سُورَةُ الْفجر١قوله تعالى: {وَالْفَجْرِ} عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ الزُّبَيْرِ، فِي قوله:"{وَالْفَجْرِ}، قَالَ: قَسَمٌ أَقْسَمَ اللّه بِهِ" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله:"{وَالْفَجْرِ}، قَالَ: فَجْرُ النَّهَارِ" عَنْ عِكْرَمَةَ، فِي قوله:"{وَالْفَجْرِ}، قَالَ: هُوَ الصُّبْحُ" عَنْ مجاهد، فِي قوله:"{وَالْفَجْرِ}، قَالَ: فجر يوم النحر، وليس كل فجر". ٢قوله تعالى: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله:"{وَلَيَالٍ عَشْرٍ}، قَالَ: عَشَرَةُ الْأَضْحَى"، وَفِي لَفْظٍ قَالَ:"هِيَ لَيَالُ الْعَشْرِ الْأُوَلِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ"، فِي قوله: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ}، قَالَ: أُوَلُ ذِي الْحِجَّةِ إِلَى يَوْمِ النَّحْرِ" عَنْ مَسْرُوقٍ، فِي قوله:"{وَلَيَالٍ عَشْرٍ}، قَالَ: هِيَ عَشْرُ الْأَضْحَى، هِيَ أَفْضَلُ أَيَّامِ السَّنَة" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله:"{وَلَيَالٍ عَشْرٍ}، قَالَ: هِيَ الْعَشْرُ الْأَوَاخِرُ مِنْ رَمَضَانَ". ٣قوله تعالى: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ:"{وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}، فَقَالَ: هِيَ الصَّلاةُ بَعْضُهَا شَفْعٌ، وَبَعْضُهَا وَتْرٌ" عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ،"{وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}، قَالَ: ذَلِكَ صَلاةُ الْمَغْرِبِ، الشَّفْعُ الرَّكْعَتَانِ، وَالْوَتْرُ الرَّكْعَةُ الثَّالِثَةُ" عَنْ مُجَاهِدٍ،"{وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}، قَالَ: كُلُّ خَلْقٍ اللّه شَفْعٌ، السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ، وَالْبَرُّ وَالْبَحْرُ، وَالْإِنْسُ وَالَجِنُّ، وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ، وَنَحْوُ هَذَا شَفْعٌ، وَالْوَتْرُ اللّه وَحْدَهُ" عَنْ مُجَاهِدٍ،"{وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}، قَالَ: اللّه الْوَتْرَ، وَخَلْقُهُ الشَّفْعُ، الذَّكَرُ، وَالْأُنْثَى" عَنْ عَطَاءٍ،"{وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}، قَالَ: هِيَ أَيَّامُ نُسُكِ عَرَفَةَ، وَالْأَضْحَى هُمَا لِلشَّفْعِ، وَلَيْلَةُ الْأَضْحَى هِيَ الْوَتْرُ" عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الشَّفْعِ وَالْوَتْرِ، فَقَالَ:"الشَّفْعُ: قَوْلُ اللّه: {فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ}، وَالْوَتْرُ: الْيَوْمُ الثَّالِثُ"، وَفِي لَفْظٍ:"الشَّفْعُ: أَوْسَطُ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، وَالْوَتْرُ: آخَرُ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ النُّعْمَانِ، يعْنِي ابْنَ عَبْدِ السَّلامِ، عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ عَوْفٍ، حَدَّثَنَا بِمَكَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللّه بْنَ الزُّبَيْرِ يَخْطُبُ النَّاسَ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أخبرني عَنِ الشَّفْعِ وَالْوَتْرِ، فقال:"الشَّفْعُ: قَوْلُ اللّه عَزَّ وَجَلَّ: {فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ}، وَالْوَتْرُ: قوله: {وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ}" حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللّه بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ،"{وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}، قَالَ: الشَّفْعُ الزَّوْجُ، وَالْوَتْرُ اللّه عَزَّ وَجَلَّ" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"{وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}، قَالَ: الشَّفْعُ يَوْمُ النَّحْرِ، وَالْوَتْرُ يَوْمُ عَرَفَةَ" عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ،"{وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}، قَالَ: كُلُّ شَيْءٍ شَفْعٌ: السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ، وَالْبَرُّ وَالْبَحْرُ، وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ، وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ"، نَحَا مُجَاهِدٌ فِي هَذَا مَا ذَكَرُوهُ فِي قوله تعالى: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}، أَيْ: لِتَعْلَمُوا أَنَّ خَالِقَ الْأَزْوَاجِ وَاحِدٌ". ٤قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ الزُّبَيْرِ،"{وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ}، قَالَ: إِذَا سَارَ" عَنْ مُجَاهِدٍ،"{وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ}، قَالَ: إِذَا سَارَ" حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبِ الْقُرَظِيَّ، يَقُولُ، فِي قوله:"{وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ}، قَالَ: أَسْرِ يَا سَارِ، وَلا تَبِينُ إِلا بِجَمْعٍ" عَنْ عِكْرَمَةَ،"{وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ}، قَالَ: لَيْلَةُ الْجَمْعِ". ٥قوله تعالى: {قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ} عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله:"{قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ}، قَالَ: لِذِي حَجًا وَعَقَلَ ونهى" عَنِ الْحَسَنِ،"{لِذِي حِجْرٍ}، قَالَ: لِذِي حِلْمٍ" عَنْ أَبِي مَالِكٍ،"{لِذِي حِجْرٍ}، قَالَ: سِتْرٌ مِنَ النَّارِ". ٧قوله تعالى: {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قوله:"{إِرَمَ}، قَالَ: أُمَّةٌ، {ذَاتِ الْعِمَادِ}، قَالَ: كَانَ لَهَا جِسْمٌ فِي السَّمَاءِ" حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَبوُ صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَمَنْ حَدَّثَهُ، عَنِ الْمِقْدَامِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ ذَكَرَ:"{إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ}، فَقَالَ: كَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ يَأْتِي عَلَى الصَّخْرَةِ فَيَحْمِلُهَا عَلَى الْحَيِّ فَيُهْلِكُهُمْ" حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ الدِّيلِيِّ، قَالَ:"قَرَأْتُ كِتَابًا قَدْ سَمَّى حَيْثُ قَرَأَهُ، أَنَا شَدَّادُ بْنُ عَادٍ، وَأَنَا الَّذِي رَفَعْتُ الْعِمَادَ، وَأَنَا الَّذِي شدَدْتُ بِذِرَاعِي، نَظَرٌ وَاحِدٌ، وَأَنَا الَّذِي كَنَزْتُ كَنْزًا عَلَى سَبْعَةِ أَذْرُعٍ، لا يُخْرِجُهُ إِلا أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ ذَكَرَ:"{إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ}، فَقَالَ: كَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ يَأْتِي إِلَى الصَّخْرَةِ فَيَحْمِلُهَا عَلَى كَاهِلِهِ فَيُلْقِيهَا عَلَى أَيِّ حَيٍّ أَرَادَ فَيُهْلِكُهُمْ". ٨قوله تعالى: {الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ} عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:"كُنَّا نُحَدِّثُ أَنْ إِرَمَ قَبِيلَةٌ مِنْ عَادٍ كَانَ يُقَالُ لَهُمْ: ذَاتُ الْعِمَادِ، كَانُوا أَهْلُ عَمُودٍ {الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ}، قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُمْ كَانُوا اثْنَى عَشْرَ ذِرَاعًا طُوْلًا فِي السَّمَاءِ" عَنْ عِكْرَمَةَ، قَالَ:"إِرَمَ: هِيَ دِمَشْقُ" عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ:"الْإِرَمَ: هِيَ الْهَلاكُ، أَلا تَرَى أَنَّهُ يُقَالُ: إِرَمَ بَنُو فُلانٍ، أَيْ هَلَكُوا" عَنِ الضَّحَّاكِ،"{ذَاتِ الْعِمَادِ}: ذَاتُ الشِّدَّةِ وَالْقُوَّةِ". ٩قوله تعالى: جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله:"{جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ}، قَالَ: كَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا، ١٠قوله تعالى وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ {وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ}، قَالَ: الْأَوْتَادُ: الْجُنُودُ الَّذِينَ يُشَيِّدُونَ لَهُ أَمْرَهُ". ١٢قوله تعالى: {فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ} عَنِ السُّدِّيِّ، فِي قوله:"{فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ}، قَالَ: بِالْمَعَاصِي، {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ}، قَالَ: رَجْعُ عَذَابٍ" عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:"كُلُّ شَيْءٍ عَذَّبَ اللّه بِهِ فَهُوَ سَوْطُ عَذَابٍ". ١٣قوله تعالى: {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ} عَنْ مُجَاهِدٍ،"{جَابُوا الصَّخْرَ}، قَالَ: حَرَقُوا الْجِبَالَ فَجَعَلُوهَا بُيُوتًا، {وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ}، قَالَ: كَانَ يَتِدُ النَّاسَ بِالْأَوْتَادِ، {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ}، قَالَ: مَا عُذِّبُوا بِهِ" عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ:"إِنَّمَا سُمِّيَ فِرْعَوْنُ ذَا الْأَوْتَادِ، لِأَنَّهُ كَانَ يُبْنَى لَهُ الْمَنَابِرُ يَذْبَحُ عَلَيْهِ النَّاسَ"، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: كَانَ يُعَذِّبُ بِالْأَوْتَادِ عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ:"كَانَ فِرْعَوْنُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَ أَحَدًا رَبَطَهُ بِأَرْبَعَةِ أَوْتَادٍ عَلَى صَخْرَةٍ، ثُمَّ أَرْسَلَ عَلَيْهِ صَخْرَةً مِنْ فَوْقِهِ فَشَدَخَهُ وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَيْهَا، قَدْ رُبِطَ بِكُلِّ يَدٍ مِنْهَا قَائِمَةً". ١٤قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله:"{إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}، قَالَ: يَسْمَعُ وَيَرَى" عَنِ الْحَسَنِ،"{إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}، قَالَ: بِمِرْصَادِ أَعْمَالِ بَنِي آدَمَ" حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَيْفَعَ بْنِ عَبْدٍ الْكُلاعِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَهُ وَهُوَ يَعِظُ النَّاسَ، يَقُولُ:"إِنَّ لِجَهَنَّمَ سَبْعُ قَنَاطِرَ، قَالَ: وَالصِّرَاطُ عَلَيْهِنَّ، قَالَ: فَيُحْبَسُ الْخَلائِقُ عَنِ الْقَنْطَرَةِ الْأُولَى، فَيَقُولُ: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ}، قَالَ: فَيُحَاسَبُونَ عَلَى الصَّلاةِ، وَيُسْأَلُونَ عَنْهَا، قَالَ: فَيَهْلِكُ فِيهَا مَنْ هَلَكَ، وَيَنْجُو مَنْ نَجَا، فَإِذَا بَلَغُوا الْقَنْطَرَةَ الثَّانِيَةَ حُوسِبُوا عَلَى الْأَمَانَةِ كَيْفَ أَدَّوْهَا، وَكَيْفَ خَانُوهَا؟ قَالَ: فَيَهْلِكُ مَنْ هَلَكَ، وَيَنْجُو مَنْ نَجَا، فَإِذَا بَلَغُوا الْقَنْطَرَةَ الثَّالِثَةَ سُئِلُوا عَنِ الرَّحِمِ، كَيْفَ وَصَلُوهَا، وَكَيْفَ قَطَعُوهَا؟ قَالَ: فَيَهْلِكُ مَنْ هَلَكَ، وَيَنْجُو مَنْ نَجَا، قَالَ: وَالرَّحِمُ يَوْمَئِذٍ مُدَلِّيَةٌ إِلَى الْهَوَى فِي جَهَنَّمَ، تَقُولُ: اللّهمَّ مَنْ وَصَلَنِي فَصِلْهُ وَمَنْ قَطَعَنِي فَاقْطَعْهُ، قَالَ: وَهِيَ الَّتِي يَقُولُ اللّه عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}" حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الْبَيْسَانِيِّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"يَا مُعَاذُ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَدَى الْحَقِّ أَسِيرٌ، يَا مُعَاذُ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ لا يَسْكُنَ رَوْعُهُ وَلا يَأْمَنُ اضْطِرَابُهُ حَتَّى يَخْلُفَ جِسْرَ جَهَنَّمَ خَلْفَ ظَهْرِهِ، يَا مُعَاذُ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ قَيَّدَهُ الْقُرْآنُ عَنْ كَثِيرٍ مِنْ شَهَوَاتِهِ، وَعَنْ أَنْ يَهْلِكَ فِيهَا هُوَ بِإِذْنِ اللّه عَزَّ وَجَلَّ، فَالْقُرْآنُ دَلِيلُهُ، وَالْخَوْفُ حُجَّتُهُ، وَالشَّوْقُ مَطِيَّتُهُ، وَالصَّلاةُ كَهْفُهُ، وَالصَّوْمُ جُنَّتُهُ، وَالصَّدَقَةُ فِكَاكُهُ، وَالصِّدْقُ أَمِيرُهُ، وَالْحَيَاءُ وَزِيرُهُ، وَرَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ كُلِّهِ بِالْمِرْصَادِ". ١٥قوله تعالى: {فَأَمَّا الْإِنْسَانُ} عَنِ الْحَسَنِ، فِي قوله:"{فَأَمَّا الْإِنْسَانُ} الْآيَةَ، قَالَ: كُلا أَكْذَبْتَهُمَا جَمِيعًا، مَا بَالَغِنَى أَكْرَمَكَ، وَلا بِالْفَقْرِ أَهَانَكَ، ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ بِمَا يُهِينُ {بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ}، الْآيَةَ" عَنْ مُجَاهِدٍ فِي الْآيَةِ، قَالَ:"ظَنَّ كَرَامَةَ اللّه فِي الْمَالِ وَهُوَ أَهَانَهُ فِي قِلَّتِهِ، وَكَذَبَ إِنَّمَا يُكْرِمُ بِطَاعَتِهِ وَيُهِينُ بِمَعْصِيَتِهِ مَنْ أَهَانَ". ١٦-١٧قوله تعالى: {فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ} عَنْ زَيْدٍ،"{فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ}، قَالَ ضَيَّقَهُ عَلَيْهِ" عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَرَأَ:"{بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ}، بِالْيَاءِ". ١٩قوله تعالى: {وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا} عَنْ عِكْرَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللّه الْمَزْنِيِّ، فِي قوله:"{وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا}، قَالَ: اللَّمُّ: الِاعْتِدَاءُ فِي الْمِيرَاثِ، يَأْكُلُ مِيرَاثَهُ وَمِيرَاثَ غَيْرِهِ" عَنْ قَتَادَةَ،"{وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ}، قَالَ: الْمِيرَاثَ، {أَكْلًا لَمًّا}، قَالَ: شَدِيدًا، {حُبًّا جَمًّا}، قَالَ: شَدِيدًا" عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قوله:"{أَكْلًا لَمًّا}، قَالَ: اللَّمُّ: اللَّفُّ اللَّفُّ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قوله:"{أَكْلًا لَمًّا}، قَالَ: مِنْ طَيِّبٍ أَوْ خَبِيثٍ خَبِيثٍ، ٢٠وَفِي قوله: وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ، قَالَ: الْجَمُّ: الْكَثِيرُ" وَفِي قوله: {حُبًّا جَمًّا}، قَالَ: فَاحِشًا" عَنِ ابْنِ زَيْدٍ، رضِيَ اللّه عَنْهُ فِي الْآيَةِ، قَالَ:"الْأَكْلُ اللَّمُّ: الَّذِي يَلِمُّ كُلَّ شَيْءٍ يَجِدُهُ، لا يَسْأَلُ عَنْهُ، يَأْكُلُ الَّذِي لَهُ وَالَّذِي لِصَاحِبِهِ، لا يَدْرِي أَحَلالًا أَمْ حَرَامًا" عَنْ سُفْيَانَ، رضِيَ اللّه عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ، فِي قوله:"{وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا}، قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلا وَمَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللّه، مَا مِنَّا إِلا وَمَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِ وَارِثِهِ، قَالَ:"لَيْسَ لَكَ مِنْ مَالِكَ إِلا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ أَعْطَيْتَ فَأَمْضَيْتَ". ٢١قوله تعالى: {إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا} عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رضِيَ اللّه عَنْهُمَا، فِي قوله:"{إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا}، قَالَ: تَحْرِيكُهَا" عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، رضِيَ اللّه عَنْهُ، قَالَ:"تُحْمَلُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَيُدَكُّ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ". ٢٢قوله تعالى: {وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي قوله:"{وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا}، قَالَ: جَاءَ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ كُلُّ سَمَاءٍ صَفًّا" عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رضِيَ اللّه عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ، مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا". ٢٣قوله تعالى: {يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ } عَنِ الضَّحَّاكِ، رضِيَ اللّه عَنْهُ، فِي قوله:"{يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ}، قَالَ: يُرِيدُ التَّوْبَةَ التَّوْبَةَ، ٢٤قَوْلُهُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي وَفِي قوله: {يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي}، يَقُولُ: عَمِلْتُ فِي الدُّنْيَا لِحَيَاتِي فِي الْآخِرَةِ". ٢٥-٢٦قوله تعالى: {فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ } عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رضِيَ اللّه عَنْهُمَا، فِي قوله:"{فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ }، قَالَ: لا يُعَذِّبُ بِعَذَابِ اللّه أَحَدٌ، وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ وَلا يُوثِقُ وَثَاقَ اللّه أَحَدٌ". ٢٧قوله تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللّه الدَّشْتَكِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعيِدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله:"{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً}، قَالَ: نَزَلَتْ وَأَبُو بَكْرٍ جَالِسٌ، فقال: يا رَسُولَ اللّه، مَا أَحْسَنَ هَذَا ! فقال: أَمَا أَنَّهُ سَيُقَالُ لَكَ هَذَا" حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ سَعيِدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قَرَأْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً}، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ، رضِيَ اللّه عَنْهُ: إِنَّ هَذَا حَسَنٌ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"أَمَا إِنَّ الْمَلَكَ سَيَقُولُ لَكَ هَذَا عِنْدَ الْمَوْتِ" عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رضِيَ اللّه عَنْهُمَا، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:"مَنْ يَشْتَرِي بِئْرَ رُومَةَ نَسْتَعْذِبُ بِهَا، غَفَرَ اللّه لَهُ"، فَاشْتَرَاهَا عُثْمَانُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"هَلْ لَكَ أَنْ تَجْعَلَهَا سِقَايَةً لِلنَّاسِ؟"، قَالَ: نَعَمْ، فَأَنْزَلَ اللّه فِي عُثْمَانَ {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ}"الْآيَةَ عَنْ بُرَيْدَةَ، رضِيَ اللّه عَنْهُ، فِي قوله:"{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ}، قَالَ: يعْنِي نَفْسَ حَمْزَةَ" عَنْ مُجَاهِدٍ، رضِيَ اللّه عَنْهُ، فِي قوله:"{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ}، قَالَ: الَّتِي أَيْقَنَتْ بِأَنَّ اللّه رَبُّهَا" عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، رضِيَ اللّه عَنْهُ، قَالَ:"يَسِيلُ وَادٍ مِنْ أَصْلِ الْعَرْشِ، فَتَنْبُتُ فِيهِ كُلُّ دَابَّةٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، ثُمَّ تَطِيرُ الْأَرْوَاحُ، فَتُؤْمَرُ أَنْ تَدْخُلَ الْأَجْسَادَ، فَهُوَ ٢٨قوله: {ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً}" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رضِيَ اللّه عَنْهُمَا، فِي قوله:"{ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً}، قَالَ: بِمَا أُعْطِيَتْ مِنَ الثَّوَابِ {مَرْضِيَّةً}، عَنْهَا بِعَمَلِهَا {فَادْخُلِي فِي عِبَادِي}، الْمُؤْمِنِينَ" عَنِ الْحَسَنِ، رضِيَ اللّه عَنْهُ، فِي قوله:"{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ}، قَالَ: إِنَّ اللّه إِذَا أَرَادَ قَبَضَ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ، اطْمَأَنَّتِ النَّفْسُ إِلَيْهِ، وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهَا، وَرَضِيَتْ عَنِ اللّه، وَرَضِيَ اللّه عنها، أمر بقبضها فأدخلها الجنة، وجعلها من عباده الصالحين". ٢٩-٣٠قوله تعالى: {فادخلي في عبادي وادخلي جنتي} عَنْ أَبِي صَالِحٍ، رضِيَ اللّه عَنْهُ، فِي قوله:"{ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ}، قَالَ: هَذَا عِنْدَ الْمَوْتِ، رُجُوعُهَا إِلَى رَبِّهَا خُرُوجُهَا مِنَ الدُّنْيَا، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قِيلَ لَهَا: {فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي}" عَنْ قَتَادَةَ،"{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ}، قَالَ: هَذَا الْمُؤْمِنُ اطْمَأَنَّ إِلَى مَا وَعَدَ اللّه، {فَادْخُلِي فِي عِبَادِي}، قَالَ: ادْخُلِي فِي الصَّالِحِينَ، وَادْخُلِي جَنَّتِي" عَنِ السُّدِّيِّ، رضِيَ اللّه عَنْهُ،"{فَادْخُلِي فِي عِبَادِي}، قَالَ: مَعَ عِبَادِي" عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، رضِيَ اللّه عَنْهُ،"{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ}، قَالَ: بُشِّرَتْ بِالْجَنَّةِ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَعِنْدَ الْبَعْثِ، وَيَوْمِ الْجَمْعِ" حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ الْجَزَرِيُّ، عَنْ سَالِمٍ الْأَفْطَسِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ:"مَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِالطَّائِفِ، فَجَاءَ طَيْرٌ لَمْ يُرَ عَلَى خَلْقِهِ، فَدَخَلَ نَعْشَهُ، ثُمَّ لَمْ يُرَ خَارِجًا مِنْهُ، فَلَمَّا دُفِنَ تُلِيَتْ هَذِهِ الْآيَةُ عَنْ شَفِيرِ الْقَبْرِ، مَا يُدْرَى مَنْ تَلاهَا {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي}". |
﴿ ٠ ﴾