سُورَةُ عبس

١-٢

قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى}

 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

قوله:"{عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى}، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنَاجِي عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَأَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ، وَالْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَ يَتَصَدَّى لَهُمْ كَثِيرًا، وَيَحْرِصُ عَلَيْهِمْ أَنْ يُؤْمِنُوا، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ أَعْمَى يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ اللّه بْنُ أَمِّ مَكْتُومٍ، يَمْشِي وَهُوَ يُنَاجِيهُمْ، فَجَعَلَ عَبْدُ اللّه يَسْتَقْرِئُ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّه، عَلِّمْنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللّه، فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَبَسَ فِي وَجْهِهِ، وَتَوَلَّى وَكَرِهَ كَلامَهُ، وَأَقْبَلَ عَلَى الْآخَرِينَ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَلَّمَهُ، وَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"مَا حَاجَتُكَ؟ هَلْ تُرِيدُ مِنْ شَيْءٍ؟"، وَإِذَا ذَهَبَ مِنْ عِنْدِهِ، قَالَ:"هَلْ لَكَ حَاجَةٌ فِي شَيْءٍ؟"، وَذَلِكَ لَمَّا أَنْزَلَ اللّه تَعَالَى: {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى وَمَا عَلَيْكَ أَلا يَزَّكَّى}؟ !".

٢٣

قوله تعالى: {لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ}

 وَمِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله:"{كَلا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ}، قَالَ: لا يَقْضِي أَحَدٌ أَبَدًا كُلَّ مَا افْتُرِضَ عَلَيْهِ"

 عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهِ، قَالَ:"قَالَ عُزَيْرٌ عَلَيْهِ السَّلامُ: قَالَ الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي: فَإِنَّ الْقُبُورَ هِيَ بَطْنُ الْأَرْضِ، وَإِنَّ الْأَرْضَ هِيَ أُمُّ الْخَلْقِ، فَإِذَا خَلَقَ اللّه مَا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ وَتَمَّتْ هَذِهِ الْقُبُورُ الَّتِي مَدَّ اللّه لَهَا، انْقَطَعَتِ الدُّنْيَا وَمَاتَ مَنْ عَلَيْهَا، وَلَفَظَتِ الْأَرْضُ مَا فِي جَوْفِهَا، وَأَخْرَجَتِ الْقُبُورُ مَا فِيهَا".

٢٤

قوله تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ}

 عَنِ الْحَسَنِ، فِي

قوله:"{فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ}، قَالَ: مَلَكٌ يُثْنِي رَقَبَةَ ابْنِ آدَمَ إِذَا جَلَسَ عَلَى الْخَلاءِ لَيَنْظُرَ مَا يَخْرُجُ مِنْهُ".

٣٠-٣١

قوله تعالى: {وَحَدَائِقَ غُلْبًا}

 قَالَ عِكْرَمَةُ،"{غُلْبًا}، أَيْ: غِلاظُ الْأَوْسَاطِ"، وَفِي رِوَايَةٍ: غِلاظُ الرِّقَابِ، أَلَمْ تَرَ إِلَى الرَّجُلِ إِذَا كَانَ غَليِظَ الرَّقَبَةِ، قِيلَ: وَاللّه إِنَّهُ لاغْلَبُ

قوله تعالى: {وَحَدَائِقَ غُلْبًا}

 مِنْ طَريِقِ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"{وَقَضْبًا}، قَالَ: الْفِصْفِصَةُ يعْنِي الْقَتَّ، {وَحَدَائِقَ غُلْبًا}، قَالَ: طُوَالٌ، {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا}، قَالَ: الثِّمَارُ الرَّطِبَةُ"

 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:"الْحَدَائِقُ: كُلُّ مُلْتَفٍّ، وَالْغُلْبُ: مَا غَلُظُ، وَالْأَبُّ: مَا أَنْبَتَتِ الْأَرْضُ مِمَّا يَأْكُلُهُ الدَّوَابُّ، وَلا يَأْكُلُهُ النَّاسُ"

 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:"الْأَبُّ: الْحَشِيشُ لِلْبَهَائِمِ".

٣٧

قوله تعالى: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}

 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ أَبُو زَيْدٍ الْعَبَّادَانِيُّ، عَنْ هِلالِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ سَعيِدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"تُحْشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا"، قَالَ: فَقَالَتْ زَوْجَتُهُ: يَا رَسُولَ اللّه، أَوَ يَرَى بَعْضُنَا عَوْرَةَ بَعْضٍ؟ قَالَ:"{لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}"، أَوْ قَالَ: مَا أَشْغَلَهُ عَنِ النَّظَرِ"

 حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو أَزْهَرَ بْنِ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَائِدِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَأَلَتْ عَائِشَةُ رضِيَ اللّه عَنْهَا عَنْهَا رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللّه، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، إِنِّي سَائِلَتُكَ عَنْ حَديِثٍ فَتُخْبِرُنِي أَنْتَ بِهِ، قَالَ:"إِنْ كَانَ عِنْدِي مِنْهُ عِلْمٌ"، قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللّه، كَيْفَ يُحْشَرُ الرِّجَالُ؟ قَالَ:"حُفَاةً عُرَاةً"، ثُمَّ انْتَظَرَ سَاعَةً، فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللّه، كَيْفَ يُحْشَرُ النِّسَاءُ؟ قَالَ:"كَذَلِكَ، حُفَاةً عُرَاةً"، قَالَتْ: وَاسَوْأَتَاهُ مِنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ! قَالَ:"وَعَنْ أَيِّ ذَلِكَ تَسْأَلِينَ، إِنَّهُ قَدْ نَزَلَ عَلَيَّ آيَةٌ لا يَضُرُّكِ كَانَ عَلَيْكَ ثِيَابٌ أَوْ لا يَكُونُ"، قَالَتْ: أَيَّةُ آيَةٍ هِيَ يَا نَبِيَّ اللّه؟ قَالَ:"{لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}".

٤٠

قوله تعالى: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ}

 حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَسْكَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدٌ مَوْلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبيِهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"يُلْجِمُ الْكَافِرَ الْعَرَقُ ثُمَّ تَقَعُ الْغَبَرَةُ عَلَى وُجُوهِهِمْ، قَالَ: فَهُوَ

قوله: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ}".

قوله تعالى: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ}

 مِنْ طَريِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"يُلْجِمُ الْكَافِرَ الْعَرَقُ، ثُمَّ تَقَعُ الْغَبَرَةُ عَلَى وُجُوهِهِمْ، فَهُوَ

قوله: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ}".

٤١

قوله تعالى: {تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ}

 مِنْ طَرِيقِ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله:"{مُسْفِرَةٌ}، قَالَ: مُشْرِقَةٌ، وَفِي

قوله: {تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ}، قَالَ: تَغْشَاهَا شِدَّةٌ، وَذِلَّةٌ"

 وَمِنْ طَريِقِ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"{قَتَرَةٌ}، قَالَ: سَوَادُ الْوُجُوهِ".