سورة الحج

١

قوله تعالى: { يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ عَنِ الحَسَنِ وغيره، عَنْ عمران بن حصين، قَالَ: لما نَزَلَتْ"{ يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ } إِلَى قَوْلِهِ { وَلَكِنَّ عَذَابَ اللّه شَدِيدٌ} أنزلت عليه هذه وهو في سفر، فقال: أتدرون أي يَوْم ذَلِكَ؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم ! قَالَ: ذَلِكَ يَوْم يقوم اللّه لآدم: ابعث بعث النَّار، قَالَ: يا رب، وما بعث النَّار؟ قَالَ: مِنْ كُلّ ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إِلَى النَّار، وواحداً إِلَى الْجَنَّة، فأنسأ المسلمون يبكون، فقال رَسُول اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قاربوا وسددوا فإنها لَمْ تكن نبوة قط، إلا كَانَ بين يديها جاهلية، فتؤخذ العدة مِنَ الجاهلية فإن تمت وإلا أكملت مِنَ المنافقين، وما مثلكم: إلا كمثل الرقمة في ذراع الدابة، أو كالشامة في جنب البعير، ثُمَّ قَالَ: اني لأرجو إِنَّ تكونوا ربع أَهْل الْجَنَّة، فكبروا ! ثُمَّ قَالَ: إني لأرجو إِنَّ تكونوا ثلث أَهْل الْجَنَّة، فكبروا ! ثُمَّ قَالَ: إني لأرجوا إِنَّ تكونوا نِصْف أَهْل الْجَنَّة، فكبروا ! قَالَ: فلا أدري قَالَ الثلثين أم لا" عَنِ انس، قَالَ: نَزَلَتْ"{يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ}} إِلَى قَوْلِهِ { {وَلَكِنَّ عَذَابَ اللّه شَدِيدٌ}عنده:"{ يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ}، فقال: هل تدرون أي يَوْم ذاك؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قَالَ: ذاك يَوْم يَقُولُ اللّه: يا آدم، قم فابعث بعث النَّار، فَيَقُولُ: يا رب مِنْ كم؟ فَيَقُولُ: مِنْ كُلّ ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إِلَى النَّار وواحداً إِلَى الْجَنَّة، فشق ذَلِكَ عَلَى القوم، فقال رَسُول اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إني لأرجو إِنَّ تكون شطر أَهْل الْجَنَّة، ثُمَّ قَالَ: اعملوا وأبشروا، فإنكم بين خليقتين لَمْ تكونا مع أحد إلا أكثرتاه: يأجوج ومأجوج وإنما أنتم في الأمم كالشامة في جنب البعير أو كالرقمة في ذراع الدابة، وإنما أمتي جزء مِنَ الف جزء"    عَنِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُول اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"يَقُولُ اللّه يَوْم الْقِيَامَة: يا آدم، ابعث بعث النَّار، فَيَقُولُ: يا رب، وما بعث النَّار؟ فَيَقُولُ: مِنْ كُلّ ألف تسعمائة وتسعة وتسعون، فعند ذَلِكَ يشيب والوليد { وَتَضَعُ كُلّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللّه شَدِيدٌ} قَالَ: فشق ذَلِكَ عَلَى الناس، فقالوا: يا رَسُول اللّه، مِنْ كُلّ ألف تسعمائة وتسعة وتسعون ويبقى الواحد ! فأينا ذَلِكَ الواحد؟ فقال: مِنْ يأجوج ومأجوج ألف، ومنكم وَاحِدٍ وهل أنتم في الأمم إلا كالشعرة السوداء في الثور الأبيض؟ أو كالشعرة البيضاء فى الثور الأسود؟" عَنْ عَلْقَمَةَ فِي

قوله:"{ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ}، قَالَ: الزلزلة قبل الساعة"، وأخرج ابن جرير وابن المنذر عَنِ الشعبي، أنه قرأ: { يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ } إِلَى قَوْلِهِ { وَلَكِنَّ عَذَابَ اللّه شَدِيدٌ}، قَالَ: هَذَا في الدُّنْيَا مِنَ ايات الساعة.

﴿ ١