سُورَةُ قريش

 عن أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ:"{لِإِيلافِ قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ}، وَيْحَكُمْ يَا قُرِيشُ، اعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خُوْفٍ"

١-٣

قوله تعالى: {لِإِيلافِ قُرَيْشٍ}

 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله:"{لِإِيلافِ قُرَيْشٍ}، قَالَ: نِعْمَتُهُ عَلَى قُرِيْشٍ، {إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ}، قَالَ: كَانُوا يُشَتُّونَ بِمَكَّةَ، وَيُصَيِّفُونَ بِالطَّائِفِ، {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ}، قَالَ: الْكَعْبَةُ، {الَّذِي أَطْعَمَهُم مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُم مِنْ خَوْفٍ}، قَالَ: الْجُزَامُ"

 عَنْ مُجَاهِدٍ،

قوله:"{لِإِيلافِ قُرَيْشٍ}، قَالَ: نِعْمَتِي عَلَي قُرَيْشٍ، {إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ}، قَالَ: إِيلافِهِمْ ذَلِكَ، فَلا يَشُقُّ عَلَيْهِمْ رِحْلَةُ الشِّتَاءِ وَلا صَيْفٌ، {وَآمَنَهُم مِنْ خَوْفٍ}، قَالَ: مِنْ كُلِّ غَزْوٍ فِي حَرَمِهِمْ"

٤

قوله تعالى: {الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ}

 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي

قوله:"{الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ}، يعْنِي قُرَيْشًا أَهْلَ مَكَّةَ بِدَعْوَى إِبْرَاهِيمَ، حَيْثُ قَالَ: {وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ}، {وَآمَنَهُم مِنْ خَوْفٍ}، حَيْثُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: {رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِنًا}"

 عَنْ قَتَادَةَ، فِي

قوله:"{لِإِيلافِ قُرَيْشٍ}، قَالَ: عَادَةُ قُرَيْشٍ رِحْلَةٌ فِي الشِّتَاءِ، وَرِحْلَةٌ فِي الصَّيْفِ الصَّيْفِ، وَفِي

قوله: {وَآمَنَهُم مِنْ خَوْفٍ}، قَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ نَحْنُ مَنْ حَرَّمَ اللّه، فَلا يَعْرِضُ لَهُمْ أَحَدٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَأْمَنُونَ بِذَلِكَ، وَكَانَ غَيْرُهُمْ مِنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ إِذَا خَرَجَ أُغِيرَ عَلَيْهِمْ"

 عَنْ عِكْرَمَةَ، قَالَ:"كَانَتْ قُرَيْشٌ تَتَّجِرُ شِتَاءً وَصَيْفًا، فَتَأْخُذُ فِي الشِّتَاءِ عَلَى طَرِيقِ الْبَحْرِ وَأَيَلَةَ إِلَى فِلَسْطِينَ يَلْتَمِسُونَ الدِّفَاءَ، وَأَمَّا الصَّيْفُ فَيَأْخُذُونَ قِبَلَ بَصْرَى وَأَذْرِعَاتِ، يَلْتَمِسُونَ الْبَرْدَ، فَذَلِكَ

قوله: {إِيلافِهِمْ}".