٧

وغَيْرِ الْمَغْضُوبِ بدل من [الَّذِينَ وإلا فالمعرفة لا توصف بالنكرة «١».

وقال أبو علي «٢» : غَيْرِ ها هنا معرفة لأنها مضافة إلى معرفة والمضاف أيضا في معرفة المعنى لأن له ضدا واحدا.

ويجوز نصب غَيْرِ على الحال من «هم» في عَلَيْهِمْ ، أو من الَّذِينَ «٣».

والغضب من اللّه إرادة المضارّ بمن عصاه ، وكذلك عامّة الصّفات تفسّر على أحوالنا بما هو أغراضها في التمام لا أغراضها في الابتداء «٤».

و«آمين» أشبعت منه الهمزة كأنه فعيل من الأمن ، وليس به ، بل اسم

___________

(١) معاني القرآن للأخفش : ١/ ١٦٥ ، معاني القرآن للزّجّاج : ١/ ٥٣ ، الحجة لأبي علي الفارسي : ١/ ١٤٢ ، مشكل إعراب القرآن : ١/ ٧٢ ، الدر المصون : ١/ ٧١. وقد أورد المؤلف هذا القول في وضح البرهان وقال : إنه مذهب الأخفش.

(٢) أبو علي الفارسي : (٢٨٨ - ٣٧٧ ه).

هو الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي ، أبو علي ، الإمام النحوي اللغوي.

من تصانيفه : الحجة للقراء السبعة ، والأغفال ، والمسائل العسكرية ... وغير ذلك.

أخباره في : وفيات الأعيان : (٢/ ٨٠) ، وسير أعلام النبلاء (١٦/ ٣٧٩ ، ٣٨٠) ، بغية الوعاة : (١/ ٤٩٦ - ٤٩٨) ، ونص كلامه في الحجة : ١/ ١٤٤.

(٣) انظر السبعة في القراءات لابن مجاهد : ١١٢ ، معاني القرآن للزجاج : ١/ ٥٣ ، الحجة لأبي علي الفارسي : (١/ ١٤٢ ، ١٤٣) ، ونقل عن ابن مجاهد أنه قال : «و الاختيار الذي لا خفاء به الكسر» ا ه وهي قراءة الجمهور. وقال الطبري في تفسيره : ١/ ١٨٢ ، وقد يجوز نصب «غير» في غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وإن كنت للقراءة بها كارها لشذوذها عن قراءة القراء.

وإنّ ما شذ من القراءات عما جاءت به الأمة نقلا ظاهرا مستفيضا. فرأى للحق مخالف ، وعن سبيل اللّه وسبيل رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم وسبيل المسلمين متجانف ، وإن كان له - لو كان جائزا القراءة به - في الصواب مخرج».

(٤) الأولى أن تفسر مثل هذه الألفاظ على أنها صفات للّه سبحانه وتعالى تليق بجلاله دون تأويل.

سمّي به الفعل ، ومعناه : افعل أو استجب «١».

والسورة فاتحة الكتاب لأنه «٢» يفتتح بها «٣». و«أمّ الكتاب» ، لأنها أصل معانيه «٤». و«السّبع المثاني «٥»» ، لأنها تثنى في كل صلاة.

___________

(١) انظر معاني القرآن للزجاج : ١/ ٥٤ ، المحرر الوجيز : ١/ ١٣١ ، البيان لابن الأنباري :(١/ ٤١ ، ٤٢) ، الدر المصون : ١/ ٧٧.

(٢) في «ج» : لأنها.

(٣) وفي الحديث : «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب». أخرجه الإمام البخاري في صحيحه : ١/ ١٥٤ ، كتاب الأذان ، باب «وجوب القراءة للإمام والمأموم». وانظر تفسير الطبري : ١/ ١٠٧ ، معاني القرآن للنحاس : ١/ ٤٨ ، تفسير القرطبي : ١/ ١١١.

(٤) المراد بالكتاب هنا القرآن ، وقد جاء في الحديث ما يدل عليه ، من ذلك ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه : ٥/ ٢٢٢ ، كتاب التفسير ، باب قوله : وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : «أم القرآن هي السبع المثاني» .. وأخرج الإمام مسلم في صحيحه : ١/ ٢٩٥ ، كتاب الصلاة ، باب «وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة ... عن عبادة بن الصامت رضي اللّه تعالى عنه قال :

قال يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : «لا صلاة لمن لم يفترئ بأم القرآن».

(٥) يدل على هذه التسمية الحديث الذي أخرجه الإمام البخاري ، والذي تقدم قبل قليل و«تثنى» بضم التاء وسكون الثاء ، والمعنى : تكرر وتعاد. اللسان : ١٤/ ١١٩ (ثنى).

﴿ ٧