سُورَةُ الْبلد

١-٢

قوله تعالى: {لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}

 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"{لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}، قَالَ: مَكَّةُ، {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}، قَالَ: أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ يَحِلُّ لَكَ أَنْ تُقَاتِلَ بِهِ، وَأَمَّا غَيْرُكَ فَلا"

 عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي

قوله:"{لا أُقْسِمُ}، قَالَ: لا رَدًّا عَلَيْهِمْ، {أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}"

 عَنْ مُجَاهِدٍ،"{لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ} يعْنِي مَكَّةَ {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}، قَالَ: أَنْتَ غَيْرُ حَرِجٍ وَلا آثِمٍ"

 عن قتادة،"{لا أقسم بهذا البلد}، يعنى: مكة، {وأنت حل بهذا البلد}، يعنى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، يقول: أنت فى حل مما صنعت فيه"

 عَنِ الْحَسَنِ،"{وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}، قَالَ: أَحَلَّهَا اللّه لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعَةً مِنْ نَهَارِ يَوْمِ الْفَتْحِ"

عَنِ الضَّحَّاكِ،"{وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}: يعْنِي: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: أَنْتَ حِلٌّ بِالْحَرَمِ، فَاقْتُلْ إِنْ شِئْتَ أَوْ دَعْ"

 عَنْ عَطَاءٍ،"{لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}، قَالَ: إِنَّ اللّه حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، فَهِيَ حَرَامٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، لَمْ تَحِلَّ لِبَشَرٍ إِلا رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، وَلا يَخْتَلِي خَلاهَا، وَلا يَعْضِدُ عَضَاهَا، وَلا يَنْفِرُ صَيْدُهَا، وَلا تَحِلُّ لَقْطَتُهَا إِلا لِمُعَرِّفٍ".

٣

قوله تعالى: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}

 عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ، عِكْرَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،

قوله:"{وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}، الْوَالِدُ الَّذِي يَلِدُ، وَمَا وَلَدَ الْعَاقِرُ الَّذِي لا يُولَدُ لَهُ"

 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"{وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}، قَالَ: الْوَالِدُ الَّذِي يَلِدُ، {وَمَا وَلَدَ}، الْعَاقِرُ الَّذِي لا يَلِدُ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ"، وَقَالَ عِكْرَمَةُ:"الْوَالِدُ: العَاقِرُ، وَمَا وَلَدَ: الَّذِي لا يَلِدُ

 عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ،"{وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}، قَالَ: إِبْرَاهِيمُ وَمَا وَلَدَ".

٤-٥

قوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، إِلَى

قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ}

 عَنْ مُجَاهِدٍ،"{وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}، قَالَ: الْوَلَدُ: آدَمُ، {وَمَا وَلَدَ} وَلَدُهُ، {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، قَالَ: فِي شِدَّةٍ {أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا}، قَالَ: كَثِيرًا، {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ}، قَالَ: لَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ أَحَدٌ"

 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، قَالَ: فِي شِدَّةِ خَلْقٍ: فِي وِلادَتِهِ، وَنَبْتِ أَسْنَانِهِ، وَصُوَرِهِ، وَمَعِيشَتِهِ، وَخِتَانِهِ"

 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،"{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، قَالَ: مُنْتَصِبٌ فِي بَطْنِ أُمِّهِ"

 عَنْ إِبْرَاهِيمَ، رضِيَ اللّه عَنْهُ، أَحْسَبُهُ عَنْ عَبْدِ اللّه،"{فِي كَبَدٍ}، قَالَ: مُنْتَصِبًا"

 عَنِ الْحَسَنِ، رضِيَ اللّه عَنْهُ،"{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، قَالَ: يُكَابِدُ مَضَايِقَ الدُّنْيَا، وَشَدَائِدَ الْآخِرَةِ"

 عَنِ الْحَسَنِ، رضِيَ اللّه عَنْهُ،"{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، قَالَ: أُمُورُ الدُّنْيَا، وَأُمُورُ الْآخِرَةِ"

 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ أَبَا جَعْفَرٍ الْبَاقِرَ، سَأَلَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ عَنْ قَوْلِ اللّه:"{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، قَالَ: فِي قِيَامِهِ، وَاعْتِدَالِهِ، فَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِ أَبُو جَعْفَرٍ".

قوله تعالى: {أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا}، إِلَى

٦-٧

قوله: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ}

 عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي

قوله:"{أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا}، قَالَ: أَنْفَقْتُ مَالًا فِي الصَّدِّ عَنْ سَبيِلِ اللّه {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ}، قَالَ: الْأَحَدُ: اللّه عَزَّ وَجَلَّ"

 عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فِي

قوله:"{يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا}، قَالَ: أَيَمُنُّ عَلَيْنَا ! فَمَا فضلناها أَفْضَلُ، {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ}، وَكَذَا وَكَذَا".

٨

قوله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ}

 عَنْ قَتَادَةَ،"{أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ}، قَالَ: نِعَمٌ مِنَ اللّه مُتَظَاهِرَةٌ يُقَرِّرُنَا بِهَا كَيْمَا نَشْكُرَ".

١٠

قوله تعالى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}

 عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رضِيَ اللّه عَنْهُ، فِي

قوله:"{وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}، قَالَ: سَبِيلَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ"

 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رضِيَ اللّه عَنْهُمَا،"{وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}، قَالَ: الْهُدَى وَالضَّلالَةَ"

 عَنْ أَنَسٍ، رضِيَ اللّه عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسوُلُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"هَمَا نَجْدَانِ، فَمَا جَعَلَ نَجْدَ الشَّرِّ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ نَجْدِ الْخَيْرِ"

 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الزُّبَيْرِيِّ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عِقَالٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله:"{وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}، قَالَ: الثَّدْيَيْنِ".

١١

قوله تعالى: {فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ}

 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رضِيَ اللّه عَنْهُ،"{فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ}، قَالَ: جَبَلٌ فِي جَهَنَّمَ"

 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رضِيَ اللّه عَنْهُمَا، قَالَ:"الْعَقَبَةُ: النَّارُ"، وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ قَتَادَةَ، رضِيَ اللّه عَنْهُ، قَالَ:"لِلنَّاسِ عَقَبَةٌ دَوْنَ الْجَنَّةِ، وَاقْتِحَامُهَا {فَكُّ رَقَبَةٍ}، الْآيَةَ

 وَأَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ:"إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَمَرَ اللّه بِكُلِّ جَبَّارٍ، وَكُلِّ شَيْطَانٍ، وَكُلِّ مَنْ كَانَ يَخَافُ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا شره، فَأُوثَقُوا فِي الْحَدِيدِ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ، ثُمَّ أَوْصَدُوهَا عَلَيْهِمْ، أَيْ أَطْبَقُوهَا، قَالَ: فَلا وَاللّه لا تَسْتَقِرُ أَقْدَامُهُمْ عَلَى قَرَارٍ أَبَدًا، وَلا وَاللّه لا يَنْظُرُونَ فِيهَا أَدِيمَ سَمَاءٍ أَبَدًا، ولا وَاللّه لا تَلْتَقِي جُفُونُ أَعْيُنِهِمْ عَلَى غَمْضِ نَوْمٍ أَبَدًا، وَلا وَاللّه لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَارِدَ شَرَابٍ أَبَدًا"

 عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، رضِيَ اللّه عَنْهُ، قَالَ:"بَلَغَنِي أَنَّ الْعَقَبَةَ الَّتِي ذَكَرَ اللّه فِي كِتَابِهِ مَطْلَعُهَا سَبْعَةُ آلافِ سَنَةٍ، وَمَهْبِطُهَا سَبْعَةُ آلافِ سَنَةٍ"

 عَنْ كَعْبِ الأَحْبَارِ، قَالَ:"الْعَقَبَةُ: سَبْعُونَ دَرَجَةً فِي جَهَنَّمَ".

١٤

قوله تعالى: {فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ}

 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رضِيَ اللّه عَنْهُمَا، فِي

قوله:"{فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ}، قَالَ: مَجَاعَةٌ"

 عَنْ إِبْرَاهِيمَ، رضِيَ اللّه عَنْهُ،"{فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ}، قَالَ: يَوْمٌ فِيهِ الطَّعَامُ عَزِيزٌ".

١٥-١٦

قوله تعالى: {ذَا مَقْرَبَةٍ}،وَ

قوله تعالى: {ذَا مَتْرَبَةٍ}

 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رضِيَ اللّه عَنْهُمَا، فِي

قوله:"{ذَا مَقْرَبَةٍ}، أَيْ ذَا قَرَابَةٍ، وَفِي

قوله: {ذَا مَتْرَبَةِ}: يعْنِي بَعِيدُ التُّرْبَةِ، أَيْ غَرِيبًا مِنْ وَطَنِهِ"

 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رضِيَ اللّه عَنْهُمَا، فِي

قوله:"{أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ}، قَالَ: هُوَ الْمَطْرُوحُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ بَيْتٌ بَيْتٌ"، وَفِي لَفْظِ الْحَاكِمِ: هُوَ التَّرِبُ الَّذِي لا يَقِيهِ مِنَ التُّرَابِ شَيْءٌ"، وَفِي لَفْظٍ: هُوَ اللازِقُ بِالتُّرَابِ مِنْ شِدَّةِ الْفَقْرِ".

١٧

قوله تعالى: {وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ}

 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رضِيَ اللّه عَنْهُمَا،"{وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ}: يعْنِي بِذَلِكَ، رَحْمَةُ النَّاسِ كُلِّهِمْ".

٢٠

قوله تعالى: {مُؤْصَدَةٌ} قَالَ: مُغْلَقَةُ الْأَبْوَابِ

 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:"{مُؤْصَدَةٌ}، مُطْبَقَةٌ".

﴿ ٠