٤٦

قوله تعالى: {وَلا تُجَادِلُوا}

 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، قَالَ:"كَانَ نَاسٌ مِنَ الأَنْصَارِ يَسْتَرْضِعُونَ لأَوْلادِهِمْ فِي الْيَهُودِ، فَكَانُوا يُجَادِلُونَهُمْ وَيَذْكُرُونَ لَهُمُ الإِسْلامَ، فَأَنْزَلَ اللّه: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}".

الْوَجْهُ الثَّانِي

  أَخْبَرَنَـا أَبُو عَبْدِ اللّه الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ،

قوله:"{وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ} نَسَخَتْهَا {اقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} وَلا مُجَادَلَةَ أَشَدُّ مِنَ السَّيْفِ".

الْوَجْهُ الثَّالِثُ

  أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، فِي قَوْلِ اللّه: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، قَالَ:"لَيْسَتْ بِمَنْسُوخَةٍ، لا يَنْبَغِي أَنْ يُجَادِلَ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ لَعَلَّهُمْ أَنْ يُحْدِثُوا شَيْئًا فِي كِتَابِ اللّه لا تَعْلَمُهُ أَنْتَ، قَالَ: لا تُجَادِلُوا، لا يَنْبَغِي أَنْ تُجَادِلَ مِنْهُمْ".

الْوَجْهُ الرَّابِعُ

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ الأَنْصَارِيُّ، ثنا مُؤَمَّلٌ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، قَالَ:"لا تُقَاتِلُوا إِلا مَنْ قَاتَلَكُمْ وَلَمْ يُعْطِي الْجِزْيَةَ".

قوله تعالى: {إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، ثنا بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ، ثنا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، يَقُولُ:"مَنْ أَدَّى مِنْهُمُ الْجِزْيَةَ فَلا تَقُولُوا لَهُمْ إِلا حَسَنًا".

  حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، فِي

قوله: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، قَالَ:"الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ قُولُوا: {آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ، هَذِهِ مُجَادَلَتُهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ".

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله:"{وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} إِنْ قَالُوا شَرًّا فَقُولُوا خَيْرًا".

قوله تعالى: {إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}

  حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَاصِمٍ الأَصَبْهَانِيُّ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}، قَالَ:"الَّذِينَ ظَلَمُوا: مَنْ قَاتَلَكَ وَلَمْ يُعْطِكَ الْجِزْيَةَ".

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا عَبْدَه بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَى بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}، قَالَ:"الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ أَهْلُ الْحَرْبِ مَنْ لا عَهْدَ لَهُ فَتُجَادِلُونَهُمْ بِالسَّيْفِ".

  حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله: {إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا}، فَانْتَصِرُوا مِنْهُمْ".

 وَقَالَ مُجَاهِدٌ فِي مَوْضِعِ آخَرَ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ:"{إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}، قَالُوا: مَعَ اللّه إِلَهٌ، وَوَلَدٌ وَشَرِيكٌ، وَيَدُ اللّه مَغْلُولَةٌ وَإِنَّ اللّه فَقِيرٌ، هُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ".

قوله تعالى: {وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وإلهكم واحد}

  حَدَّثَنَـا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَـالَ:"كَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ فَيُفَسِّرُونَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ لأَهْلِ الإِسْلامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَلا تُكَذِّبُوهُمْ، وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}

  حَدَّثَنَـا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا سُفْيَانُ، ثنا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: كَانَ نَاسٌ مِنْ يَهُودَ يُحَدِّثُونَ نَـاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:"لا تُصَدِّقُوهُمْ وَلا تُكَذِّبُوهُمْ، قُولُوا آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا".

قوله تعالى: {وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}

  حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ يعْنِي

قوله: {مُسْلِمُونَ}، يَقُولُ:"مُخْلِصُونَ".

﴿ ٤٦