ثنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي الْوَضَّاحِ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "عُوقِبَ يُوسُفُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَالثَّالِثَةُ حَيْثُ قَالَ: {أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ}، فَاسْتَقْبَلَ فِي وَجْهِهِ: {إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَـهُ مِنْ قَبْلُ}، يَعْنُونَهُ".

  حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ مَسْعُودٍ، ثنا الْفَيْضُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،"{إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ}، قَالَ: سَرَقَ يُوسُفُ صَنَمًا لِجَدِّهِ أَبِي أُمِّهِ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ، كَسَرَهُ ثُمَّ أَلْقَاهُ فِي الطَّرِيقِ فَعَيَّرَهُ بِذَلِكَ إِخْوَتُهُ".

  حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ مِنْ وَلَدِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ،"فِي تَعْيِيرِ إِخْوَةِ يُوسُفَ لَهُ: {إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ}، قَالَ: كَانَ يُوسُفُ مَعَ أُمِّهِ عِنْدَ خَالٍ لَهُ، قَالَ: وَكَانَ غُلامًا يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، فَدَخَلُوا كَنِيسَةً لَـهُمْ فَوَجَدَ تِمْثَالا لَـهُمْ صَغِيرًا مِنْ ذَهَبٍ فَأَخَذَهُ، فَذَلِكَ قَوْلُ إِخْوَتِهِ: {إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ}".

 وَالْوَجْهُ الثَّانِي

  حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا زَكَرِيَّا يعْنِي: ابْنَ عَدِيٍّ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطِيَّةَ، فِي قَوْلِ اللّه: "{إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ}، قَالَ: كَانَ عَلَى الْخِوَانِ فَاجْتَرَّ عَرْقًا، أَوْ قَالَ: خَبَّأَهُ".

 وَالوجه الثَّالِثُ:

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: "كَانَ أَوَّلُ مَـا دَخَلَ عَلَى يُوسُفَ مِنَ الْبَلاءِ فِيمَا بَلَغَنِي أَنَّ عَمَّتَهُ بِنْتَ إِسْحَاقَ، وَكَانَتْ كُبْرَى وَلَدِ إِسْحَاقَ، وَكَانَتْ إِلَيْهَا مِنْطَقَةُ إِسْحَاقَ، وَكَانُوا يَتَوَارَثُونَهَا بِالْكِبَرِ، فَكَانَ مَنِ اخْتَصَّ بِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، كَانَ لَهُ سِلْمًا لا يُنَـازَعُ فِيهِ يَصْنَعُ فِيهِ مَا يَشَاءُ، وَكَانَ يَعْقُوبُ حِينَ وُلِدَ لَـهُ يُوسُفُ قَدْ كَانَ حَضَنَتْهُ عَمَّتُهُ، فَكَانَ مَعَهَـا وَإِلَيْهَا، فَلَمْ يُحِبَّ أَحَدٌ شَيْئًا مِنَ الأَشْيَاءِ حُبَّهَا إِيَّاهُ، حَتَّى إِذَا تَرَعْرَعَ وَبَلَغَ سَنَوَاتٍ وَوَقَعَتْ نَفْسُ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ أَتَاهَا، فَقَالَ: يَا أُخَيَّةِ، أَسْلِمِي إِلَيَّ يُوسُفَ، فَوَاللّه مَا أَقْدِرُ أَنْ يَغِيبَ عَنِّي سَاعَةً، قَالَ: وَأَنَا وَاللّه مَا أَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَغِيبَ عَنِّي سَاعَةً، قَالَ: فَوَاللّه مَا أَنَا بِتَارِكِهِ، قَالَتْ: دَعْهُ عِنْدِي أَيَّامًا حَتَّى أَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَأَسْكُنَ عَنْهُ لَعَلَّ ذَلِكَ يُسَلِّينِي عَنْهُ، أَوْ كَمَـا قَـالَتْ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا يَعْقُوبُ عَمَدَتْ إِلَى مِنْطَقَةِ إِسْحَاقَ، فَحَزَّمَتْهَا عَلَى يُوسُفَ تَحْتَ ثِيَابِهَا، ثُمَّ قَـالَتْ: فَقَدْتُ مِنْطَقَةَ إِسْحَاقَ، فَانْظُرُوا مَنْ أَخَذَهَا وَمَنْ أَصَابَهَا فَالْتُمِسَتْ، ثُمَّ قَالَتْ: كَشِّفُوا أَهْلَ الْبَيْتِ فَكَشَّفُوهُمْ، فَوَجَدُوهَا مَعَ يُوسُفَ، فَقَالَتْ: وَاللّه إِنَّهُ الْمُسْلِمُ مَا أَصْنَعُ ؟ أَصْنَعُ فِيهِ مَا شِئْتُ، قَالَ: وَأَتَاهَا يَعْقُوبُ، فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ، فَقَـالَ: أَنْتِ وَذَلِكَ إِنْ كَانَ فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ سَلَمٌ لَكِ مَا أَسْتَطِيعُ غَيْرَ ذَلِكَ، فَأَمْسَكَتْهُ فَمَا قَدَرَ عَلَيْهِ يَعْقُوبُ حَتَّى مَاتَتْ، فَهُوَ الَّذِي يَقُولُ إِخْوَةُ يُوسُفَ حِينَ صَنَعَ بِأَخِيهِ مَا صَنَعَ حِينَ أَخَذَهُ: {إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ}، } إِلَى قَوْلِهِ { {وَاللّه أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ}".

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرٌ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: "{فَلَمَّا اسْتَخْرَجَهَا}، يعْنِي: مِنَ الْوِعَاءِ، انْقَطَعَتْ ظُهُورُهُمْ، وَهَلَكُوا وَقَالُوا: مَا يَزَالُ لَنَا مِنْكُمْ بَلاءٌ يَا بَنِي رَاحِيلَ، مَتَى أَخَذْتَ هَذَا الصُّوَاعَ ؟ قَالَ بِنْيَامِينُ: بَنُو رَاحِيلَ الَّذِي لا يَزَالُ لَهُمْ مِنْكُمْ بَلاءٌ، ذَهَبْتُمْ بِأَخِي فَأَهْلَكْتُمُوهُ فِي الْبَرِّيَّةِ، وَمَا وَضَعَ هَذَا الصُّوَاعَ فِي رَحْلِي إِلا الَّذِي وَضَعَ الدَّرَاهِمَ فِي رِحَالِكُمْ، قَالَ: لا تَذْكُرِ الدَّرَاهِمَ، فَنُؤْخَذُ بِهَا فَوَقَعُوا فِيهِ وَشَتَمُوهُ، فَلَمَّا أَدْخَلُوهُمْ عَلَى يُوسُفَ، دَعَا الصُّوَاعَ، ثُمَّ نَقَرَ فِيهِ، ثُمَّ أَدْنَاهُ مِنْ أُذُنِهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ صُوَاعِي هَذَا لَيُخْبِرَنِّي أَنَّكُمْ كُنْتُمُ اثْنَى عَشَرَ أَخًا، وَإِنَّكُمُ انْطَلَقْتُمْ بِأَخٍ لَكُمْ فَبِعْتُمُوهُ، فَلَمَّا سَمِعَهَا بِنْيَامِينُ قَامَ فَسَجَدَ لِيُوسُفَ، وَقَالَ: أَيُّهَا الْمَلِكُ سَلْ صُوَاعَكَ هَذَا، أَحَيُّ ذَلِكَ أَمْ لا ؟ فَنَقَرَهُ يُوسُفُ، ثُمَّ قَالَ: نَعَمْ، هُوَ حَيُّ وَسَوْفَ تَرَاهُ، قَـالَ: اصْنَعْ بِي مَا شِئْتَ، فَإِنَّهُ إِنْ عَلِمَ بِي اسْتَنْقَذَنِي، فَدَخَلَ يُوسُفُ فَبَكَى، ثُمَّ تَوَضَّأَ فَنَقَرَ فِيهِ، فَقَالَ بِنْيَامِينُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ إِنِّي أَرَاكَ تَضْرِبُ بِصُوَاعِكَ فَيُخْبِرَكَ الْحَقَّ، فَسَلْهُ مَنْ صَاحِبُهُ ؟ فَنَقَرَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ صُوَاعِي هَذَا غَضْبَانُ، وَيَقُولُ: كَيْفَ تَسْأَلُنِي مَنْ صَاحِبِي وَقَدْ رَأَيْتَ مَعَ مَنْ كُنْتُ، وَكَانَ بَـنُو يَعْقُوبَ إِذَا غَضِبُوا لَمْ يُطَاقُوا فَغَضِبَ رُوبِيلُ، فَقَامَ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا الْمَلِكُ، وَاللّه لَتَتْرُكَنَّـا أَوْ لأَصِيحَنَّ صَيْحَةً لا تَبْقَى امْرَأَةٌ حَامِلٌ بِمِصْرَ إِلا طَرَحَتْ مَا فِي بَطْنِهَا، وَقَـامَتْ كُلُّ شَعْرَةٍ مِنْ جَسَدِ رُوبِيلَ تَخْرُجُ مِنْ ثِيَابِهِ، فَقَالَ يُوسُفُ لابْنِهِ: مُرَّ إِلَيَّ جَنْبِ رُوبِيلَ فَمُسَّهُ، وَكَانَ بَنُو يَعْقُوبَ إِذَا غَضِبَ أَحَدُهُمْ فَمَسَّهُ الآخَرُ ذَهَبَ غَضَبُهُ، فَمَرَّ الْغُلامُ إِلَى جَانِبِهِ فَمَسَّهُ فَذَهَبَ غَضَبُهُ، فَقَـالَ: مَـنْ هَذَا ؟ إِنَّ فِي هَذَا الْبِلادِ لَبَزْرًا مِنْ بَزْرِ يَعْقُوبَ، قَالَ يُوسُفُ: وَمَنْ يَعْقُوبُ ؟ فَغَضِبَ رُوبِيلُ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا الْمَلِكُ: لا تَذْكُرْنَ يَعْقُوبَ فَإِنَّهُ سَرِيُّ اللّه ابْنُ ذَبِيحِ اللّه ابْنِ خَلِيلِ اللّه، فَقَالَ يُوسُفُ: أَنْتَ إِذًا إِنْ كُنْتَ صَادِقًا".

قوله تعالى: {فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ}

  أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: "{فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ}، يَقُولُ: أَسَرَّ فِي نَفْسِهِ

قوله: {أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللّه أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ}".

قوله تعالى: {قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا}

 حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: "{أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللّه أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ}، يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ يَقُولُهُ".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،"فَلَمَّا سَمِعَهَا يُوسُفُ: {قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا}، سِرًّا فِي نَفْسِهِ: {وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ}".

قوله تعالى: {وَاللّه أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ}

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: "{وَاللّه أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ}، تَقُولُونَ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{وَاللّه أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ}، أَيْ: بِمَا تَكْذِبُونَ".

٧٨

قوله تعالى: {قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبيراً}

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: "ثُمَّ قَالُوا لِيُوسُفَ: {يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا}".

قوله تعالى: {فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،"ثُمّ قَالُوا لِيُوسُفَ: {إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}، أَيْ: إِنَّا نَرَى ذَلِكَ مِنْكَ إِحْسَانًا إِنْ فَعَلْتَ".

٧٩

قوله تعالى: {قَالَ مَعَاذَ اللّه أَنْ نَأْخُذَ إِلا مَنْ وَجَدْنَا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون}

  وَبِهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،"{قَالَ مَعَاذَ اللّه أَنْ نَأْخُذَ إِلا مَنْ وَجَدْنَـا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ}، قَالَ: مَا كُنَّا لَنَأْخُذَ بِهِ بَرِيئًا بِظَنٍ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَظُلْمٌ إِنْ فَعَلْنَا".

٨٠

قوله تعالى: {فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ}

  وَبِهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،"{فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ}، أَيْ: فَلَمَّا يَئِسُوا مِنْهُ، وَرَأَوْا شِدَّتَهُ فِي أَمْرِهِ".

  حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ،"فَقَالَ لَهُمْ يُوسُفُ: إِذَا أَتَيْتُمْ أَبَاكُمْ فَأَقْرِءُوا عَلَيْهِ السَّلامَ، وَقُولُوا لَـهُ إِنَّ مَلِكَ مِصْرَ يَدْعُو لَكَ أَنْ لا تَمُوتَ حَتَّى تَرَى ابْنَكَ يُوسُفَ حَتَّى يَعْلَمَ أَبُوكُمْ إِنَّ فِي الأَرْضِ صِدِّيقِينَ مِثْلَهُ، فَلَمَّا يَئِسُوا مِنْهُ وَأَخْرَجَ لَهُمْ شَمْعُونَ".

قوله تعالى: {خَلَصُوا نَجِيًّا}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{خَلَصُوا نَجِيًّا}، قَالَ: خَلَصُوا وَحْدَهُمْ نَجِيًّا".

 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،"{خَلَصُوا نَجِيًّا}، أَيْ: خَلا بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ".

قوله تعالى: {قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا}

  حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: "{قَالَ كَبِيرُهُمْ}، شَمْعُونُ الَّذِي تَخَلَّفَ وَأَكْبَرُ مِنْهُ فِي الْمِيلادِ، رُوبِيلُ".

 الْوَجْهُ الثَّانِي

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، أنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا قَتَادَةُ،

قوله: "{قَالَ كَبِيرُهُمْ}، وَهُوَ رُوبِيلُ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ نَهَاهُمْ عَنْ قَتْلِهِ، وَكَانَ أَكْبَرُ الْقَوْمِ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{كَبِيرُهُمْ}، وَهُوَ رُوبِيلُ أَخُو يُوسُفَ، وَهُوَ ابْنُ خَالَتِهِ".

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،"{قَالَ كَبِيرُهُمْ}، وَهُوَ رُوبِيلُ، وَلَمْ يَكُنْ بِأَكْبَرِهِمْ سِنًّا، وَلَكِنْ كَانَ كَبِيرُهُمْ فِي الْعِلْمِ".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ،"فَقَالَ رُوبِيلُ كَمَا ذُكِرَ لِي وَكَانَ كَبِيرُ الْقَوْمِ: {أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللّه}".

قوله تعالى: {فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي}

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،

قوله: "{فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي}، قَالَ: لَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ الَّتِي أَنَا بِهَا حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي، أَيْ: بِالْخُرُوجِ".

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيَّ،

قوله: {فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي}، فَأَقَامَ رُوبِيلُ بِمِصْرَ، وَأَقْبَلَ النَّفْرُ إِلَى يَعْقُوبَ فَبَكَى، وَقَالَ: "يَا بَنِيَّ مَا تَذْهَبُونَ مِنْ مَرَّةٍ إِلا نَقَصْتُمْ وَاحِدًا".

قوله تعالى: {أَوْ يَحْكُمَ اللّه لِي}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ، أَنْبَأَ إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، فِي

قوله: "{فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللّه لِي}، قَالَ: بِالسَّيْفِ".

٨١

قوله تعالى: {ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،"{ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ}، فَإِنِّي مَاكِثٌ لا أَرْجِعُ حَتَّى يَأْتِيَنِي أَمْرُهُ".

قوله تعالى: {فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إلا بما علمنا}

 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَفَّانُ، ثنا حُسَامٌ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ،"أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَكْتُبَ الرَّجُلُ شَهَادَتَهُ، فَإِذَا اسْتُشْهِدَ شَهِدَ، وَيَقُولُ: {وَمَا شَهِدْنَا إِلا بِمَا عَلِمْنَا}".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،"{ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلا بِمَا عَلِمْنَا}، أَيْ قَدْ أُخِذَتِ السَّرِقَةُ مِنْ رَحْلِهِ، وَنَحْنُ نَنْظُرُ".

  أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ أَصْبَغُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ، يَقُولُ: "{مَا شَهِدْنَا إِلا بِمَا عَلِمْنَا}، لَمْ نَشْهَدْ أَنَّ السَّارِقَ يُؤْخَذُ بِسَرِقَتِهِ إِلا وَذَلِكَ الَّذِي عَلِمْنَـا، قَـالَ: كَانَ الْحَكَمُ عِنْدَ الأَنْبِيَاءِ يَعْقُوبَ وَبَنِيهِ أَنْ يُؤْخَذَ السَّارِقُ بِسَرِقَتِهِ عِنْدَمَا يَسْرِقُ".

قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا لِلْغَيبِ حَافِظِينَ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي

قوله: "{وَمَا كُنَّا لِلْغَيبِ حَافِظِينَ}، مَا كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّ ابْنَكَ يَسْرِقُ".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْهِسِنْجَانِيُّ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، أنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا قَتَادَةُ،"{وَمَا كُنَّا لِلْغَيبِ حَافِظِينَ}، أَيْ: مَا كُنَّا نَشْعُرُ أَنَّ ابْنَكَ يَسْرِقُ".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،"{وَمَا كُنَّا لِلْغَيبِ حَافِظِينَ}، فَلا عَلِمَ لَنَا بِالْغَيْبِ".

  أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ، يَقُولُ فِي

قوله: "{وَمَا كُنَّا لِلْغَيبِ حَافِظِينَ}، قَالَ: مَا عَلِمْنَا مِنَ الْغَيْبِ إِنَّهُ أَخَذَ لَهُ شَيْئًا، وَلا ظَنَنَّا ذَلِكَ، إِنَّمَا سَأَلْنَا مَا جَزَاءُ السَّارِقِ ؟".

٨٢

قوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْهِسِنْجَانِيُّ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، أَنْبَأَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا قَتَادَةُ،

قوله: "{وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا}، وَهِيَ: مِصْرُ".

قوله تعالى: {وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي

قوله: "{وَاسْأَلِ الْعِيرَ}، قَالَ: هِيَ حِمْيَرٌ".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: "وَقَدْ عَرَفَ رُوبِيلُ فِي رَجَعَ قَوْلُهُ لإِخْوَتِهِ، أَنَّهُمْ أَهْلُ تُهْمَةٍ عِنْدَ أَبِيهِمْ، لَمَّا كَانُوا صَنَعُوا فِي يُوسُفَ، وَ

قوله: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا}، فَقَدْ عَلِمُوا مَا عَلِمْنَا، وَشَهِدُوا مَا شَهِدْنَا، إِنْ كُنْتَ لا تُصَدِّقُنَا {وَإِنَّا لَصَادِقُونَ}".

٨٣

قوله تعالى: {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسَكُمْ أَمْرًا}

 حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسَكُمْ أَمْرًا}، أَيْ: زَيَّنَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا".

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: "فَلَمَّا جَاءُوا إِلَى يَعْقُوبَ اتَّهَمَهُمْ، وَظَنَّ أَنَّهُمْ كَفَعْلَتِهِمْ بِيُوسُفَ، ثُمَّ قَالَ: {بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبَرٌ جَمِيلٌ}".

قوله تعالى: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ}

  حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: "وَأَقْبَلَ النَّفْرُ إِلَى يَعْقُوبَ فَأَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ، فَبَكَى وَقَالَ: يَا بَنِيَّ، مَـا تَذْهَبُونَ مِنْ مَرَّةٍ إِلا نَقَصْتُمْ وَاحِدًا، ذَهَبْتُمْ فَنَقَصْتُمْ يُوسُفَ، ثُمَّ ذَهَبْتُمُ الثَّانِيَةَ فَنَقَصْتُمْ شَمْعُونَ، ثُمَّ ذَهَبْتُمُ الثَّالِثَةَ فَنَقَصْتُمْ بِنْيَامِينَ، ورُوبِيلَ: {فَصَبَرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّه أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا}".

قوله تعالى: {عَسَى اللّه أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، أَنْبَأَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{عَسَى اللّه أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا}، أَيْ: يُوسُفَ وَأَخِيهِ ورُوبِيلَ".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،"{عَسَى اللّه أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا}، أَيْ: بِيُوسُفَ، وَأَخِيهِ، ورُوبِيلَ".

قوله تعالى: {إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ،

قوله: "{الْحَكِيمُ}، قَالَ: الْحَكِيمُ فِي عُذْرِهِ وَحُجَّتِهِ إِلَى عِبَادِهِ".

٨٤

قوله تعالى: {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،"{وَتَوَلَّى عَنْهُمْ}، أَيْ: أَعْرَضَ عَنْهُمْ، وَتَتَامَّ حُزْنَهُ وَبَلَغَ مَجْهُودَهُ حِينَ لَحِقَ بِيُوسُفَ أَخُوهُ، وَهَيَّجَ عَلَيْهِ حُزْنَهُ عَلَى يُوسُفَ".

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا أَبُو زُهَيْرٍ، ثنا بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، قَالَ: "لَمَّا احْتَبَسَ يُوسُفُ أَخَاهُ بِسَبَبِ السَّرِقَةِ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيْهِ يَعْقُوبُ، مِنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللّه إِلَى يُوسُفَ عَزِيزِ فِرْعَوْنَ، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّـا أَهْلُ بَيْتٍ مُوَكَّلٌ بِنَـا الْبَلاءُ، إِنَّ أَبِي إِبْرَاهِيمَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ، فَصَبَرَ فَجَعَلَهَا اللّه عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلامًا، وَإِنَّ أَبِي إِسْحَاقَ قُرِّبَ لِلْذَبْحِ فِي اللّه فَصَبَرَ، فَفَدَاهُ اللّه بِذِبْحٍ عَظِيمٍ، وَإِنَّ اللّه كَانَ قَدْ وَهْبَ لِي قُرَّةَ عَيْنٍ فَسَلَبْنِيهِ لَحْمِي عَلَى عَظْمِي، فَلا لَيْلِي لَيْلٌ وَلا نَهَـارِي نَهَارٌ، وَالأَسِيرُ الَّذِي فِي يَدَيْكَ بِمَـا ادَّعَى عَلَيْهِ مِنَ السَّرَقِ أَخُوهُ لأُمِّهِ، فَكُنْتُ إِذَا ذَكَرْتُ أَسَفِي عَلَيْهِ قَرْبَتُهُ مِنِّي فَسَلا عَنِّي بَعْضَ مَا كُنْتُ أَجِدُ، وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ حَبَسْتَهُ بِسَبَبِ سَرِقَةٍ فَخَلِّ سَبِيلَهُ فَإِنِّي لَمْ أَلِدْ سَارِقًا، وَلَيْسَ بِسَارِقٍ، وَالسَّلامُ".

قوله تعالى: {وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، أنا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله: "{يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ}، قَالَ: يَا حُزْنَا عَلَى يُوسُفَ"، وَرُوِيَ عَنِ الضَّحَّاكِ، وَقَتَادَةَ مِثْلُ ذَلِكَ

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: "{يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ}، يَا جَزَعًا".

 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،"{وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ}، قَالُوا: جَهْلا وَظُلْمًا".

  حَدَّثَنَـا عَمْرٌو الأَوْدِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سُفْيَانَ الأَسَدِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: "مَا أُعْطِيَتْ أُمَّةٌ مِثْلَ مَا أُعْطِيَتْ هَذِهِ الأُمَّةُ، {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّـا للّه وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}، أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى قَوْلِ يَعْقُوبَ: {يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ}، وَلَوْ أُعْطِيَهَا أَحَدٌ أُعْطِيَهَا يَعْقُوبُ".

قوله تعالى: {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَبُو سَلَمَةَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "إِنَّ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلامُ، قَالَ: يَا رَبِّ: إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَسْأَلُونَكَ بِإِبْرَاهِيمَ، وَإِسْحَاقَ، وَيَعْقُوبَ، فَاجْعَلْنِي لَهُمْ رَابِعًا، فَأَوْحَى اللّه عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ، أَنْ يَا دَاوُدُ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ أُلْقِيَ فِي النَّـارِ بِسَبَبٍ فَصَبَرَ، وَتِلْكَ بَلِيَّةٌ لَمْ تَنَلْكَ، وَإِنَّ إِسْحَاقَ بَذَلَ مُهْجَةَ دَمِهِ فِي سَبَبٍ فَصَبَرَ، وَتِلْكَ بَلِيَّةٌ لَمْ تَنَلْكَ، وَإِنَّ يَعْقُوبَ أُخِذَتْ مِنْهُ حَبِيبُهُ حَتَّى ابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ، فَصَبَرَ، وَتِلْكَ بَلِيَّةٌ لَمْ تَنَلْكَ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا ابْنُ نُفَيْلٍ الْحَرَّانِيُّ، ثنا نَضَّرُ بْنُ عَرَبِيٍّ، قَالَ: "بَلَغَنِي أَنَّ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ لَمَّا طَالَ حُزْنُهُ عَلَى يُوسُفَ ذَهَبَتْ عَيْنَـاهُ مِنَ الْحُزْنِ وَهُوَ كَظِيمٌ جَعَلَ الْعُوَّادُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِ، فَيَقُولُونَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللّه، كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ فَيَقُولُ شَيْخٌ كَبِيرٌ، قَدْ ذَهَبَ بَصَرِي فَأَوْحَى اللّه عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ يَا يَعْقُوبُ شَكَوْتَنِي إِلَى عُوَّادِكَ ؟ قَالَ: أَيْ رَبِّ هَذَا ذَنْبٌ عَمِلْتُهُ لا أَعُودُ إِلَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ بَعْدُ يَقُولُ: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّه وَأَعْلَمُ مِنَ اللّه مَا لا تَعْلَمُونَ}".

  أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْحَسَن بْنِ الْحُرِّ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ،"أَنَّ جِبْرِيلَ دَخَلَ عَلَى يُوسُفَ فِي السِّجْنِ فَعَرَفَهُ، فَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ الْكَرِيمُ عَلَى رَبِّهِ هَلْ لَكَ عِلْمٌ بِيَعْقُوبَ ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مَا فَعَلَ ؟ قَالَ: {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ عَلَيْكَ}، قَالَ: فَمَا بَلَغَ مِنْ حُزْنِهِ ؟ قَالَ حَزِنَ سَبْعِينَ، قَالَ: هَلْ لَهُ عَلَى ذَلِكَ مِنْ أَجْرٍ ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَجْرُ مِائَةِ شَهِيدٍ"، حَدَّثَنَـا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ، ثنا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّيْمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ السُّدِّيَّ يَقُولُ نَحْوَ ذَلِكَ.، حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ لَيَّةَ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، بِنَحْوِهِ، غَيْرَأَنَّهُ قَالَ: ذَهَبَ بَصَرُهُ، وَقَالَ: لَهُ أَجْرُ سَبْعِينَ شَهِيدًا

قوله تعالى: {فَهُوَ كَظِيمٌ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ شِبْلٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"{فَهُوَ كَظِيمٌ}، قَالَ: كَظِيمٌ الْحُزْنَ"، وَرُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ نَحْوُ ذَلِكَ

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللّه، وَعَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالا: ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ،"{وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ}، قَالَ: كَظَمَ عَلَى الْحُزْنِ، فَلَمْ يَقُلْ إِلا خَيْرًا".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ عِيسَى الطَّائِيُّ الْوَاسِطِيُّ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: "الْكَظِيمُ: الْكَمِيدُ".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، أَنْبَأَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا قَتَادَةُ،"{فَهُوَ كَظِيمٌ}، أَيْ: سَكَتَ يَكْظِمُ حُزْنَهُ وَيُرَدِّدُهُ فِي جَوْفِهِ".

٨٥

قوله تعالى: {قَالُوا تَاللّه تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ رَجَاءٍ، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله: "{تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ}، قَالَ: لا تَزَالُ تَذْكُرُ يُوسُفَ".

 حَدَّثَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: "{تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ}، تَفْتَؤُ مِنْ حُبِّهِ تَزَالُ تَذْكُرُ يُوسُفَ".

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ،"قَالَ لَهُ بَنُوهُ: {تَاللّه تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ}، حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَمَّا تَفْتَؤُ: فَتَزَالُ".

قوله تعالى: {حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ}

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَحْمَسِيُّ، ثنا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، ثنا عُثْمَانُ، عَنْ عُتْبَةَ يعْنِي: ابْنَ الْيَقْظَانِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"{حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا}، قَالَ: دَنِفًا مِنَ الْمَرَضِ".

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: "{حَرَضًا}، قَالَ: الْحَرَضُ: مَا دُونَ الْمَوْتِ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ نُفَيْلٍ، ثنا مِسْكِينٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ السُّدِّيِّ، فِي

قوله: "{حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا}، قَالَ: حَتَّى تَكَادَ أَنْ تَمُوتَ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ،"{حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا}، قَالَ: هَرِمًا".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا مُفَضَّلٌ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ، فِي

قوله: "{حَرَضًا}، قَالَ: أَمَا الْحَرَضُ، فَيَقُولُونَ: لا يَعْقِلُ وَلا يَنْتَفِعُ بِهِ".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مَرْوَانُ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: "{الْحَرَضُ}: الشَّيْءُ الْبَالِي".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،"{حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا}، أَيْ: فَاسِدًا لا عَقْلَ لَكَ".

قوله تعالى: {أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ}

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَحْمَسِيُّ، ثنا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ الْيَقْظَانِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"{أَوْ تَكُونَ مِنَ الْـهَالِكِينَ}، قَالَ: مِنَ الْمَيِّتِينَ"، وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ، وَالْحَسَنِ، وَالضَّحَّاكِ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَقَتَادَةَ، وَالسُّدِّيِّ مِثْلَ ذَلِكَ

٨٦

قوله تعالى: {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّه}

 حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كَانَ لِيَعْقُوبَ النَّبِيِّ أَخٌ مُوَاخٍ لَهُ، فَقَالَ ذَاتَ يَوْمٍ: مَا الَّذِي أَذْهَبَ بَصَرَكَ، وَقَوَّسَ ظَهْرَكَ ؟ قَالَ: أَمَّا الَّذِي أَذْهَبَ بَصَرِي، فَالْبُكَاءُ عَلَى يُوسُفَ ، وَأَمَّا الَّذِي قَوَّسَ ظَهْرِي فَالْحُزْنُ عَلَى بِنْيَامِينَ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: يَا يَعْقُوبُ، إِنَّ اللّه يُقْرِئُكَ السَّلامَ، وَيَقُولُ: أَمَا تَسْتَحْي أَنْ تَشْكُوَنِي إِلَى غَيْرِي، فَقَالَ يَعْقُوبُ: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّه}، فَقَا  جِبْرِيلُ: اللّه أَعْلَمُ بِمَا تَشْكُو".

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عُقْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ الإِفْرِيقِيُّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، رَفَعَ الْحَدِيثَ: "{إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي}، قَالَ: مَنْ بَثَّ لَمْ يَصْبِرْ"، ثُمَّ قَرَأَ الآيَةَ

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هَوْذَةُ، ثنا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ،"{إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّه}، قَالَ: حَاجَتِي وَحُزْنِي".

  حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَسْلَمَ، عَنْ حَبِيبٍ، قَالَ: "كَانَ يَعْقُوبُ قَدْ بَلَغَ مِنَ الْكِبْرِ حَتَّى كَانَ حَاجِبَاهُ تُرْفَعَانِ بِخِرْقَةٍ، فَقَالَ لَـهُ رَجُلٌ: مَا بَلَغَ لَكَ مَا أَرَى ؟ قَالَ: طُولُ الزَّمَانِ، وَكَثْرَةُ الْحُزْنِ فَأَوْحَى اللّه إِلَيْهِ أَتَشْكُونِي ؟ قَالَ: خَطِيئَةٌ يَا رَبِّ، فَاغْفِرْ لِي".

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، فِي

قوله: "{إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي}، قَالَ: هَمِّي".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، أَنْبَأَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا قَتَادَةُ،

قوله: "{إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّه}، قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللّه يَعْقُوبَ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَزَلْ بِهِ شِدَّةُ بَلاءٍ قَطُّ إِلا أَتَاهُ حُسْنُ ظَنِّهِ بِاللّه مِنْ وَرَاءِ بَلائِهِ".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، فَقَالَ عَنْ عِلْمٍ بِاللّه: "{إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّه}، لَمَّا رَأَى مِنْ فَظَاظَتِهِمْ، وَغِلْظَتِهِمْ، وَسُوءِ لَفْظِهِمْ لَهُ، وَلَمْ أَشْكُ ذَلِكَ إِلَيْكُمْ: {وَأَعْلَمُ مِنَ اللّه مَا لا تَعْلَمُونَ}".

  أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله: "{وَأَعْلَمُ مِنَ اللّه مَا لا تَعْلَمُونَ}، يَقُولُ: أَعْلَمُ أَنَّ رُؤْيَا يُوسُفَ صَادِقَةٌ، {وَإِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّه مَا لا تَعْلَمُونَ}، يَقُولُ: أَعْلَمُ أَنَّ رُؤْيَا يُوسُفَ صَادِقَةٌ، وَأَنِّي سَوْفَ أَسْجُدُ لَهُ".

٨٧

قوله تعالى: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا ابْنُ نُفَيْلٍ الْحَرَّانِيُّ، ثنا النَّضْرُ بْنُ عَرَبِيٍّ، قَالَ: "بَلَغَنِي أَنَّ يَعْقُوبَ، مَكَثَ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ عَامًا لا يَدْرِي أَحَيٌّ يُوسُفُ أَمْ مَيِّتٌ، حَتَّى تَمَثَّلَ لَـهُ مَلَكُ الْمَوْتِ، فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ: أَنَـا مَلَكُ الْمَوْتِ، قَالَ: فَقَالَ: أَنْشُدُكَ بِإِلَهِ يَعْقُوبَ هَلْ قُبِضَتْ رَوْحُ يُوسُفَ ؟ قَالَ: لا، فَعِنْدَ ذَلِكَ، قَالَ: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللّه}".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ،"ثُمَّ إِنَّ يَعْقُوبَ قَالَ لِبَنِيهِ وَهُوَ عَلَى حُسْنِ ظَنِّهِ بِرَبِّهِ، مَعَ الَّذِي هُوَ فِيهِ مِنَ الْحُزْنِ: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا}، إِلَى هَذِهِ الْبِلادِ الَّتِي مِنْهَا جِئْتُمْ {فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللّه}".

قوله تعالى: {وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللّه}

 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، أنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا قَتَادَةُ،"{وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللّه}، أَىْ: مِنْ رَحْمَةِ اللّه".

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ،

قوله: "{وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللّه}، أَيْ: مِنْ فُرْجَةِ اللّه".

قوله تعالى: {إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللّه إِلا الْقَوْمُ الكافرون}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،"{إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللّه}، أَيْ: مِنْ فُرْجَةِ اللّه {إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}".

٨٨

قوله تعالى: {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ}

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مِهْرَانَ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، يعْنِي

قوله: "{فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ}، قَالَ: فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَيْهِ قَالُوا: {يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ}".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، أَنْبَأَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا قَتَادَةُ،"{يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ}، أَيِ: الضُّرُّ فِي الْمَعِيشَةِ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ نُفَيْلٍ الْحَرَّانِيُّ، ثنا النَّضْرُ بْنُ عَرَبِيٍّ، قَالَ: "بَلَغَنِي أَنَّ يَعْقُوبَ، قَالَ: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ}، فَخَرَجُوا إِلَى مِصْرَ، فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ لَمْ يَجِدُوا كَلامًا أَرَقُّ مِنْ كَلامٍ اسْتَقْبَلُوهُ بِهِ، فَقَالُوا: {يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَـا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ}".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،"{فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ}، رَجَاءً أَنْ يَرْحَمَهُمْ فِي شَأْنِ أَخِيهِمْ: {مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ}".

قوله تعالى: {وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"{وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ}، قَالَ: دَرَاهِمٌ".

 الْوَجْهُ الثَّانِي

  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فِي

قوله: "{وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ}، قَالَ: رَثَّةٌ، مَتَاعٌ خَلِقُ الْحَبْلِ وَالْغِرَارَةِ وَالشَّيْءِ".

وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ الْحَارِثِ،"{وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ}، قَالَ: مَتَاعُ الأَعْرَابِ الصُّوفُ وَالسَّمْنُ".

 وَالْوَجْهُ الرَّابِعُ

 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا يُوسُفُ الصَّفَّارُ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو أَسْمَاءٍ الْعَدَوِيُّ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ عَمْرٍو الْعَدَوِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، فِي

قوله: "{وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ}، قَالَ: بُطْمٌ: الْحَبَّةُ الْخَضْرَاءُ، وصَنَوْبَرُ".

قوله: {مُزْجَاةٍ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: "{بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ}، قَالَ: الْوَرِقُ الْرَذِلُ: الرَّدِيئَةُ الَّتِي لا تُنْفِقُ حَتَّى يُوضَعَ مِنْهَا".

  حَدَّثَنَـا أَبُو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ، أَنْبَأَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ،"فِي قَوْلِ بَنِي يَعْقُوبَ لِيُوسُفَ: {وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ}، قَالَ: دَرَاهِمٌ زَيْفٌ".

 الْوَجْهُ الثَّانِي

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَةَ،"{وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ}، قَالَ أَحَدُهُمَا: نَاقِصَةٌ، وَقَالَ الآخَرُ: فَسُولٌ".

 الْوَجْهُ الثَّالِثُ

  حَدَّثَنَا الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطِيَّةَ،"{وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ}، قَالَ: غَيْرُ طَائِلٍ".

 الْوَجْهُ الرَّابِعُ

  حَدَّثَنَـا الأَشَجُّ، ثنا عَمْرُو الْعَنْقَرِيُّ، عَنِ الْهُذَلِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي

قوله: "{وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ}، قَالَ: قَلِيلَةٌ"، وَرُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ، وَإِبْرَاهِيمَ مِثْلُ ذَلِكَ

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ"{مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ}، أَيْ: قَلِيلَةٌ لا تَبْلُغُ مَا كُنَّا نَشْتَرِي مِنْكَ إِلا أَنْ تَتَجَاوزَ لَنَا".

قوله تعالى: {فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ}

  حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله: "{فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ}، بِهَا كَمَا تُعْطِينَا بِالدَّرَاهِمِ الْجَيِّدَةِ".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الطَّاهِرِ، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، وَسُئِلَ"أَتَرَى أَنْ يُؤْخَذَ، أَجْرُ الْكَيَّالِينَ مِنَ الْمُشْتَرِي ؟ قَالَ مَالِكٌ: إِنَّ الصَّوَابَ وَالَّذِي يَقَعُ فِي قَلْبِي أَنْ تَكُونَ عَلَى الْبَائِعِ، وَقَدْ قَالَ إِخْوَةُ يُوسُفَ: {فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا}، وَكَانَ يُوسُفُ هُوَ الَّذِي يَكِيلُ".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،

قوله: "{فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ}، أَيْ: أَعْطِنَا مَا كُنْتَ تُعْطِينَا قَبْلَ ذَلِكَ".

 حَدَّثَنَـا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه: "{فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا}، قَالَ: كَانَتِ الدَّرَاهِمُ فَسُولا"، وَرَوَى عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: نَاقِصَةٌ

قوله تعالى: {وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ،"{فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا}، قَالَ: بِنُقْصَانِ دَرَاهِمِنَا، فَسَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، فَقَالَ: الأَنْبِيَاءُ لا يَأْكُلُونَ الصَّدَقَةَ، كَانَتْ نُفَايَةً لا تَجُوزُ بَيْنَهُمْ، فَقَالَ: تَجُوزُ عَنَّا

قوله تعالى: {وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا}

  ذُكِرَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، أنا أَسْبَاطٌ، عَنْ السُّدِّيِّ،"{وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا}، بِفَضْلِ مَا بَيْنَ الْجِيَادِ الرَّدِيئَةِ".

قوله تعالى: {إِنَّ اللّه يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ}

  حَدَّثَنَـا مَرْوَانُ بْنُ سَالِمٍ الْمَكِّيُّ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّوِيلِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَالَ: تَصَدَّقْ عَلَيَّ تَصَدَّقَ اللّه عَلَيْكَ بِالْجَنَّةِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: وَيْحَكَ إِنَّ اللّه لا يَتَصَدَّقُ، وَلَكِنَّ اللّه يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ"، حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَقْدِسِيُّ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: تَصَدَّقْ عَلَيَّ الْحَدِيثُ

٨٩

قوله تعالى: {قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أنتم جاهلون}

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،"{قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ}، قَالَ: قَالَ لَهُمْ يُوسُفُ وَرَحِمَهُمْ".

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فَذَكَرَ لِي وَاللّه أَعْلَمُ: "أَنَّهُمْ لَمَّا كَلَّمُوهُ بِهَذَا الْكَلامِ غَلَبَتْهُ نَفْسُهُ فَارْفَضَّ دَمْعُهُ بَاكِيًا، ثُمَّ بَاحَ لَـهُمْ بِالَّذِي كَانَ يَكْتُمُ مِنْهُمْ: {قَـالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ}".

٩٠

 قَالَ تَعَالَى: {قَالُوا أَئِنَّكَ لأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أخي قد من اللّه علينا}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، ثنا الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ ثَابِتِ الْبُنَانِيِّ، قَالَ: "قِيلَ لِبَنِي يَعْقُوبَ: إِنَّ بِمِصْرَ رَجُلا يُطْعِمُ الْمِسْكِينَ، وَيَمْلأُ حِجْرَ الْيَتِيمِ، قَالُوا: يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ هَذَا مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ، فَنَظَرُوا، فَإِذَا هُوَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْجِلْدِ، قَالَ: "قَالَ لَهُ أَخُوهُ: يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ، لَقَدْ ذَهَبَ لِي أَخٌ مَا رَأَيْتُ أَشْبَهَ بِهِ أَحَدٌ مِنْكَ لَكَأَنَّهُ الشَّمْسُ، فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ: أَسْأَلُ إِلَهَ يَعْقُوبَ أَنْ يَرْحَمَ صِبَاكَ، وَأَنْ يَرُدَّ إِلَيْكَ أَخَاكَ".

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: "فَلَمْ يَعْنِ بِذِكْرِ أَخِيهِ مَا صَنَعَ هُوَ فِيهِ حِينَ أَخَذَهُ، وَذَلِكَ لِلتَّفْرِيقِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ إِخْوَتِهِ، إِذْ صَنَعُوا بِيُوسُفَ مَا صَنَعُوا، فَلَمَّا قَالَ لَـهُمْ ذَلِكَ كَشَفَ لَهُمُ الْغِطَاءَ فَعَرَفُوهُ، فَقَالُوا: {أَئِنَّكَ لأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّه عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللّه لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}".

قوله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: "مَكْتُوبٌ فِي الْكِتَابِ الأَوَّلِ إِنَّ الْحَاسِدَ لا يَضُرُّ بِحَسَدِهِ، وَإِنَّ الْمَحْسُودَ إِذَا صَبَرَ نَجَّاهُ تَصَبُّرُهُ، لأَنَّ اللّه يَقُولُ: {مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللّه لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}".

 ذُكِرَ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى، ثنا عَاصِمُ بْنُ مُضَرِّسٍ إِمَامُ مَسْجِدِ الْجَامِعِ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ،"{إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ}، قَالَ: مَنْ يَتَّقِ الزِّنَا، وَيَصْبِرْ عَلَى الْعُزُوبَةِ".

٩١

قوله تعالى: {قَالُوا تَاللّه لَقَدْ آثَرَكَ اللّه عَلَيْنَا}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{قَالُوا تَاللّه لَقَدْ آثَرَكَ اللّه عَلَيْنَا}، وَذَلِكَ بَعْدَمَا عَرَّفَهُمْ نَفْسَهُ، لَقُوا رَجُلا حَلِيمًا".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،"{آثَرَكَ اللّه عَلَيْنَا}، أَيْ: فَضَّلَكَ اللّه عَلَيْنَا".

قوله تعالى: {وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ}

  وَبِهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،"{وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ}، أَيْ: فِيمَا صَنَعْنَا بِكَ".

٩٢

قوله تعالى: {لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ،"{لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ}، قَالَ: لا أَبَاءٌ".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، أَنْبَأَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّه لَكُمْ}، قَالَ: لَقُوا رَجُلا حَلِيمًا لَمْ يَبُث، وَلَمْ يَثْرِبْ عَلَيْهِمْ أَعْمَالِهِمْ".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: "{لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ}، أَيْ: لا تَأْنِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ فِيمَا صَنَعْتُمْ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ، فِي

قوله: "{لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ}، قَالَ: لا تَعْيِيرَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ".

  حَدَّثَنَـا مَوْهَبُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مَوْهَبٍ الرَّمْلِيُّ، ثنا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيُّ، قَالَ: "طَلَبُ الْحَوَائِجِ إِلَى الشَّبَابِ أَسْهَلُ مِنْهَا عِنْدَ الشُّيُوخِ، أَلَمْ تَرَ إِلَى قَوْلِ يُوسُفُ: {لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ}، وَقَـالَ يَعْقُوبُ: {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي}".

قوله تعالى: {يَغْفِرُ اللّه لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي زِيَادٍ، ثنا سَيَّارٌ، ثنا جَعْفَرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَيْ عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، يَقُولانِ: "أَمَا وَاللّه مَا سَمِعْنَا بِعَفْوٍ قَطُّ مِثْلَ عَفْوِ يُوسُفَ، قَالَ: {لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّه لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}".

 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا دُلَيْمُ بْنُ غَزْوَانَ، ثنا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: "أُرْسِلَ رَجُلٌ إِلَى عَشَرَةٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ أَنَا فِيهِمْ، وَالْحَسَنُ، فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ، ثُمَّ إِنَّ الْحَسَنَ حَمِدَ اللّه وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَذَكَرَ مَا شَاءَ اللّه أَنْ يَذْكُرَ، حَتَّى أَتَى عَلَى ذِكْرِ يُوسُفَ وَمَا ارْتَكَبَ مِنْهُ إِخْوَتُهُ فَعَرَّفَهُمْ نَفْسَهُ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَهُمْ بِالْعَفْوِ عَنْهُمْ {لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّه لَكُمْ}، فَرَضِيَ اللّه بِهِ مِنْهُ عَمَلا وَأَثْبَتَهُ فِي كِتَابِهِ، لِيُؤْخَذَ بِهِ مِنْ بَعْدَهِ، فَقَالَ الأَمِيرُ: لَوْ صَارَ أَنَّ أُجَلِّلَكُمْ بِبُرْدِي هَذَا مَا أَصَابَكُمْ شَيْءٌ أَبَدًا".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ،"{يَغْفِرُ اللّه لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}، قَالَ: حِينَ اعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ".

٩٣

قوله تعالى: {اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي}

  حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا يَعْلَى، ثنا زَكَرِيَّا، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: "كَانَ فِي قَمِيصِ يُوسُفَ ثَلاثُ آيَاتٍ: حِينَ قُدَّ قَمِيصُهُ مِنْ دُبُرٍ، وَحِينَ أُلْقِيَ عَلَى وَجْهِ أَبِيهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا".

  حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ،"ثُمّ قَالَ لَهُمْ: مَا فَعَلَ أَبِي بَعْدِي ؟ قَـالُوا: لَمَّا فَاتَهُ بِنْيَامِينُ عَمِيَ مِنَ الْحُزْنِ، فَقَالَ: {اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ}، وَقَالَ يَهُوذَا: أَنَـا ذَهَبْتُ بِالْقَمِيصِ إِلَى يَعْقُوبَ وَهُوَ مُتَلَطِّخٌ بِالدِّمَاءِ، وَقُلْتُ: إِنَّ يُوسُفَ قَدْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ، أَنَـا الْيَوْمَ أَذْهَبُ إِلَيْهِ بِالْقَمِيصِ، وَأُخْبِرُهُ أَنَّ يُوسُفَ حَيٌّ فَأُفْرِحُهُ كَمَا أَحْزَنْتُهُ، فَهُوَ كَانَ الْبَشِيرُ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الْخُشَنِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللّه بْنِ حَنْطَبٍ، قَالَ: "لَمَّا أُلْقِيَ إِبْرَاهِيمُ فِي النَّـارِ كَسَاهُ اللّه قَمِيصًا مِنْ قُمُصِ الْجَنَّةِ، وَكَسَاهُ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ، وَكَسَاهُ إِسْحَاقُ يَعْقُوبَ، وَكَسَاهُ يَعْقُوبُ يُوسُفَ، فَطَوَاهُ وَجَعَلَهُ فِي قَصَبَةٍ فِضَّةٍ فَجَعَلَهُ فِي عُنُقِهِ، وَكَانَ فِي عُنُقِهِ حِينَ أُلْقِيَ فِي الْجُبِّ، وَحِينَ سُجِنَ، وَحِينَ دَخَلَ عَلَيْهِ إِخْوَتُهُ، وَأَخْرَجَ الْقَمِيصَ مِنَ الْقَصَبَةِ، فَقَـالَ: {اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا}، فَشَمَّ يَعْقُوبُ رِيحَ الْجَنَّةِ وَهُوَ بِأَرْضِ كَنْعَانَ بِفِلَسْطِينَ، فَقَالَ: {إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ}".

قوله تعالى: {وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبِي، ثنا نُفَيْلٌ الْحَرَّانِيُّ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ وَاقِدٍ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللّه، قَالَ: "كَانَ أَهْلُهُ حِينَ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ وَهُوَ بِمِصْرَ ثَلاثَةً وَتِسْعِينَ إِنْسَانًـا رِجَالُهُمْ أَنْبِيَاءُ، وَنِسَاؤُهُمْ صِدِّيقَاتٌ، وَاللّه مَا خَرَجُوا مَعَ مُوسَى حَتَّى بَلَغُوا سِتَّمِائَةَ أَلْفٍ وَسَبْعِينَ أَلْفًا".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ أَبِي زِيَادٍ، حَدَّثَنِي سَيَّارٌ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ فَرْقَدًا، يَقُولُ: "لَمَّا بَعَثَ يُوسُفُ بِالْقَمِيصِ إِلَى يَعْقُوبَ، أَخَذَهُ فَشَمَّهُ ثُمَّ وَضَعَهُ عَلَى بَصَرِهِ، فَرَدَّ اللّه عَلَيْهِ بَصَرَهُ، ثُمَّ حَمَلُوهُ إِلَيْهِ فلَمَّا دَخَلُوا وَيَعْقُوبُ مُتَّكِئٌ عَلَى ابْنٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ يَهُوذَا اسْتَقْبَلَهُ يُوسُفُ فِي الْجُنُودِ وَالنَّاسِ، فَقَالَ يَعْقُوبُ: يَا يَهُوذَا هَذَا فِرْعَوْنُ مِصْرَ ؟ قَالَ: لا يَا أَبَتِ، وَلَكِنَّ هَذَا ابْنُكُ يُوسُفُ، قِيلَ لَهُ إِنَّكَ قَادِمٌ فَتَلَقَّاكَ فِي أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ وَالنَّاسِ، قَالَ: فَلَمَّا لَقِيَهُ ذَهَبَ يُوسُفُ لِيَبْدَأَهُ بِالسَّلامِ، فَمَنَعَ ذَلِكَ، لِيَعْلَمَ أَنَّ يَعْقُوبَ أَكْرَمُ عَلَى اللّه مِنْهُ فَاعْتَنَقَهُ وَقَبَّلَهُ، وَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الذَّاهِبُ الأَحْزَانَ".

٩٤

قوله تعالى: {وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ}

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ، ثنا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا إِسْرَائِيلُ، ثنا أَبُو سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله: "{وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ}، قَالَ: لَمَّا خَرَجَتِ الْعِيرُ".

  حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَال"{وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ}، فِي مِصْرَ مُنْطَلِقَةً إِلَى الشَّامِ".

قوله تعالى: {قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "وَجَدَ يَعْقُوبُ رِيحَ قَمِيصِ يُوسُفَ وَهُوَ مِنْهُ عَلَى مَسِيرَةِ ثَمَانِ لَيَالٍ".

 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ رَجَاءٍ، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُسْلِمٍ الأَعْوَرِ، عَنْ مُجَاهِد، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَجَدَ يَعْقُوبُ رِيحَ يُوسُفَ مِنْ مَسِيرَةِ سِتَّةِ أَيَّامٍ".

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله: "{إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ}، قَالَ: وَجَدَ مِنْ مَسِيرَةِ عَشَرَةِ أَيَّامٍ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَأَنَا إِلَى جَنْبِهِ،"مِنْ كَمْ وَجَدَ يَعْقُوبُ رِيحَ الْقَمِيصِ ؟ عَنْ قَوْلِ اللّه: {إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ}، قَـالَ: وَجَدَهُ مَسِيرَةَ ثَمَانِينَ فَرْسَخًا"، قَالَ ابْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ: وَهُوَ مَا بَيْنَ الْبَصْرَةِ وَالْكُوفَةِ

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ،"فَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ مِنْ مِصْرَ مُنْطَلِقَةً إِلَى الشَّامِ وَجَدَ يَعْقُوبُ رِيحَ يُوسُفَ، وَهُوَ

قوله: {قَالَ أَبُوهُمْ}، لِبَنِي بَنِيهِ {إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ}".

قوله تعالى: {لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ الأَنْصَارِيُّ، ثنا مُؤَمَّلٌ، ثنا إِسْرَائِيلُ، ثنا أَبُو سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله: "{لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ}، قَالَ: أَنْ تُسَفِّهُونِ، وَرُوِيَ عَنْ عَطَاءٍ مِثْلُ ذَلِكَ".

الْوَجْهُ الثَّانِي

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ رَجَاءٍ، أنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: "{لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ}، قَالَ: لَوْلا أَنْ تُكَذِّبُونِ".

 وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: "لَوْلا أَنْ تَهْرَمُونِ".

  أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أنا أَصْبَغُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، فِي قَوْلِ اللّه: "{لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ}، قَالَ: الَّذِي لَيْسَ لَهُ عَقْلٌ ذَلِكَ الْمُفَنَّدُ، يَقُولُونَ لا يَعْقِلُ، قَالَ: وَقَالَ الشَّاعِرُ: مَهْلا فَإِنَّ مِنَ الْعُقُولِ مُفَنَّدًا".

٩٥

قوله تعالى: {قَالُوا تَاللّه إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"{إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ}، يَقُولُ فِي خَطَئِكَ الْقَدِيمِ".

 وَالْوَجْهُ الثَّانِي

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِ اللّه: "{إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ}، يَقُولُ: فِي جُنُونِكَ الْقَدِيمِ".

 حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ قُرَّةَ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِ اللّه: "{تَاللّه إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ}، قَالَ: عُقُوقًا".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ،"{قَالُوا تَاللّه إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ}، مِنْ حُبِّ يُوسُفَ مَا تَسْتَلِيهِ وَلا تَنْسَاهُ، فَقَالُوا لأَبِيهِمْ كَلِمَةً غَلِيظَةً لَمْ يَكُنْ يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَقُولُوهَا لِنَبِيِّ اللّه وَلا لأَبِيهِمْ".

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: "قَالَ لَهُ بَنُو بَنِيهِ: {تَاللّه إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ}، مِنْ شَأْنِ يُوسُفَ".

  حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: "قَالَ لَهُ بَنُو بَنِيهِ: {تَاللّه إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ}، مِنْ شَأْنِ يُوسُفَ".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ،"{قَالُوا تَاللّه إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ}، أَيْ: إِنَّكَ لَمِنْ ذِكْرِ يُوسُفَ فِي الْبَاطِلِ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ".

٩٦

قوله تعالى: {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بصيرا}

  أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: "{فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا}، يَقُولُ: الْبَشِيرُ الْبَرِيدُ".

  أَخْبَرَنَـا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: "{فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ}، يَهُوذَا بْنُ يَعْقُوبَ".

  ذُكِرَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ لُقْمَانَ الْحَنَفِيِّ، قَالَ: "بَلَغَنَا أَنَّ يَعْقُوبَ لَمَّا أَتَاهُ الْبَشِيرُ، قَالَ لَهُ: مَا أَدْرِي مَا أُثِيبُكَ الْيَوْمَ ؟ وَلَكِنْ هَوَّنَ اللّه عَلَيْكُ سَكْرَةَ الْمَوْتِ".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا سُلَيْمُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، وَعَنْ مَخْلَدِ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ،"لَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ إِلَى يَعْقُوبَ فَأَلْقَى عَلَيْهِ بِالْقَمِيصِ، قَالَ: عَلَى أَيْ دِينٍ خَلَّفْتَ يُوسُفَ ؟، قَالَ: عَلَى الإِسْلامِ، قَالَ: الآنَ تَمَّتِ النِّعْمَةُ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: "لَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ، قَالَ يَهُوذَا، قَالَ: وَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ، يَقْرَأُ: وَجَاءَ الْبَشِيرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيِ الْعِيرِ".

قوله تعالى: {قَالَ أَلَمْ أَقَلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّه مالا تعلمون}

 حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ،"{فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ} وَهُوَ يَهُوذَا، أَلْقَى الْقَمِيصَ {عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا}، قَالَ يَعْقُوبُ لِبَنِيهِ: {قَالَ أَلَمْ أَقَلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّه مَا لا تَعْلَمُونَ}".

٩٧

قوله: {قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ}

  أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قِرَاءَةً، أنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ،"إِنَّ يَعْقُوبَ، وَإِخْوَةَ يُوسُفَ أَقَامُوا عِشْرِينَ سَنَةً يَطْلُبُونَ الْمَغْفِرَةَ مِمَّـا فَعَلَ إِخْوَةُ يُوسُفَ بِيُوسُفَ لا يُقْبَلُ ذَلِكَ مِنْهُمْ حَتَّى لَقِيَ جِبْرِيلُ يَعْقُوبَ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَلَّمَهُ هَذَا الدُّعَاءَ: يَا رَجَاءَ الْمُؤْمِـنِينَ لا تُخَيِّبْ رَجَائِي، وَيَا غَوْثَ الْمُؤْمِنِينَ أَغِثْنِي وَيَا عَوْنَ الْمُؤْمِنِينَ أَعِنِّي، يَا حَبِيبَ التَّوَّابِينَ تُبْ عَلَيَّ، فَاسْتُجِيبَ لَهُمْ".

٩٨

قوله تعالى: {قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ الأَنْصَارِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: غَدَوْتُ بِسَحَرٍ فَمَرَرْتُ بِدَارِ عَبْدِ اللّه بْنِ مَسْعُودٍ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "اللّهمَّ أَمَرْتَنِي فَأَطَعْتُكَ، وَدَعَوْتَنِي فَأَجَبْتُكَ، وَهَذَا سَحَرٌ فَأَغْفِرْ لِي، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَتَيْتُهُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: إِنَّ يَعْقُوبَ حِينَ قَالَ لَهُ بَنُوهُ: {اسْتَغْفِرْ لَنَـا}، أَخَّرَهُمْ إِلَى السَّحَرِ"، وَرُوِيَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، وَعِكْرِمَةَ، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَالسُّدِّيِّ، وَقَتَادَةَ نَحْوُ ذَلِكَ

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ خَلِيفَةَ، أنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ خَلادٍ الصَّفَّارِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ،"{سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي}، قَالَ: فِي صَلاةِ اللَّيْلِ".

قوله تعالى: {إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،

قوله: {الْغَفُورُ}، يعْنِي: غَفُورُ الذُّنُوبِ، {الرَّحِيمُ}، يعْنِي: رَحِيمٌ بِالْمُؤْمِنِينَ".

٩٩

قوله تعالى: {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ}

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ،

قوله: "{فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ}، ثُمَّ حَمَلُوا أَهْلِيهِمْ وَعِيَالَهُمْ فَلَمَّا بَلَغُوا مِصْرَ، كَلَّمَ يُوسُفُ الْمَلِكَ فَخَرَجَ مَعَهُ ، هُوَ وَالْمَلِكُ يَتَلَقُّونَهُمْ فَلَمَّا لَقِيَهُمْ قَالَ: ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللّه آمِنَيْنَ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَإِخْوَتَهُ وَهُمَا أَبُوهُ وَخَالَتُهُ".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا قَتَادَةُ،

قوله: "{آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ}، قَالَ: أَبُوهُ وَأُمُّهُ ضَمَّهُمَا، وَقَالَ: {ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللّه آمِنَيْنَ}".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، أنا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: "خَرَجَ يَعْقُوبُ إِلَى يُوسُفَ بِمِصْرَ فِي اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ مِنْ وَلَدِهِ فَخَرَجُوا مِنْهَا مَعَ مُوسَى وَهُمْ سِتُّمِائَةُ أَلْفٍ".

قوله تعالى: {وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللّه آمِنَيْنَ}

  حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا آدَمُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: "يعْنِي بِهِ مِصْرَ فِرْعَوْنَ".

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: "فَخَرَجَ هُوَ وَالْمَلِكُ يَتَلَقُّونَهُمْ فَلَمَّا لَقِيَهُمْ، قَالَ: {ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللّه آمِنَيْنَ}".

١٠٠

قوله تعالى: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ}

 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ صَالِحِ بْنِ وَسِيمٍ الْجَوْسَقِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْرَبٍ، إِنَّهُ سَمِعَ وَهْبًا، يَقُولُ فِي

قوله: "{وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ}، قَالَ: أَبُوهُ وَخَالَتُهُ، وَكَانَتْ تُوُفِّيَتْ أُمُّ يُوسُفَ فِي نِفَاسِ أَخِيهِ بِنْيَامِينَ".

  حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ،"{أَبَوَيْهِ}، أَبُوهُ وَخَالَتُهُ وَرَفَعَهُمَا عَلَى الْعَرْشِ".

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، أنا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله: "{وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ}، قَالَ: الْعَرْشُ: السَّرِيرُ، وَفِي مَوْضِعٍ آخِرَ إِنَّمَا سُمِّيَ الْعَرْشُ عَرْشًا لارْتِفَاعِهِ".

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: "اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِحُبِّ لِقَاءِ اللّه سَعْدًا، قَالَ: إِنَّمَا يعْنِي السَّرِيرَ، {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ}".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ هَارُونَ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللّه، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ،

قوله: "{وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ}، قَالَ: مَجْلِسُهُ".

قوله: {وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدٌ سَعِيدٌ الْعَطَّارُ، ثنا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرْفَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ،"{وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا}، قَالَ: كَانَتْ تَحِيَّةُ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَأَعْطَاكُمُ اللّه السَّلامَ مَكَانَهَا".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا قَتَادَةُ،"{وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا}، وَكَانَ تَحِيَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ السُّجُودُ بِهَا يُحَيِّي بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَأَعْطَى اللّه هَذِهِ الأُمَّةَ السَّلامَ، تَحِيَّةَ أَهْلِ الْجَنَّةِ كَرَامَةً مِنَ اللّه وَنِعْمَةً".

  أَخْبَرَنَـا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَصْبَغُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ، فِي قَوْلِ اللّه تَعَالَى: "{وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا}، قَالَ: السُّجُودُ تَشْرِفَةً، كَمَا سَجَدَتِ الْمَلائِكَةُ تَشْرِفَةً لآدَمَ، وَلَيْسَ بِسُجُودِ عبادة".

قوله تعالى: {يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جعلها ربي حقا}

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: "كَانَ بَيْنَ رُؤْيَا يُوسُفَ وَعِبَارَتِهَا أَرْبَعُونَ عَامًا".

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: "بَيْنَهُمَا خَمْسَةٌ وَثَلاثُونَ عَامًا".

 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا قَتَادَةُ،

قوله: "{يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ}، فَأَرَاهُمُ اللّه تَأْوِيلَهَا بَعْدَ زَمَانٍ وَدَهْرٍ طَوِيلٍ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ،"أَنَّ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ أُلْقِيَ فِي الْجُبِّ وَهُوَ ابْنُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَعَاشَ فِي الْعُبُودِيَّةِ وَالْمُلْكِ ثَمَانِينَ سَنَةً، ثُمَّ جَمَعَ اللّه لَهُ شَمْلَهُ فَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ ثَلاثًا وَعِشْرِينَ سَنَةً".

قوله تعالى: {وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بكم من البدو}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا بَكْرُ بْنُ يَزِيدَ الطَّوِيلُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ الْحِمْصِيُّ، عَنْ عَلِيّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ،"{وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ}، قَالَ: مِنْ فِلَسْطِينَ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ}، وَكَانَ يَعْقُوبُ وَبَنُوهُ بِأَرْضِ كَنْعَانَ أَهْلَ مَوَاشِي وَبَرِيَّةٍ".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا قَتَادَةُ،"{وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ}، قَالَ: وَجَاءَ بِأَهْلِهِ مِنَ الْبَدْوِ".

قوله تعالى: {مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي}

  وَبِهِ، عَنْ قَتَادَةَ،"{مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ}، قَالَ: وَنَزَعَ مِنْ قَلْبِهِ نَزْغَ الشَّيْطَانِ وَتَحْرِيشِهِ عَلَى إِخْوَتِهِ".

قوله تعالى: {إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ}

  وَبِهِ، ثنا قَتَادَةُ،"{إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ لَطَفَ}، بِيُوسُفَ بِإِخْرَاجِهِ مِنَ السِّجْنِ، وَجَاءَ بِأَهْلِهِ مِنَ الْبَدْوِ، وَنَزَعَ مِنْ قَلْبِهِ نَزْغَ الشَّيْطَانِ".

قوله تعالى: {إنه هو العليم الحكيم} قد تم تفسيره.

١٠١

قوله تعالى: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأحاديث}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٌ، ثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الأَعْيَسِ، قَالَ: "لَمَّا قَالَ يُوسُفُ: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ}، حَتَّى بَلَغَ: {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا}، شَكَرَ اللّه لَهُ، فَزَادَهُ فِي عُمْرِهِ ثَمَانِينَ عَامًا".

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ شِبْلٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"{وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ}، قَالَ: عِبَارَةُ الرُّؤْيَا".

قوله تعالى: {فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ}

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ الْحَارِثِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"{فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ}، قَالَ: بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ".

 حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنـا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي

قوله: "{فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ}، قَالَ: خَالِقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ".

قوله تعالى: {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، حَدَّثَ قَتَادَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "مَا سَأَلَ نَبِيُّ الْوَفَاةَ غَيْرُ يُوسُفَ، يعْنِي فِي

قوله: {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا}".

  حَدَّثَنَـا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ،"{تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَذَا أَوَّلُ نَبِيٍّ سَأَلَ اللّه الْمَوْتَ".

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: "ثُمَّ ارْعَوَى يُوسُفُ، وَذَكَرَ أَنَّ مَا فِيهِ مِنَ الدُّنْيَا بَائِدٌ وَذَاهِبٌ، فَقَـالَ: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُنِيبٍ، ثنا أَبُو مُعَاذٍ الْفَضْلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ،"{تَوَفَّنِي مُسْلِمًا}، قَالَ: عَلَى طَاعَتِكَ".

قوله تعالى: {وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}

  حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ، أنا حَفْصٌ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ،"{وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}، قَالَ: يعْنِي أَهْلَ الْجَنَّةِ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}، لَمَّـا جَمَعَ اللّه شَمْلَـهُ، وَأَقَرَّ عَيْنَهُ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مَغْمُوسٌ فِي بَيْتِ نَعِيمٍ مِنَ الدُّنْيَا وَمُلْكِهَا وَغَضَارَتِهَا اشْتَاقَ إِلَى الصَّالِحِينَ قَبْلَهُ، وَأَنْتُمْ فَاشْتَاقُوا إِلَى مَا اشْتَاقَ إِلَيْهِ الصَّالِحُونَ قَبْلَكُمْ، بَارِكَ اللّه فِيكُمْ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا سُلَيْمَانُ ابْنُ بِنْتِ شُرَحْبِيلَ، ثنا الْوَلِيدُ، عَنْ خُلَيْدٍ، وَسَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: "لَمَّا قَدِمَ عَلَى يُوسُفَ أَبَوَاهُ وَإِخْوَتُهُ وَجَمَعَ اللّه شَمْلَهُ وَأَقَرَّ عَيْنَهُ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مَغْمُوسٌ فِي بَيْتِ نَعِيمٍ مِنَ الدُّنْيَا اشْتَاقَ إِلَى آبَائِهِ الصَّالِحِينَ، إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، فَسَأَلَ اللّه الْقَبْضَ، فَقَالَ: {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُنِيبٍ، ثنا أَبُو مُعَاذٍ الْفَضْلُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ،

قوله: "{وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}، قَالَ: يَقُولُ اغْفِرْ لِي إِذَا تَوَفَّيْتَنِي".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٌ، ثنا أَبُو مُسْهِرٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ،"أَنَّ يُوسُفَ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّـا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قَـالَ: يَا إِخْوَتَاهُ إِنِّي لَمْ أَنْتَصِرْ مِنْ أَحَدٍ ظَلَمَنِي فِي الدُّنْيَا، وَإِنِّي كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أُظْهِرَ الْحَسَنَةَ وَأُخْفِيَ السَّيِّئَةَ، فَذَاكَ زَادِي مِنَ الدُّنْيَا، يَا إِخْوَتَاهْ: إِنِّي أَشْرَكْتُ آبَائِي فِي أَعْمَالِهِمْ، فَأَشْرَكُونِي مَعَهُمْ فِي قُبُورِهُمْ، وَأَخَذَ عَلَيْهِمْ بِالْمِيثَاقِ، فَلَمْ يَفْعَلُوا حَتَّى بَعَثَ اللّه مُوسَى صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَ عَنْ قَبْرِهِ، فَلَمْ يَجِدْ أَحَدًا إِلا امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا: شَارِحُ بِنْتُ شِيرَ بْنِ يَعْقُوبَ، فَقَـالَتْ: أَدُلُّكَ عَلَيْهِ عَلَى أَنْ أَشْتَرِطَ عَلَيْكَ، قَالَ: ذَلِكَ لَكِ، قَالَتْ: أَصِيرُ شَابَّةً كُلَّمَا كَبِرْتُ، قَالَ: ذَلِكَ لَكِ، قَالَتْ: وَأَكُونُ مَعَكَ فِي دَرَجَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَكَأَنَّهُ امْتَنَعَ، فَأَمَرَ أَنْ يَمْضِيَ لَـهَا ذَلِكَ فَفَعَلَ، فَدَلَّتْهُ عَلَيْهِ فَأَخْرَجَهُ، قَالَ: فَكَانَتْ كُلَّمَـا كَانَتْ مِثْلَ بِنْتِ خَمْسِينَ صَارَتْ مِثْلَ ابْنَةِ ثَلاثِينَ سَنَةً حَتَّى عُمِّرَتْ نِسْرَيْنِ: أَلْفٌ وَسِتُّمِائَةِ سَنَةٍ أَوْ أَلْفٌ وَأَرْبَعمِائَةٍ وَحَتَّى أَدْرَكَهَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ فَتَزَوَّجَهَا".

 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ، ثنا عَامِرٌ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: "فَلَمَّا حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ أَوْصَى إِلَى يُوسُفَ أَنْ يَدْفِنَهُ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ فَمَاتَ، فَنَفَخَ فِيهِ الْمُرّ ، ثُمَّ حَمَلَهُ إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا بَلَغُوا ذَلِكَ الْمَكَانَ أَقْبَلَ عِيصَا، فَقَالَ: غَلَبَنِي عَلَى الدَّعْوَةِ وَوَاللّه لا يَغْلِبُنِي عَلَى الْقَبْرِ، فَأَبَى أَنْ يَتْرُكَهُمْ أَنْ يَدْفِنُوهُ فَلَمَّا احْتَبَسُوا، قَالَ هِشَامُ بْنُ دَانَ بْنِ يَعْقُوبَ، وَكَانَ أَصَمَّ لِبَعْضِ إِخْوَتِهِ: مَا بَالُ جَدِّي لا يُدْفَنُ ؟ قَـالُوا: هَذَا عَمُّكَ يَمْنَعُهُ، قَالَ: أَرِنِيهُ فَلَمَّا أُرَاهُ رَفَعَ هِشَامُ بْنُ دَانَ يَدَهُ فَوَجَأَ بِهَا رَأْسَ عِيصُ وَجْأَةً سَقَطَتْ عَيْنَاهُ عَلَى فَخْذِ يَعْقُوبَ فَقَتَلَهُ، فَدُفِنَا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ إِدْرِيسَ بْنِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: "لَمَّا أُوتِيَ يُوسُفُ مِنَ الْمُلْكِ مَا أُوتِيَ تَاقَتْ نَفْسُهُ إِلَى آبَائِهِ، فَقَالَ: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ}، } إِلَى قَوْلِهِ { {وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}، قَالَ: بِآبَائِهِ إِبْرَاهِيمَ، وَإِسْحَاقَ، وَيَعْقُوبَ".

١٠٢

قوله تعالى: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ}

  حَدَّثَنَـا مُوسَى بْنُ أَبِي حَمَّـادٍ، عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ،

قوله: "{ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ} يعْنِي هَذَا أَحَادِيثُ".

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ،"يَقُولُ اللّه لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ}".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا عَبْدُ اللّه بْنِ إِدْرِيسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ،"{ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ}، ثُمَّ قَدْ جِئْتَهُمْ بِخَبَرِ مَا غَيَّبُوا عَنْكَ مِمَّا عِنْدَهُمْ جِئْتَهُمْ بِهِ دَلِيلا عَلَى نُبُوَّتِكَ وَالْحُجَّةُ لَكَ عَلَيْهِمْ".

قوله تعالى: {وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ،"{وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ}، يعْنِي مُحَمَّدًا صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: مَا كُنْتُ عِنْدَهُمْ".

قوله تعالى: {إِذْ أَجْمَعُوا أَمَرَهُمْ}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا قَتَادَةُ،"{وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمَرَهُمْ}، أَيْ أَلْقَوْهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ".

قوله تعالى: {وَهُمْ يَمْكُرُونَ}

  وَبِهِ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{وَهُمْ يَمْكُرُونَ}، أَيْ: بِيُوسُفَ".

  أَخْبَرَنَـا الْعَبَّاسُ بْـنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ قِرَاءَةً، أَخْبَرَنِي ابْنُ شُعَيْبِ بْنُ شَابُورَ، أَخْبَرَنِي عُثْمَـانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ،

قوله: "{إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ}، قَالَ: فَهُمْ بَنُو يَعْقُوبَ إِذْ يَمْكُرُونَ بِيُوسُفَ".

١٠٣

قوله تعالى: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللّه بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،

قوله: "{بِمُؤْمِنِينَ}، قَالَ: مُصَدِّقِينَ".

١٠٤

قوله تعالى: {وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ}

 حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، أنا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: "{عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ}، يَقُولُ: عَرَضٌ مِنْ أَعْرَاضِ الدُّنْيَا".

قوله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ}

  حَدَّثَنَـا كَثِيرُ بْنُ شِهَابٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةَ، قَالَ: "الإِنْسُ عَالِمٌ وَالْجِنُّ عَالِمٌ، وَسِوَى ذَلِكَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفِ عَالَمٍ مِنَ الْمَلائِكَةَ عَلَى الأَرْضِ، وَالأَرْضُ أَرْبَعُ زَوَايَا، فَفِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْهَا أَرْبَعَةُ آلافٍ وَخَمْسِمِائَةُ عَالَمٍ، خَلَقَهُمُ اللّه لِعِبَادَتِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى".

١٠٥

قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا قَتَادَةُ،"{وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ} أَيْ: {يَمْشُونَ عَلَيْهَا} فِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودِ، {وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ}".

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا خُلَيْدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِ اللّه: "{وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ}، قَالَ: هِيَ فِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ: {يَمْشُونَ عَلَيْهَا}، قَالَ: فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ آيَتَانِ عَظِيمَتَانِ".

١٠٦

قوله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّه إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللّه بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ الْعِجْلِيُّ، ثنا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله: "{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّه إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}، تَسْأَلُهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ ؟ وَمَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ؟ فَيَقُولُونَ: اللّه، فَذَلِكَ إِيمَانُهُمْ وَهُمْ يَعْبُدُونَ غَيْرَهُ".

  حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّه إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}، قَالَ: يَقُولُونَ: اللّه رَبُّنَا، اللّه يُمِيتُنَا، اللّه يَرْزُقُنَا".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ اللاحِقِيُّ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ عَبْدِ اللّه أَبُو شُعْبَةَ، صَاحِبُ الطَّيَالِسَةِ، قَالَ: سُئِلَ الْحَسَنُ، عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: "{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّه إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}، قَالَ: ذَاكَ الْمُنَافِقُ يَعْمَلُ إِذَا عَمِلَ رِيَاءً لِلنَّاسِ، وَهُوَ مُشْرِكٌ بِعَمَلِهِ ذَاكَ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، ثنا النَّضْرُ بْنُ عَرَبِيٍّ، فِي

قوله: "{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّه إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}، قَالَ: فَمِنْ إِيمَانِهِمْ أَنْ يُقَالَ لَهُمْ: مَنْ رَبُّكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ: اللّه، وَمَنْ يُدَبِّرُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ؟ فَيَقُولُونَ: اللّه، وَمَنْ يُرْسِلُ عَلَيْهِمُ الْمَطَرَ ؟، فَيَقُولُونَ: اللّه، ثُمَّ هُمْ بَعْدَ ذَلِكَ مُشْرِكُونَ، فَيَقُولُونَ: إِنَّ للّه وَلَدًا، وَيَقُولُونَ: ثَالِثُ ثَلاثَةٍ".

  أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَصْبَغُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، يَقُولُ فِي قَوْلِ اللّه: "{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّه إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}، قَالَ: لَيْسَ أَحَدٌ يَعْبُدُ مَعَ اللّه غَيْرَهُ، إِلا وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللّه، يَعْرِفُ أَنَّ اللّه عَزَّ وَجَلَّ رَبَّهُ، وَأَنَّ اللّه خَلَقَهُ وَرَزَقَهُ، وَهُوَ مُشْرِكٌ بِهِ، أَلا تَرَى كَيْفَ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلا رَبَّ الْعَالَمِينَ}، قَدْ عَرَفَ أَنَّهُمْ يَعْبُدُونَ رَبَّ الْعَالَمِينَ مَعَ مَا يَعْبُدُونَ، قَالَ: فَلَيْسَ أَحَدٌ يُشْرِكُ بِاللّه إِلا وَهُوَ مُؤْمِنٌ بِهِ، أَلا تَرَى كَيْفَ كَانَت الْعَرَبُ تُلَبِّي تَقُولُ: لَبَّيْكَ اللّهمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِلا شَرِيكًا هُوَ لَكَ، تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ، الْمُشْرِكُونَ كَانُوا يَقُولُونَ هَذَا".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ زُرَارَةَ، ثنا أَبِي، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، عَنْ

قوله: "{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّه إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: شِرْكُ طَاعَةٍ قَوْلُ الرَّجُلِ: لَوْلا اللّه وَفُلانُ، لَوْلا اللّه وَكَلْبُ بَنِي فُلانٍ".

 الْوَجْهُ الثَّانِي

 حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِشْكَابَ، ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ عَزْرَةَ، قَالَ: دَخَلَ حُذَيْفَةُ عَلَى مَرِيضٍ، فَرَأَى فِي عَضُدِهِ سَيْرًا، فَقَطَعَهُ أَوِ انْتَزَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّه إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}".

١٠٧

قوله تعالى: {أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللّه}

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: "{غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللّه}، قَالَ: تَغْشَاهُمْ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللّه}، أَيْ: عُقُوبَةٌ مِنْ عَذَابِ اللّه".

  أَخْبَرَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ،"{غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللّه}، قَالَ: وَقِيعَةٌ تَغْشَاهُمْ".

قوله تعالى: {أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو عَوْنٍ الزِّيَادِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى رَجُلٍ أَكْلَتُهُ فِي فِيهِ يَلُوكُهَا لا يُسِيغُهَا، وَلا يَلْفِظُهَا، وَعَلَى رَجُلَيْنِ قَدْ نَشَرَا ثَوْبًا هُمَا يَتَبَايَعَانِهِ، فَلا يَطْوِيَانِهِ، وَلا يَتَبَايَعَانِهِ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو سَلَمَةَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّهُ قَالَ: "لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُنَادِيَ مُنَادٍ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ، أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ ثَلاثًا".

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: "{بَغْتَةً}، قَالَ: فَجْأَةٌ، آمِنَيْنَ".

١٠٨

قوله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، أنا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو}، قَالَ: هَذِهِ دَعْوَتِي".

  أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أنا أَصْبَغُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، فِي قَوْلِ اللّه: "{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّه}، قَالَ: هَذَا أَمْرِي وَسُنَّتِي وَمِنْهَاجِي".

قوله تعالى: {أَدْعُو إِلَى اللّه عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{أَدْعُو إِلَى اللّه عَلَى بَصِيرَةٍ}، أَيْ: عَلَى هُدًى أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي".

 أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، فِي قَوْلِ اللّه: "{أَدْعُو إِلَى اللّه عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَـا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}، قَالَ: وَحَقٌّ وَاللّه عَلَى مَنِ اتَّبَعَهُ أَنْ يَدْعُوا إِلَى مِثْلِ مَا دَعَا إِلَيْهِ، وَيُذَكِّرُ بِالْقُرْآنِ وَالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَيَنْهَى عَنْ مَعَاصِي اللّه".

قوله تعالى: {وسبحان اللّه وما أنا من المشركين} قد تم تفسير {سبحان} غير مرة واللّه أعلم.

١٠٩

قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى}، أَيْ: لَيْسُوا مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ كَمَا قُلْتُمْ".

قوله تعالى: {مِنْ أَهْلِ الْقُرَى}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدٌ، ثنا قَتَادَةُ،

قوله: "{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى}، قَالَ: وَمَا نَعْلَمُ أَنَّ اللّه أَرْسَلَ رَسُولا قَطُّ إِلا مِنْ أَهْلِ الْقُرَى، لأَنَّهُمْ كَانُوا أَعْلَمَ وَأَحْلَمَ مِنْ أَهْلِ الْعَمُودِ".

قوله: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ من قبلهم}

  حَدَّثَنَـا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحَلِّمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي

قوله: "{فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}، قَالَ: فَيَنْظُرُوا كَيْفَ عَذَّبَ اللّه قَوْمَ نُوحٍ، وَقَوْمَ لُوطٍ، وَقَوْمَ صَالِحٍ، وَالأُمَمَ الَّتِي عَذَّبَ اللّه".

قوله تعالى: {وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلا تَعْقِلُونَ}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: "{وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ}، يَقُولُ: بَاقِيَةٌ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ يَمَانٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَوْنٍ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ،

قوله: "{وَلَدَارُ الآخِرَةِ}، يَقُولُ: الْجَنَّةُ".

قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ}

  حَدَّثَنَـا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عِمْرَانَ السُّلَمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"

١١٠

{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ}، مِنْ قَوْمِهِمْ أَنْ يُصَدِّقُوهُمْ".

قوله تعالى: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا}

  وَبِهِ، إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ: "{وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا}، قَالَ: وَظَنَّ قَوْمُهُمْ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ كَذَبَتْهُمْ جَاءَهُمْ نَصْرُنَا".

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ، ثنا مُؤَمَّلٌ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ}، مِنْ أَنْ يُسْلِمَ قَوْمُهُمْ، وَظَنَّ قَوْمُهُمْ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ كُذِبُوا: {جَاءَهُمْ نَصْرُنَا}".

  حَدَّثَنَـا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، أنـا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ اللّه عَنْهَا، قَالَت: أَرَأَيْتِ قَوْلَ اللّه تَعَالَى: "{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا}، أَكُذِّبُوا، أَمْ كُذِبُوا بِـالتَّخْفِيفِ، فَقَـالَتْ: بَلْ كُذِّبُوا، تَعْنِي بِالتَّشْدِيدِ، فَقُلْتُ: وَاللّه لَقَدِ اسْتَيْقَنُوا أَنَّ قَوْمَهُمْ قَدْ كَذَّبُوهُمْ، وَمَا هُوَ بِالظَّنِّ، فَقَالَتْ: أَجَلْ لَعَمْرِي لَقَدِ اسْتَيْقَنُوا ذَلِكَ، فَقُلْتُ: فَلَعَلَّهَا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا، فَقَالَتْ: مُعَاذَ اللّه لَمْ تَكُنْ الرُّسُلُ لِتَظُنُّ ذَلِكَ بِرَبِّهَا، قُلْتُ: وَمَا هَذِهِ الآيَةُ ؟ قَالَتْ: هُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ الَّذِينَ آمَنُوا وَصَدَقُوهُمْ، وَطَالَ عَلَيْهِمُ الْبَلاءُ وَاسْتَأْخَرَ عَنْهُمُ النَّصْرُ، حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ مِمَّ كَذَّبَهُمْ مِنْ قَوْمِهِمْ، وَظَنَّ الرُّسُلُ أَنَّ أَتْبَاعَهُمُ عِنْدَمَـا كَذَّبُوهُمْ جَاءَهُمْ نَصْرُ اللّه عِنْدَ ذَلِكَ".

 حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ، ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ فِي

قوله: "{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا}، قَالَ عِكْرِمَةُ: قُلْتُ لابْنِ عَبَّاسٍ: أَكُلِّمَ كَذِبٌ ؟ قَالَ: نَعَمْ لا أُمَّ لَكَ أَلَيْسَ قَالَ نُوحٌ: {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكُمُ الْحَاكِمِينَ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ}".

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، أنا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله: "{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ}، قَالَ: اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ مِنْ إِيمَانِ قَوْمِهِمْ {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا}، وَظَنَّ قَوْمُ الرُّسُلِ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ كَذَبَتْ فِيمَا جَاءَتْ بِهِ: جَاءَهُمْ نَصْرُنَا، قَالَ: جَاءَ الرُّسُلَ نَصْرُنَا".

  أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قِرَاءَةً، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، فَقَالَ: إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ، يَقُولُ: هَذِهِ الآيَةُ"{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا}، فَقَالَ الْقَـاسِمُ: فَأَخْبَرَهُ عَنِّي، أَنِّي سَمِعْتُ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَقُولُ: "{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا}، تَقُولُ: كَذَّبَتْهُمْ أَتْبَاعُهُمْ".

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا مُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ،"{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا}، يَقُولُ: حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ مِنْ إِيمَانِ مَا وُعِدُوا بِهِ {جَاءَهُمْ نَصْرُنَا}".

  أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، فِي قَوْلِ اللّه: "{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا}، قَـالَ: اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ أَنْ يُؤْمِنَ لَـهُمْ قَوْمُهُمْ، ظَنَّ قَوْمُهُمُ الْمُشْرِكُونَ، إِنْ قَدْ كُذِبُوا مَا وَعَدَهُمُ اللّه مِنْ نَصْرِهِمْ إِيَّاهُمْ عَلَيْهِمْ وَأُخْلِفُوا".

قوله تعالى: {جَاءَهُمْ نَصْرُنَا}

  حَدَّثَنَـا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، أنا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله: "{جَاءَهُمْ نَصْرُنَا}، قَالَ: جَاءَ الرُّسُلَ نَصْرُنَا".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله: "{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ}، قَالَ: اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ مِنْ قَوْمِهِمْ وَظَنُّوا أَنَّ قَوْمَهُمْ لَمْ يُصَدِّقُوهُمْ، وَظَنَّ قَوْمُهُمْ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ كَذَّبُوهُمْ {جَاءَهُمْ نَصْرُنَا}، قَالَ: الْعَذَابُ".

قوله تعالى: {فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ}

  أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: "{فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ}، قَالَ: فَنُنَجِّيَ الرُّسُلَ وَمَنْ نَشَاءُ".

قوله تعالى: {وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عن القوم المجرمين}

  وَبِهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله: "{وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ}، وَذَلِكَ أَنَّ اللّه بَعَثَ الرُّسُلَ فَدَعُوا قَوْمَهُمْ وَأَخْبَرُوهُمْ أَنَّهُ مَنْ أَطَاعَ اللّه نُجِّيَ، وَمَنْ عَصَاهُ عُذِّبَ وَغَوَى".

١١١

قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، أنا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله: "{عِبْرَةٌ}، قَالَ: مَعْرِفَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ، قَالَ: لِذَوِي الْعُقُولِ".

 حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،"{عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ}، يعْنِي: لِيُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ".

قوله تعالى: {مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يديه}

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ}، فَالْقُرْآنُ يُصَدِّقُ الْكُتُبَ الَّتِي قَبْلَهُ وَيَشْهَدُ عَلَيْهَا".

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،

قوله: "{وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ}، أَيْ: لِمَا كَانَ قَبْلَهُ مِنَ الْخَبَرِ عَنْهُ".

قوله تعالى: {وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ}

  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ غَيْرِ قَتَادَةَ،

قوله: "{وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ}، مِنْ شَأْنِهِ".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله: "{وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ}، حَلالُهُ وَحَرَامُهُ، وَطَاعَتُهُ وَمَعْصِيَتُهُ".

قوله تعالى: {وَهُدًى وَرَحْمَةً}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، فِي

قوله: "{وَرَحْمَةً}، أَنْ جَعَلَكُمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ".

  حَدَّثَنَـا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا آدَمُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةَ، فِي

قوله: "{وَرَحْمَةً}، قَالَ: رَحْمَتُهُ الْقُرْآنُ".

قوله تعالى: {لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}

  حَدَّثَنَـا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ،"{وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}، أَيْ: مَغْفِرَةٌ لِمَا ارْتَكَبُوا".

  حَدَّثَنَـا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ،"{وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}، أَيْ: مَغْفِرَةٌ لِمَا ارْتَكَبُوا فِيهِ مِنَ الْحَدَثِ وَلِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَدِيثِ عَنْهُ، وَالْقَطِيعَةِ، وَمَعْرِفَةٍ بِقَدَرِ اللّه، وَلُطْفِهِ، وَمَا خَلَصَ إِلَى يُوسُفَ وَيَعْقُوبَ مِنْ رَحْمَتِهِ بَعْدَ الْبَلاءِ الَّذِي ابْتَلاهُمَـا بِهِ حَتَّى رَدَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ، وَعَرَفَ كُلُّ امْرِئٍ مِمَّنْ بَغَى عَلَيْهِ ذَنْبَهُ وَجُرْمَهُ وَإِقْرَارٌ لَـهُ بِفَضْلِـهِ وَعِلْمِهِ وَتَجَاوُزِهِ وَقِلَّةِ تَثْرِيبِهِ عَلَيْهِمْ فِيمَا صَنَعُوا بِهِ".

آخِرُ تَفْسِيرِ سُورَةِ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ

* * *

﴿ ٠