سورة الحجر

١

قوله تعالى: { الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَاب وَقُرْآنٍ مُبِينٍ} حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ نَافِعٍ الأشعري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بردة، عَنِ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللّه عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُول اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"إِذَا اجتمع أَهْل النَّار في النَّار، ومعهم مِنْ شاء اللّه مِنَ اهْل القبلة، قَالَ الكفار للمسلمين: ألم تكونوا مسلمين؟ قالوا: بلى، قالوا: فَمَا أغنى عنكم الإسلام؟ فقد صرتم معنا في النَّار، قالوا: كانت لنا ذنوب فأخذنا بها، فسمع اللّه مَا قالوا، فأمر بمن كَانَ في النَّار مِنَ اهْل القبله فأخرجوا، فلما رآى ذَلِكَ مِنْ بقي مِنَ الكفار، قالوا: يا ليتنا كنا مسلمين فنخرج كما خرجوا"، قَالَ: ثُمَّ قرأ رَسُول اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أعوذ باللّه مِنَ الشيطان الرجيم: { الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَاب وَقُرْآنٍ مُبِينٍ رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ } رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِين مِنْ طَرِيق السُّدِّيِّ، عَنِ أَبِي مَالِكٍ، وأبي صالح،، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وعن مرة، عَنِ ابْنِ مسعود، وناس مِنَ الصحابة،

٢

 فِي قوله:" {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ }، قالوا: ودّ المشركون يَوْم بدر حين ضربت أعناقهم حين عرضوا عَلَى النَّار أنهم كانوا مؤمنين بمحمد صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا العباس بن الوليد النرسى، ثنا مسكين أبو فاطمة، حَدَّثَنِي اليمان بن يَزِيد، عَنْ مُحَمَّد بن جبر، عَنْ مُحَمَّد بن علي، عَنِ ابيه، عَنْ جده، قَالَ: قَالَ رَسُول اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "منهم مِنْ تأخذه النَّار إِلَى ركبتيه، ومنهم مِنْ تاخذه النَّار إلي حجزته، ومنهم مِنْ تأخذه النَّار إِلَى عنقه، عَلَى قدر ذنوبهم وأعمالهم، ومنهم مِنْ يمكث فيها شهراً ثُمَّ يخرج منها، ومنهم مِنْ يمكث فيها سنة ثُمَّ يخرج منها، وأطولهم فيها مكثاً بقدر الدُّنْيَا منذ يَوْم خلقت إِلَى إِنَّ تفنى، فإذا أراد اللّه إِنَّ يخرجوا منها، قالت اليهود والنصارى ومن في النَّار مِنَ اهْل الأديان والأوثان، لمن في النَّار مِنَ اهْل التوحيد: آمنتم باللّه وكتبه ورسله، فنحن وأنتم اليوم في النَّار سواء، فيغضب اللّه لَهُمْ غضباً لَمْ يغضبه لشيء فيما مضى، فيخرجهم إِلَى عين في الْجَنَّة، وهو أَبِي قوله: { رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ }" عَنِ أَبِي مُوسَى الأشعري رَضِيَ اللّه عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُول اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"إِذَا اجتمع أَهْل النَّار في النَّار ومعهم مِنْ شاء اللّه مِنَ اهْل القبلة، قَالَ الكفار للمسلمين: ألم تكونوا مسلمين؟، قالوا: بلى، قالوا: فَمَا أغنى عنكم الإسلام وقد صرتم معنا في النَّار؟ قالوا: كانت لنا ذنوب فأخذنا بها، فسمع اللّه مَا قالوا، فأمر بكل مِنْ كَانَ في النَّار مِنَ اهْل القبلة فأخرجوا، فلما رآى ذَلِكَ مِنْ بقي مِنَ الكفار قالوا: ياليتنا كنا مسلمين فنخرج كما خرجوا"، ثُمَّ قرأ رَسُول اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أعوذ باللّه مِنَ الشيطان الرجيم بسم اللّه الرحمن الرحيم: { الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَاب وَقُرْآنٍ مُبِينٍ رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ } رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ " عَنْ زكريا بن يحيي صاحب القضيب، قَالَ: سألت أبا غالب رَضِيَ اللّه عَنْهُ: عَنْ هذه الآية"{ رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ }، فقال: حَدَّثَنِي أبو أمامة رَضِيَ اللّه عَنْهُ، عَنْ رَسُول اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انها نَزَلَتْ في الخوارج حين رأوا تجاوز اللّه عَنِ المسلمين، وعن الأمة، والجماعة، قالوا: يا ليتنا كنا مسلمين" حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عباس بن الوليد الخلال، حَدَّثَنَا زَيْدٍ يعْنِي ابن يحيى، حَدَّثَنَا سعيد ابن بشير، عَنْ قَتَادَة، عَنِ أَبِي نضرة، عَنْ سمرة بن جندب، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي

قوله:"{ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ }، قَالَ: إِنَّ مِنَ اهْل النَّار مِنْ تأخذه النَّار إِلَى كعبيه، وإن منهم مِنْ تأخذه النَّار إِلَى حجزته، ومنهم مِنْ تأخذه النَّار إِلَى تراقيه منازل بأعمالهم، فذلك

قوله: { لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ }".

٣

قوله: { ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا}  عَنِ ابْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُ، فِي

قوله:"{ ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا }، قَالَ: هؤلاء الكفرة" عَنِ أَبِي مَالِكٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُ، فِي

قوله:"{ ذَرْهُمْ }، قَالَ: خل عنهم".

قوله: { وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ  عَنْ مُجَاهِدٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُ، فِي

٤

قوله:"{ وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ }، قَالَ: أجل معلوم، وفي

٥

قوله: { مَا تَسْبِقُ مِنَ امَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ }، قَالَ: لا مستأخر بعده".

٨

قوله: { مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلا بِالْحَقِّ  عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي

قوله:"{ مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلا بِالْحَقِّ }، قَالَ: بالرسالة والعذاب".

قوله: { وَمَا كَانُوا إِذَا مُنْظَرِينَ  عَنِ السُّدِّيِّ، فِي

قوله:"{ وَمَا كَانُوا إِذَا مُنْظَرِينَ }، قَالَ: وما كانوا لو تنزلت الملائكة بمنظرين مِنَ انَّ يعذبوا".

قوله: { وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ  عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي

قوله:"{ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }، قَالَ: عندنا" عَنْ قَتَادَة، فِي

٩

قوله:"{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }، وَقَالَ في آية أخرى: { لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ }، والباطل: إبليس، قَالَ: فأنزله اللّه ثُمَّ حفظه، فلا يستطيع إبليس إِنَّ يَزِيد فيه باطلاً ولا ينقص منه حقاً، حفظه اللّه مِنْ ذَلِكَ، واللّه أعلم بالصواب".

١٠

قوله: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ  عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله:"{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ }، قَالَ: أمم الأولين".

١٢

قوله: { كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ }، { لا يُؤْمِنُونَ بِهِ  عَنِ انس، فِي

قوله:"{ كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهِ كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ }، قَالَ: الشرك نسلكه في قلوبهم" عَنِ ابْنِ زَيْدٍ، فِي

قوله:"{ كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ }، قَالَ: هم كما قَالَ اللّه هُوَ أضلهم ومنعهم الإِيمَان".

١٤

قوله: { وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاء فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ  عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله:"{ وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاء فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ }، يَقُولُ: ولو فتحنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّمَاء، فظلت الملائكة تعرج فيه يختلفون فيه ذاهبين وجائين، لقال أَهْل الشرك: إنما أخذت أبصارنا، وشبه علينا وسحرنا".

١٥

قوله: { سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا  عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي

قوله:"{ سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا }، قَالَ: سدت".

١٦

قوله: { وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا  عَنْ قَتَادَة،"{ وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا }، قَالَ: الكواكب" عَنِ أَبِي صالح، فِي

قوله:"{ وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا }، قَالَ: الكواكب العظام" عَنْ عطية،"{ وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا }، قَالَ: قصوراً في السَّمَاء فيها الحرس".

١٧

قوله: { وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ  عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللّه عَنْهُ، فِي

قوله:"{ وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ }، قَالَ: الرجيم، الملعون".

١٨

قوله: { إِلا مِنَ اسْتَرَقَ السَّمْعَ  عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُمَا، فِي

قوله:"{ إِلا مِنَ اسْتَرَقَ السَّمْعَ }، فأراد إِنَّ يخطف السمع، ك

قوله: { إِلا مِنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ }" عَنِ الضَّحَّاكِ رَضِيَ اللّه عَنْهُ، فِي

قوله:"{ إِلا مِنَ اسْتَرَقَ السَّمْعَ }، قَالَ: هُوَ ك

قوله: { إِلا مِنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ }، قَالَ: كَانَ ابن عباس، يَقُولُ: إِنَّ الشهب لا تقتل، ولكن تحرق، وتخبل، وتجرح مِنْ غير إِنَّ تقتل".

١٩

قوله: { مِنْ كُلّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ }، قَالَ: مقد عَنْ مُجَاهِدٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُ، فِي

قوله:"{ مِنْ كُلّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ }، قَالَ: مقدر بقدر" عَنِ ابْنِ زَيْدٍ، فِي

قوله:"{ مِنْ كُلّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ }، قَالَ: الأشياء التي توزن" عَنْ عِكْرِمَةَ رَضِيَ اللّه عَنْهُ، فِي

قوله:"{ مِنْ كُلّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ }، قَالَ: مَا أنبتت الجبال مثل الكحل وشبهه".

٢٠

قوله: { وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ  عَنْ مُجَاهِدٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُ، فِي

قوله:"{ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ }، قَالَ: الدواب والأنعام" عَنْ مَنْصُور، فِي

قوله:"{ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ }، قَالَ: الوحش".

٢١

قوله: { وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ}  عَنِ الحكم ابن عتيبة رَضِيَ اللّه عَنْهُ، فِي

قوله:"{ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ }، قَالَ: مَا مِنْ عام بأكثر مطراً مِنْ عام ولا أقل، ولكنه يمطر قوم، ويحرم آخرون، وربما كَانَ في البحر، قَالَ: وبلغنا أنه يَنْزِل مع القطر مِنَ الملائكة أكثر مِنْ عدد ولد إبليس وولد آدم، يحصون كُلّ قطرة حيث تقع وما تنبت، ومن يرزق ذَلِكَ النبات" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُمَا، قَالَ:"مَا نقص المطر منذ أنزله اللّه ولكن تمطر أرض أكثر مما تمطر الأخرى، ثُمَّ قرأ: { وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ }" عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللّه عَنْهُ، قَالَ:"مَا نزل قطر إلا بميزان"، عَنْ مَعَاوِية رَضِيَ اللّه عَنْهُ، أنه قَالَ:"ألستم تعلمون إِنَّ كتاب اللّه حق؟ قالوا: بلى، قَالَ: فاقرءوا هذه الآية: { وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ }، ألستم تؤمنون بهذا وتعلمون بهذا وتعلمون أنه حق؟ قالوا: بلى، قَالَ: فكيف تلوموننى بعد هَذَا !؟ فقام الأحنف، فقال: يا مَعَاوِية، واللّه مانلومك عَلَى مَا في خزائن اللّه، ولكن إنما نلومك عَلَى مَا أنزله اللّه مِنْ خزائنه، فجعلته أنت في خزائنك وأغلقت عليه بابك، فسكت مَعَاوِية".

٢٢

قوله: { وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ  عَنِ أَبِي رجاء رَضِيَ اللّه عَنْهُ،، قَالَ: قلت للحسن رَضِيَ اللّه عَنْهُ:"{ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ }، قَالَ: لواقح للشجر، قلت: أو للسحاب؟ قَالَ: وللسحاب، تمر به حتى تمطر" عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي

قوله:"{ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ }، قَالَ: الرياح يبعثها اللّه عَلَى السحاب، فتلقحه فيمتليء ماء" عَنْ عبيد بن عمير، قَالَ:"يبعث اللّه المبشرة، فتعم الأَرْض بماء، ثُمَّ يبعث المثيرة فتثير السحاب فيجعله كسفاً، ثُمَّ يبعث المؤلفة، فتؤلف بينه فيجعله ركاماً، ثُمَّ يبعث اللواقح، فتلقحه فتمطر".

قوله: { وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ  عَنْ سُفْيَانَ، فِي

قوله:"{ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ }، قَالَ: بمانعين، وفي

قوله: { وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ }، قَالَ: الوارث، الباقي".

٢٤

قوله: { وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ  مِنْ طَرِيق أَبِي الجوزاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:"كَانَتِ امرأة تصلي خلف رَسُول اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حسناء مِنَ احسن الناس، فكان بعض القوم يتقدم حتى يكون في الصف الأول لئلا يراها، ويستأخر بعضهم حتى يكون في الصف المؤخر، فإذا ركع نظر مِنْ تحت إبطيه، فأنزل اللّه: { وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ }" مِنْ طَرِيق مُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان، عَنْ شُعَيْب بن عَبْد الملك، عَنْ مقاتل بن سليمان رَضِيَ اللّه عَنْهُ، فِي

قوله:"{ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ }، قَالَ: بلغنا أنه في القتال"، قَالَ معتمر: فحدثت أَبِي، فقال: لقد نَزَلَتْ هذه الآية قبل إِنَّ يفرض القتال" عَنِ الحَسَنِ رَضِيَ اللّه عَنْهُ، فِي

قوله:"{ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ }، قَالَ: المتقدمون في طاعة اللّه، والمستأخرون في معصية اللّه" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُمَا، فِي

قوله:"{ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ }، قَالَ: يعْنِي بالمستقدمين، مِنْ مات، وبالمستأخرين مِنْ هُوَ حي لَمْ يمت" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُمَا، في الآية قَالَ:"{ الْمُسْتَقْدِمِينَ }، آدم عَلَيْهِ السَّلامُ ومن مضى مِنْ ذريته، و{ الْمُسْتَأْخِرِينَ }، مِنْ في أصلاب الرجال" عَنْ عون بن عبداللّه رَضِيَ اللّه عَنْهُ، أنه سأل مُحَمَّد بن كَعْبٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُ، عَنْ هذه الآية"أهي في صفوف الصلاة؟ قَالَ: لا، { الْمُسْتَقْدِمِينَ }، الميت والمقتول، و{ الْمُسْتَأْخِرِينَ }، مِنْ يلحق بهم مِنْ بعد" عَنْ مُجَاهِدٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُ، في الآية قَالَ:"المستقدمون، مَا مضى مِنَ الأمم، والمستأخرون: أمة مُحَمَّد صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

٢٥

قوله: { وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ  عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللّه عَنْهُ، فِي

قوله:"{ وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ }، قَالَ: الأول والآخر" عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي

قوله:"{ وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ }، قَالَ: يحشر هؤلاء وهؤلاء" عَنِ السُّدِّيِّ، فِي

قوله:"{ وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ }، قَالَ: يحشر المستقدمين، والمستأخرين".

٢٦

قوله: { مِنْ صَلْصَالٍ  عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُمَا، فِي

قوله:"{ مِنْ صَلْصَالٍ }، قَالَ: الصلصال، الماء يقع عَلَى الأَرْض الطيبة، ثُمَّ يحسر عنها فتيبس، ثُمَّ تصير مثل الخزف الرقاق" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُمَا، قَالَ:"الصلصال، هُوَ التراب اليابس الّذِي يبل بعد يبسه" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُمَا، قَالَ:"الصلصال، طين خلط برمل" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُمَا، قَالَ:"الصلصال، الّذِي إِذَا ضربته صلصل" عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللّه عَنْهُ، قَالَ:"الصلصال، التراب اليابس الّذِي يسمع لَهُ صلصلة" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُمَا، قَالَ:"الصلصال، الطين تعصره بيدك، فيخرج الماء مِنْ بين أصابعك".

قوله: { مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ  عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُمَا، فِي

قوله:"{ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ }، قَالَ: مِنْ طين رطب" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُمَا، فِي

قوله:"{ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ }، قَالَ: مِنْ طين منتن".

٢٧

قوله: { وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ } عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُمَا، فِي

قوله:"{ وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ }، قَالَ: مِنَ احسن الناس" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله:"{ مِنْ نَارِ السَّمُومِ }، قَالَ: { السَّمُومِ }: الحارة التي تقتل" عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُ، قَالَ:"{ السَّمُومِ }، التي خلق منها الجان جزء مِنْ سبيعين جزءاً مِنْ نار جهنم، ثُمَّ قرأ: { وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ }" عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُ، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:"رؤيا المُؤْمِن جزء مِنْ سبعين جزءاً مِنَ النبوة، وهذه النَّار جزء مِنْ سبعين جزءاً مِنْ نار السموم التي خلق منها الجان، وتلا هذه الآية: { وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ }" عَنْ عَمْرو بْن دِينَار رَضِيَ اللّه عَنْهُ، قَالَ:"خلق الجان، والشياطين مِنْ نار الشمس".

٣٦

قوله: { قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْم يُبْعَثُونَ  عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُمَا، فِي

قوله:"{ قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْم يُبْعَثُونَ }، قَالَ: أراد إبليس إِنَّ لا يذوق الموت، فقيل:"إنك مِنَ المنظرين إِلَى يَوْم الوقت المعلوم"، قَالَ: النفخة الأولى يموت فيها إبليس، وبين النفخة والنفخة أربعون سنة، قَالَ: فيموت إبليس أربعون سنة".

٣٧

قوله: { قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ  عَنِ السُّدِّيِّ رَضِيَ اللّه عَنْهُ، فِي

قوله:"{ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ }، قَالَ: فلم ينظره إِلَى يَوْم البعث، ولكن أنظره إِلَى الوقت المعلوم".

٤١

قوله: { هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ  عَنْ مُجَاهِدٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُ، فِي

قوله:"{ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ }، قَالَ: الحق يرجع إِلَى اللّه، وعليه طريقه لا يعرج عَلَى شيء" عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللّه عَنْهُ، أنه قرأ: { هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ }، أي: رفيع مستقيم".

٤٢

قوله: { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ  عَنْ مُجَاهِدٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُ، فِي

قوله:"{ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ }، قَالَ: عبادي الذين قضيت لَهُمْ الْجَنَّة، { لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ }، إِنَّ يذنبوا ذنباً إلا أغفره لَهُمْ" عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُ، قَالَ:"لما لعن إبليس تغيرت صورته عَنْ صورة الملائكة، فخرج لذلك فرنّ رنّة، فكل رنه في الدُّنْيَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة منها".

٤٤

قوله: { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ  عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله:"{ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ }، قَالَ: جهنم، والسعير، ولظى، والحطمة، وسقر، والجحيم، والهاوية وهي أسفلها" عَنْ عِكْرِمَةَ رَضِيَ اللّه عَنْهُ، فِي

قوله:"{ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ }، قَالَ: لها سبعة أطباق" عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللّه عَنْهُ، فِي

قوله:"{ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ }، قَالَ: فهي واللّه منازل بأعمالهم" عَنِ الأعمش رَضِيَ اللّه عَنْهُ، قَالَ:"أسماء أبواب جهنم: الحطمة، والهاوية، ولظى، وسقر، والجحيم، والسعير، وجهنم، والنار هي جماع".

قوله: { جُزْءٌ مَقْسُومٌ  عَنِ الحَسَنِ رَضِيَ اللّه عَنْهُ، فِي

قوله:"{ جُزْءٌ مَقْسُومٌ }، قَالَ: فريق مقسوم" عَنِ الضَّحَّاكِ رَضِيَ اللّه عَنْهُ، فِي

قوله:"{ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ }، قَالَ: باب لليهود، وباب للنصارى، وباب للصابئين، وباب للمجوس، وباب للذين أشركوا، وهم كفار العَرَب، وباب للمنافقين، وباب لأهل التوحيد، فأهل التوحيد يرجى لَهُمْ ولا يرجى للاخرين أبداً" عَنْ سمرة بن جندب، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي

قوله:"{ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ }، قَالَ: إِنَّ مِنَ اهْل النَّار مِنْ تأخذه النَّار إِلَى كعبيه، وإن منهم مِنْ تأخذه النَّار إِلَى حجزته، ومنهم مِنْ تأخذه إِلَى تراقيه منازل بأعمالهم، فذلك

قوله: { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ }، قَالَ: عَلَى كُلّ باب منها سبعون ألف سرادق مِنْ نار، في كُلّ سرادق سبعون ألف قبة مِنْ نار، في كُلّ قبه سبعون ألف تنور مِنْ نار، لكل تنور منها سبعون ألف كوة مِنْ نار، في كُلّ كوة سبعون ألف صخرة مِنْ نار، عَلَى كُلّ صخرة منها سبعون ألف حجر مِنَ النَّار، في كُلّ حجر منها سبعون ألف عقرب مِنَ النَّار، لكل عقرب منها سبعون ألف ذنب مِنْ نار، لكل ذنب منها سبعون ألف فقارة مِنْ نار، في كُلّ فقارة منها سبعون ألف قلة مِنْ سم وسبعون ألف موقد مِنْ نار، يوقدون تلك النَّار، وَقَالَ: إِنَّ أول مِنْ دَخَلَ مِنَ اهْل النَّار وجدوا عَلَى الباب أربعمائة ألف مِنْ خزنه جهنم، سود وجوههم، كالحة أنيابهم، قد نزع اللّه الرحمة مِنْ قلوبهم، ليس في قلب وَاحِدٍ منهم مثقال ذرة مِنَ الرحمة" عَنْ يَزِيد بن أَبِي مَالِكٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُ، قَالَ:"جهنم سبعة نيران، ليس منها نار إلا وهي تنظر إِلَى النَّار التي تحتها تخاف إِنَّ تأكلها" عَنْ عَبْد اللّه بن عمرو، قَالَ:"إِنَّ في النَّار سجناً لا يدخله إلا شر الأشرار، قراره نار، وسقفه نار وجدرانه نار، وتلفح فيه النَّار".

٤٦

قوله: { آمِنِينَ  عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي

قوله:"{ آمِنِينَ }، قَالَ: أمنوا الموت، فلا يموتون، ولا يكبرون، ولا يسقمون، ولا يعرون، ولا يجوعون" عَنِ أَبِي أمامة، قَالَ:"يدخل أَهْل الْجَنَّة الجنة عَلَى مَا في صدورهم في الدُّنْيَا مِنَ الشحناء والضغائن، حتى إِذَا نزلوا وتقابلوا عَلَى السرر، نزع اللّه مافي صدورهم في الدُّنْيَا مِنْ غل".

٤٧

قوله: { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ  عَنْ قَتَادَة، فِي

قوله: { ونزعنا مافي صدورهم مِنْ غل }، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو المتوكل الناجي، عَنِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، إِنَّ رَسُول اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:"يخلص المُؤْمنُونَ مِنَ النَّار فيحبسون عَلَى قنطرة بين الْجَنَّة والنَّار، فيقتص لبعضهم مِنْ بعض مظالم كانت بَيْنَهُمْ في الدُّنْيَا، حتي إِذَا هذِّبوا ونقوا أذن لَهُمْ في دخول الْجَنَّة، فوالذي نفسي بيده، لأحدهم أهدى لمنزله في الْجَنَّة مِنْ منزله الّذِي كَانَ في الدُّنْيَا، قَالَ قَتَادَة: وكان يقال: مَا يشبه بهم إلا أَهْل جمعة حين انصرفوا مِنْ جمعتهم" عَنِ الحَسَنِ: بلغني إِنَّ رَسُول اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:"يحبس أَهْل الْجَنَّة بعد مَا يجوزون الصراط، حتي يؤخذ لبعضهم مِنْ بعض ظلاماتهم في الدُّنْيَا ويدخلون الْجَنَّة وليس في قلوب بعضهم عَلَى بعض غل"، وأخرج ابن أَبِي حاتم، عَنْ عَبْد الكريم بن رشيد، قَالَ:"ينتهي أَهْل الْجَنَّة إِلَى باب الْجَنَّة وهم يتلاحظون تلاحظ الغيران، فإذا دخلوها نزع اللّه مَا في صدورهم مِنْ غل" عَنْ كثير النواء، قَالَ: قلت لأبي جعفر إِنَّ فلاناً حَدَّثَنِي، عَنْ عَلِيُّ بْنُ الحُسَيْنِ،"إِنَّ هذه الآية نَزَلَتْ في أَبِي بكر، وعمر، وعلي: { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ }، قَالَ: واللّه إنها لفيهم أنزلت، وفيمن تنزل إلا فيهم؟ قلت: وأي غل هُوَ؟ قَالَ: غل الجاهلية، إِنَّ بني تيم، وبني عدي، وبني هاشم، كَانَ بَيْنَهُمْ في الجاهلية، فلما أسلم هؤلاء القوم تحابوا وأخذت أبا بكر الخاصرة فجعل علي يسخن يده فيكوي بها خاصرة أَبِي بكر، فنزلت هذه الآية".

قوله: { عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ  عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي

قوله:"{ عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ }، قَالَ: لا يرى بعضهم قفا بعض" عَنْ موسى بن عبيدة، عَنْ مصعب بن ثَابِت، قَالَ: مر رَسُول اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ناس مِنَ اصحابه يضحكون، فقال:"اذكروا الْجَنَّة، واذكروا النَّار، فنزلت: { نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ } إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ المتحابين في اللّه في الْجَنَّة ينظر بعضهم إِلَى بعض".

٤٨

قوله: { لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ  عَنِ السُّدِّيِّ، فِي

قوله:"{ لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ }، قَالَ: المشقة والأذى".

٤٩-٥٠

قوله: { نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ } عَنْ قَتَادَة، فِي

قوله:"{ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ }، قَالَ: بلغنا إِنَّ نَبِيّ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لو يعلم الْعَبْد قدرعفو اللّه، لما تورّع مِنْ حرام، ولو يعلم قدر عذابه، لجمع نفسه".

٥٣

قوله: { قَالُوا لا تَوْجَلْ  عَنْ عِكْرِمَةَ،"{ قَالُوا لا تَوْجَلْ }، قالوا: لاتخف".

٥٤

قوله: { فَبِمَ تُبَشِّرُونَ  عَنْ مُجَاهِدٍ،"{ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ }، قَالَ: عجب مِنْ كبره، وكبر امرأته".

٥٥

قوله: { مِنَ الْقَانِطِينَ  عَنِ السُّدِّيِّ،"{ مِنَ الْقَانِطِينَ }، قَالَ: الآيسين".

٥٦

قوله: { وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ  عَنْ سُفْيَانَ بن عيينة، قَالَ:"مِنْ ذهب يقنط الناس مِنْ رحمة اللّه، أو يقنط نفسه فقد أخطأ، ثُمَّ نزع بهذه الآية: { وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ }" عَنِ السُّدِّيِّ،"{ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ }، قَالَ: مِنْ ييأس مِنْ رحمة ربه" عَنْ موسى بن عَلَى، عَنِ ابيه، قَالَ:"بلغني إِنَّ نوحاً عَلَيْهِ السَّلامُ، قَالَ لابنه سام: يابني، لاتدخلن القبر وفي قلبك مثقال ذرة مِنَ الشرك باللّه ؛ فإنه مِنْ يأت اللّه عزّ وجل مشركاً فلا حجة لَهُ، ويابني، لا تدخل القبر وفي قلبك مثقال ذرة مِنَ الكبر ؛ فإن الكبر رداء اللّه، فمن ينازع اللّه رداءه يغضب اللّه عليه، ويابني، لا تدخلن القبر وفي قلبك مثقال ذرة مِنَ القنوط ؛ فإنه مِنْ رحمة اللّه إلا ضال".

٦٢

قوله: { قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ  عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي

قوله:"{ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ }، قَالَ: أنكرهم لوط، وفي

٦٣

قوله: { بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ }، قَالَ: بعذاب قوم لوط".

٦٥

قوله: { وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ  عَنْ قَتَادَة، فِي

قوله:"{ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ }، قَالَ: أمر إِنَّ يكون خلف أهله يتبع أدبارهم في آخرهم إِذَا مشوا".

قوله: { وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ  عَنِ السُّدِّىِّ،"{ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ }، قَالَ: أخرجهم اللّه إِلَى الشام، قَالَ: أخرجهم اللّه إِلَى الشام".

٦٦

قوله: { وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ  عَنِ ابْنِ زَيْدٍ،"{ وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ }، قَالَ: أوحينا إليه".

٦٧

قوله: { وَجَاءَ أَهْل الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ  عَنْ قَتَادَة،"{ وَجَاءَ أَهْل الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ }، قَالَ: استبشروا بأضياف نَبِيّ اللّه لوط، حين نزلوا به لما أرادوا إِنَّ ياتوا إِلَيْهِمْ مِنَ المنكر".

٧٠-٧١

قوله: { أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ  عَنْ قَتَادَة، فِي

قوله:"{ أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ }، قَالَ: يقولون: إِنَّ تضيف أحداً أو تؤويه"، { قَالَ هَؤُلاءِ بَنَاتِي إِنَّ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ }، قَالَ: أمرهم لوط بتزويج النساء، وأراد إِنَّ يقي أضيافه ببناته واللّه أعلم".

٧٢

قوله: { لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ  عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:"مَا خلق اللّه، وما ذرأ، وما برأ نفساً أكرم عليه مِنْ مُحَمَّد صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وما سمعت اللّه أقسم بحياة أحد غيره، قَالَ: { لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ }، يَقُولُ: وحياتك يا مُحَمَّد وعمرك وبقائك في الدُّنْيَا" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله:"{ لَعَمْرُكَ }، قَالَ: لعيشك" عَنْ قَتَادَة، فِي

قوله:"{ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ }، أي: في ضلالتهم يلعبون" عَنِ الأعمش، أنه سئل عَنْ

قوله تعالى:"{ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ }، قَالَ: لفي غفلتهم يترددون".

٧٥

قوله: { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ  عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله:"{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ }، قَالَ: علامة، أما ترى الرجل يرسل بخاتمه إِلَى أهله، فَيَقُولُ هاتوا كذا وكذا؟ فإذا رأوه عرفوا أنه حق".

قوله: { لِلْمُتَوَسِّمِينَ  عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله:"{ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ }، قَالَ: للناظرين" عَنْ قَتَادَة، فِي

قوله:"{ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ }، قَالَ: للمعتبرين" عَنِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُول اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"اتقوا فراسة المُؤْمِن، فإنه ينظر بنور اللّه"، ثُمَّ قرأ: { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ }، قَالَ: المتفرسين".

٧٦

قوله: { وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقيمٍ  عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله:"{ وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقيمٍ }، يَقُولُ: الهلاك" عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي

قوله:"{ وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقيمٍ }، يَقُولُ: لبطريق واضح".

٧٨

قوله: { وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ  عَنْ قَتَادَة، فِي

قوله:"{ وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ }، ذكر لنا أنهم كانوا أَهْل غيضة، وكان عامة شجرهم هَذَا الدوم، وكان رسولهم فيما بلغنا شُعَيْب، أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ وإلى أَهْل مدين، أَرْسَلَ إِلَى أمتين مِنَ الناس وعذبتا بعذابين شتى، أما أَهْل مدين، فأخذتهم الصيحة، وأما { أَصْحَابُ الأَيْكَةِ }، فكانوا أَهْل شجر متكاوش، ذكر لنا أنه سلط عَلَيْهِمْ الحر سبعة أيام لا يظلهم منه ظل، ولا يمنعهم منه شيء، فبعث اللّه عَلَيْهِمْ سحابة فجعلوا يلتمسون الروح منها، فجعلها اللّه عَلَيْهِمْ عذاباً، بعث عَلَيْهِمْ ناراً فاضطرمت عليه فأكلتهم، فذلك: { عَذَابُ يَوْم الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْم عَظِيمٍ }" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله:"{ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ }، قَالَ: الغيضة" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"{ الأَيْكَةِ }، مجمع الشجر" عَنْ مُحَمَّد بْنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ، قَالَ:"إِنَّ أَهْل مدين عذبوا بثلاثة أصناف مِنَ العذاب: أخذتهم الرجفة في دارهم حتي خرجوا منها، فلما خرجوا منها أصابهم فزع شديد، ففرقوا إِنَّ يدخلوا البيوت إِنَّ تسقط عَلَيْهِمْ، فأرسل اللّه عَلَيْهِمْ الظلة فدخل تحتها رجل، فقال: مَا رأيت كاليوم ظلا أطيب ولا أبرد ! هلموا أيها الناس، فدخلوا جميعاً تحت الظلة، فصاح فيهم صيحة واحدة فماتوا جميعاً".

٧٩

قوله: { وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ  عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله:"{ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ }، يَقُولُ: عَلَى الطريق" عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي

قوله:"{ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ }، قَالَ: بطريق معلم" عَنْ قَتَادَة، فِي

قوله:"{ لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ }، قَالَ: طَرِيق واضح" عَنِ الضَّحَّاكِ فِي

قوله:"{ لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ }، قَالَ: بطريق مستبين".

٨٠

قوله: { أَصْحَابُ الْحِجْرِ  عَنْ قَتَادَة، فِي

قوله:"{ أَصْحَابُ الْحِجْرِ }، قَالَ: أصحاب الوادي" عَنْ قَتَادَة، قَالَ:"كَانَ { أَصْحَابُ الْحِجْرِ }، ثمود، قوم صالح" عَنِ ابْنِ عمر، قَالَ: قَالَ رَسُول اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأصحاب الحجر:"لا تدخلوا عَلَى هؤلاء القوم، إلا إِنَّ تكونوا باكين، فإن لَمْ تكونوا باكين، فلا تدخلوا عَلَيْهِمْ إِنَّ يصيبكم مثل مَا أصابهم".

٨٧

قوله: { وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي  عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فِي

قوله:"{ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي }، قَالَ: هي فاتحة الْكِتَاب" مِنْ طَرِيق الرَّبِيعِ، عَنِ أَبِي العالية، فِي

قوله:"{ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي }، قَالَ: فاتحة الْكِتَاب سبع آيات، وإنما سميت { الْمَثَانِي }، لأنه ثنى بها كلما قرأ القرآن قرأها"، قِيلَ للربيع: إنهم يقولون السبع الطول، قَالَ: لقد أنزلت هذه الآية، وما نزل مِنَ الطول شيء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله:"{ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي }، قَالَ: هي السبع الطول، ولم يعطهن أحد إلا النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأعطي موسى منهن اثنتين" عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي

قوله:"{ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي }، قَالَ: السبع الطول: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس"، فقيل لابن جبير: ما

قوله: { الْمَثَانِي }؟ قَالَ: ثنى فيها القَضَاءِ، والقصص" عَنْ سُفْيَانَ،"{ الْمَثَانِي }، المثين: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، وبراءة، والأنفال، سُورَة واحدة" مِنْ طَرِيق سعيد جبير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله:"{ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي }، قَالَ: السبع الطول، قلت: لَمْ سميت { الْمَثَانِي }؟ قَالَ: يتردد فيهن الخير، والأمثال، والعبر" عَنْ زياد بن أَبِي مَرْيَمَ، فِي

قوله:"{ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي }، قَالَ: أعطيتك سبعا أخر اؤمر، وانه، وبشر وأنذر، واضرب الأمثال، واعدد النعم، واتل نبأ القرون".

٨٨

قوله: { لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ  ذكر، عَنْ وكيع بن الجراح، حَدَّثَنَا موسى بن عبيدة، عَنْ يَزِيد بن عبداللّه بن قسيط، عَنِ أَبِي رافع، صاحب النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أضاف النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضيف، ولم يكن عند النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيء يصلحه، فأرسل إِلَى رجل مِنَ اليهود يَقُولُ لك مُحَمَّد رَسُول اللّه:"أسلفنى دقيقاً إِلَى هلال رجب"، قَالَ: لا، إلا برهن، فأتيت النَّبِيّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخبرته، فقال:"أما واللّه إني لأمين مِنْ في السَّمَاء، وأمين مِنْ في الأَرْض، ولئن أسلفني، أو باعني لأؤدين إليه"، فلما خرجت مِنْ عنده نَزَلَتْ هذه الآية: { وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا }.... إِلَى آخر الآية، كأنه يعزيه عَنِ الدُّنْيَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله:"{ لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ }، قَالَ: نهى الرجل إِنَّ يتمنى مال صاحبه،

٩٠

قوله:"{ كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ }، قَالَ: آمنوا ببعض، وكفروا ببعض: اليهود والنصارى".

٩١

قوله: { الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ  عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي

قوله:"{ الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ }، قَالَ: هم رهط مِنْ قريش، عضهوا كتاب اللّه، فزعم بعضهم أنه سحر، وزعم بعضهم أنه كهانة، وزعم بعضهم أنه أساطير الأولين".

٩٢-٩٣

قوله: { فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ / عَنِ انس، عَنِ النَّبِيّ صلي اللّه عليه وسلم:"} فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ /، قَالَ: يسأل العباد كلهم يَوْم الْقِيَامَة عَنْ خلتين: عما كانوا يعبدون، وعما أجابوا به المرسلين" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُمَا،"{ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِين }، وَقَالَ: { فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ }، قَالَ: لا يسألهم هل عملهم كذا وكذا ؛ لأنه أعلم منهم بِذَلِكَ، ولكن يَقُولُ: لَمْ عملتم كذا وكذا؟".

قوله: { عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ  حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أحمد بن أَبِي الحوارى، حَدَّثَنَا يونس الحذاء، عَنِ أَبِي حمزة الشيباني، عَنْ معاذ بن جبل، قَالَ: قَالَ لي رَسُول اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"يا معاذ، إِنَّ المُؤْمِن ليسأل يَوْم الْقِيَامَة عَنْ جميع سعيه، حتى كحل عينيه، وعن فتات الطينة بأصبعه، فلا ألفينك يَوْم الْقِيَامَة، وَاحِدٍ أسعد بما أتي اللّه منك".

٩٤

قوله: { فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ  مِنْ طَرِيق علي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُمَا،"{ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ }، فامضه".

قوله: { وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ  مِنْ طَرِيق علي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُمَا،"{ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ }، قَالَ: نسخه

قوله: { فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ }" عَنْ مُجَاهِدٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُ، فِي

قوله:"{ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ }، قَالَ: اجهر بالقرآن في الصلاة".

٩٩

قوله: { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ  عَنْ مُجَاهِدٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُ، فِي

قوله:"{ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }، قَالَ: الموت".

﴿ ٠